شاهد على العصر

البكوش: قائد السبسي حرّض على الإطاحة ببن صالح ج6

قال رئيس الوزراء التونسي الأسبق الهادي البكوش إن الوزير أحمد بن صالح كان مرشحا ليكون الرجل الأول بتونس عام 1969، وإن الباجي قائد السبسي حرض على عزله.

في الوقت الذي اشتد فيه المرض على الرئيس التونسي الراحل الحبيب بورقيبة ونقل للعلاج في فرنسا، اشتد الصراع على السلطة بين فرقاء سياسيين عام 1969، انتهى بإقصاء أحمد بن صالح (سياسي ونقابي شغل عدة حقائب وزارية في فترة الستينيات) ومحاكمته بتهمة "الخيانة العظمى"، كما تم الإعلان عن فشل التجربة الاشتراكية.

وكشف رئيس الوزراء الأسبق الهادي البكوش -في شهادته السادسة لبرنامج "شاهد على العصر"- أن أحمد بن صالح كان أحد المرشحين لخلافة بورقيبة، لكن تمت الإطاحة به بتحريض من شخصيات بينها زوجة بورقيبة السابقة وسيلة بن عمار والبشير زرق العيون، إضافة إلى وزير الداخلية وقتها الباجي قائد السبسي، الذي قال إنه لم يكن يقوم بذلك بطريقة واضحة وعلنية، لكنه كان يمشي على خطى وسيلة.

وقال البكوش إن بن صالح كان سيصبح الزعيم الأول في تونس لو عقد مؤتمر الحزب الاشتراكي الدستوري الحاكم في أكتوبر/تشرين الأول 1969، وإن المشهد السياسي كان سيتغير تلك الفترة، لكن شخصيات قامت بتحريض بورقيبة وقالت له "إما أن تتخلص من بن صالح وتنجو بنظامك وإلا فإن الخطر يهددك أنت ويهدد النظام التونسي".

وبعد مدة قرر بورقيبة -الذي كان يساند التجربة الاشتراكية بشكل مطلق- التخلي عن بن صالح، وفي آخر لقاء بينهما قال له "هناك صعوبات وأنا كبرت ومريض وليس لي من القوة حتى أدافع عنك، انظر مع الباهي الأدغم (كان رئيسا للحكومة)".

ويضيف البكوش أنه كان مطروحا أن يعين بن صالح سفيرا، وبورقيبة كان موافقا على ذلك، غير أن بطانة الرئيس خشيت من عودته مجددا للساحة السياسية التونسية. ووفق البكوش فقد كان لسفير فرنسا في تونس دور في إبعاد بن صالح وإنهاء السياسة الاشتراكية في تونس.

تهم ومحاكمة
ويقول البكوش إنه انتقد قرار التراجع عن التجربة الاشتراكية أمام لجنة في مجلس النواب، وهو ما أدى إلى عزله من منصبه كوالٍ على صفاقس، من طرف الأدغم دون الرجوع لبورقيبة، لكن هذا الأخير بعث له برسالة قال له فيها "هناك ناس من الحكمة ألا يبعدوا عنا، وذكر أسماء من بينهم الهادي البكوش" ليعين بعدها في منصب مدير عام صندوق الضمان الاجتماعي.

ووجهت لبن صالح والبكوش "تهمة الخيانة العظمى" بتدبير -يواصل البكوش- من شخصيات لها القول النافذ في صناعة القرار التونسي في ذلك الوقت، على رأسها الأدغم باعتباره كان نائبا للرئيس، ومحمد مصمودي، وحسن بلخوجة، ورئيس المحكمة محمد فرحات، ووزير العدل وقتها.

وكشف البكوش في شهادته لبرنامج "شاهد على العصر" أن بورقيبة كان يريد الحكم بالإعدام على بن صالح، وأوصى بذلك.

أما البكوش -مثلما يؤكد هو نفسه بشهادته- فحكم عليه بالسجن خمس سنوات مع وقف التنفيذ ووضع في زنزانة انفرادية للمحكوم عليهم بالإعدام، وبقي في السجن خمسين يوما معزولا عن العالم الخارجي، وأشار إلى أن محاكمته كانت عبارة عن تصفية حسابات.

مرض بورقيبة
في ظل التطورات التي كانت تشهدها تونس في تلك الفترة، اشتد المرض على بورقيبة ونقل للعلاج في العاصمة الفرنسية باريس، وكان يتابع الوضع عبر الهاتف، رغم أن وضعه الصحي لم يكن يسمح بذلك حيث كانت تعطى له أدوية قوية جدا.

ويؤكد البكوش أن بورقيبة لم يكن مؤهلا للاستمرار في الحكم منذ عام 1969.