
البكوش: اعتبارات شخصية ومادية غلبت على بن علي ج13
أكد رئيس الوزراء التونسي الأسبق الهادي البكوش أن الانقلاب على الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة كان مقررا يوم 8 نوفمبر/تشرين الثاني عام 1987، ولكن معلومات وصلت وقتها إلى زين العابدين بن علي (الرئيس التونسي المخلوع) أشارت إلى تحركات مشبوهة قد تقع، مما جعلهم يعجلون بالإطاحة ببورقيبة في 7 من الشهر نفسه والعام نفسه.
وكشف البكوش -في الحلقة الـ13 من شهادته لبرنامج "شاهد على العصر"- أن تنظيما عسكريا لحركة النهضة داخل الأمن والجيش أعد لانقلاب يوم 8 نوفمبر/تشرين الثاني، لكنه قرر تجميد هذا الانقلاب لأن هدفه كان الإطاحة ببورقيبة، وقد فعل بن علي وجماعته.
وكان البكوش قال في الحلقة 12 من شهادته إن بن علي استنجد به من الأجل الإطاحة ببورقيبة، وإنهما كانا يعقدان إلى جانب الحبيب بن عمار (سياسي وعسكري) اجتماعات لوضع خطة إزاحة الرئيس التونسي.
وجدد البكوش التأكيد على أن لا جهة ولا دولة عرفت بمسألة الانقلاب بما في ذلك الجارة الجزائر، وقال إن بعد وقوع الانقلاب اتصل بنفسه بسفراء الولايات المتحدة وفرنسا وإيطاليا وليبيا والمغرب، إضافة إلى العربي بلخير مدير ديوان الرئيس الجزائري في تلك الفترة الشاذلي بن جديد، وأخبرهم جميعا بأن هناك انطلاقة جديدة لتونس، حرية وديمقراطية.
وبحسب ضيف "شاهد على العصر"، فقد كان الانقلاب سلميا لم تسل فيه قطرة دماء واحدة، لأن كل التونسيين كانوا مهيئين للتغيير، وكانت قناعتهم أن بورقيبة لم يعد مؤهلا للحكم.
وبشأن بدايات حكم بن علي، أوضح البكوش -الذي تولى منصب الوزير الأول في تلك الفترة- أن الرجل لم يكن سياسيا، لكنه عمل خطوات كبيرة في البداية، كما أن الشعب التونسي رحب به بمن في ذلك الشخصيات الوطنية، ورحبت به أيضا الدول الخارجية.
فبعد 7 نوفمبر/تشرين الثاني وقعت مصالحة وعفو عام سمح بعودة العديد من الشخصيات السياسية إلى تونس، كما أطلق سراح النقابي الحبيب بن عاشور بعدما كان مسجونا.
وبحسب البكوش، فإن هناك بعض الظروف التي جعلت بن علي يفلت من بورقيبة الذي أطاح بكل رؤساء الحكومة، منها الرأي العام التونسي والفاعلين السياسيين الذين باتوا على قناعة بأن بورقيبة لم يعد صالحا للحكم، وثانيا مساعدة سعيدة ساسي ابنة أخت بورقيبة التي كانت تمده -أي بن علي- بالمعلومات عن خالها، وثالثا أنه تمت إزاحة المنافسين السياسيين له.
غير أن بن علي-يضيف البكوش- غلبت عليه الاعتبارات الشخصية والمصالح المادية وحب البقاء بعد 7 نوفمبر/تشرين الثاني، وأكد أنه قام منذ اليوم الأول لحكمه بتقليص مهام رئيس الوزراء بهدف تجريده من نفوذه السياسي.
وقال إن من سماهم المتزلفين والبطانة أقنعوا بن علي بأن البكوش هو منافسه في الحكم، وأن بن علي استاء من الظهور الإعلامي لرئيس الوزراء في وسائل الإعلام خلال تلك الفترة.
وأشار البكوش إلى أن بن علي انزعج منه عندما صرح -البكوش- لصحيفة جون أفريك بأن الوزير الأول في تونس يقوم بدور المستشار.