
حنيني: الإبعاد كان قاسيا جدا على الأسرى ج11
قال عبد الحكيم حنيني، أحد مؤسسي كتائب عز الدين القسام الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس)، إن إبعاد الأسرى المفرج عنهم ضمن صفقة "وفاء الأحرار" عام 2011 كان أمرا قاسيا عليه شخصيا وعلى زملائه في الأسر. جاء ذلك في شهادته الحادية عشرة والأخيرة لبرنامج " شاهد على العصر".
وأضاف أن أمل الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال يبقى معلقا بأسر المقاومة لأي جندي إسرائيلي، قد يؤدي لصفقة يتم الإفراج بموجبها عن الكثير منهم، مثلما حصل في صفقة جلعاد شاليط عام 2011. وكشف أن كل عمليات كتائب القسام في الآونة الأخيرة كانت تستهدف هذا الأمر.
وأفرج عن حنيني -الذي ولد عام 1965 في قرية بيت دجن شرق نابلس في الضفة الغربية- ضمن صفقة "وفاء الأحرار" يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول 2011 التي أفرجت إسرائيل بموجبها عن 1050 أسيرا وأسيرة من سجونها مقابل الجندي جلعاد شاليط الذي أسرته المقاومة عام 2006.
ورجع ضيف "شاهد على العصر" في الحلقة الحادية عشرة والأخيرة من شهادته، بذاكرته إلى تفاصيل أسر شاليط وما تلاه من أحداث، حتى الإفراج عنه وبقية الأسرى في صفقة "وفاء الأحرار".
وقال إن الأسرى في سجون الاحتلال وزعوا الحلويات عند سماعهم خبر أسر شاليط، وبعضهم كان يدعو أن يكون الطيار الإسرائيلي المفقود رون آراد على قيد الحياة، حتى تضطر سلطات الاحتلال إلى الإفراج عن عدد من الأسرى في مقابله.
وبحسب حنيني، فقد بُذلت جهود استخباراتية في غزة -وخاصة من طرف الأمن الوقائي الذي كان يقوده محمد دحلان- من أجل العثور على شاليط، لكن كتائب الأقصى نجحت في إخفائه.
صفقة
وكشف أن التعجيل في إجراء صفقة "وفاء الأحرار" جاء بسبب سقوط نظام الرئيس المصري المخلوع حسني مبارك، وأشار إلى أن الأسرى عرفوا بوسائلهم الخاصة بالصفقة وبالأسماء التي شملتها حتى قبل إدارة السجون، وقال حنيني إن خمسين أسيرا من مجموع 120 أفرج عنهم في السجن الذي كان يتواجد فيه (رمونة).
وأكد أن الأسرى الذين شملتهم الصفقة رفضوا عندما كانوا بصدد الخروج التوقيع على تعهد يقضي بعدم العودة إلى "الإرهاب" بالمفهوم الإسرائيلي، وهذا ما أدى إلى تأخير إتمام الصفقة في وقتها، مما أدى لتدخل الوسيط المصري لدى سلطات الاحتلال، وأبلغ الأسرى بأن يوقعوا على بند جاء فيه "أنا ألتزم بما تم الاتفاق عليه".
ويضيف حنيني أن أقسى لحظات المفرج عنهم كانت عندما قررت إسرائيل إبعاد أربعين أسيرا -من بينهم هو- وثلاث نساء إلى خارج الأراضي الفلسطينية، بحجة أنهم يشكلون خطرا على الأمن القومي الإسرائيلي. مع العلم أن بعضهم أبعد من الضفة الغربية إلى قطاع غزة.
وبحسب حنيني، فقد كانت الخطة تقضي بإبعاد 15 أسيرا إلى العاصمة القطرية الدوحة، و15 إلى العاصمة السورية دمشق، وعشرة إلى تركيا، غير أن الأحداث في سوريا حالت دون استضافتهم هناك لتستضيف قطر ثلاثين أسيرا.
وخلص مسؤول كتائب القسام في شهادته الأخيرة إلى أن الإيمان والإرادة تصنع المعجزات، وأعرب عن أمله في أن يكون قد أوصل معاناة الأسرى الفلسطينيين في سجون الاحتلال إلى العالم.