أوراق ثقافيه (مسرح الأفلام البريطاني في لندن) 4/9/2004
أوراق ثقافية

سلمان المالك, السينما العربية, المسرح اليمني

تناقش الحلقة حياة الفنان التشكيلي سلمان المالك الذي أخذه الفن بعيدا وقاده ناجي العلي إلى فلسطين, السينما العربية تحل ضيفا على الجمهور البريطاني, هل يعود المسرح اليمني إلى سابق عهده بعد تراجع ينذر بالزوال.

مقدم الحلقة:

بسام القادري

ضيفا الحلقة:

سلمان المالك/ رسام كاريكاتير وتشكيلي قطري

براون روبنسون/ المسؤول الإعلامي في مسرح الأفلام البريطاني

تاريخ الحلقة:

04/09/2004

– الفن التشكيلي في حياة سلمان المالك
– مهرجان السينما العربية بلندن
– المسرح اليمني وتحديات العصر

الفن التشكيلي في حياة سلمان المالك

undefined

بسام القادري: مشاهدينا السلام عليكم وأهلا بكم في حلقة جديدة من برنامج أوراق ثقافية، في هذه الحلقة نستعرض وإياكم لمحطات عديدة نبدأها أولا مع فنان التشكيل ورسام الكاريكاتير المثير للجدل الفنان القطري سلمان المالك، الكاريكاتير غيب إلى حدا بعيد التشكيلي سلمان المالك فالكثيرون لا يعرفون سوى رسام كاريكاتير رغم أنه فنان تشكيلي لافت في مسيرة الفن التشكيلي في بلاده والمنطقة هوس اللون وتشكيلاته استحوذ عليه في سن مبكرة قبل أن يأخذه بعيدا إلى القاهرة في نهاية السبعينيات لدراسة الفنون بعد ذلك عاد المالك إلى بلاده ليبدأ مسيرته التشكيلية التي توجت بالكثير من الجوائز العربية الرفيعة تقديرا لإنجازاته في المعارض المشتركة وما أكثرها والفردية التي لا تتجاوز الأربعة معارض وفي فن الكاريكاتير أبدع المالك وحلق عاليا باعتراف العديد من النقاد وكبار رسمي الكاريكاتير العرب ومن بينهم الفلسطيني ناجي العلي والمصري محيي الدين اللباد وهو ما غيب إلى حد بعيد المالك كفنان تشكيلي لدى الكثيرين فكيف كانت بدايته في التشكيل قبل الكاريكاتير ومن هم كبار معلميه؟

سلمان المالك: بالنسبة للتشكيل أعتقد إنه لم تكن هناك بدايات وسوى يعني مفاجأتي للون يعني أنا تفاجئت إنه هناك صلة بيني وبين الألوان إحساسي بأني أنا أنتمي لهذه الخلطة من الألوان فكانت منذ الصغر الألوان بشكلها المباشر كانت تشدني فاكتشفت بعد فترة أن الفن التشكيلي هو قدري وكنت دائما يعني احتفي أو أهتم بحصص التربية الفنية في المرحلة الأولى المبكرة للدراسة وهذا كان تأكيد إنه هذا هو قدري إنه أنتمي للفن التشكيلي وأيضا كانوا أساتذتي يؤكدون لي إنه يجب إن أنا أكمل تعليمي في الفنون التشكيلية أو أدرس الرسم أو أدرس الفن التشكيلي وهذا أكد إنه هذا هو يعني مستقبلي الفني فهذه البدايات كانت إحساسي إنه التشكيل يطاردني في كل مكان وأيضا كان لوالدي رحمة الله دور أيضا في إن هو أيضا يشجعني لممارسة الرسم على اعتبار كان يعتقد لأنه كان شخص لا يقرأ ولا يكتب أمي ولكن كان بحكم إن هو كان أب فكان يخاف علي إن أنا أخرج للشارع فكان يحس إنه هذه الهواية تخليني أجلس في البيت فترات طويلة أرسم وأشخبط على الورق فكان يأمن إنه الأولاد ما راح يضربوني أو ما راح أتعارك في الشارع معهم أو.. أو إلى آخره فهاي يعني كان سبب من الأسباب أيضا لانقضاضي على قضية الخط والتلوين وممارسة الفن التشكيلي في البدايات كل هذه العوامل كونت تجربتي التشكيلية وخطت لي مستقبلي في الفن التشكيلي.

بسام القادري: أستاذ سلمان هناك حضور لافت للمرأة في أعمالك تناولتها بداية باللون الأسود ثم تطورت إلى آفاق جديدة وواسعة ما دور المرأة في رحلتك الفنية؟

سلمان المالك: يعني المرأة يعني دائما أنا كنت أقول يعني المرأة يجب أن تشارك في التنمية كانت هاي بداياتي لأنه أنا أساسا فنان كاريكاتير فنان يغلب على أعمالي التشكيلية وحتى الفنية النقد، النقد يستحضر دائما وأنا دائما أؤكد على أنه الفن ليس للفن الفن يجب أن يطرح قضية حتى ممكن تكون قضية تشكيلية قضية لونية فأردت إن أنا أجمع بين الأصالة والمعاصرة أردت أن أقدم لوحة فيها الأصالة من مجتمعي ولكن تتعامل مع الحداثة الفن التشكيلي بحداثته الفن التشكيلي فأخذت المرأة ككائن أو كبعيد عن النواحي الحسية المرأة الأم المرأة الوطن المرأة الكائن الجميل هذا اللي ينتمي له الأخت الأم إلى آخره فقد استحضرت هذا الكائن على اعتبار إن هو يساعدني في تنفيذ عمل تشكيلي متقدم عندما تعرض أي لوحة لي في خارج نطاق الوطن العربي في أي دولة أجنبية المشاهد لهذا العمل يعرف أن المرأة أن هذا الفنان ينتمي إلى منطقة عربية في الخليج تحديدا أيضا المرأة هذا الكائن المعذب يعني أردت أن أنا أحتفي فيه يعني أيضا على اعتبار أنا الآن سعيد طبعا إنه في مجتمعي كان عندي يعني يمكن من يقرأ أعمالي كانت المرأة في بداية رسوماتي كانت ساكنة غير متحركة هذا الكائن مجمد الآن في معرضي الأخير اللي كان في قبل أربعة أشهر من الآن كان فيه المرأة الكائن هذا ابتدأ يتحرك وابتدأ يهرول وابتدأ يتراجع وابتدأ يتحرك ويتساءل ويشاكس كل هذه المرأة في مجتمعي الآن فمن يقرأ أعمالي يقرأ مسيرة مشاركة المرأة في مجتمعي في التنمية وقد أكون أقصد هذا الشيء أو لا أقصده ولكن هو طبعا الفنان هو الشاهد على ما يحدث في مجتمعه لأنه إحنا مادة للدراسية بعد ذلك لمجتمعاتنا.

بسام القادري: أستاذ سلمان المالك في رسوماتك الكاريكاتيرية تناولت كما يبدو قضايا مجتمعك الداخلية كالعمالة الأسيوية مثلا في منطقة الخليج نظرة الغرب إلى منطقة الخليج على أساس أنها برميل نفط فقط يعني موضوعات هذه اللوحات هل كانت بدافع حرية الفنان نفسه أم يمكن القول أن هناك ضوء أخضر حكومي في هذا المجال؟

سلمان المالك: هو يعني ما فيه ضوء أخضر بمعناه اللي تطرحه يعني بمعناه أن هناك أنا أولا لست ريشة في يد أحد ولم يعني أبيع ذهني أو قناعاتي لأي جهة ولكن عندما تجد مجتمع يعطيك هذا الهامش يعني لا يترعرع الكاريكاتير أو حرية التعبير إلا إذا كان هناك هامش من الحرية من حرية التعبير وسقف عالي لهذه الحرية أنا عشت الفترتين عشت فترة عدم وجود السقف هذا العالي وكنت أتحايل على الكاريكاتير ولكن في الفترة الأخير نعيش في مساحة من الحرية ويعني حرية التعبير وأنا يعني يمكن أقول يعني استفدت من هذا الهامش وقدمت رسوم كاريكاتيرية يمكن اعتبرها يعني رسوم متقدمة وناضجة وأنا سعيد فيها يعني.

بسام القادري: أستاذ سلمان المالك قبل سنوات قمت بشن حملة وصفت بأنها كانت قاسية جدا ضد مصر في لوحاتك وأعمال الكاريكاتيرية ولم توفر حتى شيخ الأزهر هذه الأعمال يعني في هذه الحالة ألا تعتقد أن فن الكاريكاتير بالتحديد تحول إلى فن الآن يتعاطى السياسية ويتعاطى المعارك بين العرب المعارك الداخلية؟

سلمان المالك: يعني أولا أعتبر طبعا ما تم طرحه من رسوم كاريكاتيرية في ما ذكرت كان في فترة سابقة وكان لها ظروفها أيضا وكانت ردة فعل لما نشر في الصحف المصرية أساسا لم تكن البداية من الصحافة القطرية وأنا يعني قدمت رسوم كاريكاتيرية كانت رداً على رسوم كاريكاتيرية تمس بلدي وتمس وكان مبالغ فيها وكانت حملة قد تكون مقصودة أو غير مقصودة ولكن هو كانت ليست حملة كان نوع من التطاول على بعض الأشياء اللي في بلدي فكانت ردة الفعل على ما طُرِح وليس ما كان في البداية وأعتقد إنه يعني إذا أردت أن تسميها حملة على يعني تصفية حسابات أو الإعلام العربي ممكن تسميها كما تريد ولكن هي كانت ردة فعل على ما نشر وأعتقد إنه يستطيع فنان الكاريكاتير أن يمرر ما يريد من خلال هذه الحملات يعني من خلال هذا الهامش اللي يتاح له.

بسام القادري: لابد هنا أستاذ سلمان من السؤال عن مدى تأثرك بمدرسة ناجي العلي إذا صح التعبير في الفن الكاريكاتيري؟


الفرق بين الكاريكاتير العربي
والأجنبي, أن الأخير فن مسترخ يهدف للضحك فقط لكن الأول يحمل هما ومعاناة حقيقيين

سلمان المالك

سلمان المالك: مش أنا بس يمكن كثير من الفنانين في الوطن العربي يدينون لهذا الفنان بشكل مباشر أو غير مباشر لأن هو الفنان كان يعني فنان غير عادي يعني ممكن نسميه فنان عبقري وأيضا فنان لم يقدم تنازلات لأي جهة أو فصيل من الفصائل صحيح هو كان محسوب على الشعبية ولكن يعني كان لا يهادن ولا يتنازل في حقه في فلسطين يعني وفي نفس الوقت كانت لديه تقنيات هذه من ناحية الالتزام والقناعة يعني كفنان ملتزم وكان خير ممثل للمخيم الفلسطيني وبسطاء المخيمات الفلسطينية كان فعلا يعكس معاناتهم بكل صدق وصراحة، من الناحية التقنية ناجي العلي قدم مدرسة الكاريكاتير الأسود على اعتبار إن هذه الكاريكاتير الآن وكان طبعا هاي الكاريكاتير الأسود هو انعكاس لِهَم عندما سُئِل ناجي العلي عن الفرق بين الكاريكاتير العربي والكاريكاتير الأجنبي قال ما فيه فرق الفرق الهم الكاريكاتير العربي يحمل هم حتى الكاريكاتير الاجتماعي أيضا يحمل هم وهذا الفرق لأنه فنان الكاريكاتير الأجنبي أو الكاريكاتير الأجنبي فن مسترخي يهدف للضحك فقط لكن الكاريكاتير العربي يحمل هم ومعاناة حقيقة لأنه أنت عندما وين ما وليت وشك في أي جهة من الوطن العربي لوجدت هناك كثير من التناقضات وهي لوحة كاريكاتيرية كبيرة وأعتقد إنه ناجي العلي كان صادق وقدم هذه المدرسة مدرسة الكاريكاتير الأسود ونجح فيها وأيضا قدم الكاريكاتير ذو اللائقة العربية يعني ليس يعني كثير من الفنانين بدون ذكر أسماء فنانين كاريكاتير عرب لهم شبيه أجنبي لكن ناجي العلي هو الرقم الوحيد الذي لا يشبه أحد ولم يكن امتداد لأحد هو كان صنيعه مخيم ومعاناة الإنسان الفلسطيني الحقيقي.

[فاصل إعلاني]

مهرجان السينما العربية بلندن

بسام القادري: السينما العربية كانت مؤخرا محل احتفال البريطانيين فمسرح الأفلام القومي البريطاني خصص شهر أغسطس الماضي لهذه السينما التي تؤكد الأرقام تراجع الإنتاج العربي فيها من سبعين فيلما في العام إلى ما يقارب العشرين فيلما مهرجان السينما العربية في لندن قدم للمشاهدين البريطانيين والمهاجرين العرب طيفا واسعا من التجارب السينمائية العربية يمتد من مصر ففلسطين فالجزائر وسوى ذلك.

[تقرير مسجل]

مصطفى سواق: مسرح الأفلام القومي البريطاني في مركز ساوث بنك هو قبلة محبي السينما العالمية في لندن فقد عرض مؤخرا فقط وكما فعل سنوات طويلة أفلاماً هامة من فرنسا وإيطاليا وإسبانيا وإيران وأميركا اللاتينية وغيرها أما شهر أغسطس هذا العام فخصص للسينما العربية سبعة عشر فيلما من سبع دول عربية تعتبر مقطعا نموذجيا لأفضل ما أنتجه السينمائيون العرب حسب رأي منظمي المهرجان انطلاقا من فيلم سهر الليالي لهاني خليفة الذي أفتتح به الموسم لكن ما الذي يقدمه مثل هذا الفيلم للمشاهد الغربي وهل يقدم صورة صحيحة عن المجتمع المصري والعربي.

مشاهد: حضرت لرؤية هذا الفيلم لأنني زرت مصر أخيرا وأنا شديد الجهل بالسينما العربية هذا ما جلبني أولا إلى هذا الفيلم لم يفاجئني الفيلم فقد لاحظت وأنا العائد أخيرا من زيارة مصر أن هناك قيما غربية دخلت الثقافة المصرية وفكرت وأنا المتعود على مثل هذه الأفلام في السينما الغربية أنني لم أشاهد ما لم أكن أعرفه ربما العالم أصبح صغيرا الآن.

مشاهد ثاني: والله يا أخي المشاهد البريطاني أنا أؤكد لك لا يأتي للفيلم لكي يأخذ فكرة كاملة عن المجتمع العربي الفيلم لا يدعي هذا هو يأتي لكي يشاهد نماذج بشرية معينة يمكن أن توجد في مصر في بريطانيا في أي مجتمع فالمشاهد البريطاني لن يخرج من قاعة السينما لكي يقول هؤلاء هم العرب شباب ويخونون بعضهم ويفعلون كذا وكذا هيخرج ويقول هذه نماذج بشرية وجدت في مصر في زمن معين في وقت معين وأنا احترمها كنماذج بشرية لها أخطائها ولها جمالها ولها إبداعها ولها بساطتها يعني هذا رأيي.

فوزية سلامة- إعلامية مصرية مقيمة في بريطانيا: لا هو ده سؤال ملغم لأن هو الفيلم يقدم صورة جديدة للسينما المصرية سينما الشباب الكاتب شاب والمخرج شاب ومجموعة الممثلين شباب إنما هو بيمثل شريحة صغيرة جدا من المجتمع المصري يمكن 3% من المجتمع المصري ولكن ده مش بالضرورة شيء سيء شيء جيد أنا الفيلم ردني لمراهقتي أيام ما كنا بنشوف أفلام إحسان عبد القدوس علاج المشاكل الاجتماعية للطبقة المتوسطة أو فوق المتوسطة أنا الحقيقة سعيدة بالفيلم يعني هو فيه عيوب بس أنا سعيدة بيه.

مصطفى سواق: الأفلام التي تنتقى لمهرجان لندن تكون عادة قد نالت تقدير النقاد والمشاهدين وشاركت في العديد من المهرجانات الدولية وأحيانا تكون قد كسبت جوائز عالمية لكنها كلها تعكس بشكل أو بآخر الأوضاع السياسية أو الاجتماعية والثقافية التي مرت بها أو تمر بها المنطقة العربية خاصة البلدان التي أنتجت فيها أو عنها كما نجد في فيلم بيروت الغربية مثلا للبناني زياد دويري الذي يحكي قصة الحرب اللبنانية عبر سرد سينمائي متميز عن بيروت المقسمة إلى غربية وشرقية أو فيلم زواج رنا للفلسطيني هاني أبو أسعد الذي يروي قصة معاناة الفلسطينيين اليومية مع الحواجز الإسرائيلية هذه التجارب السينمائية هي ما يريد المنظمون تقديمها للمشاهد في بريطانيا.


مسرح الأفلام القومي موجود لتقديم أفضل ما في العالم من سينما وهو موجود هنا على الضفة الجنوبية لنهر التايمز منذ 1952

براون روبنسون

براون روبنسون- المسؤول الإعلامي في مسرح الأفلام البريطاني: مسرح الأفلام القومي موجود لتقديم أفضل ما في العالم من سينما وهو موجود هنا على الضفة الجنوبية لنهر التايمز منذ 1952 ومنذ ذلك الوقت قدمنا أفلاما من كل البلدان التي تنتج أعمالا سينمائية والواقع أن لدينا علاقة قديمة مع السينما العربية.

منى طيارة ديلي- مديرة مؤسسة زينيث الفنية: (That foundation) أنا بيتهيأ لي بتعمل حضور للعرب في لندن وهذا ثاني مشروع بنعمله وعم نجرب نلفت نظر الإنجليز لعالم السينما العربي المعاصر يعني كل أفلامنا لازم تكون جديدة مختارينها من سبع بلاد عربية 17 فيلم بها الـ (Season) هي رسالة ثقافية عم نحن بيهمنا كـ (Organization) إنه الحضارة العربية تكون على مثال الحضارات الثانية ما تنشاف بمنظار مختلف ولها السبب بدنا نحط الأفلام بدون سياسة بدنا نحط أفلام إنه هذه فيلم مليح تعالوا شوفوه راح تنبسطوا فيه وبنعتقد إنه هايدى الطريقة الوحيدة يا اللي تتسلل الثقافة العربية للحياة اليومية للناس الإنجليز وبيبطل في البعد الحضاري يا اللي الناس تحكي عنه.

على جعفر- معهد الأفلام البريطاني: نحن بنحب نتفرج يعني في فن قوي بالعالم العربي مع السينما وبنحب الناس يشوفوا يعني مش بس نحن صريخ بس نحن عندنا كمان حضارة نحن عندنا ثقافة.

مصطفى سواق: من الأفلام المعروضة في المهرجان فضلا عما ذكرناه سابقا مواطن ومخبر وحرامي كيد النساء الأرض المجهولة رشيدة سجل اختفاء الترحيل والقدس وكلها وفرت فرصة للبريطانيين وأفراد الجالية العربية على السواء للاستمتاع بأفلام متميزة في صيف لندن.

المسرح اليمني وتحديات العصر

بسام القادري: هل يعود المسرح في اليمن إلى سابق عهده سؤال يطرحه العاملون في هذا الميدان الفني بكثير من القلق وكثير من التخوف فالتحديات التي تواجه تطور المسرح اليمني كثيرة وأهمها فقدان البنى التحتية الضرورية لازدهاره كما أن ارتهان العمل الدرامي للقطاع الحكومي حد من تطور هذا المسرح بعد فترة إشعاع ونمو في الماضي.

[تقرير مسجل]

أحمد الشلفي: قد يبدو الواقع خجولا بالنسبة للمسرح اليمني الذي كانت بداياته قبل أكثر من مائة عام إذا يجمع المسرحيون على أن تلك الفترة كانت الأفضل من حيث ازدهارها بالكثير من الأعمال ونشوء حركة مسرحية لا تزال شاهدة على نفسها.

نبيل حزام- فنان مسرحي يمني: أنا اعتبرها حقيقة فترة ازدهار بكل المقاييس يعني خلال عام كنا نقدم الكثير من الأعمال المسرحية سواء الأعمال الجماهيرية أو الأعمال المناسباتية المشاركات الخارجية والداخلية وكانت حركة دائمة للعمل المسرحي وللفنون بشكل عام.

أمل سليمان- فنانة مسرحية يمنية: كنا عايشين في زخم كبير وفي أعمال كثيرة وكان في حرية عندنا وديمقراطية بجانب المسرحية طبعا كنا بنقدم أعمال كويسة جدا وكان في من الجمهور الجديد تقبل وتفهم وكنا دائما نطمح أنه نقدم أكثر وأكثر لكن الآن طبعا إحنا عايشين في ركود وتهميش.


نشاط المسرح اليمني ظل مرهونا بتحمس وزراء الثقافة وهو ما تسبب في انقطاع فاعلية المشهد المسرحي وركوده

أحمد الشلفي

أحمد الشلفي: هذا التاريخ أصبح مجرد ذكرى إذا أن نشاط المسرح ظل مرهونا بتحمس وزراء الثقافة المتعاقبين عليها وهو ما تسبب في انقطاع فاعلية المشهد المسرحي وركوده ورغم أن إعلان صنعاء عاصمة للثقافة العربية عام 2004 جاء ليحرك الساكن المسرحي وينشط في اتجاه إنتاج أعمال يمنية واستقدام أعمال عربية إلا أن مخاوف الفنانين من أن يذهب هذا النشاط بذهاب آذان صنعاء.

جمال غيلان- فنان مسرحي يمني: هل سنستمر كما نحن في فعاليتنا الكثيرة فعاليتنا الجيدة لتنشيط الحركة الثقافية والفنية والمسرحية أم نظل كما كنا في السنوات الماضية نعرض عملا مسرحيا كل سنتين أو ثلاث سنوات مرة واحدة.

أحمد الشلفي: لكن البعض يعيد تراجع المسرح ودوره إلى وجود وسائل إعلام حلت محله كآلة تثقيف بالإضافة إلى نظرة المجتمع إليه.

نجيبة حداد- وكيلة وزارة الثقافة والسياحة اليمنية: كل هذه كانت تساعد متفرجي المسرح أن يتواصلوا ويحبوا ويستمتعوا مع لحظات العمل المسرحي طبيعي جدا لم أتى التليفزيون وأتت الإذاعة ووسائل الإعلام المختلفة ساهمت إلى حد بعيد بالبعد عن هذه الوسيطة الإعلامية والثقافية وبالتواصل.

أحمد الشلفي: إنشاء بنية تحتية حقيقية وتأهيل المسارح فنيا وتقنيا ظل الشاغل الأول بالإضافة إلى تأهيل المسرحيين وتأمين حقوقهم المعيشية.

نبيل حزام: هذه مشكلتنا من أعوام طويلة يعني يفترض أنه عندما أفكر في العمل المسرحي أفكر إلى ما بعد عشرين إلى ثلاثين إلى أربعين عام أبني من الآن حتى في مسألة بناء الكوادر وتأهيلها في مسألة بناء قاعات وخشبات مسرح مهيأة بشكل متكامل وبشكل متطور لأي عمل مسرحي ومن أي نوع يقدم.

أمل سليمان: بنبقى رايحين في بروفاتنا في أعمالنا اللي قدمناها مفيش معانا مكان صالة نعمل عليها البروفات لازم نقلل من إمكانياتنا من الأشياء المادية مع أنها ضرورة يعني نحن أكيد ما بنطلبش أشياء صعبة أو أشياء مش موجودة أو يعني أشيائنا شخصية مثلا أو أغراض شخصية لا أشياء تخدم العمل لصالح العمل.

أحمد الشلفي: ويذهب البعض إلى القول بأن وجود نقابة للمسرحيين سيساهم في حل مشاكلهم.

جمال غيلان: ينقصنا الكثير حتى هذه اللحظة تصور يعني لا يوجد لدينا نقابة للفنانين سبع سنوات ونحن نلهث وراء الكادر الفني المادي الخاص بالفنانين أي يفصلون من الموظفين.

أحمد الشلفي: وزارة الثقافة اليمنية تعترف بوجود قصور في تفعيل المسرح لكنها تعد في الوقت ذاته بتبنيه من جديد.

نجيبة حداد: أتلقى الحقيقة كثير من الطلبات التي تطالب بدعم المؤسسات والجمعيات ومسارح المسرح الشخصي أو الأهلي بالأصح لكن إحنا كوزارة لم نستطع أن نتحمل هذا العبء كله ولكن سعداء بهذا التنافس الذي موجود على طريق إيجاد مسرح حقيقي في اليمن واستمرارية هذا المسرح.

أحمد الشلفي: المسرح في اليمن بدايات مبكرة لكنه يحتاج إلى الكثير من المراجعات وبخاصة في ظل احتفالية صنعاء عاصمة للثقافة العربية 2004، فهل يعود لسابق عهده أم أن الستار سيظل مسدلا أحمد الشلفي لبرنامج أوراق ثقافية الجزيرة صنعاء.

بسام القادري: بهذا التقرير مشاهدينا نصل وإياكم إلى ختام حلقة هذا الأسبوع من برنامج أوراق ثقافية هذه تحية من فريق عمل البرنامج وإلى اللقاء.

المصدر : الجزيرة