باب حوار

هل "الجزيرة" قناة محايدة أم تدّعي الحياد؟ وكيف أثرت في العالم العربي؟

تناول برنامج “باب حوار” الدور الذي لعبته قناة الجزيرة في ثورات الربيع العربي وإذا كانت قد حرضت الشعوب على حكامها أو حرضتهم على المطالبة بحقوقهم والسعي نحو تطبيق الديمقراطية.
بانر باب حوار
بانر باب حوار (الجزيرة)

وناقش البرنامج عددا من المحاور في مقدمتها مدى التزام الجزيرة بالاستقلالية والموضوعية في نقل الحدث، وقد اتفق المشاركون على عدم وجود حياد في وسائل الإعلام كافة وأجمعوا على أن الجزيرة ليست استثناء من هذا.

لكن الخلاف بين المشاركين كان بشأن التزام القناة بالموضوعية إذ قال المهندس العراقي غيث عبد الهادي إن الجزيرة هي أول وسيلة إعلام عربية لا تمثل حكومة بلدها لكنها ليست مستقلة، معربا عن اعتقاده بأن "كل وسيلة إعلام تابعة لسياسة المموّل، والجزيرة ليست استثناء من هذه القاعدة".

في المقابل، قال الباحث السوري في النزاعات والفكر الإسلامي عباس شريفة إن الجزيرة "قد لا تكون مستقلة لكنها وفرت مساحة حرية لم توفرها وسيلة إعلام عربية قبلها"، مضيفا أنها "حولت نمط الإعلام العربي الذي كان معبرا عن الأنظمة بالكامل ومثلت طفرة في طريقة العمل الإعلامي العربي".

وحتى طريقة تدخل الحكومة في عمل الجزيرة "كان جديدا لأنها فتحت الباب لمن ينتقدون الحكومة القطرية في ظل استقلالية نسبية حصلت عليها"، حسب شريفة.

الربيع العربي نقطة تحول

واختلف الكاتب الصحفي التونسي برهان اليحياوي مع هذه الفرضية بقوله إن الجزيرة هي أول قناة إخبارية عربية، وإنها خلقت حرفية في زمن لم يكن فيه الإعلام العربي أكثر من آلة دعاية حكومية، "لكنها ليست مستقلة رغم محاولاتها الظهور بمظهر الموضوعية".

إعلان

ويرى اليحياوي أن الجزيرة "لم تكن موضوعية في وقت الربيع العربي لأنها انحازت للإسلام السياسي انحيازا كاملا وهو ما أفقدها كثيرا من شعبيتها".

ورد الصحفي الأردني خير الدين الجابري على هذا الحديث بقوله إن الجزيرة "كسرت النمط الإعلامي الحكومي"، لكنه اعترف بأن التمويل "يلعب دورا في كل وسائل الإعلام، والجزيرة ليست استثناء لكنها تتسم بمساحة كبيرة من الموضوعية".

الموضوعية مسألة نسبية

أما الباحثة السياسية المصرية كاترين جابر فاستشهدت بحديث الكاتب الإنجليزي هيو مايلز عن أن الجزيرة "أول قناة دولية قدمت العرب للعالم وقدمت العالم للعرب". لكنها تساءلت عن صورة العرب التي قدمتها الجزيرة للعرب وللعالم وعن صورة العالم التي قدمتها الجزيرة للعرب، وقالت إن الجزيرة قدمت الصورتين بطريقة غير حيادية ووفق سياسة محددة.

ودافع الباحث السياسي المصري محمد الصنهاوي عن القناة بقوله إن الحياد "مجرد وهم"، مضيفا أن "الجزيرة منحازة لكن دون كذب أو تدليس أو تزييف للواقع، وهي منحازة لمصلحة الشعوب العربية وقضاياه العادلة رغم أن هذا قد تراجع مؤخرا".

ومن وجهة نظر الصنهاوي، فإن الجزيرة تتفوق على جميع القنوات العربية في كل المحاور التي يتحدث فيها المشاركون بالحوار، رغم ما يوجّه لها من انتقادات.

لكن المهندس غيث عبد الهادي رفض هذا الكلام بشدة وقال إن هذا التقييم سياسي وليس مهنيا لأن "الجزيرة تقدم رأيا وتشوّه الرأي الآخر ولا تترك له فرصة التعبير عن نفسه".

ورد الباحث السياسي المصري محمد الصنهاوي على حديث عبد الهادي بقوله إن تشويه الرأي من عدمه يعدّ "تقديرات شخصية، لكن الجزيرة هي القناة الوحيدة التي تسمح لتيارات معارضة حتى لسياستها بالظهور على شاشتها".

ومع ذلك، رد الصنهاوي بقوله إن هناك كثيرا من القنوات العربية التي تقوم بالشيء نفسه، وإن الجزيرة ليست الوحيدة التي تفتح المجال لكل التيارات.

إعلان