شاهد على العصر

عبده: صراع النفوذ والثأر رسم علاقة الأحزاب المارونية

واصل المدير السابق للمخابرات العسكرية اللبنانية جوني عبده الحديث لبرنامج “شاهد على العصر” عن الاغتيالات والتصفيات المتبادلة بين قادة الأحزاب المارونية خلال فترة الحرب الأهلية.

قال المدير السابق للمخابرات العسكرية اللبنانية جوني عبده في الحلقة التاسعة من شهادته على العصر إنه علم بأن قائد تيار المردة طوني فرنجيه قتل مع زوجته فيرا قرداحي وابنته جيهان البالغة من العمر سنتين ونصف السنة وأكثر من ثلاثين من أنصاره ولم يختطف كما كان يرتب مؤسس حزب الكتائب بيار الجميل، عندما خرج طوني فرنجيه ليقاتل مع حراسه نحو ألف مقاتل من حزب الكتائب الذي كانوا يحاصرون منزله.

وفي الحلقة التي بثت الأحد (2017/1/1) نفى عبده أن تكون المخابرات اللبنانية قد علمت مسبقا بالهجوم، مشيرا إلى أنها رصدت توجه نحو ألف مسلح نحو الشمال، فأبلغت رئيس الجمهورية إلياس سركيس الذي أرسل على الفور ضابطا يدعى نعيم فرح إلى الرئيس الأسبق سليمان فرنجية لإخباره بذلك، لكن أحدا لم يكن يتوقع أن يستهدف الهجوم منزل نجله.

وشدد على أن اغتيال طوني فرنجية يوم 13 يوليو/تموز 1978 أو ما عرفت بمجزرة أهدن، مثّل صدمة كبيرة للمسيحيين في لبنان، كما كان بمثابة ضربة قاضية لسليمان فرنجية.

وردا على سؤال حول أسباب عدم محاسبة الفاعلين، أجاب عبده بأن الدولة اللبنانية لم تسطع إحالة هذا الموضوع لتحقيقات رسمية حقيقية تدين الفاعلين، لأن وضع السلطة كان مزريا وكان هدف الرئيس إلياس سركيس ألا يقسم لبنان كما كانت تخطط إسرائيل.

انتقام سوري
وبحسب عبده فقد قامت القوات الخاصة السورية بقيادة رفعت الأسد بحملة ضد المسيحيين المقربين من بشير الجميل في البقاع انتقاما لمقتل حليفهم طوني فرنجيه، كما قام الجيش السوري بمحاصرة بيروت الشرقية معقل القوات اللبنانية فيما سميت بحرب المئة يوم، وحدث خلال تلك الفترة قصف شديد لبيروت الشرقية ومنطقة الأشرفية، ولم تنته الاشتباكات إلا بعد وساطة عربية أدت إلى وقف إطلاق النار.

ولفت إلى أن هذه الفترة شهدت توترات بين الجيش السوري والمليشيات المسيحية، رغم أن الرئيس السوري حافظ الأسد دخل الحرب في البداية بحجة الدفاع عن الموارنة، لكنه كان يسعى للسيطرة على لبنان وتهميش جميع الطوائف، بما فيها المسيحيون، وكان ينظر إلى لبنان بوصفه مقاطعة سورية.

وأشار إلى أن سمير جعجع الذي قاد القوة التي نفذت مجزرة أهدن، نفذ بعد ذلك جرائم عدة منها اغتيال رشيد كرامي وتصفية العشرات من أنصار إيلي حبيقة، وقتل داني شمعون وزوجته أنغريد عبد النور وطفليه طارق وجوليان.

وفيما يتعلق بقرار الجيش اللبناني الدخول إلى جنوب لبنان في يوليو/تموز 1987، قال عبده إن "هذه كانت خطوة رمزية تهدف لبسط السيادة على الأراضي اللبنانية، وعدم إعطاء إسرائيل أي ذريعة لمهاجمة لبنان أو الفلسطينيين في جنوب لبنان".