أمسية شعرية بصور، مهرجان الرباط الثقافي
مقدم الحلقة: | توفيق طه |
ضيوف الحلقة: |
عبد الرحمن الأبنودي/ شاعر مصري |
تاريخ الحلقة: | 26/07/2004 |
– الأمسية الشعرية الشعبية بمهرجان صور
– مهرجان رام الله الأول للأفلام السينمائية
– مهرجان الرباط العاشر للثقافة والفنون
– نظرة على صنعاء الثقافة
الأمسية الشعرية الشعبية بمهرجان صور
توفيق طه: أهلا بكم، تمتزج الكلمة الشعرية الشعبية على اختلاف مشاربها بالصورة الحية لتسكن وجدان الجمهور الذي يسكنها هو الآخر، من هنا عبرت الأمسية الشعرية الشعبية التي أقيمت في مهرجان صور بلبنان بمشاركة كوكبة من الشعراء العرب عبرت عن غنى الثقافة العربية وتفاعل الحضور مع تلاوين الشعر المختلفة فمن السياسة ورسم لوحة الواقع العربي إلى الغزل وفضاء الوجدان وترانيم الحب والوطن.
[تقرير مسجل]
بشرى عبد الصمد: يعبر الشاعر عن نفسه بطريقة مقطرة جدا كأنه لا يريد الإفصاح عن لحظاته الخاصة إنما هناك أشعار يلتقي فيها الشاعر في منتصف المسافة بين ذاته والذات العامة وعند هذه النقطة يقرأ فيها الشعر للناس، بهذه الطريقة يرى الشاعر عبد الرحمن الأبنودي علاقته بالشعر الملقى خصوصا الشعر العامي الذي يعبر من خلاله بعفوية أكثر ويتواصل من خلاله مع الناس.
عبد الرحمن الأبنودي – شاعر مصري: شعر الفصحى فيه غربتين بالذات في هذا الزمان اللي فيه اللغة يعني بتعاني اللغة العربية بتعاني فيه، نمرة واحد إن هو في الكتابة بيشوف الحاجات زينا كده بالعامية إحنا بصراحة يعني ضحينا بقضية المجد وكده وقررنا التواصل مع الجماهير بقضايا ملحة جدا قضايا العالم العربي، العالم العربي بيغلي في كل مكان.
بشرى عبد الصمد: التقينا الشاعر عبد الرحمن خلال أمسية شعرية ضمن مهرجانات صور شارك فيها إلى جانبه كوكبة من الشعراء مثل ممدوح عدوان، طلال حيدر، قاسم حداد، صديقي المجتبى وإيمان خالد فيما تعذر على الشاعر مظفر النواب المشاركة لأسباب صحية.
شاعر مشارك بالأمسية:
ينحني الجندي في المتراس
فوق القاذف الناري
كي يشهر بأسه
ينحني المؤمن قدام إله
عله يحمي له في السر نفسه
وحده الشاعر لا ينطق
إلا حينما يرفع رأسه
بشرى عبد الصمد: كان لافتا في الأمسية تفاعل الحضور مع تلاوين الشعر المختلفة التي ألقيت خلال الأمسية والتي عبرت عن غنى الثقافة العربية وكأنها أكدت صحة مقولة الشاعر السوداني صديقي المجتبى بأن الشاعر هو الناطق الرسمي باسم الشعب وبأن الشعر هو الأبقى.
صديق المجتبى – شاعر سوداني: الشعر عندما تكون هنالك قضية يعني عندما تكون الأحوال سيئة وهنالك عواصف وتحديات كبيرة يكون الشعر قويا بقدر التحديات ويكون الشعر متأهب إذا كان الخطاب سياسي خطاب يخاطب قضايا بعينها محدود فإن الشعر يخاطب كل العالم العربي وأنا أقول إن هذا الشعر الذي نتحدث عنه هو شعر ينطلق إلى جميع أنحاء العالم.
” |
عبد الرحمن الأبنودي: أنا أخاف أقول لك الحقيقة فيعني إيه أولع يعني نيران ضدي أكثر من يعني المقذوفات الموجهة إلي صدري إحنا منذ تخلت القصيدة العربية عن قضايا الأمة حدثت لها تلك العزلة وتقوقعت ويعني جفت داخل مجموعات ضيقة جدا.
صديقي المجتبى:
جرح العراق
فم العروبة هاتف
حين النوائب تدلهم وتطبق
يا كل أشلائي التي بأكفها حملت عظامي خنجرا
يتشوق لدمي المراق على بني أضمهم
كمدامعي بثيابهم يتدفق
بشرى عبد الصمد: وكما القضية العراقية كان للقضية الفلسطينية جانبا هاما في الأمسية مع قصيدة مهداة لمروان البرغوثي.
عبد الرحمن الأبنودي:
عشب الربيع
مهما إندهس بالقدم
أو إنتنى في الريح
بيشب تاني لفوق
يغني للخضرة
وطعم الألم
بشرى عبد الصمد: مع الشاعر طلال حيدر يحلو الكلام عن الشعر المُغنى وهو الذي كتب لفيروز ووديع الصافي ومارسيل خليفة وغيرهم.
طلال حيدر – شاعر لبناني:
لبسوا الكفاف ومشوا
وما عرفت مين هم
ما عاد راح يرجعوا يا قلب
حاجة تعن
لا حصان جايب حدا
ولا سرج عم بيرن
لقد حاك سنك ذهب
خليه بين السن
طلال حيدر: القصيدة وقت ما تصير أغنية وهذا قلته وقت لغنيت لفيروز وحدهم قلت إنه اللي بيكتب الأغنية بس يغنيها صوت بيسرقها وتصير إليه وزياد وتلحن وحدهم كتب وحدهم بالموسيقى وحدهم اللي أنا كتبتها بالكلام سرقها صوت فيروز.
إيمان خالد – شاعرة سودانية:
يا حبيب الذي يمنح الحب طعما جميلا
ورائحة البن والياسمين
يا حبيبي الذي يبعث الدفء في القادمين
يا مليكي الذي يلبس الكون ثوبا
بشرى عبد الصمد: وطبعا الحب والغزل ركنان لم يغيبا أيضا عن الأمسية مع الشاعرة السودانية إيمان خالد، مهرجانات صور تنوعت هذا العام فبالإضافة إلى الأمسية الشعرية تضمن البرنامج حفلات موسيقية شرقية وغربية ومسرحيات، بشرى عبد الصمد لبرنامج أوراق ثقافية من أمام أثارات صور جنوب لبنان.
مهرجان رام الله الأول للأفلام السينمائية
توفيق طه: ومن الشعر والموسيقى إلى الشاشة الفلسطينية ومهرجان رام الله الأول للأفلام السينمائية فمن رحلة اكتشاف الذات والبحث عن متنفس تحت وطأة الاحتلال إلى تجسيد الواقع اليومي المر والضيق كما هي شباك العنكبوت بكل ما تحمله الصورة من خوف وإرهاب، مهرجان رام الله أضاف أجواء غابت لفترة طويلة عن المدينة المحاصرة.
[تقرير مسجل]
شيرين أبو عاقلة: مهرجان رام الله الدولي للأفلام هو المهرجان الأول من نوعه للسينما استضافته مدينة رام الله من الثامن إلى الرابع عشر من شهر تموز، حدث استقطب الكثير من الاهتمام وعكس أجواء واسعة من الأمل وترافق مع الكثير من الجدل، نحو ثمانين فيلما فلسطينيا ودوليا احتضنها المهرجان على مدى أسبوع غابت عنها الأفلام من الدول العربية، في أجواء احتفالية ووسط حضور ضخم غصت قاعة الافتتاح في قصر رام الله الثقافي الذي كان اُفتتِح قبل أيام فقط من انطلاق فعاليات كأول قصر ثقافي في فلسطين يتسع لسبعمائة شخص.
” |
يحيى يخلف – وزير الثقافة الفلسطيني: نريد أن نبرز بعض تجليات الفنون وخاصة السينما لأن الاحتلال على مدى السنوات الماضية أغلق دور العرض منعنا من استيراد الأفلام وحتى منعنا من إدخال الكتب على سبيل المثال لذلك نحاول في عام 2005 القادم أن تكون السينما أو يكون عام 2005 هو عام السينما في فلسطين.
شيرين أبو عاقلة: المهرجان افتتح بعرض لفيلم يوميات دراجة نارية من الأرجنتين للمخرج والتر سالس والحائز على عدة جوائز في مهرجان كان يحكي قصة شابين أحدهما هو المستر جيفارا في بداية الخمسينات، شابان يقرران القيام برحلة لاكتشاف مناطق مجهولة بالنسبة لهما في أميركا اللاتينية بحيث تقودهم لاكتشاف الذات فيما بعد أما الشاشة الفضية الفلسطينية كما أطلق عليها فقد عرضت ما يزيد على 25% طغت عليها الأفلام الوثائقية التي سجلت جوانب مختلفة من الحياة في ظل الاحتلال، الأفلام الفلسطينية تبارت للحصول على جائزة المهرجان والتي حددتها لجنة تحكيم اشترك فيها مخرجون وخبراء فلسطينيون ودوليون، جائزة أفضل فيلم فلسطيني كانت من نصيب المخرج رائد الحلوة عن فيلمه لعله خير والذي يتحدث عن رحلة عام كامل من البحث عن متنفس بعد تزايد الشعور باندلاع الحرب ليصل أوجه بسقوط بغداد، عروض الأفلام الفلسطينية كانت أبرز ما شد انتباه الناقدين العديد من المخرجين كانت لهم تحفظاتهم على المهرجان الذي لم يعطي الاهتمام الكافي برأيهم للأفلام الفلسطينية وحاول إبراز المواهب الجديدة على حساب الخبرات القديمة.
علياء أرصغلي – مخرجة فلسطينية: المهرجان ما بنى على المخرجين اللي صار لهم فترة سنوات عم يشتغلوا وواصلين لمرحلة معينة من الإبداع الفني ومن العطاء كمان من ناحية أفلام وثائقية إنه المهرجان ما قدرهم وما حاول يهملهم ويهمشهم على أساس إنه اكتشاف مواهب جديدة.
شيرين أبو عاقلة: ومن المواهب الجديدة نالت أصغر مخرجة فلسطينية لم تتجاوز السابعة عشر من العمر جائزة تشجيعية عن فيلمها كرة وعلبة ألوان، فيلم روائي يتحدث عن أحلام ثلاثة أطفال الأول كان يحلم أن يكون لاعب كرة قدم عالمي والآخر أن يمتلك طائرته الخاصة والطفلة الثالثة كانت تحلم بأن تصنع رسوما ملونة.
ليانا صالح – مخرجة فلسطينية: أحيانا إحنا أحلام الأطفال عندنا تُقتَّل بصمت وما حد بيسأل عنها، ثاني شيء اللي حبيت أوصله إنه حتى لو غاب الإنسان الحلم بيظله عايش والحلم لازم يتم تحقيقه ومرات كمان فكرة إنه إحنا بدنا مش بس (Object) أو مش بس مفعول به إحنا لا إحنا فاعلين هون كأطفال وشباب في هاي البلد.
شيرين أبو عاقلة: ولم تخل التجربة الأولى للمهرجان من المشكلات التقنية التي أدت إلى توقف العرض أكثر من مرة لبعض الأفلام وإلغاء عددا منها.
آدم زعبي – مدير المهرجان: أهم صعوبة واجهتنا إن البروجيكتور الخمسة وثلاثين ملليمتر الأصلي اللي عليه بنينا كل المهرجان بعده محجوز من قِبَّل السلطات الإسرائيلية في أمستردام.
شيرين أبو عاقلة: وتتابعت عروض المهرجان الذي نُظِمت على هامشه العديد من الفاعليات أبرزها مسابقة كتابة أفضل قصة قصيرة بين طلبة فلسطين تحت عنوان اللحظة التي لم أعد فيها طفلا شاركت فيها أكثر من ثمانمائة مدرسة بمجموع أربعين ألف طالب، لجنة خاصة اختارت ثمانية نصوص تم تحويلها إلى سيناريوهات قصيرة لأفلام.
هناء أبو لبدة – إحدى الفائزات: القصة كانت عن طفل صغير عمره مش أكثر من 13 سنة كيف إنه بطفولته هالطفل إنه تقريبا انقضى عليه مجرد ما قال له المدير البقية في حياتك إن أبوه توفى.
شيرين أبو عاقلة: وعلى هامش المهرجان تم تدريب أطفال الفلسطينيين من مخيم الأمعري لصناعة أول فيلم للصور المتحركة يتم إنتاجه في فلسطين، أجواء المهرجان عكست وجها آخر لمدينة رام الله غابت عنها فترات طويلة واستطاعت الفاعليات المختلفة أن تفرض نفسها رغم ما يعيشه السكان من أجواء حصار واحتلال فعكست العطش للحياة الثقافية والعروض الفنية وعلى صوت فيروز قدمت فرقة عودة للدبكة عرضا عكس التطلعات نحو الحرية، شيرين أبو عاقلة الجزيرة لبرنامج أوراق ثقافية رام الله المحتلة.
[فاصل إعلاني]
مهرجان الرباط العاشر للثقافة والفنون
توفيق طه: الفكر والسياسة والفن أبعاد كان لها حضورها في مهرجان الرباط الدولي العاشر للثقافة والفنون، المهرجان سعى لفتح العيون على تاريخ المغرب من خلال المقارنة بين الشتات الفلسطيني والشتات المغربي إبان الاحتلال الأسباني حيث تتغير الصورة ولا يتغير المشهد، إقبال إلهامي تلقي الضوء على فعاليات المهرجان الذي حمل شعار التنوع الثقافي.
[تقرير مسجل]
إقبال إلهامي: هكذا بدت العاصمة المغربية وهي تحتفي بمهرجانها الدولي للثقافة والفنون في دورته العاشرة، المهرجان منح حيزا واسع للكتاب مما أفسح المجال أمام الجمهور للاطلاع على أخر الإصدارات في مجال الفكر والسياسة والأدب والقصة، فضاء نزهة حسان شهد حفل تكريم الكاتب والقاص المغربي إدريس الخوري في حضور ثلة من الكتاب والنقاد والشعراء.
إدريس الخوري – كاتب مغربي: هو تكريم رمزي على كل حال تكريم جميع الكتاب المغاربة على أن فكرة التكريم في المغرب أصبح تقليد جانبه العمل من خلال التكريم الكبير اللي أتيح للكُتاب من جهة وأيضا من خلال مهرجان الرباط من جهة أخرى.
حسن نجمي – رئيس اتحاد كتاب المغرب: إدريس الخوري هو أحد كبار الكتاب السرديين في المغرب إلى جانب محمد شكري رحمه الله والمرحوم محمد الزفزاف ومحمد الهرادي وأحمد المديني والمولودي شهموم وعز الدين التازي وأحمد أبو سفور وغيره من الكتاب الذين برعوا في تشكيل هوية مغربية إذا صح التعبير للكتابة القصصية.
إقبال إلهامي: التكريم تحول إلى لقاء حميمي عرض فيه بعض الحضور تفاصيل المسار الأدبي للكاتب الذي منح منذ الستينيات هوية مغربية خالصة لقصصه القصيرة.
حسن أوريد – كاتب ومثقف مغربي: تعرفت على إدريس كقارئ كنت أقرأه من بعيد وكنت أجد في كتاباته صدى لواقع المغرب العميق، كنت أجد فيه إحدى الأقلام النافذة والنظرات الصائبة التي تنفذ إلى جوهر قضايانا.
إقبال إلهامي: حيفا بيروت وما بعد لوحة غنائية راقصة من التراث الشعبي الفلسطيني أدتها بإتقان فرقة الفنون الشعبية الفلسطينية، العرض يحكي مأساة شعب لا تظهر غالبية نسائه سوى متشحات بالسواد حزنا على فقدان ولد أو ابن أو أخ أو رفيق قتلته آلة الحرب الإسرائيلية التي لم تترك لا زرعا ولا شجرا إلا وجرفته في طريقها.
” |
لينا أبو حجلة – رئيسة الفرقة الفلسطينية: هناك الكثيرون يقولون كيف تستطيع فرقة في هذه الظروف التي نعيشها الظروف المتدهورة السياسية الظروف الاقتصادية الصعبة ظروف الاحتلال أن تبقى وتعيش لمدة 25 عاما، نحن نقاوم ونتحدى من خلال فننا من خلال الرقص الذي نقدمه نحاول إنه يشوفنا العالم بمنظار آخر يشوف إنسانيتنا يشوف إمكانياتنا الثقافية والفنية ما يبقى فقط ينظر إلينا باسم الشعب المجروح الذي لا يستطيع أن يقدم لا يستطيع أن يعبر عما يمر به بأسلوب إنساني فني راقي.
إقبال إلهامي: العرض عودة بالذاكرة إلى الوراء إلى ما قبل خمسة عقود تعود عيشة ومعها حفيدها لزيارة حيفا التي هُدِمت وهُجِّرت في عام 1948، الأخبار تتوالى عن عمق النكبة مجازر ودمار وتهجير لكن خلافا يدب في القرية بين فريق يريد البقاء في الوطن ليقاوم الاحتلال وآخر يفضل الهجرة حفاظا على أهل القرية لتنطلق مأساة أخرى لا تزال فصولها مستمرة حتى الآن مأساة المهجرين أو الشتات الفلسطيني.
مصطفى حسين إعمار – عضو الفرقة الفلسطينية: الهجرة اللي قام فيها الاحتلال ضد شعبنا الفلسطيني اللي هو جزء منه تشتت وخرج للدول الشقيقة والعربية مثل دولة لبنان مثل سوريا وإحنا من خلال هذا العرض بنعبر وبنفرج الناس عن المأساة الفلسطينية وعن الهجرة اللي عاشتها الناس.
إقبال إلهامي: يتغير المشهد ولا تتغير الصورة البشعة للاحتلال ربما هذا ما سعى مهرجان الرباط إلى إبرازه من خلال عرض صور للمقاومة المغربية ضد الاحتلال الإسباني، المعرض فتح عيون المغاربة على تاريخهم من خلال عرض صور تشهد على تعاطي أفراد من الجيش الإسباني مع جثث المقاومين المغاربة فيما تشير أخرى إلى استخدام الأسبان للغازات السامة في حرب الريف التي قادها البطل عبد الكريم الخطابي صاحب أول نظرية لحرب التحرير الشعبية في العالم والتي اقتبسها عنه الزعيم الصيني ماوتسي تونغ ومادام مهرجان الرباط حمل شعار التنوع الثقافي فقد كان هذا العرض للفنانة الروسية سوفيتلان أزاد مثيرة للغاية فهي تستخدم تقنية شمع العسل الفريدة في إبداع لوحاتها وهي تقنية ابتكرها الإندونيسيون في القرن الثامن عشر، إقبال إلهامي لبرنامج أوراق ثقافية الرباط.
نظرة على صنعاء الثقافة
توفيق طه: نصف عام مضى على الفاعليات والأنشطة الثقافية التي تشهدها صنعاء كعاصمة للثقافة العربية لكن الكثيرين من المتابعين للشأن الثقافي يرون أن هذه المدينة لم تكن في حلتها الثقافية التي عهدتها حتى في الأعوام الماضية، المثقفون العرب كان حضورهم في رأي هؤلاء باهتا ومهرجانات الرقص والغناء للمبتدئين والهواة طغت دون غيرها على الفاعليات دون الأخذ في الاعتبار الجانب الفكري والأدبي، الجاد مراد هاشم ونظرة على صنعاء الثقافة.
[تقرير مسجل]
مراد هاشم: عاصمة الثقافة العربية للعام 2004 صنعاء ما الذي صُنِع بها وماذا صُنِع لها كي تكون بمستوى هذه الصفة؟ سؤال أثير على نطاق واسع هنا لا سيما بعد مرور نصف عام على إعلان المدينة عاصمة للثقافة العربية ومرور قرابة العام على بدء التحضيرات والاستعدادات للمناسبة والتخطيط والإعداد لفاعليات العام الثقافية ولإن كان السؤال واحدا إلا أن الإجابات عليه تعددت وتباينت باختلاف المواقع والمواقف.
خالد الرويشان – وزير الثقافة اليمني: أنا شخصيا لست راضيا تماما لكني أرى الآخرين راضون بشكل ما أراهم وهم يمتدحون فاعليات هذا العام مقارنة حتى بعواصم عربية سبقت لكنني أيضا أحسب أن نصف العام الآتي والذي بدأ لتوه منذ أيام ابتداء من يوليو سوف يكون أيضا أكثر حماسا وأكثر حيوية.
مراد هاشم: عاصمة الثقافة العربية غابت عنها الفعاليات الثقافية العربية وتغيب عنها المثقفون العرب بحسب رأي بعض المتابعين إلا من استثناءات هي في رأيهم أقل مستوى وأقل شأنا من فعاليات عربية شهدتها العاصمة اليمنية في أعوام سابقة هذا النقد بحسب وزارة الثقافة غير أمين وغير دقيق لأنه تجاهل فعاليات عديدة من بينها ملتقى الرواية العربية الألمانية والمهرجان الأول للشعراء الشباب والعروض الموسيقية والفنية والمسرحية العربية والأجنبية والأسابيع الثقافية العربية وهي فاعليات شاركت فيها عشرات الشخصيات العربية والأجنبية.
حمدي عبد الله – الملحق الثقافي المصري: صنعاء عاصمة للثقافة العربية بدأت بداية إن هي اشتغلت على محورين أساسيين؛ إن هي قدمت المدن اليمنية من خلال تراثها سواء كان غناء أو فن تشكيلي أو كتابة وقدمت الحضارة العربية من خلال استضافتها لبعض الفاعليات العربية وأعتقد إن إحنا مصر بثقلها كانت تعتبر أول بلد بتقدم لن تسقط القدس في احتفال بصنعاء عاصمة للثقافة العربية.
مراد هاشم: مهرجانات الرقص والغناء للهواة والمبتدئين وعروض الموروث الشعبي للفرق المحلية تصدرت في رأي البعض وطغت على البرنامج الثقافي لعاصمة الثقافة العربية في حين غاب عنه الفيلم السينمائي تماما وغيبت المسرحية وهمشت الموضوعات الثقافية والفكرية الجادة من جداول وأجندات الندوات والمؤتمرات.
خالد الرويشان: بالعكس الأئمة حرموا على هذا الشعب أن يغني وأن يرقص مئات السنين ويأتون الآن خمسة أشخاص أو أربعة يخطبون أو يقولون ما يشاؤون كي يحرموا على 22 مليون نسمة أن يغنوا أو يرقصوا.
” |
محمد القعود – محرر الملحق الثقافي بصحيفة الثورة: إذا كان يحسب لصنعاء عاصمة ثقافية فيحسب لها الإصدارات الثقافية التي يتجاوز عددها لحد الآن حوالي على أكثر من مائة وخمسين إصدار متنوع تراثي فكري إبداعي ثقافي وفي مختلف الفنون وعلى مستوى راقي جدا.
مراد هاشم: خطط وزارة الثقافة لإنعاش الثقافة وإخراجها من حالة الجمود والركود خلال هذا العام نُفِذ منها كما يقول البعض الجانب المتعلق بالفاعليات والنشاطات الثقافية في حين لم يُبدأ بعد بالشق المتعلق بإقامة البنية التحتية للثقافة.
علي المقري – اتحاد الأدباء والكتاب: نستطيع أن نقول أن صنعاء.. أنها نجحت في خلال هذا النصف الأول من العام المطروح فيه صنعاء عاصمة للثقافة العربية.
صالح البيضاني – أديب يمني: تم التركيز على المناشط الثقافية وهي برأيي مناشط آنية بالرغم من إنه كان يجب التركيز على إنشاء بنية تحتية للثقافة اليمنية التي تفتقر لهذه البنية ويمكن أن نقول بأن البنية الثقافية في اليمن هي صفر.
مراد هاشم: الخطة ذاتها كما يقول المنتقدون ركزت على النخب المثقفة وأهملت الجمهور الواسع من المواطنين ممن يستحقون بذل جهد لإعادة الثقافة إلى دائرة اهتماماتهم.
خالد الرويشان: يعني أنا أقول أن الشعب في صميم هذا العمل بكل ما في الكلمة من معنى ليس صحيحا.. النخبة غائبة بالعكس أنا أقول أن النخبة أو من تسمي نفسها نخبة أقول أنها ربما كانت غائبة في معظمها في معظم تفاصيل هذا البرنامج بالعكس يحضرون عشرة آلاف شخص كل ثلاثاء في ميدان التحرير كي يشاهدوا مسرح الشارع.
مراد هاشم: دائرة المتفائلين بالتحقيق إنجاز ملموس خلال فترة الشهور الستة المتبقية من العام لا تزال واسعة على الرغم من كل تلك الانتقادات، مراد هاشم لبرنامج أوراق ثقافية صنعاء.
توفيق طه: انتهى لقاؤنا اليوم لكن أوراقنا لم تنته مازال لدينا الكثير للقاءات معكم ننتظرها انتظرونا.