تأمـــــلات

طلبت أن تعيش نصف ساعة إضافية.. من هي؟

هي والدة الصحفي والأديب المصري إحسان عبد القدوس، وصاحبة مجلة “روز اليوسف” التي ظلت لسنوات تتصدر المشهد الصحفي في مصر.. فما قصتها؟

وتناولت حلقة (2024/10/1) من برنامج "تأملات" -التي تبث على منصة "الجزيرة 360"- ، محطات من حياة فاطمة اليوسف التي قال عنها نجلها "أمي صنعت مني هذا الرجل".

بانر تأملات

ولدت فاطمة في لبنان عام 1898 وذاقت اليتم صغيرة، فحملها أقاربها على ظهر باخرة قاصدين البرازيل، وكانت في نحو 14 عاما من العمر.

وعندما رست الباخرة بالإسكندرية، نزل المسافرون للاستراحة بضعة أيام. ورأى الممثل المعروف عزيز عيد الفتاة فاطمة فاستبقاها في مصر لتؤدي أدوار البنت الصغيرة.

ومثلت فاطمة على المسرح، في فرقة نجيب الريحاني وجورج أبيض، ويوسف وهبي. وتألقت وهي في سن الشباب.

وتزوجت محمد عبد القدوس وأنجبت إحسان، وبعد الطلاق تزوجت زكي طليمات وأنجبت ابنتها آمال.

وقبل أن تنحسر الأضواء عنها، تركت فاطمة المسرح وهي بالقمة، وقررت أن تنشئ مجلة أسمتها على لقبها الفني "روز اليوسف" في جرأة نادرة من ممثلة لم تدخل المدارس.

وصدر العدد الأول من المجلة عام 1925 التي ظلت قارئة الحكومات والملك، وكانت فاطمة مؤيدة للزعيم المصري سعد زغلول ولحزب الوفد، وتقلبت المجلة مع تقلبات السياسة، وحجبت مرات، ولكنها ظلت تعود وتتصدر المشهد الصحفي.

واهتمت "روز اليوسف" بفن الكاريكاتير، وكان للرسام الأرمني ألكسندر صاروخان ريادة بهذا الفن، فابتدع شخصية "المصري أفندي" الذي كان يردد "نفسي نحارب خصومنا زي ما نحارب بعضنا".

وبعد انتهاء العهد الملكي في مصر، قارعت فاطمة بمجلتها العهد الجمهوري.

وروى الصحفي المصري أحمد بهاء الدين قصة وفاة فاطمة قائلا إنها طلبت أن تعيش نصف ساعة إضافية عندما فاجأتها أزمة قلبية وهي تحضر عرضا سينمائيا، فخرجت بسرعة وطلبت سيارة أوصلتها إلى بيتها.

وبعد أن استلقت على سريرها فارقت فاطمة الحياة عام 1958.

ويذكر أن فاطمة ولدت في نفس العام الذي ولدت فيه المغنية المصرية الراحلة أم كلثوم، ويقال إنها تشبهها كونها كانت أيضا عصامية وقوية الشخصية.