أزمة الشعر العربي ومتابعات أخرى
مقدم الحلقة | توفيق طه |
ضيوف الحلقة | – عدة ضيوف |
تاريخ الحلقة | 23/10/2000 |
توفيق طه:
أهلاً ومرحباً بكم إلى هذه الإطلالة الجديدة على المشهد الثقافي، ومعنا هذا الأسبوع:
-مِمَّ يعاني الشعر العربي اليوم؟ ومن المسؤول عن غياب التواصل بين الشعر والمجتمع؟
-طلعت الشايب يقول: لا خطة رسمية للترجمة من ثقافات الشعوب الأخرى، والقارئ العربي رهينة لأهواء المترجمين.
-ورامي أو محمد.. قصيدة جديدة للشاعر السعودي الدكتور عبد الرحمن العشماوي.
هل يعاني الشعر العربي من أزمة؟
تقرير إقبال إلهامي (مراسلة الجزيرة –أصيلة)
هل يعاني الشعر العربي من أزمة فعلاً؟ وما هي؟
وهل من العدل توجيه أصابع الاتهام إلى الشعراء الشباب؟
ثم هل تغيرت حقاً مهمة الشعر في ضوء تطور وسائل أخرى للتعبير والتواصل بين الأفراد والأمم؟
أزمة الشعر العربي كانت عنوان ندوة عقدت هذا الصيف على هامش مهرجان أصيلة المغربي.
إقبال إلهامي:
مِمَّ يعاني الشعر العربي؟ ومن المسؤول عن الوهن الذي أصابه؟ سؤال هيمن على لقاء نخبة من الشعراء والنقاد العربي على هامش موسم أصيلة الثقافي، ما فتئ أن تحول إلى سجال محموم وجهت أسهم الاتهام فيه إلى الشعراء الشباب، على اعتبار أن النزعة الحداثية التي يتشبثون بها مست الذوق العام، وجعلت اللغة تفقد مهمتها الاجتماعية والإنسانية.
أحمد عبد المعطي حجازي (شاعر مصري):
ونحن نرى فوضى شديدة في الحياة الشعرية، نحن نسمع عن شعراء يقال لهم: شعراء كبار. الشاعر الكبير فلان، مع أننا لم نقرأ له شيئاً، ويصح أن نقرأ له شيئاً فنستغرب أن يكون له هذا الشعر ويكون له هذا اللقب.
العربي هاروشي (شاعر مغربي):
مسألة شعراء شباب هو تصنيف غير علمي، وبالتالي فإن (رامبو) كتب أجمل قصائده الشعرية وهو لم يتعد عقده الثالث.
إقبال إلهامي:
لكن هل بالفعل الشعر العربي غائب، ولم يعد يؤدي وظيفته في الحياة العامة والخاصة للأفراد؟ وهل غياب الشعر ناتج عن عجز في التواصل؟ ومن يتحمل المسؤولية في غياب هذا التواصل: الشعراء – الجمهور – أم المناخ العام؟
هارون هاشم رشيد (شاعر فلسطيني):
في عالم عربي يشكوا من الأمية المتزايدة سنة إثر سنة علينا أن ندرك تماماً أن جمهورية الشعر يتقلص سنة بعد سنة دون أن يؤدي ذلك إلى ضرورة تراجع الشاعر عن منجزه بانتظار جمهور يعاني من الأمية هناك شعر يكتب، وشاعر قد لا يُفهم إلا في قبره.
سعيد السريحي (شاعر سعودي):
هل يقدر أحد أن يرفع إصبعه في استحياء؟
في زمن الدجالين..
وزمن الثرثارين، وزمن الرقعاء..
لا يطلع فجر.. لا يورق غصن.. لا تهدل ورقاء..
إقبال إلهامي:
شكل الشعر بدون منازع طوال فترات التاريخ العربي أحد أعمدة التطور الفكري، وظل أقرب الفنون لكل العرب لحمله هموم الإنسان العربي، وترجمته قضاياه الإنسانية والروحية، فلماذا الشكوى الآن من أنه ضعف؟ وإذا سلمنا أنه ضعفه يترجم الوهن والانكسار الذي يعيشه المجتمع العربي، ألم يبزغ شعراء عرب عدة في أوقات عصيبة من تاريخ الأمة العربية؟
لكن ما تأثيرات توسع وسائل الاتصال على دور الشعر في حياة المجتمع العربي الراهن؟ وهل لا زال الشعر الحديث ملتصقاً بتفاصيل الحياة العامة للأفراد أم تراه انفصل عن مهمته؟ وهل هو ضغط وسائل الاتصال وتعقيدات المناخ العام جعلته يخبو أمام معركة إعلامية شرسة تشكل الصورة قوتها الأساسية؟
على الشلاه (شاعر عراقي):
يجب أن نعترف أن الشعر نفسه قد تغيرت وظيفته، قد تعرض إلى مزاحمات فنون أخرى في العصر الحديث، وهذا أمر طبيعي لم يعد الشعر الفن الوحيد السائد في الحضارة العربية كما كان في عصور التراث والتاريخ، ولذا فإن طريقة التعامل مع الشعر يجب أن تتغير.
(إقبال إلهامي – الجزيرة – أصيلة).
أمسية شعرية في الدوحة عن انتفاضة الأقصى
تقرير (خالد المحمود- قناة الجزيرة)
توفيق طه:
ونفتح معكم حقيبتنا الثقافية هذا الأسبوع من الدوحة لنطل فيها على المشهد الثقافي في قطر، وقد تمحور حول انتفاضة الأقصى في فلسطين.
خالد المحمود:
الأمسية الشعرية والفنية التي أقامها مركز شباب الدوحة دعماً لانتفاضة الأقصى في فلسطين لم تكن الأمسية الوحيدة، فقد تركزت صور المشهد الثقافي في قطر الأسبوع الماضي على أمسيات من هذا القبيل.
الشعراء المشاركون أكدوا في قصائدهم على الالتفاف العربي حول انتفاضة الأقصى انطلاقاً من وعي قومي وديني عميق، وإدراكاً لأن ما يجري على أرض فلسطين اليوم إنما يميط اللثام عن حقيقة الأطماع الإسرائيلية في أرض العرب والمسلمين ومقدساتهم. مركز شباب الدوحة أضاف إلى أمسيته الشعرية عدداً من المقطوعات الإنشادية.
أما الشعراء فقد أثر فيهم كل ما يسمى حرمة فلسطين أرضاً وشعباً، ومعالم الغضب حتى من أي مؤتمر يمكن أن يعقد لوأد انتفاضة الأقصى كانت حاضرة في قصائدهم.
د. محمد قطبة (شاعر قطري):
يا من لشرم الشيخ جاء ملبياً
دعواكمو مرفوضة الأسباب
من منكمو عرف الطهارة والتقى
ومن الشريف وكلكم إرهابي؟
لو ألف مؤتمر عقدتم بينكم
لن نقرأ التوراة في المحراب
خالد المحمود:
كوكبة أخرى من الشعراء شاركت في أمسية نظمها نادي الجسرة، وإذا اختلفت الألفاظ فإن المعاني كانت تنبض بدماء الشهداء، وهذا ما جعل من الطفل (محمد الدرة) أبرز الحاضرين.
عبد السلام جاد الله (شاعر وإعلامي فلسطيني):
نَمْ يا محمد
تأبط ركبتي واذهب إلى مثواك.
أطفال قريتنا هناك.
كانوا جميعاً حالمين..
جميعهم كانوا يحبون القصائد
في أي حال.
كانوا جميعاً يذرفون الضوء..
من طرق النضال.
كانوا يحبون الشهادة كالرجال
خالد محمود:
ولأن هدف التحرير للأقصى موحد –كما قال أحد الشعراء- فإن الأمل مرتبط بزوال الليل البهيم عن الأمة جمعاء.
سيدي محمد ولد محمد (شاعر موريتاني):
هل نفيق الغداة؟ خمس عقود
نمضغ الحزن بعد كل انخذال.
هل نفيق الغداة؟جلد وسلخ
واشتعال يفوق أي اشتعال
سكب اليأس حولنا بحر طامٍ
واحتوانا بأفقه المتعالي.
كيف كنا للمجد فوق الثريَّا..
وغدونا للذل نعل البغال؟
فارفضي الليل يا بقايا النضال
واكسري الطوق واثبتي كالجبال.
شكراً.
خالد المحمود:
(خالد المحمود – لبرنامج المشهد الثقافي – الدوحة).
إصدارات جديدة
توفيق طه:
من الإصدارات الجديدة اخترنا أن نقدم اليوم مجموعة قصصية بعنوان: (الضرب على العصب) للرسام (نبيل أبو حمد) الذي عرف ببراعته في رسم الصور الشخصية إضافة إلى تاريخه الطويل في مجال الإخراج الصحفي، في هذه المجموعة التي صدرت في لندن اختار أبو حمد أن يكتب قصصاً قصيرة جداً لا يتجاوز طول الواحدة منها الصفحة الصغيرة الواحدة، ونقرأ قصة بعنوان (دَوْرٌ): فتح باب الخزانة فوجد زوجته معلقة على المشجب بكامل أناقتها.. سحبها من بين الفساتين، وذهب معها إلى الحفل الرسمي. كانت مثالية التأدية، تبتسم، تنحني، ثم تسلم باليد بكل وقار.
حين انتهى الحفل الرسمي عادا إلى المنزل، فتح الخزانة، وعلقها ثانية على المشجب بين الفساتين، وذهب وحده إلى السرير.. لينام.
توفيق طه:
أما الكتاب الثاني الذي اخترنا تقديمه اليوم فهو بعنوان: (العرب وجوارهم.. إلى أين؟) الصادر عن مركز دراسات الوحدة العربية في بيروت، والكتاب عبارة عن سلسلة من المحاضرات العامة قدمها عدد من الباحثين العرب في ندوة مفتوحة نظمها المركز المذكور.
ونقرأ في مقدمة الكتاب:
كان السؤال المطروح واحداً في هذه المحاضرات، وهو… إلى أين؟ في إطار هذه السلسلة تناولت المحاضرات التي نظمها المركز حالات كل من الأردن والخليج والسودان وفلسطين ومصر والمغرب واليمن من الأقطار العربية، (باستثناء حال فلسطين التي لم تلق كمحاضرة). كما تناولت المحاضرات حالي تركيا وإيران من دول الجوار.
قصيدة (محمد الدرة) للشاعر السعودي (عبدالرحمن العشماوي)
توفيق طه:
الشاعر السعودي الدكتور (عبد الرحمن العشماوي) كتب قصيدة في الطفل الفلسطيني الشهيد (رامي الدرة) الذي استشهد برصاص الجنود الإسرائيليين في حجر والده، وعندما تبين أن اسم الطفل الشهيد هو: محمد وليس رامي كتب قصيد أخرى بعنوان: (هو رامي أو محمد) اخترنا منها المقاطع التالية بصوت الدكتور العشماوي.
د. عبد الرحمن العشماوي (شاعر سعودي):
هو رامي أو محمد
صورة المأساة تشهد.
أن طفلاً مسلماً في
ساحة الموت تمدد.
أن جندياً يهودياً على الساحة عربد
وتمادى وتوعد
ورمى الطفل وللقتل تعمد
* * *
هو رامي أو محمد
صورة المأساة تشهد
أن طفلاً وأباً كانا على وعد من الموت محدد
مات رامي أو محمد
مات في حضن الأب المسكين
والعالم يشهد
مشهد أبصره الناس
وكم يخفي عن الأعين مشهد؟
* * *
هو رامي أو محمد
صورة المأساة تشهد
أن إرهاب بني صهيون
في صورته الكبرى تجسد
أن حس العالم المسكون بالوهم تبلد
أن شيئاً اسمه العطف على الأطفال
في القدس تجمد
* * *
هذه الطفلة سارة
زهرة فيها رواء ونضارة
رسم الرشاش في جبهتها شكل مغارة
لم تكن تعلم أن الظالم الغاشم أزبد
وعلى أشلائها جمع أشلاء وأوقد
* * *
هو رامي أو محمد
صورة المأساة تشهد
أن جرح الأمة النازف منها لم يضمد
أن دين المجد مازال علينا لم يسدد
أن باب المجد مازال عن الأمة يوصد
* * *
هو رامي أو محمد
هو سعد وسعيد ورشيد ومرشَّد
هي لبنى، هي سعدى وابتسام وهي سارة
هم بواكير زهور المجد في عصر الإثارة
هم شموخ في زمان أعلن الذل انكساره
هم وقور العزم والإقدام، عنوان الجسارة
هم جميعاً جيلنا الشامخ
أطفال الحجارة
لو سألناهم لقالوا
ما الشهيد الحر
إلا جذوة توقد نار العزم والرأي المسدد
مالشهيد الحر إلا شمعة تطرد ليل اليأس والحس المجمد
ما الشهيد الحر إلا راية التوحيد في العصر المعمَّد
مالشهيد الحر إلا وثبة الإيمان في العصر المهود
ما الشهيد الحر إلا فارس كبر لله
ولما حضر الموت تشهد
ما الشهيد الحر إلا روح صديق إلى الرحمن تصعد
أيها الباكون من حزن علينا.
إنما يبكى الذي استسلم للذل وأخلد
نحن لم نُقتل
ولكنَّا لقينا الموت أعلى هامة منكم وأمجد
نحن لم نحزن ولكنا فرحنا، ورضينا
فافرحوا أنا غسلنا عنكم الوهم المُلبَّد
طلِّقوا أوهامكم إنا نرى الغاية أبعد
* * *
هو رامي أو محمد
هو سعد وسعيد ورشيد ومرشَّد
ربما تختلف الأسماء لكن
هدف التحرير للأقصى موحَّد
هموم الترجمة إلى العربية
توفيق طه:
للترجمة من لغات الشعوب الأخرى وثقافاتها إلى اللغة العربية هموم عديدة، لعل أبرزها الافتقار إلى الاحتراف، وإلى خطة ثقافية لانتقاء ما يترجم، طلعت الشايب كاتب ومترجم مصري كانت له في هذا الفن صولات وجولات، وقد كان للمشهد الثقافي معه هذا اللقاء.
طلعت الشايب:
إذا ظلت الترجمة عملاً فردياً ومشروعاً فردياً سيبقى القارئ تحت رحمة أهواء ورغبات وميول المترجمين، ومن هنا لابد أن يكون هناك مشروع قومي للترجمة في داخل القطر العربي الواحد، وعلى مستوى العالم العربي، أنا سأعطيك مثالاً، في مصر مثلاً التي أعرف فيها حال الترجمة، الهيئة المصرية العامة للكتاب تترجم المشروع القومي للترجمة التابع للمجلس الأعلى للثقافة يترجم، الهيئة العامة لقصور الثقافة تترجم، أكاديمية الفنون تترجم، ولك أن تعلم أن هذه الجهات الأربع تابعة لوزارة الثقافة المصرية ومع ذلك لا يوجد بينها خطة للترجمة، ولا لما ينبغي أن يترجم.
المشهد الثقافي:
لكن الترجمة لا تتم من لغات كل الشعوب؟
طلعت الشايب:
القارئ العربي لن يطلع عليها إذا لم تترجم، يطلع عليها فقط من يملك ناصية تلك اللغات، وهذا قليل، ولن يكون محققاً للفائدة المرجوة من حركة الترجمة، هناك مترجمون كثيرون ولكنهم يحجمون عن الترجمة، لأن المؤسسات لا تدفع ما يستحقون من مكافآت، أيضاً صعوبة الحصول على المواد الجديدة وعلى الكتب، أين هو المترجم الآن الذي يستطيع أن يسافر ليحضر الكتب، أو يطلب الكتب عن طريق الإنترنت؟ والكتب أصبحت الآن تحمله تكلفة كبيرة، ولذلك الترجمات الموجودة كلها ترجمات عن لغة، عن لغة، عن لغة، عن لغات وسيطة، عن اللغة التي يجيدها المترجم، الكتاب يصل بالصدفة، جهود فردية غير محكومة بعمل مخطط.
المشهد الثقافي:
استسهال الترجمة هل يشوه الكتب الأصلية؟
طلعت الشايب:
بالتأكيد يشوه الكتب الأصلية، لأن ليس كل من تعلم اللغة يصلح لأن يكون مترجماً، الترجمة هي تفاعل ثقافتين، تفاعل حضارتين، المترجم الذي لا يجيد الثقافتين ولديه خلفية ثقافية من الثقافتين التي ينقل منها وإلى الثقافة أخرى، لا يستطيع أن يقوم بتوصيل العمل على النحو المطلوب ولكن هذا أيضاً يتم في غيبة المشروع القومي، لأن الناشر موجود والمترجم الذي يحاول أو يدعي أو يستسهل، أو يختار الكتب الرائجة التي تجد الربح، وهذه هي الخطورة، خطورة حتى الناشر الذي يقبل على نوعية معينة ترضي الذوق المعين وليس لإحداث نهضة ثقافية أو لترقية ذوق وعقل القارئ كل ذلك وارد في غيبة مشروع قومي للترجمة.
المشهد الثقافي:
هل تكون الترجمة حرفية أم لا؟
طلعت الشايب:
الترجمة لا يمكن أن تكون ترجمة حرفية، لماذا؟ أنا أتحدث عن ما أترجمه، وأنا أترجم إبداع، وكتب نقد، وكتب أدبية عموماً وكتب إنسانية، الترجمة تذوق وأنت تنقل من لغة إلى لغة، ولكل لغة إيقاعها الخاص، والإيقاع لا يترجم، أنت تبحث في اللغة الجديدة، في اللغة الأخرى التي تترجم إليها عن الإيقاع الموازي أو المعادل للغة الأخرى.
الترجمة مطلوب فيها الدقة والانضباط في العلوم المنضبطة، تترجم كيمياء، تترجم فيزياء، تترجم رياضيات، تترجم علوم الحاسب الآلي، لكن الإبداع، الإبداع دلالة، والدلالات مفتوحة، واللغات عبقرية، والمترجم الذي ينقل إلى لغته يعني أنا مثلاً أترجم من الإنجليزي إلى عربي وهو عربي، أمامه مثل اللغة العربية اختيارات وبدائل كثيرة، بعكس المترجم الذي ينقل من العربي إلى الإنجليزي وهو أصلاً عربي، يعني أنا مثلاً عندما أترجم العربي إلى إنجليزي مهما تعلمت الإنجليزية فهي محدودة ولا يمكن أن تقارن بمعرفتي باللغة العربية، وإن كان ذلك سيجرنا إلى موضوع آخر وهو ثقافة المترجم.
قصيدة للشاعر الفلسطيني (يوسف الخطيب)
توفيق طه:
ونفتح الآن أوراقنا الخاصة لنقرأ فيها هذه القصيدة:
يوسف الخطيب (شاعر فلسطيني):
(نص مثبت دون صوت)
بنت العروبة هلاَّ ثرت غاضبة؟
ما بال بعلك في الثكنات ينتظر
حتى النجوم على كتفيه قد صدأت
وما يؤرقه هم ولا وتر
ردي إزارك عن كفيه ما بقيت
بنت الجميل بثوب العار تأتزر
قد جاء يخطر مزهواً ببزته
قومي اسأليه أأنثى أنت أم ذكر؟
قولي له: لو يعيد المجد قسمتنا
لي السلاح وأنت الكحل والخفر
ومنذ عام 1974
وأنا أنادي بأعلى الصوت إنما على بضاعة بائرة خاسرة.
لم أستطع أن أبيع منها شيئاً حتى الآن.
من يشتري مني جميع الملوك، وكل قادة العرب.
بشبر أرض واحد من التراب المغتصب؟
من يشتري ولي عهدكم وصاحب الجلالة.
بعطر برتقالة يافية، بقشر برتقالة؟
وأعترف أنني أنا الذي قلت في معلقة الخليل منذ عام 1980م: [صوت الشاعر]
آه على دم قومي يغتلي بدداً
فيهم ويأثم إن ناداهم الثار.
تباً نقيضان إن صاح الجهاد بهم
بلْهٌ وإن صاحت البغضاء شطار
وإن دعا المسجد الأقصى بنازلة
سيقت إليه تعلات وأعذار
لا بارك الله في قوم وإن كثروا
وعدهم عن يسار المجد أصفار
لا طيب الله غُسْلاً في شفاعته
إذا بمقدسه لم يغسل العار
وإن تكن أمة قد أمها جنبٌ
ما زعم أن سواد الشعب أطهار
لكن وقت الجزيرة الذي لا يرحم قد أدركنا على ما أظن فلنعد أدراجنا أمام الشاشة الصغيرة وهي تنقل أحدث القدس والأقصى وكل فلسطين فها هو أب، الأب لمحمد الدرة، ها هو جمال الدرة يصرخ ويستغيث دون مجيب: مات الولد، مات الولد فأجدني قبالة الشاشة الصغيرة أردد معه عفو الخاطر وفيما يشبه اللاوعي:
ووالداً في غزة وما ولد
يستصرخان (قل هو الله أحد)
مات الولد في لعنة السبت وليلة الأحد.
مات الولد.
نادى على أمته ولا أحد.
مات الولد.
مات الولد.
مات الولد.
توفيق طه:
سعدنا بصحبتكم كونوا معنا الأسبوع المقبل فمعكم نستمر، وبكم يكتمل المشهد.