شاهد على العصر

المرزوقي: التفاهم كان مفقودا بيني وبين حمادي الجبالي

واصل الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي في الحلقة الثالثة عشرة حديثه لبرنامج “شاهد على العصر” عن الفترة التي قضاها في قصر قرطاج كأول رئيس منتخب في تونس بعد الثورة.

قال الرئيس التونسي السابق المنصف المرزوقي إن حمادي الجبالي رئيس أول حكومة بعد الثورة التي أطاحت بنظام زين العابدين بن علي، "لا يفهم في السياسة".

وأضاف المرزوقي في الحلقة الثالثة عشرة من حديثه لبرنامج "شاهد على العصر" عن الفترة التي قضاها في قصر قرطاج كأول رئيس منتخب في تونس بعد الثورة، "أن الجبالي لم يكن يريدني كرئيس للجمهورية منذ البداية، حيث كان مناصرا لشخصيات أخرى لأسباب متعددة".

وقال في الحلقة التي بثت بتاريخ (2017/6/25) إن "الجبالي لم يكن يرد على اتصالاتي التلفونية، وكان يتصرف تصرفات لا يمكن تخيلها، وأول خطأ ارتكبه هو أنه لم يكن يتعامل معي كشريك بل كغريم".

وتابع "جلست مع الجبالي وقلت له إننا يجب أن نجري الانتخابات البلدية لأن الديمقراطية تبدأ بها، فضحك وسخر مني، فقلت إن هذا الرجل لا يفهم في السياسة، وأقسم بالله العظيم لو فهم الجبالي الوضع وأجرينا الانتخابات البلدية آنذاك لكنا الآن في السلطة أنا وهو والجميع".

وأوضح المرزوقي أنه تعامل مع ثلاثة رؤساء حكومات هم حمادي الجبالي وعلي العريض ومهدي جمعة، مشيرا إلى أن الوحيد من هؤلاء الذي تعامل معه كرجل دولة هو العريض "الذي اعتبره رجل دولة حيث كان يجلس معي كشركاء، أما الجبالي وجمعة فكانا يجلسان معي كغرماء ولم يكونا في مستوى المسؤولية".

القصور الرئاسية
وحول قراره بيع القصور الرئاسية بعد أربعة أيام من دخوله قصر قرطاج يوم 17 ديسمبر/كانون الأول 2011، قال إنه كان قرارا مدروسا وجاء في إطار سعيه لتغيير الصورة النمطية لرئاسة الدولة وعلاقة الرئيس بكامل المنظومة. وأضاف أنه أعاد تلك الممتلكات إلى الدولة ولم يبعها لأنها ملك للدولة وليست ملكا له.

وأكد ضرورة تغيير الصورة النمطية للحكام العرب حيث يتصرفون في أملاك الدولة كما يشاؤون وشعوبهم تعيش في فقر، إلى صورة نمطية جديدة "وأنا أتشرف بأنني بدأت السير في هذا الطريق، ولست نادما على ما فعلت".

وقال إن فكرة أن الشعوب العربية مغلوبة على أمرها وأنها تعيش تحت سطوة الحاكم المقدس ستتغير على يد الأجيال المقبلة، معتبرا أن رئيس الجمهورية يجب أن يكون شخصا بسيطا متواضعا يأكل مما يأكله الشعب.

الجيش
وتحدث المرزوقي في حديثه عن فترة رئاسته عن علاقته بالجيش باعتباره القائد الأعلى للقوات المسلحة، حيث كان أبعد الناس عن الجيش باعتباره طبيبا ومثقفا وحقوقيا.

وقال "حاولت في البداية عبر الجنرال عمار والوزير عبد الكريم الزبيدي فهم شيء عن المؤسسة العسكرية، لكنهم وضعوا حاجزا أمامي وكانوا يريدون أن أبقى خارج المنظومة، لكنني لست طرطورا فقمت بتعيين الجنرال وشتاتي، وفي ظرف سبعة أشهر تعلمت كيف يعمل الجيش".

كما تحدث المرزوقي عن رفضه القاطع إنشاء جهاز أمن رئاسي للتنصت على الخصوم. وعزا عودة النظام القديم إلى الحكم في تونس إلى عدة عوامل منها خيبة الأمل في الثورة، والثورة المضادة، وعدم خبرة الحكومات التي تعاقبت على الحكم، مما سهل عودة منظمة الحكم القديمة.