صورة عامة - الإقتصاد والناس - التعليم في موريتانيا 15/11/2010
الاقتصاد والناس

أوضاع قطاع التعليم في موريتانيا

تتناول الحلقة إشكاليات التعليم ما قبل الجامعي في موريتانيا وآفاق تطوره، ونواقص التعليم الجامعي وخطط ربطه بسوق العمل.

– إشكاليات التعليم ما قبل الجامعي وآفاق تطوره
– نواقص التعليم الجامعي وخطط ربطه بسوق العمل

أحمد بشتو
أحمد بشتو
سيدي عبد الله ولد المحبوبي
سيدي عبد الله ولد المحبوبي
محمد سيديا ولد أحمدو
محمد سيديا ولد أحمدو

أحمد بشتو: متلازمة الفقر والتعليم والبطالة في موريتانية لا تنفصل كل يؤثر في الآخر ويتأثر به، فبسبب الفقر لا يذهب نحو نصف تلاميذ المدارس الابتدائية إلى مدارسهم هنا بل إلى العمل في سن مبكرة وبسبب عدم تطوير العملية التعليمية استشرت البطالة وانتشر الفقر، الحكومة الموريتانية من جهتها تقول إنها تخصص 23% من دخلها القومي السنوي للإنفاق على التعليم بينما صنف البنك الدولي من جهته الحالة التعليمية في موريتانيا ضمن الأضعف عربيا، فبسبب قلة الرواتب هناك تراجع واضح في أعداد المعلمين وإقبالهم على العملية التعليمية كما تخبرنا الأرقام أيضا عن تراجع مفزع في قدرات البنيات التحتية التعليمية في موريتانيا، ولأن الناس هنا لا يعتبرون التعليم بوابة للحصول على عمل وأجر جيد، لم تزد نسبة الطلاب الجدد في العام الدراسي الحالي عن 0,08% فقط مقارنة بالعام الماضي وهي نسبة لا تكاد تذكر، أما التعليم الجامعي فله شأن آخر وكلها أمور نناقشها مع المسؤولين والطلاب والأساتذة في هذه الحلقة التي نقدمها من هنا في نواكشوط في الاقتصاد والناس حيث نتابع.

– الأساتذة يعطون ما يمكنهم أن يعطوه والجامعة تهيئ الظروف لكن الطالب يتكاسل.

– نطالب بحضور جميع الأساتذة بالوقت وألا يتغيبوا.

– ولكن التعليم منذ سنوات يعاني ظروفا صعبة، أول نقطة هي المعلم وضعيته صعبة من الناحية المادية.

– ما بعد ذلك أدركت الجامعة أن الأعداد الكبيرة من هؤلاء الخريجين إنما تغلي سوق البطالة بالدرجة الأولى.


أحمد بشتو: حلقة تتساءل إذا كان الإنفاق على التعليم في موريتانيا سخيا فلماذا تبدو النتيجة ضعيفة؟ وتابعونا..

إشكاليات التعليم ما قبل الجامعي وآفاق تطوره


أحمد بشتو: تقول الأرقام الحكومية إن عدد المدارس في موريتانيا يقدر بنحو ثلاثة آلاف و 682 مدرسة في كل مراحل التعليم ما قبل الجامعي، تقول أيضا إن 73% من هذه المدارس يعاني عجزا واضحا في التجهيزات والبنية الأساسية المدرسية، الكتب المدرسية مثلا لا يتوافر منها إلا 40% فقط، نسبة التحاق التلاميذ في المدارس تصل 84% أما الأخطر هو أن 40% من هؤلاء التلاميذ لا يكملون دراستهم الابتدائية بل يتسربون من التعليم، الأطرف أنه بعد كل هذه المعاناة فإن 50% فقط من تلاميذ المدارس الفنية يتم الاستفادة بهم في سوق العمل، كلها أرقام حكومية وتدعو في نفس الوقت لبعض التشاؤم والتقرير التالي به المزيد.

[تقرير مسجل]

زينب بنت أربية: التعليم العالي في موريتانيا يحتضر، هكذا تلخص رابطة الدكاترة العلميين وضعية هذا القطاع، وقد قالت هذه الرابطة حديثة الميلاد إنها مستعدة لوضع خبراتها تحت تصرف المسؤولين عن التعليم لإنعاشه وإنقاذ ما يمكن إنقاذه. الرابطة تضم 43 دكتورا متخصصين في المجالات العلمية وغير مكتتبين في جامعة نواكشوط يقولون إن مؤهلاتهم تمكنهم من مواكبة النظام الجامعي الجديد.


نور الدين ولد محمدو/ رئيس رابطة الدكاترة غير المكتتبين في جامعة نواكشوط: من الأشياء الملموسة التي يمكن تقديمها هي أولا النهوض بالنظام التعليمي من جهة، التنظير لأنظمة حقيقية يتم تدريسها في الجامعة ثم المساهمة في بناء كوكبة جديدة من الأسرة التعليمية.


زينب بنت أربية: استرسل المشاركون في الندوة وهم أساتذة جامعيون وطلبة وباحثون في إحصاء المشاكل التي يعتقدون أنها تشكل التعليم العالي وتحول دون تطويره، وقد ركزوا على وجه الخصوص على نقص الجامعات فلا توجد سوى جامعة واحدة في موريتانيا، بالإضافة إلى انتشار الفساد في المؤسسات وعدم تشجيع البحث العلمي، وألح المشاركون على ضرورة تحسين الخبرات لضمان تكوين جيد للطالب.


محمدو ولد محمد المختار/ أستاذ بجامعة نواكشوط: لا يمكن أبدا أن نحقق أي نوع من أنواع النهضة دون أن ننطلق من بناء الإنسان، قد نبني الحجر وقد نبني الطرق وكل شيء لكن دون أن نبني الإنسان فلن تتحقق أي تنمية لهذا المجتمع فبالتعليم والتعليم والتعليم فقط تتحقق التنمية.


زينب بنت أربية: مشكلة التعليم العالي مجرد جزء من مشكلة أشمل تعيق التعليم بشكل عام في موريتانيا تطورت لتصبح أزمة معقدة لم توفق السلطات المتعاقبة فيما يبدو من فك رموزها، فيظل الحديث قائما عن تدهور مستوى الطلاب والظروف الصعبة للعاملين في القطاع وعدم ملاءمة المناهج التربوية، ويأمل البعض أن تساهم الأيام التشاورية الموعودة حول التعليم في التوصل لإستراتيجية فعالة على المدى البعيد. قد لا يتبنى المسؤولون عن التعليم في موريتانيا هذه النظرة التي يصفونها بالمتشائمة فهم يعترفون بوجود بعض المعوقات ولكنهم يعتقدون أن الكفة تميل لصالح إنجازات في صالح التعلم لا يمكن تجاهلها. زينب بنت أربية، الجزيرة، نواكشوط.

[نهاية التقرير المسجل]

أحمد بشتو: عبدو كطالب في الصف الثالث الثانوي هنا في نواكشوط كل الوسائل مكتملة لديك من كتب وأغراض وما إلى ذلك؟


عبدو: الكل مكتمل إلا الكتب فحسب.


أحمد بشتو: كيف تحصل التعليم إذاً، كيف تذاكر؟

عبدو: بالدفاتر وبما يكتبه الأستاذ فقط، الكتب ليست متوفرة.


أحمد بشتو: يؤثر ذلك على تحصيلك العلمي؟

عبدو: يؤثر ذلك جدا على تحصيلي العلمي، الكتب كما تعلمون أساس كل شيء، أساس الدراسة.


أحمد بشتو: عبدو قال إن الكتب ونقصها يؤثر على التحصيل العلمي وكذلك أنت أيضا؟

مشاركة1: نعم يؤثر عليها.


أحمد بشتو: ماذا تفعلين كي تحصلي الكتب، كي تحصلي المادة.


مشاركة1: أجتهد عندما يدخل الأستاذ وأستمع إلى الشرح عندما يشرح الأستاذ.


أحمد بشتو: الأساتذة منتظمون دائما في الحضور للمدرسة؟

مشاركة2: إيه كثيرا! لم يحضروا إلا هذا الأسبوع فقط.


أحمد بشتو: يعني بعد نحو ثلاثة أسابيع من بدء الدراسة؟

مشاركة2: نعم.


أحمد بشتو: أثر ذلك عليكم في التحصيل العلمي؟

مشاركة2: نعم كثيرا.


أحمد بشتو: أنت كيف تخططين لنفسك بعد الدراسة الثانوية؟

مشاركة3: أخطط لمستقبل باهر.


أحمد بشتو: في أي مجال؟


مشاركة3: أريد أن أصبح صحافية بميدان الصحافة.


أحمد بشتو: السلام عليكم. أستاذ يحيى في بداية هذا العام الدراسي في موريتانيا أتعتقد أنك كمعلم أن العملية التعليمية هذه الأشياء كلها متكاملة برأيك؟

يحيى: متكاملة من الناحية الشكلية ولكن التعليم من سنوات يعاني ظروفا صعبة، أول نقطة هي المعلم وضعيته صعبة من الناحية المادية، ما يتلقاه المعلم من راتب صعب جدا ولذلك يبحث عن أعمال أخرى في التعليم الحر ولذلك يصعب عليه أن يحدد.


أحمد بشتو: ولهذا أيضا لا يذهب إلى دوامه المدرسي في بعض الأوقات؟

يحيى: أحيانا يكون هنالك تخلف، كذلك هذا مرتبط بالدولة بصورة عامة من جميع النواحي، هنا تغيب العقوبة والمكافأة.


أحمد بشتو: حين لا يأتي المدرس والمعلم إلى الصف المدرسي كيف يؤثر ذلك عليكم؟


مشارك1: يؤثر علينا نمشي في المدارس لا نتعلم شيئا لأننا حينما يأتي المعلم لا نفعل شيئا ونذهب إلى أهالينا أو نذهب مع تلامذة الشوارع، كذلك المعلم كثيرا ما يتغيب، كذلك نطالب بحضور جميع الأساتذة في الوقت وألا يتغيبوا.


أحمد بشتو: السيد ولد محمد عبيد أنت مدير مدرسة ثانوية هنا في نواكشوط، حسب الأرقام الحكومية هناك نواقص قد تعتري العملية التعليمية والبنية الأساسية التعليمية برأيك ما هي كقائم على العملية التعليمية؟

ولد محمد عبيد: في نظري أهم المشاكل التي تعترض التعليم الثانوي هي نقص معلومات التلاميذ في اللغات وخاصة اللغات الأجنبية وهذا يأتي كنواقص من المرحلة الأساسية.


أحمد بشتو: أستاذ نعمت أنت معلم في نواكشوط بحسب خبرتك وما رأيت، لماذا يتسرب التلاميذ من مراحل التعليم حتى لا يصل في النهاية لنهاية مراحل التعليم ما قبل الجامعي إلا نسبة قليلة؟


نعمت: أنا أعتقد أن هناك مجموعة من العوامل تلعب دورا أساسيا بهذا التسرب من هذه العوامل العامل الاقتصادي والعامل الاجتماعي، العامل الاقتصادي هو نظرة التلميذ في بداية مرحلته الدراسية لمن هم أكبر منه سنا وقد حصلوا على شهادات دون عمل، النظرة الاجتماعية هي عدم اهتمام وكلاء التلاميذ أو الأسرة أساسا بتدريس أبنائها نتيجة لعدم مراقبتهم منزليا.


أحمد بشتو: السيد محمد سيديا ولد أحمدو يحيى مدير التعليم الأساسي في وزارة التعليم الأساسي الموريتانية، بداية لماذا توجد هذه النسبة الهائلة من تسرب تلاميذ التعليم الأساسي في موريتانيا.


محمد سيديا ولد أحمدو يحيى: نسب التسرب بالنسبة للتعليم الأساسي في موريتانيا عندها عدة عوامل، أولا عامل الخريطة المدرسية، أن نظامنا التربوي يعاني من سوء توزيع المدارس أو قلة المدارس المكتملة في نظامنا التربوي وبالتالي المدارس وحيدة الأقسام هي الأكثر.


أحمد بشتو: أستاذ محمد نحمد لا نتحدث عن مشكلة موجودة في المناطق الصحراوية أو النائية في موريتانيا ولكن موجودة أيضا في العاصمة نواكشوط.


محمد سيديا ولد أحمدو يحيى: نعم، المشكلة هذه بالنسبة هي الدولة في السنوات الماضية في الخطة العشرية 2000، 2010 ركزت على ثلاثة أهداف أولا حسن الولوج كثرة التلاميذ الذين يدخلون المدرسة، ثانيا تحسين النوعية، قلة التسرب والحد من التسرب، وهذه النسبة أكثر منها نسب كانت موجودة قبل هذه الخطوة.


أحمد بشتو: يعني نحن نتحدث عن 40% من أطفال موريتانيا لا يحصلون على التعليم الأساسي، أنتم مدركون لحجم هذه المشكلة؟


محمد سيديا ولد أحمدو يحيى: الدولة مدركة لحجم المشكلة لكن هذه النسبة، النسب التي عندنا منذ 2000 و2010 تقلصت جدا بحيث أصبحت نسبة التسرب قلة تقلصت جدا ونسبة الولوج كثرت جدا، وكان عندنا هدف، الدولة كان عندها هدف الكم بدل الكم والكيف وهذا سيؤثر على بقاء المتعلم في التعليم الأساسي.


أحمد بشتو: سيد محمد كيف يمكن أن نتحدث عن نجاح عملية تعليمية ينقصها أهم رافد فيها وهو المدرس، المدرس في موريتانيا يترك مدرسته ليلتحق بعمله الخاص ليحصل على أجر إضافي أو أكبر لأن أجره الحكومي ضعيف جدا.


محمد سيديا ولد أحمدو يحيى: بالنسبة للمعلم في موريتانيا ظروفه بدأت تتحسن وخاصة منذ سنتين أو ثلاث سنوات، ثم زيادة رواتب معتبرة، ثم تعويض للنقل، ثم تعويض للسكن استفاد منه جميع المعلمين، والنقل استفاد منه جميع المعلمين، النقل كان المعلم في السنوات الماضية لا يستفيد من النقل، وفي علاوات إضافية يستفيد منها المعلم جعلت راتبه من أحسن الرواتب الموجودة عندنا في موريتانيا والدرجة الثانية بعد القضاء.


أحمد بشتو: يعني أنت تفضلت فرسمت صورة وردية للحالة، حالة التسرب من التعليم الأساسي وحالة أو أوضاع المدرسين، ماذا عن البنية الأساسية التعليمية المتهالكة في المدارس نفسها؟


محمد سيديا ولد أحمدو يحيى: قلت بأن الدولة الموريتانية تعمل جادة في تقليصه و النسب التي عندنا منذ الخطة العشرية 2000 و2010 هي كل سنة بعد سنة تتزايد تقلص هذه النسب.


أحمد بشتو: أشكرك جزيل الشكر السيد محمد سيديا ولد أحمدو يحيى مدير التعليم الأساسي في وزارة التعليم الأساسي الموريتانية. بعد الفاصل وماذا عن الدراسة الجامعية في موريتانيا؟ وتابعونا.

[فاصل إعلاني]

نواقص التعليم الجامعي وخطط ربطه بسوق العمل


أحمد بشتو: برامج إصلاح التعليم تأتي على رأس أولويات كل نظام موريتاني جديد، وفي موريتانيا توجد جامعة واحدة هي جامعة نواكشوط حيث نقف الآن، هذه الجامعة تضم أربع كليات فقط هي الطب والآداب والعلوم وكلية القانون والاقتصاد إضافة إلى معهد تقني واحد، نحن إذاً وبداية أمام نقص واضح وعدم ارتباط باحتياجات سوق العمل في موريتانيا من صيد وزراعة وتعدين وهندسة وغيرها والنتيجة أن 12% فقط من خريجي هذه الجامعة يجدون فرص عمل، رواتب الأساتذة هنا تقل بثلاث مرات عن نظيراتها في الدول المجاورة، أما ظروف البحث العلمي والدارسة فتبدو في هذه الجامعة متواضعة أيضا، هذا ما سوف نسأل عنه الأساتذة والطلاب في جامعة نواكشوط في النصف الثاني من الاقتصاد والناس مشاهدينا أهلا بكم. محمد أنت طالب في كلية الآداب والمسؤولون قالوا إن الطالب الآن في كلية الآداب ظروفه تحسنت بحيث يخرج إلى سوق العمل يجد عملا بشكل أفضل، أنت تعتقد هذا؟


محمد: الحقيقة أنا لا أعتقد بهذا، الظروف تحسنت نوعا ما لكن ليس بطريقة جيدة جدا.


أحمد بشتو: برأيك كطالب كيف يمكن أن تتحسن الظروف؟

محمد: يمكن أن تتحسن الظروف إذا توفرت إمكانيات أكثر من ناحية الأساتذة من ناحية البنى التحتية.

مشارك1: أرى أن ظروف التدريس في كلية القانون وأن الطالب أمامه كل الضمانات لكي يتخرج كما يريد، ولكن الطلاب وهذا هو أغلبهم يلقون باللائمة على الأساتذة وعلى المناهج التربوية ولكن كما يقول الشاعر نعيب زماننا والعيب فينا وليس لزماننا عيب سوانا، الطلاب هم يتحملون الفشل وهم يتحملون كل ما يتحملون.


أحمد بشتو: أميمة أنت طالبة جامعية في جامعة نواكشوط، تعتقدين أن تحصيل العلم الآن يمكن أن يوفر لك كفتاة فرصة عمل في المستقبل؟

أميمة: في الحقيقة الدراسة في الجامعة ليست مشجعة لأننا نرى الطلاب الذين تخرجوا من الجامعة ولا يجدون فرص عمل وإنما موجودين في الشوارع.


أحمد بشتو: دكتور عبد الرحمن كأستاذ جامعي لماذا الجامعة في واد وسوق العمل في واد آخر؟


عبد الرحمن: بسم الله الرحمن الرحيم، أولا يمكن أن نقول إن الجامعة كانت في فترة من الفترات في السوق وسوق العمل في واد لماذا؟ لأنه يرجع أساسا إلى قلة التخصصات وخاصة التخصصات المهنية المطلوبة في سوق العمل، وعلى أيضا أساس أن الجامعة أكثر المواد التي كانت تدرس فيها بشكل نظري وخاصة إذا نظرنا إلى الاختصاصات مثل علم الاجتماع والأدب إلى غير ذلك، أما في السنوات الأخيرة فقد عهدت سياسات بعض الأنظمة وخاصة الآن على تقنين وتخصيص هذه السوق مراعاة مع سوق العمل فقد فتحت الكثير من الكليات شعبا مهنية تختص في بعض الأمور المطلوبة طبعا في سوق العمل وهذا ما سيخفف من وطأة وضغط بعض من الطلاب وأيضا تقنين والمقاربة كما يقال بين سوق العمل من ناحية والجامعة من ناحية أخرى.


أحمد بشتو: أحمد أنت في السنة النهائية في كلية الآداب في جامعة نواكشوط، يقال إن 12% فقط من طلاب الجامعة يجدون فرص عمل بعد التخرج، تعتقد أنك ستكون منهم أم من الـ 88%؟


أحمد: لا، أعتقد بأني سأهاجر إلى الخارج لأن فرص العمل موجودة مع قلتها إلا أن الذين يحصلون عليها هم قليل منهم فقط هم من يستحقونها.


أحمد بشتو: قليل الذي يحصل على الفرصة لأنه تحصل على علم أفضل؟

أحمد: القليل هو الذي يستحقها، أكثرهم يجد هذه الفرص بالوساطة وبطرق غير شرعية.


أحمد بشتو: أحمدو هل تعتقد أنه يجب على الطلاب أن يحصلوا دراسة علمية أفضل لهم لكي يحصلوا على فرصة في سوق العمل من دراستهم النظرية أو الأدبية؟


أحمدو: نعم فرص العمل ربما تكون أكثر لمتخصصي المواد العلمية أكثر من المتخصصين بالمواد الأدبية لكن سوق العمل لا تتلاءم مع هذه التخصصات ربما يكون المتخصص في مادة علمية لم يجد عملا ويكون مكان كان أنسب أن يعمل به الأخصائيون في مادة علمية يعمل به الأخصائيون.


أحمد بشتو: لكن جامعة نواكشوط ليس فيها دراسة علمية كافية أتعتقد أنهم يجب أن يزيدوا جرعات الدراسة العلمية؟


أحمدو: نعم يجب أن يزيدوا جرعات الدراسة العلمية وأن يوفروا تخصصات جديدة علمية وأن يكون التكوين كافيا.


أحمد بشتو: الأستاذ الدكتور سيدي عبد الله ولد المحبوبي المكلف بمهمة في وزارة التعليم العالي والأستاذ في جامعة نواكشوط، حين ناقشنا في حلقة سابقة مشكلة البطالة وارتفاعها لنسب قياسية في موريتانيا اكتشفنا أن السبب هو عدم الربط الكامل بين متطلبات سوق العمل والمناهج التعليمية أو التدريبية التي يحصل عليها الطالب والخريج، هل تعتقد في هذه الحالة لم تقوموا بواجبكم بما يكفي تجاه هذه المشكلة؟


سيدي عبد الله ولد المحبوبي: أعتقد بأن الإشكال المطروح الآن على نظامنا التربوي عموما هو المواءمة ما بين التكوين وحاجات السوق نظرا لأن المناهج التربوية التي أعدت ما بعد فترة الاستقلال وإلى الآن رغم أن بعضها قد ركز على هذا المنحى لم توفق في أن تكون مخرجات النظام التعليم ملائمة أو موائمة لمتطلبات السوق وإن كنا ندرك بجانب آخر أن السوق في موريتانيا ما تزال سوقا ضيقة إلا أن التكوين اتسم بكونه تكوينا عاما بدل أن يكون تكوينا موجها إلى المهن والحرف التي تشكل مطلبا أساسيا بالنسبة لحاجات المواطنين في مختلف المجالات.


أحمد بشتو: إذاً أنتم تعرفون المشكلة ويبدو لديكم رؤية للحل، إذاً ما الذي قدمته الجامعة في نواكشوط منذ إنشائها عام 1981 هل فقط إخراج شباب للمجهول؟


سيدي عبد الله ولد المحبوبي: أعتقد أن المراحل التي مرت بها هذه الجامعة كانت مصنفة إلى مرحلتين، مرحلة ما كان يعرف بمشروع الجامعة وفي مرحلة إلى حد ما تمتاز بمستوى من عدم وضوح الرؤية نظرا لأنها أعدت لاستيعاب حملة البكالوريا كهدف أول، أما بعد ذلك أدركت الجامعة أن الأعداد الكبيرة من هؤلاء الخريجين إنما تغذي سوق البطالة بالدرجة الأولى وعليه تبنت منهجا جديدا أو خطة جديدة لمواءمة تكوين هذه الجامعة مع حاجات السوق.


أحمد بشتو: يبدو دكتور أن هناك عدم تطور كاف لما يحدث من تغيرات، يعني هناك تطور حدث في قطاع التعليم في موريتانيا مع ذلك لا نجد في جامعة نواكشوط وفي موريتانيا كلها كلية واحدة للهندسة كيف يمكن فهم هذه المفارقة؟


سيدي عبد الله ولد المحبوبي: نعم بالنسبة لمشكلة الكلية الخاصة بالهندسة وجدت نواة عندنا تعرف بالمعهد العالي للدراسات التقنية وكان من المفروض أن يكون هو النواة التي ستتحول إلى كلية للهندسة، هذا المعهد يهتم بتكوين أطر بكالوريا زائد سنتين وكان الخريج مطلوبا خاصة من قبل الشركة الموريتانية للصناعة والمناجم وتكوين هذا المعهد يعتبر تكوينا جيدا خريجوه عادة لا يجدون مشكلات في البطالة، ومع ذلك فإن الجامعة الآن تتجه بشكل كبير إلى ما يسمى بالتنمية وزيادة وتطوير الشعب المهنية في المجالات التي تستجيب لحاجات السوق.


أحمد بشتو: لكن كيف يمكن تطوير الأمور إذا كانت ظروف هيئة التدريس غير جيدة؟ لا توجد ظروف جيدة للبحث العلمي لا توجد رواتب كافية المناهج إلى حد كبير ما زالت متخلفة عن التطور الحادث في العصر.


سيدي عبد الله ولد المحبوبي: كان المعتمد هو المنهج السنوي الذي يحتاج إلى كثير من المراجعة والتمحيص ومن ثلاث سنوات هذه هي السنة الثالثة اعتمد النظام العالمي والجديد أي نظام الليسانس والماستر والدكتوراه الذي يعرف اختصارا بالـ LMD وتعتقد الجامعة أنه سيحل الكثير من المشكلات المتعلقة بتحسين المستويات ومراجعة المناهج ومحاولة أن يكون الإطار أو الطاقم التدريسي أيضا في المستوى المطلوب خاصة ما يتعلق بالتقنيات الحديثة وتقنيات الاتصال والاستفادة من الإنترنت وغيره من الوسائل المتاحة.


أحمد بشتو: : أشكرك جزيل الشكر الدكتور سيدي عبد الله ولد المحبوبي المكلف بمهمة في وزارة التعليم العالي في موريتانيا والأستاذ في جامعة نواكشوط. في ختام الحلقة نتمنى أن يسير تطور التعليم في موريتانيا بشقيه الجامعي وما قبل الجامعي بوتيرة أسرع إذا أردنا نهضة حقيقية ورفاها وارتقاء بحياة الناس. تقبلوا أطيب التحية من مخرج البرنامج صائب غازي ومني أحمد بشتو، من العاصمة الموريتانية نواكشوط لكم التحية وإلى اللقاء.