شاهد على العصر

البكوش: التجربة الاشتراكية بتونس لاقت تذمرا شعبيا ج5

قال رئيس الوزراء التونسي الأسبق الهادي البكوش في شهادته الخامسة لبرنامج “شاهد على العصر” إن الغضب الشعبي ضد تجربة النظام الاشتراكي في تونس بدأ في العام 1969.

أكد رئيس الحكومة التونسية الأسبق الهادي البكوش أن النظام الاشتراكي -الذي أعلنه الرئيس الراحل الحبيب بورقيبة في مارس/آذار 1963- واجه تذمرا شعبيا، لكنه أثنى على التجربة وقال إن هدفها كان النهوض بالاقتصاد التونسي في تلك الفترة، رغم أن تطبيقها كان تطبيقا متسرعا.

وكان صاحب فكرة المخطط الاشتراكي هو النقابي التونسي أحمد بن صالح الذي كانت له ميول يسارية، بحسب البكوش -الذي أوضح في الحلقة الخامسة من شهادته في برنامج "شاهد على العصر"- أنه كان مقتنعا بالتجربة الاشتراكية الشعبية التي تراعي الهوية وتعطي مكانة للدين ولا تؤمن بحرب الطبقات.

وأضاف أن الخيار الاشتراكي أصبح سياسة الحكومة والحزب الدستوري بصفة رسمية في مؤتمر بنزرت الذي عقد في أكتوبر/تشرين الأول 1964، وهو المؤتمر الذي تم فيه تغيير اسم الحزب الدستوري الحر إلى الحزب الاشتراكي الدستوري.

وتحدث ضيف "شاهد على العصر" عن علاقة بورقيبة ببن صالح، وقال إنه أعجب به وأعطاه صلاحيات، منها خمس وزارات، لكن لم تكن لبن صالح سلطة على محافظ البنك المركزي ووزير الداخلية، بخلاف شخصيات متصلة ببورقيبة كانت لها صلاحيات كاملة.

وفي مؤتمر بنزرت -يواصل البكوش- اتخذت بعض القرارات منها إدخال الولاة والوزراء في اللجنة المركزية للحزب، ووقع لأول مرة خلط بين الدولة والحزب، كما صعد محمد السايح إلى منصب مدير الحزب الدستوري، وأشار إلى أن الحزب أصبح بعد هذه الفترة قويا ومتسلطا حتى على النقابات.

الغضب الشعبي
ونفى البكوش ما ورد في شهادة الطاهر بلخوجة لبرنامج "شاهد على العصر" من تعرضه والوزير الأول الباهي الأدغم عام 1967 للقذف بالحجارة بسبب التجربة الاشتراكية، وذلك في ولاية صفاقس التي كان البكوش نفسه واليا عنها.

وأوضح أن الغضب الشعبي من التجربة الاشتراكية بدأ عام 1969، وقال "أنفي قطعا الواقعة أن تكون وقعت مظاهرة غضب ضد الأدغم". وكشف البكوش أن مجموعة من الدستوريين (الحزب الدستوري) انتقدت التجربة الاشتراكية، وجرى تتبعهم، كما أن زوج بنت وسيلة -الزوجة السابقة لبورقيبة- ويدعى توفيق الترجمان قال إن "بن صالح يجرنا للهلاك، والسياسة ليست على ما يرام" .

ويقول البكوش إنه كتب خطابا لبورقيبة جاء فيه "إن الترجمان انتقد السياسة وسعيت لأن أصحح مفهومه لكنه لم يبد اقتناعا"، ويؤكد البكوش أن الخطاب كان سببا في أن وسيلة ناصبته العداء وفي دخوله إلى السجن.

وتحدث رئيس الحكومة التونسية الأسبق في شهادته عن بداية التذمر الشعبي من التجربة الاشتراكية، حيث احتج فلاحون في أوائل عام 1969. وفي أبريل/نيسان ومارس/آذار من نفس العام رأت الطبقة السياسية أن بن صالح في طريقه ليصبح الشخصية الثانية أو الثالثة في البلاد، ووقع الإعلان عن مؤتمر للحزب في أكتوبر/تشرين الأول 1969.