
الدراما السورية، مهرجان الأفلام الوثائقية بلبنان
– جمال سليمان نجم يتلألأ في سماء الدراما
– مهرجان بيروت للأفلام الوثائقية
– ناس الغيوان.. ثورة فنية
بسام القادري: مشاهدينا السلام عليكم وأهلا بكم في حلقة جديدة من برنامج أوراق ثقافية. مهرجان الأفلام الوثائقية في بيروت وفرقة ناس الغيوان المغربية مواضيع نتناولها وإياكم في حلقة هذا الأسبوع من البرنامج.
جمال سليمان نجم يتلألأ في سماء الدراما
ولكن بداية هذه وقفة مع الفنان السوري جمال سليمان نجما يصعد في سماء الدراما السورية والعربية موهبة لافتة تجلت وأبدعت في أدوار لا تنسى آخرها في مسلسل التغريبة الفلسطينية وقبل ذلك في ذكريات الزمن القادم وخان الحرير وشام شريف والفصول الأربعة وغيرها من أعمال درامية تخرج جمال سليمان من المعهد العالي للفنون المسرحية ويحمل درجة الماجستير في الإخراج المسرحي من إحدى جامعات لندن وقد شارك في العديد من الأعمال المسرحية من بينها قصة موت معلن ومنمنمات تاريخية والمتنبي وفي السينما له عائد إلى حيفا والترحال وغيرها الكثير. الأستاذ جمال سليمان يسعدني أن ألتقي وإياك في هذه الحلقة من برنامج أوراق ثقافية أستاذ جال أبدأ وإياك هذا اللقاء بآخر أعمالك مسلسل التغريبة الفلسطينية وهو عمل بالفعل عمل ملحمي قدمته أو قدمت فيه ما يعتبره البعض دور عمرك بداية هل توافق على هذا التوصيف؟
جمال سليمان: يعني ما بأعرف صعب كثير على ممثل أنه يقول أنه هذا دور عمري ولا لا بس يعني صارت معي عدة مرات إنه كل ما أعمل عمل يقولوا لي لا هذا دور عمرك هذا أحسن دور أنت سويته بحياتك بس بدون شك يعني التغريبة الفلسطينية بالأخير هو واحد من أهم الأعمال العربية إطلاقا على الإجمال يعني لما بدأ التليفزيون العربي حتى الآن والفضل بذلك يعود للكاتب والمخرج وشركة الإنتاج ولكل فني وكل فنان اشتغل بهذا العمل الديكور كان بطل الإضاءة والتصوير كانوا أبطال يعني هذا عمل فيه حالة من التكامل كبيرة جدا حتى الممثلين اللي لعبوا الأدوار الصغيرة يعني كانوا مؤثرين جدا وكانوا رائعين ظهروا ببضعة حلقات واختفوا من العمل بس ظلت الناس عم بتتذكرهم طوال الوقت فبيهمني جدا أنا أني أكون موجود بأهمية التغريبة الفلسطينية.
بسام القادري: هل هذا يعني أن الدور وضعك في مقام يصعب معه أن تتراجع إن صح التعبير إلى مستويات أقل في الأدوار؟
جمال سليمان: طبعا يصعب لكن ما بيعني إنه لن يحدث لأنه الممثل ما كل حياته المهنية نجاحات متتالية ومتصاعدة يعني بحدود معرفتي يعني أنا ما في ممثل من الممثلين يعني حتى العظماء من أول الكبار اللي عندهم خيارات هائلة جدا وعندهم يعني ظروف مهنية تفوق بجودتها الظروف المهنية اللي بيعيش فيها أي فنان سوري أو عربي بحدود معرفي وبعلمي وبرأيهم حتى هم لو ما كانت كل حياتهم الفنية نجاحات متتالية كل نجاح كانت يفوق النجاح اللي سبقه ولا حتى بتلاقي هذا الشيء مذكراتهم مثلا بتشوف ناس مثل مارلون براند مثلا ولا فنانين آخرين كبار لورانس أوليفييه ولا غيره من الفنانين لورانس أوليفييه على سبيل المثال بعدما كان عمل شكسبير تقريبا كله تمثيلا وإخراجا وبعد إدارة طويلة لمسرح (كلمة غير مفهومة) في بريطانيا وبعد أمجاد عظيمة جدا عمل أفلام يعني لا تصنف يعني بين الأفلام العظيمة بالتاريخ وهو مثّل فيها أدوار لا تصنف أساسا من أدواره الكبيرة.
بسام القادري: سأتحول الآن وإياك أستاذ جمال سليمان إلى المسرح وأنت مسرحي بالدرجة الأولى هل صحيح أن التليفزيون وأضواء التليفزيون سرقتك من المسرح؟
" |
جمال سليمان: حاولنا نشتغل بالمسرح واشتغلنا بالمسرح وأنا يمكن كنت من أوائل خريجين المعهد العالي للفنون المسرحة اللي اشتغلوا على خشبة المسرح القومي بمسرحية عزيزي مرات المسكين واستمريت وصار عندي تقريبا حوالي ثلاث يعني أعمال مسرحية قبل ما أسافر وأكمل دراستي بالخارج ورجعت وأنا برغبتي وبنيتي ولا تزال رغبتي أني أشتغل بالمسرح بس أنا وهذا رأي شخصي وهذا يعني كل إنسان له يعني بالأخير خياراته يعني أنا ماني بصدد الآن إعطاء يعني الوصايا العشرة يعني أنا بأحب أني بقدر الإمكان إذا بدنا نعمل شيء نعمل شيء كويس شيء جيد شيء يعني بيتناسب مع مكانتنا وبيتناسب مع مكانة هالناس اللي بتترك بيوتها بيوم حار أو بيوم ماطر وعاصف وبارد حتى تيجي على المسرح لحتى تقدر تعمل هاي الشيء لازم يكون فيه مؤسسات مسرحية حقيقية شكلا ومضمونا المؤسسة المسرحية ما بيكفي إنه يكون عندي مسرح وفيه أرمة بتضوي بره لافتة بتضوي أنه هذا مسرح كذا لازم يكون فيه الـ (System) وآلية العمل وأدوات التنفيذ اللي تجعلني قادر أني أقدم مسرح جيد للناس هذا واحد، اثنين لازم هالمؤسسات سواء كانت رسمية أو كانت خاصة تضمن يعني مستوى معيشي معقول للفنان المسرحي بمعنى آخر وخلينا نحكي ببساطة أكثر بعيدا عن الفذلكة الثقافية والمصطلحات بالأخير أنا لما بيدق علي جابي الكهرباء عشان يأخذ مني فاتورة الكهرباء ما بأقول له ما في بقول له ما عندي ورقة تقوله إنه أنا معفي من دفع الكهرباء لأني أنا فنان مسرحي أنا مثل أي مواطن آخر فيه عندي مصاريف بحياتي وعندي عائلة وعندي أسرة وعندي أولاد وعندي كذا وإلى آخره فأنا بدي أعيشهم هادول الناس هذا واجبي بالحياة يعني أنا مطالب بأني أنا أكون الممول تبع الأسرة ما هيك؟ فبالتالي لما باشتغل أي مهنة بالحياة هاي المهنة لازم تؤمن لي الحد الأدنى من الكرامة أنا بعتقد هاي واحدة من البديهيات اللي كثيرين من الناس بيتجاهلوه ولما بيحكوا عن المسرح تحت يعني بين أقواس العبارات الطنانة والرنانة اللي بتتحكي على المسرح اللي برأيي كانت إحدى وسائل تدميره للمسرح المسرح الفن المقدس المعبد الخالد اللي ما بعرف إيش مكان للموت والحياة وهناك حيث ترقص البجعة ما بدري شو ذبحوا المسرح بكثير من الكلام الشاعر بصرف النظر يعني عن قيمته الشاعرية بس كلام شاعري من كثر ما تراكم اختفى المسرح مسرح يا سيدي لكان هيك زمن سافوكليز ولا كان هيك زمن شكسبير.
بسام القادري: ولكن برأيك ألم يجد هذا الفنان بعض الوقت ولا أقول كل الوقت ليقدم نوع من واجبه تجاه المسرح الذي يعتبر المنبر الأساسي للتثقيف في المجتمع؟
جمال سليمان: كل فنان حر فينك تقول لواحد فنان أنت لازم ترسم بالزيتي طيب بدي أرسم بالمائي لازم ترسم (Portrait) طب بده يرسم بالـ (Landscape) لازم أنت ما تشتغل نحات تشتغل كذا بده بينحت خشب أو برونز أو الخام أو كذا..
بسام القادري: أنا أتكلم عن المثقف صاحب المسؤولية أنا أيضا.
جمال سليمان: أفهم إذا بدك تحكي أوسع من هيك هايدي مسؤولية الأمة.
بسام القادري: الفرد الممثل المثقف جزء من هذه الأمة.
جمال سليمان: إي طبعا لذاك أنت ما فينك تدين الفرد الشخص هاي مسؤولية الأمة، الأمة تصنع مسرح أو لا تصنع مسرح الأمة تدافع عن المسرح أو لا تدافع عن المسرح الأمة تحمي المسرح أو لا تحمي المسرح عندما يعني تصبح الأمة بحاجة للمسرح والمسرح جزء مهم جدا بحياة الأمة فساعتها ما بيقدر لا وزير ثقافة يلغي ولا بيقدر فنان مسرحي يدير له ظهره لأنه بالأخير ألا شل روح على أي دولة فيها ازدهار مسرحي ليش فيها ازدهار مسرحي؟ سؤال لأن الفنانين بيتبرعوا وقتهم علشان المسرح لأن الفنانين رفضوا العمل بهوليود وجاؤوا يعملوا بالمسرح تبعهم لأن الفنانين ما بدهم يروحوا يشتغلوا في التليفزيون لأن المسرح يا سيدي يؤمن لهم فرص إبداعية هامة جدا زائد أن هذا المسرح بيضمن لهم حياة كريمة.
بسام القادري: هنا سأنتقل وإياك إلى مشاريعك في المسرح وقد سمعنا بأنك تبحث عن ممول لمشروع مسرحي هو عبارة عن إطلالة تضيء على صورة الإسلام الحقيقية.
جمال سليمان: أنا قدمت علشان افتتاح دار الأوبرا في مشروع (Repertoire) يعني مشروع موسم مسرحي في ثلاثة عروض مسرحية لمخرجين مختلفين وفنانين مختلفين عرض رقص حديث موسيقى كلاسيكية وموسيقى عربية وإلى آخره أما المشروع الشخصي كان بقلب هذا المشروع الكبير كلاته هو عرض عن مؤسسة المسرح السوري الشيخ أحمد أبو خليل قباني وهذا العرض معاصر وراهن إلى أقصى الحدود لأنه أنت ملاحظ اليوم إنه إحنا نقع بين قوتين ضغط عم يقاتلوا معركة في هذا العالم نحن بالنص بيناتهم الآن عندك مجال الإسلام المتشدد مدرسة الطالبانية في الإسلام مدرسة متشددة وعندك بالمقابل اتهام الإعلام ومراكز القرار السياسي الغربي ومراكز الدراسات وخاصة بالولايات المتحدة الأميركية لتوصفنا بإنه الإسلام بطبيعته إرهابي الإسلام بطبيعته قمعي الإسلام بطبيعته متخلف الإسلام بطبيعته كذا وكذا وإلى آخره من الصفات والاتهامات اللي صارت يعني شائعة ومتداولة ومعروفة بس موقف طالبان وموقف جورج بوش بما يمثلانه ممكن شخصيا فقط ينم عن جهل رهيب جدا بالتاريخ نحن واجبنا اليوم أن نكون الطرف الثالث اللي يقاتل هذه المعركة..
بسام القادري [مقاطعاً]: وإلى أين وصل هذا المشروع هذا العمل؟
جمال سليمان [متابعاً]: الحقيقة أن المشروع باعتباره مشروع غنائي ضخم لأن مسرح أبو خليل بالأساس مسرح غنائي باعتباره أنه فيه استحضار لدمشق القرن التاسع عشر فهو من ناحية الإنتاجية لاقيته الجهات المعنية إنه إنتاج مكلف جدا رغم أنه أنا يعني شايف أن المبلغ متواضع جدا دفع أد إضعاف هذا المبلغ على إنتاجات فنية بالأخير كانت أقل أهمية وأقل سوية لا أزال أبحث عن تمويل للمشروع حتى نعمل المشروع بالنسبة إلى هذا مهم جدا لأنه يعني أنا بالأساس الفكرة مهمة بالنسبة إلى وبعدين اشتغلت مع السيدة دلع الراحبي على الموضوع فكتبت نص عن الشيخ أبو خليل هو من أبدع وأجمل ما قرأت يعني فالمسرح العربي زمن طويل فجمال النصلي كتبته السيدة دلع يعني زادني تعلق بالمشروع وعم نبحث يعني عم نبحث لا نزال أنه نقدر نعمل هذا المشروع.
بسام القادري: أستاذ جمال سليمان الفنان السوري وبالتالي العربي شكرا جزيلا لك.
جمال سليمان: حبيبي شكرا.
بسام القادري: مشاهدينا لحظات ونعود لمتابعة ما تبقى من برنامج أوراق ثقافية.
[فاصل إعلاني]
مهرجان بيروت للأفلام الوثائقية
بسام القادري: مهرجان الأفلام الوثائقية في بيروت بدورته السادسة هذا العام شهد مشاركة واسعة ما يزيد على ثلاثين دولة شاركت بنحو خمسة وستين فيلما المهرجان وبحسب منظميه والنقاد نجح في تكريس السينما الوثائقية في المشهد السينمائي العربي الزميلة بشرى عبد الصمد وإطلالة على المهرجان بدورته الأخيرة.
[تقرير مسجل]
بشرى عبد الصمد: بين سنته الأولى واليوم خطى مهرجان الأفلام الوثائقية خطوات متقدمة فتحولت إلى تظاهرة حقيقية ينتظرها جمهور من المهتمين فضلا عن مجموعة من المخرجين العالميين. خمس وستون فيلما وثائقيا من ثلاث وثلاثين دولة حضروا في مهرجان هذا العام الممتد على مدى عشرة أيام المواضيع اختلفت وتنوعت باختلاف المخرجين والبلدان القاسم المشترك في كل ذلك بقي القضايا الإنسانية.
محمد هاشم: يعني عناوين كبيرة تمتد من المجتمع الماليزي وصولا لحرب العراق وصولا لقضايا لبنانية داخلية وشخصية لفلسطين الحاضرة أبدا بالمهرجان بالإضافة إلى مواضيع من أوروبا من أميركا من كندا من جميع دول العالم.
بشرى عبد الصمد: أحببنا بعضنا كثيرا عنوان لوثائقي يأخذك خلال خمسة وسبعين دقيقة في رحلة إلى عوالم مختلفة عبر صوت الفنانة فيروز.
جاك جانسن : إنه عن المغنية المشهورة فيروز لكنه ليس عن حياتها هو يركز فعليا على ناس في بيروت الذين عبر الموسيقى أسطورة فيروز يتحدثون أيضا عن أنفسهم وعن تاريخهم.
بشرى عبد الصمد: دريد منجم مخرج من أصل عراقي يعيش في كندا اختار بلده الأم وشعبه عنوانا لفيلمه الوثائقي فصوّر الناس وصور الحرب بنظرة إنسانية بعيدا عن السياسة قدر الإمكان بالنسبة إليه كما لشريحة واسعة فإن تطور الإنتاج الوثائقي في العالم العربي أصبح حاجة ضرورية في أيامنا هذه.
" |
دريد منجم : أجد أن تطور الأفلام الوثائقية في العالم العربي سائر نحو التغيير هو آخذ بالانفتاح أكثر وهناك حاجة متزايدة لدى الناس في العالم العربي لمشاهدة أفلاما وثائقية عنهم.
بشرى عبد الصمد: يبدو واضحا تطور الاهتمام لدى الجمهور العربي بالأفلام الوثائقية وهو شيء يمكن ملاحظته عبر جمهور المهرجان الذي يتزايد عاما بعد عام ولو بخطى بطيئة بعض الشيء.
محمد هاشم: الجمهور شاف إنه في أفلام جميلة جدا أفلام مفيدة أفلام مسلية بنفس الوقت عم تستقطب سنة بعد سنة عدد كبير من المشاهدين وهذا يفترض ينعكس على المحطات العربية بعد ما شاهدنا نقلة نوعية بالعالم كله زيادة اهتمام بالفيلم الوثائقي فهذا الاهتمام بالعالم العربي يفترض نشوفه بازدياد الساعات المخصصة لبث الأفلام الوثائقية وبقناة الجزيرة الوثائقية اللي يفترض انطلاقها قريبا هايدي بأعتقد برأيي الشخصي وبرأيي المهني إنه يفترض تشكل نقلة نوعية كبيرة بإنتاج الفيلم الوثائقي.
بشرى عبد الصمد: ورغم اكتسابه صفة المهرجان الدولي يبقى مهرجان بيروت مخلصا لهدف قيامه الأساسي وهو تطوير صناعة الأفلام الوثائقية من هذا المنطلق يُفرد المهرجان حيزا لمشاركة طلاب وغير المحترفين عبر أفلام قصيرة وطويلة بشرى عبد الصمد لبرنامج أوراق ثقافية الجزيرة-بيروت.
" |
بسام القادري: ناس الغيوان ليست مجرد فرقة فنية بل هي ظاهرة ثقافية بكل ما في الكلمة من معنى شهدها المغرب في السبعينيات ظاهرة تجلت في الثورة على كل شيء على الأغنية السائدة على الظلم والفقر انتصار للإنسان وتطلعاته في حياة كريمة إنها قبل كل شيء ثورة فنية استطاعت أن تحفر أسمها في ذاكرة الكثيرين الزميلة إقبال إلهامي تستعيد تجربة ناس الغيوان وتستذكر من رحل من مؤسسيها ومن بقى منهم معتصما بالصمت وبالعزلة
[تقرير مسجل]
إقبال إلهامي: من المسرح أبي الفنون قدم أولئك الفتية يستحضرون الأسئلة الحرجة في مغرب السبعينات شاركوا في التمثيل والإنشاد في مسرحيات مقتضبة من نصوص تراثية ومن أدب ملحون كانت تلك محطتهم الأولى قبل أن يجتمعوا ذات مساء في أحد دروب هذا الحي الشعبي ذي الحمولة التاريخية والاجتماعية في الدار البيضاء للإعلان عن تأسيس مجموعة ناس الغيوان كان الأمر أشبه بثورة فنية وثقافية استوحت معالمها من تجربة البيتلز البريطانية لكنها أحاطتها بضوضاء الداخل ذات العلاقة بنصوص الإنشاد وتفجير الشحنات الانفعالية التي كانت تخاطب الجيل الجديد في المغرب.
حسن ترايس- صحافي مغربي: كنا في الأول نعتقد بأن المجموعة ناس الغيوان أغاني ناس الغيوان انفراجا سياسيا بحيث أننا كنا كلما غاب ناس الغيوان إلى فترة سنة مثلا نتساءل هل تم القبض عليهم؟ إذا كان يعيشون في مخيل المجتمع المغربي خاصة المجتمع يعني المنحط بين قوسين إذا فهم الأوائل الذين غنوا مثلا وحول مواضيع التفاوت الطبقي في الوقت الذي كان مفهوم الطبقة ممنوع الكلام عليه في الشارع وفي خاصة في وسائل الإعلام.
إقبال إلهامي: كان ناس الغيوان أبناء جيلهم بامتياز لم يكونوا ظاهرة غنائية فقط لكنهم فتحوا منافذ جديدة أمام الإبداع المغربي الخالص عبر التقاط أنفاس الحسرة والألم والدعوة إلى التخلص من جحيم البؤس والإذعان إلى الواقع.
زهير قمري- جمعية ناس الغيوان: المجموعة كانت ولازالت دائما تغني الأغنية الموضوعية الأغنية الملتزمة أي الأغنية التي تعكس الصورة الحقيقية للواقع الذي يعيشه ويحسه أي مواطن مغربي.
إقبال إلهامي: يندب المغني عبد العزيز الطاهري وهو أحد مؤسسي ناس الغيوان حظه الحزين يبحث عن مكان الضوء في عالم مظلم ويسأل عن سر الوجود كانت نكبة المجموعة كبيرة بعد أن قرب العمر القصير عميد الفرقة بوجميع إلى مصيره أمام الفردوس الآخر بينما الرفاق يصمدون فالعهد الذي أبرموه في الحي المحمدي يحتم عليهم الذهاب بعيدا من هذا الحي، الحي المحمدي انطلق ناس الغيوان كانوا خمسة غاب اثنان منهم ولازال الآخرون يصارعون من أجل الفن والحياة والصمود تجربة. سينضاف إلى فجيعة نصف الطريق غياب صوت آخر العربي باطما الذي كتب وأنشد وشكل صوته المتميز عنوانا لصرخة جيله.
عبد العزيز الطاهري: أنا في اعتقادي أن الأغاني ديال ناس الغيوان تبقى خالدة وغديت تغنوا بها أجيال وأجيال ولكن في حدود يعني إلى موت العربي باطما رحمه الله أما الأشياء الأخرى اللي كانت تُقدم أو اللي كانت تنعمل أنا دائما كنت نقول بأنه العمر ديال هذه التجربة من ناحية الإبداع والعطاء ومن ناحية الشكل والمضمون قد يكون استوفى أغراضه حاليا ولكن لازال الشباب يطالب بمن يرتب له أغاني ناس الغيوان القديمة.
إقبال إلهامي: جاء باطما إلى الغناء من فناء المسرح لكن حياته كانت بمثابة مسرحية حزينة بحثنا عن بيته في الحي المحمدي فوجدناه خاليا سوى من شقيقه الذي كان يتذكر أشياء وتغيب عنه أشياء أخرى بسبب مرضه، إقبال إلهامي لبرنامج أوراق ثقافية الجزيرة-الدار البيضاء.
بسام القادري: مشاهدينا إلى هنا ونصل وإياكم إلى طي آخر صفحة من صفحات حلقة هذا الأسبوع من برنامج أوراق ثقافية هذه تحيات فريق البرنامج وإلى اللقاء.