أوراق ثقافية

المقام العراقي، الجاحظية الجزائرية، شعراء التسعينيات

أنغام الرافدين تنهض كالعنقاء من بين ركام الحرب والمأساة لتؤكد أن المقام العراقي أعلى قامة من الراهن والزائل، والجاحظية تبرز الوجه الجميل للشعب الجزائري، واحتفاء بشعراء التسعينيات في مهرجان ثقافي باليمن.

مقدم الحلقة:

توفيق طه

ضيوف الحلقة:

مؤيد إبراهيم: أحد منظمي جولة فرقة أنغام الرافدين
الطاهر وطار: روائي جزائري ورئيس جمعية الجاحظية
عبد الحق الزروالي: مسرحي مغربي
فيصل سعيد فارع: مدير مؤسسة السعيد الثقافية
يوسف أبو لوز: شاعر أردني
وآخرون

تاريخ الحلقة:

15/06/2004

– فرقة أنغام الرافدين في لندن
– جمعية الجاحظية الجزائرية
– أحدث أعمال عبد الحق الزروالي
– مهرجان السعيد باليمن
– قصيدة ضحايا الأمل

فرقة أنغام الرافدين في لندن


undefinedتوفيق طه: أهلا بكم، في موازاة الحدث العراقي الأليم ينهض الفن ليذكر العالم أن شعبا تمتد جذوره إلى أقدم الحضارات التاريخية لا يمكن أن يموت ولا يمكن لأية محنة أن تمحو عنه وجهه الجميل والبهي، فرقة أنغام الرافدين التي تأسست عام 1996 تستعيد الآلات الموسيقية القديمة والأغاني العراقية التراثية لتقول للعالم إن الفن ينتصر على المأساة وإن الليل مهما طال لابد زائل، مصطفى سواق تابع لنا إحدى أمسيات الفرقة في العاصمة البريطانية لندن.

[تقرير مسجل]

مصطفى سواق: لم تكن فرقة أنغام الرافدين العراقية وهي تزور لندن تأمل في تغيير صورة العراق الحالية كليا في وعي الجمهور الغربي وحتى العربي المهاجر، كانت ترجو أن تنير زوايا أخرى من صورة عتمتها غيوم الحرب ومآسي الاحتلال وتقول للعالم إن العراقيين بشر مثلكم يحبون ويكرهون يمارسون أعمالهم اليومية رغم العنف والخوف وغموض المستقبل ويغنون نعم يغنون.

طه غريب – قارئ مقام وعازف على آلة الجوزة: نحن نقدم فن عريق عمره أكثر من خمسمائة سنة وآلاتنا الموسيقية اللي نعزف عليها عمرها ألفين وخمسمائة سنة قبل الميلاد لأنها آلات سومارية وموجودة في الشواهد التاريخية فنحن جاين نعرض فننا وتراثنا إلى العراقيين أولا المغتربين اللي ابتعدوا عن تراثهم وعن أصالتهم وعن هواه وثانيا إلى الإنجليز أو الأوروبيين بشكل عام.

محمد خليل – عازف إيقاع: إحنا من البداية بدنا يشوف العالم لأنه العراق مو بس العراق الحروب يعني ولا العراق إطلاقات النار ولا العراق اللي شافوه ولا الحرب هذا وجه العراق الحضاري للعراق فرقة شبابية تراثية تعزف تراث صار له ثلاثمائة وخمسين سنة.

مؤيد إبراهيم – أحد منظمي جولة فرقة أنغام الرافدين: أشياء شعر المواطن العراقي يعني بانتماء لبلده ذكريات الطفولة إحنا يعني مهما نبعد عن البلد نبقى قريبين من هالناحية وهذا أقرب شغلة هي تقربنا بصراحة إلى بلدنا.

مصطفى سواق: الفرقة التي تأسست في بغداد عام 1996 تهتم بتقديم التراث الغنائي والموسيقي العراقي مُركِزة على المقام الذي يمثل عمق الفن العراقي الأصيل مع تميز أيضا في أداء الغناء الموصلي والبدوي والريفي.

صباح هاشم – قارئ مقام وعازف على آلة السنطور: إحنا دورنا يتركز على إحياء التراث البغدادي الشلغ البغدادي طبعا إحنا ماخديه عن كبار المطربين المقامين الأستاذ محمد الجبنشي والأستاذ يوسف عمر وكذلك نحاول نحيي دور أول فرقة شلغي ظهرت بغداد المرحوم أستاذ هاشم رجب والمرحوم أستاذ شعوب إبراهيم وإحنا كنا شباب في عمر واحد ونحاول أن نمزج التراث مع يعني تعاصر مع عصرنا الحديث.

قيس عبد الرزاق – قارئ مقام وعازف على آلة الرق: في فترة من الفترات حسينا إنه الموجة الجديدة من الأغاني السريعة والآلات الموسيقية الجديدة الأورجينات بدت تأثر على اللون العربي وخاصة اللون العراقي لكن إحنا محافظة على اللون اللي إحنا به يعني هذا هوية بلد فأنا ممكن أضيع هوية بلدي.

مصطفى سواق: الموقع المتواضع الذي هزجت فيه هذه الليلة أنغام الرافدين كان حميميا ساعد في خلق جو سحري انسجمت فيه أصوت الجوزة والسنطور والرق والخشبة آلات موسيقية تكاد لوحدها تجسد أصالة الفن العراقي العظيم رغم بساطة مظهرها خاصة عندما تنسجم أصواتها في حميمية ودفئ مع أصوات قارئي المقام بأدائهم المتميز، الأمسية الموسيقية التي جمعت بين الجد واللعب بأغنياتها الوطنية والهزلية فضلا عن القصائد التراثية المعروفة أثارت انبهار الغربيين وشجونا كامنة في أعماق الجمهور العراقي المهاجر خاصة وأوقدت مجامر الحنين في أفئدتهم وأشواقا للوطن دفينة زادتها المآسي الحالية في العراق تأججا ولسان حالهم ينشد مع أنغام الرافدين، مصطفى سواج برنامج أوراق ثقافية الجزيرة لندن.

جمعية الجاحظية الجزائرية

توفيق طه: في خضم الإرهاب الذي أكتسح الجزائر وفي ظل تصاعد الموت المجاني الذي طال الكتاب والصحفيين وأصحاب الرأي في بداية التسعينيات برزت جمعية الجاحظية إلى الوجود كبديل لدوامة العنف ولإبراز طاقات الإبداع لدى الشعب الجزائري، تعود فكرة إنشاء الجمعية إلى الشاعر والمفكر الجزائري يوسف سبتي الذي اغتيل عام 1993 أما استمرارها في الحياة فيعود فضله إلى صاحب اللاز الروائي المعروف الطاهر وطار الذي يترأس الجمعية منذ إنشائها.

[تقرير مسجل]

محمد دحو: لا إكراه في الرأي.. هذا هو الشعار الذي رفعه الروائي الجزائري المعروف الطاهر وطار في أواخر الثمانينات حين رأى تعصب الناس من حوله لآرائهم وعدم القبول بالآخر لا إكراه في الرأي وكانت الأزمة الجزائرية على وشك الاشتعال آنذاك فكان التيمن بالجاحظ لتكون جمعية للثقافة والفكر والوعي الحر بعيدا عن عالم السياسة والسياسيين.


أصل الأزمة في العالم العربي والإسلامي ثقافية أولا قبل أن تكون سياسية وهي أزمة الضمير وأزمة الهوية، فرأينا التركيز على العمل الثقافي بدون تعصب

الطاهر وطار

الطاهر وطار: لا ننسى أن أصل الأزمة في العالم العربي والإسلامي هي أزمة ثقافة أولا وقبل كل شيء قبل أن تكون أزمة سياسة هي أزمة الضمير أزمة الهوية فركزنا على العمل الثقافي بدون تعصب.

محمد دحو: وما أسرع ما صدق الناس والكتاب والشعراء والمبدعون جاحظية وطار وقد وجدوا فيها بديلا للانسداد الثقافي والإعلامي الذي خيم على الأذهان والعقول بما وفرت لهم من المجلة والمطبعة والمحاضرة والجائزة والأمسية ليقل كل رأيه وفكره وإبداعه بالريشة والقلم والموسيقى.

الخير شرار – كاتب وصحافي جزائري: شكلت متنافسا كبير للأدباء والكتاب الشباب خاصة من الجزائر العميقة الذين سدت في وجوههم كل الأبواب.

محمد دحو: لقد سدت الجاحظية كما يقول مؤسسها ثغرة وثقبا أسود خلال التسعينيات في المشهد الثقافي الجزائري وصمدت في الأيام الحالكات حين هاجر كثيرون من مبدعي الجزائر ومثقفيها إلى أوروبا أمام طلقات الموت وخرابات الإرهاب الأعمى في ذلك الوقت.

محمد بوكرش – نحات وناقد جزائري: الجمعية الوحيدة الثقافية في الجزائر التي استطاعت أن تصمد الأيام الحالكة في الجزائر وأصبحت ملجأ لكل الشباب الذين لهم طموحات وإلى من سبقهم في التجربة من أدباء ومفكرين وفلاسفة وشعراء وحتى الفنانين التشكيليين.

محمد دحو: وإذا كانت الثقافة لا تتوقف عند حالة من الثبات ولكنها تمضي دائما كالقلم والريشة إلى الأمام فإن الجاحظية قد لمست الأفق المغاربي عبر الجوائز والنشاطات الثقافية مرورا إلى العالم العربي مع بعض مثقفيه ومبدعيه إيمانا منها بأن الثقافة العربية كل لا يتجزأ مغربا ومشرقا.

الطاهر وطار: الجاحظية في حد ذاتها انتماء وتحديد هوية، نحن ننتمي إلى العالم العربي الإسلامي ننتمي إلى العقل كما هو الشأن بالنسبة للجاحظ وهذا أعطانا يعني وحتم علينا امتدادا.

صنع الله إبراهيم – روائي مصري: مؤسسة فعلا كبيرة ومنظمة وهو بذل فيها مجهود ضخم جدا لأنها تحقق عدة أهداف يعني من بينها توصيل يعني تحقيق اتصال بالأجيال الجديدة.

محمد دحو: لا إكراه في العقل وسيلة حوار وإبداع تصنع اليوم في الجزائر مع الجاحظيين الجدد والمعاصرين كثيرا من نماء العقل ورقي الإبداع في جزائر ما بعد الإرهاب والأزمة، محمد دحو أوراق ثقافية الجزائر.

[فاصل إعلاني]

أحدث أعمال عبد الحق الزروالي

توفيق طه: عبد الحق الزروالي واحد من أهم المسرحيين الذين ظهروا على خشبه المسرح المغربي في الربع الأخير من القرن الماضي، الزروالي رائدا في المونودراما أو مسرح الممثل الواحد، قدم العديد من المسرحيات ممثلا ومخرجا وكاتبا في العديد من الدول العربية والأوروبية هنا جديده المسرحي.

[تقرير مسجل]

إقبال إلهامى: الأسطورة تحاكي أمير الأطباء ابن سينا ليس فقط في علاقته وأهله ومحيطه وعشيقاته وحروبه الصغيرة والكبيرة من أجل إثبات مكانة العالم العربي قرونا قبل الآن ومن أجل ترسيم حدود العلاقة بين المبدع والسلطة ولكنه استحضار للقيم الإنسانية الرفيعة في إعطاء وجود المبدع ورجل السلطة وغضب البلاط معنى آخر أقرب إلى رسائل مفتوحة خارج الزمان والمكان.


نعيش عصر صراعات تحصد آلاف الضحايا يوميا بسبب مفاهيم ترجع إلى عصر الجاهلية والتخلف رغم كل التطور الذي تشهده البشرية

عبد الحق الزروالي

عبد الحق الزروالي – مسرحي مغربي: هذه جرأة كيف تزعم أنت وأنت الذي لا.. كيف تزعم أنك تتقمص دور ابن سينا الرجل الذي اعترف له العالم بالعبقرية في كل مجالات العلوم والآداب وكل شيء فهي جرأة، أنا الآن أعيش حالة من الرعب لأنني أتطاول على شخصية اعترف لها العالم منذ قرون بأنه شخص غير عادي جدا مسكين يعني كم أظهر من التواضع ابن سينا في زمانه لكي لا يُتهَّم بالنبوة.

إقبال إلهامى: استحضار شخصية ابن سينا التاريخية لا يبدو أمرا هينا خصوصا على خشبة المسرح وقد يضيء بعض مناطق الظل في هذه الشخصية التاريخية، في رحلة البحث المضنية في عوالم ابن سينا المختلفة اختزال لهموم الرجل مع عصر النهضة والنبوغ والوجود الإنساني بين الحياة في المرض والموت وتحدي الطبيعة وأيضا إضاءة لعتمة المرحلة الراهنة كما هي بغداد محاصرة اليوم وكما هي أصفهان والمدن الإسلامية والعربية المفتوحة على الأطماع من كل الجهات.

عبد الحق الزروالي: الآن نحن نعيش عصر صراعات تدمر الآلاف من الضحايا يوميا بسبب إيش؟ بسبب مفاهيم ترجع إلى عصر الجاهلية والتخلف رغم كل التطور الذي شاهدته البشرية فابن سينا حسب ما تأكده الوثائق هو من أم يهودية ولكنه مسلم شيعي وأدى يعني ينتهي به المطاف إلى عشق مرأة مسيحية اسمها مريم هذه التركيبة يعني هذه الشخصية في المرجعيات والعناصر المكونة لها هي اللي خلتني نتجاوب مع هذه الشخصية وكأنه يحاول أن يختزل الأزمنة والأمكنة والحضارات والديانات والفلسفات في شخص واحد اسمه أبو علي أمير الأطباء الحسين ابن سينا.

إقبال إلهامي: في الطريق إلى أصفهان رحلة عذاب شاقة لكنها مثيرة يعيش فصولها الطبيب والعالم والوزير ابن سينا لكن فصول المسرحية تخلق مساحة جديدة للفرجة حين توغل في استنباط تجربة الرجل وتجواله بين بغداد وأصفهان وبين أسواق المدن الغادرة وبلاطات أهل الحكم بحثا عن أفق أرحب خيال من الضغوط، إقبال إلهامي لبرنامج أوراق ثقافية من مسرح محمد الخامس الرباط.

مهرجان السعيد باليمن

توفيق طه: مهرجان السعيد السنوي الذي احتضنته العاصمة اليمنية أخيرا احتفى هذا العام على وجه الخصوص بشعراء التسعينيات في اليمن والعالم العربي كما أقيم على هامشه العديد من المعارض الفنية إضافة إلى معرض الكتاب، المهرجان يؤكد في جانب منه الحراك الفني والثقفي لليمنيين الذين يحتفلون هذا العام بعاصمتهم صنعاء عاصمة للثقافة العربية.

مراد هاشم: المهرجان السنوي لمؤسسة السعيد للثقافة حاول التميز هذا العام بتنويع فاعليته الثقافية لتشمل معارض وأمسيات وندوات لكنه اتسم بمحدودية المشاركة المحلية والعربية فيه مقارنة بالسنوات الماضية وذلك كما بدا في حفل توزيع الجوائز السنوية للمؤسسة، جائزة الإبداع الأدبي لهذا العام منحتها لجان التحكيم في المؤسسة للقاص اليمني محمد عبد الوكيل جازم عن روايته نهايات قمحية.

حاتم الصكر – ناقد عراقي: استوقفتنا أسلوبيتها حيث أنه عالج هذا الموضوع بأسلوب حديث أي أنه تخلص من التفاصيل والهفوة والحنين إلى الواقعية الشديدة المرآتية يعني ما نسميها إحنا بالنقد لذلك طغى على لغة الرواية جانب شعري خفف من التفاصيل اليومية والأحدث الواقعية.


القيمة المعنوية لجائزة الإبداع الأدبي هي القيمة الجوهرية لعملية استمرارها وبقائها. وهذه القيمة مرفقة بالهالة الإعلامية الواسعة التي تتميز بها جلسة السعيد الثقافية دون عن بقية الجوائز

محمد عبد الوكيل

محمد عبد الوكيل–الفائز بجائزة الإبداع الأدبي: القيمة المعنوية للجائزة هي القيمة الجوهرية لعملية استمرارها وبقائها والقيمة المعنوية هذه المرفقة بالهالة الإعلامية الواسعة التي تتميز بها جلسة السعيد الثقافية دون عن بقية الجوائز.

مراد هاشم: شعراء يمنيون من أجيال مختلفة قدموا في أمسيات المهرجات الشعرية نماذج من قصائدهم صور أغلبها واقع معاناة العرب في الوقت الراهن وضعفهم وهوانهم.

عباس الديلمي – شاعر يمني:

ما جربوا التفكير

ما جربوا التفكير حتى يعرفوا ألهم وجود

أم أنهم وُجِدوا كأشياء وما وجدوا لأشياء سوى طبل القبيلة

فسلاحهم إن يغضبوا طبل القبيلة

وجيوشهم إن حاربوا طبل القبيلة

حلت عليهم لعنتان

السير في ثقة النيام وعشقهم طبل القبيلة.

أحمد ضيف الله – شاعر يمني:

الذئاب الذئاب الذئاب

ذئاب تعض الصدى

وذئاب تضير اللحى

وذئاب تخيف الجنادب في العشب والماء

في نومه وتهز القرى

مراد هاشم: معرض الرسوم الكاريكاتيرية الذي أقامه ثلاثة من رسامي الكاريكاتير اليمنيين طغى عليه أيضا الهم السياسي ولكن من منظور نقدي ساخر.

عارف البدوي – رسام كاريكاتير يمني: نحن من خلال هذا المعرض نحاول إيصال هذه الرسالة عسى ولعل أن تُحدِث هذا العمل الإبداعي نوع من الصحيان للنائمين والقابعين على الكراسي في أنظمتنا العربية المتخاذلة.

مراد هاشم: المهرجان استضاف أيضا المعرض التشكيلي الأول لفنانة يمنية سجلت في لوحاتها انطباعاتها عن البيئة والطبيعة والناس والحياة في اليمن.

رشا مغلس – فنانة تشكيلية يمنية: أخذت من البيئة الصنعانية والبيئة التهامية وفيه مواضيع أخرى أتحدث فيها عن الطفولة وعن المرأة وعن مشكلات الفقر والبؤس في بعض اللوحات.

مراد هاشم: معرض الكتاب كان الفاعلية التي نجحت في استقطاب أكبر عدد من الجمهور مائة وثلاثون ألف عنوان أغلبها في مجالات الدين والتراث واللغة والسياسة والأدب عرضتها سبعون دار نشر يمنية وعربية.

فيصل سعيد فارع- مدير مؤسسة السعيد الثقافية: الإقبال على حضوره من قِبَّل دور النشر العربية والأجنبية والمحلية تعدى طاقتنا على استيعابه لأنهم في سنته الأولى كان حسن التنظيم وكان إقبال الناس على الاستزادة منه كبيرا الأمر الذي جعله في مرحلته وفي طوره الثاني وفي دورته الثانية يرتقي إلى هذا المصاف.

مراد هاشم: مهرجان السعيد أقيم هذا العام وسط جدل حول دور المؤسسات الثقافية غير الرسمية في البلاد وذلك بين من يرون أنها فشلت في تحريك الواقع الثقافي الذي يعاني من الجمود والركود حسب وصفهم ومن يرون أنها نشطت جزئيا الحركة الثقافية على الأقل في أوساط النخب المثقفة في حين لا تزال الثقافة بعيدة حتى الآن عن اهتمامات المواطن العادي.

محمد الشيباني – شاعر يمني: أي مؤسسة ثقافية بالتأكيد هي تُعنى بالموضوع الخاص الموضوع الثقافي الخاص وهو على مدى التاريخ موضوع نخبوي بالتأكيد لكن علاقتها بالقارئ أيضا من خلال الإصدارات ومن خلال الفاعليات والمناشر أيضا علاقات طيبة.

عبد الله الدهمشي – كاتب وباحث يمني: هذه المؤسسة تُعنى أكثر ما تعنى بالوسط السلطوي والشخصيات الاجتماعية أكثر مما تعنى بالمثقفين الذين هم مادتها وموضوعها وهدفها.

مراد هاشم: وزارة الثقافة اليمنية نظمت الملتقى الأول للشعراء الشباب تحت شعار التسعينيون وآفاق الكتابة الشعرية وذلك ضمن فعاليات صنعاء عاصمة الثقافة العربية، الملتقى عقد بمشاركة من أكثر من أربعين من الشعراء والشاعرات العرب.

شاعرة مشاركة:

أي اسم يسع ملمحي

أي فعل يدعي اختزالي

يا أيتها النار يا أيتها النار

ما الذي يطفئك

قطرة مني أم شعلة في

مراد هاشم: الملتقى ناقش الأنماط الشعرية السائدة لدى شعراء التسعينيات وقيم التجربة الشعرية اليمنية التسعينية وذلك بعد ما قدم عشرات من الشعراء العرب واليمنيين نماذج مما يسمونه بقصيدة النثر ورغم ارتياح بعض النقاد المشاركين في الملتقى لتجربة شعراء التسعينيات في مجال قصيدة النثر إلا أن بعضهم وصمها بالهشاشة والنمطية وانتقد البعض الآخر ما وصفه بالمراهقة والإغراق في الجنس لدى الكثير من شعراء التسعينيات، مراد هاشم لبرنامج أوراق ثقافية الجزيرة صنعاء.

قصيدة ضحايا الأمل

توفيق طه: يوسف أبو لوز شاعر بري بالمعنى العميق للكلمة في دواوينه يستسلم أبو لوز للا وعي الصورة والاستعارة يرتحل بهما ومعهما في الداخل المعتم محولا قصيدته إلى ذئب يعوي في فلاه مكتئبا وشرسا في بحثه اليائس عن فريسة لا تأتي أبدا، صاحب ضجر الذئب ونصوص الدم وفاطمة تذهب مبكرة إلى الحقول أهدى أوراقنا الثقافية هذه القصيدة من جديد شعره

يوسف أبو لوز – شاعر أردني:

أولا جاوروا البحر وابتلعوا قلعة

ليكونوا على أهبة الحرب

حتى إذا طافت الحرب فيهم طوافاتها

اتخذوا خيما في المضارب كالبدو

بدو يطوفون

لا حجر أسود وسطت تطوافهم

لا حجارة حمر

ثانيا سكنوا الصحراء وطال بهم سكنهم

عمروا بدل البيت بيتين قالوا هنا سنقيم

ولو في الإقامة جمر

وأخيرا بكوا

المجوس بكوا الليل كله حتى تشقق نجم سهيل

وشاب الغراب

مجوس يتامى

قد انطفأت نارهم

وتفرقت الأرض فيهم على فرق وملل

عبدوا النار

والنار صارت رمادا

ألا من يدل على هؤلاء المجوس

الذين تفرقت الأرض فيهم

وصاروا ضحايا الأمل

توفيق طه: انتهى لقاؤنا اليوم لكن أوراقنا لم تنته مازال لدينا الكثير للقاءات معكم ننتظرها انتظرونا.