جدوى حملات مقاطعة المنتجات الإسرائيلية ج2
وحول الضغوط الأميركية على بعض الدول العربية كي تفتح أسواقها للمنتجات الإسرائيلية، قال المحلل الاقتصادي بشير الكحلوت لحلقة برنامج الاقتصاد والناس التي بثت بتاريخ 16/8/2014 اإن الدول العربية تنقسم إلى قسمين: أحدهما متعامل مع إسرائيل ولا يحتاج لضغوط، والآخر لا يتعامل معها ولا توجد ضغوط عليه بالوقت الحالي، وأكد أن الكلمة العليا في ما يتعلق بالمقاطعة بيد المستثمر والفرد العربي.
توعية وتنوير
وفي تقرير من الولايات المتحدة، قال الناشط الأميركي في حملة مقاطعة المنتجات الإسرائيلية محمد أبو غزالة إن جهودهم تنصب في إطار توعية كل الأميركيين بالعدوان الإسرائيلي على غزة، ومن ثم تنويرهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي بخيارات المقاطعة وتركهم يختارون طريقة التصرف المثلى، وأضاف أبو غزالة أن من نتائج حملتهم الاعتذار الذي تقدمت به شركة مستحضرات التجميل "غارنييه" لقيامها بدعم إسرائيل.
وفي المقابل، رأي البعض الآخر من المستطلعين الأميركيين عدم جدوى المقاطعة لأن إسرائيل تنتج العديد من البضائع ولن تؤثر هذه الحملة في حل النزاع، بينما قال البعض إنهم لم يسمعوا بحملات المقاطعة للبضائع الإسرائيلية أصلا.
انجاز
ومن لبنان، كشف سامح إدريس (من حملة مقاطعة داعمي إسرائيل في لبنان) أن الحملة بدأت عام 2002 بعد مجازر جنين بمقاطعة الشركات الداعمة للاقتصاد الإسرائيلي بغض النظر عن جنسيتها أو موقعها في العالم، وفي عام 2005 تم التنسيق مع تحركات الحملة الدولية لمقاطعة المنتجات الإسرائيلية التي أطلقتها منظمات المجتمع المدني الفلسطينية.
وأوضح إدريس أن القس ديزموند توتو عبر عن إعجابه بما أنجزته الحملة الدولية، وقال إنكم استطعتم أن تسحبوا خلال خمس سنوات من استثمارات إسرائيل ما عجزنا نحن عن دفع العالم لتحقيقه خلال خمسين عاما من المقاطعة ضد نظام التفرقة العنصرية "الأبارتهايد" في جنوب أفريقيا.
وأشار إدريس إلى أن العالم الذي كان خائفا من الاتهام بمعاداة السامية، بدأ الآن باكتشاف حقيقة إسرائيل العنصرية الاحتلالية، ودعا كل الشعوب العربية "المناضلة" ضد الديكتاتوريات العربية إلى عدم نسيان عدالة القضية الفلسطينية.
تطبيقات ذكية
وحول نية بعض شركات الهاتف الجوال إطلاق تطبيقات يمكنها أن تكشف بلد المنشأ لكل سلعة، قال الكحلوت إن هذا سيؤدي إلى الارتفاع في المقاطعة إلى مستوى جديد، وسيسهل كشف المتآمرين والمتواطئين.
ومن المملكة المتحدة، أوضح تاباش شيم (من حملة مقاطعة المنتجات الإسرائيلية في بريطانيا) أنهم بدؤوا قبل خمس سنوات ولم يكن الناس يدركون حقيقة التعذيب اليومي الذي تمارسه إسرائيل ضد الشعب الفلسطيني، فبدؤوا يقاطعون السلع الإسرائيلية، مما دفع بعض المحلات إلى إخفاء حقيقة أن هذه المنتجات مصنوعة في إسرائيل.
ومن جنوب أفريقيا، تباينت آراء المستطلعين بين من يرى أهمية هذه المقاطعة وفعاليتها، خصوصا أن شعب جنوب أفريقيا سبق له أن استخدم حملات مشابهة في السابق، بينما شكك آخرون في جدوى نجاح حملة المقاطعة لوجود لوب يهودي قوي في البلاد، لن يسمح بوقوف عوائق ضد مصالح إسرائيل في أي مكان.