شاهد على العصر

المقريف: القذافي كان مهووسا جنسيا واستعان بالصهاينة في صياغة الكتاب الأخضر (ج5)

قال محمد المقريف أول رئيس للبرلمان الوطني العام بليبيا في الجزء الخامس من شهادته على العصر، إن حركات صهيونية وماسونية ساعدت القذافي في تأليف الكتاب الأخضر.

قال محمد المقريف أول رئيس للبرلمان الوطني العام بليبيا إن الكتاب الأخضر الذي ألفه القذافي كان عبارة عن هرطقات سياسية وخزعبلات فكرية، فرض القذافي على كل الليبيين دراستها في المدارس والجامعات وحفظها، وأصبحت بمثابة الدستور الذي يحكم البلاد.

واتفق المقريف في الجزء الخامس من شهادته -في "شاهد على العصر"- مع تصريحات أدلى بها رئيس الوزراء الليبي السابق عبد السلام جلود أحد أكثر المقربين للقذافي الذي أكد أن جماعات ماسونية هي التي أوحت للقذافي بالكثير من الأفكار والهرطقات التي تضمنها الكتاب الأخضر.

وفيما يتعلق بعلاقات القذافي مع الحركات الصهيونية والماسونية، أكد المقريف أن القذافي وجه في عام 1972، دعوة لجماعة "أبناء الرب وبنات الله" الصهيونية لحضور معرض طرابلس، وأنهم أقاموا حفلة في خيمة القذافي، وسمح لهم بإقامة حفلات ماجنة مع ضباط الجيش الليبي.

وفي دليل على علاقة القذافي بالجماعات الصهيونية، أشار المقريف إلى الكتاب الذي ألفه الصهيوني الشهير "موسى ديفد" في سبعينيات القرن الماضي، بعنوان "عالم القذافي الثالث" الذي وصف فيه القذافي بأنه المهدي المنتظر الذي سيوحد شعوب العالم. 

وأعلن ديفد أنه قام بتعريف القذافي على جماعات ماسونية وصهيونية ساعدته في صياغة أفكاره ووضع نظمه السياسية.

وتحدث المقريف عن الهوس والشذوذ الجنسي الذي كان مصابا به القذافي، والأذى الذي ألحقه بأعراض الليبيين حتى مع أقرب المقربين له، حيث كان القذافي يخصص قاعة في الجامعة الليبية مزودة بكاميرات يستطيع من خلالها مراقبة الطالبات وانتقاء من تستهويه منهن، ولا يتردد باستعمال سلطاته وقبضته لفرض رغباته على من تحاول مقاومته.

وقال المقريف إن قذارة القذافي لمسها الكثير من الزعماء في العالم والقادة، وبعضهم لم يمانع بدفع الثمن مقابل حصوله على المال، مؤكدا أن القذافي أنشأ جهازا كاملا لينظم له هذه العلاقات القذرة والشاذة، وهذا ما تحدثت عنه الصحفية الفرنسية اتيك كوجان في كتابها "الطرائد" التي تناولت فيه ضحايا القذافي من الفتيات والنساء.

ثورة الطلبة
وفيما يتعلق بعلاقة القذافي بمجتمع الطلبة، وصفها المقريف بأنها كانت الأسوأ حيث إن مجتمع الطلبة كان رافضا علنا لكل سياسات القذافي، ولم يخف أعضاء هيئة التدريس بالجامعات في اجتماع دعاهم إليه القذافي بتاريخ 1972/2/28 معارضتهم لسياسات القذافي، وطالبوه بالعودة هو والعسكر لثكناتهم وتسليم الحكم للمدنيين.

فخرج القذافي بعد يومين وهاجم الطلبة وهيئة التدريس من خلال مجلة تابعة للجيش، ووصفهم بأنهم بلطجية ولا يفقهون شيئا، مما دفعهم للإضراب العام. وبعد أن تعقد الموقف بشكل كبير، عاد ودعاهم لاجتماع جديد، فخرج إليه الطالب "صالح الفارسي" وقال إن الشعب الليبي لا يريد أن يتحكم العسكر بالحياة العلمية والثقافية بالبلاد، إنهم يريدون منك ومنهم أن تعودوا لثكناتكم وتتركوا الحكم لأهل الاختصاص.

فخرج القذافي غاضبا، وأعلن أنه سيسحق كل طالب يتجاوز الحدود المسموح له بها، وسيأتي بعسكريين ليكونوا عمداء الكليات، وقد يستورد طلبة من الخارج ويطرد الطلبة الليبيين.

وواصل الحرب ضد الطلبة لأربع سنوات، وفي 7 أبريل/نيسان 1977 أعلن القذافي "ثورة الطلبة" حيث علق العشرات منهم على أعواد المشانق في الشوارع العامة، وسجن المئات، وكذلك فعل مع الكثير من الأساتذة، وأجبر الليبيين على الاحتفال بهذا التاريخ في كل عام.

الجماهيرية العظمى
وفيما يتعلق بمزاعم القذافي بتخليه عن السلطة وتركها للشعب من خلال الكتاب الأخضر والشرعية الثورية اللذين أطلقهما، أكد المقريف أن كل هذا كان مجرد هراء، وأن القذافي مارس التفرد بالسلطة بشكل مطلق، ولم يكن الشعب من خلال ما يعرف بالمؤتمرات الشعبية قادرا على اتخاذ أي قرار، حيث إن القرارات تصدر بالحقيقة عن لجان ثورية، وأعضاء هذه اللجان هم زمرة صغيرة من المحيطين بالقذافي.

ونوه المقريف بأن الشعب الليبي لم يكن مقتنعا بهذه المؤتمرات العامة، ولم يحرص على حضورها، وكانت نسبة الغياب مرتفعة جدا، الأمر الذي أزعج القذافي فقام بتهديد الليبيين بتقسيم المواطنين لعبيد وسادة، فمن يحضر المؤتمرات العامة يحصل على بطاقة سيد، ومن يغب عنها يحمل بطاقة "عبد".

ويضيف "شاهد على العصر" إلى أن الاستبداد وصل بالقذافي إلى الحد الذي نصت فيه "الشرعية الثورية" على اعتبارات توجيهاته، بمثابة قرارات واجبة على كل الليبيين. وأن من لا يدرس الكتاب الأخضر والشرعية الثورية ويدرسها لأولاده لا يستحق أن يكون ليبيًّا.

ومن هرطقات القذافي أنه قام بتغيير اسم الجمهورية الليبية إلى الجماهيرية العربية الليبية الشعبية الاشتراكية العظمى، وقام بتغيير تقويم السنة الهجرية حيث تبدأ من ميلاد الرسول عليه السلام وليس من هجرته، كما غيّر التقويم الميلادي، وذهب به الأمر لإنكار السنة النبوية واعتماد القرآن وحده مصدرا للتشريع.

وأشار المقريف إلى أن القذافي لم يقرأ قط خطابا مكتوبا، بل كان يتعين جمع خطاباته بعد ذلك وتدريسها لليبيين، غير أن بعض خطاباته لم يتسنَّ نشرها لمستوى البذاءة الكبير الذي تضمنته والإساءة لليبيين بشكل غير مقبول.