-
المشهد الثقافي

مهرجانات الصيف في لبنان ومتابعات أخرى

مهرجانات الصيف في لبنان – أزمة السينما العربية – (كمال شاه) بيكاسو كينيا – متحف (باب الرواح) في المغرب – معرض للأعمال الجرافيكية الإسبانية في دمشق – قصيدة للشاعر التونسي سويلمي بوجمعة.
مقدم الحلقة توفيق طه
ضيوف الحلقة – عدة ضيوف
تاريخ الحلقة 31/07/2000

undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined
undefined

توفيق طه:

أهلا ومرحبا بكم إلى هذه الإطلالة الجديدة على المشهد الثقافي، ومعنا هذا الأسبوع:

-مهرجانات الصيف في لبنان تستقطب الفنون الراقية، وتضيف إلى السياحة بعدا ثقافيا.

– (حسين فهمي) أزمة السينما العربية سببها اقتصادي، وأفلام الشخصيات والتاريخ حالة من (النوستالجيا Nostalgia) يجب تجاوزها.

-و(اعتذار غيابي لأبي القاسم الشابي) ورقة خاصة بالمشهد الثقافي من الشاعر التونسي (سويلم بوجمعة).

مهرجانات الصيف في لبنان
تقرير ميا بيضون (مراسلة الجزيرة- بيروت)

توفيق طه:

صيف لبنان ليس سياحة وحسب، بل هو مهرجانات أيضا تتلون بها قلاعه ومعالمه التاريخية العريقة، لتضيف إلى جوه اللطيف لوحات فنية وموسيقية راقية، تنادت إليه من مختلف بقاع الأرض بألوان شتى من الثقافة والموروث الحضاري.

ميا بيضون:

صيف لبنان لم يعد يقتصر على بحره وجبله منذ عودة المهرجانات الصيفية إليه، ولعل أبرزها تلك التي تقام في (قلعة بعلبك) الرومانية وقصر بيت الدين الشهابي، فبعلبك التي أطلقت مهرجاناتها عام 56 من القرن الماضي، وتوقفت طوال سني الحرب عادت قبل سنوات لتستقطب أبرز الفرق المحلية والعالمية الغنائية والموسيقية والفرق الراقصة.

وهذا العام أطلقت مهرجانات بعلبك حفلاتها بتراث وحنين مع الفنان (مارسيل خليفة) و(فادية طنب الحاج) و(عبد الكريم الشعار) في تظاهرة تركز على التراث الوطني، غير أن إحدى أعضاء اللجنة المنظمة للمهرجانات اشتكت من عدم التنسيق في التنظيم بين (بعلبك) و(بيت الدين).

هيام غندور:

بالتأكيد لازم يصير تنسيق، ويمكن كل واحد لازم يصير اختصاصه، وما يصير نوع من التنافس كأنه نحن.. نحن بالعكس نحن حركة ثقافية يعني، مش أي تنافس بيصير، يعني لازم التنافس يكون صحي، مش تنافس خطأ.

ميا بيضون:

ونفى منظمو المهرجانين أن تكون حفلاتهم موجهة لشريحة معينة من المجتمع واشتكوا من صعوبة الحصول على تمويل كاف لاستقطاب الفنانين، فمهرجانات بيت الدين التي تتكل بشكل كبير على مردود الحفلات لا يستطيع منظموها الاتفاق مع الفنانين العالميين قبل انتهاء حفلات العام الجاري، غير أنها تطورت بشكل ملحوظ منذ إطلاقها عام 85.

هالة نجار:

كانت عمل محصور بالجبل، ومحصور بفنانين لبنانيين ومن المناطق العربية، صار تطور إذا بدك فينا نحصر التطور بـ3 نواحي، فيه تطور من ناحية عدد الأشخاص اللي عم بيطلعوا على المهرجانات، بسنة 85 ما كانوا أكثر من 5 آلاف شخص طول المهرجان، اليوم نحن بين الـ45 إلى 50 ألف شخص منتظرين السنة..اليوم عندك مشاركة من جميع بلدان العالم من ناحية جنسيات الفنانين، ومن ناحية التنوع.

ميا بيضون:

وعلى الرغم من الصعوبات التي تواجهها المهرجانات فهي تقدم حفلات ينال معظمها إعجاب المتفرجين، وأبرز ما تقدمه هذا العام حفلة للسيدة (فيروز) وحفلات أوبرا قدمت إحداها التنور الشهيرة (كيري تيكاناوا) وأخرى (لجاسي نورمان)، إضافة إلى حفلة مخصصة لموسيقى (يوهانس باستيان باخ)، كما تقدم المهرجانات أوبرا (توسكا) (لبوتشيني) فصيف لبنان هذا العام لن يكون حارا فقط من الناحية المناخية، إنما الثقافية أيضا.

(ميا بيضون- الجزيرة- لبرنامج المشهد الثقافي- بيت الدين)

(كمال شاه)، بيكاسو كينيا
تقرير (خالد القضاة- قناة الجزيرة)

توفيق طه:

(كمال شاه) أو بيكاسو كينيا كما يسمونه فنان هندي الأصل خصص لوحاته لموضوع واحد هو وجه المرأة، وبخاصة عيناها اللتان يقول: إنهما توحيان بالتأمل والعاطفة.

فتقاطيع الوجه -كما يقول شاه- ما هي إلا تناسق هندسي بحت، وهو ما جعله منذ الطفولة يتجه إلى فن الرسم.

خالد القضاة:

صالة مصغرة لا تتخطى حدودها منزل الفنان الكيني (كمال شاه)، وعدد اللوحات المعروضة لا يتجاوز الثلاثين، أما العنصر البارز والمشترك لهذا المعرض المنزلي فهو الوجه، وبالتحديد وجه المرأة، ولو أن بعض اللوحات يكاد لا يوحي إلا بمجرد ألوان.

كل وجه معروض له عاطفته الخاصة، وهذه العاطفة تتجلى في العيون التي يقول صاحبنا: إنها مركز التعبير العميق، ووجه المرأة -كما رسمه الفنان- يعتمد في جوهره على توليفة هندسية تتألف من عناصر ثلاثة هي: العينان، والأنف، والشفتان.

تدل اللوحات على أن (شاه) تأثر بخليط من المعتقدات الأفريقية والهندوسية، فأكثر من الألوان التي تميز الفن الشرقي، وأكثر من اللون الأسود الذي يهواه الأفارقة، وقد ذهب (كمال شاه) بعيدا عندما ارتأى أنه يصور الوجه من أي شيء حوله ربما على النمط الهندي.

يقولون: إن اللوحة لا تكتمل من دون التوقيع، لكن توقيع (كمال شاه) اقتصادي بحت، فاللوحات التي يرسمها هي الحرفة التي يعتاش منها، غير أن من يريد شراء إحداها لا يدفع سعرا أكثر من 300 دولار، ظنا منه أنها مجرد طلامس، بينما ينظر صاحبنا إلى لوحاته على أنها أغان وقصائد جميلة، ويأمل في إنجاز المزيد.

إصدارات جديدة
توفيق طه:

من الإصدارات الجديدة اخترنا أن نقدم اليوم العدد الجديد من مجلة (رابطة الأدباء) في الكويت (البيان) وهو عدد مزدوج لشهرين، ويتضمن ملفا عن الأدب العربي الحديث في ليبيا، وعددا من الدراسات والقراءات النقدية، إضافة إلى عدد من التقارير الثقافية العالمية.

ونقرأ في تقرير من الدانمارك: شهدت الدانمارك في الثاني عشر من نيسان عام 2000 تظاهرة شعرية عن الحب في عام 2000 تعد الأولى من نوعها، تشمل هذه التظاهرة التي دعا إليها وأشرف على إعدادها الشاعر العراقي (منعم الفقير) المقيم في الدانمارك منذ عام 86: إصدار بطاقات بريدية مطبوع عليها 55 قصيدة حب جديدة لـ55 شاعرا دانماركيا، توزع البطاقات على المقاهي والمحلات العامة وأماكن التجمعات والحانات في أنحاء مختلفة من الدانمارك، يستطيع رواد هذه الأمكنة الحصول مجانا على هذه البطاقات، وإرسالها إلى من يحبون أو من يفتقدون.

كتابنا الثاني (وعود عدن- رحلات يمنية) للكاتب والمترجم اللبناني (فواز طرابلسي) صدر الكتاب عن (دار رياض الريس) في بيروت، وهو يضم عددا من المقالات يتأرجح أسلوبها الكتابي بين أدب اليوميات والمذكرات والسيرة والرحلات..

يقول الطرابلسي عن كتابه: (للباحثين في هذه الكتابات عما لم يكتب، أعترف لهم دون أي حرج بأن القصة ناقصة، والنقد الذاتي الذي لا يطالب به إلا اليساريون، وهم الوحيدون (لعجبي) المطالبون به غير مكتمل، على أن موضوع القصة معروف على الأقل إنها قصة (وعود عدن) من سكرة آخر قرصان بريطاني إلى الحلم بإعادة بناء (إرم ذات العماد) على يد رفاق (علي بن الفضل القرمطي).

أما الكتاب الثالث الذي ارتأينا تقديمه اليوم فهو كتاب (أوروبا والعرب- من الحوار إلى الشراكة) للدكتور (سمير صارم)، ويلقي الكتاب نظرة متفحصة على المتغيرات التي شهدها عصرنا، ثم ينتقل إلى أطر الحوار والشراكة بين أوروبا والعالم العربي في مختلف المراحل التاريخية وصولاً إلى عصرنا الحالي.

الكتاب صادر عن داري (الفكر المعاصر) في بيروت و(الفكر) في دمشق، ونقرأ فيه: (لذلك وفي ظل عالمية الاقتصاد المتمثلة بالارتقاء بأساليب العمل وفنون الإنتاج، وبروز عالمية القوانين والأسعار ومختلف المؤشرات الاقتصادية والعلاقات التجارية وسيطرة قوة متعددة الجنسية.. إلخ، لا يمكن لأي اقتصاد قطري أن يحل مشكلاته ويواجه تحدياته ويحقق تنميته، لذلك لا بد من حوار مع العالم، ولا بد من توثيق العلاقات الخارجية، ولا بد من مواجهة هذا العالم في الحوار معه).

متحف (باب الرواح) في المغرب
تقرير إقبال إلهامي (مراسلة الجزيرة- الرباط)

توفيق طه:

في المغرب أيضا تم إضفاء طابع تراثي وثقافي على قلعة (باب الرواح) التي بنيت في القرن الثاني عشر الميلادي، فتحولت إلى متحف يستضيف الإبداعات الفنية والأدبية والتراثية في معارض تجتذب آلاف المهتمين، وتوفر أرضا خصبة تتلاقى فيها الحضارات، وتتلاقح الثقافات.

إقبال إلهامي:

متحف (باب الرواح) إحدى المعالم البارزة التي تظل شاهدا على حقبة من الزمن تعود إلى القرن الثاني عشر الميلادي، كان هذا المتحف الذي بناه الموحدون عام 1197 يشتغل كبوابة ذات مدخلين، الأمامي يؤدي إلى شارع النصر الذي شق من قبل السلطان العلوي مولاي يوسف عام 1918، فيما المدخل الخلفي يقود إلى المِشْوَر الذي هو القصر الملكي.

عبد العاطي الحلو:

هي من المعالم الكبرى التي تدل على ما تميزت به الهندسة الموحدية والمعالم الموحدية من شموخ، من توازن، من عظمة في البناء، وأيضا من تقشف، وهذا التقشف أبرز خصوصيات وجماليات خاصة للمعالم الكبرى التي أنشأها الموحدون.

إقبال إلهامي:

المدن القديمة تعرف بالأسوار التي تحميها من غزو محتمل، تضم الأسوار أبوابا كانت تقفل عند حلول الليل، والهدف كان الحماية، لكن تطورات التاريخ تجعل هذه الأسوار والأبواب تتحول الآن إلى مآثر يحميها الإنسان.

عبد العاطي الحلو:

تتميز هذه البوابة بكونها فضاء يضم 4 جوانب -إذا شئنا- يتركب كل مربع من هذا الفضاء من مساحة تعلوها 4 أقواس من جنباتها الأربع، وهي أقواس عالية، وتعلوها قباب تغطي كل فضاء على حدة.

إقبال إلهامي:

أفاد متحف باب الرواح الذي يعد أحد أبرز رموز العهد الموحدي من عمليات ترميم واسعة حفاظا على النقوش والكتابات التي يحويها، والتي تعطي انطباعا بالشموخ.

عبد العاطي الحلو:

البوابة التي تنفتح على شارع النصر لها زخارف ونقوش بديعة نقشت على الحجر الرملي، وهي عبارة عن أقواس متداخلة وبها قويسات، ثم بها نقوش نباتية.

إقبال إلهامي:

وسعيا وراء إضفاء طابع تراثي ثقافي على المتحف سعت وزارات الثقافات المتعاقبة على أن يستضيف أهم المنتديات الثقافية والفكرية الدولية والمحلية، كذلك يشكل موقعا مميزا للمعارض بما يسمح بتلاقح الثقافات.

عبد العاطي الحلو:

يلعب الفضاء ككل دورا كبيرا في الثقافة وفي الانفتاح على الإبداعات الفنية، سواء الوطنية منها أو الأجنبية، فهناك علاقات ثقافية متميزة مع عدد من الدول الشقيقة والصديقة، سواء كان فيها دول عربية ودول أوروبية وأمريكية، وكانت هناك معارض أيضا تراثية مع البرتغال ومع إسبانيا، لإبراز خصوصية مثلا الحضارة العربية الأندلسية أو المغربية الأندلسية، فإبراز كان هذه السنة سنة 2000 منذ بضعة شهور معرض يبرز المعالم المغربية البرتغالية، والمعالم الأندلسية بصفة عامة.

(إقبال إلهامي- الجزيرة- المشهد الثقافي- الرباط)

أزمة السينما العربية سببها اقتصادي
توفيق طه:

هل السينما العربية في أزمة؟ وإذا كانت كذلك فما هو السبب؟ ولماذا يصر السينمائيون العرب على توابل الإثارة والعنف، بينما تفرض السينما الإيرانية نفسها دون أن تضطر إلى ذلك؟ ثم لماذا يلجأ السينمائيون إلى إنتاج أفلام تاريخية؟ وهل الجمهور العربي بحاجة دائمة إلى بطل؟

نجم السينما العربية (حسين فهمي) يجيبنا اليوم عن أسئلة كثيرة أولها:

هل التمثيل في أفلام عالمية ما زال هدفًا للفنانين العرب؟

حسين فهمي:

لا، عمري ما اعتقدت أنه كان هدف للفنانين العرب، أن احنا نعمل في أفلام أجنبية ما كانشي هذا لينا، واحنا شايفين أن احنا لنا مكانة في العالم العربي، ولنا مكانة في قلوب المتفرج العربي في كل مكان، فأنا مش شايف أن احنا كنا مهتمين أبدا بأن احنا نعمل في المجال العالمي، والسينما اللي خارج مصر، وأنا بالذات عرض علي أكثر من عمل أن أنا أعمل في سينما أجنبية واعتذرت، لأنه ما كنتش شايف أن..، أنا يهمني أني أتعامل مع المتفرج العربي، وأتعامل مع المتفرج المصري كمواطن عربي ولي نفس الإحساس والمشاركة الوجدانية في كل حياتنا الاجتماعية، وده اللي بيهمني أكثر يعني.

توفيق طه:

هل السينما العربية في أزمة؟

حسين فهمي:

لا، هي السينما العربية بتمر بأزمة فعلا، وأنا شايف أن السبب هو سبب اقتصادي، لأن اقتصاديات السينما لا زالت احنا مش مالكين أدواتنا كلها، اقتصاديات السينما في الفترة الماضية، في الأربعينات وفي الخمسينات، وعلشان كده بنقول: إنه كان العصر الذهبي للسينما في وقت من الأوقات.. اقتصاديات السينما كانت مدروسة، وكانت مفهومة من صناع السينما في هذه الفترة، وكان اقتصاديات السوق كمان بيملكوها، بيملكوا كل أدواتها، النهار ده الاقتصاديات اختلفت، وما عندناش حد واعي وفاهم اقتصاديات السوق السينمائي بالضبط شكله إيه، فأنا باشوف أنها كلها في النهاية مسألة اقتصاد والسينما تجارة، ويجب أن يكون لها رأسمال قوي، ويجب أن يكون لها عائد قوي أيضا للاستمرارية، والحالتين دول مش موجودين عندنا.

توفيق طه:

وماذا عن أفلام الإثارة الجنسية والعنف؟

حسين فهمي:

هو طبعا المهرجانات ما هياش مقياس، احنا ما نقدرشي أبدا نعمل صناعة سينما مبنية على مهرجانات، لأن الأفلام اللي كانت بتعرض في المهرجانات.. لأن إيران لها صبغة جديدة من الأفلام، فاحنا نقدر نقول عليها موجة موجة جديدة من السينما.. هل هذه الموجة هتستمر؟ هل هذه النوعية هتستمر؟ إلى جانب أن هذه النوعية من الأفلام أيضا لها جمهور محدود، جمهور مش واسع النطاق، الأفلام قليلة التكلفة، وبالتالي الإيرادات -أيضا- ضعيفة.

إذا كنا بنتكلم عن السينما كصناعة صناعة سينما ونتكلم عن السينما المصرية كصناعة، فهي لها نشاط ممتد على مدى سنوات طويلة، وأيضا المنتج يجب أن يكون له عائد حتى يستمر، فإحنا فعلا إذا كانت الناحية التجارية طاغية ده خطأ، وفي بعض الأفلام هناك خطأ فعلا، لأن الناحية التجارية طاغية على الناحية الفنية، لكن المعادلة الصعبة الحقيقية هي أن احنا نعمل فيلم فني جيد إلى جانب أنه تجاري، لأنه لازم برضه صاحب رأس المال يكون له عائد علشان يستمر.

توفيق طه:

لماذا تنتج أفلام الشخصيات؟

حسين فهمي:

أنا باتصور أنه حالة من (النوستالجيا Nostalgia) حالة من العودة إلى الماضي، دي بتمر بها شعوبنا على فترات متقطعة وفترات متفاوتة، وده تاريخ الشعوب كده، فيه حنين إلى الماضي، وهذا الحنين واضح أن هو متواجد في وجدان الشعوب كلها لما ينزل مسلسل زي (أم كلثوم) وينجح هذا النجاح الباهر، لما ينزل فيلم (ناصر 56) وينجح هذا النجاح الباهر، النهار ده فيه توقعات لفيلم (السادات) وفيه كلام على شخصيات أخرى في عالمنا، شخصيات حية، لها نبض، بنتكلم على (عبد الحليم حافظ) بنتكلم على شخصيات كانت موجودة في حياتنا في ظروف معينة، في ظروف تاريخية كانت بتمر بالأمة العربية، أعتقد أن هناك نوع من العودة إلى الماضي، أو الرغبة في الإحساس بالماضي اللي بيسموه (النوستالجيا) ودي في داخل كل الناس، لأنه واضح أن الأفلام نجحت.

توفيق طه:

هل تسيء الأفلام التاريخية إلى التاريخ؟

حسين فهمي:

آه.. طبعا، يعني أنا ما بافضلشي العودة إلى الماضي كل وقت يعني ما أحبش أن أنا أعيش في الماضي وأعتقد أن احنا شعوبنا محتاجة أنها تعيش في الحاضر وتفكر في المستقبل، لأن المستقبل فعلا خطير جدا اللي جاي علينا، إنما العيشة في الماضي باستمرار أنا بتصور أن هو خطأ شديد، أيضا زي ما حضرتك تفضلت وقلت إن التلريخ بيكتب بأكثر من وجهة نظر، فالنهار ده كاتب العمل التاريخي إزاي بيظهر الشخصية رأيه في الشخصية، تعامله مع الشخصية ومواقفها الدرامية، طبعا كل ده بيعود إلى فكره هو وإلى خياله هو، وقد تكون هناك مواقف غير حقيقية.

إبداعات المشاهدين
توفيق طه:

في هذه المساحة المخصصة لإسهاماتكم وآرائكم.. اخترنا اليوم قصيدة بعنوان (رحلة الصبية والفتى) بعث بها من الدوحة (مجيد البرغوثي).

الحب أوله.. لقاء

وفتى يقول.. كما يشاء

وصبية تصغي إليه كما

يشاء!

تحكي العيون معا

وتومض

ثم تغمض

ثم يمتد اللقاء

فرح يضمهما

الأرض حولهما تغني.. والفضاء

سحر حلال.. يجعل الاثنين واحد

ويكون بيت

هي: زوجة تحكي

والزوج: يسمع ما يشاء

وتعيد ما يحلو لها.. ويعيد ما يحلو له

ويضيع بينهما المساء

ويكون صمت..

ثم يقطعه عناق..

فاختلاف.. والتقاء

تشكو.. ويشكو

يتكلمان..

ويسمع الجيران والأبناء

يهتز باب البيت..

يفتح..

ثم يدخل من يشاء

فيفر عصفور..

وينقطع الغناء

ويكون ليل

الأمس ذكرى حلوة..

وغدا

كل يفكر في الصباح.. كما يشاء.

توفيق طه:

أصدقاء المشهد الثقافي.. ابعثوا بإسهاماتكم وآرائكم على العنوان التالي:

قطر- الدوحة- صندوق بريد 23123

فاكس 885333 (974+)

البريد الإلكتروني Cultural@aljazeera. net. qa

معرض للأعمال الجرافيكية الإسبانية في دمشق
تقرير ليلى موعد (مراسلة الجزيرة- دمشق)

توفيق طه:

ليلى موعد تفتح اليوم حقيبتها الثقافية من دمشق لنطل فيها على صور من المشهد الثقافي في سوريا.

ليلى موعد:

بالتعاون مع المركز الثقافي الإسباني بدمشق شهدنا معرضا للأعمال الجرافيكية الأصلية (أوبو شوار- بيكاسو- ميرو) بيكاسو وميرو وأعمال عذبة المذاق من الفن الطليعي العالمي، والمحلي الكاتالوني، ورغم أن المعرض ضم الاثنين معا، إلا أن (ميرو) وكما وصفه أحدهم كان أشبه بفأرة تسربت إلى قفص حيوانات متوحشة، مع ذلك غدا (ميرو) أحد فناني عصره المتفردين، إذ كان كالفنانين البدائيين، وحرفيي القرى، أو كرسامي كهوف ما قبل التاريخ.

أما بيكاسو الذي أدهش عصره، صانع الثورة التكعيبية التي غيرت بصورة تامة وجه الفن الأوروبي، والذي وقف على رأس حركة العودة إلى الفن القديم والرجوع نحو الكلاسيكية، فقد كان مثلا أعلى لتطور السريالية وفن تصوير الحلم، ورسم اللاشعور.

أحمد معلى:

فيه كتير من الفنانين، ومن المهتمين بالحركة التشكيلية شافوها في الخارج من متاحف إلى آخره، بس المهم بالنسبة لها المرحلة هي الجيل الشاب اللي لأول مرة بيكون على تماس مع لوحة مصنوعة من قبل أسماء، هو دائما كانت بالنسبة إيلو بتمثل حالة قدسية، أول مرة بيحس بنفسه، عم بيمد إيده، وبيلمسها عن قرب، وكأنه عم بيمد يده على جوف شاعر.

ليلى موعد:

ومن الندوات التي عجت بها دمشق اخترنا لكم ندوة عرض فيها الدكتور (جورج جبور) لإشكالات العمل الثقافي في الجامعة العربية، وما تعاني منه المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم.

د. جورج جبور:

إشكالات الجامعة في مجال العمل الثقافي هو أحيانا انعدام الإرادة السياسية الفاعلة، كما في موضوع التعريب مثلا، أحيانا ضعف التمويل، وهذا أمر تعاني منه المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم على نحو صارخ جدا، وطبعا هناك أيضا إشكالية تقع على عاتق المثقفين العرب، فهم ربما يحبون أن يتعاونوا مع (اليونسكو) الهيئة الدولية أكثر ما يحبون أن يتعاونوا مع الهيئة العربية، ذلك أن الألق الدولي الذي تمثله (اليونسكو) وتمثله (باريس) لا تمثله (الألكسو) ولا تمثله تونس.

ليلى موعد:

الأستاذ (يوسف صيداوي) ومن خلال كاتب وموقف، عقد ندوة سجالية تناولت كتابه (الكفاف) الكفاف المقترب من المعجمية استند إلى واقع اللغة العربية التي يعتبرها البعض صعبة، ويتذرع العازفون عنها بأن قواعدها النحوية والصرفية متشعبة، المحاضرة خلصت إلى مقولة أن النحو لا ييسر، والسعي إلى تيسيره باطل، وقبض للريح.

يوسف الصيداوي:

هذا عملي أنا في الكتاب، مو تيسير النحو، لا تيسير النحو ولكن استلال القاعدة وإعادة صوغها، مائة عام والناس يقولون: يسروا النحو، يسرنا القاعدة فما بالك تعيدنا؟ ومن يؤازر أيضا هذا المنطق؟ ما بالك تعيدنا إلى ما قبل يسروا النحو؟ ماتوا الناس، خرجت أرواحهم! ونقول يسروا النحو!! صحيح الكلام -يا إخوان- أو لا؟ يسروا النحو! بكل مكان يسروا النحو، والنحو لا ييسر، فأنت تعيدني بهذا بقبول الرواية، وبقبول البيت المجهول القائل، تعيدني إلى بدايات يسروا النحو فماذا تريد؟ المشكلة لما تصير ديموقراطية تصير مقاتلة!

ليلى موعد:

(ليلى موعد- الجزيرة- للمشهد الثقافي- دمشق)

قصيدة للشاعر التونسي (سويلمي بوجمعة)
توفيق طه:

(اعتذار غيابي لأبو القاسم الشابي) قصيدة جديدة خص بها المشهد الثقافي الشاعر التونسي (سويلمي بوجمعة).

سويلمي بوجمعة:

اعتذار غيابي لأبي القاسم الشابي

لكل الموانئ

لكل الموانئ يبدأ هذا الرحيل

وميناؤك الشعر..

والشعر في ضفة المستحيل

لكل المصابيح أنى أضاءت..

يكون الوصول

ومصباحك الشمس عالية..

لا تزول

لعينيك يا سيدي في تخوم الفصول

نجيء بأحلامنا صاغرين

لتمنحنا قبلة نسترد بها كبرياء الجبين

فنحن أضعنا الطريق إلى القدس..

ثم إلى كربلاء

أضعنا اتجاه القوافل حين اختلفنا

مع السنبلة

وحين قطعنا

مع النجمة الموصلة

وحين تعطل فينا سؤال

يؤجج ذاكرة البوصلة

كذبنا عليك طويلا، لأن الرياح تخاتلنا

والوحوش التي لا نراها تقاتلنا

والنوافذ في بيتنا مغلقة

كذبنا عليك بصدق

لأنا نحب الكذب

ونكره نكره ما نشتهي

كذبنا على طفلة خرجت في الصباح

ترتب أشياء دميتها

في الحديقة..

تراءت لها في الفضاء البعيد

بروق وعاصفة مقبلة

فنامت لتوقظها قنبلة

ثم قامت لتنسفها قبلتك

كذبنا على نخلة في العراق

تجود علينا بتمر الغضب

وتاهت بنا الخيل والنوق..

والسفن الشاردة

ولم يبق يا سيدي عرب غيرنا في دنيا التعب

توفيق طه:

سعدنا بصحبتكم، كونوا معنا الأسبوع المقبل، فمعكم نستمر وبكم يكتمل المشهد.