
أحمد طالب الإبراهيمي.. شاهد على عصر الثورة الجزائرية ج9
ناقشت هذه الحلقة أول حكومة جديدة في عهد الشاذلي بن جديد، إضافة لتشكيل مجلس لمحاسبة رجال الدولة، وتطرقت للإنجازات النوعية لبن جديد، كما استعرضت حادثة مقتل وزير الخارجية محمد بن يحيى، إضافة لترسيم الحدود بين الجزائر والدول المجاورة.
أوضح الإبراهيمي أن الرئيس الشاذلي أكد بعد انتخابه أنه بحاجة إلى الاستعانة به شخصيا إضافة لمحمد صالح اليحياوي، نظرا لمعرفتهما بالملفات والرجال.
فقررنا إدراج وظيفة الرقابة في دستور 1977، فتجد بجانب السلطة التنفيذية والسلطة التشريعية والسلطة القضائية سلطة المراقبة، وعندما انتهيت من تأسيس مجلس المحاسبة شعرت براحة كبيرة وطلبت من الرئيس أن يعين شخصا آخر لتولي رئاسته، معنى هذا أنني أسست مجلس المحاسبة ولم أقم في يوم من الأيام بتسييره.
أعتقد أن الشاذلي رئيس براغماتي لا يمتلك مشروعا، ولكن قدم خدمات كبيرة للشعب الجزائري، لأنه اعتنى بالحياة اليومية للمواطن، واتخذ قرارات لصالح المواطنين ربما أهمها رخصة الخروج التي كانت قائمة إلى عهده.
الشعب الجزائري أحب الشاذلي لأنه سمح للمواطنين أن يشتروا أملاك الدولة التي كانوا يسكنونها، وهدفه أن كل مواطن جزائري يستطيع أن يعلم أبناءه ويعالج أبناءه ويجد الماء بسهولة، لأنه كانت هناك انقطاعات كثيرة في بعض المدن الصغيرة، وأعتقد أنه كسب احترام الكوادر العليا للبلاد وكسب محبة الشعب الجزائري بكثير من الإجراءات.
حقيقة حادث الطائرة الذي أدى لمقتل وزير الخارجية محمد بن يحيى كان حادثا أليما وفاجعة للجزائر، وتكونت لجنة تحقيق جزائرية، وتبين أن الصاروخ الذي أسقط الطائرة صاروخ عراقي من صنع سوفياتي، وحينما قدمنا رقم الصاروخ للسوفيات قالوا إن هذا الصاروخ نحن بعناه إلى العراق.
وأوضح أنه قام بحسم كل قضايا الحدود مع كل دول الجوار، مع مالي في 8 مايو/أيار 1983، ومع تونس في 19 مارس/آذار 1983، ومع موريتانيا في 13 ديسمبر/كانون الأول. ما عدا ليبيا لأن الحديث مع العقيد القذافي كان من دون نتيجة لأنه أصر أنه لا يؤمن بالحدود.