الرواية السودانية، السينما المغاربية
– الروائي السوداني أمير تاج السر
– منتدى أصيلة وهموم القارة السمراء
– أيام السينما المغاربية
الروائي السوداني أمير تاج السر
بسام القادري: مشاهدينا السلام عليكم وأهلا بكم في حلقة جديدة من برنامج أوراق ثقافية محطات عديدة نستعرضها وإياكم في هذه الحلقة ولكن في البداية هذه وقفة مع روائي مختلف في حكاياته أعماق بلاده مجاهلها لهجاتها ورواياتها ذات القدرة الفذة على الإدهاش إنه الروائي السوداني أمير تاج السر.
بدأ شاعرا وكان لقاؤه بالروائي المصري الكبير عبد الحكيم قاسم بمثابة نقطة تحول كبرى في مسيرته الأدبية، قال له عبد الحكيم قاسم آنذاك في قصيدتك نفس من رواية فلماذا لا تكتب الروايات خاصة أنك قادم من بيئة خصبة للحكايات كان ذلك سؤالا قلب عالم تاج السر رأسا على عقب وبعده بل وبسببه ربما بدأت موهبة هذا الروائي المتميز بالتدفق، بدأ تاج السر كتابة الرواية في منتصف الثمانينيات روايته الأولى كرمكول لفتت الانتباه إلى موهبته وقدمته روائيا مختلفا وجديدا لدى قارئ لم يعرف روائيا سودانيا سوى صاحب موسم الهجرة إلى الشمال الروائي الكبير الطيب صالح، في رواياته اللاحقة سماء بلون الياقوت ونار الزغاريد وصيد الحضرمية وغيرها كرس تاج السر اسمه في صفر الرواية العربية لا السودانية وحسب فما هي القرابة الفنية التي تربطه بالطيب صالح وهل خرج تاج السر من عباءته أم لا؟
أمير تاج السر: إحنا طبعا نعتبر الاثنين من قبيلة الروائيين يعني إن صح القول شخصيا لم أتسرب من الطيب صالح أو لم أخرج من عباءته لكن كتبت في بداياتي روايتين اللي هم كرمكول وسماء بلون الياقوت وكانتا عن بيئة شمال السودان اللي هي بيئة الطيب صالح في الكتابة، أنا أعتقد كان فيه شوية يعني تأثر بنسبة لمفردات البيئة ليس تأثر بأسلوب الطيب ولكن تأثر بمفرداته اللي هي مفردات البيئة هذا ما يجمعني بالطيب فنيا.
بسام القادري: دعنا دكتور نتحدث الآن عن رواياتك فبعض النقاد يرى أنها تقترب من السيرة الذاتية لكاتبها فأين تبدأ الرواية كفن لديك وأين تبتعد عن السيرة؟
أمير تاج السر: يمكن الكلام هذا ينطبق على كتابين عندي يعني انطباق مباشر على كتابين اللي هم سيرة الوجع ومرايا ساحلية، سيرة الوجع هي مجموعة لقطات أنا التقطتها أثناء عملي في شرق السودان كمفتش طبي في الحدود السودانية الإريترية في شرق السودان هذه اللقطات معظمها لقطات واقعية يعني أو لناس قابلتهم لأحداث عشتها حقيقة وكتبتها في هذه المقالات اللي بعضها يرتقي إلى مستوى القصة القصيرة وبعضها مجرد مقالة أو حكاية، الكتاب الثاني كتاب مرايا ساحلية وده أنا كتبته يعني كنت أريد أن أكتب سيرة مبكرة لي لترتبط بمدينة بورسودان وعندما انتهيت من الكتابة وجدت إنه الكتاب كان سيرة لمدينة بورسودان في بداية السبعينيات أكثر مما هو سيرة لطفولتي يعني، هذان هما الكتابان بالتحديد بعض الكتب الأخرى لشخصيات عرفتها ويعني كتبتها بطريقة أخرى أي كتبتها بطريقة موازية كما يقولون مثل شخصية ألبرت بشاي الإغاثي في نار الزغاريد وشخصية حوري أزرق في صيد الحضرمية وشخصية عبد الكريم في عوان المهاجر هذه شخصيات أنا عرفتها يعني هي ليست سيرة ذاتية لي ولكن سيرة لشخصيات عرفتها كتبتها الرواية يعني بطريقة فنية مختلفة.
بسام القادري: إذا ما بقينا دكتور عند رواياتي السيرة الذاتية كما ذكرت قصدت من ذلك أن تضيف المزيد من المصداقية على أحداث الرواية أم لتمجيد النفس كما يقول بعض النقاد؟
أمير تاج السر: والله طبعا نظرات مختلفة يعني هي نظرات مختلفة للأعمال الإبداعية، عندما كتبت سيرة الوجع اللي هي زي ما قلت لك من بيئة شرق السودان حقيقة كنت يعني في داخلي يعني أعجبت بكثير من الشخصيات بعضها يقترب من الأسطورية وأردت تمجيدها أو إبرازها وليس تمجيدا لنفسي لأنني شخصيا لست موجودا داخل هذه النصوص يمكن أكون موجود في بعضها لكن ليس كلها يعني أما مرايا ساحلية ما أعتقد كان فيها تمجيد لنفسي هي سيرة لمدينة بورسودان ولشخوص تلك المدينة في فترة أواخر الستينيات وبداية السبعينات وتداخلت مع يعني سيرة شخصية لطفولتي يعني ذكرت فيها البيت الأسواق الشخصيات اللي كانت موجودة المستشفى يعني أعتقد إنه ما كان فيها شيء خاص يعني.
بسام القادري: دكتور أمير المحلية في رواياتك تبدو غريبة عن القارئ سيما أنها محلية أفريقية في أحد المعاني كيف ترى إلى المحلية والإغراق فيها وهل تصبح المحلية في إطارات معينة حاجزا ما بين الرواية والقارئ؟
أمير تاج السر: يعني الكاتب عندما يكتب يكتب عن بيئة يخبرها أو يعرف مداخلها ومخارجها، أنا عندما كتبت عن البيئة السودانية وتحديدا منطقة شرق السودان هي منطقة خبرتها وعشت فيها ولي فيها تجارب كثيرة، الكتابة ما كان يمكن أن تأتي إلا بهذه الطريقة يعني هي كتابة محلية فعلا لكن لا مانع من انطلاقها عربيا لأنها مكتوبة بلغة عربية وإبراز لأساطير ولحكايات موجودة في تلك المنطقة وأعتقد الموضوع ده يمكن ياخدنا لموضوع الشخصية السودانية والهوية السودانية مسألة التمازج الأفريقي العربي جعل من السودان بيئة مختلفة عن البيئات العربية الأخرى وأيضا مختلفة عن البيئات الأفريقية الأخرى فمن هذا المنطلق دائما الرواية السودانية لها خصوصيتها غير الخصوصية التي تسمى بالمحلية توجد شخصيات شبيهة بشخصيات موجودة في أفريقيا في بلد عربي ثاني في الشام في مصر لكن في النهاية يعني معظم الإبداع الذي يخرج من هذه البيئة هو إبداع لابد أن يكون محليا، أنا كتبت عن هذه البيئة لأنه عشت حقيقة فيها فترة طويلة وعملت فيها وصادقت أشخاص وعالجت فيها ناس وتكون لدي مخزون كبير جدا لا زلت حتى الآن أنتج من هذا المخزون يعني.
بسام القادري: هناك أيضا إشكالية تبدو واضحة وهي ضآلة انتشار الأدب والثقافة السودانية في العالم العربي إلى ما يا دكتور ترجع ذلك؟
أمير تاج السر: أولا لابد أن يعني أن نثبت إن هناك أدبا سودانيا يعني موجود في السودان يعني كمية كبيرة من الأدب وتوجد أجيال يعني سابقة لنا وأجيال لا يعني أتت بعدنا وفيه مبدعين كثيرين ديه لازم نثبتها عدم انتشار هذا الأدب يعني عربيا أو على مستوى أبعد من السودان يعود لأسباب كثيرة جدا يعني أهمها الأسباب الاقتصادية يعني عدم قدرة هؤلاء المبدعين للوصول إلى النشر بطريقة يعني بطريقة شاملة يعني، أنا شخصيا وصلت ليعني قدرت أنشر وأُعرَّف عربيا لأنه نشرت خارج السودان.
بسام القادري: وأتيحت لك الفرصة.
أمير تاج السر: وأتيحت لي الفرصة هؤلاء اللي أتيحت لهم الفرصة وأنا أعتقد هناك مبدعون كثيرون أفضل مني أنا بكثير يعني.
بسام القادري: في بعض رواياتك هناك تضمينات شعرية باللهجة محلية دكتور أمير ما أهمية هذه التضمينات في نسيج العمل الروائي ولماذا باللهجة المحلية وليست الفصيحة؟
أمير تاج السر: أه طيب أنا لما كتبت رواية يعني حبيت أستفيد من تقنية الشعر يعني طبعا أنا بدأت الكتابة أصلا يعني شاعرا وبعدين تحولت إلى الرواية، توجد أنا يعني هذه الأبيات اللي كتبتها هي داخلة في لحمة السرد يعني هي ليست منفصلة عنه وليست موجودة عبثا مثلا في ألبرت بشاي الإغاثي في نهر الزغاريد عندما دخل مدينة توجار حاملا الإغاثة فرُحِب به رحب به الناس شعرا فتجد أنت السرد ماشي لأن جات عملية الترحيب به وجاءت قصيدة الإدريساوي اللي هي ألبرت الإغاثي سلام عليك ألبرت نحن ضيوف عليك وأنت صاحب البيت هي لازم لابد أن تكون باللهجة المحلية لأنه الشخوص يعني محليون يعني فبس لكن هي في النهاية داخلة في لحمة السرد أنا أعتقد لا تنفصل عن السرد أبدا في معظم رواياتي أنا لدي هذه المقاطع.
بسام القادري: لديك عمل روائي جديد دكتور أمير مسرحه منطقة دارفور هل قدمت لنا بداية أن هذا العمل وكمواطن سوداني ما هو موقفك مما يجري في تلك المنطقة؟
أمير تاج السر: روايتي اللي هي أنا كتبتها عن دارفور هي رواية نهر الصياح وإن شاء الله تصدر في الأيام القادمة عن دار في سوريا، رواية نهر الصياح هي رواية ضخمة وتجربة جديدة بالنسبة لي أنا كتبت عن تاريخ دارفور يمكن في القرن الثامن عشر مستند على كتب التاريخ والأشياء هذه مع يعني قراءة للحاضر من عيون ذلك التاريخ في داخل الرواية تجد الصراع القبلي موجود تجد أنظمة الحكم موجودة تجد يعني أشياء خاصة بالسحر بالأسطورة كلها موجودة داخل هذا النص ويمكن فيه تنبؤ عن الصراع الحادث الآن، أنا في رأيي الشخصي يعني قضية دارفور قضية صراعات قبلية موجودة منذ التاريخ كما ذكرت لك وموجودة في رواية نهر الصياح موجودة منذ الأزل صراعات بين القبائل العربية والقبائل ذات الأصول الأفريقية صراعات عادية يعني قبائل تتعارك على مرعى تتعارك على أرض زراعية وأما مسألة إبادة عرقية أو مش تطهير إبادة جماعية تطهير عرقي أنا اعتقد غير موجودة يعني أصلا فلا أدري لماذا تطورت هذه القضية وضُخِمت دوليا يعني لكن القارئ لتاريخ دارفور يعرف تماما إنه هذه الصراعات موجودة منذ زمن بعيد يعني.
بسام القادري: دافعت عن أعمال الروائيين والأدباء السودانيين الذين جاؤوا بعد الطيب صالح هل ذلك لتثبت أن الطيب صالح لم يحجب الضوء عن أولئك الروائيين؟
أمير تاج السر: الحقيقة يعني في بعض يعني المقولات تردد في السودان إنه لا رواية بعد الطيب صالح يرون إنه يعني الكتاب السودانيين يبدؤون من حيث يعني بدأ الطيب وينتهون إلى ما دون رواياته وبعض الناس يعني طبعا هم يعتبروا نقاد يعني لم يتفاعلوا كثيرا مع الرواية الحديثة أو مع الأجيال الحديثة، الطيب صالح لم يحجب أحدا يعني هو لم يحجب أحدا أبدا عن الكتابة هو يعني كتب يعني قممه المعروفة وكتب بعده كثير من السودانيين لكن ظروف يمكن أكون ذكرتها هي جعلت هؤلاء الكتاب يعني غير معروفين كثيرا ولم يصلوا إلى ما وصل إليه الطيب يعني صعب جدا حاليا الوصول إلى ما وصل إليه الطيب من شهرة لأنه الناس صارت تقيم كأجيال وليس كأفراد مثل ما كان سائد زمان لكن يعني يبقى القول إنه الراوية تنتج في السودان وتنتج بطريقة طبيعية والطيب لا دخل له أبدا في حجبها وإن كان يعني العرب أو العالم لا يعرف غير الطيب وبعض الأسماء الأخرى فهذا ليس ذنب الطيب يعني الرجل شخصيا لم يقل يعني إنه يعني حتى يعني لا يذكر إنه أثر في أحد أو خرج أحد من عباءته فهي مسألة لها ظروف أخرى.
بسام القادري: الروائي السوداني الدكتور أمير تاج السر شكرا جزيلا لمشاركتك معنا مشاهدينا لحظات ونتابع بعدها ما تبقي من برنامج أوراق ثقافية.
[فاصل إعلاني]
منتدى أصيلة وهموم القارة السمراء
بسام القادري: أفريقيا وهمومها محور منتدى أصيلة لهذا العام فالفقر وتدني مستوى التعليم وهاجس الاستعمار المقيم كلها أسئلة ثقافية في المقام الأول، إقبال إلهامي توجز في التقرير التالي مقاربة المثقفين الأفارقة لهموم قارتهم السمراء.
[تقرير مسجل]
إقبال إلهامي: منتدى أصيلة اختار هذا العام الانفتاح على هموم القارة السمراء وهو اختيار أملته اعتبارات ثقافية في الدرجة الأولى مفادها البحث في إعادة الاعتبار الثقافي والميزان الكوكبي لقارة يُنظر إليها أنها مصدور ظهور الأجناس الأولى والحضارات الأولى، تغيب صورة إفريقيا الحضارة والموروث الثقافي الإنساني أو تُغيَّب الأمر سيان بنظر هؤلاء المثقفين والساسة القادمين من عوالم مختلفة فأنواع الحروب العرقية والقبلية ونزاعات الحدود الموروثة عن الاستعمار واستفحال ظاهرة اللاجئين بحثا عن الأوطان إضافة إلى استشراء آفات الفقر والجوع والمرض معطيات صارت تقترن بالنظرة الدونية إلى إفريقيا.
محمد بن عيسى – وزير الخارجية المغربي: هناك الآن بعض الاهتمام بإفريقيا للأسف الشديد لا يهم الإنسان الإفريقي ولكنه يهم الموارد الإفريقية هناك اهتمام خاص بالنفط وهناك تسابق على منابع النفط في غرب إفريقيا، الإنسان الإفريقي ليس في صدارة اهتمامات هؤلاء الذين يزعمون أنهم مهتمون بإفريقيا.
إقبال إلهامي: بين المحاذر الذاتية والتهميش الخارجي وأنانية النظام الدولي يصبح وضع إفريقيا مدعاة للقلق لكن مسؤولية المثقفين العرب والأفارقة أن ينظروا إلى أعماق مما يبدو على سطح القارة يراودهم حلم البحث عن علاج جديد للمأساة الإفريقية يكمن في الوصفات الصادمة للديمقراطية.
يوسف ودراوغو – وزير خارجية بوركينا فاسو: بداية لابد لنا أن نتساءل عن معنى الديمقراطية، الديمقراطية الحقيقية هي ديمقراطية لا رجعة فيها وهذا يعني أننا لا نفكر إطلاقا في القيام بانقلاب، في فرنسا أو بريطانيا أو الولايات المتحدة لا أحد يفكر في القيام بانقلاب وهذه هي الديمقراطية.
إقبال إلهامي: يتوقف حوار المثقفين إلى حين فتح أبواب جديدة أمام مستقبل القارة تحررها من صراع الألغاز المحيرة التي أدت إلى انتشار وتعميق الفوارق بين العوالم لكنهم يبدون أكثر انقساما حول مفهوم حوار منشود بين غرب قوي وقارة منهكة.
مبارك ربيع – روائي مغربي: أعتقد أنه ليس هناك حوار على الإطلاق فيما يخص الغرب وإفريقيا العلاقة بين إفريقيا والغرب هي علاقة استعمارية.
محمد أبو القاسم – باحث سوداني: الحوار موجود ولكن عبر عدة مراحل وبوجوه مختلفة، حوار ما بعد مؤتمر برلين 1884 هذا الحوار اقتسام القارة ومواجهات القارة عبر حركات لا اسميها تحرر وطني في ذلك الوقت ولكن مواجهة إفريقيا بكل كينونتها للقادم الأوروبي ثم هناك حوار عبر الأطلسي حوار المآسي بحر الأطلسي بحر الرق ثم هناك حوار وصراعات ثم هناك حوار استجابة بعد الاستقلال في الستينات حينما ظهر كواميني كروما الله يرحمه موديبو كيتا أحمد سوكوتيري والرمح الملتهب جومو كنياتا وبدأت رموز القارة الإفريقية تتفتح بعد نيل الاستقلال بدأ حوار مع أوروبا وأميركا من نوع آخر.
إقبال إلهامي: كيف السبيل إذاً لاستعادة آمال إفريقيا الضائعة وما العمل حتى لا تظل في تمردها المعكوس على حركة التقدم والتطور؟ لعل النخبة المثقفة تتحمل جزءا من الجواب على هكذا السؤال حتى لا نقول مسؤولية، إقبال إلهامي لبرنامج أوراق ثقافية الجزيرة أصيلة.
بسام القادري: أوضاع السينما المغاربية وهمومها وهل يمكن فعلا الحديث عن سينما مغاربية لها سمتها ولها أساليبها ولها لغتها الخاصة أسئلة أثيرت خلال أيام السينما المغاربية التي عقدت مؤخرا في العاصمة الليبية طرابلس.
[تقرير مسجل]
خالد الديب: أيام السينما المغاربية التي استضافتها مدينة طرابلس لمدة أسبوع كامل لم تكن مهرجانا للسينما أو مسابقة للخيالة تبدأ بالتنافس على المراتب المتقدمة وتنتهي بتوزيع الجوائز على الفائزين لكنها جاءت أشبه بالملتقى الثقافي الذي ناقش أوضاع السينما في المغرب العربي وهمومها.
سليمان الغويلي – أمين مؤسسة الإعلام الجماهيري الليبي: مجموعة من النشاطات متكاملة مع بعضها وكلها تخدم شأن ثقافي واحد وهو الشأن السينمائي وبالتالي لم يراد لها تسمية معينة بحيث تحدد من فعالياتها بينما تستوعب كل النشاطات التي دارت فيها من خلال عروض سينمائية من خلال ندوات من خلال حوارات وهكذا يعني يفترض أنها تأخذ هذا المسمى باعتباره هو الأفضل يعني.
خالد الديب: الأيام السينمائية التي انتظمت في غياب موريتانيا عرض خلالها 12 فيلما جميعها من الإنتاج المحلي للدول المغاربية الأربعة بعضها كان إنتاجا قديما والآخر كان حديثا إلى حد ما لكن السؤال الذي فرضه هذا الملتقى وطرحه العديد من النقاد هو هل يمكن الحديث أصلا عن سينما مغاربية؟
عبد اللطيف العصادي – مركز الإنتاج السينمائي المغربي: في الحقيقة لا يمكن أن نقول بأن هناك سينما مغاربية آخذين بهالاعتبار بأنه دول المغرب العربي التي توفر على السينما هي ليبيا تونس الجزائر المغرب وشيئا ما موريتانيا لأنها موريتانيا كدولة مبتدئة في السينما لها بعض المخرجين اللي عن طريق الغرب والمساعدات الغربية أو المغاربية استطاعت أن تنتج أفلام كثيرة.
خالد الديب: قضايا عديدة كانت مطروحة في أذهان الجمهور الذي تابع هذه الأيام السينمائية منها قضية الإنتاج المشترك مع الدول الأوروبية والأخطار التي يمكن أن يمثلها هذا الإنتاج على السينما المغاربية فضلا عن دور المرأة المغاربية في الإنتاج والإخراج السينمائي.
غيث الشامس- أستاذ بكلية الفنون والإعلام بطرابلس: المرأة اقتحمت هذا المجال لأنها تريد أن تعبر عن نفسها بنفسها لأنها فعلا كل ما عملها الرجل من أنشطة يتحدث فيها أو يطرح فيها مشاكل المرأة لم يشف غليلها ولهذا وجدت في نفسها أن هي يجب أن تقتحم هذا المجال وتعبر عما تريد وتعبر عن وجهة نظر المرأة كمرأة.
خالد الديب: على هامش الأيام السينمائية عقدت ندوة حول السينما المغاربية ناقشت أربع قضايا أساسية هي المراحل التي مرت بها السينما في دول المغرب العربي والإنتاج المحلي ومشكلات التمويل وتجربة الإنتاج المشترك بين الدول المغربية والإنتاج السينمائي الممول من الخارج.
محمد الشريف – أمين الجمعية الليبية للخيالة: أيضا هذا اللقاء نهدف من خلاله إلى خلق محيط للقاء السينمائيين بدول المغرب العربي لتبادل وجهات النظر حول الإنتاج السينمائي المغاربي حول إمكانية تطوير الخطاب السينمائي المغاربي حول إمكانية إيجاد آلية لخلق إنتاج سينمائي مغاربي مشترك بين الدول الأخرى والمحيط المغاربي مناقشة مسألة التمويل إيجاد سبل وآليات التمويل للأعمال المغاربية ولتأكيد وجودها في المحافل السينمائية على الصعيد العربي وعلى الصعيد الأفريقي وعلى الصعيد العالمي.
خالد الديب: قضايا عزوف الجمهور عن دور السينما وتقلص عدد روادها وانشغال الناس بوسائل ترفيه جديدة كانت حاضرة خلال هذه الندوة واستهلكت وقتا طويلا من الحوار والنقاش، الحفل الختامي لهذا اللقاء السينمائي المغاربي الأول كان فرصة أخرى للحوار وإبداء الآراء التي اتفقت جميعها على وجود خلل في هذا الجانب لكنها اختلفت على سبل الوصول إلى الحل الذي يساهم في الارتقاء بالسينما المغاربية لكن الهدايا التذكارية وباقات الورود التي ملأت أيد المشاركين خففت فيما يبدو من حجم الإحساس في التقصير الشخصي في هذا الاتجاه والتجاهل الرسمي الذي تعاني منه هذه السينما، لأوراق ثقافية خالد الديب طرابلس.
بسام القادري: مشاهدينا إلى هنا ونصل وإياكم إلى ختام حلقة هذا الأسبوع من برنامج أوراق ثقافية هذه تحيات فريق البرنامج وإلى اللقاء.