
ثروة النخيل في العالم العربي
– واقع استثمار أشجار النخيل وسبل تطوير مردودها الاقتصادي
– الأمراض التي تهدد الأشجار وجوانب التقصير في رعايتها
![]() |
![]() |
![]() |
أحمد بشتو: هل يهدر العالم العربي ثروة قوامها نحو ثمانين مليون نخلة تعطي ناتجا من البلح والرطب يقدر بستة ملايين طن سنويا؟ تقدر هذه العائدات بملايين الدولارات، البعض قارن بين هذه الثروة والثروة النفطية مع ذلك فهي لا تأخذ حظها من تسويق وتصنيع وإنتاج بل ربما تتناقص أعدادها وبالتالي كمياتها في بعض الدول العربية، يحدث هذا بينما يعاني العالم من نذر مجاعة وأزمة غذاء كونية سوف تطال الجميع. نحن الآن في أحد مزارع النخيل في مصر والتي تعد ثالث أكبر مالك لثروة النخيل في العالم العربي بعد المملكة السعودية والإمارات، لحسن الحظ تعد المنطقة العربية من أفضل المناطق لاستزراع النخيل من حيث المناخ والتربة مع هذا فأسلوب الزراعة التقليدي والنمطي لم يتغير إلا قليلا مما أدى لتراجع إنتاجية النخلة من مائة كيلو غرام في المتوسط العالمي إلى ستين كيلو غرام فقط هو المتوسط العربي. مشاهدينا أهلا بكم إلى هذه الحلقة الجديدة من الاقتصاد والناس نسأل فيها العلماء ومزارعي النخيل في مصر هل يمكن زيادة إنتاج الشجرة المباركة حيث نتابع.
– قامت على أساس أن النخيل مالهوش استخدامات جيدة في مصر.
– ثروة النخيل الموجودة في هذه المنطقة تعمل توازنا بيئيا مهما جدا لأنه أحيانا بتقابلنا مشكلة وفرة الإنتاج وعدم التسويق.
– وحاليا بقى عن طريق استخدام التقنيات الحديثة والبحث العلمي أمكن زيادة أعداد النخيل.
أحمد بشتو: قيمة وتنوع اقتصادي وغذائي تقدمه لنا عماتنا النخلات، ما أشد حاجتنا إليه في الفترة المقبلة وتابعونا…
واقع استثمار أشجار النخيل وسبل تطوير مردودها الاقتصادي
أحمد بشتو: حسب الإحصاءات يوجد في العالم أكثر من مائة مليون نخلة، ثمانون مليون منها توجد في منطقتنا العربية، وبين اهتمام وقصور في التعامل تتباين حالة النخيل العربي، ففي السعودية مثلا والتي تملك أكثر من عشرين مليون نخلة وتتزايد أعدادها بنحو 3% سنويا ويدعم مزارعوها بنحو خمسين ريالا للنخلة الواحدة ويقوم عشرون مصنعا بتصنيع منتجات النخيل نجد أن الأسلوب النمطي في الاستزراع والرعاية والاستهلاك أدى لتراجع عائدات تلك الثروة فالمملكة مثلا لا تصدر سوى 5% من ناتجها من التمور. الحالة السعودية تتشابه مع حالة عدد من الدول العربية ومنها مصر حيث نقف الآن، النمطية أدت بالكويت إلى استيراد التمور رغم امتلاكها أكثر من مليون نخلة، أما العراق فقد خسر أكثر من 60% من ثروة نخيله بسبب الحروب بعد أن كان يملك أكثر من أربعمئة مليون نخلة وأما المغرب وموريتانيا فتقلصت الأعداد فيهما بأكثر من الربع بسبب زحف الرمال وقلة الرعاية والاهتمام. سنحاور مزارعي النخيل في مصر ولكن بعد أن نتابع تقرير أيمن جمعة.
[تقرير مسجل]
أيمن جمعة: يحتل العالم العربي الصدارة بلا منازع في زراعة النخيل وإنتاج التمور عالميا، فمن بين مائة مليون نخلة في العالم هناك ثمانون مليونا في الدول العربية. عرف الإنسان زراعة النخيل قبل أربعة آلاف عام قبل الميلاد في العراق الذي لا يزال يحتضن أكبر غابة لزراعة النخيل في العالم عند شط العرب، لفترات طويلة تصدر العراق قائمة الدول المنتجة للتمور فكان ينتج أكثر من ستمئة نوع من التمور ويقدم ثلاثة أرباع الإنتاج العالمي منه، وكانت صناعة النخيل ثاني مصدر لإيرادات بغداد من العملة الصعبة بعد النفط، كان ذلك في النصف الأول من القرن العشرين ولكن ثروة العراق من النخيل تدهورت بشدة بسبب الحروب والحصار فهوت من 32 مليون نخلة في مطلع الخمسينيات إلى حوالي 13 مليون فقط حاليا معظمها غير منتج، وتتصدر مصر حاليا الدول المنتجة للتمور في العالم بإنتاج يبلغ نحو مليون و330 ألف طن تليها إيران بنحو مليون ثم السعودية بنحو 990 ألف طن فالإمارات بما يزيد قليلا على سبعمئة ألف طن، بينما يتراجع العراق إلى المركز السابق بإنتاج لا يزيد على نصف مليون طن. ورغم هيمنة الدول العربية على ثروة النخيل في العالم فإنها لم تحسن استغلالها حتى الآن، فإجمالي مساهمة صناعة النخيل في الاقتصاد السعودي على سبيل المثال لم يزد على 0,5% فقط العام الماضي، هذا رغم أن زراع النخيل يمكن أن تكون نواة لصناعات قوية متكاملة إذا ما أحسن استخدام كل أجزاء هذه الشجرة بداية من الجريد والسعف والجذوع ووصولا إلى استخدام مخلفات النخيل في إنتاج الوقود الحيوي.
[نهاية التقرير المسجل]
أحمد بشتو: أستاذ عثمان أنت صاحب مزرعة نخيل هل هذا النوع من الاستثمار مربح؟
عثمان: نعم، بالنسبة للاستثمار في النخيل مربح ولكن يحتاج إلى آليات، آليات في الزراعة وآليات في التسويق لأنه أحيانا بتقابلنا مشكلة وفرة الإنتاج وعدم التسويق لأنه ممكن يكون أنه عندي مثلا بلح في قلب الأرض ومش قادر أسوقه لأن السوق مش مستوعبه، في نفس الوقت ما فيش مصانع تستهلك كمية الإنتاج فإحنا بنضطر مع الأسف أن نسيب الإنتاج ما بنحصده ونجمعه بسبب تكاليف الزراعة.
أحمد بشتو: طيب مصر فيها 14 مليون نخلة، هل تعتقد أن هذه الملايين لا تستثمر بشكل جيد؟
عثمان: هي ما بتستثمر بشكل جيد لأنه جرت العادة أنه إحنا نستخدم البلح في الأكل بس، بالنسبة للغذاء أنه أنا بأقدمه على وجبات ولكن لو دخلته في الصناعات حيبقى في استفادة أكبر وسحب للإنتاج وبالتالي حيبقى فيه فائدة للمزارع وفائدة للتاجر وحأوجد عمالة.
أحمد بشتو: حاج عربي أنت مزارع تعمل في مجال رعاية النخيل، المعدات التي تعمل بها حاليا هل هي متطورة بما يكفي لكي تقدم إنتاجا أفضل؟
حاج عربي: لا هي مش متطورة ولا حاجة، هو شغل على قد ما بنقدر، لو في تطوير يبقى أحسن.
أحمد بشتو: تطوير في أي مجالات؟
حاج عربي: بالنسبة للدكار والحاجات دي لما يبقى في تطور أحسن.
أحمد بشتو: النخلة حاليا تعطي كم كيلو؟
حاج عربي: تعطي من مائتين لأربعمئة.
أحمد بشتو: إذا تطور الأمر كم تعطي؟
حاج عربي: ممكن تصل إلى ستمئة.
أحمد بشتو: سيد محمد أنت محاسب وأجريت دراسة عن النخيل واقتصادياته في مصر وكيفية استزراعه، حدثنا بشكل مبسط عن هذه الدراسة ونتائجها؟
محمد: بالنسبة لهذه الدراسة قامت على أساس أن النخيل مالهوش استخدامات جيدة في مصر الأمر الذي ترتب عنه أنه بيجي الموسم بتاعه وبينزل على الأرض وما حدش بيشتريه لأنه بيزيد عن حاجة الإنسان، فلما بصيت لقيت هذه الصورة بدأت أدرس إمكانيات زراعته وإمكانيات استخدامه، فإمكانيات زراعته تبين أن النخل يزرع في أي مكان، موجود في العريش في وسط المياه الحادقة في رأس البر عندنا هنا، في الصحراء الغربية موجود في كافة المناطق المرة والحادقة والحلوة والرملة والطينية وكل الأراضي، ده بالإضافة إلى أن مشكلة المياه عندنا في مصر هو بيكسرها لأن اللي بيحصل أن النخل بيجيب الماء من باطن الأرض ما بينسقاش، فبيجيب الماء ويرفعها ويبخرها.
أحمد بشتو: المعروف أن أغلب مساحة مصر صحراوية هل يمكن الاستفادة من هذه الصحراء في استزراع النخيل؟
محمد: صالحة جميعها لزراعة النخيل وهذه الواحات بتزحف على الأراضي وبتزرعها نخيل.
أحمد بشتو: طيب حسب دراستك كم عدد النخلات التي يمكن زراعتها في مصر في هذه الحالة؟
محمد: عدد زراعات النخل في مصر في الأماكن الفاضية في الصحراوية وغيره ممكن تعمل أربعين مليار نخلة منتجة. أنا على أساس أن الفدان بيشيل 150 نخلة، أنا عملت دراستي علشان أحتاط للأرقام على عشرين مليار نخلة، النصف، النصف بالضبط، وبعدين النخلة بتدي 150 كيلو و مائتي كليو، أنا عملت دراستي على مائة كيلو يعني إذاً عملت النصف في دي والنصف في دي يبقى إذاً أنا سايب براحة على أساس احتياطي 75% من المسطح من الخضار ممكن تزج فيها.
أحمد بشتو: الدكتور عز الدين جاد الله الأستاذ المساعد في معمل بحوث النخيل المصري، عربيا كيف ترى دكتور خريطة الاستفادة الاقتصادية من النخيل؟
عز الدين جاد الله: حاليا يتم الاستفادة وحاليا عن طريقة استخدام التقنيات الحديثة والبحث العلمي أمكن زيادة أعداد النخيل المتاحة في الوطن العربي فبالتالي زيادة الأعداد دي بيعود بمردود اقتصادي عال على الدول وعلى الأفراد.
أحمد بشتو: كيف يمكن في هذه الحالة أن يكون المردود الاقتصادي أكبر؟
عز الدين جاد الله: كلما زاد عدد أشجار النخيل المنزرعة في المساحة سواء في الهكتار أو في الفدان فبالتالي يزيد عدد العائد الاقتصادي المردود، فبالتالي مثلا عندنا إحنا في مصر فإنتاجية النخلة تتراوح ما بن 100 إلى 120 كيلو غرام للفدان، فقيمة النخلة، النخلة تعطي حوالي 100 إلى 150 دولار، يعني أنا لو عندي فدان زارع فيه مائة نخلة فبالتالي حيجيب لي حوالي 15 ألف دولار.
أحمد بشتو: هل يمكن أن يكون الاستثمار بزارعة وإنتاج منتجات النخيل مغريا بالنسبة للمستثمر الجديد؟
عز الدين جاد الله: بالنسبة للمستثمر الجديد من الممكن بالإضافة إلى زراعة أشجار النخيل والطريقة التقليدية اللي هي طريقة جمع الثمار وما شابه ذلك، فممكن يستفيد من الثمار عن طريق عمل مصانع، سواء عمل مصانع لاستخراج السكر السائل منها أو عن طريق عمل مصانع للحفظ والتعبئة بالنسبة للثمار وذلك ممكن استخدام عملية عمل مصانع الخشب، الخشب الحبيبي أو خشب الأرابيسك من المخلفات السنوية للنخيل.
أحمد بشتو: وعلى مستوى القوى العاملة كم يوفر العمل في النخيل فرصا لأيد عاملة جديدة؟
عز الدين جاد الله: يمكن لزراعة النخيل أن توفر عمالة الفدان يحتاج من حوالي اثنين إلى ثلاثة عمال بصفة دائمة لكل فدان.
أحمد بشتو: البيئة العربية صحراوية تتميز بارتفاع نسب الملوحة، هل يمكن أن تساعد زراعة النخيل في تغيير البيئة العربية في مساعدة البيئة العربية؟
عز الدين جاد الله: نعم، النخيل في الوطن العربي بصفة خاصة يتحمل النخيل بصفة خاصة درجات عالية من الملوحة والجفاف، إذا تحمل النخيل حتى عشرة آلاف ميليموز من الملوحة فبالتالي يمكن زراعة أعداد كبيرة من النخيل، ولكن هنا نتيجة زيادة الملوحة تقلل الإنتاجية، مش حيدينا إنتاجية 100% ولكن قد تقل الإنتاجية من حوالي 20% تقل عن الأراضي العادية.
أحمد بشتو: التطور العلمي الذي أنت مختص فيه هل يمكن أن يؤدي إلى زيادة في عائدات ناتج النخيل؟
عز الدين جاد الله: التطور العلمي يتيح لأن نحن نزود إنتاجية النخلة عن طريق استخدام التقنيات الحديثة وعن طريق الري والتسميد، فزيادة معدلات التسميد ومعدلات الري يؤدي إلى زيادة معدلات الإنتاجية للنخلة وبالتالي معدلات الفدان وبالتالي المردود الاقتصادي العالي للنخلة.
أحمد بشتو: الدكتور عز الدين جاد الله الأستاذ المساعد في معمل بحوث النخيل في مصر أشكرك جزيل الشكر. بعد الفاصل سنواصل سؤال المزارعين والمختصين في مصر كيف يمكن أن تقام صناعات كاملة توفر فرص عمل واسعة باستخدام النخيل ومنتجاته وتابعونا.
[فاصل إعلاني]
الأمراض التي تهدد الأشجار وجوانب التقصير في رعايتها
أحمد بشتو: إذاً فالعلم يحاول الاستفادة قدر الإمكان من النخيل، أما هذه الباسقات فيقام عليها عدد كبير من الصناعات كالمواد الغذائية والسكر والورق وأعلاف الحيوانات والأخشاب والصناعات اليدوية بل والإيثانول الوقود صديق البيئة وهي استثمارات تغري البعض بالاستثمار في النخيل. العلم يحاول عله يرفع قدرة موريتانيا على زيادة إنتاجها أو لعله يساعد الجزائر وتونس التي يعاني 35% من نخيلهما من قلة الإنتاج بسبب كبر سن أشجار النخيل مع أن التمور تعد من الثروات الأساسية للقطاع الزراعي الجزائري، الأمر الذي يهدد بفقد استثمارات وفرص عمل وهي صورة عكس ما يحدث في ليبيا مثلا التي تتوسع في زراعة النخيل والذي يدخل وحده نحو 140 مليون دينار ليبي في خزائن الاقتصاد الوطني سنويا. مشاهدينا أهلا بكم مرة أخرى إلى الاقتصاد والناس واقتصاديات النخيل في مصر والعالم العربي… مهندس كمال أنت مهندس زراعي كيف يمكن لمزارع أو مالك نخيل أن يعظم استفادته مما يملكه من ثروة نخيلية؟
كمال: تعليم الفلاح التعليم الصح بأنسب طريقة لاستغلال الأرض الموجودة عنده واستخدام النخيل الموجود عنده استخداما صحيحا، الفلاح عندنا يجهل الكلام ده تماما، ما يعرفهوش، ما دربتهوش ازاي يلقح صح، هو آخذها بالفطرة، أنا طلعت لقيت أبي بيشتغل بنفس الطريقة اشتغلت بها، ولكن تطور الفلاح ما يعرفهوش، فأنا في مراكز في الإرشاد لازم أعمل له هذا الكلام.
أحمد بشتو: لكن أيضا ما هو ناقص لدى الفلاح هو مقاومته للأمراض التي قد تصيب النخيل، هذه يمكن أن ترفع فيها كفاءة المزارع؟
كمال: 100%، لو أنا علمت الفلاح النهارده إزاي يقاوم سوسة النخيل الموجودة النهارده حأرفع الكفاءة بنسبة أكثر من 70% لأنه أنا النهارده عندي كمية النخل المصابة في أي حقل تنزله حتلاقيها النصف تقريبا، 50%.
أحمد بشتو: سوسة النخيل والأمراض التي تصيب النخيل هل تعتقد أن هناك رعاية للفلاح لأن يقاوم ما أصيبت به نخلته؟
كمال: لا، الفلاح ما يعرفش.
أحمد بشتو: ولا من الدولة؟
كمال: ولا من الدولة.
أحمد بشتو: حاج فؤاد أنت نزلت لتوك من تنظيف ثمر هذه النخلة، ما الأمراض التي يمكن أن تقضي على النخيل ولا يمكن القضاء عليها حتى الآن؟
حاج فؤاد: السوسة، السوسة.
أحمد بشتو: ماذا تفعل في النخيل؟
حاج فؤاد: بتخرب الدنيا، بتخلص عليها خالص، بتيجي في العمود الفقري بتاع النخلة اللي هي الجمارة وتقوم بقتلها، تقتل العصب يبقى خلاص النخلة انتهت.
أحمد بشتو: هل هي منتشرة إلى حد كبير؟
حاج فؤاد: آه، منتشرة بالنخل اللي بيتعلق ويموت ويترمي المصاب هي بتخلف فيه الكمية اللي هي عايزاها وبعد كده بتوزع على الباقي.
أحمد بشتو: هذه الآفة لا تجد من يقاومها من الحكومة أو المختصين؟
حاج فؤاد: لا، كل اللي بيجي يقاوم بيتفهم ويأخذ بعضه ويمشي، وهي مالهاش علاج في الدنيا إلا بودرة الدكار بتاعة النخلة، تتحط عليها مادة سامة وتحط في مصيدة في أي مزرعة، طالما السوسة أكلت وماتت أو الدكر مات ما يخلفش، ما هو لو الدكر بتاع السوس مات مافيش سوسة حتخلف، هو دلوقت بيقضي على الدكورة، السوسة بتقضي على الدكورة، علشان إيه ما يبقاش في بلح.
أحمد بشتو: حاج سيد أنت تعمل في مجال تصنيع الأقفاص من جريد النخيل، عملك يتم طوال العام لا يتوقف؟
حاج سيد: طوال العام لا يتوقف العمل في هذه الشغلة على طول، ده عملنا على طول وده مصدر رزقنا.
أحمد بشتو: تربح منه بشكل جيد؟
حاج سيد: حوالي ثلاثين جنيها يوميا، ثلاثين جنيه ما فيش أكثر من ذلك.
أحمد بشتو: هناك فارق بين الأعواد التي تحصل عليها حسب نوع النخيل؟
حاج سيد: آه في ثماني وفي زغلول وفي بنت عيش وفي الحياني هو أحسن حاجة وفي عربي، أحسن جريد في الموجود الحياني، الحياني جريدة كويسة وناعمة وسهلة معنا في العمل.
أحمد بشتو: على علمك كم صناعة تقوم على النخيل؟
حاج سيد: النخلة بيقلمها واحد وبيدكرها واحد ويحنيها واحد ويجنيها واحد، إحنا بنأخذ جريدها مرتين في السنة، تقليم شتوي حنيان صيفي، ستة أنفار بيأكلوا من النخلة دي، ستة أنفار بيشتغلوا فيها، ستة مش نفر ولا اثنين بيشتغلوا فيها.
أحمد بشتو: سيد عصام نحن في منطقة يزرع فيها النخيل وهذه المنطقة قريبة من ميناء دمياط، هل تعتقد أن النخيل مفيد للبيئة المحلية؟
عصام: طبعا النخيل مفيد جدا في هذه المنطقة تحديدا لأن هذه المنطقة فيها بعض مشروعات البتروكيماويات وثروة النخيل الموجودة في هذه المنطقة بتعمل توازنا بيئيا مهما جدا، والسيد رئيس الجمهورية حذر من قطع أي نخلة في هذه المنطقة، ولكن هذه المنطقة تعاني من كارثة بيئية مستقبلية لأن النخيل الموجودة في هذه المنطقة أصيب بمرض سوسة النخيل وهذا المرض ممكن يقضي على هذه الثروة التي تهم مصر كلها، لكن هذه المنطقة تحتاج إلى حزام من النخيل حفاظا على التوازن البيئي وحفاظا على البيئة في محافظة دمياط عموما.
أحمد بشتو: حاج محمد أنت مزارع نخيل وتملك عدد من النخلات، حين تبيع محصول البلح هل تحصل على مكسب؟
حاج محمد: آه، حلو كويس يعني، يعني بيجيب شغله برضه وبيجيب مصاريفه برضه حلو، بس هو أهم حاجة النخلة الدكار بتاعة اللي هو التلقيح والرش، إن ما تترش ما تجيبش، شوية البلح بيجي السوسة فيهم بيروحوا واقعين على الأرض.
أحمد بشتو: التلقيح يتم يدويا؟
حاج محمد: آه، بتطلع فيها الدكر بتجيب منه بتحطها أربع سلوك في الإس أو خمسة ودي. وما تلقح والكوز كبير، يعني لو فسخ الكوز منها ما تنفعش.
أحمد بشتو: حاج أحمد أنت مزارع وتاجر منتجات نخيل، هل تعتقد أن هذه المسألة مربحة لك؟
حاج أحمد: آه كويسة، إحنا بنزرع النخل وبنأكل منه وبنصرف منه لأن ده إيراد عندنا سنوي.
أحمد بشتو: المكسب مريح؟
حاج أحمد: لا مش مريح، متعب، المكسب متعب جدا لأن النخل ده بيصرف، الناس بتطلع تدكره وتقلمه وتعمل وتصرف عليه ونطلع نجنيه الجنيه بجنيه مع أنه ما بيطلعش في السوق.
أحمد بشتو: الدكتور عصام مدبولي الباحث في مجال زراعة أنسجة النخيل في مركز البحوث الزراعية المصرية ونحن في أحد المعامل المختصة، ما الحقائق الاقتصادية الغائبة عن الناس في مجال النخيل ومنتجاته؟
عصام مدبولي: يعتبر محصول نخيل البلح من المحاصيل الفاكهة الهامة جدا وذات مردود اقتصادي عال جدا للمزارع ويستفيد منه جميع الأفراد سيان المزارع أو المستهلك ويعتبر منجما غذائيا عاليا جدا لاحتوائه على عناصر غذائية، احتوائه على سكريات بروتينات دهون ويعتبر من أعلى محاصيل الفاكهة التي تعطي سعرات حرارية عالية.
أحمد بشتو: كيف يمكن لمزارع أن يعظم الاستفادة الاقتصادية مما يمتلكه من نخيل؟
عصام مدبولي: في البداية أول حاجة أول تعظيم للاستفادة من الشجر واحد أنه إحنا ننشئ مشاتل لنخيل البلح لزيادة أعداد نخيل البلح لأن ده من الحاجات الهامة جدا اللي إحنا مفتقدينها، زيادة أعداد نخيل البلح دي بتؤدي إلى ارتفاع الأعداد وبيؤدي إلى زيادة المحصول، محصول النخلة الواحدة كمتوسط محصول بتدينا -دلوقت مصر يعتبر أعلى إنتاجية في محصولها على مستوى العالم- بتدينا 104 كيلو على النخلة الواحدة.
أحمد بشتو: المعروف أن كل أجزاء النخيل يتم الاستفادة منها ولا تهدر، كيف ذلك؟
عصام مدبولي: نعم كل أجزاء نخيل البلح لها مردود اقتصادي هام جدا بالنسبة للمزارع ويستفيد منها المزارع جدا، يعني بدءا من أشهر حاجة لنخيل البلح اللي إحنا بنأكلها الثمار، ثمار نخيل البلح لها عائد اقتصادي جدا لأن هي بتستهلك في أصناف النخيل بتاعتنا في مصر ثلاث أصناف، أصناف رطبة وأصناف نصف جافة وأصناف جافة، بالنسبة لنا في مصر بيستهلك الأصناف الرطبة في مرحلة اسمها مرحلة البصر اللي هي مرحلة بنأكل الثمار في مرحلة اللي هي بتكون الثمار حمراء أو صفراء زي أصناف السماني والزغلول، في بعض الأصناف زي أصناف الأمهات بنأكلها مرطبة ودي منتشرة جدا في محافظة الجيزة ومحافظة الفيوم، في بعض الأصناف النصف جافة دي بتستهلك على مدار العالم اللي إحنا بنخزنها وبنطلعها في مصانع وده بيبقى له مردود اقتصادي جدا أنه إحنا بننشئ مصانع.
أحمد بشتو: هل تعتقد أن شجرة النخيل يتم الاستفادة به بشكل كامل لدى مالكيه أم أن هذا الوعي ربما يكون غائبا أو ناقصا؟
عصام مدبولي: هو يعني في نقطتين، هو معظم استفادتنا من النخيل إحنا كثمار فقط، يعني معظم الناس الاستفادة الوحيدة لها ثمار، إذا كنا بنستهلكه استهلاك طازج أو استهلاك طول العام في صورة علب ثمار نصف جافة أو في أثناء شهر رمضان الكريم في أثناء الشهر اللي هي الأصناف الثمار الجافة بتاعة أسوان، لكن في استفادة أخرى من النخل يعني في استفادات من حبوب اللقاح وفعلا بدأت في شركات حاليات بتعمل بتأخذ مستخلص حبوب اللقاح وتدخله في التصنيع الدوائي لأن له مردودا غذائيا عاليا جدا وله فائدة غذائية عالية جدا يعني قيمة غذائية عالية في حبوب اللقاح.
أحمد بشتو: الدكتور عصام مدبولي الباحث في مجال زراعة أنسجة النخيل في مركز البحوث الزراعية المصرية أشكرك جزيل الشكر. هناك مزايا نسبية تملكها الدول العربية ومنتجات النخيل قد تكون أحد مفاتيح حلول المشاكل الاقتصادية والغذائية التي تواجه الناس والحيوانات معا، ثروة هائلة تنتظر أخيرا من يستغلها. تقبلوا أطيب التحية من مخرج البرنامج صائب غازي ومني أحمد بشتو طابت أوقاتكم وإلى اللقاء.