شاهد على العصر

عبد الله الحامدي.. شاهد على عصر القذافي ج2

يستضيف البرنامج العميد عبد الله الحامدي أحد قيادات الطلبة الذين حُكم عليهم بالإعدام في تنظيم الكلية العسكرية بليبيا عام 1975، ليستكمل حديثه عن الفترة العصيبة في سجن الاستخبارات العسكرية.

– فترة عصيبة في سجن الاستخبارات العسكرية
– الترحيل إلى سجن الحصان الأسود وبداية التعذيب
– تولي القذافي التحقيق مع المتهمين
– تصفية جميع القيادات العليا بالجيش
– تعمد القذافي توجيه الإهانات لمن حوله
– الحكم بالإعدام رمياً بالرصاص
– لحظة تحرير طرابلس ومقتل القذافي

 

‪أحمد منصور‬ أحمد منصور 
‪أحمد منصور‬ أحمد منصور 
‪عبد الله الحامدي‬ عبد الله الحامدي
‪عبد الله الحامدي‬ عبد الله الحامدي

أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج شاهد على العصر حيث نواصل الاستماع إلى شهادة العميد عبد الله الحامدي أحد المتهمين في تنظيم طلبة الكلية العسكرية في ليبيا عام 1975 وأحد المحكومين بالإعدام، سيادة العميد مرحباً بك.

عبد الله الحامدي: أهلاً وسهلاً.

فترة عصيبة في سجن الاستخبارات العسكرية

أحمد منصور: بعد ما قبض عليكم أنتم تنظيم الطلبة حولتم للتحقيق وتم تحويلكم إلى سجن المخابرات العسكرية.

عبد الله الحامدي: سجن الاستخبارات العسكرية.

أحمد منصور: سجن الاستخبارات العسكرية، كيف استقبلتم بالسجن؟

عبد الله الحامدي: والله طبعاً كانت تجربة لأول مرة هي للحقيقة دخلناها كانت زنزانة صغيرة ممكن متر في اثنين متر.

أحمد منصور: فردية لكل شخص؟

عبد الله الحامدي: فردية لكل شخص وكان السجن عبارة عن مستطيل مغلق بالكامل وكان في عقاب قطعة يعني بتاعة بطانية.

أحمد منصور: في شباك؟

عبد الله الحامدي: لأ في شباك صغير فوهة تهوية فوق،  فأنا أتذكر أول ما دخلت أخذت البطانية هذه لفيتها ودرتها مخدة زي المخدة هيك، طبعاً العرض كان متر تقريباً وكان نتيجة الإرهاق نتيجة المشروع الخارجي ونتيجة التعب ونتيجة.. وكنت عارف أيضاً إن في نهاية سنصل إليها حقيقة طبعاً كان عندي نوع من الإحساس أن في خيارات معينة قد تكون غير متاحة يعني الخيار الوحيد هو السجن وكان لا بد نمشي للسجن، أنا أتذكر قبلها بيوم كان صديقي معي بالغرفة قلت له تقريباً الإنسان ما يرتاح إلا لما يدخل السجن، كانت نوع من النبوءة فعلاً، فاستغرقت في نوم عميق بشكل غريب ثم فوجئت بأن فيه طرقا على الباب كانوا جايبين وجبة الغداء تقريباً، أنا أسمع في بعض الناس إني أنا جابوني جابوك أنت منو جابك منو جايبين، طبعاً في البداية توقعت إني أنا مع مجموعة من المجرمين كيف يمكن نتعامل معهم كيف ممكن نعيش.

أحمد منصور: في السجن؟

عبد الله الحامدي: في السجن، بعدين اكتشفت إن كلهم عسكريين وكلهم جايين في قضية انقبض عليهم كضباط طبعاً حتى تلك اللحظة لم أعرف أن عمر المحيشي رئيس التنظيم.

أحمد منصور: آه يعني أنت ضموك لقضية عمر المحيشي كده؟

عبد الله الحامدي: لا طبعاً في السجن طبعاً كل القضايا دخلت في السجن هم لما بدئوا القبض على طلبة الكلية العسكرية اللي هم إحنا.

أحمد منصور: أنتم قبض عليكم أولاً لأن الآخرين بعدكم بثلاثة أيام أو أربعة أيام؟

عبد الله الحامدي: لأ هو أحد الطلبة اللي كان معنا كان محمد سعيد كنيمو هذا طبعاً انضم من ضمن تنظيم المحيشي وهذا أصيب في المشروع الخارجي، فكان في المستشفى حتى، هو من ضمن الأشخاص اللي تم استدعائهم، فطبعاً كان في مجموعة من المقبوض عليهم إحنا ما نعرفوش شني قضاياهم أو ليش؟

أحمد منصور: أنت كان زملائك الخمسة بقية الأربعة كان معك في الزنازين اللي حواليك؟

عبد الله الحامدي: آه كانوا معي في الزنازين.

أحمد منصور: عرفت يعني خبطت قلت بالصوت كذا؟

عبد الله الحامدي: إيه إحنا طبعاً كان اللي استدعوه الخروبي يطلع على طول إلى السجن.

أحمد منصور: كنت قاعد في الزنزانة لا تخرج لا يسمح لكم بالخروج؟

عبد الله الحامدي: لا ممنوع الخروج ما عدا في توقيت محدد إلى تواليت الحمام، وكان شبه ظلام طبعاً بالكامل.

أحمد منصور: أنت مش قادر تعرف حاجة إلا بالصوت؟

عبد الله الحامدي: لا ما نعرف شي إلا بالصوت فكان طلب منا طبعاً إنا نعترف نتكلم طبعاً ما عنديش حاجة نقولها أصلاً، ما كنتش متصور حجم الحركة وحجم التوتر اللي كان موجود في البلاد ما كناش نعرفه حقيقة.

أحمد منصور: اللي هو التنظيم الكبير بتاع عمر المحيشي؟

عبد الله الحامدي: إيه التنظيم الكبير والتنظيم تقريباً ممكن أكثر من 300 ضابط اللي تم التحقيق معهم في تلك الفترة.

أحمد منصور: 300 ضابط؟

عبد الله الحامدي: 300 ضابط شامل فيهم أعضاء مجلس قيادة الثورة وأصبح ما فيش حد آمن على الإطلاق، فبعد 3 أيام أنا كنت بالزنزانة في جيه واحد ضابط يدق، أنت الحامدي؟ قلت: أنا الحامدي، قال: اكتب، قلت له: من تبيني أكتب، أصلاً حاطني في السجن مسكر علي الزنزانة وتقول لي اكتب، فقال لي: اكتب لربك، فنتذكر قلت له: أنت رسول الرحمة اللي بعثك؟ قال لي: أنا رسول الرحمة يعني، توتر طبعاً؛ قلت له: جيب لي مذكرة، فكتبت لهم استدعيتموني إلى القوات المسلحة ويمكنكم فصلي أتيتها بإصرار وسأغادرها بالرغبة الطالب السجين عبد الله الحامدي، فجاء ضابط الصف كتب وأعطيته الورقة بعد شوية جيه واحد ثاني قال لي: هذه كتابتك؟ قلت له: هذه اللي عندي، شوية ودخلوا علينا مجموعة حراسات يعني حايطين فيّ أكثر من 10 واحد ماسكني من هنا وواحد ماسكني من هنا و2 قدامي ومش عارف إيش، وطلعت بشكل مرعب، باب السجن بالضبط كان في سيارة في السجن طبعاً السيارة اللي فيها..

أحمد منصور: الترحيلات؟

عبد الله الحامدي: الترحيلات ففعلاً شفت أجواء مرعبة جداً.

أحمد منصور: حد كان في السيارة غيرك؟

عبد الله الحامدي: بالتأكيد كان في مجموعة معي مش متذكر..

أحمد منصور: مش فاكر مين؟

الترحيل إلى سجن الحصان الأسود وبداية التعذيب

عبد الله الحامدي: مش فاكر فطبعاً نتيجة معرفتي بطرابلس وبعض الفُتح أرى منها الطرق عرفت إن أنا ماشي للحصان الأسود اللي بالسجن المركزي.

أحمد منصور: سجن الحصان الأسود اللي هو أصبح أبو سليم بعدين؟

عبد الله الحامدي: لا.

أحمد منصور: سجن الحصان الأسود بنوه الطليان؟

عبد الله الحامدي: اللي بنوه الطليان.

أحمد منصور: بنوا بعديه أبو سليم.

عبد الله الحامدي: هذا طبعاً تم مسحه بالكامل في السنوات الأخيرة بعد 1984، وردوه حديقة اسمه حديقة الحرية وتم بناء سجن جديد اللي هو سجن أبو سليم في منطقة أخرى، فدخلت إلى السجن المركزي في الليل في زنزانة في القسم الأول تقريباً.

أحمد منصور: صف لنا الزنزانة؟

عبد الله الحامدي: والله الزنزانة كانت أرحم بكثير من زنزانة الاستخبارات العسكرية.

أحمد منصور: كم يوم قعدت في زنزانة الاستخبارات؟

عبد الله الحامدي: في زنزانة الاستخبارات تقريباً 3 أيام 4 أيام.

أحمد منصور: تعرضت للتعذيب ولا فقط مغلق عليك؟

عبد الله الحامدي: لأ مغلقة بس، لما مشيت الحصان الأسود بعد يومين أو 3 الظهر كانوا جايبين وجبة الغداء طبعاً نشوف من الكوة تبعت الباب نشبح المساجين فبديت نتعرف على البعض، نعرف فلان هذا شفته هذا أعرفه فلان، عرفت إن القضية شاملة كل الجيش الليبي بالكامل، أتذكر إنه كنت متصور إنهم جايبين الغداء لكن قالوا لي اطلع نبوك، نلبس الحذاء قال لي: اطلع حفيان، فطلعت للساحة تاع السجن ما كنتش متصور إن الإنسان ممكن يتحمل كل هذا العذاب بدون ما يموت بدون ما يتكسر، كان عنده الهراوة هذه بتاع الفأس فوضعت بالساحة طبعاً وتم التعذيب بشكل مرعب حقيقة، أسماء الضباط المناشير الاجتماعات التي عقدت طبعاً هذه في حاجات ما كنتش يعني ما عندي فيها علاقة ما أفهمهاش أصلاً لكن كان أي كلام تقوله اخلص.

أحمد منصور: كنت لوحدك تتعذب في الساحة؟

عبد الله الحامدي: كنت لوحدي.

أحمد منصور: فاكر مين اللي كان يعذبك أو بشرف على تعذيبك؟

عبد الله الحامدي: آه فاكرهم بالتأكيد طبعاً فاكرهم..

أحمد منصور: فاكرهم قلنا أسمائهم؟

عبد الله الحامدي: لا ما فيش داعي.

أحمد منصور: لسّا أحياء؟

عبد الله الحامدي: لا فيهم الأحياء لكن لا يستحق أن أذكر اسمه حقيقة، سامحني معلش فالمهم يعني طبعا لما حاولت قريب أن يغمى علي رفعوني بالزنزانة فجابوا لي أوراق وجابوا لي وأخذ واحد الهراوة وحطها هيك على راسي وفحج هنا هنا وقال لي: أي محاولة ممكن نكسر راسك بأي لحظة.

أحمد منصور: الهراوة اللي زي الفأس دي؟

عبد الله الحامدي: إيه الهراوة العصا اللي بتاع الفأس، فبعد شوي أجا واحد يقوله خليه يطلع، أطلعوني كان آذان الظهر يؤذن بالضبط المسجد بتاع السجن، أخذوني لسيارة الشرطة العسكرية كانت تنتظر كان معي علي عمر المختار زميلي طبعاً.

أحمد منصور: زملاؤك تعذبوا أيضاً؟

عبد الله الحامدي: بالتأكيد طبعاً، فكنت أنا أحاول أني ما نبيش نركب بالسيارة قدام قلت خلي علي عمر المختار باعتباره رئيس الدفعة وخليه يتحمل المسؤولية فقال لي لأ أنت المسؤول عن المجموعة هذه وأنت تركب من قدام وتتحمل مسؤوليتك.

أحمد منصور: مين علي اللي قال لك؟

عبد الله الحامدي: لا الضابط بتاع التحقيق ورفعنا للاستخبارات العسكرية.

أحمد منصور: مرة ثانية رجعك.

عبد الله الحامدي: مرة ثانية رجعونا للاستخبارات حطوني في بهو الضباط أو تقريبا غرفة قريبة من بهو الضباط حقيقة، كان ضابط من المنطقة الجبلية قريب من المنطقة بتاعنا يقولوا له أبو القاسم حماس كان رجل فاضل حقيقة وكان فترة طويلة يبحث عني وأنا في الكلية العسكرية قبل التوقيف كان ممكن يبي يبلغني ولكن أنا كنت أتفادى فيه.

أحمد منصور: كان عايز سيبلغك إنكم متراقبين..

عبد الله الحامدي: كان عايز يبلغني إن ممكن يعرف بالتنظيم ممكن أنت مراقب ممكن، ولكن أنا كنت أتفادى فيه في مرحلة الكلية العسكرية، فلما جيت طبعاً لقيته بانتظاري.

أحمد منصور: تذكر اسمه؟

عبد الله الحامدي: أبو القاسم حماس.

أحمد منصور: أبو القاسم حماس؟

عبد الله الحامدي: أيوه طبعا فك الكلابشة والأغلال ودخلت الغرفة، حسيت بأن المعاملة متغيرة وكان الأكل أكل ضباط راقٍ جداً ومعاملة يعني في غرفة في سرير وفيها فراش وفيها قال لي: يستدعيك يقول الأخ العقيد أو كذا..

أحمد منصور: القذافي؟

عبد الله الحامدي: إيه يقول الأخ العقيد يعني القائد ما كانت طلعت، قال لي أنت يستدعيك الأخ العقيد وأتمنى أن تكون رجل ولا تنهار أمامه.

تولي القذافي التحقيق مع المتهمين

أحمد منصور: القذافي بنفسه يحقق مع المتهمين ويقابلهم؟

عبد الله الحامدي: آه، أنا شخصياً طبعاً ما نعرفش نقول لك مين من المتهمين يعني تقريباً في حدود الرابعة مساءاً تم استدعائي لمكتب الخروبي كان موجود القذافي ومصطفى الخروبي.

أحمد منصور: القذافي هنا موجود بمكتب الخروبي في الاستخبارات العسكرية؟

عبد الله الحامدي: آه في الاستخبارات العسكرية معه مصطفى الخروبي ومعه عبد الله الحجازي ومعه أبو القاسم القانقا.

أحمد منصور: مين الاثنين التانيين؟

عبد الله الحامدي: أبو القاسم القانقا هذا كان أحد الضباط الأحرار ورئيس مجلس التحقيق الأول، وعبد الله الحجازي اللي كان ماسك إدارة الاستخبارات العسكرية قبل ما يمسكها مصطفى الخروبي وأحد الضباط الأحرار أيضاً، فالحقيقة أول ما دخلت من الباب قال لي عبارة بالمثل اللي نقوله فيه إحنا قال لي: "إحنا اخترناكم بالصوفة".

أحمد منصور: يعني إيه اخترناكم بالصوفة؟

عبد الله الحامدي: يعني بمنتهى الدقة.

أحمد منصور: آه بالفرازة، على الفرازة بالمصري.

عبد الله الحامدي: أيوه فقال لي إحنا اخترناكم بالصوفة نكتشف في النهاية إنكم خونة، طبعاً التعبير كان مش بغض النظر أنا قلت له أنا ما نيش خائن أصلاً أنا ما خنتش حد عنده علي دليل إنني خنت، فكنت مقعمز على طاولة الاجتماعات بالطرف..

أحمد منصور: مقعمز يعني إيه قاعد.

عبد الله الحامدي: يعني جالس على طاولة الاجتماعات بالطرف وهو كان يعني كان مقعمز، جالس بمكتب بتاع الخروبي، فارفع صوتك أرفع صوتك قلت له: هذا مستوى الصوت بتاعي ما نقدرش نرفع أكثر من هيك، فطلب إني نيجي نقعمز بجواره، فلما جيت بجواره كان عندي مذكرة في الكلية العسكرية نحتفظ بها كانت موجودة عنده جايبنها له، فأصر إنه يعرف الدوافع اللي دفعتنا للتفكير في التأمر والمبررات والأخطاء اللي شفناها من مستوانا كطلبة بالكلية العسكرية، قلت له: أنا الأخطاء اللي شفناها هي أخطاء الضباط الوحدويين الأحرار وأن من قام بعمل عسكري كواجب وطني لا يمكن أن يكون مؤهل لئن يقوم بعمل سياسي أو أن يكون بمنصب سياسي، ولكن أخطاء على مستوى القيادة وعلى مستوى مثلاً مجلس قيادة الثورة فهذه إحنا ما عندناش اتصال بهذا المجلس ولا عندنا معلومات، القانقا أصر بأني أنا أكذب، فقلت له أنا دارس القضية عندي بعض معلومات بالفلسفة حول قضية البّطل بأن تتفق إرادة فرد مع إرادة جموع في لحظة معينة وأنت زعيم هذه الأمة وأنت الأمين على القومية العربية بشهادة عبد الناصر، وقلت له: عبد الناصر طبعاً قاد الأمة العربية لنكسة 67.

أحمد منصور: كده جيت له على الوتر أنت.

عبد الله الحامدي: آه فهذه طبعاً الحقيقة أنا أخذتني لأقول الباقي قلت له: عبد الناصر قاد الأمة العربية إلى نكسة 67 ولما أراد التنحي ضجت العالم العربي بالكامل، فأي إنسان يفكر أن يتآمر عليك أنت شخصياً فيتآمر على الأمة العربية بالكامل.

أحمد منصور: يا سلام عليك أنت كده يعني بتقله شعر.

عبد الله الحامدي: فهذه حقيقة أعجب بها بشكل مش عادي، وكلم القانقا وقال له: اكتب هذا أصدق إنسان شفته اكتب، فقال لي: أنا واضع يدي عن التحقيق مقابل اعترافك والحقيقة كاملة، الضباط اللي تعرفهم، الاجتماعات اللي حضرتموها إذا لم تعترفوا بالحقيقة فلسلطة التحقيق انتزاع الحقيقة بالطريقة التي تراها مناسبة.

أحمد منصور: يعني كده القضية يعني كل أمور التعذيب أيضا تتم برعاية ومعرفة من القذافي وتفويض..

عبد الله الحامدي: لا للأمانة في قضيتنا إحنا تحديداً في 1975 لم يكن هناك تعذيب إلا بتعليمات مكتوبة من مجلس التحقيق.

أحمد منصور: هو بقول لك لسلطات التحقيق أن تنتزع المعلومات بالشكل الذي تراه مناسبا..

عبد الله الحامدي: إيه طبعاً لكن لم يحدث التسيب الذي حدث بعدها طبعا لما أنشئت اللجان الثورية وأنشئت مراكز التعذيب، لكن إحنا كنا تحت الشرطة العسكرية طبعاً في سجون الشرطة العسكرية.

تصفية جميع القيادات العليا في الجيش

أحمد منصور: هو بعد 1975 الدموية كلها مورست بدءا من 1975 من تنظيمكم وتنظيم عمر المحيشي الدموية كلها مورست بعد ذلك.

عبد الله الحامدي: هو من هنا طبعا بدأت عرس الدم في النظام، حتى معظم الشخصيات التي أشرفت على المشهد السياسي بالكامل بدأت من 1975 يعني مثلاً عبد الله السنوسي، موسى كوسا، سعيد راشد، مجموعة عبد السلام الزادمة هذا الجيل هو اللي أشرف ونفذ وقام بكل هذه الإعدامات وكل هذه العمليات، فهذا هو الجيل اللي طلع من 1975.

أحمد منصور: وبرضه في 1975 استطاع القذافي أن يتخلص من كثير من أعضاء مجلس قيادة الثورة والضباط الأحرار اللي كانوا ضد سياسته من الأول واللي قالوا إحنا قمنا بانقلاب عسكري حتى نسلم السلطة للمدنيين نفس اللي كان حاصل في 1952 في مصر.

عبد الله الحامدي: هو تخلص من الجميع في 1975 حقيقة يعني في 1975 تقريباً التحقيق شمل 300 ضابط، طبعاً الجنيبي لم يكن في مستوى الحجم بعدين، يعني عادة الضابط يكون مؤثرا، وتم التحقيق مع جميع أعضاء مجلس قيادة الثورة بدون استثناء، طبعاً اللي كان في الخارج ما رجعش واللي كان في الداخل تم..

أحمد منصور: يعني نقول 1975 هو تاريخ فاصل في مسيرة القذافي ما بين الدموية المطلقة وما بين التمهيد لها من قبل؟

عبد الله الحامدي: هو البداية الحقيقة لترسيخ سلطاته بدم الشعب الليبي..

أحمد منصور: 1975 وتحديداً مع أغسطس اللي هو كشف الانقلابات، التجمعات العسكرية والتنظيمات العسكرية اللي كانت تسعى أنها تنقلب عليه.

عبد الله الحامدي: طبعاً هو كان التنظيم الوحيد أو الجهة الوحيدة اللي هي منظمة اللي هي كانت الجيش الليبي وبعدين الطلبة، طبعا الطلبة استطاع في مرحلة وجيزة أن يقضي عليهم في 1977 بما يعرف بثورة الطلاب، لكن المؤسسة كان محتاج لوجودها كانت تشكل أو تشكل طبعاً مصدر قلق وخطر بالنسبة له، فكان لا بد في 1975 أن يضع حد لهذا التوتر الذي يعيشه، فأعدم عددا كبيرا جداً من الضباط وتم تصفية مجلس الثورة.

أحمد منصور: الضباط كان يتم إعدامهم في الثكنات العسكرية التي كانوا فيها ومن قبل زملائهم.

عبد الله الحامدي: ومن قبل زملائهم طًبعاً، وهذه كانت في المجتمع الليبي وهو مجتمع لسّا بدوي ومجتمع تحكمه الروابط الاجتماعية والعلاقات الاجتماعية كانت تأثيرها سيء جداً في الشارع الليبي، فالمهم أنا أثناء التحقيق كان القانقا موجود وأنا ما نعرفوش إطلاقاً الرجل هذا أول مرة أشوفه، فكان يلبس رتبة نقيب ياقته كانت مقته فكنت أحسبه ملازم أول، كلمت الخروبي قلت له: الرجل هذا أرجوك ما عدش أشوفه.

أحمد منصور: في التحقيق؟

عبد الله الحامدي: إيه.

أحمد منصور: والقذافي قاعد؟

عبد الله الحامدي: لا بعد خروج القذافي.

أحمد منصور: القذافي خلاص قال لك أنا إذا لم تعترف اعترافا كاملاً بكل الأسماء والترتيبات أنا بفوض سلطاتي للتحقيق.

عبد الله الحامدي: أنا رافع يدي عن التحقيق ولهم انتزاع الحقيقة بالطريقة التي يرونها مناسبة، بعد ما خرجت من المكتب استدعاني مرة ثانية القذافي.

أحمد منصور: ماذا قال لك؟

عبد الله الحامدي: قال لي: أنت عسكري ويجب إنك تتحمل، هذه للأمانة طبعاً ما فهمتش المغزى تاعها حتى لهذه اللحظة، رجعت وقفت في الباب بتاع المكتب قال لي: أنت عسكري ويجب أن تتحمل، ورجعت إلى نفس الغرفة اللي جيت منها اللي كانت مجهزة بالسرير وبالفراش فبالليل جاني الخروبي أنا شكيت بنفسي هل أنا الطالب البسيط اللي يقرأ بالكلية العسكرية ولا أنا جنرال أو قائد حزب، والله إحنا يا أفندي عبد الله عايشين في مرحلة توتر..

أحمد منصور: يقول لك الأفندي عبد الله؟

عبد الله الحامدي: إيه والأخ معمر تشوف يعاني من مشاكل، وأسرتك قاعدين قدام السجن، وإحنا نحاول نساعدكم بمنتهى الحنيّة والرقة والمودة وبعدين طبعاً قال لي علي المختار تم الإفراج علينا اللي هو زميلي اللي استدعاه معمر حتى هو حقق معه، أنا عرفت من الحراسات إن هو في الغرفة اللي في جنبي، فالمهم طلبت منه قلت له الضابط اللي لقيته معك في التحقيق رجاءاً ما عدش نبي نشوفه مرة ثانية، بعد لما باشر التحقيق بعد سبتمبر مش عارف تحديداً يعني ممكن 10، 15..

أحمد منصور: فضلت محبوس بالغرفة دي؟

عبد الله الحامدي: لأ تم نقلي إلى السجن طبعاً..

أحمد منصور: رجعت سجن الحصان الأسود؟

عبد الله الحامدي: إيه رجعت لسجن الحصان الأسود.

أحمد منصور: نفس الزنزانة؟

عبد الله الحامدي: نفس الزنزانة.

أحمد منصور: كنت لوحدك سجن إنفرادي؟

عبد الله الحامدي: سجن إنفرادي آه.

أحمد منصور: الزنزانة مساحتها كم في كم؟

عبد الله الحامدي: تقريباً 2.5 في 2 متر كبيرة في الحقيقة وفيها تهوية جيدة جداً طبعاً هذا السجن بناه موسوليني حقيقة..

أحمد منصور: موسوليني اللي بناه اللي في إيطاليا.

عبد الله الحامدي: ممكن من 7..

أحمد منصور: يعني موسوليني كان عامل زنازين 2 متر في 2.5 مع تهوية مع كل شيء والقذافي كان عامل متر بمترين مع ظلام دامس.

عبد الله الحامدي: في 1987 طبعاً زارنا يوسف الدبري اللي كان قاضي المحكمة العسكرية تاعنا في سجن أبو سليم فزارنا في الغرفة طبعاً سكرنا عليه الغرفة بمعنى ما خلناش يطلع.

أحمد منصور: حبستموه يعني؟

عبد الله الحامدي: لا مش حبسناه طبعاً طلبنا منه سؤال واحد بس، هل السجن اللي بناه موسوليني وكنا فيه إحنا أفضل من السجن اللي بنيته أنتم، فكان اعترف وقال: نعترف بأن ظروفكم صعبة، وخلص كان ما يقدرش يتكلم أكثر من هيك، بكل أسف يعني كان سجن موسوليني أرحم من السجون الحديثة الموجودة الآن، المهم لما دخلت أنا للتحقيق بعدين لما استدعاني القانقا كان القانقا معلق رتبة رائد طبعاً شفت نفس الشخص اللي طلبت من الخروبي ما يحققش معي، وأنا داخل كان داخل ورائي الخروبي أنا جلست على الكرسي، فجاء الخروبي للقانقا يشده من شعره من هنا هيك، ويقله هيك ويعيط ويطلع لفوق قال له: أنا قلت لك حلق ولا لا؟ طبعت أنا فهمت..

تعمد القذافي توجيه الإهانات لمن حوله

أحمد منصور: قصده يهينه قدامك؟

عبد الله الحامدي: أنا فهمت الرسالة أنه هذا لو مش بتعليماتنا هو مش بيده شيء أصلا، ففهمت الرسالة إنه فعلاً يعني هذا يمثل التعليمات منا إحنا ممكن نخليه يهينك نخليه يضربك نخليه، فاستمر التحقيق معنا لفترة.

أحمد منصور: بقولوا دي كانت طريقة القذافي معهم كان يهينهم أمام بعض؟ وهم كانوا يهينوا الأدنى منهم أمام الآخرين.

عبد الله الحامدي: لا هو حتى نكون واقعيين لم يكن يهينهم حقيقة كان الأمر أسوء من الإهانة..

أحمد منصور: أسوأ من الإهانة.

عبد الله الحامدي: يعني الخروبي مثلاً وجد الطباخ بتاعه معدوم شنقاً في غرفه البيت بتاعه داخل الحرم السكني بتاع الخروبي ولم يستطع أن يتكلم .

أحمد منصور: طباخ الخروبي معدوم داخل المطبخ؟

عبد الله الحامدي: إيه داخل المطبخ.

أحمد منصور: دي رسالة يعني؟

عبد الله الحامدي: أيوه طبعاً رسالة.

أحمد منصور: من القذافي؟

عبد الله الحامدي: هي رسالة من عبد الله السنوسي طبعاً نفذها عبد الله السنوسي للخروبي بكل أسف الأحداث في ليبيا الدموية أحداث رهيبة جداً ولا يمكن الإحاطة بها.

أحمد منصور: نرجع للتحقيق معكم..

عبد الله الحامدي: التحقيق طبعاً تناول كل الجوانب اللي هي فكرية..

أحمد منصور: هو هنا أنتم مجموعة فكر ما وصلتوش لأنكم تكونوا تنظيم مسلح؟

عبد الله الحامدي: لا لا يمكن طبعاً بالمستوى اللي كنا فيه غير.

أحمد منصور: كنتم لسا مجموعة طلبة.

عبد الله الحامدي: إحنا لسا مجموعة طلبة لكن تضافرت مع جزء من الأحداث، إحنا في المشروع الخارجي بتاع الكلية العسكرية كنا ننفذ في صفحات الهجوم والدفاع وكنا واخذين يعني مواقع معينة، فكان آمر الكلية العسكرية ومجموعة الضباط اللي معه بعث مجموعة من الطلبة مش عارف إيه يعني بجيبوا  أجهزة أو حاجة من موقع الكلية فتم ضربهم وإهانتهم باعتبار أن هذا موقع معادي المفروض تأخذ احتياطاتك أنت كضابط ناجح، أنا استفزني هذا الموقف، فنسقت مع رئيس الدفعة أننا سنعتقل  آمر الكلية ومجموعة الضباط اللي معه، ففعلاً نسقت تنسيقا كاملا حتى لأخر لحظة كان ممكن يتم اعتقال آمر الكلية العسكرية يعني إحنا يعني تم تدريبنا بشكل جيد قلتهم إن فعلاً تدريبنا كان راق، فطبعاً هذه اعتبرت من ضمن المخاطر الشديدة جداَ أنك أنت تتجرأ تنفذ اعتقال لآمر الكلية العسكرية ومجموعة الضباط يعني بعدين طوروها أنه لو زار رئيس الأركان ممكن حتى تعتقله طبعاً هذا الكلام غير وارد وغير حقيقي، ولكن هو طبعا البحث بالتحقيق يتناول كل الجوانب وبالذات القضايا الفكرية اللي ما عندكش سيطرة وما عندكش قدرة إنك أنت توضحها ولا هو عنده قدرة إنه يشرح ما هو الفكر بتاعك.

أحمد منصور: هل حاولوا يربطونك عمر المحيشي؟

عبد الله الحامدي: لا.

أحمد منصور: هم عرفوا من الأول إنكم تنظيم مستقل؟

عبد الله الحامدي: لا هم ما عرفوش من الأول، لكن بعدين طبعا من خلال مجموعة من الشهود ومجموعة من طلبة الكلية العسكرية تحديداً يعني هو ممكن هذا اللي أغرقنا في هذه التهم، طلبة الكلية العسكرية كانوا معترضين على وجودي في تنظيم المحيشي لأنني أحمل أفكار غير معروفة تحديداً يعني هيك.

أحمد منصور: ولذلك كانت تهمتك إن أنت إخوان مسلمين وشيوعي وبعثي؟

عبد الله الحامدي: وبعثي، في النهاية أنت تدعو لفكر مناقض لفكر ثورة الفاتح من سبتمبر.

أحمد منصور: ده فكر كوكتيل ممتاز جداً.

عبد الله الحامدي: فاستمر طبعاً التحقيق وبعدين أوقف معنا إحنا طلبة الكلية وبدأ مباشرة في محاكمات الضباط كنا هذه الفترة كلها في زنازين منفردين.

أحمد منصور: طبعاً الإعدامات في محاكمات الضباط كانت يعني دموية يعني؟

عبد الله الحامدي: كانت دموية ولم يرض السيد مصطفى الخروبي، كان آمر الإحالة كان رفض قرارات المحكمة العسكرية الدائمة وطالب بإعدام كل من ظهر اسمه في هذه القضية.

أحمد منصور: 300 ضابط.

عبد الله الحامدي: كله كان مطالب بإعدامهم جميعاً.

أحمد منصور: يعني كل قيادات الجيش الليبي؟

عبد الله الحامدي: كل قيادات الجيش، طبعاً تصفية كانت تصفية دموية وأيضاً إثبات نوع من الولاء، بعض الضباط يعني لو تعلم أنه صديقك في المعسكر سيكون نوع من إظهار الولاء المطلق للنظام بغض النظر تقتنع أو لا تقتنع، في سنة 1977 شكلوا لنا تقريباً مجلس تحقيق جديد برئاسة أحمد العون

أحمد منصور: مين أحمد العون؟

عبد الله الحامدي: أحد الضباط الأحرار طبعا والقيادات..

أحمد منصور: أنتم كده فضلتم من 1975 إلى 1977 في السجن لحد ما انتهت محاكمات تنظيم عمر المحيشي وبعدين بدئوا يحاكموكم..

عبد الله الحامدي: لا فتحوا لنا مجلس تحقيق ثاني برئاسة يوسف أبو حجر وأحمد عون، الصبح جاء حتى أحد الضباط، هذا موجود الآن في السجن، وتم إحالتنا إلى المحكمة العسكرية الدائمة برئاسة يوسف الدبري..

أحمد منصور: الدبري، حكمت على 6 منكم بالإعدام؟

عبد الله الحامدي: حكمت على 6 بالإعدام رمياً بالرصاص حتى الموت..

الحكم بالإعدام رمياً بالرصاص

أحمد منصور: كنت أحد الذين حكم عليهم رمياً بالرصاص بالإعدام رمياً بالرصاص حتى الموت كيف تلقيت الحكم؟

عبد الله الحامدي: باستهزاء.

أحمد منصور: إزاي؟

عبد الله الحامدي: والله قعدت أضحك لما سمعت الحكم.

أحمد منصور: كنت تنتظره؟

عبد الله الحامدي: بأمانة لأ.

أحمد منصور: كنت تنتظر إيه؟

عبد الله الحامدي: كنت منتظر الإفراج، أنه ممكن تكون العقوبة سنة أو سنتين ويفرج عنا باعتبار أمضينا العقوبة.

أحمد منصور: طيب أنت شفت ماذا حدث في محاكمات الضباط؟

عبد الله الحامدي: لا، لا.

أحمد منصور: ما كنتش تعرف أي شيء، أنتم سنتين معزولين عن العالم.

عبد الله الحامدي: سنتين معزولين عن العالم.

أحمد منصور: أقاربكم كانوا يزوروكم؟

عبد الله الحامدي: لا.

أحمد منصور: سنتين لم تروا عائلتكم؟

عبد الله الحامدي: لا زارونا تقريباً مرة أو مرتين وكان أثناء المحاكمة، أثناء المحاكمة نشوفهم طبعا.

أحمد منصور: المحاكمة بعد كده جت.

عبد الله الحامدي: المحاكمة بعدين إيه.

أحمد منصور: لكن السنتين لم يزركم أحد.

عبد الله الحامدي: سنتين التوقيف لم يزرني أحدا، في أثناء المحاكمة كنا نلتقي بأسرنا في المحكمة.

أحمد منصور: أنتم كيف كان في التوقيف قبل الدخول إلى السجن كيف كنتم تقضوا يومكم ؟

عبد الله الحامدي: أنا كنت عندي لقيت الدبوس الصغير تاع الملابس اللي كان إذا تذكره فكان هذا ثروة أكبر ثروة بالنسبة لي، كنت عامل جدول زمني نسجل فيه بالأحداث وأنا في الزنزانة في أي لحظة لو تقول لي التاريخ واليوم سأقول لك اليوم كم والتاريخ كم.

أحمد منصور: كنت تكتبه على حيط الزنزانة.

عبد الله الحامدي: كنت أكتب على حيط الزنازين أنا أتذكر أول ما دخلت إلى الزنزانة كان في واحد إسكندراني لقيته راسم صورة جميلة جداً وكاتب تحتها لقد كنت أخدع الحياة لأعيش كما أريد، ولكن في الحقيقة كنت أخدع نفسي فعشت كما تريد الحياة.

أحمد منصور: يا سلام.

عبد الله الحامدي: فهذه لقيتها طبعاً مكتوبة بشكل كبير جداً على..

أحمد منصور: فده كان مسجون قبل كده في الزنزانة؟

عبد الله الحامدي: إيه كان مسجونا في الزنزانة..

أحمد منصور: من الإسكندرية؟

عبد الله الحامدي: إيه، والله تقريباً الإسكندراني لقبه الإسكندراني أتذكره تقريباً، في الأيام الأولى تعيش نوع من التوتر من القلق من الرفض لكن بعدين يصبح جزء من الروتين العام للحياة، أتذكر في فترة من الفترات في السجن أتصور لما يأذن أذان المغرب نتوتر لأن الوقت ضيق عنا.

أحمد منصور: ياه كنتم تعملوا إيه بقى عشان وقتكم تضيعوه في السجن؟

عبد الله الحامدي: اللي عنده يأخذ دورة في الإيطالية باللغة الإيطالية..

أحمد منصور: ده بعد كده في السجن..

عبد الله الحامدي: بعدين في السجن طبعاً..

أحمد منصور: طيب كيف دارت المحاكمة؟

عبد الله الحامدي: محاكمة صورية طبعاً، أنا أول شخص طبعا كشخص لما استدعوني أنت متهم بكذا وكذا وكذا فما رأيك في التهمة الموجهة إليك؟ فكان جوابي ضيف لها جاسوس لإسرائيل وأغلق الملف، كان المدعي العام علي الفتوري اعتبرها إهانة، هذه إهانة، قلت له: لا مش إهانة أعطيني سلطات المحقق اللي أعطيته لها وأنا أي واحد من الشعب الليبي نحط له هذه التهم، فأنت طالبني في كل هذه التهم ضيفوا لها جاسوس لإسرائيل وأغلق الملف ولا مانع، فجاب مجموعة من الشهود طبعاً كانوا ملقنين..

أحمد منصور: كنت تعرفهم؟

عبد الله الحامدي: إيه كانوا طلبة معنا في الكلية العسكرية، يقول: تعرفه، هذا كان طالب معنا هذا كان يقرا في الكتب الصفراء، كان مش عارف شني واحد من الفاشيين، حتى تستغرب حتى ترد عليه شو تقوله شو معنى الفاشية أصلاً ما يعرفهاش، أنا أتذكر واحد قلت لك وحكيت لك مرة عن القمصان السوداء ما حكيناش على تاريخ موسوليني بده يقول لي لا لا، قلت له: وش هي الفاشية؟ فقعد يشرح للمدعي العام العسكري، فطلبت من المحكمة ما عاش نبي نتكلم أنا.

أحمد منصور: أنت قلت للمحكمة كده؟

عبد الله الحامدي: آه فنتذكر..

أحمد منصور: كنت عايز المحقق يحضر مش عايز ده يدلي بشهادته؟

عبد الله الحامدي: فنتذكر أن الدبري وهو قاعد وموجود وهو طبعا حي، قال لي أنا بالنسبة لي أنا رفعت التهمة عنك وحول الميكرفون إلى خليفة مصباح..

أحمد منصور: مين خليفة مصباح؟

عبد الله الحامدي: أحد الضباط الأحرار السيئين جداً سيء السمعة..

أحمد منصور: لسّا عايش؟

عبد الله الحامدي: لسّا عايش، موجود في القاهرة حالياً.

أحمد منصور: فين؟

عبد الله الحامدي: في القاهرة، فهذا أنت سألتني بدري عن الإعدام هذا بعد 13 سنة من السجن يعني في 1988 أثناء خروجنا من السجن قبل يوم الخروج كنا في الساحة مع بعض مجموعة المساجين وفي مجموعة من الضباط، فلما شافني استدعاني قال لي بالله نبي نسألك يوم ما صدر عليك حكم إعدام ليش تضحك؟ ليش ضحكت لما صدر عليك الحكم بالإعدام؟

أحمد منصور: أنت ضحكت بصوت عالي يعني؟

عبد الله الحامدي: لأ أنا تبسمت يعني كان نوع من الاستهزاء، فقلت له أنا قاعد لو شكلك أنت تحكم وتصدر علي حكم بالإعدام لحد الآن أنا سأضحك عليك، فما عرفش قعد يشبح لي، استدعاني واحد من الضباط الأصدقاء اللي نعرفه قال لي: أنت متهور أنت،  قلت له: لأ مش متهور هذا ما يملك شي أصلاً، قرار الإفراج جاي من السيد وهو لم يملك شيء أصلا حتى ولا يملك أن يردني، يردني لكن..

أحمد منصور: أنا شفت الحكم بتاعك وبعض زملائك وكنت بعتقد إن هناك شيء من الترتيب في إصدار الأحكام لكن زي ما جيت الورق كان أبيض يذهب إلى القذافي ويصدر هو الحكم بنفسه وينفذ.

عبد الله الحامدي: إيه طبعاً معروف.

أحمد منصور: عليكم كلكم، يعني يقول فلان إعدام يُكتب إعدام فلان كذا..

عبد الله الحامدي: كافة القضايا السياسية سواء كانت في الشق العسكري أو المدني لا يمكن أن يصدر فيها حكم بدون تعليمات منه شخصياً طبعا هو هذه مش يعني لا يوجد قضاء مستقل في السياسة..

أحمد منصور: يعني حينما نجد حكمت المحكمة ونقطتين و3 قضاة موقعين والصفحة بيضاء متروكة للقذافي يكتب جوا الحكم..

عبد الله الحامدي: إحنا في ليبيا نقول ما تحتاجش شي واضحة هذه خلاص، يعني مطلوب منه هو إن يكتب الحكم ما كتبش هو الحكم سيعطي تعليماته بكتابته بنفس الطريقة طبعاً..

أحمد منصور: بعد الحكم بالإعدام ذهبتم إلى عنبر الإعدام في سجن الحصان الأسود، شعورك إيه وأنت لابس بدلة الإعدام ومنتظر تنفيذ الحكم؟

عبد الله الحامدي: هو بعد ما صدر علينا عقوبة الإعدام في المحكمة لما كان زميلي خالد أبو زيد جاي في السيارة تاعت الترحيل في جنبي طبعاً إحنا دخلنا الكلية العسكرية بدون رغبة فكنا نقول عسى أن يكون شيء  وهو خير لكم، مُددت الدراسة في الكلية العسكرية إلى سنتين قلنا عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خيراً لكم، تم اعتقالنا أتذكر خالد أبو زيد كان بجنبي فقلت له عسى أن تكرهوا شيئاً وهو خير لكم، قالي هذه ما عدش فيها خلص إعدام شو اللي الخير تمت، فتم ترحيلنا إلى السجن في نفس اللحظة تم نقلنا إلى قسم الإعدام، عبارة عن قسم يقع داخل السجن مجموعة من الغرف حوالي 4 غرف طبعاً..

أحمد منصور: كان في قبلكم ناس موجودين فيه؟

عبد الله الحامدي: إيه كان مجموعة اللي تم إعدامها من ضباط 1975 كانوا موجودين في نفس الغرف وكان في غرفتين فيهم مجموعة من الضباط منهم السيد اللواء الآن عمر الحريري فلقينا مكتوب على الجدران تم تنفيذ عقوبة الإعدام في المعسكر كذا في فلان وفلان تم عقوبة شعرنا حقيقة بأننا فعلاً إحنا في مواجهة الحقيقة فعلاً في هذه اللحظات..

أحمد منصور: خلاص.

عبد الله الحامدي: انتابنا طبعا بالتأكيد شعور من الإرباك وشعور من القلق أصبح المصير فعلاً شبه محتوم.

أحمد منصور: أنتم شباب لسّا صغيرين ما شفتوش دنيا زي ما يقولوا.

عبد الله الحامدي: والله ما شفنا، إحنا الليبيين نقول بقل الكوشة ما شفنا شي في الدنيا هذه أصلاً، لكن فعلاً كانت مفاجأة لنا يعني أن ينفذ مجموعة من الضباط الليبيين ينفذوا عقوبة الإعدام في زملائهم كانت هذه بحد ذاتها هي أكبر من عقوبة الإعدام حقيقة يعني زميلك يعدمك في ليبيا في مجتمع يكاد يكون بدوي فيه روابط وفي صلات وفي مصاهرة كانت هذه تأكدنا بعد ذلك أن فعلاً يعني الكلام والملاحظات اللي كانت مكتوبة على الجدران كانت فعلاُ حقيقة.

أحمد منصور: تفتكر حاجة منها بالأسماء؟

عبد الله الحامدي: والله لا هي طبعاً مجموعة الأسماء اللي تم إعدامها مجموعة الضباط كانوا متوزعين كلهم بالمعسكر تم إعدامهم في يوم 2/إبريل في سنة 1977.

أحمد منصور: انتظرت حكم الإعدام في الزنزانة؟

عبد الله الحامدي: إيه انتظرنا حكم الإعدام، لا، كنا في اللحظة هذه أصبحنا مجموعة مع بعض في غرفة وحدة كلنا..

أحمد منصور: أنتم الخمسة؟

عبد الله الحامدي: إحنا الستة طبعاً..

أحمد منصور: أنتم الستة محكومين بالإعدام.

عبد الله الحامدي: محكومين بالإعدام.

أحمد منصور: كنتم تلتقوا مع باقي المحكومين بالإعدام.

عبد الله الحامدي: لأ لا زيارة ولا لقاء ولا..

أحمد منصور: ولا تخرجوا من الزنزانة؟

عبد الله الحامدي: ممنوع نهائياً.

أحمد منصور: حياتكم جوا الزنزانة.

عبد الله الحامدي: الحياة أنا اعتبرتها في ضيافة الله سبحانه وتعالى يتجرد الإنسان من كل الأهواء والشهوات.

أحمد منصور: خلاص تنتظر الموت..

عبد الله الحامدي: أنت تنتظر لقاء اللحظة اللي تجيك كيف، يعني كنا نفكر في اللحظة اللي تواجه فيها يعني..

أحمد منصور: فكرت إن ممكن يستدعوك يأخذوك وتروح الكلية العسكرية وينفذوا فيك الحكم؟

عبد الله الحامدي: آه فكرت.

أحمد منصور: فكرت، زملائك يطلقوا عليك الرصاص؟

عبد الله الحامدي: لأ، هو أنا فكرت أنه المطلوب هي كلمة أخيرة، كنا نعرف إن المحكوم بالإعدام ستكون ليه كلمة أخيرة، فأنا جهزت الكلمة كنت إنه لو طلب مني الكلمة سأقول لهم وكنت مجهزها، ثورة الفاتح من سبتمبر العظيم وقائدها والأخ العقيد أكبر كذبة يعرفها القرن العشرين، فكرة زائفة وإدعاء باطل لعصبة التجار الجشعين الأشرار حرية القهر واشتراكية الفقر ووحدة الخصام والذعر، كنت هذه اللي أريد أن ننهي بها حياتي ولكن الله سبحانه وتعالى طبعاً منّ علينا فعلا..

أحمد منصور: المحكمة العليا بعد سنة نظرت في القضية ثاني..

عبد الله الحامدي: بعد سنة نظرت في القضية..

أحمد منصور: وخفف الحكم إلى المؤبد عليكم أنتم الستة.

عبد الله الحامدي: علينا إحنا الستة طبعا.

أحمد منصور: حياتكم تغيرت بعديها؟

عبد الله الحامدي: والله بالتأكيد طبعاً تغيرت لأننا خرجنا من قاطع الإعدام إلى مجموعة الضباط بتاعين 1975 اللي كانوا محكومين بخمسة سنوات 7 سنوات 10 سنوات فكان في رالي يطلعون لها ليمارسوا بعض التمرينات الرياضية ومجموعة من..

أحمد منصور: مين الناس اللي تعرفت عليهم تفتكر؟

عبد الله الحامدي: والله مجموعة 1975 كلهم، مثلا محمد السعيطي، مختار المنيسي، عبد القادر البعباع، عاشور علي البراعصي مجموعة كبيرة طبعاً يوسف المبروك، عبد السيد، عطية المنصوري، واحد توفى رحمة الله عليه كان من أعز أصدقائي نقوله محمد سعد، فمجموعة طبعاً تعرفنا عليهم، فعشنا معهم مرحلة كانت إلى حد ما فيها زيارات وفيها نوع من.. وكنا نأمل في الإفراج لأن هذه قضية سنوات يعني ممكن هذا يكمل أربعة أو خمسة سنوات وفي يوم من الأيام أجوا لنا قالوا ضموا حاجياتكم.

أحمد منصور: افتكرتم إنكم طالعين؟

عبد الله الحامدي: افتكرنا إننا ممكن طالعين بعدنا شباب صغار وطلبة وإن هو اللي جابنا للكلية العسكرية مش برغبتنا، ففوجئنا بأننا بالقسم المؤبد اللي فيه موسى أحمد رحمة الله عليه آدم الحارثي..

أحمد منصور: آه دول محاولة، أول محاولة انقلاب حصلت في 1969..

عبد الله الحامدي: أول محاولة طبعاً رتب كبيرة هذه وكلها محكومين بالمؤبد، فكانت هذه المحطة الثانية بأنه دخل لنا اليأس بأنه لا خروج، لا  أمل في الخروج من السجن بعد ذلك، طبعا ضممنا إلى هذه المجموعة..

أحمد منصور: وفضلت إلى 1988؟

عبد الله الحامدي: فضلنا مع بعض لعند 1988.

أحمد منصور: إيه أهم الحاجات اللي تأثرت بها بالسجن؟

عبد الله الحامدي: بشخصية بعض الناس مثلاً تأثرت بشخصية المرحوم موسى أحمد الحقيقة كان شخصية وطنية فذة بمعنى الكلمة..

أحمد منصور: ده كان وزير الدفاع.

عبد الله الحامدي: لأ كان وزير الداخلية.

أحمد منصور: وزير الداخلية عفوا.

عبد الله الحامدي: كان وزير الداخلية.

أحمد منصور: موسى أحمد قتل بعد ما خرج.

عبد الله الحامدي: قتل بطريقة سيئة جداً بأكثر من 30 طعنة في جسمه تم تجهيز..

أحمد منصور: القذافي ما تركش أحد ما انتقمش حتى إلى حين يعني..

عبد الله الحامدي: القذافي لم يترك حتى أبنائه، القذافي وصل لمرحلة إلى إنه تأله أصبح يرى أنه إله وبالتالي لم يسلم أحد منه يعني أتذكر مرة من المرات في مقابلاته وفي فترة متقدمة قال إن الخروبي كان السواق بتاعي كنا ندرك ما يسمى بالوزارة يضرب فيهم بالكف يهين بهم إهانات قاسية جداً.

أحمد منصور: لما صدر قرار الإفراج عنك في 1988 أو كل اللي كانوا في السجون برضه في نزوة من نزوات القذافي أنت خرجت واعتزلت الحياة.

عبد الله الحامدي: صحيح، ما كانش فيّ طبعاً يعني قرار الإفراج في 1988 كان خارج سياق تفكير الزعيم الليبي أو..

أحمد منصور: إزاي؟

عبد الله الحامدي: يعني كانت حالة شاذة في سلوكياته أو في تصرفاته أو يعني الإفراج عنا لم يكن..

أحمد منصور: يعني قبلها بأربع سنوات بعد حادث العزيزية، هجوم العزيزية عليه، الناس أيضاً قتل ناس كثيرين جداً والتعذيب كان في السجن وكانت الأمور سيئة..

عبد الله الحامدي: إيه كانت الأمور سيئة على مدار سنوات حكمه وبالتالي..

أحمد منصور: وسنة 1980 كان الإعدام لكل المعارضين في الشوارع في أوروبا في ليبيا في كل مكان..

عبد الله الحامدي: إيه وأنا التقيت بأحد الأصدقاء اللي هو طبعاً تم تصفيته في شهر 7 تقريباً وأحد صانعي دوار الدم حول القذافي نقول له العقيد علي شرف الدين.

أحمد منصور: ده صفي بشهر 7؟

عبد الله الحامدي: صفي بشهر 7 آه.

أحمد منصور: 7 إيه؟

عبد الله الحامدي: 2011 هذا كان مغضوب عليه طبعاً في السنوات الأخيرة، هذا مسؤول عن تجارة السلاح في إفريقيا بالكامل ويحمل كمية..

أحمد منصور: ده اللي قتل في بنغازي ولا في ليبيا.

عبد الله الحامدي: أنا والله لما تركت طرابلس مريت عليه طلبت منه الخروج فوراً لأنه كنز من كنوز الأسرار وبالذات في تجارة السلاح وشريك معمر القذافي في تجارة السلاح، إنه يخرج ولكنه أصر على البقاء في طرابلس، هذا مسؤول على العلاقات الإفريقية بالكامل وما يدور بأفريقيا من..

أحمد منصور: كنز أسرار يعني..

عبد الله الحامدي: كنز أسرار طبعاً تم تصفيته بشهر 7..

أحمد منصور: تعتقد إن بعض بقايا النظام بصفوا الناس اللي ممكن يكون عندهم أسرار أو معلومات؟

عبد الله الحامدي: لا هذا قتل هذا تم تصفيته من قبل عبد الله السنوسي..

أحمد منصور: من؟

عبد الله الحامدي: عبد الله السنوسي، هذا في 2011 في شهر 7 طبعاً قبل سقوط طرابلس..

أحمد منصور: آه قبل سقوط طرابلس.

عبد الله الحامدي: قبل سقوط طرابلس.

لحظة تحرير طرابلس ومقتل القذافي

أحمد منصور: أنت خرجت بقى من ليبيا وكنت قائد لأحد الكتائب التي فتحت خرجت من طرابلس، وكنت قائد لأحد الكتائب التي جاءت من الجبل وشاركت في فتح طرابلس؟

عبد الله الحامدي: لا هو مثلما يقولون شرف لا أدعيه وتهمة لا أنكرها طبعاً، أنا كنت مضطر للبقاء في طرابلس وكنت نأمل إني نبقى في طرابلس، في شهر 4 تحديداً يوم 25 تقريباً حدثت معركة تحرير المجابرة أو معركة الحوامد معركة الحوامد اسمها طبعاً هذه القرية اللي كانوا فيها أولادي وفيها أهلي بالكامل وهي عبارة عن تسعين ثمانين حوش بالكامل، فجرت فيها معركة اضطررت عن طريق التلفون بالتواصل بشكل مستمر، يوم المعركة، فأصبح وجودي في طرابلس يشكل خطرا حقيقيا طبعاً فخرجت إلى تونس ومن تونس رجعت إلى الجبل مع مجموعة من الشباب، طبعاً بالعقلية العسكرية وبالخلفية العسكرية بأن تكون مع مجموعة من الشباب مندفعين يسيطر عليهم الحماس والأمل كان صعبة جداً، ولكن كنت أمثل دفع معنوي، فكنت مسؤول المجلس العسكري في منطقة الحوامد فعلاً وقعدنا في تلك الفترة بالجبل بجوار منطقة نالوت على جبل نفوسة في منطقة يقولون لها الرويس أكبر محطة كهرباء في غرب ليبيا حالياً ففعلاُ قعدت مع الشباب إلى..

أحمد منصور: شعورك إيه لما دخلت طرابلس؟

عبد الله الحامدي: والله لا يوصف.

أحمد منصور: وشعورك إيه؟ 20 أغسطس لما قتل القذافي؟

عبد الله الحامدي: كانت لحظات قدرية بكل معنى الكلمة حقيقة لم يخطر ببالي على الإطلاق أن نكن لنحضر هذه النهاية، وحتى هذه اللحظة لم أقرر يعني مثلا لو طلب مني أن يبقى حي أو يموت لا أستطيع أن أقرر، طبعاً الموت كان رحمة بالتأكيد بالنسبة له والبقاء حي بالتأكيد طبعاً يكشف الكثير من الخفايا ومن الأسرار، لكن نحمد الله تعالى إننا عشنا هذه اللحظات ما يأتي بعدها فهو زائل على كل حال.

أحمد منصور: كيف تنظر لمستقبل ليبيا مع سنوات المعاناة الطويلة التي عشتها، 40 سنة زهرة شبابك ذهبت في السجن.

عبد الله الحامدي: هو إحنا كنا نتمنى..

أحمد منصور: لم تستمتع لم تر الحياة بشكل..

عبد الله الحامدي: كنا نتمنى أن تكون الشيخوخة أكثر راحة، ولكن حقيقة مستقبل ليبيا كل الإمكانيات وكل الظروف تسمح لئن ترتقي ليبيا لأن تكون دولة من الصف الأول في سنوات معدودة جدا، تجانس المجتمع الليبي ترابطه ولكن بكل أسف سيطرت بعض الأجندات بغباء سياسي مطلق بالفترات الأولى لما كنا نحنا بالجبل كنا نساعد في المعارك وكنا نشبح كان البعض يفكر في أنه ممكن أن يدير الدولة أو أن يكون خليفة ووريث للنظام الجديد وطبعاً بكل أسف حصل فشل على كل الأصعدة وسبب في كارثة انتشار السلاح ولكن ما زال..

أحمد منصور: يعني كل الثورات يحدث فيها هذا ولكن في النهاية دنيا بتتلم..

عبد الله الحامدي: لأ هي تتلم طبعاً بالتأكيد، إحنا القضية الوحيدة هي قضية السلاح طبعاً في ليبيا ولكن بالتأكيد طالما السلاح في يد الشباب لا يمكن إلا أن نتقدم إلى الأمام ولا بد أن نصنع الدولة الليبية التي نريدها بإذن الله الواحد الأحد.

أحمد منصور: العميد عبد الله الحامدي أشكرك جزيلاً على هذه الشهادة..

عبد الله الحامدي: شكراً إليك.

أحمد منصور: كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم حتى ألقاكم في حلقة قادمة مع شاهد جديد على العصر، هذا أحمد منصور يحييكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.