شاهد على العصر

عبده: اتفاقية القاهرة أجلت الحرب الأهلية بلبنان 6 سنوات

واصل المدير السابق للمخابرات العسكرية اللبنانية جوني عبده في الحلقة الثالثة من شهادته على العصر، الحديث عن اتفاق القاهرة الذي حدد علاقات منظمة التحرير الفلسطينية مع لبنان.

قال المدير السابق للمخابرات العسكرية اللبنانية جوني عبده في الحلقة الثالثة من شهادته على العصر، إن "اتفاقية القاهرة بين رئيس منظمة التحرير الفلسطينية ياسر عرفات وقائد الجيش اللبناني إميل البستاني منعت الحرب الأهلية عام 1969 وأجلتها إلى عام 1975، رغم أن طرفي الاتفاقية لم يلتزما بما ورد فيها".

وفي الحلقة التي بثت يوم الأحد (2016/11/20)، أضاف عبده أن الوفد اللبناني انتظر وصول عرفات إلى القاهرة لمدة ثلاثة أيام، ولكن الأخير كان يرفض الحضور بسبب بعض النجاحات الصغيرة التي حققها الجيش اللبناني، وانتظر حتى نجح الفدائيون الفلسطينيون في إسقاط مروحية تابعة للجيش اللبناني حتى يكون موقفه التفاوضي قويا.

وأكد المدير السابق للمخابرات العسكرية اللبنانية أن دخول جمال عبد الناصر ورعايته الشخصية للاتفاق كانت بهدف إعطاء مناخ من الثقة والاطمئنان لطرفي المفاوضات، لأن مخالفة الاتفاق كانت تعني مخالفة لعبد الناصر شخصيا.

وردا على سؤال مقدم الحلقة أحمد منصور حول أوجه الاختلاف والشبه بين الاتفاق الذي وقعه عرفات والبستاني في مايو/أيار 1969 ورفض الرئيس اللبناني ورئيس الوزراء التصديق عليه، وبين اتفاق القاهرة الذي وقعه الرجلان في نوفمبر/تشرين الثاني 1969، أجاب بأنه لا توجد فوارق أساسية، لكن الرعاية المصرية هي التي شجعت الدولة اللبنانية على التصديق عليه.

إعلان

ولم يستبعد أن يكون إميل البستاني وقع تلك الاتفاقية للحصول على دعم منظمة التحرير، لاسيما أن البستاني كانت له طموحات سياسية، وكان لا يخفي رغبته في الوصول إلى منصب الرئاسة، لكن هذه الاتفاقية أدت إلى عزله من قيادة الجيش وقضت على مستقبله السياسي.

بنود الاتفاقية
وبحسب عبده فإن الاتفاقية منحت الفلسطينيين حق الإقامة والعمل والتنقل عبر تجميد تشريعات عام 1948، كما منحت منظمة التحرير الحق في مهاجمة إسرائيل انطلاقا من جنوب لبنان، لذلك دعمتها القوى الوطنية وكمال جنبلاط ورشيد كرامي، لكن المسيحيين رفضوا الاتفاقية لأن القيادات المسيحية تربي شعبيتها بفكرة الحفاظ على السيادة.

ورأى أن الذين عارضوا الاتفاق كانوا على حق والذين أيدوه كانوا أيضا على حق، فالمعارضون كانوا يرون أنه يمثل انتهاكا للدستور والقانون وتخليا عن سيادة الدولة على جميع أراضيها، أما المؤيدون فكانوا يرون أنه حل مناسب لإنهاء الاقتتال بين الفلسطينيين واللبنانيين، بينما كان الرئيس شارل الحلو يؤمن بأن المشكلة ستتفاقم في لبنان إذا استمر الصراع مع منظمة التحرير وكان يسعى لشراء الوقت.

وفي موضوع آخر أكد عبده أن دعم كمال جنبلاط ساهم في فوز سليمان فرنجية بمنصب الرئاسة، لكن ارتفاع مستوى الاحتقان السياسي والطائفي في لبنان أدى إلى تغيير سبع حكومات في السنوات الست التي حكم فيها فرنجية، كما أدى في النهاية إلى اندلاع الحرب الأهلية.

وفيما يتعلق بالأهداف الحقيقية وراء المنح العسكرية التي تقدمها دول كأميركا وفرنسا لضباط في جيوش دول أخرى، رأى عبده أنه ليس بالضرورة أن يكون الهدف تجنيد عملاء فقط، لأن تلك المنح تساهم أيضا في صناعة أصدقاء لتلك الدول، لكن في النهاية فإن وجود استعداد شرط أساسي لتجنيد أي ضابط، ولا يتم التجنيد بالإكراه.

وأشار عبده إلى أن عملاء أجهزة المخابرات المختلفة لا يعلنون ذلك ما عدا عملاء المخابرات الأميركية في لبنان، فهؤلاء يعلنون ذلك ويفخرون به لأنهم يظنون أن أميركا ستحميهم، لكن الحقيقة أن عمل المخابرات لا يوجد فيه أخلاق والمخابرات الأميركية تضحي بعملائها ولا تدافع عنهم.

إعلان
المصدر : الجزيرة