شاهد على العصر

مهاتير للجزيرة: جميع الدول تعاني من الفساد وآليات الحماية معقدة للغاية

تسعى دول العالم لتحقيق تنمية اقتصادية ترقى بالمستوى العام لمواطنيها، ولكن الفساد يحول دون تحقيقها ذلك، فهل تمكنت ماليزيا وغيرها من دول العالم من محاربة الفساد؟

قال رئيس الوزراء الماليزي السابق ومؤسس ماليزيا الحديثة مهاتير محمد إن جميع الدول تعاني من الفساد، كما أن آليات حماية الشركات من الفساد معقدة للغاية، ولكن ما تم القيام به في ماليزيا هو محاولة تقليل الفساد إلى أدنى مستوياته لأنه لا يمكن التخلص منه بشكل كلي ومن الصعب الحصول على دلائل لإثباته.

وأضاف السياسي المخضرم في تصريحاته ضمن الحلقة الثامنة من شهادته على العصر (2020/5/24) أنه لا يوجد بلد في العالم تمكّن من القضاء على الفساد بشكل كامل، مشيرا إلى أن فرص الفساد في ماليزيا أكبر من سنغافورة لتوفرها على 23 حكومة محلية، إضافة إلى الحكومة الفدرالية.

وأشار في حديثه عن طرق محاربة الفساد إلى أن الصين تطبق حكم الإعدام على الفاسدين، بينما تكتفي ماليزيا بوضعهم في السجون، فضلا عن أن عدد السكان الكبير المقسم حسب الأعراق والإنجازات الاقتصادية له تأثير كبير على محاربة الفساد.

وتحدث مهاتير عن نمو دخل الفرد الماليزي الذي انتقل من حوالي 1400 دولار سنويا إلى حوالي 10 آلاف. ولكن في الوقت الراهن لا يوجد تحسن كبير لأن تكاليف المعيشة أصبحت مرتفعة، فرغم الزيادة في الرواتب لا يستفيد الناس كثيرا من زيادة دخولهم. لكنه شدد على تحسن الوضع الاقتصادي للشعب الماليزي بعد الاستقلال ووجود شريحة واسعة من الطبقة المتوسطة.

إعلان

أما عن مساوئ الخصخصة، أوضح مهاتير أن بعض الشركات بعد توكيلها للقطاع الخاص لا يتمكن القائمون عليها من إدارتها، مما يتسبب في إغلاقها، وفي مثل هذه الحالات تعمل الحكومة على شراء هذه الشركات مرة أخرى وإدارتها باستخدام أموال الحكومة.

ولذلك فالخصخصة لم تكن مربحة دائما ولم تكن تضمن نجاح الشركات كذلك، ولكن تظل فرص النجاح أكثر إذا تم تسيير الشركات باعتبارها شركات خاصة وليست حكومية.