تأمـــــلات

قصة حبّ أخرجت "قصة الحضارة" للعالم.. وماذا تعرف عن شاعر القطرين خليل مطران؟

عرّفت حلقة (18/8/2020) من برنامج “تأملات” بشاعر القطرين خليل مطران، وبكتاب “قصة الحضارة” لول ديورانت، إضافة إلى فقرات عديدة منها أصل الكلام ولغتنا البليغة ووقفات وفصيح العامة، وغيرها.

خليل مطران شاعر القُطرين: مصر والشام، لا يذكره معاصروه إلا أفاضوا في الحديث عن سخائه ودماثة خلقه، فأين هو من بين شعراء عصره؟

ولد خليل مطران في بعلبك وكانت في ذلك الزمن ضمن سوريا الكبرى، ودرس العربية في بيروت على إبراهيم اليازجي، ورحل إلى باريس، ومنها إلى الإسكندرية، فالقاهرة حيث ترأس تحرير جريدة الأهرام، ثم أسس مجلة لسنتين، ثم صحيفة "الجوائب المصرية" اليومية مدة 4 سنين.

لكن مطران ظل ينظم الشعر، وكان ثالث ثلاثة مع أحمد شوقي وحافظ إبراهيم، وكانت له مع حافظ صداقة عمر، وقد ترجما معا كتابا في علم الاقتصاد.

وأضاف مطران للمكتبة العربية ترجمات لعدد من مسرحيات شكسبير، ترجمها عن الفرنسية.

برع مطران في صوغ التمثيليات الشعرية، فروى قصة نيرون في مئات الأبيات على قافية واحدة.

في مصر، شهد مطران تعسف المحتل الإنجليزي وغطرسة المندوب السامي اللورد كرومر. ومن الشام جاءت أخبار المحتل الفرنسي، فعندما دخل الجنرال غورو دمشق غازيا، توجه إلى قبر صلاح الدين وقال كلمته التي وثَّقها أحد رفاق السلاح: هؤلاء نحن، يا صلاح الدين!

ولم تمض إلا أعوام قلائل حتى قصفت فرنسا دمشق قصفا وحشيا أدى إلى مقتل المئات.

كان مطران ضمير العرب. كان شاعر القطرين إلى جوار شاعر النيل حافظ، وأمير الشعراء شوقي، وعندما توفيا سماه النقاد "شاعر الأقطار العربية".

مات خليل مطران عام 1949، وقد عاش عزبا ومات وحيدا فقيرا، ودفن في القاهرة، لكن المرء لن يجد له قبرا، فقد دفن في مقابر الصدقة في قبر جماعي يضم العشرات، كما يقول الكاتب المصري وديع فلسطين الذي اشترك في تشييعه.

قصة الحضارة

كتاب من نحو 30 ألف صفحة تقع في أكثر من 40 جزءا في الطبعة العربية. بدأ الأميركي ول ديورانت كتابته عام 1935، وأتمه بعد 40 عاما. كتب نصف المجلدات وحده، ثم شاركته زوجته آرييل في النصف الباقي.

أراد ديورانت أن يكتب التاريخ الثقافي والحضاري للعالم، فجاء كتابه مليئا بآلاف النوادر والحكايات عن أهل العلم والفن والأدب والدين، وكان هو وزوجته يسافران أشهرا في كل سنة، فلا يكتبان عن حضارة إلا بعد أن يعيشاها في مكانها.

صدر الكتاب بالإنجليزية، وكانت أجزاؤه تترجم إلى العربية أولا بأول، ويجد المرء فيه وصفا للحضارات السومرية والفرعونية ولحضارة الهند واليونان وأوروبا، وصولا إلى عصر نابليون. وقد وصف ديورانت الحضارة الإسلامية في نحو 400 صفحة.

يلمس القارئ بسهولة أن هذا الكتاب -رغم ضخامته- قد كُتب بحب، ولعل مبعث هذا أن الزوجين عاشا قصة حب دامت 60 سنة.

عندما دخل ديورانت المستشفى وهو في الـ96 من العمر، امتنعت زوجته عن الطعام، وماتت. وكتمت ابنتهما الوحيدة الخبر عن أبيها، ولكنه عرفه من صحيفة المساء، ومات بعد زوجته بأسبوعين.