أوراق ثقافية

إسماعيل فتاح الترك، الأدب النسوي

تتناول الحلقة المبدع العراقي إسماعيل فتاح الذي ابتلعه ليل بغداد وحزنها، ورحل في صمت رسمه على مفردات لوحاته. وتتطرق إلى الأدب النسوي بين المفاهيم والأجناس الأدبية، وسيبويه واللغة العربية.

مقدم الحلقة:

توفيق طه

ضيوف الحلقة:

محمود العبيدي/ تشكيلي عراقي
أحمد البحراني/ تشكيلي عراقي
شريف الشوباشي/ مؤلف ووكيل وزارة الثقافة المصرية
نعيمه هدى/ كاتبة وباحثة مغربية

تاريخ الحلقة:

03/08/2004

– إسماعيل فتاح الترك
– لتحيا اللغة العربية يسقط سيبويه
– الأدب النسائي
– قصيدة سيرة جسد

إسماعيل فتاح الترك


undefinedتوفيق طه: أهلا بكم ما بين البصرة وبغداد تُختصر المسافة والعمر في لحظة ألم وفراق وما بين ريشة فنان وتمرده يبقى أثره عاجزاً عن الرحيل تعصف به يد الإبداع ليعيش جيلا بعد جيل كما سيبقى نُصب الشهيد وتمثال أبي نواس رغم رحيل صاحبه إسماعيل فتاح الترك ابتلعه ليل بغداد وحزنها ورحل في صمت رَسَمه منذ أربعين عاما على مفردات لوحاته دون أن يُشوِّه الذاكرة العراقية والعربية المثقلة بالنسيان دوما حتى لملهميها.

[تقرير مسجل]

سيدي محمد بمبا: قتلته بغداد تلك الذي عاد إليها بعد عقد من الزمان فلم يجدها كما تركها وحينما حطت به الأحزان على أرضها لاحظ إسماعيل أن كل شيء قد تغير بغداد لم تعد تلك التي رحل عنها بعيدا ليعود إليها ثانية معلنا رحيله الأبدي هذه المرة كان إسماعيل فتاح يريد أن يلقي النظرة الأخير على نصب الشهيد وعلى تمثال أبي نواس والفارابي وعبد المحسن الكاظمي أولئك الذين حفرتهم يده وقلّمتهم ريشته بدم عراقي صرف لا تغسله سوى دجلة.

محمود العبيدي: كان يريد يتوفى في بغداد وصل لبغداد وتوفى في بغداد في نفس اليوم لأنه في الطريق إلى المستشفى قيل أنه في الطريق إلى المستشفى وقيل في المطار ما أعرف بس يقال أنه وصل بغداد وشاف أحياء بغداد بعض معالم بغداد وتوفى ببغداد كانت هذه هاجس عنده يعني قال أريد أروح لبغداد وأن أتوفى في بغداد.

سيدي محمد بمبا: رحل الترك بعد دقائق من وصوله لمطار بغداد فقد كان ذلك طلبه الأخير أن يتبغدد قبره كما تبغددت حياته وريشته الحالمة استدعت النظرة على أرض الوطن أشياء كبيرة بالنسبة للفنان الراحل فمن محلة الخندق وذكريات الطفولة على شط العرب إلى مشغله في الكرخ وأكاديمية الفنون ببغداد انتهاء بمنزله في المستنصرية الذي تعطره روح ليزا زوجته الإيطالية التي رحلت عنه عاشقة ومعشوقة لتتركه وحيدا مع لوحاتها المبتسمة وإيقاعاتها الدومية المحملة بالموروث العراقي.


الراحل إسماعيل فتاح هو قامة من قامات الفن العربي المعاصر كان له دور مهم في حركة النحت العربي وفي إيجاد حلول جديدة للنحت المعاصر

أحمد البحراني

أحمد البحراني: الحديث عن الراحل إسماعيل فتاح الحقيقة هو الحديث عن قامة من قامات الفن العربي المعاصر في الفن العراقي والعربي في الفن الأكبر في الحقيقة أنا أعتبر إسماعيل فتاح كان له دور مهم جدا في حركة النحت العربي وعملية إبداعية رجل فنان كبير وإنسان كبير أيضا كان له دور مهم جدا في إيجاد حلول جديدة في النحت العربي المعاصر في زمن صعب في وقت كان الإنسان العربي لا يزال يتعلم القراءة والكتابة مجتمع الأربعينات والخمسينات الكل يعرف المجتمع العربي كيف كان عايش يعني وهو الرجل تحدى كل الأشياء الطبيعية كان شخص غير تقليدي أوجد حلول جديدة أوجد مدرسة جديدة بالنحت العربي.

سيدي محمد بمبا: بروح متمردة كانت الرسومات واللوحات التي أبدعها فنان جيل ما بعد الرواد تواجه كل شيء وتنتصر عليه والتمرد والذي يسكنه منذ وفاة والده والطفولة الجميلة التي هي الأخرى تكبر معه لتقوده نحو اللاوعي في لحظات الوعي والممكن ففي عمله نصب الشهيد فتح هذا الفنان طريقا أبديا لروح الشهيد بعد أن قتلها الظمأ للحرية والانطلاق.

محمود العبيدي: يقال أن إسماعيل فتاح الترك تخلص من عقدة الموت بعد نصب الشهيد أنا معرفتي بإسماعيل فتاح من سنة 1984 وكان نصب الشهيد تم تقريبا ما كنت أصدق أن هذا الشخص في يوم ما فكر بمسألة الموت.

أحمد البحراني: إسماعيل فتاح كان دائما يقول يمتلكني هاجس الموت منذ كنت صغيرا وأنا طفل صغير وهاجس الموت دائما معايا يقول إسماعيل فتاح عندما أنجزت نصب الشهيد تخلصت من هاجس الموت وكأنه يعني كانت الذروة بالنسبة لي فنصب الشهيد بالنسبة لإسماعيل فتاح هو الحقيقة الانعطافة الحقيقية أو نقدر نسميها الخلاصة الحقيقة لتجربة هذا النحات العظيم النحات المهم جدا في التشكيل العربي والعالمي.

سيدي محمد بمبا: إسماعيل فتاح هو استغناء عن القاعدة فكثير من الفنانين سمحوا لتوجهاتهم في كثير من الأحيان بالتغلب على جانب الرؤية والمعرفة مبالغين في ذلك، رسومات هذا الفنان بقت لها سلطة وخيال عالمي مواضعه محدودة ما بين الرجل والمرأة مثل لوحة العاشقان ودراسات عن شخصيات وتفاصيل للجذع وعناصر الوجه ليُكون من كل هذا رسمة مصغرة لمجمع فكري عاطفي للغاية يتناسى إسماعيل فتاح بذات الألوان المتعددة باستخدام لون واحد بصورة أحادية تاركا مساحات واسعة من الورق الأبيض الفارغ كتلميح للتركيبة التي تنتج عادة عن الألوان المتكاثرة.

محمود العبيدي: إسماعيل أضاف لنا مسألة مختلفة تماما هي الحرية في العمل الفني التحرر من كل القيود التحرر من العمل الفني ما أكون ما أريد أبالغ بالموضوع إنه أنا آخر خمسة عشر سنة أشتغل وإسماعيل موجود يمي في كل لحظة أنا أعمل وإسماعيل فتاح موجود يمي وكثير من أصدقائي يعرفون هالمسألة وحتى لو كنت في بلد غربي أو بلد آخر كان دائما موجود وأسمع صوته يقول لي لا اترك العمل هذه مرحلة صح أضيف كذا سوي كذا الآن العين النقدية اللي عنده والتحرر اللي عنده أثر بآلاف الفنانين العرب حتى الغربيين.

سيدي محمد بمبا: يعامل إسماعيل رعاياه بطريقة النحت في شكل صورة بحيث تلمح بما ستتم رؤيته في المستقبل وليس فقط بمجرد إجراء رسومات كمخطط للنحت أما وجوه أشخاصه فهي مرسومة بتعقيدات كبيرة من حيث اللون خطوط سوداء عشوائية عند التحديق بها عن قرب نجد أنها اختيرت ووضعت بعناية فائقة لتحقيق آثار مفصلة وبارعة.

أحمد البحراني: الكلمات تعجز عن إيصال شكري وامتناني الفكري للمرحوم الراحل إسماعيل فتاح وتعلمنا منه الكثير فناً وحياة الحقيقة يعني نتمنى أنه يعني يكون ماكو كلمات الحقيقة ماكو كلمات أعبر بها عن فقدان إسماعيل فتاح، إسماعيل فتاح يمكن أنا من الناس اللي ربطتني علاقة فيه إنسانية وحياتية وخاصة في آخر أيامي في الدوحة في دوحة قطر كان له يعني أيام جميلة معانا تعلمنا منه حتى شو عم نتكلم بالفن تعلمنا من عنده شو نحس بالأشياء شو يعني نتعامل مع القطعة الفنية ككائن وليس كمُنتَج يعني جامد.

محمود العبيدي: لا إسماعيل نقول له شكرا، شكرا على كل لحظة قضيناها معك في الأستوديو من عشرين سنة بكل كرمك اللي كان.. نتمنى نكون مثلك يعني نتمنى فعلا هذا بالكامل بكل قلبي يعني هذا مو بس فعلا أتمنى أكون 10% من إسماعيل الفتاح تجاه طلابي بالمستقبل فقط لأنه راح يطلعون فنانين راح يطلعون صح يطلعون ممكن من الفنانين من الكلمة الصح هو إنسان فالإنسان مهم راح يطلعون ناس مهمين بالمجتمع أو ناس صحيحين بالمجتمع لأنه الناس خلوق جدا إسماعيل وأشكرك جدا على كل الوقت اللي أعطانا إياه والفكر اللي أضافها لنا والحرية اللي أعطانا إياها.

سيدي محمد بمبا: لم يبقَ من إسماعيل الإنسان سوى هؤلاء الذين تكلموا عنه سواء بصمت كما هي أعماله التي تركها شاهدة على بقائه وامتداده داخل طيات الزمن حتى وإن كانت بلا شباه تسرد بها الحقيقة الخالدة.

لتحيا اللغة العربية يسقط سيبويه

توفيق طه: يسقط سيبويه تحيا اللغة العربية عنوان كتاب أثار ضجة وجدلا واسعا في صفوف المثقفين وعلماء اللغة العربية وآدابها الكتاب يحلل مدى ارتباط تراجع العرب في مختلف الميادين بمفردات اللغة ومدى قدرة قوالبها على استيعاب مفاهيم الحضارة والتقدم وهو ما حدا بكثير من منتقديه إلى القول إن المؤلف يحمل بعصا غربية على الموروث العربي.

سمير عمر: هذا المبنى ربما يختفي أو على الأقل يتضاءل دوره هو ووزراؤه في السنوات المقبلة إذا ما أخذت مقترحات وكيل وزارة الثقافة المصرية شريف الشوباشي بشأن ما يراه تطويرا في اللغة العربية بعين الاعتبار، الشوباشي يقسم وقته بين عمله الرسمي وكتاباته التي صدرت في ستة كتب تنوعت بين الأعمال الفكرية والقصص والمسرحيات لم يُثر أي منها جدلا بقدر ما أثاره كتابه الأخير لتحيا اللغة العربية يسقط سيبويه الذي يراه الشوباشي ثورة في وجه دعاة الجمود في اللغة العربية.

شريف الشوباشي: أنا أرى أن الجمود هو دليل الضعف وأن الجمود في اللغة هو جمود في العقل والتحجر في اللغة هو تحجر في العقل اللغة العربية لم تتغير قواعدها منذ ألف وخمسمائة عام وهذا غير موجود في أي لغة في العالم هل هذه القواعد مقدسة نحن نقدس القواعد لماذا؟


طالب كتاب الشوباشي بإلغاء صيغة المثنى من اللغة واعتبر أن نون النسوة وأنواع الجموع تُثقل كاهل لغة الضاد المحملة بفنون بلاغية

سمير عمر

سمير عمر: الجدل الذي أثاره كتاب الشوباشي اتسع بقدر ما حمله من مقترحات وُصفت بالجريئة في حق اللغة العربية إذ طالب بإلغاء صيغة المثنى واعتبر أن نون النسوة وأنواع الجموع تُثقل كاهل لغة الضاد المحملة بفنون بلاغية يراها غير ذات جدوى وهو ما أدى إلى فشل اللغة العربية من وجهة نظره في استيعاب معطيات العصر ومفردات العلم الحديث فكانت سببا من أسباب تخلف العرب وهو ما قوبل بموجة رفض واسعة في صفوف علماء اللغة.

محمد عبد المطلب– أستاذ اللغة العربية: ليس العيب في اللغة إنما فيمن يتكلون باللغة هذه المشكلة العرب تخلفوا بصفتهم شخوصا لا بصفتهم يتكلمون العربية فأن نُحمل اللغة تخلفنا ونحمل اللغة سوءتنا هذا أيضا نلحظ في الوقت الحاضر إن كثير من الباحثين يحاولون أن يُحمِّلوا الماضي كل أوزار الحاضر هذه خطورة.

سمير عمر: لم يكن الشوباشي أول من طالب بتطوير اللغة فقد سبقه كثيرون درسوا اللغة العربية وأتقنوا فنونها وكان صالون عميد الأدب العربي طه حسين يحتضن تلك الآراء ويضعها تحت مجهر البحث العلمي إلا أن مقترحات الشوباشي تبقى الأكثر جرأة. إن اللغة العربية ليست ملكا لرجال الدين لكنها ملك للذين يتكلمونها جميعا من الأمم والأجيال هكذا قال طه حسين قبل أكثر من ستة عقود وهاهو شريف الشوباشي يقول إنه يرفع ذات اللواء في وجه من يصفهم بالجمود والتشدد لكن الكثيرين من علماء اللغة يرون أن الفرق شاسع بينما كان يطرحه عميد الأدب العربي وما يقترحه وكيل وزارة الثقافة. المعركة حول الكتاب انتقلت إلى أروقة البرلمان على يد أحد نواب الإخوان المسلمين اعتبر الكتاب انعكاسا لتجليات التأثير الغربي في الثقافة العربية.

حمدي حسن- نائب البرلمان المصري: دعوته دعوة هدامة وليست دعوة للتطوير يعني هو حاطط لها ثوب التطوير لكنها دعوة هدامة دي لغة مُستعمِر وليست لغة جديدة منذ أمد مئات السنين وهم يهدفون إلى هدم اللغة.

سمير عمر: المؤيدون لأفكار الشوباشي رغم قلتهم ينطلقون من فكرة أهمية تجديد دماء اللغة أما المعارضون وهم كُثُر فلا يرون غضاضة في مناقشتها لتفنيدها والرد عليها. سمير عمر لبرنامج أوراق ثقافية-القاهرة.

[فاصل إعلاني]

الأدب النسائي

توفيق طه: دائما ما نسمع عن الأدب النسائي بل وتناقش إشكاليات هذا الجنس الأدبي في ندوات ولقاءات فكرية مُخلفة آراء متباينة بين من يصر على أن الأدب نتاج إنساني كوني لا يحده الجنس ولا المسافات ولا المكان وبين من يرى عكس ذلك في أحقية المرأة يجاري طبيعة تكوينها ويحمل بصمتها في ظل احتكار الرجل لهذا النوع من الإبداع الساحة المغربية عاشت تجربة هذا الأدب النسائي.

[تقرير مسجل]

اقبال الهامي: في أواسط الستينات كانت الأصوات النسائية القليلة التي تُكسر رتابة احتقار الرجل للإبداع تظهر مزهوة على الملاحق الثقافية لبعض الصحافة كانت خناثة بنونة تضع الأطوار المبكرة للرواية والقصة القصيرة مما يشبه قصائد النثر أما الكاتبة فاطمة المرنيسي فكانت في كتابتها التي تمزج بين ذاكرة التاريخ والتطلع إلى الحداثة تنسج فضاء آخر للإبداع النسوي وبينما كانت مليكة العاصمي تنشد قصائدها الأولى على أرض وعرة ركنت أخريات إلى أشكال من وسيط الإبداع وقتها كانت سيطرة الإبداع الرجولي تكبح خيال المبدعات المغربيات.

نعيمة هدى: في لغتي الذاتية اللغة التي تميز المرأة عن الرجل فلا يمكن للرجل أن يكسب بدل من المرأة لا يمكن هو أن يتحدث عوضا عنها أن يتحدث عن ذاتها.

اقبال الهامي: في هذا اللقاء الأدبي حول الكتابة والمرأة واليومي اختارت خناثة بنونة مؤلفة مجموعة ليسقط الصمت الصادرة في أعقاب هزيمة حزيران 1967 إعلان اعتزالها الكتابة وإذ ينزع اتحاد كتاب المغرب إلى تكريمها هنا إنما يعني أن اعتزال الكاتبة هو ولادة أخرى تبدأ من طي صفحة وفتح أخرى.

خناثة بنونة- روائية مغربية: بكل صدق وبكل يعني نقاء إذا كان لي من حق أن أهديه فإنني أهدي هذا التكريم لأولئك الرجال والنساء الحقيقيين والحقيقيات الذين يدافعون عن تاريخ وعن وطن وعن إنسان وعن أمة وعن حضارة وهوية.

إقبال إلهامي: كثيرون يعتقدون أن الكتابة استحضار لطفولة أو حياة أو نبضات عشق وأشعار معاناة لكن اعتزال البعض يبدو كاستغاثة إزاء حالة ما تختزل الرحلة مع المعاناة والحرية ومع الروح والفكر.

خناثة بنونة: كيف يُكرَّم إنسان في مرحلة بلا كرامة؟ هذا هو السؤال الأساسي أهناك قابلية داخلية فكرية إبداعية نفسية لقبول هذا التكريم صحيح في مراحل سابقة كُرِّمُت من عدد من الفعاليات ومن المؤسسات ومن المدن المغربية ومن الهيئات السياسية لكن لم يكن الوضع سواء على الساحة العربية أو الداخلية بمثل هذا التردي.

زينب أحمد حنفي- كاتبة سعودية مقيمة بلندن: أصبح توجس بين العربي والعربي بسبب القلاقل السياسية نحن اليوم بحاجة إلى المثقف أكثر من حاجتنا إلى السياسي لأن المثقف اليوم دوره أكبر في إيصال المعلومة الصحيحة إلى الرأي العام في القضاء حتى على عمليات الإرهاب المنتشرة في العالم العربي اليوم.

إقبال إلهامي: في المغرب تحولت تجربة الأدب النسائي إلى ظاهرة لافتة تُكسر الصمت لكن هل إن مجرد امتهان مبدعات مغربيات كتابة الشعر والرواية وفنون الأدب يبرر الحديث عن أدب النساء؟

نعيمة هدى: الكتابة النسوية هو مفهوم سياسي وهي كتابة ملتزمة ضد النظام الذكوري التراتبي المتسلط ففي العالم العربي نجد المرأة كتبت كتابات متحدية وكتبت كتابات ثائرة ولكنها لم تصل إلى أن تشكل تيار.

أحمد شراك- كاتب مغربي: انطلاقا من مميزات الكتابة وملابساتها يسقط كل تمييز جنسي بين الرجال والنساء الكتابة هي مشترك بين النساء والرجال لا يمكن أن نميزه انطلاقا من عامل بيولوجي أو من عامل جنسي.

إقبال إلهامي: أكيد أن الأدب المغربي في خلفياته التاريخية أرتبط بمفهوم العالم الذي يقرض الشعر كما يفتي في أمور الدين لكن صورة الأديب العالم ستصبح في الأدب النسائي مظهر آخر لإبداع منفصل برسم الأدب المغربي الحديث. إقبال إلهامي لبرنامج أوراق ثقافية-الرباط.

قصيدة سيرة جسد

توفيق طه: إكرام عبدي شاعرة مغربية معروفة في قصائدها تمرد لا يخفي على القارئ سواء تعلق ذلك بموضوعاتها أو لغتها أو استعارتها في الفقرة التالية قصيدة من جديد إكرام.

إكرام عبدي:

سيرة جسد

لي جسد من سلالة البحر

خِطته بأنامل العشق

رصعته بأصداف الجنون والغواية

حين سأمت قماطاتي

كفنا مطرزا بالصمت

تاريخا ينوء بالوصايا

لي جسد من سلالة الحرف

البسه في العراء

اتلتطى في حضنه

احترق بجمرات حروفه

وعلى كومة رماد

أجلس القرفصاء

أرفع الأنقاض عن حروفي المتشظية

وأرثي الحلاج

لي جسد من سلالة الضوء

حين حل بي ارتديت إليّ وجدتني كما تخيلتني

شيب امرأة

لي جسد من سلالة اللبلاب

في الظل نتلاقى

تنسدل خصلات من أوراقه الغجرية على جسدي فأورق

وينفرج الجسد اليباب

لي جسد من سلالة الغجر

أسافر فيه حين تضيق في خرائط هذا الجسد

توفيق طه: انتهى لقاؤنا اليوم لكن أوراقنا لم تنتهِ موعدكم الأسبوع المقبل مع حلقة جديدة من أوراق ثقافية.