شاهد على العصر

مورو: أخطأنا باندفاعنا في تأييد ثورة إيران ج4

كشف الشيخ عبد الفتاح مورو، أحد مؤسسي حزب حركة النهضة التونسية، في الحلقة الرابعة من شهادته، عن تفاصيل لقاء جمعه بالإمام الخميني بفرنسا، وعن مراحل تبلور فكر جماعته.
قال الشيخ عبد الفتاح مورو، أحد مؤسسي حزب حركة النهضة التونسية، إن الروافد الفكرية للحركة الإسلامية في تونس تميزت بالتنوع، ولم تكن "عابدة " أو" ناسخة" لفكر واحد، وشدد على ضرورة أن ينبع فكر الإسلاميين من واقعهم واحتياجات الناس لهم.

وكشف أن الحركة تأثرت بفكر السياسي السوداني حسن الترابي، وبفكر الإمام الخميني في إيران، رغم إقراره بأنهم كإسلاميين أخطأوا التقدير عندما اندفعوا في تأييد الثورة الإيرانية عام 1978.

وكشف مورو، في شهادته الرابعة لبرنامج "شاهد على العصر" أنه قام رفقة أحميدة النيفر، وأمير الجماعة الإسلامية بلبنان في تلك الفترة، بزيارة الخميني بالعاصمة الفرنسية باريس قبل ذهابه إلى طهران، ونقل عنه قوله لهم إن الطريقة المثلى لتقريب الناس من الإسلام هي "اقضوا حاجات الناس بالإسلام يقبل الناس على الإسلام".

ووصف اللقاء الذي جمعهم بالخميني بأنه كان إيجابيا، وأنه تم التركيز فيه على الوضع في إيران. كما كشف أنه أكل رفقة الخميني لأول مرة طبق العدس.

وأقر ضيف "شاهد على العصر" بأنهم كحركة إسلامية كانوا "مندفعين" في تأييدهم للثورة الإيرانية، وكان ذلك "خطأ وسوء تقدير" بسبب نقص الخبرة لديهم، وأكد أنه لم يزر إيران وكذلك راشد الغنوشي.

إعلان

وبشأن الحركة الإسلامية التونسية وكيفية بلورة فكرها، قال مورو إنها بدأت في "تونسة" فكرها ورجعت إلى الخلفية الإصلاحية لتونس بعد مظاهرات 26 يناير/ كانون الثاني 1978 التي أعلن عنها اتحاد الشغل رفضا لسياسة نظام الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة

ولأن الحركة الإسلامية لم تكن ظاهرة في المشهد السياسي التونسي، فقد شارك مورو في تلك المظاهرات بصفة فردية، ما أدى لإصابته ونجاته من الموت بأعجوبة بعد أن خرقت الرصاصة التي كانت موجهة إلى صدره المصحف الذي كان يواظب على حمله.

ووفقه، فقد قام مدير الأمن وقتها، زين العابدين بن علي (الرئيس المخلوع) بقمع واضطهاد تلك المظاهرات التي قادها اتحاد الشغل.

انشقاق
وتعرضت الحركة الإسلامية في تلك الفترة إلى انشقاق، حيث تبنى أحميدة النيفر فكرا متجددا في مختلف مناحي الحياة، وبقي ومجموعته يشتغلون بالعمل الفكري، ما أدى لانعزالهم عن المجتمع، مثلما يقول مورو الذي أوضح أيضا أن الحركة تلك الفترة لم تكن قادرة على حل مشاكل الشباب والإجابة عن تساؤلاتهم.

ودخلت الحركة مرحلة جديدة في تاريخها خلال مؤتمر أغسطس/آب 1979 الذي عقد بولاية منوبة بحضور ستين شخصا، يقول مورو إنه عقد في وقت تبلورت فيه رؤى الحركة وباتت لها خلفية اجتماعية وقادرة على أن تقدم نفسها بديلا للمجتمع التونسي.

وناقش المؤتمر عدة مسائل منها مسألة الانتماء لـ جماعة الإخوان المسلمين، لكنها أجلت بسبب حساسيتها بالنسبة لهم كتونسيين في تلك الفترة، كما تم وضع قانون أساسي للجماعة وانتخاب قيادة جديدة برئاسة الغنوشي ومورو نائبا له.

وتعتبر فترة بداية الثمانينات مرحلة صعبة في حياة مورو ورفاقه، إذ تمكنت قوات الأمن من وضع يدها على التنظيم السري للحركة الإسلامية، وهو الحادث الذي سيكشف تفاصيله "ضيف شاهد على العصر" في شهادته الخامسة الأحد المقبل. 

يُذكر أنه عام 1969، التقى مورو بالغنوشي وأسسا النواة الأولى للحركة الإسلامية بتونس تحت مسمى "الجماعة الإسلامية". وعام 1981 غيرت الجماعة اسمها إلى "الاتجاه الاسلامي" لتصبح عام 1989 "حركة النهضة".

إعلان
المصدر : الجزيرة