شاهد على العصر

بن بلة يروي تفاصيل عودته للجزائر بعد الاستقلال ج9

تحدث أول رئيس للجزائر بعد الاستقلال أحمد بن بلة في الحلقة التاسعة من برنامج “شاهد على العصر” عن الأجواء السياسية قبيل استفتاء الاستقلال، والصراع على هوية الجزائر.

قال أحمد بن بلة -أول رئيس للجزائر بعد الاستقلال عن فرنسا– إنه عاد إلى الجزائر في 26 سبتمبر/أيلول 1962 بعد الاستفتاء الذي صوت فيه 97% من الجزائريين على الاستقلال، وأصبح رئيسا للحكومة وبعدها أول رئيس للبلاد بعد التحرير من الاحتلال الفرنسي.

وفي الحلقة التاسعة من شهادته المسجلة لبرنامج "شاهد على العصر" التي تبث في (2016/10/2) بمناسبة الذكرى المئة لميلاده أكد الرئيس الجزائري الراحل أن الفترة التي سبقت اتفاقية إيفيان عام 1962 شهدت انقسام قادة جبهة التحرير إلى فريقين، الأول يقوده رئيس الحكومة المؤقتة يوسف بن خدة، والثاني بقيادة رئيس أركان الجيش هواري بومدين.

وأضاف "لقد دعوت إلى عقد اجتماع للمجلس الوطني للثورة في العاصمة الليبية طرابلس لإنهاء هذه الانقسامات وانتخاب رئاسة جديدة، وقد حصلت على دعم جميع أعضاء المجلس باستثناء أربعة أصوات، كما تم تشكيل مكتب سياسي جديد لجبهة التحرير برئاستي وعضوية رابح بيطاط ومحمد خيضر ومحمدي السعيد، بالإضافة إلى محمد بوضياف وحسين آيت أحمد".

وتطرق بن بلة إلى الاتفاقية التي وقعت في 17 يونيو/حزيران 1962 بين ممثل الحكومة المؤقتة مصطفاي وممثل المنظمة المسلحة الجزائرية الفرنسية، قائلا "لقد كنت موجودا في تونس في ذلك الوقت، وقد رفضت بشدة هذه الاتفاقية لأن هذه المنظمة قامت بارتكاب جرائم ومجازر قتل فيها الآلاف من الشعب الجزائري".

ونفى بشدة أن يكون تعهد لملك المغرب الحسن الثاني بإعادة أو منح المغرب منطقة تندوف الحدودية، لكنه أقر بأن الحكومة المؤقتة الأولى برئاسة فرحات عباس اتفقت مع الملك المغربي الأسبق محمد الخامس على فتح ملف الحدود ما بعد الاستقلال.

موقف محايد
وبشأن موقف الملك الحسن الثاني في تلك المرحلة من الأزمة بين قادة الثورة الجزائرية، أوضح بن بلة أنه رغم استقبال الملك الحسن الثاني الحكومة المؤقتة لكن موقفه لم يكن سلبيا من الطرف الآخر الذي كنت أمثله مثل موقف الرئيس التونسي الحبيب بورقيبة، كما أن ملك المغرب لم يتدخل لصالحي أو لصالح بن خدة.

وشدد بن بلة على أنه دخل الجزائر في حماية الولاية الرابعة ولم يدخل مع جيش الحدود بقيادة هواري بومدين ولم تكن معه دبابة واحدة، ونفى أن يكون أصدر أوامره إلى قوات جيش التحرير بالزحف إلى مدينة الجزائر، حيث كانت الحكومة المؤقتة تواصل نشاطها فيها.

وأضاف أنه لم تكن هناك حكومة لأنقلب عليها، فلم يكن لحكومة يوسف بن خدة أي نفوذ داخل البلاد، حتى أنها خرجت من الجزائر إلى تيزي أوزو على أنها معارضة ثم توجهت إلى فرنسا بعد عدة أشهر.

وبشأن أسباب إلغائه اتفاقية إيفيان التي قادت للاستقلال رغم علاقته الجيدة بالرئيس الفرنسي شارل ديغول، قال "لم أرغب بتحدي فرنسا ولكن الاتفاقية كانت تعترف بحرية التملك للمواطنين، وكنت أرغب في نشر التوجه الاشتراكي بالجزائر".

وأكد بن بلة أنه لم يكن مطروحا أثناء فترة رئاسته مشكلة أو صراع على هوية الجزائر هل تكون إسلامية أم اشتراكية علمانية، وحتى مسألة الأمازيغية لم تكن مطروحة في البداية، مشيرا إلى أنه استقدم مدرسين من الدول العربية -خاصة مصر– لإعادة إحياء اللغة العربية بعد 132 عاما من الاحتلال الفرنسي.