صورة عامة من برنامج الاقتصاد والناس
الاقتصاد والناس

الأوضاع الاقتصادية للاجئين الفلسطينيين

تناقش الحلقة حالة اللاجئين الفلسطينيين الموزعين بين الأردن ولبنان وسوريا خاصة أساسيات الحياة الكريمة فلا تمديدات كافية لمياه الشرب وشبكات الصرف الصحي ولا سماح بزيادة مساحة المخيمات رغم نمو سكانها.

– اللاجئون في الأردن معاناة متزايدة
– اللاجئون في لبنان أزمة مزمنة

 

أحمد بشتو
أحمد بشتو
مطر صقر
مطر صقر
 خليل مكاوي
 خليل مكاوي

أحمد بشتو: مشاهدينا أهلا بكم إلى حلقة جديدة من الاقتصاد والناس. حتى عام 2002 قدر عدد اللاجئين والمهاجرين الفلسطينيين بنحو سبعة ملايين شخص يعيش منهم خمسة ملايين لاجئ في 24 مخيما موزعين بين الأردن ولبنان وسوريا. المشترك بين كل المخيمات هو افتقاد أساسيات الحياة الكريمة فلا تمديدات كافية لمياه الشرب وشبكات الصرف الصحي ولا خدمات صحية مناسبة ولا سماح بزيادة مساحة المخيمات رغم نمو عدد سكانها. من مخيمات اليرموك وخان الشيح وجرمانا وغيرهم في سوريا إلى مخيمات إربد والوحدات والحصن وغيرهم في الأردن إلى تل الزعتر والبداوي وصبرا وشاتيلا ونهر البارد وغيرهم في لبنان تتباين مستويات حياة الناس من سيئة إلى سيئة جدا إلى لا إنسانية، فكأنما قدر على أهل المخيمات أن يكونوا مجبرين طوال حياتهم على ترك أوطانهم ومجبرين على تقبل هذا الشكل من الحياة. نتابع معا إذاً في هذه الحلقة: تراجع خدمات وكالة الغوث الدولية الأونروا يقلق اللاجئين الفلسطينيين في الأردن ويزيد من معاناتهم. المخيمات الفلسطينية في لبنان أزمة مزمنة بعمر القضية وحلول مفقودة.


أحمد بشتو: حلقة تتمنى ألا تتكابل كل الظروف السيئة على أهل المخيمات الفلسطينية. وتابعونا… قد يكون وضع اللاجئين الفلسطينيين في سوريا الأفضل نسبيا، فالقانون هناك ساوى بينهم وبين السوريين في بعض الحقوق كالتوظيف والعمل والتجارة وإن ضيق عليهم في حقوق أخرى كالتملك، ويتشابه الحال في الأردن الذي منحهم جنسيته وأشرف على عدد من المخيمات بالإضافة إلى المخيمات التي تشرف عليها منظمة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا، ومع هذا تظل المطالبات بتطوير الخدمات التعليمية والصحية بما يتناسب وزيادة الأعداد سنويا، بينما يتحدث البعض عن تراجع خدمات الأونروا. أحمد جرار زار مخيم البقعه وجاءنا بالتقرير التالي:

اللاجئون في الأردن معاناة متزايدة

[تقرير مسجل]

أحمد جرار: 18% فقط من مجموع اللاجئين الفلسطينيين في الأردن ما زالوا يعيشون داخل المخيمات، الغالبية الساحقة من هؤلاء يحملون الجنسية الأردنية ويتمتعون بحقوق المواطن الأردني ولا يلقون تلك المعاناة التي يلقاها أقرانهم في مخيمات أخرى من حيث تقييد المهن والدراسة وحق التملك وحق السفر. بل على العكس فقد استطاعت الأسواق الشعبية التي تضمها تلك المخيمات أن تصبح بؤرا اقتصادية جاذبة للزبائن من طبقات ومناطق مختلفة، وخرج من المخيمات العديد من الاقتصاديين ورجال الأعمال بل ونواب في البرلمان. لكن ذلك لا يعني أن المعاناة الاقتصادية تغيب عن قاطني تلك المخيمات.


مشارك: بطالة في سوق العمل، انخفاض مستوى الأجور، انخفاض مستوى المعيشة، تراجع في خدمات الوكالة، انتشار الفقر بشكل واسع وعندما تتحدث عن الفقر تتحدث عن مستوى مداخيل متدنية لا تلبي احتياجات الناس من السلع والخدمات. والفقر هنا لا يتم مكافحته أو التصدي له عن طريق إعانات، مرة في السنة من مواد تموينية أو خلافه، الفقر يتم التصدي له عن طريق إيجاد فرص عمل، عن طريق رفع المداخيل وعن طريق تخفيف الضرائب.


أحمد جرار: لكن اللافت في مشهد المخيمات اليوم هو تراجع خدمات وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين الأونروا وذلك على مستوى الخدمات الصحية والتعليمية والتي يعتمد عليها أهالي المخيمات اعتمادا كاملا، فضلا عن تقليص كمية المساعدات والحصص التموينية الخاصة باللاجئين، حيث يرصد لمخيمات الأردن التي تستضيف أكثر من 42% من مجموع اللاجئين الفلسطينيين ما يزيد بقليل على مائة مليون دولار سنويا.


مشارك: بالنسبة للخدمات اللي بتقدمها وكالة الغوث الدولية للاجئين الفلسطينيين في مخيم البقعة تقلصت، تقلصت يعني عما سبق بكثير.


مشارك2: لما بيفوت على الدكتور في اليوم ثلاثمائة، أربعمائة واحد لو بدو يحكي معه كلمتين كلمتين هي راحت، ما فيش فحص زي الدكاترة اللي بتروحي لهم، بيمسكك وبيفحصك، صدرك وما صدرك وعيونك وهذا، أبدا.


أحمد جرار: ويبلغ عدد المخيمات في الأردن 13 مخيما، عشرة منها مشمولة بخدمات الأونروا، فيما تقدم الحكومة الأردنية خدمات مباشرة وغير مباشرة في جميع هذه المخيمات. قد لا تكون الهوة واسعة بين الواقع الاقتصادي في المخيمات الفلسطينية وباقي جيوب الفقر في الأردن، لكن اللجوء يضفي على الفقر والبطالة ومواجهة الغلاء طعم مرارة لا يعرفها إلا من ذاقها. أحمد جرار، الجزيرة، مخيم البقعة، محافظة البلقاء.

[نهاية التقرير المسجل]

أحمد بشتو: ومن عمان نرحب بالسيد مطر صقر المتحدث باسم وكالة الأونروا في الأردن. سيد صقر، برأيك ما الذي ينقص الفلسطينيين في المخيمات الأردنية؟


مطر صقر: هناك الكثير مما ينقص سكان المخيمات على صعيد البرامج كافة، إذ أن العيادات بحاجة إلى رفدها بمزيد من الكوادر الطبية من أطباء وممرضات وصيادلة وما إلى ذلك، المدارس بحاجة إلى توسعة وتوفير الكثير من الخدمات لها على صعيد البنية التحتية إذ أن معظمها يعمل بنظام الفترتين الصباحية والمسائية، على صعيد الإعانات المقدمة للأسر الفقيرة أو ما يسمى حالات العسر الشديد هناك العديد من الاحتياجات التي ينبغي أن تتوفر لهذه الأسر لكي تعيش حياة كريمة..


أحمد بشتو(مقاطعا): سيد صقر، أنت مع من يقول في التقرير إن هناك تراجعا ما في خدمات الأونروا لهم؟


"
خدمات الأونروا آخذة بالازدياد لكن نمو مجتمع اللاجئين وزيادة احتياجاتهم تجعل هذه الخدمات وكأنها في حالة تقلص
"
مطر صقر

مطر صقر: ربما يظهر للعيان أنه تراجع ولكن دعني أوضح مسألة، أن خدمات الأونروا هي بالازدياد لكن نمو مجتمع اللاجئين وازدياد احتياجات مجتمع اللاجئين تجعل هذه الخدمات وكأنها في حالة تقلص بينما أنها لا تتقلص بالفعل. إذ أن عدد المرضى الذين يرتادون عيادات الأونروا هو بازدياد مستمر لكن لا يواكب ذلك زيادة في عدد الأطباء مثلا، هناك 24 عيادة تنتشر داخل المخيمات وخارج المخيمات للأونروا في الأردن..


أحمد بشتو(مقاطعا): ولماذا لا تزيد الخدمات؟ سيد صقر.


مطر صقر: الإجابة على هذا السؤال والعديد من الأسئلة التي ربما تطرحها أو الإجابة على التحديات التي تواجهنا هي عدم وجود التمويل الكافي. ربما مللنا من تكرار هذه الأسطوانة وأصبح حتى اللاجئ في المخيمات قد مل من سماعنا نقول ذلك، إلا أن الحقيقة القائمة التي لا يمكن تغييرها هي أن الأونروا في نهاية المطاف تعتمد على تبرعات طوعية من الدول المانحة، فبالقدر الذي تصلنا تلك التبرعات بالقدر الذي نكون قادرين على تلبية احتياجات مجتمع اللاجئين المتزايدة إذ أن التحديات أمامنا تتزايد، فمثلا يا أستاذ أحمد على سبيل المثال، لقد ارتفعت أسعار الوقود وأسعار الاحتياجات الأساسية واحتياجات الأغذية ربما في السوق الأردنية والعديد من الأسواق العالمية، هذا قد خلق تبعات إضافية، أدى إلى ارتفاع تكاليف تقدمة الخدمة لدى الأونروا، ازدياد النفقات التشغيلية للأونروا وازدياد ضرورة زيادة رواتب العاملين لدى الأونروا، فكيف بالأونروا أن تواجه هذه التحديات أو تعمل على هذه الجبهات المتعددة دون أن يصلها التمويل الإضافي؟ فأنت تعلم وربما يعلم المشاهدون أن الأونروا ليست لها موارد غير التبرعات، يعني لا تتقاضى رسوما ولا تفرض عائدات..


أحمد بشتو(مقاطعا): يعني الضغوط عليكم وضغوط على اللاجئين الفلسطينيين في نفس الوقت في المخيمات. سيد مطر اسمح لي أن أذهب إلى اللاجئين الفلسطينيين في الأردن والتعبير عن معاناتهم.

[شريط مسجل]


مشارك1: بالنسبة للمعاناة اللي بنعانيها يعني خدمات لا توجد، يعني فيش إلا بيجوز المدارس ومع ذلك المدارس برضه مش راحمينا يعني القرطاسية بنشتريها مشترى، الكتب، الألبسة، ما في يعني إلا بيجوز هالبنايات والبنايات هي طول عمرها موجودة.


مشارك2: صار المؤن اللي بيقبضوه والكرت اللي بنقبضه صاروا كل شهر يقطعوه عن مائة واحد، يعني أكثر الشعب بطل يقبض، يعني في أرامل، والله في أرامل ما هن لاقييات يأكلوا صاروا يشحذن.


مشارك3: أنا زلمة عندي ثلاثة أطفال، وزلمة قاعد عن العمل بصراحة، ولا بيجينا دعم من الحكومة ولا بيجينا دعم من المؤسسات ولا بنشتغل في الحكومة ولا بنشتغل غير في القطاع الخاص.


مشارك4: والله الخدمات هي بالنسبة للخدمات بالمنطقة القروية هي دائما الأول إشي أما المخيمات فيش عليها خدمات نهائيا، يعني الخدمات بتجيها 1%.


مشاركة1: شو بتعطونا سبعة بتعطي سبعة مش لكل الناس، مش لكل الناس إحنا هنا عشرين نفر بيعطوني أربع أنفار أني وثلاثة معاي بيأخذوا علاج من البحيص، هذا بيأخذ علاج من البحيص. يعني حالتنا سيئة بيعطوني سبع ليرات، بوكية حليب ثلاثة كيلو رز وثلاثة كيلو عدس وثلاثة كيلو سكر حيعيشونا ثلاثة أشهر؟

[نهاية الشريط المسجل]

أحمد بشتو: يعني سيد مطر كما تابعت، ضغوط عليكم وضغوط على اللاجئين الفلسطينيين. لماذا يعيش الفلسطينيون حتى الآن داخل المخيمات على التبرعات برأيك، يعني أليس من طريقة لاكتفائهم ذاتيا، أليس منهم رجال أعمال كبار داخل الأردن؟


مطر صقر: نحن طبعا كمنظمة دولية تابعة للأمم المتحدة نعتمد في تبرعاتنا على ما يصلنا من منح طوعية من الحكومات المانحة، لكن هذه المخيمات كما أشار التقرير وكما ألمحت في سؤالك خرجت العديد من رجال الأعمال الناجحين وربما أصبحوا يتمتعون بأوضاع مادية جيدة، ربما ينبغي إيجاد آلية لرفد هذه المجتمعات ليس فقط بالاعتماد على الدول المانحة بل ربما ايضا بإيجاد وسائل لتعظيم إمكانية مساعدة هؤلاء الأسر الفقيرة. نحاول جاهدين..


أحمد بشتو(مقاطعا): سيد مطر يعني إيجاد آلية أم أن هناك آلية بالفعل؟


مطر صقر: ليست الآلية التي تعمل بها الأونروا منذ أن أسست ومنذ أن بدأت أعمالها في عام 1950 كجزء من منظومة الأمم المتحدة هي أنها تعمل وفق تبرعات طوعية ولكن ينبغي، هذا رأي شخصي الذي أتحدث لك فيه، إيجاد آلية وإيجاد منافذ وفرص أخرى لمساعدة اللاجئين غير تلك الواردة لهم من الأونروا، هذا أمر متروك للمبادرات الذاتية نحن نعمل على مثل هذه المبادرات لكنها لم تتبلور لغاية الآن على أرض الواقع، نحاول أيضا الوصول إلى القطاع الخاص للحصول على تبرعات من تلك الجهات أي أننا نعمل..


أحمد بشتو(مقاطعا): هل هناك استجابة ما سيد مطر من مختلف الأطراف التي تتحدث عنها سواء حكومية أو خاصة؟


مطر صقر: لم تكن الاستجابة لغاية الآن مشجعة، هناك بعض الاستجابة من هنا ومن هناك بتبرعات ربما تكون محدودة لغاية الآن ولكننا نطرق هذا الباب في الأردن، عندما تنقص الموارد، لا ينبغي الركون والسكوت والارتياح والقول إن الأورنوا هي تتلقى تبرعات طالما أن لا يصلها تبرعات إذاً فنحن غير ملومين، لا ينبغي الوقوف مكتوفي الأيدي أمام هذا الواقع بل ينبغي تعاون الأونروا مع مجتمع اللاجئين والمنتفعين إلى إيجاد أفضل الفرص لتحسين الخدمة وهناك آفاق عديدة للتعاون أستاذ أحمد في هذا المجال.


أحمد بشتو: ونحن أستاذ مطر لا نريد لوم أي طرف، ولكن نريد الخير والاستقرار لأوضاع اللاجئين في الأردن. أشكرك جزيل الشكر من عمان السيد مطر صقر المتحدث باسم وكالة الأونروا في الأردن… بعد الفاصل، أوضاع اللاجئين في لبنان والحال الأسوأ منذ بداية الأزمة وتابعونا.

[فاصل إعلاني]

اللاجئون في لبنان أزمة مزمنة


أحمد بشتو: أهلا بكم. يقول تقرير لمنظمة العفو الدولية نشر في شهر أكتوبر الماضي إن نحو 53% من اللاجئين الفلسطينيين في المخيمات اللبنانية يعيشون في مخيمات متداعية يلفها الفقر، ومع حرمان الفلسطينيين في لبنان من العمل في 70 وظيفة ارتفعت بينهم نسبة الفقر إلى أكثر من 42%، أما النسبة المتبقية فيعمل أكثر من نصفها بشكل غير دائم أو بلا عقود عمل، كما أن الآلاف منهم غير مسموح لهم بحمل بطاقات هوية ما يعني إهدار كامل حقوقهم، والخلاصة أن الدولة اللبنانية لا تتحمل أي تبعات سياسية أو اجتماعية أو اقتصادية للاجئين. سلام خضر زارت أسرة فلسطينية في مخيم برج البراجنة في بيروت.

[تقرير مسجل]

سلام خضر: نرافق محمد في أزقة مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين في ضاحية بيروت الجنوبية وصولا إلى معمل الملابس الذي يملكه، الزيارة لا تهدف إلى معرفة حال تجارته فالماكينات تقاعدت منذ أشهر طويلة وأصبح محمد خارج سوق العمل. حاله تتقاطع مع حال أكثر من 55% من اللاجئين الفلسطينيين في لبنان الذين يعانون من البطالة وتعبر عن بعض القيود المفروضة عليهم.


محمد: المضاربة اللي عم تجي من بره أثرت علينا وإحنا هلق أجي أطلع أنا لبره ما بقدر ما بيخلوني يعني أفتح معمل، وفلسطيني وباسم فلسطيني ما بيخلوك، بدك تسجليه باسم لبناني، طيب أنا هذا اللبناني ممكن يكون منيح معي ممكن ما يكون منيح معي، يعني كل شي مش لإلي.


سلام خضر: انتهت إذاً أيام الوفرة، والآن يخطو وفيق الإبن الأصغر في العائلة أولى خطواته على درج الفقر ليتساوى بذلك مع أبناء جلدته في مخيمات لبنان. فقدت العائلة مدخولها الوحيد ويعجز الوالد عن إيجاد فرصة عمل خارج أسوار المخيم.


محمد: مري من المخيم كله واسأليهم شو بتشتغلوا؟ يا دهان، يا طراش، يعني دهان طراش، يا سمكري يا كهربجي، يعني ثلاث شغلات بيشتغلوها أو معمرجي، بالباطون يعني. هالأربع شغلات اللي بيشتغلوها بلاط وما بلاط، يعني ما في أكثر من هيك، هلق باخذك على المخيم في عنا دكاترة، معه شهادة دكتور بس شو بيشتغل؟ بيشتغل بالهلال، قديه بيأخذ معاش؟ مائتي دولار أو ثلاثمائة دولار، هذا دكتور!


سلام خضر: وفيق ابن السنتين باستطاعته أن يحلم لسنوات قليلة بعد على عكس أخيه ربيع.


ربيع: وأنت عم تسأليني هذا السؤال صرت ناسي شو بدي أو شو كنت أحلم أو شو كان بدي أو هيك. مشان هيك ما عرفت أجاوبك.


سلام خضر: لائحة طويلة بمهن تبقى بعيدة عن متناول سكان المخيمات الفلسطينية وفق القوانين اللبنانية، مخيمات لا تستوفي المتطلبات الأساسية للحق في سكن كاف، بحسب تقرير صادر عن منظمة العفو الدولية، فالأبنية متهالكة والبنى التحتية شبه معدومة والإنماء لم يعرف يوما إليها سبيلا. وتقول المنظمة أيضا إن على الحكومة اللبنانية المباشرة بإجراءات لوضع حد لجميع أشكال التمييز ضد الفلسطينيين. ليس هناك من حل سريع وجدي للأزمة المعيشية يقول سكان المخيمات الفلسطينية في لبنان بينما تقول الحكومة اللبنانية إن الأزمة هي أيضا من مسؤولية المجتمع الدولي. أزمة تبقي المخيمات مع مئات الآلاف من سكانها في حلقة مفرغة من الفقر والعوز. سلام خضر، الجزيرة، من مخيم برج البراجنة للاجئين الفلسطينيين، ضاحية بيروت الجنوبية.

[نهاية التقرير المسجل]

أحمد بشتو: نرحب إذاً من بيروت بالسفير الدكتور خليل مكاوي رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني. سيادة السفير، يعني لجان حوار كثيرة طوال أعوام طويلة لتحسين أوضاع اللاجئين الفلسطينيين ولا نتائج ملموسة خاصة على صعيد الخدمات والظروف المعيشية، لماذا؟


خليل مكاوي: بالفعل نحن تقريبا منذ سنتين عندما تألفت لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني أخذت على عاتقها الحكومة اللبنانية بتحسين أوضاع المخيمات، كل المخيمات في لبنان، وفي هذا السبيل دعينا إلى مؤتمر للدول المانحة في ربيع 2006 حيث عرضنا على الدول المانحة جملة مشاريع حيوية وهامة قدمتها لنا وكالة الأونروا وعرضناها على الدول المانحة وتكاليفها تبلغ حوالي خمسين مليون دولار، حتى هذه الساعة تقريبا استحصلنا على أكثر من 32 مليون دولار، والعمل جاري على قدم وساق في مختلف المخيمات أكان في الجنوب أو في بيروت لتحسين البنية التحتية لأن البنية التحتية الحقيقة مهترئة وغير موجودة وطبعا هذا..


أحمد بشتو(مقاطعا): طيب سيادة السفير، هذه الـ 32 مليون دولار هل ترجمت بشكل ما على أرض الواقع حتى الآن؟


خليل مكاوي: نعم هناك مشاريع عديدة كما ذكرت هي في صدد البنية التحتية طبعا تأخذ وقت من ناحية تصريف المياه، الكهرباء، المجارير، كلها هذه أمور ملحوظة والعمل جاري في عدة مخيمات طبعا بإشراف وكالة الأمم المتحدة الأونروا التي هي مسؤولة مباشرة على هذه الأوضاع، طبعا..


أحمد بشتو(مقاطعا): طيب سيادة السفير لماذا وضع اللاجئين الفلسطينيين في لبنان هو الأسوأ عربيا برأيك؟


"
الفلسطينيون في سوريا مندمجون كليا مع السوريين ويعاملون كمواطنين سوريين، وفي الأردن أصبح غالبيتهم أردني الجنسية
"
خليل مكاوي

خليل مكاوي: لأنه يختلف عن بقية.. يعني مثلا خذ في سوريا صار في إندماج كلي للفلسطينيين يعني يعاملون في سوريا كمواطنين سوريين، في الأردن أصبحوا غالبيتهم من أردنيي الجنسية، في لبنان لأن الوضع الديموغرافي الحساس في لبنان لم يسمح للحكومة اللبنانية حتى هذه الساعة يعني قبل تأليف هذه اللجنة بأن تعالج هذه المشكلة، ولكن طبعا كان هناك إهمال وطبعا مش بس لبنان مسؤول عنه لأن لبنان خلال الثلاثين سنة الماضية لم يكن البلد المستقل، لا ننسى بأنه تعرض مرتين لاجتياحات إسرائيلية، ومن ثم لا ننسى أيضا الوجود الفلسطيني المسلح الذي استمر من السبعينيات لغاية 1982 لما كانت المنظمة هي الحاكمة الفعلية في تقريبا مناطق عديدة في لبنان ولم تفعل أي شيء حتى منظمة التحرير لهذه المخيمات..


أحمد بشتو(مقاطعا): نعم سيادة السفير واللاجئ الفلسطيني هو دائما من يدفع الثمن. سنذهب الآن إلى اللاجئين الفلسطينيين في لبنان وآرائهم حول أوضاعهم.

[شريط مسجل]


مشارك1: إيه في تمييز، في، هلق لما تكون أنت شاب لبناني ويكون معك واحد فلسطيني تروح تقدم الاثنين مع بعض علشان شغل بيقبل اللبناني وما بيقبل الفلسطيني، ليه؟


مشاركة1: المعيشة صعبة كثير عنا، وناقصنا كثير من المواد الحياتية يعني، إحنا ناقصنا بيوت زي العالم، ناقصنا طبابة.


مشاركة2: شو المعيشة؟ قلة شغل والشباب أغلبها عايشة بلا شغل، شو أكثر من هيك يعني؟ عدم. المخيمات.


مشارك2: إحنا الفلسطينية يعني ما منلاقي شغل هون بلبنان يعني منهاجر لبره أو إشي هيك,


مشارك3: حاولت كذا مرة أدور على شغل ما لقيت وسافرت طلعت لبره ورجعت، ما مشي الحال معي.


مشارك4: نحن كثير مصالح ما منقدر نشتغل فيها.


مشارك5: منين فرصة العمل؟ فلسطيني له فرصة عمل بلبنان؟ منين؟ هي أيام منشتغل وعشرة عاطلين قاعدين زي ما أنت شايفة منكش ذباب.


مشاركة3: كل إشي منعاني بالمخيمات ما في إشي مريحنا بهالشعب إلا كله متاعب، يعني ما في شغل، يعني حتى لو اشتغل الواحد ما في حدا يقبّضه.


مشاركة4: الحالة تعبانة بالمرة، مزفتة، الزلمة قاعد بلا شغل شو بتساوي؟ ما في شغل بالبلد.

[نهاية الشريط المسجل]

أحمد بشتو: سيادة السفير مكاوي، يعني كما تابعت حال اللبنانيين حائر بين المجتمع الدولي والحكومة اللبنانية، الكل يتخلى عن رعايته، هل تعد أو ترى بصيص أمل هؤلاء الناس قريبا؟


خليل مكاوي: طبعا هذا اللي قلته، أنه نحن الحقيقة جادين في تحسين الحياة الإنسانية للفلسطينيين، نحن نتفهم أنه في الماضي الفلسطيني كان لا يستطيع أن يعمل في لبنان ولكن الحكومة الحالية عندما استلمت الحكم من سنتين فتحت المجال لحوالي ستين، سبعين وظيفة للفلسطينيين يستطيعون الآن أن يعملوا بها، ولكن طبعا الأخوة الفلسطينيين هم يريدون أيضا أن يكون لهم في المهن الحرة يعني كالطبابة والصيدلة والهندسة إلى آخره، هذه القوانين اللبنانية كما هي موجودة الآن لا تسمح للأخوة الفلسطينيين أن يعملوا في المهن الحرة، ولكن باستطاعتهم أن يعملوا..


أحمد بشتو(مقاطعا): لكن سيادة السفير على ذكر الحكومة اللبنانية، منظمة العفو الدولية في تقرير لها قالت إن الحكومة اللبنانية بالفعل تحاول تحسين أوضاع هؤلاء الناس لكن يتبقى عدة إجراءات. برأيك ما الأولوية في هذه الإجراءات؟


خليل مكاوي: الإجراءات أنه إن شاء الله لما تعود الحياة السياسية وتفتح المؤسسات، يعني مجلس النواب أبوابه نحن سنطرح على مجلس النواب تعديل القانون الذي يحرم على الفلسطيني أن يعمل في المهن الحرة، بس طبعا هذا يستلزم الهدوء السياسي في لبنان إلى أن تعاود المؤسسات الدستورية عملها، ولكن بالنسبة..


أحمد بشتو(مقاطعا): طيب سيادة السفير، لماذا لا تعتبر الحكومة اللبنانية أعداد الفلسطينيين في لبنان قوة عمل إضافية يمكن استثمارها؟


خليل مكاوي: يا سيدي لا تنس بأن الأوضاع الاقتصادية في لبنان تقريبا من سنتين، ثلاثة هي ليست على ما يرام، والدليل على ذلك هناك أكثر من مليون لبناني ترك لبنان ليذهب ويعمل في خارج لبنان، اللبناني يهاجر من لبنان في الوقت الحاضر لفرص العمل خارج لبنان، يعني مش بس فقط قضية أنه ممنوع الفلسطيني أن يعمل، ليس هناك من مجال في الوقت الحاضر، فرص عمل حتى للبنانيين. بقى إن شاء الله الأمور تتحسن وعندها طبعا يعود اللبناني إلى وطنه وتفتح المجالات للأخوة الفلسطينيين بأن يعملوا في لبنان.


أحمد بشتو: نتمنى الخير لجميع الناس لبنانيين أو فلسطينيين. أشكرك جزيل الشكر من بيروت السفير الدكتور خليل مكاوي رئيس لجنة الحوار اللبناني الفلسطيني… في ختام الحلقة، يبدو أن على الفلسطينيين أن يكافحوا للحصول على حقوقهم داخل وطنهم المحتل وفي خارجه أيضا، قدر كتب عليهم منذ أجيال لأمد غير معلوم. دائما راسلونا عبر بريدنا الإلكتروني iqtsad@aljazeera.net لكم تحيات المخرج صائب غازي وأطيب تحياتي أحمد بشتو، إلى اللقاء.