شاهد على العصر

سيلاذيتش: لا يمكننا نسيان مجزرة سربرنيتشا ج9

يكشف رئيس مجلس الرئاسة السابق بالبوسنة والهرسك حارث سيلاذيتش في الحلقة التاسعة من شهادته لبرنامج “شاهد على العصر” تفاصيل مجزرة سربرنيتشا التي راح ضحيتها آلاف المسلمين.

يؤكد رئيس مجلس الرئاسة السابق في البوسنة والهرسك حارث سيلاذيتش أن الشعب البوسني لا يمكنه أن ينسى مجزرة سربرنيتشا التي ارتكبتها القوات الصربية في يوليو/تموز 1995، وأن "من حقه أن يتذكر الأرواح البريئة التي ذهبت بتواطؤ من الأمم المتحدة". 

ويتهم سيلاذيتش -في الحلقة التاسعة من شهادته لبرنامج "شاهد على العصر"- الأمم المتحدة "بالخيانة"، وأنها كانت مسؤولة عن المجزرة التي راح ضحيتها ثمانية آلاف مسلم، حيث إن المنظمة الأممية كان عليها أن تحمي سكان سربرنيتشا، لأن المنطقة كانت تحت حمايتها، إضافة إلى أنها لم تتدخل لإيقاف المجزرة التي استمرت عشرة أيام.   

ويصف ما وقع في سربرنيتشا (شرقي البوسنة) بأنه كان "كارثة إنسانية" يتحمل مسؤوليتها ما يسمى بالعالم المتقدم، ويقول إن الأمم المتحدة كمنظمة فقدت بعد المجزرة التي ارتكبتها القوات الصربية بحق المسلمين مصداقيتها وشرعيتها.

ويؤكد سيلاذيتش أنه يتعرض للانتقاد من طرف البعض لأنه يتحدث كثيرا عن تلك المجزرة، ويتهم باستخدامها لأغراض سياسية، وأنه يجب ترك الماضي للماضي، لكنه يؤكد أن من حقه وجميع البوسنيين تذكر ما حدث في سربرنيتشا، متساءلا: "لماذا يُسمح للغير بتذكر الهولوكوست؟"

اتفاق دايتون
ويعرج رئيس مجلس الرئاسة السابق في البوسنة في شهادته على اتفاق "دايتون" الذي أنهى أعنف الحروب التي شهدتها أوروبا منذ الحرب العالمية الثانية، ويقول إن هناك أسبابا مهدت لهذا الاتفاق، منها مجيء الرئيس الفرنسي السابق جاك شيراك إلى السلطة، حيث كانت له مواقف متعاطفة مع القضية البوسنية ومع المدنيين خصوصا، بخلاف سلفه فرانسوا ميتران.

ومن المواقف التي ذكرها عن ميتران أنه سأل مرة وفدا بوسنيا زار فرنسا عما إذا كان بينهم أحد يدين بغير الإسلام، وهو الذي كان صرح أيضا بأنه "ليس لكل قرية أن تصبح دولة"، في إشارة منه إلى البوسنة والهرسك.  

ويشير سيلاذيتش إلى أن الدول الكبرى كانت تريد حل قضية البوسنة بأية وسيلة، ولذلك أرسلت ريتشارد هولبروك (توفي عام 2010) ليقوم بهذه المهمة، كما يصف اتفاق دايتون بأنه كان ظالما وعرقل النمو في البوسنة التي شبهها بالسيارة التي يقودها ثلاثة أشخاص.

غير أن الصرب حصلوا بموجب دايتون -يضيف سيلاذيتش- على 49% من الأراضي بعدما كانوا يسيطرون على 80%، كما فشلت خطة تقسيم البوسنة والهرسك، ومنح جزء منها للصرب وجزء للكروات.

وكانت أطراف النزاع في البوسنة وقعت اتفاقا للسلام في دايتون بولاية أوهايو بالولايات المتحدة يوم 21 نوفمبر/تشرين الثاني 1995 بعد أربعة أشهر على مجزرة سربرنيتشا، أنهى حربا ضارية في الفترة بين 1992 و1995 في البوسنة.

وكرس الاتفاق تقسيم البلاد إلى كيانين: الاتحاد الكرواتي المسلم وجمهورية صرب البوسنة، ويتمتعان بصلاحيات حكم ذاتي موسع، ويرتبطان بحكومة مركزية توصف بأنها ضعيفة، كما اقتضى نشر قوات حفظ السلام الدولية (إيفور).