الاقتصاد والناس

المدخنون العرب.. فاتورة المال والصحة

ناقشت الحلقة الفاتورة الاقتصادية للتدخين، وتكلفة السجائر، والأموال التي تصرف على التدخين عربيا، إضافة إلى الخسائر التي يتكبدها الاقتصاد العربي لعلاج الأمراض الناتجة عنه.

في كل ست ثوان تقتل السجائر شخصا في العالم، غير أن هذا الحساب له تفاصيل أخرى، فالغالبية الساحقة من المدخنين في الكرة الأرضية هم من بلاد ذات دخل متوسط أو منخفض.

جاءت حلقة "الاقتصاد والناس" يوم 6/12/2014 متزامنة مع احتفال الولايات المتحدة الأميركية بمناسبة مرور خمسين عاما على حملتها ضد التدخين، والتي أدت إلى خفض عدد المدخنين من 40% إلى 18%.

قدمت الحلقة مجموعة من الحقائق المستقاة من منظمة الصحة العالمية، وهي حقائق مثيرة للقلق، ومنها أن القرن الماضي شهد وفاة مائة مليون شخص بسبب التدخين، وأن حجم مبيعات السجائر حاليا يبلغ 800 مليار دولار، بينما تكلف فاتورة العلاج من أمراض السرطان الناجمة عن التدخين 1.9 ترليون دولار.

أما الوطن العربي فحصته من التدخين لا تبشر بخير، حيث يوصف الأردن بأنه أسوأ ثالث دولة في العالم من حيث نسبة التدخين. وتصل نسبة التدخين بين الذكور إلى 50%، وبين الإناث إلى 18%، بتكلفة أزيد من مليار دولار، علما بأن ثلث الأطباء الأردنيين يدخنون.

يوصف الأردن بأنه أسوأ ثالث دولة في العالم من حيث نسبة التدخين. وتصل نسبة التدخين بين الذكور الى 50%، وبين الإناث إلى 18%

في المملكة العربية السعودية ستة ملايين مدخن، بينما تبلغ مبيعات السجائر ملياري دولار، وفي العراق سبعة ملايين مدخن ينفقون 500 مليون دولار سنويا، وفي تونس ثلاثة ملايين مدخن ينفق كل فرد ربع دخله على السجائر.

دعاية وضرائب
تحدث الخبير الاقتصادي عبد الرحمن يسري للبرنامج فقال إن سبب ارتفاع معدلات التدخين في بلادنا مقارنة مع دول متقدمة يعود إلى الدعاية المستمرة ضد التدخين المنتجة في أميركا وأوروبا منذ عقود، والضرائب العالية على التبغ.

ففي فرنسا -يضيف الخبير- ارتفعت أسعار السجائر إلى 300% منذ التسعينيات، مما خفض استهلاكها إلى 50%.

في المقابل يتحدث مدير إدارة الصحة العامة بالمجلس الأعلى للصحة القطري محمد آل ثاني منبها إلى أن المسح الوطني للمدخنين يشير إلى أن نسبة المدخنين تبلغ 12%، معتبرا أن سهولة الحصول على التبغ لذوي الدخل المرتفع تمثل تحديا أمام عمليات التوعية.

وحيث إن التدخين يمثل القاسم الأكبر في جميع الأمراض التي يعاني منها الإنسان، فقد انطلقت في العالم فكرة تأسيس عيادات الإقلاع عن التدخين.

وقال مدير عيادة الإقلاع عن التدخين في مؤسسة حمد الطبية بقطر إن نسبة النجاح كانت جيدة إذ توقف 35% من مراجعي العيادة عن التدخين، بينما خفف 25% منهم من تعاطي السجائر.

وحول آلية العمل في العيادة، قال إنه تجري دراسة أنواع التبغ التي يتعاطاها المدخن ودرجة الإدمان، ثم تقوم العيادة بتأمين الإرشادات اللازمة وتقديم العلاجات والمتابعة بين أسبوعين وأربعة.