المسرح الفلسطيني ومتابعات أخرى
|
توفيق طه:
أهلا ومرحبا بكم إلى هذه الإطلالة الجديدة على المشهد الثقافي، ومعنا هذا الأسبوع:
– المسرح الفلسطيني من التحريض إلى الانطلاق، الإنجازات كبيرة والكوادر قليلة، والمصاعب الاقتصادية تحد من الانتشار.
– الجوائز التقديرية الرسمية للمبدعين تساؤلات حول جدواها ونزاهتها وأبعادها.
– و(قلب في دفتر) ورقة خاصة بالمشهد الثقافي من الشاعر العراقي (عبد المطلب محمود).
المسرح الفلسطيني من التحريض إلى الانطلاق
تقرير شيرين أبو عاقلة (مراسلة الجزيرة- القدس)
توفيق طه:
مر المسرح الفلسطيني -رغم حداثته- بمراحل عدة، بدأ كتعبير عن رفض الاحتلال والتحريض على المقاومة، لينتهي اليوم كمسرح فني ينافس في المسابقات العالمية ويحظى بالجوائز أحيانا، لكن عوامل عديدة لا تزال تعوق مسيرته، وتحد من انتشاره، أهمها تردي الوضع الاقتصادي، وعدم الوعي بأهمية المسرح.
شيرين أبو عاقلة:
مراحل مختلفة مرت بها الحركة المسرحية في فلسطين تراوحت بين مد وجزر، أما المرحلة الحالية فيعتبرها الكثيرون مرحلة نهوض، وإن كانت لم تصل إلى القمة بعد، فالمسرح الفلسطيني بات مسرحا ينافس ويشارك في المهرجانات العربية والعالمية ويحظى بالتقدير.
حسام أبو عيشه:
قبل قدوم السلطة كنا ناخد بعض الجوائز -وأقولها بصراحة- أنه يله [ليس مهما] علشان فلسطين بدنا ندعم الشعب الفلسطيني، لكن بعد قدوم السلطة أصبحنا نحاسب كدولة، فصرنا نحاسب مهنيا، إذا بتستحق جائزة إخراج بتاخدها، بتستحق جائزة تمثيل بتاخدها، وهذا اللي بيحصل معانا من حوالي من 95 لليوم، عم يحاسب المسرح الفلسطيني في العالم العربي، وفي العالم كمسرح مهني متخصص.
شيرين أبو عاقلة:
ومن بين المسارح التي تركت بصمتها على الحركة المسرحية المسرح الوطني الفلسطيني الذي تأسس في مدينة (القدس) عام 85 ومسرح (القصبة) بعد ذلك بثلاثة أعوام، في تلك الفترة بل وربما منذ النكسة عام 67 شكل المسرح أداة تحريض على مقاومة الاحتلال، وتعبيرا عن رفض الهزيمة، مما قد يفسر التراجع الذي عانى منه خلال سنوات الانتفاضة جراء المضايقات التي تعرض لها العاملون فيه.
أحمد أبو سلعوم:
فكان -فعلا- فيه صعوبات، وأيضا انقطاع يعني انقطاع السبل في تجميع الطاقات الفلسطينية يعني يكون منعوا التجول في رام الله فكيف يكون للممثل أو الممثلة أنهم يحضروا البروفة أو إذا كان فيه عرض، وكان فيه حصار في المنطقة.. فكيف يمكن أن يتم العرض؟
شيرين أبو عاقلة:
ولا يمكن التطرق لواقع المسرح، ويخال مسرح (عشتار) الذي تأسس عام 91 وخصص جزءا من نشاطه لتدريب الكوادر الفنية، وسعى من خلال أعماله لخلق تفاعل بينه وبين الجمهور عن طريق طرح الموضوعات الاجتماعية التي تثير الجدل داخل المجتمع، تفاعل يأمل العاملون في المسرح أن يزيد وعي الجمهور بأهمية هذا الفن.
إدوارد معلم:
عدم وعي الجمهور بأهمية المسرح هو سبب أساسي في عدم وجود كوادر مهنية، احنا لما بدينا نشتغل في المدارس كان فيه عندنا شغل كبير على أهالي الطلاب ونحاول أنه نشجعهم أن يخلوا ولادهم يدرسوا المسرح، بالطبع نجحنا مع بعض منهم، ولكن ما نجحنا مع جزء كبير منهم.
شيرين أبو عاقلة:
بعد الانتفاضة، وقيام السلطة الفلسطينية شهد المسرح نهوضا، وانطلق في عروضه إلى الدول العربية ليفتح بابا جديدا من التعاون مع المسرحيين العرب، لكنه مع ذلك ظل قائما على مجهودات فردية، فيما اقتصر الدعم الذي يقدمه الجانب الرسمي له على الدعم المعنوي دون أن يوفر له الإمكانات المادية التي يحتاج إليها، ويحد ضعف الإمكانات المادية، وقلة المسارح والفرق المسرحية من قدرة المسرح كفن على الانتشار، والوصول إلى الأماكن النائية والأرياف، وإن لم يمنع ذلك بشكل كامل، يضاف إلى ذلك صعوبة الحالة الاقتصادية لدى الكثير من العائلات، مما يجعل ارتياد المسرح ترفا غير قابل للتحقيق في أحيان كثيرة.
(شيرين أبو عاقلة- الجزيرة- خاص ببرنامج المشهد الثقافي- القدس)
أول عرض مسرحي على الكلسيوم
تقرير (خالد القضاة- قناة الجزيرة)
توفيق طه:
الكُلُسْيوم أو مدرج روما القديمة لم يعد ساحة للموت كما كان قبل 1500 سنة، فبعد الترميمات التي أجريت عليه أصبح الكُلُسْيوم رمزا يجمع الماضي الأليم للعبيد والأسرى بالحاضر الذي تريد روما أن يكون معركة نظيفة ضد عقوبة الإعدام، وهكذا شهد الكُلُسْيوم أول عرض مسرحي.
خالد القضاة:
أكثر من (700) من المدعوين حضروا انطلاقة أول عرض يشهده الكلسيوم في العصر الحديث، وكان من بينهم وزير الثقافة اليوناني الذي افتخرت بلاده بالمسرح منذ آلاف السنين، وحضرت معه لهذه الغاية فرقة المسرح الوطني اليوناني، الحاضرون جلوسا ووقوفا تابعوا عرض التراجيديا اليونانية (الملك أوديب) عند الطرف الشرقي من الكلسيوم حيث كان يجلس الإمبراطور ومستشاروه وحاشيته، وحيث كان الإمبراطور بحركة من إبهامه يقرر مصير العبد أو الأسير الذي كان يجالد خصما أو خصوما حتى الموت لا لشيء سوى إمتاع الحضور، استعاد المدرج وظيفته بعد انقطاع دام 15 قرنا، ولكن هذه المرة من دون دماء وعذاب ومشاهد قاسية، وكل الحضور وصفوا العرض الأول بالناجح، لأنه كان من الصعب محاكاة الواقع القديم لولا إتقان فرقة المسرح اليونانية، وقبول أعضائها بالتصرف كمقاتلين، كما كانوا في أوج حضارتهم قبل أن يطويها غابر الزمن.
المدرج في الأصل اكتمل بناؤه في عهد الإمبراطور الروماني (تيتوس) عام 80 بعد الميلاد، وتريد إيطاليا بعث الحياة فيه بدلا من موت العبيد والأسرى الذي تفنن فيه أباطرة روما، ومن المقرر أن يتم تباعا عرض مسرحيات يونانية أخرى لينتهي المهرجان بأوبرا أوديب التي ألفها في القرن التاسع عشر الموسيقي الألماني (فيلكس مندرسون) اقتباسا من مسرحية سوفوكليس (أوديب في كولون).
إصدارات جديدة
توفيق طه:
جريا على عادتنا كل أسبوع اخترنا أن نقدم من الإصدارات الجديدة ثلاثة كتب أولها بعنوان (فضائيات) للدكتور (أحمد عبد الملك)، وهو عبارة عن مجموعة من الوقفات القصيرة مع الواقع الجديد الذي يعيشه البث التليفزيوني العربي في عصر القنوات الفضائية.
الكتاب صادر عن دار مجدلاوي في عمّان، ونقرأ فيه: (لا يمكن لأي محطة تليفزيونية أن تبقى أسيرة التقاليد التليفزيونية البالية، بينما تسحب الفضائيات المتطورة المشاهدين منها، ولا يمكن أن تظل محطات التليفزيون المحافظة خارج حلبة الصراع من أجل كسب المشاهدين، أو تدخل الحلبة بأنماط ستينية، ومذيعين أكل عليهم الدهر وشرب.. وبأداء تحيطه (هالة) من الرسمية المبالغ فيها.. وببرامج ذات قوالب فيها من (الكهنوت) البرامجي الشيء الكثير.
كتابنا الثاني بعنوان (جمال عبد الناصر.. نشأة وتطور الفكر النظري) للدكتورة (بثينة عبد الرحمن التكريتي)، وقد صدر أخيرا عن مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت، يهدف الكتاب إلى رصد معالم الفكر الناصري وآثاره، ويستعرض المراحل الأساس لتطور هذا الفكر بالممارسة والتجريب.
ونقرأ منه: (ومما يسجل للفكر الناصري بصورة خاصة أنه حقق على أرض الواقع عروبة مصر، وغرسها في أعماق كل وطني مصري غدا مرتبطا بفضل ذلك بالفكر القومي العربي التحرري برباط وثيق لا فكاك منه، وكما قيل بحق فإن عبد الناصر أول من جلا بفكره وجه مصر العربي، وثبته بعد أن جسد ذلك في ثورة يوليو، ورفعه إلى مصاف عقيدة الدولة دستورا وقانونا وتنظيرا وتطبيقا فكريا سياسيا).
أما الكتاب الثالث الذي اخترنا تقديمه اليوم فهو بعنوان (فلسفة في رواق الأدب) للباحث والناقد والأكاديمي اللبناني الدكتور (إميل المعلوف) والكتاب يضم عددا من الدراسات النقدية في الشعر والقصة.. ففي مجال الشعر على سبيل المثال يدرس شعر (خليل حاوي) و(فؤاد رفقه) وفي مجال القصة يدرس أدب (نجيب محفوظ) و(ديزي الأمير).
ونقرأ فيه: (الشعر الخالد هو الذي يستثير القارئ في كل مكان وزمان، فيحفزه على مزيد من فهم للحياة، واعتبار بحوادثها، ويوفر له القدرة على اقتناص خيرها بأكبر لذة متاحة ومقاساة شرها بأقل ألم ممكن، ويعرفه بأن النظام الثاوي في أعماقها منسوج من خيوط التناقضات التي تحكم أفعالها، الشعر الخالد هذا هو الشعر الكلاسيكي الذي نستجيب إليه اليوم كما استجاب إليه السامعون في غابر العصور، ونلاقيه بالإعجاب نفسه الذي لقيه به أبناء الأمس).
متحف (جبران خليل جبران) في لبنان
تقرير بشرى عبد الصمد (مراسلة الجزيرة- بيروت)
توفيق طه:
في دير صغير بين تلة القديسين والقبر الفينيقي بقرية (بِشرِّي) في جبل لبنان أقيم متحف (جبران خليل جبران) ليضم بين جنباته إبداعات ذلك الفنان المهاجر، والتي تؤرخ لمسيرته الفنية في الكتابة والرسم الجناحين اللذين حلق بهما جبران في هذا الكون، وصاغ من خلالهما رؤيته للحياة.
بشرى عبد الصمد:
في هذه البقعة تبدأ الرواية بين تلة القديسين والقبر الفينيقي في بلدة (بِشرِّي) بشمال لبنان، هنا يقبع متحف جبران خليل جبران، هذا الدير الذي أنشئ في القرن السابع الميلادي يختصر في طياته وخصوصياته مرور جبران في هذه الحياة بمراحلها المريرة ولحظاتها الحالمة بين الخارج الطبيعي والداخل الموجود في رسومات جبران وكتاباته رابط وثيق ترسخ أكثر فأكثر عبر السنين.
وهيب كيروز:
جبران ولد بـ(بِشرِّي) 6 كانون الثاني 1883، المهم أنه (بِشرِّي) طبيعة مذهلة عجيبة غريبة بقد ما فيها من تصاعد بجبالها، وبقدر ما فيها من نزول بوديانها، المغاوير [المغارات].. الكهوف.. حياة النساك.. الأديرة.
بشرى عبد الصمد:
من العرِي إلى الطبيعة فالأفق ومخاطبة العمالقة تنقلت وتداخلت عناصر رؤية جبران للحياة، فبدأت من الأرض التراب لتعود إليه بعد كل شيء، الترابط ذاته نراه في نشأة جبران في (بِشرِّي)، هجرته البعيدة، عودته إلى متحف (مرسى كيس) جبران حيث يرقد.
وهيب كيروز:
تقسيم ها النتاج اتمرحل كما يلي:ندخل بالقسم الأول من ها المتحف مع عالم جبران في زيتياته اللي فيها كثافة وتقل وميل إلى الطابع المخضر شوية الرمادي أو الغميق أو العاصف أو الحزين -إذا بدك تقولي كذلك الأمر- ومع شوية شوية نطلع من ها العالم الزيتي اللي جبران بلش [بدأ] فيه بالأول إلى عالم وسطي يراوح بين زيتي وفحمي ومائي وبعدين مائي متنوع الصبغات، مع ها النقلة إلى الفحمي والمائي فيزا والأكواريل، بنكون خطينا خطوة مع تطور جبران، جبران الكاتب وجبران الرسام هنّا [هما] جناحين لجبران بيحلق فيهن [فيهم]، وبيظل في كل مرة بيعطيك حاله.. دايما جبران.
بشرى عبد الصمد:
في وصيته الأخيرة أهدى جبران كل أعماله إلى (ماري هاسكل)، وترك لها حرية الإبقاء على تلك الأعمال عرفانا منه وتقديرا لكل ما فعلته من أجله، وبين إعادتها إلى (بِشرِّي)، هاسكل حققت حلم جبران لتعود أعماله معه إلى هنا بين تلة القديسين والقبر الفينيقي
(بشرى عبد الصمد- لبرنامج المشهد الثقافي- الجزيرة- بِشرِّي).
الجوائز الرسمية للمبدعين
توفيق طه:
عندما فكرت الجهات الحكومية المهتمة بالأدب والفن في مصر وغيرها من الدول العربية في استحداث جوائز للمبدعين كانت ترمي إلى تشجيعهم، وإبراز اهتمام الدولة بعطائهم وإبداعهم، لكن أسئلة كثيرة تثار حول جدوى هذه الجوائز ونزاهتها، وبداية إلى أي مدى تسهم هذه الجوائز في تكريس أسماء جديدة أو معروفة في سماء الأدب والفن.
د.جابر عصفور:
في الواقع جوائز الدولة تحقق على الأقل هدفين: الهدف الأول هو تقديم نوع من الاعتراف والعرفان للأسماء والرموز الكبيرة التي قدمت من الإنتاج ما ترك تأثيرا كميا وكيفيا، والهدف الثاني هو تشجيع الأجيال الجديدة من المبدعين والمفكرين.
نصر الدين البحرة:
عندما تمنح -الآن- جائزة نوبل للأدب أو جائزة ثمينة أو جائزة (كونكورد) لهذا الروائي أو ذلك الشاعر أو المسرحي إلى آخره.. فهل هذا يعني أنه أكبر شاعر، أنه أكبر مسرحي؟ لا بالطبع، بالتأكيد، لكن كان لديه شيء يلفت النظر، في رأيي ليس المثال (فريد الأطرش) المثال الوحيد فيما يتعلق بالجائزة التقديرية، هنالك فنانون وأدباء كبار وعظماء جانبتهم الجائزة، مرت بهم مرور الكرام، ولم يحصلوا عليها.
توفيق طه:
فما هي المعايير التي يتم بموجبها اختيار أعضاء لجان التحكيم أولا والفائزين من بعد؟
د.جابر عصفور:
والله فيما يتصل بجوائز الدولة في مصر هناك أكثر من مستوى، المستوى الأول الخاص بجوائز الدولة التشجيعية وهذه المسؤولة عنها اللجان الدائمة في المجلس الأعلى للثقافة، وكل لجنة مسؤولة عن مجال معين أو اختصاص معين، وهي تشكل من نفسها بالاستعانة بالأعضاء الخارجيين لجنة تحكيم، فيما يتصل بجوائز التفوق هناك أيضا لجان من الأعداد الكبيرة المقدمة يُختار عدد معقول يعني 10، من 10 إلى 15، ثم تعرض هذه الأسماء بتقارير مفصلة على أعضاء المجلس الأعلى للثقافة، ويتم اختيار الفائزين بالاقتراع السري.
نصر الدين البحرة:
هنا -أيضا- يلعب المزاج من جهة، وتلعب الاتجاهات السياسية من جهة ثانية، يعني لا يمكننا أن نفصل أي مسألة من مسائل الأدب والفن عن السياسة، هنالك اتجاهات عامة في السياسة، اتجاهات كبرى في هذا البلد أو ذاك، لا بد أن تؤثر في منحيين المنحى الأول: اختيار لجنة الجائزة، المنحى الثاني: اختيار الذين سيفوزون بهذه الجائزة.
توفيق طه:
وهل تتدخل السياسة والمجاملات في قرارات لجان التحكيم؟ ومتى؟
د.جابر عصفور:
والله -على حسب ما أعرف وعلى حسب تجربتي في المجلس الأعلى للثقافة وهي تجربة تصل إلى 10 سنوات إلى اليوم- ليس للسياسة دخل في الاختيار، والدليل على ذلك أن أي فحص للحاصلين على جوائز الدولة سيجد أنهم يتوزعون بين كل ألوان الطيف السياسي العربي.
نصر الدين البحرة:
هذا لا نستطيع أن نجزم به أو نقول قولا نهائيا في هذه المسألة، أنا الذي أقوله إن السياسة تدخل باستمرار في الأمور الأدبية.
توفيق طه:
ولكن هل حدث أن أدركت لجان التحكيم ذات مرة بعد أن أعلنت قرارها أنها أخطأت الحكم؟ وما الذي يحدث في حالة كهذه؟
نصر الدين البحرة:
بالطبع، بالتأكيد، لا بد أن خطأ ما حدث أمس، أمس الأول، السنة الماضية، السنة السابقة، ولكن أحدا لم يراجع نفسه في لجنة الجائزة التي أعلنت، وقال مثلا نحن رشحنا فلان، ومنحنا جائزتنا فلانا، ولكنه كان أقل من استحقاقها، وكان فلان من الناس يستحقها أكثر من هذا، لم يحدث حتى في المستوى العالمي.
إبداعات المشاهدين
توفيق طه:
في هذه المساحة المخصصة لإسهاماتكم وآرائكم، اخترنا اليوم مقطعا من قصيدة بعنوان (نجوى) بعثت بها من الأردن (شهلة الكيالي).
عاقر وجه السماء
والأماني غيمة مطعونة في الخاصرة
والرؤى يا للرؤى
محض رماد عالقٍ في الذاكرة
يا تراب العمرِ هبنا خطوة أخرى
وعانق جرحنا الممتد نحو الآخرة
وجه نجوى يفتح الباب ويأتي
رغم جدران السنين الغابرة
لم يزل في المهد
عطر منك
مفتاح على الباب العتيق
فَأذَني للشعر أن يدخل للصوت العميق
وأذني للريح أن تعبر
هذا المنحنى
كي نستفيق
ربما نخرج من أجسادنا
أو ربما ضاق بك القبر
فإنا في الطريق
جلدنا ضاق بنا
والأرض كل الأرض
يا نجوى تضيق
توفيق طه:
أصدقاء المشهد الثقافي ابعثوا بإسهاماتكم وآرائكم على العنوان التالي:
قطر- الدوحة- صندوق بريد 23123
فاكس 885333 (974)
البريد الإلكتروني:
فرقة أوركسترا الحجرة الأرمينية
تقرير ريما عبيدات (مراسلة الجزيرة- دبي)
توفيق طه:
(ريما عبيدات) تفتح اليوم حقيبتنا الثقافية من (دبي) لنطل فيها على صور من المشهد الثقافي في الإمارات.
ريما عبيدات:
أعمال عالمية لكبار مؤلفي الموسيقى في العالم مثل (موتزارت) و(شتراوس) و(تشايكوفسكي) وآخرين، عزفتها فرقة أوركسترا الحجرة الوطنية لجمهورية (أرمينيا) التي كانت ضيفة على الإمارات، إذ امتازت الفرقة بعنايتها بالإرث الموسيقي العالمي، ومحاولة البحث في تجديد بعض الأعمال التاريخية، إضافة إلى الاهتمام الخاص بالتراث الأرمني، وبعث روح فلسفة هذا التراث، خاصة من خلال أعمال بعض المؤلفين الأرمن مثل (هارونيان)، وتنتهج الفرقة إحياء روح الأصالة والتكامل من خلال الاستخدام الأمثل للمناطق الأثرية والتاريخية في العالم.
ومن عالم الحلم إلى الحقيقة المبدعة.. خمسة عقود يعرف كل ركن وغصن وميناء في الإمارات خلالها أن عدسة قد زارته مرات، وأهدته السلام، المصور (نور علي راشد) استحق لقب (مصور الألفية)، لحظة بلحظة عاش الإمارات بعينه وعدسته المبدعة، عشق صحراءها، وأخلص لأدق تفاصيلها، لحظات طويلة من العشق والتأمل بثها هذا الرجل في المكان، فاستحق تقدير المكان، واعترافه بفضل الإبداع، للعين الجميلة لرجل حبسته الكاميرا داخل أسرارها قبل أن يمسك من خلالها بلحظات تعني العمر، نأخذكم معنا في رحلة جديدة عبر الرمز هذه المرة من لبنان الذي جاء خاصا ومتدفقًا ومجسدا لبعض التلوينات المستمدة من مدارس الفن المعاصر.
عكست بعض الأعمال التأثر بالريف والطبيعة، والبعض الآخر بالخطوط والألوان القوية ووضوح الرؤية، آخرون عبروا عن ألفيتهم باتحاد الألوان الداكنة للتعبير عن الذات، وعن الفكرة القوية وراء الرسم.
كاتيا طرابلسي:
المعرض أجا [جاء] ها القد قريب من أول سنة 2000 بالنسبة لي كان فيه شيء كتير مهم.
هالة نضر:
أحب أن أجرب حرية أكثر بالفن، ألوان مختلفة، مواضيع مواضيع كمان بتهمني أيضا مواضيع عائلية، ومواضيع إنسانية بطريقة حرة ومجردة.
ريما عبيدات:
الرؤى انتصرت لخيال الفكرة التي ركزت على معاني الحرص على أهمية الحياة بمعناها العميق.
(ريما عبيدات -Green Art Gallary- دبي).
قصيدة للشاعر العراقي (عبد المطلب محمود)
توفيق طه:
(قلب في دفتر) قصيدة جديدة خص بها المشهد الثقافي هذا الأسبوع الشاعر العراقي (عبد المطلب محمود)
عبد المطلب محمود:
ربما كنت أو لم أكن
هكذا يبدأ الكون مني
وأجهد في غرفة فيه
أن أفي الموج حق السباحة
والموت حق الحياة
سأبكي على البحر إذ يتوارى
بعيدا
ويهرب مني
وأضحك
من وردة تركت ساقها
وانتهت في يدي طفلة
جلست تتهجأ درس القراءة
مخطئة مرة ومضيعة في سطور الكتاب مباهجها
وأروح أغني
أروح أمدد روحي
على شاطئ البحر
والبحث والشوق والنزف
ثم أعاود قول الذي قلت
لا أعرف الموت والحرب
حتى أطيق الحياة
وأجهل معنى السباحة
حتى أرى الموج
ينشب في حريق مودته
فأصيح:
النجاة.. النجاة.. النجاة.. النجاة
ولا شيء يسعفني
فالنجاة إذا اقتربت خطوة
ضيعت خطوات
أكنت سأبكي علي
بكيت
إذن هكذا ابتعد البحر
غادرني حين أدرك
إني بكيت علي
لجهلي السباحة
خوفي من العابرين الغشومين
أو ربما ضحكي
إذ أرى طفلة العمر
تتركني أتهجأ درس القراءة
منتظرا أن تخطئني
أو ترد إلى مباهج طفل حزين
مضت وحدها وبقيت
ولعل التي
ولعل التي..
لعل التي
نسيت أو نسِيت
وتذكرت
لا ما تذكرت شيئا
بل ارتعت حين تأكد لي
إنني قد سهوت
فأودعت قلب الصغيرة
في دفتري
في دفتر سرق البحر مني
توفيق طه:
سعدنا بصحبتكم، كونوا معنا الأسبوع المقبل، فمعكم نستمر وبكم يكتمل المشهد.