المثقفون وانتفاضة الأقصى ومتابعات أخرى
توفيق طه:
أهلاً ومرحباً بكم إلى هذه الإطلالة الجديدة على المشهد الثقافي، ومعنا هذا الأسبوع: المثقفون السوريون والفلسطينيون يعقدون ندوة ثقافية في دمشق للتضامن مع انتفاضة الأقصى.
الأديبة جورجيت عطية تقول: الصالونات الأدبية تظل أدبية بإدارة المرأة، وتصبح سياسية بإدارة الرجل.
وورقة خاصة بالمشهد الثقافي من الشاعرة العراقية أمل الجبوري.
المثقفون في دمشق يتضامنون مع انتفاضة الأقصى
تقرير ليلى موعد (مراسلة الجزيرة – دمشق)
توفيق طه:
انتفاضة الأقصى في فلسطين أعادت إلى العالم العربي رونقه، وبعثت برسالة إلى العالم تقول: إن الجيل العربي الجديد ليس مغيباً عن قضايا أمته. هكذا يقول المثقفون الذين يؤمنون بعدم إمكان الفصل بين السياسي والثقافي، وفي هذا السياق جاءت ندوة التضامن مع القدس والتي نظمها في دمشق عديد من المثقفين السوريين والفلسطينيين.
ليلى موعد:
الدفاع عن القدس دفاع عن كل عاصمة عربية، شعار لندوة عقدت في مركز الشهيد ماجد أبو شرار في مخيم اليرموك أكبر تجمع فلسطيني في سوريا.
الندوة التي ضمت عديد مثقفين ومبدعين عرب دعت إلى عدم الاستهانة بدماء شهداء الانتفاضة، وجعلها مجرد جواز مرور لصيغة استنكار وإدانة مع المطالبة بالدخول الفوري في دائرة الحلول الأكثر جدوى. وفيما بدا أن اجتماع المثقفين واكبه حضور لشخصيات سياسية فإن التأكيد على عدم فصل السياسي عن الثقافي برز واضحاً في هذا الإطار.
حمزة برقاوي (رئيس اتحاد الكتاب الفلسطينيين بسوريا):
الفرق هو ليس بين المثقف والسياسي بقدر ما أن الفرق هو بين مثقف ومثقف.
الفرق بين مثقف الاستسلام والهزيمة وبين مثقف الصمود والمقاومة.
ليلى موعد:
إلى ذلك طالب المجتمعون المثقف العربي بإعادة النظر في خطابه ليكون أكثر مبدئية وأقل تأرجحاً بين الخطين الرسمي والنضالي ما يسهم في تصويب الرؤية السياسية لقطاعات واسعة من العرب مع التركيز على ضرورة إنهاء حالة الانتظار.
علي عقلة عرسان (رئيس اتحاد الكتاب العرب):
إعادة الحيوية الكاملة والفاعلية الكاملة للبعد القومي للقضية الفلسطينية في كل المصطلحات الأدبية والثقافية والسياسية المتداولة، وننهي غناء (يا وحدنا) وسواه لأنه أخرجنا من الضعف إلى الضعف.
ليلى موعد:
أما إلقاء اللوم وتبعاته على المثقف العربي فإن الرد أتى كبعض إنصاف لحاله.
صابر فلحوط (رئيس اتحاد الكتاب السوريين):
أعتقد أنه من الظلم أن نجلد أنفسنا كمثقفين أكثر من اللازم. المثقفون كانوا موجودين في كل معترك وساح وفي كل موقف يتطلب أن يُشرع القلم المناضل من أجل القضايا الوطنية والقومية.
ليلى موعد:
المجتمعون طالبوا بعودة حضور منظمة التحرير الفلسطينية إلى الساحة على أرضية الميثاق الوطني الفلسطيني والكف عن إغناء 52 عاماً من الاحتلال بتساؤل عقيم: تُرى هل تحل القضية بالتحرير أم المفاوضات؟ مع الافتراض جدلاً أن حق العودة إنما يدخل في إطار سلسلة التنازلات التي تصل إلى حد بيع الأرض بالكرامة والدولار.
على عقلة عرسان:
اسمحوا لي اليوم أنا ضد حق العودة، لأن حق العودة أصبح يفسر ببضعة آلاف يعودون إلى فلسطين، وآلاف يوطنون، وآلاف يقبلون بيع الوطن بالدولار.
أنا مع عودة الحق، وعودة الحق يعني عودة فلسطين.
ليلى موعد:
وتوجه المجتمعون في نهاية الملتقى إلى الأمانة العامة لجامعة الدول العربية مطالبين بدعم الانتفاضة، وإلغاء الاتفاقيات المنفردة والجزئية، ووقف أي شكل من أشكال التطبيع مع إسرائيل، وإحياء معاهدة الدفاع العربي المشترك، واعتبار ما نتج عن اجتماع (شرم الشيخ) غير ملزم للأمتين العربية والإسلامية.
وطالبوا بعودة البندقية الفلسطينية إلى الساحة، شرط عدم دخولها في سوق السياسة العربية كي لا تؤجر لهذا النظام أو ذاك، فلا تخوض معارك بالوكالة أو تستمال إلى معارك جانبية لتصفية حسابات عربية – عربية.
(ليلى موعد – الجزيرة – للمشهد الثقافي – دمشق)
لوحات دافنشي في المتحف الوطني السويسري
تقرير (خالد القضاة- قناة الجزيرة)
توفيق طه:
ليوناردو دافنشي أحد أعظم العباقرة في التاريخ وضع مخططات ورسوماً ودراسات أدت بعد نحو أربعة قرون إلى اختراع الطائرة المروحية والغواصة والسيارة والدراجة الهوائية.
المتحف الوطني السويسري في (زيورخ) يعرض حالياً أكثر من مائتين وخمسين من تلك المخططات والرسوم بنسخها الأصلية ومع مجسمات عنها لإطلاع الزوار على عبقرية عالم وفنان سبق عصره بأربعمائة سنة.
خالد القضاة:
كان دافنشي رساماً ونحاتاً وموسيقياً ومهندساً برع في كافة مجالات العلوم والمعرفة في عصره، وكان السبَّاق إلى إعطاء تفاصيل دقيقة عن صناعات حديثة.
ويحتوي المعرض على مخططات تم تطبيقها في القرن العشرين مع بعض التعديلات والتغييرات، وكان لدى الرجل تصور تام لمتطلبات عصر النهضة الذي اتسم بما عرف بالنظرة التوسعية، فكانت بعض الأنظمة العسكرية والأسلحة من بنات أفكار دافنشي.
وكما كان لدافنشي دراسات في مجال العمارة والهندسة فقد وضع –أيضاً- نماذج ومخططات أخرى في علم الميكانيكا والصناعات الدقيقة، وتدل الرسومات المعروضة على أن دافنشي برع في علم التشريح، ويقال إنه وضع كثيراً من مخطوطاته بناء على ما عرفه عن جسم الإنسان.
المعرض في الأصل انطلق في عام 95 وأقيم في أوروبا والولايات المتحدة وآسيا وأفريقيا إلى أن استقر به الحال نهائياً في زيورخ، وفيها يمكن للمرء أن يشاهد المجموعة الكاملة التي تركها رجل من عصر النهضة يعتبر –بحق- أحد أعظم العباقرة في جميع العصور.
قد ينسى المرء دافنشي النحات والموسيقي والمهندس ولكن ليس دافنشي الفنان، فلوحة الموناليزا التي تركها لنا تظل مطبوعة في مخيلتنا على الدوام، لأنها اللوحة الوحيدة التي تمكنت من تصوير ابتسامة أبدية.
إصدارات جديدة
توفيق طه:
من الإصدارات الجديدة نقرأ اليوم جدارية محمود درويش الشاعر الفلسطيني الكبير. وقد سماها الشاعر بهذا الاسم لأنه كتبها وهو على فراش المرض، ولم يكن يتوقع أن يعيش ليقرأها بصوته، ورأى أنها تستحق أن تعلق على الجدران كأي عمل عظيم، صدرت عن دار (رياض الريس) للكتب والنشر في بيروت ونقرأ منها:
أيها الموت انتظرني خارج الأرض،
انتظرني في بلادك، ريثما أنهي
حديثاً عابراً مع ما تبقى من حياتي
قرب خيمتك، انتظرني ريثما أنهي
قراءة طرفة بن العبد. يغريني
الوجوديون باستنزاف كل هنيهة
حرية، وعدالة، ونبيذ آلهة…
فيا موت! انتظرني ريثما أنهي
تدابير الجنازة في الربيع الهش
حيث ولدت، حيث سأمنع الخطباء
من تكرار ما قالوا عن البلد الحزين
وعن صمود التين والزيتون في وجه
الزمان وجيشه.
(الورد والنار) مجموعة قصصية جديدة للكاتب العراقي علاء اللامي صدرت عن دار الكنوز الأدبية في بيروت وهي تحكي مجموعة من الحكايات الأليمة من العراق المحاصر منذ عشر سنوات ومن فلسطين الانتفاضة.
إنها –كما يقول الناشر- حكايات الورد إذ يتصدى لنار الهمجية الغربية. ونقرأ على الغلاف الأخير:
"وهذا الكتاب ليس إلا كوة مؤطرة بالشحن والشهادات نقترح عليك –أيها القارئ- أن تطل منها لترى وتروي بعض الحكايات:
-حكاية العاشق الشاعر الذي قرر أن ينتحر برصاصة بين الحاجبين يوم شاهد أباه العسكري العجوز والذي دوّخ التاج البريطاني في معارك الأربعينات وهو يبيع الذباب المجفف طعاماً لطيور أغنياء الحصار ببغداد".
أما كتابنا الثالث لهذا الأسبوع فهو بعنوان (آفاق النهضة العربية ومستقبل الإنسان في مهب العولمة) للباحث التونسي أبو يعرب المرزوقي، وقد صدر حديثاً عن دار الطليعة في بيروت يقول المرزوقي:
"قد يكون حضور الماضي الأهلي والحاضر الأجنبي في حاضرنا عائقاً دوننا والفعل المبدع. وقد يكون مساعداً عليه، فهو يعوقنا إذا تحول إلى مثال أعلى يلغي الإمكان ليحصر الفعل في التردد بين جهتي الوجوب والامتناع، وهو لا يصطبغ بهذه الصبغة إلا إذا جعل الفعل الذي أبدعه مقصوراً على آثاره عند اعتبارها بديلاً منه، ذلك هو الضرب المميت من العلاقة بالماضي الأهلي وبالحاضر الأجنبي.
المرأة والصالونات الأدبية
توفيق طه:
شاعت في العديد من العواصم العربية ظاهرة تولي النساء إدارة الصالونات الأدبية والقاعات أو صالات العرض الفنية، سواء كمديرات أو مالكات لهذه القاعات، بحيث يمكن القول إن المرأة هي التي تدير اليوم السوق الأدبية والفينة في الوطن العربي.
فهل المرأة أصلح من الرجل لهذا العمل؟ ولماذا؟ الدكتورة جورجيت عطية أديبة وصاحبة صالون أدبي ودار للنشر في دمشق ولديها ما تقوله في هذه المسألة.
جورجيت عطية (أديبة وصاحبة صالون أدبي – دمشق):
بدأت المرأة في الصالونات الأدبية ليس من هذا القرن يعني، ولكن بدأت منذ زمن بعيد، لعل الصالون الأول هو لسكينة بنت الحسين، وعندما انتقلت الحضارة إلى الأندلس كانت هناك الولادة، ومن ثم في بداية القرن العشرين كانت هناك زينب فواز وهدى شعراوي ومي زيادة في مصر، وماري عجمي في دمشق في سوريا وإلى ما هنالك.
لماذا هي امرأة؟ في رأيي أن كلمة (صالون) ترتبط بامرأة بشكل عام. صالون يعني بيت، يعني جلسة حميمية، يعني استقبال أنثوي جميل، يعني لقاء حنون.
فبالتالي إذا كان الصالون تقوده امرأة شيء طبيعي جداً، لأن أصلاً عندما تطرقين أي باب إذا كان هناك استقبالاً حميمياً تكون هناك امرأة، وإن كان هناك استقبالاً جميلاً يجب أن تكون فيه امرأة.
فبالتالي –في رأيي- أن يكون هناك الصالون أن تكون فيه امرأة وهي صاحبة الصالون شيء طبيعي جداً.
أما بالنسبة (للجاليري) إذا قلت أن قاعات الرسم هي في غالبها نساء أيضاً هي ترتبط بالذوق الأنثوي الشفاف والحساس، وهذا ليس فقط في سوريا أو في البلاد العربية. وجدت هذه الظاهرة أيضاً في (فلورانسا) في فلورانس تجدي فعلاً أن أجمل جاليري هناك امرأة، وأنا وقفت أستغرب أقرأ مثلاً على الباب الدوقة فلانة و.. وكأن هذا العمل فيه شيء من الرقي وفيه شيء من الأنوثة والذي لا يزعج المرأة، بالعكس هي تضفي بشيء من الجمالية على المكان، والمكان مادام أنه يعرض صورة ويعرض رسم ويعرض فن فهو جميل وهذا شيء من جمالها.
توفيق طه:
وهل الرجل غير قادر على القيام بهذا العمل؟ ثم ألا توجد صالونات أدبية وصالات عرض يديرها رجال؟
جورجيت عطية:
أنا في رأيي الرجل يدير كل شيء، يعني لا أستطيع، أن أقول لا يستطيع الرجل في حياتنا اليومية سيان كنا عرب أم أجانب هو سيد القرار وهو يدير كل شيء، لا، يستطيع ولكن أعطيك المثل على ذلك هناك صالونات افتتحت -في دمشق بعد ما أنا بدأت وبعد ما بدأ غيري- ويقودها رجال، تحصيل حاصل تحولت إلى طابع سياسي صرف ونقاش حاد، وأنا –فعلاً- أبعد ما أكون عن هذه الصورة للصالون الأدبي. الصالون يمتاز أولاً عندما نسميه صالوناً أدبياً فهو صالون للأدب.
أنا –مثلاً- أعرض كتاب كل شهر نناقش موضوعه، نناقش فكرة، نناقش شاعر، نناقش كاتب، حتى إن كان عربياً أو أجنبياً كتاباً مترجماً أو كتاباً من يد عربية، ولكن عندما يتحول القضية وكأنه على شكل من أشكال اللقاءات السياسية خرج عن طوره الصالون، أصبح شكل منتدى له بُعد مخالف ممكن أسميه أنا شكل من أشكال المجتمعات المدنية التي –الآن- بدأ يتحدث عنها الجميع، وأعتقد أن هناك تداخل في الأفكار وغير واضحة، ولكنها جزء من أو شكل من أشكال المجتمع المدني، والصالون الأدبي شكل من أشكال المجتمع المدني، ولكن يتميز –وأنا مصرة على تميزه- بالأدب، أن يكون صالوناً أدبياً وليس صالوناً سياسياً. الصالون السياسي أو اللقاء السياسي هو حلقة سياسية، أنا عملت في السياسة وأفهم ما هي السياسة، هي شكل من أشكال بناء التيارات السياسية إذا بدء بصالون وانتهى بتيار لا بأس ولكني لست من دعاته.
بالنسبة للصالات نفس الشيء ولكن أعتقد أن صالات الرسم أو صالات ما يُسمى بالجاليري أبعد ما تكون عن السياسة ولكنها لقاء. أنا أعتقد لقاء الناس لقاء جميل، الإنسان بطبعه هو اجتماعي وهو محب للآخر وهو يتمنى لقاء الآخر.
متحف للشمع في أنقرة
تقرير يوسف شريف (مراسل الجزيرة – أنقرة)
توفيق طه:
أين يمكن أن تجمع نابليون مع دافنشي ودستوفسكي وكازانوفا وغيرهم من مشاهير السياسة والعلم والفن وحتى الاحتيال عبر التاريخ إلا في متحف للشمع. هذا بالضبط ما فعله الأتراك الذين استضافوا في عاصمتهم أنقرة متحفاً متجولاً لتماثيل الشمع أعد بالتعاون مع متحف (سان بطرسبرج) الروسي.
يوسف شريف:
تستضيف أنقرة أول متحف متجول لتماثيل الشمع في تركيا، أعد بالتعاون مع فنانين روس من متحف سان بطلاسبرج بذلوا جهداً مضنياً لصنع أربعة وثلاثين تمثالاً لشخصيات تاريخية وسياسية معروفة، إذ أن إعداد أي تمثال من هذه التماثيل يحتاج إلى عمل خمسة عشر فناناً بين رسام ونحات ومصمم أزياء ومتخصص مكياج لمدة شهرين تقريباً.
ومعظم هذه التماثيل صنعت باستخراج أقنعة بلاستيكية حقيقية لوجوه أصحابها، فيما استعان الفنانون بالكومبيوتر والهياكل العظمية لشخصيات تاريخية مثل تيمورلنك لاستخراج قسمات وجهه وأطول أطرافه التي كانت غير معروفة قبل صنع تمثاله هذا، وهذا جهد -لا شك- يليق بالهدف الذي يصنع من أجله التمثال.
جالا كوزنوجو (فنانة تشكيلية تركية):
هذه التماثيل صنعت تخليداً لذكرى أصحابها وما قدموه، وقد بدأ هذا الفن في روسيا قبل مائة عام ولكنه حديث عهد في تركيا.
يوسف شريف:
وبفضل هذه الأعمال الفنية الخالدة أصبح ممكناً أن يجتمع الكاتب الروسي المشهور ديستوفسكي صاحب رواية (الجريمة والعقاب) مع قاتلة أو من أمر بإعدامه الجنرال الروسي شارل ألكسندر الثاني تحت سقف واحد لساعات طويلة. كما يجسد لنا هذا الفن كيف أثر قصر قامة نابليون بونابرت على شخصيته ونفسيته من خلال جلسته هذه كما يقول صانعو التمثال الذين حاولوا عكس وتصوير شخصية صاحب التمثال في وضعه.
ونتعرف أيضاً على الثنائي الكونت كاليوسترا وكاكومو كازانوفا الأول احتال على أمراء أوروبا بادعائه معرفة علم الفلك والتنجيم. والثاني احتال على نسائهم من خلال نظراته هذه التي ما تزال حية في تمثاله تجسد جاذبيته.
وهذه السيدة (دؤوم) أكبر جاسوسة في التاريخ عملت في السفارة الفرنسية في بريطانيا وروسيا، واكتشف أنها رجل متنكر بعد عشرين عاماً عند وفاتها أو وفاته على الأدق.
جالا كوزنوجو:
هذا الفن يعرفنا على شخصيات لم يصورها أحد من قبل، ويرسخ في عقولنا فكرة مصورة عنهم تساعدنا في التعرف إليهم عن قرب.
يوسف شريف:
ويتجسد الفن الرفيع في تمثال ليوناردو دافنشي المأخوذة عن اسكتشه المعروف لوجهه والذي يظهر نصف وجهه حزيناً ونصفه الآخر باسماً.
فيما وضع القائمون على المتحف تمثال جنكيز خان على بابه خارجاً عن قصد، ويقولون أنه يرنو بنظراته إلى البعيد وكأنه يتذكر الماضي السحيق الذي جاء منه إلى حاضرنا هذا.
(يوسف الشريف – المشهد الثقافي – أنقرة)
إبداعات المشاهدين
توفيق طه:
مازالت تصلنا قصائد كثيرة في الانتفاضة الفلسطينية الباسلة وفي شهدائها من أطفال الحجارة أمثال محمد الدرة وسارة وغيرهما. وقد اخترنا هذا الأسبوع مقطعاً من قصيدة بعنوان (القدس وأطفال الحجارة) بعث بها من (وانزر) بكندا عبد النبي باسل:
بورك الطفل الذي وسدَّ حضن الأرض خده
وإلى الصخرة شُدَّت مقلتاه
بعد أن شل رصاص الغدر زنده
بعد أن شق رصاص الغدر صدره
مهده الأرض افتدى بالروح مهده
وتردى من جنان الله برده
خلفه يزحف جند الله
جل الله
لابد وأن ينصر رب العرش جنده
إنه الوعد وصبح الوعد يا قدس قريب
وتعالى الله لا يخلف وعده
وبريق النصر أطفال الحجارة
توفيق طه:
أصدقاء المشهد الثقافي ابعثوا بإسهاماتكم وآرائكم على العنوان التالي:
قطر – الدوحة
صندوق بريد: 23123
فاكس: 885333 (974+)
البريد الإلكتروني: cultural@aljazeera.net.qa
ملتقى عن ثقافة الغجر في بروكسل
تقرير لبيب فهمي (مراسل الجزيرة – بروكسل)
توفيق طه:
حقيبتنا الثقافية هذا الأسبوع من بروكسل ويفتحها لبيب فهمي لنطل فيها على صور من المشهد الثقافي في بلجيكا.
لبيب فهمي:
يتعرض الرُحل والغجر في كل البلدان بما فيها البلدان الأوروبية إلى اعتداءات ومضايقات على أيدي قوات الأمن والسلطات رغم أن هذه الشريحة من السكان تحمل ثقافة غنية لم يعمل أحد بعد على جمعها لتنضاف إلى المخزون الثقافي للإنسانية.
لذا بادر المركز الثقافي لمدينة (شيني) ببلجيكا وفي إطار لقائه السنوي تنظيم هذا العام لقاءً حول ثقافات الرُّحل والغجر وذلك في محاولة للتفتح على هذه الثقافات وفتح إمكانيات التواصل والمعرفة.
ماري دوفومي (مديرة المركز الثقافي – شيني):
يحاول هذا اللقاء ردم الهوة الفاصلة مع هذه الثقافات ونشر قيم التسامح والتفاهم مع الآخر.
لبيب فهمي:
وينظر المواطن العادي أينما كان إلى هؤلاء الرحل بنوع من الدهشة والغرابة إلى طريقة عيشهم والظروف الصعبة التي يتحملونها.
بلال زعزي (رحالة من الجزائر):
ينظرون إلينا بغرابة، يستغربون ما نفعله في الصحراء، يتعجبون منا.
لبيب فهمي:
إلا أن هذا اللقاء نجح في إعطاء صورة مغايرة عن هؤلاء الرُّحل والغجر لتقديم الأشكال المختلفة للتعبير التي يستعملونها كالغناء والرقص والحكي والمسرح، وشاركت الفرقة الموسيقية للمركز الثقافي العربي ببروكسل في اللقاء بمقطوعات موسيقية مستوحاة من الموسيقى البدوية العربية. وقد ترك هذا اللقاء انطباعاً جيداً لدى الزوار الذين تمكنوا –ولأول مرة- الالتقاء بثقافات كانوا يسمعون عنها في الأخبار، أو يرونها فقط على البطاقات السياحية.
ماري دوفومي:
أصيب الزوار بالدهشة لاكتشافهم أن هذه الثقافات ليست غريبة عنهم وهو ما كنا نتمناه.
لبيب فهمي:
ودائماً حول الأقلية المضطهدة في بلادها ينظم سينما (نوفا) في بروكسل مهرجاناً حول السينما الفلسطينية تعرض فيه –بالإضافة إلى الأفلام الفلسطينية المعروفة في أوروبا كعرس الجليل لميشيل خليفة- أفلاماً أخرى لا تجد طريقها إلى دور السينما الأوروبية كأفلام عزت الحسن وصبحي الزبيدي.
إليزابيث كوك (المشرفة على المهرجان):
يسعى هذا المهرجان إلى التعريف بالواقع الفلسطيني وإسماع صوت المخرجين الفلسطينيين خارج الأراضي المحتلة، خاصة في بلد كبلجيكا لم يعرض فيه أكثر من فيلمين فلسطينيين رغم الإنتاج السينمائي الفلسطيني الوافر.
لبيب فهمي:
ويشدد المنظمون على الطابع السينمائي للمهرجان الذي أطلق عليه اسم (فلسطين الخارج) رغم تشابه موضوع كل الأفلام وهو الحياة تحت الاحتلال. وقد عرضت أيضاً أفلام إسرائيلية للوقوف على نظرة الإسرائيليين إلى الفلسطينيين.
إليزابيث كوك:
حاولنا اختيار الأفلام لقيمتها السينمائية أولاً، ولكن السينما تتحدث عن الواقع وهذا لا ينفي عنها جودتها وقد عرضنا أيضاً أفلاماً إسرائيلية وذلك لإعطاء نظرة مغايرة حول نفس الواقع.
لبيب فهمي:
وعلى هامش هذا المهرجان نظم معرض لصور أطفال المخيمات ولقاءات مع المخرجين وأمسية موسيقية تحييها فرقة موسيقية فلسطينية، وينتهي المهرجان بعرض فيلم وثائقي حول الشاعر الفلسطيني محمود درويش.
ومن جانب آخر تعرض سينما آرمبرج بوسط مدينة بروكسل طوال فصل الخريف سلسلة أفلام وثائقية حول الشرق الأوسط بدأتها بفيلم حول الحرب الأهلية اللبنانية (وحيداً مع الحرب) يحكي بيروت ما بعد الحرب، وتنتهي السلسلة بفيلم (الشرق المشتعل) حول شبح الحروب الذي يحوم دوماً حول الشرق الأوسط.
(من بروكسل للمشهد الثقافي – لبيب فهمي)
قصيدة للشاعرة العراقية (أمل الجبوري)
توفيق طه:
ونفتح أوراقنا الخاصة لنقرأ فيها قصيدة جديدة للشاعرة العراقية أمل الجبوري.
أمل الجبوري (شاعرة عراقية):
ليس من أحد
كل شيء زوبعة ..لا.. لا ندري متى تنفجر
كأني أموج بين أضلاعها وسوء العالم
كل شيء آيل للانتفاء
ثمة حريق يتشكل في المصادفة
كل ممر يوحي إلينا بالفضة
والوقت يتركنا ولكن ليس من أحد
غموض البحر يهزمني
وخرافة الشعارات تظلل قلبي
فتحجرني في حناجر ليست لي
في مقابر تنمو بالأصدقاء
أنا.. أنا.. أنا لم أتغير
هي دمعتي التي تحجرت
حينما آلت إلى الحجر
الأشياء التي تجيء وتصرخ
تعارض وتثأر
تنتخي وتخور
كل شيء آيل للحجر
كل شيء جارف
والعشب تعالى على خضرة قلبي
واعتلى الرماد لأن الأرض غير متألقة
محترقة بالنهار
بالحماقة التي ولدت
في صحن ترقب قصائد
لا تناسب حجم الهزائم
فوهم الحرية..
الحرية..
هذه الغجرية
أسلمت للريح ساقيها
حين تسلل إلى معبدها
سواي
كل شيء آيل للسقوط
الماء.. السماء.. القبر.. الفجر
العمر.. وما مضي
والقلب.. القلب
المثقوب بحشرجة الأطفال
حتى الأطفال..
حتى الأطفال هناك.. هناك
سقطوا في الجوع والكآبة
كل شيء.. كل شيء انطفأ
في عري شفاعات خاسرة
تدس في جسدي الندم
لا.. لا شيء جديد عندي الآن
فإذا ما جاء هرب
لأن الحروب التي احتوتني.. ضيعتني
لأن الحروب التي ضيعتني.. أكلتني
لأن الحروب التي ضيعتني.. ضيعتني
توفيق طه:
سعدنا بصحبتكم، كونوا معنا الأسبوع المقبل، فمعكم نستمر وبكم يكتمل المشهد.