شاهد على العصر

حنيني: تعرضت لأبشع أنواع التعذيب بسجون الاحتلال ج4

كشف عبد الحكيم حنيني، أحد مؤسسي كتائب عز الدين القسام -في الحلقة الرابعة من شهادته- عن تفاصيل اعتقاله من طرف قوات الاحتلال، وعن الأساليب التي تستخدم ضد المعتقلين الفلسطينيين.
تتعدد أساليب التعذيب النفسي والجسدي التي تستخدمها قوات الاحتلال الإسرائيلي ضد كل مقاوم فلسطيني يتم اعتقاله، منها الضرب والشتم والصلب (الشبح)، والاغتصاب، والحرمان من النوم، وغيرها من الأساليب التي تستهدف نزع الاعتراف من المقاوم، وأيضا كسر إرادته وإذلاله.

في شهادته الرابعة لبرنامج "شاهد على العصر"، يروي عبد الحكيم حنيني، أحد مؤسسي كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) تجربته القاسية مع الاعتقال والتعذيب، ويستذكر بمرارة ما تعرض له منذ اعتقاله في 27 أبريل/نيسان 1993، إثر اعتراف تحت التعذيب لأحد العاملين معه في جهاز الأمن التابع لكتائب القسام.

ويصف حنيني لحظات اعتقاله بأنها كانت مؤلمة جدا له ولأسرته، حيث حاصر جنود الاحتلال منزله بعد منتصف الليل واقتحموه، ثم قاموا بتدمير كل ما فيه من حاجيات بعد تفتيش دام ما بين ثلاث إلى أربع ساعات، وهو ما تسبب في رعب الأهل، الوالدان والزوجة والأخوات وأطفاله الصغار.

ولم تكن عائلة حنيني ولا أهل القرية التي يقطن فيها يعلمون لحظة اعتقاله بأنه مجاهد في كتائب القسام، لأنه كان قد أخبرهم قبل سنتين من ذلك أنه ترك حركة حماس والعمل الجهادي، وأنه يهتم بتجارته فقط.

فور اعتقاله، قام جنود الاحتلال بتقييد مسؤول كتائب القسام بقيود بلاستيكية في يديه وأغمضوا عينيه بشريط، لينقل بعدها إلى مركز للتحقيق وسط ضرب ودوس بالأحذية، بالإضافة إلى السب والشتم الذي يطال كل أفراد العائلة، وهي أساليب يمر بها -كما يؤكد حنيني- كل مقاوم فلسطيني يتم اعتقاله.

وضع حنيني في سجن تحقيق مركزي في نابلس تحت حراسة الأمن الداخلي الإسرائيلي (الشاباك) ومصلحة السجون، وهناك واجه معاناة أخرى مست كرامته كإنسان، حيث نزعت عنه ملابسه كلها وجيء له بمجندات، مع إرغامه على الوقوف والجلوس والدوران المقرون بالضرب والإهانة.

وفي المرحلة التالية ألبسوه لباسا خاصا، وقيدوا يديه ورجليه، ثم وضعوا على رأسه كيسا خشنا رائحته نتنة جدا، ليبقى على رأسه طول مدة التحقيق التي دامت 150 يوما.

وخلال ساعات التحقيق الطويلة واجه حنيني -كما يواصل هو نفسه في شهادته- مختلف أشكال التعذيب النفسي والجسدي، منها استخدام الموسيقى الصاخبة، وإجباره على الجلوس على كرسي خشبي صغير جدا لطفل يبلغ أربع سنوات، زيادة على الحرمان من النوم، ووضعه في زنزانة سيئة جدا، مع إرغامه على الأكل في مكان قضاء الحاجة نفسه.

كلاب متوحشة
ويؤكد حنيني أن تجربته القاسية يمر بها كل من يتم اعتقاله من طرف جنود الاحتلال، ويزيد على ذلك أن أقسى ما يتعرض له المعتقل هو إهانة أهله سواء بالاعتقال أوبتهديم البيت، ويشير إلى حالة عماد القواسمة في نابلس الذي دمرت العمارة التي يقطنها بالكامل.

كما يستخدم الاحتلال ضد الفلسطينيين أساليب وحشية محظورة في القانون الدولي، مثل استخدام الأطفال دروعا بشرية، واستخدام الكلاب المتوحشة التي قال حنيني في شهادته إن الاحتلال يملك وحدة خاصة بها، حيث يستوردها من ألمانيا ويقوم بتدريبها بشكل عنيف جدا ثم يستعملها في اعتقال الفلسطينيين.

وتزود الكلاب المتوحشة بأجهزة كاميرات وسماعة في أذنها، وترسل إلى المكان الذي يتحصن فيه المقاوم الفلسطيني المراد اعتقاله، ويقول مسؤول كتائب القسام إن جنود الاحتلال يفتخرون باستخدام هذه الكلاب، ويستذكر صورا بثتها القنوات العبرية لشابة فلسطينية في بيت لحم أطلقوا عليها كلبا شرسا ليهاجمها ثم اعتقلوها.

كما تعرض المقاوم الفلسطيني محمد الطبراوي من حركة التحرير الوطني الفلسطيني (فتح) للتعذيب نفسه، إذ أرسل جنود الاحتلال إليه كلبا متوحشا، وأظهروه أمام الكاميرا وهو يغرس أنيابه في جسده والدم يسيل منه.

يُذكر أن حنيني ولد عام 1965 بقرية بيت دجن بشرق نابلس في الضفة الغربية لعائلة بسيطة، حيث كان والده يمارس الزراعة ورعي الغنم، ووالدته كانت ربة بيت. وهو أسير محرر، كان قد أُبعد فور إطلاقه ضمن صفقة "وفاء الأحرار" يوم 11 أكتوبر/تشرين الأول 2011 التي أفرجت إسرائيل بموجبها عن 1050 أسيرا وأسيرة من سجونها مقابل الجندي جلعاد شاليط الذي أسرته المقاومة عام 2006.