الاقتصاد والناس

مؤشرات قطاع السياحة بدبي

تناقش الحلقة حصة العالم العربي من عدد السياح حول العالم التي لا تزيد عن خمسة في المائة فقط رغم ما يملكه العرب من مقومات سياحية. ما تأثير أحداث الربيع الثوري في تونس ومصر وسوريا على متغيرات أولويات السياح العرب خاصة الخليجيين؟

– انتعاش السياحة بدبي وغيابها بدول الربيع العربي
– دبي الوجهة الأكثر ملاءمة للخليجيين

– السائح الخليجي يعد من أكثر السائحين إنفاقا

– زيادة ملحوظة في حجوزات الخليجيين

 

‪أحمد بشتو‬ أحمد بشتو
‪أحمد بشتو‬ أحمد بشتو
‪حمد بن مجرن‬ حمد بن مجرن
‪حمد بن مجرن‬ حمد بن مجرن
‪هشام عبد الله الشيراوي‬ هشام عبد الله الشيراوي
‪هشام عبد الله الشيراوي‬ هشام عبد الله الشيراوي
‪جيرالد لولس‬ جيرالد لولس
‪جيرالد لولس‬ جيرالد لولس
‪غسان عريضي‬ غسان عريضي
‪غسان عريضي‬ غسان عريضي
‪جمال الحاي‬ جمال الحاي
‪جمال الحاي‬ جمال الحاي

أحمد بشتو: حول هذا العالم يدور مليار سائح كل عام ينفقون مليارات الدولارات بينما لا تزيد حصة العالم العربي منهم عن خمسة في المئة فقط رغم ما يملكه العرب من مقومات سياحية، ومع أحداث الربيع الثوري في تونس ومصر وسوريا وتأثيرها على لبنان تغيرت أولويات السياح العرب خاصة الخليجيين منهم فأعادوا توزيع أنفسهم على مقاصد سياحية أخرى كان طبيعيا أن ترى في شوارع باريس ولندن سيارات تحمل لوحات معدنية خليجية شحنها أصحابها خصيصا من بلدانهم ليقضوا بها إجازة الصيف في عواصم الغرب، نحن هنا في مطار دبي ودبي كانت من أكثر المقاصد السياحية الخليجية استفادة من إعادة توزيع الخريطة السياحية العربية هذا الصيف ربما مستفيدة من قرب المسافة بينها وبين دول الجوار الخليجية إضافة إلى انتقال عدد من المؤتمرات والفعاليات والمعارض من دول الربيع الثوري والعربي إليها، لكن متى ستتحول المقاصد السياحية الخليجية ومنها دبي إلى مقاصد دائمة خاصة في أشهر الصيف شديد الحرارة وكيف تعظم السياحة الخليجية استفادتها من أموال السياح الخليجيين شديدة السخاء، مشاهدينا أهلا بكم إلى هذه الحلقة الجديدة من الاقتصاد والناس والتي نقدمها من هنا من دبي حيث نتابع.

هشام عبد الله الشيراوي: أفتكر عملية السيطرة على الأسعار يجب أن تترك للسوق، تترك للعرض والطلب.

آدي طنوس: هلأ طبعا مثل كل الأماكن أو الوجهات السياحية بالعالم في عندك فترات فيها قبول أو فيها طلب أكثر من فترات أخرى.

خالد أحمد بن سليّم: اليوم السائح في أي مكان توصله المعلومة بكل سهولة.

وسيم توتونجي: هلأ الحركة أكيد لحظة نشاط كثير مميز بالعام 2011 وبداية 2012.

جمال الحاي: اليوم المطار قادر أنه يستوعب إلى ستين مليون بنهاية السنة سيستوعب إلى خمسة وسبعين مليون.

أحمد بشتو: في عام 2030 سيدور حول العالم مليار و700 ألف سائح فهل استعد قطاع السياحة العربي بما يكفي؟ تابعونا.

انتعاش السياحة بدبي وغيابها بدول الربيع العربي

تقول تقديرات منظمة السياحة العربية إن السياحة الخليجية البينية ارتفعت هذا العام بنحو ستين بالمئة مقابل ثمانية وأربعين بالمئة العام الماضي وأن الإمارات تستحوذ على خمس وستين بالمئة من السياحة الخليجية تليها السعودية وإن إجمالي ما أنفقه الخليجيون على رحلاتهم الخارجية هذا العام تجاوز اثنين وثلاثين مليار دولار، تقول التقديرات أيضا إن نسبة إشغال الفنادق في دبي ارتفعت من 81% في النصف الأول من العام الماضي إلى 84% في النصف الأول من العام الحالي حيث زارها نحو مليوني خليجي نصفهم من السعوديين بعد أن تراجعت السياحة في دول الربيع العربي بنحو 12% العام الماضي رغم مؤشرات تحسنها هذا العام، سياحة المولات أو مراكز التسوق هي غالبة على قطاع السياحة الخليجي ويقدر أن متوسط إنفاق الخليجي في يوم عطلته يتراوح ما بين ألف إلى ثلاثة آلاف دولار هنا في دبي فقط أنفق الخليجيون في شهر رمضان الماضي أكثر من مليار دولار والمزيد في التقرير التالي.

[تقرير مسجل]

زاهر علي: على عكس السنوات الماضية باتت دبي تشكل مقصدا سياحيا هاما لسياح المنطقة العربية لاسيما سياح دول الربيع العربي إذ بلغ عدد نزلاء المنشآت الفندقية في دبي خلال النصف الأول من العام الجاري نحو خمسة ملايين بنسبة زيادة بلغت 10% مقارنة بالفترة ذاتها من العام الماضي، فيما حققت العائدات زيادة كبيرة بلغت 22% خلال النصف الأول من العام الجاري بعد أن قاربت التسعة مليارات درهم، وبحسب إحصاءات دائرة السياحة فقد بلغ عدد الليالي السياحية بفنادق دبي خلال النصف الأول من العام الجاري أكثر من ثلاثة عشر مليون ليلة مقابل أحد عشر مليونا خلال الفترة نفسها من العام الماضي بزيادة قدرها 16%، هذه الأرقام عزاها خبراء إلى تداعيات الاضطرابات التي تشهدها المنطقة.

[شريط مسجل]

عبد الرحمن الطريفي/ خبير اقتصادي: دبي فقط لا غير لديها كم كبير جدا من الفنادق وكذلك الشقق الفندقية الآن كما حصل في هذه الأزمة بعد الربيع العربي؛ بالفعل بدأ السائح ينظر ويفتش عن مكان يقصده هو وعائلته ونحن نعرف أنه مثلا هناك في مصر ليس نوعا من الاستقرار هناك في سوريا أيضا كما نشاهد هناك ثورة، ثورة كبيرة جدا، لبنان ليس مستقرا.

زاهر علي: لم تكن دبي وحدها المقصد السياحي الخليجي الذي شهد انتعاشا، فالأرقام تؤكد زيادة الإقبال السياحي في السعودية وقطر سواء من قبل خليجيين أعادوا تغيير خططهم السياحية بسبب توتر الأوضاع في بلدان عربية كانت وجهات تقليدية لهم كل عام أو بسبب النجاح في جذب سياح آخرين من دول كروسيا واليابان والصين إضافة إلى دول أوروبية أخرى، يبدو أن الربيع العربي حدث سياحي أيضا، فالعالم العربي يشهد تغيرا واضحا في أفكار السائح الخليجي الأكثر إنفاقا سياحيا ومن ناحية أخرى فلا خيار أمام صناعة السياحة العربية سوى الاستمرار في إيجاد بدائل لهذا السائح ، زاهر علي، الجزيرة، دبي.

[نهاية التقرير]

دبي الوجهة الأكثر ملاءمة للخليجيين

أحمد بشتو: السياحة في الخليج والسياحة في دبي تعتمد فقط على المولات والمراكز التجارية على الفنادق الضخمة وفقط ما الذي يجعل هناك عامل جذب لسائح من نوعية مختلفة أو يجعل هناك استقرار للسائح الخليجي نفسه؟

حمد بن مجرن/ مدير قطاع سياحة الأعمال في دبي: أنا يمكن أقول أن التنوع السياحي في دبي تنوع كبير ومميز ليس فقط التسوق وهذه، بس السياحة في دبي عندنا يعني الأرقام تدل على هذه النجاحات يعني السائح ما بيجي إلا إذا كانت في تنوع سياحي وبنية تحتية مميزة من مطار من فنادق، اليوم عندنا أكثر من 588 فندق و77 ألف غرفة، شواطئ مميزة والأمن والآمان الموجود هذه كلها عوامل تجذب السياح، قرب الموقع المميز لدبي يعني سهولة وصول من الشرق ومن الغرب كل هاي عوامل تشجع السائح أنه ييجي لدبي.

أحمد بشتو: كمدير للعمليات لهذا الفندق هل تعتقد أن حركة النشاط السياحي لدبي تزيد في بعض المواسم تقل في بعض المواسم حسب درجة حرارة الصيف مثلا؟

آدي طنوس/ مدير العمليات في مجموعة فيرمونت الفندقية: من شك أنه دبي قبل كل شي مكان كثير آمان، آمان للأشخاص الموجودين العايشين في دبي وآمان للمسافر العربي انه ييجي للأسف نحنا شفنا في كثير صار بالبلاد العربية حولينا في كثير أشياء نسميها نحنا Unfortunately أنه حصلت ولكن هالمسافر العربي بالنهاية بده يكمل بده يضهر عم يشتغل كل الليل وكل النهار انه بده يوصل لوقت بده يضهر يأخذ Vacation دبي على طول عم بتكون هالمكان الآمن يلي عندها كثير لتقدمه بذات الوقت also double الأسعار الموجودة هلأ بدبي بفترات الصيف كمان كثير مشجعة للمسافر العربي ليقدر ييجي يستفيد من كل شي موجود بهذه البلد.

أحمد بشتو: ماذا عن السائح الذي لا يمتلك الكثير من الأموال ليقضي إجازة هنا في دبي هل من خيارات أمامه؟

آدي طنوس: سؤال كثير منيح وبتصور هيدي وحدة من نقاط القوة اللي كثير كبيرة عند دبي  لأنه إذا بتشوف هلأ صار في اللي نسميه بـ English ((diverse specification يلي هي فيك تحكي فيه اللي عندك (Five Stars Properties) تنوع كثير قوي باللي تقدر تقدمه الـ  (hospitality index) اللي هي الفنادق، عندك ثلاث نجوم، أربع نجوم، وخمس نجوم وعندك خمس نجوم Plus نسميها يلي هي أغلى من غيرها بشوي صرنا عم نشوف مسافر من جميع مش بس من البلاد العربية من جميع أنحاء العالم عم ييجوا على دبي فيك تيجي على دبي وتصرف مبلغ كثير عالي وفيك تيجي على دبي وتقضي عطلة كثير حلوة أسبوع أو عشر أيام من دون ما تتكلف كثير في عندك المطاعم كثير غالية وفي عندك المطاعم اللي بتقدم نوعيات كثير جيدة كمانا بس بأسعار مقبولة أكثر.

أحمد بشتو: كم تخصص من أموال لقضاء إجازتك الصيفية؟

سائح خليجي: والله تقريبا يعني أخصص على حسب المدة التي أقضيها بره.

أحمد بشتو: تختلف من داخل الخليج إلى خارج الخليج؟

السائح: تقريبا.

أحمد بشتو: كم تقريبا يوميا؟

السائح: يوميا؟ يمكن ما يعادل ألف درهم.

أحد العاملين في مجال السياحة: عندما يأتي السائح العربي أو الخليجي إلى أي منطقة من المناطق العربية عادة لا يعيد مرة ثانية لها نظرا لما يواجه سواء من استغلال في الأسعار، سواء من معاملة رديئة في المناطق السياحية سواء من عدم حفظ حقوقه في هذه المناطق السياحية وكل هذه الأمور في الدول الأخرى متوفرة ومصانة ومحفوظة للسائح سواء كان سائحا عربيا أو كان سائحا أوروبيا أو كان سائحا آسيويا ولكن للأسف الشديد في وطننا العربي هناك تفرقة بين السائح العربي والسائحين الآخرين وهذه هي بدأ يشعر فيها السائحين وبدءوا  يبحثون عن مناطق سياحية أكثر.

السائح الخليجي يعد من أكثر السائحين إنفاقا

أحمد بشتو: لماذا يعد السائح الخليجي أكثر سياح العالم إنفاقا على عطلته الصيفية؟

أحد السائحين الخليجيين: طبعا لتوفر السيولة أولا وبعدين لتنويع في السياحة داخليا وخارجيا يعني فلذلك كل إنسان متوفر عنده مال شخصي يرفه على نفسه في السياحة.

أحمد بشتو: ولكن ألا يمثل ذلك إعسارا أو عبئا عليك؟

السائح: لا طبعا الإنسان لما بسافر متوفر عنده تكلفة السفر والسياحة فاللي ما يجد ما يسافر وين يروح.

أحمد بشتو: البعض من الخليجيين يلجأ إلى الاستدانة البنكية أحيانا لتوفير ميزانية السفر أليس كذلك؟

سائح خليجي آخر: نعم، صحيح وفي جزء مش بسيط يعني هم وبس إحنا نرجع السبب إلى أنه هو يرجع بعدما يشتغل سنة أو كده ممكن بسبب (income) يغطي سلفة السفر فعشان كده تكون عنده راحة حتى لو أخذ السلفة من أجل السفر ما في مشكلة.

أحمد بشتو: لماذا يحرص الخليجي سنويا على قضاء الإجازة خارج بلده؟

سائح خليجي: لأنه الخليجي إنسان يحب يدوج يحب يفتر يحب يزور الأماكن الجديدة يكتشف فيها.

أحمد بشتو: مهما كانت التكاليف؟

السائح: مش كل الناس، في ناس تقدر وفي ناس ما تقدر، يعني في ناس تقدر على التكاليف تلقى كل سنة ثلاث أو أربع مرات، في ناس ما تقدر تلقى مرة أو مرتين بالسنة.

أحمد بشتو: هل يمكن أن تستدين لأجل الإجازة؟

السائح: لا لا صعبة، صعبة مستحيل لأن الإجازة راحة نفسية وإذا لبست ديون وبطلع ما رح أستانس.

أحمد بشتو: بتقديرك كم استفادت دبي سياحيا بعد أحداث الربيع العربي؟

جيرالد لولس/ رئيس مجموعة جميرا السياحية: أعتقد أنه حتى قبل أحداث الربيع العربي فاتجاه السياحة في دبي لم يتأثر، بل شهدنا زيادة ملحوظة والدليل على ذلك أعداد القادمين عبر مطار دبي حتى خلال الأزمة المالية العالمية لم يتراجع قطاع السياحة في دبي كما تأثر العالم، أضف إلى ذلك فخطط التوسع السياحي في دبي دليل على قوة  القطاع وقدرته على جذب المزيد من القادمين الجدد، ولكن هل نحن استفدنا من الوضع العام الحالي في المنطقة؟ الإجابة هي أننا نشهد أعدادا متزايدة من القادمين الجدد من دول مجلس التعاون الخليجي.

أحمد بشتو: إذن ما الوسائل التي تعتقدون أنها يجب أن تتم حتى تجذبون عددا أكبر من السياح الخليجين؟

جيرالد لولس: أعتقد أن مواطنين دول الخليج يأتون لدبي لأنهم هنا يتحدثون نفس اللغة  ولديهم نفس العادات والدين، أيضا فالفعاليات السياحية هنا موجهة خصيصا للسائح العربي تحديدا ثم للسائح الدولي عموما خذ مثالا فعاليات الصيف وشهر رمضان الذي يأتي في أشهر الصيف هناك خطط لجذب السائح العربي والخليجي لتفعيل موسم الصيف أعتقد أن هذا الاتجاه سيستمر وبناء عليه سنشهد أعدادا متزايدة من السائحين إذن التخطيط والترويج المستمر هو ما يزيد نشاط السياحة في دبي.

أحمد بشتو: في تقديركم ما صحة ما يثار أن دبي كوجهة سياحية استفادت من تأثر السياحة في دول الربيع الثوري العربي فأتى السياح القاصدين إلى هذه الدول إلى دبي ما صحة هذه المقولة؟

خالد أحمد بن سليم/ مدير دائرة السياحة والتسويق التجاري في دبي: إذا نظرنا إلى دبي وجاهزية دبي للاستقبال أعداد كبيرة ومختلف الشرائح السياحة الحمد الله فيها جاهزية لكن ننظر إلى النتائج السابقة في السنوات الماضية نحن ما نعتمد على والله على مشاكل صارت في دول معينة أو الربيع لا ما نعتمد عليه أبدا ما في ممكن الإنسان عاقل يعتمد على مشاكل الآخرين، سوف ننظر إلى كيف بنيت السياحة في دولة الأمارات إذا أخذنا مثال في إمارة دبي ننظر إلى العقدين الماضيين تنظر إلى أنه في وتشوف في زيادة في عدد السواح  باضطراد كبيرة وكل سنة قدرنا في استمرارية في الزيادة فما نعتمد على ذلك، ولكن بسبب جاهزية الإمارات لاستقبال هذه الأعداد وتنوع مثلما قلنا المنتج السياحي غير مؤهلة.

أحمد بشتو: حصة السياحة العربية من إجمالي السياحة العالمية لا تزيد عن 5% فقط ، كيف يمكن أن تزيد هذه النسبة، ما الوسائل؟

خالد أحمد بن سليم: تطوير للمنتج السياحي في البداية ما نقدر تسوق بدون وجود منتج سياحي متنوع يناسب أذواق مختلفة من الناس من مختلف دول العالم ومن مختلف الشرائح كذلك يعني في سائح ييجي، سائح عام يعني ينظر إلى البلد يصير يكتشف فيها أشياء بس في سياحة متخصصة كذلك سياحة الأعمال، سياحة العائلة والسياحة العلاجية، فنحن الحمد لله إذا أخذنا تجربة الإمارات أنا الآن في سياحة الإمارات، الحمد لله فهي جيدة والزيادة جيدة والمؤشرات واضحة بالنسبة لنا، ردا على سؤالك عما يتعلق بالعالم العربي بشكل عام الذي أخذ حصة أكبر من السياحة العالمية بطبيعة الحال في تطوير للمنتج السياحي مطلوبة الخدمات مطلوبة سهولة الوصول إلى  البلد وللوجهة مطلوبة.

أحمد بشتو: ولا زلنا معكم في دبي نناقش وسائل جذب مقاصد السياحة الخليجية للسائح الخليجي وتابعونا بعد الفاصل.

[فاصل إعلاني]

أحمد بشتو: تكلف إجازات الصيف القطريين نحو 800 مليون دولار سنويا فالسائح الخليجي يفضل قضاء إجازاته بصحبة أسرته مما يزيد من حجم إنفاقه لكي نفهم الصورة أكثر نلجأ للأرقام ففي أسواق لندن يبلغ إنفاق السائح الأميركي مثلا نحو 550 جنيها إسترلينيا على التبضع للمرة الواحدة مقابل 1950 جنيها إسترلينيا  ينفقها السائح الخليجي، أيضا ففي أسواق لندن وفي رمضان الماضي أنفق الخليجيون على التبضع نحو 120 مليون جنيه إسترليني. اللافت أن استمرار وطول أمد الأزمات الأمنية في دول الربيع العربي فتحت الباب أمام السائح الخليجي لمقاصد سياحية لم تكن موجودة من قبل كالفلبين والأرجنتين والبرازيل وجنوب أفريقيا مما يؤكد أن على قطاعات السياحة العربية أن تبذل مجهودا أكبر للاحتفاظ بزبونها السائح الخليجي السخي، مشاهدينا أهلا بكم مرة أخرى إلى الاقتصاد والناس من هنا في دبي.

[نص مكتوب]

"دبي والخليجيون والسياحة"

  • استفادت من تراجع السياحة في دول الربيع العربي.
  • زارها مليونا خليجي هذا العام نصفهم سعوديون.
  • التحدي أن تحول السياحة من موسمية إلى دائمة.

زيادة ملحوظة في حجوزات الخليجيين

أحمد بشتو:مع انتهاء أشهر الصيف كيف تلاحظون حركة القدوم إلى دبي سواء من السياحة الخليجية أو غير الخليجية؟

جمال الحاي/ نائب رئيس مطار دبي لشؤون الاتصال: طبعا السياحة كانت في البداية كانت ألها مواسم من حوالي عشر سنين كانت السياحة في الشتاء السياحة في الصيف سياحة في العطلات، اليوم اختلف الوضع، اليوم نرى أن السياحة في دبي في ازدياد مستمر فصار عنا ما في يعني موسم قليل وموسم عالي، عندك في السياحة الخارجية والسياحة الغربية اللي هي تيجينا من ( Fareast) فهذه كلها في ازدياد مضطرد دائما، طبعا بالنسبة للسياحة الخليجية تكون أكثر في نهاية الأسبوع عندنا الرحلات من دول التعاون بتكون أكثر في أيام نهاية الأسبوع.

أحمد بشتو: إذا قارنا أعداد القادمين إلى دبي ما بين عامي 2010 عام الثورات العربية وعام 2012 قرب انتهاء الثورات العربية هل هناك زيادة في أعداد القادمين إلى دبي بالفعل؟

جمال الحاي: الله يجيب الآمان للجميع إن شاء لله لدول الجوار ككل إن شاء الله، طبعا بسبب الأحداث اللي جرت في دول الجوار في ازدياد في حركة السفر في مطار دبي بشكل ملحوظ يعني.

أحمد بشتو: لكن هذا السائح الخليجي بالتأكيد يأتي فقط في أشهر الصيف في إجازات نهاية الأسبوع في المواسم والعطلات الرسمية متى يمكن أن يستمر إقبال هذا السائح طوال العام؟

غسان عريضي/ رئيس مجموعة ألفا تورز: السائح الخليجي هو سائح مهم جدا إلى دبي ويأتي في مقدمة يعني السعودية تأتي في مقدمة الدول المصدرة للسياحة إلى دبي، ولكن هناك اهتمام كبير جدا بالسياحة بالسواح الأوروبيين بالسواح الروس بالسواح الصينيين وهناك سواح فهناك سواح يتوافدون إلى دبي من كل أنحاء العالم، نحن نهتم بشكل خاص بالسائح الخليجي نظرا للرابط الإقليمي ورابط الدم وحسن الجوار ومجلس التعاون وإلى ما هنالك وكونه سائح طبعا كمان ينفق الكثير فالسائح القطري، السعودي، الكويتي، الخليجي بشكل عام مرحب به كما مرحب بكل السواح الذين يأتون من كل دول العالم.

أحمد بشتو: حسب تقييمكم هل وصل قطاع السياحة إلى ذروة استثماراته أم ما زال هناك الحاجة لمزيد من الاستثمارات السياحية؟

هشام عبد الله الشيراوي/ نائب ثاني لغرفة تجارة وصناعة دبي: ما أعتقد على أنه ممكن الاستثمار في أي قطاع من القطاعات أن يصل إلى مرحلة الاكتفاء في أي وقت من الأوقات، لأن عملية النمو عملية التطوير هي عملية مستمرة وربما يعني الانجاز الذي تم تحقيقه حاليا يكفي ويسد متطلبات المرحلة الحالية، ولكن نحن دايما نسعى إلى التطوير والى جذب المزيد من الاستثمارات وجذب المزيد من السياح إلى دبي وبالتالي نحن دائما نكون في حاجة إلى الاستمرار في عملية التطوير والاستثمار.

أحمد بشتو: حتى الآن كم يمثل قطاع السياحة بالنسبة للدخل، لدخل إمارة دبي على الأقل؟

هشام عبد الله الشيراوي: من الصعب علي أن أعطيك رقم ثابت محدد ولكن من المهم على التعرف بأنه في سنة 2011 كانت هناك 32 مليون و800 ألف ليلة فندقية، في النصف الأول من هذه السنة تقريبا 15.1 مليون ليلة فندقية مقارنة بـ 13.5 في السنة اللي فاتت بمعنى أنه على هناك زيادة بنسبة 15% كمؤشر واضح عدد النزلاء في النصف الأول من سنة 2012 وصلت إلى 3.9 مليون زائر، عدد نزلاء الفنادق مقارنة بـ 3.6 في النصف الأول من سنة 2011 هذه زيادة تقريبا بـ 9% ورأيي على أنه الزيادة في الليالي الفندقية كانت بنسبة 15% هذا معناته على أنه نحنا مو بس قاعدين نستقطب عدد أكبر من الزوار أيضا نوعية الزوار قاعدين يحضرون ويبقون في دبي لفترات أطول، وهذا إن دل على شيء يدل على نجاح القطاع.

أحمد بشتو: كمراقب كيف تبدو حركة السفر والسياحة الخارجة من دبي والآتية إليها؟

وسيم توتونجي/ مدير شركة سياحية: هلأ الحركة أكيد لحظة نشاط كثير مميز بالعام 2011 وبداية 2012 إن كان سياحة داخلية الناس القادمة إلى دبي أو الخارجة السياحة الخارجية الناس الطالعة من دبي، طبعا هذا الشيء بعود لعدة أسباب: أول شي كسياحة خارجية كان لخروج دبي وتعافيها من ارتدادات الأزمة المالية اللي حصلت العالمية أثر كثير كبير  بالسياحة الخارجية لأنه شفنا الاقتصاد بدبي رجع نشط الشركات رجعت تحركت ما عاد في عنا حركة للاستغناء عن الموظفين بالعكس كان في حركة توظيف أكثر، طبعا هذا زاد السيولة في السوق وحاول وانعكس على قطاع السياحة.

أحمد بشتو: نصيب السياحة العربية من السياحة العالمية لا يزيد عن 5% فقط كيف يمكن أن ترتقي وتزيد لو قليلا؟

بريت آرميتاج/ نائب رئيس مجموعة أطلانتس الفندقية: أعتقد أن هناك مجالات عديدة ينبغي دراستها عند الحديث عن السياحة العربية، أولا علينا أن ندرس البنية التحتية السياحية في العالم العربي وأن ندرس أذواق الناس ومدى الترويج، هناك برامج سياحية مخصصة لكل فئة بعينها وعندما ننظر لأسواق السفر العربية نفكر أحيانا في الأغنياء والمقتدرين وأي الوجهات يفضلون وأي نوعية من الخدمة يطلبون، عندما نفكر في تأسيس البنية السياحية لا بد أن نفكر في هؤلاء وأن نوفر لهم طيرانا خاصا وسفنا خاصة للإبحار وغيرها من وسائل التجوال مرتفع السعر والجودة، أحيانا نفكر في الصينيين مثلا كسائحين كثيري العدد وشكل الخدمة التي ينبغي تقديمها لهم، هذا هو الشكل الاستثماري السياحي الجديد، إضافة لتفكيرنا بالسائح البسيط أو المواطن في سياحته الداخلية.

أحمد بشتو: وماذا عن قطاع السياحة الخليجي والذي ربما يمتلك خصوصية ثقافية خاصة به؟

بريت آرميتاج: أحد الأشياء الرائعة في هذا المجال هو تجربة الأشياء الجديدة لابد أن نحسن طرق اتصالنا بالآخرين حول العالم، لابد أن نقوم بحملات علاقات عامة وترويج؛ ماذا أقصد بذلك؟ على سبيل المثال كان لدينا فندق في جنوب أفريقيا يعاني من قلة إقبال البريطانيين عليه، كنا في بريطانيا وقابلت مدير ذلك الفندق عرفت أن السبب هو أن هيئة السياحة في جنوب أفريقيا لا تبذل مجهودا كبيرا لتعريف البريطانيين بإمكانياتها السياحية كان يمكنهم أيضا أن يروجوا بين السعوديين للهدف نفسه أن يشرحوا إمكانياتهم في السفاري والصيد البري والحياة الريفية أنا أعتقد أنه للحصول على سياحة جيدة لابد من الترويج جيدا لها في كل أنحاء العالم.

أحمد بشتو: يقدر أن عدد من يحمل لقب مليونير في منطقة الخليج يصل ل 400 ألف شخص رقم مغر لقطاع السياحة المتعطش دوما لأثرياء القوم، ولا يتعافى قطاع السياحة العربي بشكل كامل فالساحة مفتوحة أمام قطاع السياحة الخليجي وصناع السياحة في منطقة الخليج، من أحد المنتجعات السياحية في دبي تقبلوا تحيات مخرج البرنامج صائب غازي وتحياتي أحمد بشتو شكرا لكم وإلى اللقاء.