شاهد على العصر

عبد الفتاح مورو: مرجعيتنا الإسلام هو دين حياة ج2

تحدث عبد الفتاح مورو، أحد مؤسسي حركة النهضة التونسية، في الحلقة الثانية من شهادته عن بداية ظهور الحركة الإسلامية في تونس، وعن علاقته براشد الغنوشي.

عوامل عديدة مهدت لظهور الحركة الإسلامية في تونس، وهي الحركة التي كان عبد الفتاح مورو، أحد مؤسسي حزب حركة النهضة التونسية ونائب رئيسها وأحد المساهمين الرئيسيين في بروزها إلى جانب شخصيات أخرى تركت بصماتها في المشهد السياسي التونسي.

في الحلقة الثانية من شهادته لبرنامج "شاهد على العصر"، يكشف مورو أن ثلاثة أحداث متتالية ساهمت في تحريك الشباب التونسي ودفعته لكي ينشد التغيير وهي: هزيمة 1967 ودور القضية الفلسطينية، وعزل الجنرال الفرنسي شارل ديغول عام 1968، ثم في عام 1969 الهزيمة التي مني بها البرنامج الاقتصادي للرئيس التونسي (الراحل) في ذلك الوقت الحبيب بورقيبة.

فهذه القضايا والأحداث زرعت الأمل في نفوس الشباب التونسي بإمكانية إحداث التغيير، مثلما يشير مورو الذي تحدث عن عوامل مهدت لهذا الواقع، منها دوره هو شخصيا في جلب الشباب إلى المساجد بعدما كانت مقتصرة على العجائز وأحيانا تكون فارغة إلا من ثلاثة أو أربعة مصلين.

ويذكر مورو في شهادته عدة شخصيات لعبت دورا في بلورة فكرة التغيير في تونس، بينهم راشد الغنوشي وأحميدة النيفر، وهما إلى جانبه -أي مورو- قاموا بتأسيس الحركة الإسلامية في تونس.

وكان لثلاثتهم مميزات استفادت منها الحركة الإسلامية، فالغنوشي رجل فكر وتنظيم، والنيفر كان يرى الإسلام دين حضارة، أما مورو فكان يمثل المشهد الشعبي وكان الخطيب والمدرس وأيضا من ينشط فرق الكرة وفرق الموسيقى والعمل العام عموما.

ويكشف أن الغنوشي درس في العاصمة السورية دمشق ثم توجه إلى العاصمة الفرنسية باريس من أجل الدراسات العليا، ولما رجع إلى تونس كانت لهما جلسات مع بعض والتقيا على نفس المنطلقات الفكرية ومنذ ذلك الوقت لم يفترقا.

مورو اعتلى المنبر في سن 16 (الجزيرة)
مورو اعتلى المنبر في سن 16 (الجزيرة)

وكانت المرجعية الفكرية التي اعتمد عليها مورو والغنوشي والنيفر تقوم على أساس أن "الإسلام هو دين حياة"، وأن المجتمع يحتاج إلى الإسلام لحل مشاكله، وهي نفس المرجعية التي كانت تسوّق خلال الستينيات مع فكر جماعة الإخوان المسلمين.

ومن الشخصيات التي لعبت دورا مهما في نهضة التونسيين -كما يذكر مورو- الشيخ محمد صالح النيفر الذي كان قد غادر إلى ولاية قسنطينة بالجزائر بسبب اعتراضه على بعض سياسات بورقيبة، لكنه رجع إلى تونس عام 1970 وقاد المسيرة، وهو الذي أسس أول مدرسة لتعليم البنات في تونس.

الشباب والمسجد
ويروي مورو أن قصته مع الخطابة بدأت في سن السادسة عشر عندما اعتلى المنبر في جامع الزيتونة وقدم خطبة عن الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وهي الخطبة التي يقول إنها أحسن خطبه.

وفي مسجد سيدي يوسف الواقع خلف مقر رئاسة الحكومة بتونس، واضب ضيف "شاهد على العصر" على الصلاة رفقة ثلاثة آخرين فقط الإمام والمؤذن وشخص آخر، وبطلب من الإمام محمد صالح بن مراد الذي ألبسه "العمامة" و"الشاشية" التي يرتديها حتى الآن أصبح مورو يلقي خطبة الجمعة.

وفي غضون ستة أشهر ارتفع عدد المصلين في مسجد سيدي يوسف من ثلاثة إلى حولي ألفين شخص جلهم من الشباب، من هنا بدأت هذه الفئة ترتاد المساجد.

ومن القصص التي يرويها مورو أنه طلب وهو في سن العشرين من عميد الجامعة التي كان يدرس فيها التصريح له بالذهاب إلى الحج، فما كان من العميد سوى السماح له بالذهاب وطلب منه أن يقرأ له الفاتحة.