الاقتصاد والناس

لماذا يستهلك العرب أكثر مما ينتجون؟

تناولت حلقة 13/12/2014 من برنامج “الاقتصاد والناس” تحديات الأمن الغذائي في الوطن العربي، والسياسات المتبعة لتقليص الفجوة الغذائية، إضافة إلى واقع الأمن المائي وتأثيره على سلة الغذاء المنتجة عربيا.

تشير الأرقام إلى أن نسبة ما تستورده بعض الدول العربية تتراوح بين 40% و90% من المواد الغذائية، ما يجعلها الأكثر استيرادا للمواد الغذائية في العالم، ويتوقع أن ترتفع فاتورة واردات العالم العربي من الغذاء من 56 مليار دولار عام 2011 إلى 150 مليارا عام 2050.

كما أن حجم الإنتاج المحلي الزراعي سجل 139 مليار دولار في عام 2012، أي ما يشكل 5.4% فقط من إجمالي الناتج المحلي العربي.

وتشير الأرقام أيضا إلى أن حصة الأراضي المزروعة في دول الخليج تتراوح بين 1.5% و5% من إجمالي المساحة، بينما تبلغ هذا الحصة في الولايات المتحدة الأميركية 18% و24% في بريطانيا و52% في الصين.

كما أن دول مجلس التعاون الخليجي تستورد نحو 90% من احتياجاتها الغذائية من الخارج.

وأكد محمود الصلح -وهو المدير العام للمركز الدولي للبحوث الزراعية في المناطق الجافة "إيكاردا" -أن العالم العربي يمكنه أن يحقق أمنه الغذائي من خلال التكامل بين الدول بحكم المصادر الطبيعية والإمكانيات الموجودة في المنطقة.

وأشار إلى أن العالم العربي يستورد غذاء تقدر قيمته بحوالي 35 مليار دولار، ويتوقع أن يرتفع إلى 115 مليار دولار في 2020، وسبب ذلك هو زيادة عدد السكان (370 مليون نسمة).

وأكد الصلح لحلقة 13/12/2014 من برنامج "الاقتصاد والناس" أن بعض الدول العربية اعتبرت الزراعة أولوية إستراتيجية مثل مصر والمغرب وتونس وسوريا، التي قال إنها أعطت في السابق أهمية لمسألة الأمن الغذائي، فكانت تصدر القمح إلى الوطن العربي في السبعينيات والثمانينيات، أما الآن فهي تستورده.

وأشار إلى غياب مؤسسات لدعم المزارعين في الوطن العربي ونقل التكنولوجيا الحديثة إليهم، خاصة وأن 80% من الإنتاج الزراعي العربي هو بيد المزارعين الصغار.

ودعا الصلح إلى ضرورة توفير الدعم للقطاع الزراعي، إضافة إلى توفير الإمكانات للبحث العلمي والاستثمار في هذا القطاع.

تجارب
وهناك تجارب لبعض الدول العربية في مجال السعي لتحقيق الأمن الغذائي، مثل موريتانيا التي تعتبر الزراعة الأسرية العمود الفقري للزراعة فيها، كما يؤكد وزير الزراعة الموريتاني إبراهيم ولد امبارك، ففي قطاع الأرز على سبيل المثال أصبحت موريتانيا تغطي حاجياتها بنسبة 69% بعدما كان الرقم يقدر بـ35% في 2009.

من جهته السودان الذي يعرف بأنه سلة الغذاء العربي تقدم بمبادرة لتحقيق الأمن الغذائي عربيا تقدر تكلفتها بعشرين مليار دولار واعتمدتها الجامعة العربية، ويقول وزير الزراعة السوداني، إبراهيم محمود حامد إن المبادرة ترتكز على إمكانيات السودان في سد الفجوة الغذائية في الوطن العربي وتحقيق الأمن الغذائي، وكذلك تحديد مشروعات محددة.

وفي السياق نفسه شدد الصلح على أهمية استثمار الدول العربية في السودان الذي قال إن 70% من إمكانياته لم تستغل بعد، ودعا في المقابل القيادة الحاكمة في هذا البلد إلى تقديم تسهيلات للمستثمرين.