صورة عامة - الاقتصاد والناس - القوة البشرية والعمل في الوطن العربي مصر نموذجاً - 2/8/2010
الاقتصاد والناس

القوى البشرية والبطالة في العالم العربي

تتناول الحلقة أسباب تزايد البطالة وجوانب الخلل في عملية التنمية، وأوضاع الشباب بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل.

– أسباب تزايد البطالة وجوانب الخلل في عملية التنمية
– أوضاع الشباب بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل

أحمد بشتو
أحمد بشتو
أحمد أبو النور
أحمد أبو النور

أحمد بشتو: لماذا تعتبر القوى البشرية عبئا ثقيلا على حكوماتنا العربية بينما تعتبرها الحكومات الغربية منجم ذهب وقوى عمل وإنتاج يجب تنميتها والاستفادة منها إلى الحدود القصوى؟ الإحصاءات تتحدث عن إهدار عربي شديد لقوى العمل البشرية خاصة الشابة الفتية، يكفي نعرف أن 60% من سكان العالم العربي يقعون تحت سن الثلاثين أي سن قمة ذروة العمل والإنتاج مع ذلك فنسبة البطالة العربية تعد الأعلى في العالم حيث أن ربع السكان العرب للأسف عاطلون عن العمل. نحن في مصر الآن أكبر دولة عربية سكانا وأكثرهم معاناة من البطالة وصاحبة المثال الأوضح في إهدار القوى البشرية. مشاهدينا أهلا بكم إلى هذه الحلقة الجديدة من الاقتصاد والناس نقدمها من العاصمة القاهرة حيث نتابع

– دلوقت الشباب يبقوا متخرجين من كليات الطب والهندسة وبيشتغلوا في شغلانات ضعيفة جدا فده يعني مش مستوى اللي هم تعبوا في حاجة وفي الآخر يعني ما أخذوش حاجة في الآخر، الشاب دلوقت يبقى عايز يتجوز وعايز يبني أسرة وعايز يبقى حاجة كويسة في المجتمع بس المجتمع مش مدي له فرصة أنه هو يبقى حاجة كويسة.

– لا، وحألف في غلو الأسعار دلوقت هو أجر غير مجز، غير مجز بالمرة يعني غير أن حاليا ما فيش تثبيت في العمل أو ما فيش تأمين على العمل، ممكن تشتغل في وظيفة ما تبقاش مؤمن بعد كده إذا حتخرج منها ولا لا وحتستمر فيها ولا لا.

– ممكن واحد ما معهوش مؤهل كويس أو طالع حتى بتقدير مقبول وتلاقيه متعين في وظيفة كبيرة وواحد معه جيد جدا أو امتياز وقاعد في وظيفة عادية.


أحمد بشتو: البطالة قد تكون تعبيرا عن ركود اقتصادي كما نرى في أوروبا أو انعكاسا لفشل حكومي في إدارة الطاقات البشرية كما نرى هنا في مصر وباقي الدول العربية وتابعونا.

أسباب تزايد البطالة وجوانب الخلل في عملية التنمية


أحمد بشتو: حسب الإحصاءات الرسمية يبلغ عدد سكان مصر حاليا 77 مليون نسمة منهم أكثر من 25 مليون نسمة في سن العمل والإنتاج، تقدر الحكومة المصرية نسبة البطالة بينهم بـ 9,4% بينما يقفز تقدير نسبة البطالة عند بعض المحايدين إلى 25% لكن في الحالتين نلاحظ أن 90% من المتعطلين عن العمل في مصر يقعون تحت سن الثلاثين وهي النسبة الأكبر عربيا. ما يحدث إذاً ليس إهدارا فقط لقوة العمل البشرية بل استهانة بمستقبل وانتماء ملايين الأشخاص ورغم بناء أكثر من خمسمئة مصنع جديد تابع للقطاع الخاص في الفترة الماضية حسب تقدير الحكومة المصرية فإن القدرة على استيعاب القوى البشرية الصاعدة لم يكن بالكفاءة المطلوبة مما يضطر الشباب لامتهان مهن ثانوية بأي أجر ممكن أو أن يلقي بنفسه في مراكب الهجرة غير الشرعية خاصة الشباب القادم من المناطق الريفية وغير الحضرية. وعبد القادر عراضة في التقرير التالي يرصد الحالة العربية.

[تقرير مسجل]

عبد القادر عراضة: هناك دول تمتلك موارد بسيطة ومع ذلك فهي دول متطورة فحينما تنظر إلى تجربة اليابان كمثال والتي تمكنت في فترة قياسية من إعادة بناء ما دمرته الحرب وأصبحت ثاني قوة اقتصادية في العالم تجد أنها جعلت جل اهتمامها في استثمار وبناء العنصر البشري، لكن في عالمنا العربي ما زالت العديد من المؤسسات الاقتصادية تعتبر أن الإنسان آخر من تنظر إليه بل إن ارتفاع عدد السكان وعوض أن يكون حافزا في معادلة التنمية باستثمار الطاقات وتوظيفها تحول إلى عبء كما أن الزيادة في رأس المال المادي لا تؤتي ثمارها في عملية التنمية الاقتصادية إذا لم تتم زيادة الخبرات والمعرفة بنفس المعدل على الأقل. من مظاهر هذا الإهمال للعنصر البشري في العالم العربي انتشار الأمية والفقر والبطالة فالتقارير الصادرة لا تبشر بمستقبل واعد خاصة بعد أن أصبحت الأزمة المالية العالمية عاملا ضاغطا على محاولات تحسين أحوال المعيشة لدى المواطنين فوفقا لتقرير التنمية البشرية العربي الصادر في 2009 وتقرير البرنامج الإنمائي للأمم المتحدة فإن نحو 65 مليون مواطن عربي يعيشون في حالة فقر كما أن الثروة النفطية لدى العديد من البلدان العربية تعطي صورة غير دقيقة عن الأوضاع الاقتصادية لهذه البلدان وتخفي الكثير من الضعف البنيوي مما ينتج عنها زعزعة للأمن الاقتصادي. من مظاهر هذا الضعف البنيوي انتشار البطالة كقنبلة موقوتة ومصدر من مصادر انعدام هذا الأمن حيث تشير اتجاهات البطالة ومعدلات نمو السكان إلى أن البلدان العربية ستحتاج بحلول عام 2020 إلى 51 مليون فرصة عمل جديدة في حين تعتبر معدلات البطالة بين الشباب الأعلى بين كل أقاليم العالم بنسب تصل لـ 40% وأكثر وهي أكثر انتشارا بين الشباب المتعلم تعليما متوسطا وجامعيا كما لم تعد هناك دول عربية محصنة ضد هذه البطالة كما كان يعتقد قبل سنوات وبخاصة في دول الخليج. نظرة جديدة للتنمية وللعنصر البشري المحرك الرئيسي لهذه التنمية باتت ملحة إذاً خصوصا في ظل ما يتمتع به العالم العربي من ثروات طبيعية وطاقات بشرية فالسياسات مدعوة لأن تراجع أولوياتها عبر التركيز على هذا العنصر البشري كما أن تحقيق النمو ليس الهدف في النهاية بل إن الإنتاج الحقيقي المستدام فيما تجنيه الاقتصادات العربية نظير استثمارها في تكوين وتعليم وتدريب طاقاتها خصوصا الشباب منهم.

[نهاية التقرير المسجل]

أحمد بشتو: إنجي ومحمود وأمير أنتم درستم دراسة مختلفة عن مجال العمل الذي تعملون فيه الآن، هل تعتقدين أن هذا أمرا جيدا؟


إنجي: في حالات آه فيها كويس بالنسبة مثلا للأجر يعني آه كويس طبعا أحسن من المجال بتاعي لأني أنا اشتغلت في المجال بتاعي واشتغلت في مجالات كثير فلقيت أن بالنسبة للمعيشة اللي إحنا عايشينها مش المجال بتاعي خالص يعني فده أحسن.


أحمد بشتو: العمل في مجال مختلف عن مجال الدراسة قد يكون مؤلما بعض الشيء للعامل؟


مشارك1: يعني بص مبدئيا يعني أن أشتغل في مجالي دي حاجة كويسة أن أشتغل في حاجة درستها وفاهم فيها قعدت أربع سنين فاهم فيها فأكيد أني فاهم في حاجة زي كده، لما أروح أشتغل في مجال أنا ما أعرفش فيه أي حاجة حأبدأ فيه من الصفر يعني فدي الفكرة ده الغلط من البداية يعني وما فيش فرصة أن أشتغل أو أدور في حاجة لأني أصلا مش حألاقي حاجة بالمرتب اللي أنا شغال به بره مجالي.


أحمد بشتو: البطالة الضاغطة على الشباب في مصر كما في باقي الدول العربية هل تعتقد أنها هي الدافع لأن يعمل الطالب أو الخريج أو المؤهل في وظيفة في دراسة معينة في عمل آخر؟


مشارك2: لا، هو أنا اللي يخليني أبص لمجال ثاني أنني مش لاقي مجال أشتغل فيه في مصر يعني المحاسبة مش لاقي أشتغل فيها هنا علشان كده ممكن كذا واحد يفكر أن هو يسافر بره أساسا يعني في مصر أنا لو مهما دورت استحالة ألاقي شغل في المحاسبة غير بواسطة أو بحاجة ما ينفعش أن أشتغل كده أن أدخل بنك أو أقدم CV وأعمل interview مش حينفع أن أشتغل، لازم أسافر لازم أدور بره مصر مش لاقي في مصر حاجة تبع مجالي نفسه في المحاسبة.


أحمد بشتو: رحاب الحاصل على شهادة جامعية في مصر الحاصل على تدريب معين في مصر يحصل على وظيفة جيدة بالتالي؟


رحاب: ممكن يحصل على وظيفة جيدة بس لو معه واسطة بس غير كده لا.


أحمد بشتو: ليس بالمؤهل؟

رحاب: لا، بالمؤهل لا، ممكن واحد معهوش مؤهل كويس أو طالع حتى بتقدير مقبول وتلاقيه متعين في وظيفة كبيرة وواحد معه جيد جدا أو امتياز تلاقيه في وظيفة عادية.


أحمد بشتو: هل تعتقدين أن الشباب في مصر عموما لا يتم الاستفادة منه بشكل جيد؟


رحاب: آه، لا ما بيستفيدوش بهم والدليل أنك ممكن تلاقي واحد خريج كلية هندسة شغال أي شغلانة غير الشغلانة بتاعته.


أحمد بشتو: أحمد أنت الآن موظف، حين كنت طالبا في الجامعة هل حصلت على دورات أو مناهج تعليمية مناسبة لسوق العمل، هل حصلت بعدها على دورات تدريبية مؤهلة لسوق العمل أم أنك تعاملت مع الموقف بنفسك مع نفسك؟


أحمد: تعاملت مع الموقف مع نفسي أخذت دورات تؤهلني بعد كده أن أشتغل في السوق المصرية.


أحمد بشتو: السوق بعد ذلك تلقاك بشكل جيد أم أنك عانيت حتى تحصل على وظيفة؟


أحمد: هو أنا حصلت على وظيفة عن طريق المؤهلات بتاعتي وقدمت CV ودخلت interview واتقبلت واشتغلت.


أحمد بشتو: أميرة أنت أنهيت دراستك في اللغة الإنجليزية ولم تحصلي على وظيفة، الآن تدرسين المحاسبة، هل تعتقدين أن الحصول على شهادتين سيوسع فرصة الحصول على وظيفة؟

أميرة: والله الواحد بيحاول يعني مش عارفين نعمل إيه يعني خلصت الإنجليزي وعايزة أحسن من نفسي يعني طيب ما هو لو حأبص ليسانس أدب إنجليزي أحسن بكثير من تجارة فمش عارفة يعني.. ربنا يسهل يعني.


أحمد بشتو: خريج الجامعة حينما يقبل بوظيفة لا تتناسب مع دراسته كوظيفتك مثلا، هل تعتقد أن الأجر في هذه الحالة مجز؟


مشارك3: الأجر مش مجزي، كفاية لحد الكفاف، الكفاف، لكن هو لازم يعمل لازم يشتغل، أغلبهم عارف أن هو حيشتغل بأكله وشربه ويادوبك يجيب مصاريف وبيشتغل وصامد وعنده إصرار على النجاح.


أحمد بشتو: الأستاذ الدكتور أحمد أبو النور رئيس مؤسسة الإنماء الاقتصادي واستشاري وأستاذ الاقتصاديات الحرجة والأزمات في جامعة ستراثمور في كاليفورنيا، لا نجد جديدا في كل تقارير التنمية البشرية العربية من عام لعام، هل تعتقد أن في هذه الحالة الاهتمام بالعنصر البشري مغيب؟


أحمد أبو النور: هو الحقيقة الاهتمام بالعنصر البشري مش مفقود ولكنه يعني يعتبر مغيبا طبقا لطبيعة الحال السائدة عربيا يعني مع اختلاف الأقطار العربية بنجد أن هناك حالة من غياب العنصر البشري، كونه أنه هو يكون عنصرا فاعلا أو استثنائيا أو يؤدي أداءات مطلوبة منه كما يؤديها إن كان موجودا في بيئة أو مناخ آخر الأمور بتختلف بمعنى أن في العالم العربي بالفعل ليس هناك الاهتمام الكافي بقضية التنمية البشرية لأنهم بيهتموا الحقيقة بها كقضية مجتزأة ولكنها هي التنمية قضية شاملة، يجب أن تكون التنمية المجتمعية في أي مجتمع عربي تنمية شاملة خريطة كبيرة للتنمية المستدامة منها التنمية الديمقراطية التنمية البيئية التنمية الصحية التنمية البشرية التنمية العلمية يعني هناك مجالات تنمية عديدة ولكن حين نجتزئ التنمية البشرية بمفردها خارج سياقها بره خريطة التنمية الشاملة أو المستدامة في المجتمعات العربية بنجد الحقيقة أن إحنا حكمنا عليها بيبقى غير موضوعي وفي نفس الوقت الناتج بتاع حكمنا أو اللي تخيلنا أن إحنا لمسناه من مشكلات وبنحاول نعالجه في الواقع ما بيتعالجش.


أحمد بشتو: نحن في هذه الحالة نتحدث عن حوالي ربع سكان مصر والعالم العربي تحت سن الثلاثين، نحن في هذه الحالة نهمل إذاً ربع السكان العرب؟


أحمد أبو النور: الحقيقة هي مجتمعاتنا العربية بتتميز بميزة يفتقدها دول كثير زي اليابان زي الدول الأوروبية اللي بتوصف أنها القارة العجوز لأن ما عندهاش نسبة الشباب كنسبة من عدد السكان كما لدينا بالفعل يعني إحنا عندنا ما يعتبر ثروة، يعني اليابان ما هي ثرواتها الطبيعية التي صارت بها ثاني قوة اقتصادية في العالم؟ البشر، ولكن لعدم وجود مشروعات مجتمعية نهضوية حقيقية جوه مجتمعاتنا العربية بتعتبر القوى البشرية بما فيها القوى الشابة القادرة على العمل فعلا والعطاء بتعتبر عالة على المجتمعات أو المجتمعات يعني الرسميين أو الأنظمة الرسمية بتعتبر أن هذه الفئات عبارة عن عالة على الإنفاق العام وعلى الموازنة العامة بالرغم من أنهم قد يكونوا قوى دافعة لو في مشروع مجتمعي هم تم توظيفهم فيه ولكنهم يتركون للنظم السائدة يعني نظام التعليم يخرج مخرجات يلفظها ويرفضها سوق العمل ويبدأ سوق العمل يكون عنصرا فاعلا ويطالب بعناصر أفضل مما ورد إليه، إذاً نظام التعليم في حد ذاته أحد الأنظمة المطلوب إصلاحها لكنه حيكون إصلاحا جزئيا، لن يصلح إلا في منظومة تنمية شاملة.


أحمد بشتو: وحتى الآن أطراف العملية غير مهتم بها من قبل المسؤولين، أطراف التنمية البشرية هي العنصر البشري وسوق العمل ومتطلباته من جانب آخر، هذه التوأمة مفتقدة.


أحمد أبو النور: الحقيقة ليس هناك أدنى ارتباط بين مخرجات نظم التعليم العربية وبين متطلبات أسواق العمل، أسواق العمل حاليا مع الأسواق العالمية المفتوحة أصبح المستثمر متعدد الجنسيات موجود في أي أرض عربية، لما يجي يشتغل وعايز كفاءات لم يجد من مخرجات الدول العربية مخرجات نظمها التعليمية ما يتناسب مع احتياجاته بالتالي المقولة القديمة اللي يقول لك علشان نخلق فرص وظيفية وفرص عمل جديدة نعمل استثمارات جديدة، ثبت خطؤها، ليه؟ زادت الاستثمارات الأجنبية والعربية وزادت البطالة، إيه السبب؟ أن لما زادت الاستثمارات سوق العمل المتواجدة جواه بيطلب كفاءات معينة لا توفرها نظم التعليم إذاً العملية ما كانتش المزيد من الاستثمارات لخلق وظائف، لا، المزيد من التنمية الشاملة التنمية على كل أصعدتها.


أحمد بشتو: الآن الحكومة المصرية مثلا تقول إن نسبة البطالة لديها تراجعت إلى 9,4% هل تعتقد أن هذه النسبة واقعية مع سوق العمل الحالي؟


أحمد أبو النور: لا، الحقيقة هي النسب وقياسات النسب بتعتبر مضللة إلى حد كبير لأن النسب تقدر تطلعها بأي أسلوب أنت عايزه الرقم اللي أنت عايزه، على سبيل المثال أنا لو أضفت العمالة الموسمية اللي بتشتغل شهرا واحدا في السنة شهر رمضان مثلا بتساهم في إعداد موائد الرحمن ما هي دي عمالة موسمية، نبص نلاقيه جامعها لنا في العمالة زيها زي العمالة المنتظمة، لا، كده وتقول لي البطالة انخفضت؟ لا، ما انخفضتش، البطالة فعلا بتزيد وقد تصل إلى 14، 15% في بعض الدول، وعندنا في مصر الرقم أعلى من الرسمي المعلن بكثير، على سبيل المثال لما نيجي لمثل برضه يعني التنمية البشرية يجي يقول لك أصل خط الفقر عندنا تحتيه بتاع عشرين مليون واحد، لا، إحنا مش عشرين مليون فقير، أبدا، طريقة الحساب هي اللي اختلفت، وبعدين ما هو تعريف الفقر؟ لم يعرف حتى الآن سوى بتعريف البنك الدولي اللي هو اثنين دولار ومش عارف، أبدا هي ما تتحسبش بهذا الشكل ولكن لا بد أن إحنا نقيس مدى جودة الحياة مع المواطن علشان وإحنا بنحسب التنمية البشرية وبنقيسها جودة الحياة، التنمية البيئية التي تمت له هل بيئة صحية ونظيفة كما يجب أن تكون أم لا؟ البيئة الديمقراطية هل هو آمن على نفسه وعلى غده أم لا؟ هل آمن على أبنائه أم لا؟ بالتالي هناك العديد من العناصر المطلوب فيها الإصلاح الجذري حتى يكون هناك إصلاح في مجال التنمية البشرية أما ما يعتقد أنه تنمية بشرية ويقاس بالتقارير بثلاثة عناصر اللي هم الدخل والصحة والتعليم هذه عناصر ظالمة قد يمكن تطبيقها على كائنات غير إنسانية.


أحمد بشتو: الأستاذ الدكتور أحمد عبد النور اسمح لي أن أذهب الآن إلى فاصل قصير نواصل بعده مشاهدينا سؤال الشباب في الشارع المصري هل يعتقدون أن الحكومة المصرية مهتمة بهم في سوق العمل أم لا؟ وتابعونا.

[فاصل إعلاني]

أوضاع الشباب بين مخرجات التعليم ومتطلبات سوق العمل


أحمد بشتو: تدني جودة التعليم وعدم توافق مخرجاته مع متطلبات سوق العمل وعدم توسع وتنوع سوق العمل ذاته وغياب برامج التدريب الجيدة والجدية أدت إلى إهدار القوى البشرية العربية، وفي مصر أهدر برنامج الخصخصة الذي بدأ قبل عقدين ملايين القوى البشرية، الأخطر أنه قضى على جيل كامل من العمالة الماهرة كان من المفترض أن تنقل خبرتها إلى أجيال جديدة بشكل تلقائي لتكون النتيجة مصانع جديدة تبحث عن عمال كفوئين بينما آلاف الشباب يبحثون عن فرص عمل بلا تدريب كاف، صورة تبدو سريالية لوضع يدعو للحيرة وربما للرثاء. الحالة المصرية قد تكون نموذجا لحالات عربية أخرى سنواصل رصدها مع الشباب المصري هنا في العاصمة القاهرة. مشاهدينا أهلا بكم مرة أخرى إلى الاقتصاد والناس. هل تعتقد أن الأجر الذي يحصل عليه معظم الشباب حاليا هو أجر مجز؟


مشارك1: لا هو حاليا بغلو الأسعار دلوقت هو أجر غير مجز، غير مجز بالمرة يعني غير حاليا ما فيش تثبيت في العمل أو ما فيش تأمين على العمل، ممكن تشتغل في وظيفة ما تبقاش مؤمن بعد كده إذا كنت حتخرج منها ولا لا أو حتستمر فيها ولا لا.


أحمد بشتو: أنت يمكن أن تقبلي بأي وظيفة مهما كان الأجر؟


مشاركة1: آه يعني بالنسبة للبنات ما بتفكرش في موضوع الوظيفة يعني بس الشباب هم اللي بيفكروا في موضوع الوظيفة ده قوي، يعني البنت بتبقى عايزة بس تأخذ حاجة كويسة كبيرة علشان تأخذ حد كويس فحتة الوظيفة دي يعني الواحدة ما بتفكرش فيها قوي يعني الشباب مش لاقي شغل يعني البنات حتلاقي شغل إزاي؟


أحمد بشتو: فريد أنت درست دراسة تجارية والآن تعمل مساعد طباخ يعني هذا التناقض بين العمل والدراسة هل قبلته لأنه هو الموجود؟


فريد: الحقيقة أيوه يعني علشان مصاريف وكده بس لكن بإذن الله يعني لما أخلص المعادلة وأخش جامعة حأحاول أتوظف بالمؤهل بتاعي.


أحمد بشتو: طيب بعد أن تحسن دراستك هل تعتقد أنك ستعمل في نفس مجال الدراسة؟


فريد: الحقيقة مش مضمونة.


أحمد بشتو: هدير وأنت تدرسين في السنة الأولى في كلية الإعلام هل تعتقدين أن مستقبل الدراسة سيكون متطابقا مع مستقبل الوظيفة؟


هدير: أحيانا بيكون، أحيانا بيكون مثلا خريج الهندسة بيبقى في وسيلة علشان يدخل إيه؟ الشغل بتاعه أو يشتغل مهندسا، أحيانا برضه طلبة الهندسة مش بيلاقوا شغل يعني مش في واسطة علشان يدخلوهم هندسة، في اللي هم في تجارة بيشتغلوا في يعني مجال غير مجالهم خالص لأن ما فيش واسطة أنهم يدخلوا مثلا محاسبين أو يدخلوا يشتغلوا في تجارة أو حاجة زي كده خالص فأحيانا بيكون في واسطة.


أحمد بشتو: سعيد أنت درست المحاسبة وتعمل عاملا في مطعم، هل تعتقد أنه من المنطقي أن تعمل في مجال غير دراستك؟


سعيد: والله حاليا طبعا بالنسبة لحال البلد دلوقت طبعا دي حاجة مثلا تساند معنا يعني أنا متخرج مثلا من سنتين بقى لي سنتين شغال في نفس المهنة لغاية ما إن شاء الله ربنا يكرمنا في حاجة أحسن طبعا.


أحمد بشتو: هل تعتقد أن هذا إهدار لسنوات دراسة عديدة أنت درستها؟


سعيد: هو أنا يعني مش بأقول إنه إهدار وكده بس الظروف اللي إحنا فيها في البلد دلوقت ما فيش وظائف، أي وظيفة أنت عايزها دلوقت لازم تدفع واسطة والكلام ده هو وفلوس والكلام ده.


أحمد بشتو: أرحب بك مرة أخرى الأستاذ الدكتور أحمد أبو النور رئيس مؤسسة الإنماء الاقتصادي. إذا ركزنا على سوق العمل والتنمية البشرية في مصر هل تعتقد أن سوق العمل يعاني فسادا يعني الحاصل على دراسة معينة لا يعمل فيها بعد سنوات طويلة من الدراسة أنفق عليه خلالها آلاف الدولارات؟


أحمد أبو النور: هو طبعا بيعتبر سوق العمل رد فعل طبيعي أنه نموذج مصغر من المجتمع فحيكون فيه مخرجات نظم التعليم وحيكون فيه فرص غير متكافئة لمن يتسابقون بداخله يعني وإن كان بيلفظ الغالبية إلا أن الأقلية تستطيع الحصول بشكل أو بآخر أو ما أسميته فسادا بالفعل تستطيع الحصول على فرص واقتناص فرص قد لا تتوافر لغيرها ولكن هذه ندرة وليست هي القاعدة العامة ولكن هي حالة فساد بالفعل توصف أنها فساد لكنه فساد جزئي من فساد أكبر مستشري ونحتل فيه مكانات عالمية عالية في التقارير الدولية. فبالتالي لو حنقول إن سوق العمل هل أصبح بعيدا عن الخريجين وعن الشباب وحيخلق لنا بطالة جديدة؟ آه، زي ما كنا بنقول لم تعد الأمور هي عبارة عن اخلق اعمل انشئ اجذب استثمارات جديدة أجنبية عربية مشتركة حتخلق فرصا وظيفية جديدة حتقلل البطالة، أبدا زي ما قلت زادت الاستثمارات وزادت البطالة إذاً أنت تحتاج لنهضة تعليمية أنت تحتاج لنهضة في البحث العلمي تحتاج لنهضة شاملة متكاملة تبدأ من الإصلاح الديمقراطي الذي هو أساس كل شيء، يعني على سبيل المثال لما نقرأ في إحدى الصحف العربية أن دولة ما أنفقت على تدريب كلابها بأوروبا كلاب الشرطة 850 مليون أي قرابة المليار، هل هذا الرقم إن كان قد وجه بدلا من فض المظاهرات بالكلاب إن كان وجه هذا.. إذاً هي أولويات، أولويات تضعها الحكومات أو النظم السياسية، إذاً لا إصلاح في منظومة التنمية البشرية أو منظومة سوق العمل وعلاقته بالنظام التعليمي ومخرجاته دون أن تصلح الرأس الذي هو النظام السياسي النظام الديمقراطي يجب أن يشهد إصلاحا حتى تتداعى فيما بعد ويكون من نواتجه إصلاحات عديدة أخرى.


أحمد بشتو: الأستاذ الدكتور أحمد أبو النور رئيس مؤسسة الإنماء الاقتصادي واستشاري وأستاذ الاقتصاديات الحرجة والأزمات في جامعة ستراثمور في كاليفورنيا أشكرك جزيل الشكر. مصر تحتاج لـ 650 ألف فرصة عمل سنويا لتستوعب قواها العاملة الصاعدة، العالم العربي بحاجة لعشرة ملايين فرصة عمل جديدة خلال السنوات القليلة المقبلة، أرقام ضخمة لكنها ستحول عبء السكان إلى نعمة إنتاج إذا نظر إليها المسؤولون نظرة الحكيم وليس المتخاذل عن حل المشكلة. تقبلوا أطيب التحية من مخرج البرنامج صائب غازي ومني أحمد بشتو، من القاهرة لكم التحية وإلى اللقاء.