شاهد على العصر

حنيني: كلاب أفشلت هروب الأسرى من "شطة" ج9

في الحلقة التاسعة من شهادته للبرنامج، كشف عبد الحكيم حنيني -أحد مؤسسي كتائب عز الدين القسام- تفاصيل اكتشاف سلطات الاحتلال محاولة الهروب من سجن شطة الإسرائيلي عام 1998.
أكد عبد الحكيم حنيني -أحد مؤسسي كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)- أن محاولة الهروب من سجن شطة الإسرائيلي في مايو/أيار 1998، انتهت باعتقال وتعذيب ثلاثة أسرى فلسطينيين تمكنوا من عبور النفق الذي حفره الأسرى.

وقال حنيني -في شهادته التاسعة لبرنامج "شاهد على العصر"- إن الأسرى الثلاثة هم عباس شبانة، وإبراهيم شلش، وسمير أبو حفيظة، وكانوا وحدهم من تبنوا العملية التي وضعوا على إثرها في العزل الانفرادي، بينما نفى بقية الأسرى مشاركتهم في عملية حفر النفق داخل الغرفة رقم 16 الذي بلغ طوله 25 مترا.

وأكد أن بقية الأسرى صودرت جميع أغراضهم مثل التلفزيون والمكيفات الهوائية لمدة ثلاثة أشهر، وهو شخصيا -أي حنيني- مُنع من زيارة الأهل لمدة ستة أشهر، ونقل بعد فترة إلى سجن عسقلان.

وكان ضيف "شاهد على العصر" قد أورد في الحلقة الثامنة من البرنامج معلومات حول حيثيات ودوافع محاولة الهروب من سجن شطة.
 
وعاد مسؤول كتائب القسام بذاكرته إلى تفاصيل المحاولة وكيف تمكنت سلطات السجن من كشف أمرهم، وقال إن الأسرى مروا بظروف صعبة نتيجة الشكوك التي ظلت تراود ضباط وحراس السجن بشأن وجود شيء ما يحضّر في الخفاء.

وكاد الحراس أن يكشفوا أمر النفق الذي كان يحفره الأسرى الفلسطينيون في الغرفة رقم 16 بعد عثورهم على أتربة في خارج السجن، لكن التضليل الذي مارسه الأسرى حال دون ذلك.

حيل الأسرى
ومن الروايات التي قصها حنيني في شهادته التاسعة أن سلطات السجن أجرت في إحدى المرات تفتيشا دقيقا لكل الزنازين، وأخرجت كل الأسرى حتى تتمكن من معرفة مصدر الأتربة التي عثرت عليها. وسارت الأمور بشكل طبيعي، ولكن عند وصول الضابط الذي كان يتولى التفتيش وبرفقته سجانين إلى الغرفة 16، اهتدى الأسرى إلى حيلة ذكية أنقذتهم من الورطة.

فقد جهزوا الأكل ووضعوه فوق البلاطة نفسها التي يجري تحتها الحفر، وعند دخول الضابط -وكان عربيا درزيا- من أجل التفتيش، دعوه بطريقة لطيفة إلى تناول الأكل معهم، وامتنع عن مشاركتهم بحكم وظيفته، لكنه قال لهم إنه ليس من شيم العرب أن يجعلوا الناس يقومون عن أكلهم.. ليتنفس الأسرى بعدها الصعداء.

ورغم محاولاتها العديدة، لم تتمكن سلطات السجن من تبديد شكوكها حول ما يحضره الأسرى، إلا في نفس اليوم الذي قرروا فيه تنفيذ خطة الهروب وكان في يوم عطلة الإدارة، أي ليلة السبت وبالتحديد على الساعة الثانية فجرا، حيث اصطف 23 أسيرا داخل النفق استعدادا للخروج بعد إشارة من حنيني الذي وعدهم بالالتحاق بهم إذا لم ينكشف أمرهم.

وفعلا تمكن الأسيران شبانة وشلش من الخروج، والتحق بهما أبو حفيظة، لكن الأخير أحدث صوتا بحذائه، مما أثار انتباه كلاب الحراسة التي كانت داخل سور السجن والتي شرعت تنبح بدون توقف، بينما رجع بقية الأسرى من النفق إلى داخل غرفتهم بالزنزانة.

يُذكر أن حنيني أدلى لأول لمرة بهذه المعلومات والتفاصيل حول محاولة الأسرى الهروب من سجن شطة الذي يقع في الأغوار الفلسطينية قرب مدينة بيسان.

من جهة أخرى، تحدث ضيف "شاهد على العصر" عن يوميات الأسرى وكيف يقضونها، وقال إنهم كانوا ينظمون جلسات لتلاوة القرآن وأخرى ثقافية في العلوم الإنسانية وتعلم اللغات، وهي مكاسب حققها الأسرى بالإضرابات.

وحصل حنيني -الذي يجيد اللغة العبرية- على شهادة البكالريوس والماجيستر في العلوم السياسية من الجامعة العبرية. وكانت سلطات الاحتلال اشترطت على الأسرى التسجيل في الجامعة العبرية مقابل السماح لهم بالدراسة.