
البكوش: فرنسا مارست القمع الوحشي ضد التونسيين ح1
قال رئيس الوزراء التونسي السابق الهادي البكوش -في شهادته الأولى ضمن برنامج "شاهد على العصر"- إن الاحتلال الفرنسي لتونس عام 1880 كان احتلالا مباشرا، حيث كانت الإدارة والجيش والثروات بيد فرنسا التي استطاعت أن تخضع التونسيين لسلطاتها، وكان حلمها أن تصبح منطقة شمال أفريقيا تابعة لها، وأن تلحق تونس بالجزائر وتصبح مقاطعة فرنسية.
وكانت هناك مقاومة في البداية ضد الاحتلال الفرنسي -وفق البكوش- خاصة في الشمال من طرف العشائر والقبائل، لكنها لم تكن منسقة. وظهرت حركة شباب تونس كأول تنظيم وطني سياسي يواجه فرنسا لكن للمطالبة بالحريات وليس بالاستقلال، مؤكدا أن دور الحركة الوطنية كان إيقاظ الشعب وتنظيمه ودفعه إلى مواجهة الاحتلال.
أما فكرة الاستقلال فظهرت لأول مرة -يواصل البكوش- في مؤتمر وطني عقد عام 1946 بحضور كل القوى السياسية، أبرزهم الحزب الدستوري الذي قال إنه كان عنصرا أساسيا فيه، وأشار إلى أن المقاومة خلال السنوات الأولى للاحتلال كانت مسلحة في الجنوب والوسط.
في عام 1948 عقد ملتقى سري لإعداد مقاومين، وفي 18 يناير/كانون الثاني 1952 أعلن بصفة رسمية الدخول في المقاومة ضد الاحتلال الفرنسي حتى نيل الاستقلال.
وكشف البكوش أن الاحتلال الفرنسي لبلاده مارس القمع الوحشي واتبع سياسة إذلال وتكسير الشخصية التونسية، وعندما أدرك أن المقاومة مستمرة حاول تغيير سياسته وفتح صفحة من التفاهم حتى جاء إعلان استقلال الدولة التونسية عام 1956.
يذكر أن تونس كانت أول دولة عربية يؤسس فيها الدستور عام 1860، وعن ذلك يؤكد البكوش أن هذا الدستور فرض من طرف الفرنسيين والبريطانيين لحماية جاليتيهم وحماية اليهود الذين كانوا هناك، أي أنه لم يكن بإرادة شعبية تونسية حقيقية.
كما تحدث البكوش في شهادته الأولى لبرنامج "شاهد على العصر" عن شخصه، قائلا إنه نشأ في محيط وطني حيث كان والده في الحزب الدستوري القديم، وإنه تم إلقاء القبض عليه -أي الابن- دون محاكمة في فبراير/شباط 1952 بصفته عنصرا نشطا في الحركة الوطنية، ليتم الإفراج عنه في مارس/آذار 1954.
يشار إلى أن شهادة رئيس الوزراء التونسي السابق تتضمن شهادات على عصري الرئيسين السابقين الحبيب بورقيبة وزين العابدين بن علي، إضافة إلى شهادته على الثورة التونسية الأخيرة.