الاقتصاد والناس

الزكاة في الوطن العربي.. معوقات وحلول

بحثت حلقة السبت 5/7/2014 من برنامج “الاقتصاد والناس” كيفية إدارة أموال الزكاة على مستوى العالم الإسلامي، وناقشت الآليات المثالية لجمع وتوظيف هذه الأموال وتوزيعها على مصارفها.

تكثر شواهد الرحمة والتكافل الاجتماعي في شهر رمضان بين طبقات المجتمع الإسلامي من الخليج إلى المحيط، حيث تقام موائد الرحمن لإفطار الصائمين، وتنشط الجمعيات الخيرية في جمع وتوزيع الصدقات، ويتوج ذلك في آخر الشهر بتوزيع زكاة الفطر.

للتعمق اقتصاديا في إسهام الزكاة في تخفيف حدة الفقر، تنقلت حلقة السبت 5/7/2014 من برنامج "الاقتصاد والناس" بين تجارب العديد من الدول العربية والإسلامية، متناولة أنشطة الهيئات الحكومية المختلفة المعنية بجمع وتوزيع الزكاة فيها.

وحول قيمة الأصول في البنوك الإسلامية -التي تبلغ 1.72 تريليون دولار ويبلغ مقدار زكاتها نحو 42 مليار دولار- قال المشرف الشرعي في صندوق الزكاة القطري فريد الهنداوي إن هذه الأموال يمكن أن تعيدنا إلى عهد الخليفة الراشد عمر بن عبد العزيز عندما لم يجد أحدا يقدم له الزكاة، إن تم استخدامها في مصارفها الصحيحة.

وأضاف أن مجموع زكاة 33 من شركات البورصة العاملة في قطر قارب مبلغ 2.250 مليار ريال قطري، مؤكدا أنه لو تم توزيع هذه الأموال بقطر فلن يبقى فيها فقير، وهي التي تتميز بضآلة نسبة الفقراء فيها أصلا.

وضرب الهنداوي مثالا آخر بدراسة أجرتها كلية التجارة بجامعة الأزهر قدرت أموال الزكاة في مصر بين 18 و35 مليار جنيه مصري.

فلسفة الزكاة
وفي رده على سؤال بشأن أن بند "العاملين عليها" في السودان مثلا يستهلك حوالي 25% من مجمل دخل الزكاة، قال الهنداوي إن هذا بند صرف أساسي لا ينبغي إهماله لأنهم يقومون بجمعها وإدارتها.

ونبّه إلى وسائل إدارية وإجرائية كثيرة يمكن أن تقوم بها الدولة لإجبار الأفراد والمؤسسات على دفع الزكاة، بربطها مثلا بتجديد التراخيص السنوية وإصدار تأشيرات العمالة.

ومن ناحية أخرى، أكد أستاذ السنة والحديث بكلية الشريعة جامعة قطر عبد الجبار سعيد أن مشاكل ومعوقات إدارة عملية الزكاة في هذا الزمان لا تتمثل فقط في عدم إخراجها من البعض، ولكن سوء إدارتها وتنميتها والاستفادة منها وحسن توزيعها، ودعا في الوقت ذاته إلى إنشاء مؤسسات لكي تقوم بعملية إدارتها.

ودعا إلى الاهتمام بـ"جوهر" فلسلفة الزكاة القائم على تمليك المحتاج مشروعا مهما صغر حجمه ليجني منه قوت يومه، بدلا من إطعامه لأن "قليل دائم خير من كثير منقطع".

وأوضح أن العديد من الدول لا تملك القوانين التي تجبر الأفراد أو المؤسسات على أداء الزكاة وتتركهم أحرارا في ممارسة هذه العبادة كل حسب ضميره.

وتحسر سعيد لعدم ثقته في حكومات العالم الإسلامي في ما يتعلق بإدارة ملف الزكاة، متخوفا من أن تنفق هذه الأموال في أغراض غير التي جمعت من أجلها حال وقوعها في أيدي الحكومات.