شاهد على الثورة - المحامي عبد الناصر عويني - ناشط في مدينة تونس
شاهد على العصر

عبد الناصر عويني.. شاهد على الثورة التونسية ج2

تستضيف الحلقة عبد الناصر عويني أحد المحامين البارزين الذين شاركوا في المظاهرات التي وقعت في العاصمة تونس حتى سقوط زين العابدين بن علي، ليتحدث عن الأحداث التي اشتعلت في تالا والقصرين وكيف ساهم المحامون فيها.

‪أحمد منصور‬ أحمد منصور
‪أحمد منصور‬ أحمد منصور
‪عبد الناصر عويني‬ عبد الناصر عويني
‪عبد الناصر عويني‬ عبد الناصر عويني

أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج شاهد على الثورة، حيث نواصل الاستماع إلى شهادة المحامي عبد الناصر عويني حول أحداث الثورة التونسية وما حدث في العاصمة تونس، عبد الناصر إحنا الآن دخلنا على يوم 5/يناير أنتم كمحامين عدد كبير منكم كان يواصل التظاهر والإضرابات بشكل من يوم 28، الأحداث اشتعلت في تالا والقصرين والمحامين كانوا على رأس المظاهرات التي خرجت لاسيما مسيرة القصرين كانت مسيرة كبيرة، من 8-12 هذه المنطقة حدث فيها قتل، قتل فيها أكثر من 30 شخص تقريباً والمصادمات كانت مرتفعة للغاية، أنتم هنا ماذا فعلتم كتجاوب مع هذه الأشياء؟ 

تصاعد حدة التوتر في العاصمة 

عبد الناصر عويني: نحن لم نوقف الاحتجاجات، سواء أمام المحكمة أو في الشارع، حاولنا الانضمام عديد المرات إلى محاولات الاحتجاج التي يقوم بها النقابيون والطلبة.. 

أحمد منصور: طبعاً هنا النقابيون والطلبة في تونس العاصمة أيضاً كانوا يقومون بمسيرات.. 

عبد الناصر عويني: آه، كانت محاولات لخروج احتجاجات وبدأت الأوضاع تتوتر داخل العاصمة، وكنا ننتظر بكل صبر انتقال الاحتجاج إلى أن تونس العاصمة. 

أحمد منصور: يوم 9 حصلت احتجاجات واسعة في تونس العاصمة حتى صدر قرار بإغلاق المدارس والجامعات، وأنتم أيضاً المحامون تحركتم تحرك كبير ما طبيعة التحرك الذي وقع يوم 9 يناير؟ 

عبد الناصر عويني: يعني كان فيه إضراب وكانت فيه مواجهة مع قوات الشرطة، تم الاعتداء على المحامين بالضرب، تقطيع الروب تم اعتقال بعض المحامين.. 

أحمد منصور: لساعات. 

عبد الناصر عويني: لساعات وتم إطلاق سراحهم في سيارات الشرطة، ثم أغلقت قررنا الإضراب مرة ثانية قررنا الاجتماع يوم Dix.. 

أحمد منصور: يوم 10؟ 

عبد الناصر عويني: يوم 10 آه، يوم 10 قررنا الإضراب مرة أخرى. 

أحمد منصور: إيه الي حصل في اجتماع يوم 10؟ الآن وتيرة الهتافات وتيرة المطالب كانت لا زالت كما هي؟ أم أنها كانت تتصاعد مع مرور الوقت. 

عبد الناصر عويني: لا، لا زالت في نفس الوتيرة لأنه فعلياً ما تمش تعبئة كبرى لدى المحامين يعني نفس المجموعة هي التي تتحرك.. 

أحمد منصور: الـ 200-300 محامي دول. 

عبد الناصر عويني: آه، هم الذين يتحركون.. 

أحمد منصور: والذين هم مسيسين أصلاً ولعبوا دور في تحويل القضية من قضية اجتماعية إلى قضية سياسية. 

عبد الناصر عويني: إلى قضية سياسية. 

أحمد منصور: لكن كنتم تسببوا إزعاج كبير للنظام، لاسيما وأنكم في قلب تونس التي هي على مرأى من السياسيين والدبلوماسيين لأنه هنا بدأت الخارجية الفرنسية استدعت السفير التونسي، الخارجية الأميركية بدأت تصريحات من برا فبدأ فيه إزعاج كبير للنظام.. 

عبد الناصر عويني: طبعاً. 

أحمد منصور: الصوت سمَّع زي ما بيقولوا. 

عبد الناصر عويني: دائماً فيه تصعيد، وكانت المهنة عصية على النظام يعني لو ضربها النظام رح يكون مكلف ولو تركها النظام.. 

أحمد منصور: مكلفة أيضاً.. 

عبد الناصر عويني: بنفس المرتبة، وأخذوا يجرؤوا الناس المتواصل ويؤكدون للرأي العام إنه ما عادش فيه خوف، خلاص ما عادش فيه خوف نواجه ولا نعتقل. 

أحمد منصور: الآن الطلاب في جامعة المنار خرجوا، مراسل رويترز قال: إنه الشرطة طوقت المسيرة، كانت هناك تجمعات تخرج لاسيما فيما يسمى في الأحواز أو مناطق الأحياء المحيطة بتونس. 

عبد الناصر عويني: خاصة في المركبات الجامعية وفي الجامعات الكبرى في الكليات الكبرى إلى حد يوم 11 ما كانش فيه مواجهات، المواجهات انطلقت يوم 10 يوم 11 في الليل مواجهات في الأحياء الشعبية. 

أحمد منصور: فيه هنا برضه يوم 10 اجتمع الطلاب أمام النقابة الوطنية للصحفيين في ساحة البساج، بن علي ألقى خطابه الثاني يوم عشرة، كيف تلقيتم الخطاب؟ 

عبد الناصر عويني: يعني المتسيسيين كانوا يدركون أن بن علي أصبح في موقف ضعف في موقف دفاع. 

أحمد منصور: إيه الي حطه في الموقف ده؟ 

عبد الناصر عويني: يعني تصاعد الأحداث، بداية العزلة على الصعيد الدولي لأنه المواجهات ما كانتش فيه مواجهات مثلاً مع أطراف مسلحة ولا مع جهات متسيسة بعينها كانت مواجهات مع.. 

أحمد منصور: مع الشعب. 

عبد الناصر عويني: مع الشعب، مع الناس وكانت مواجهات غير متكافئة بطبيعة الحال، القوات الأمنية تستعمل كل الوسائل وكل الأسلحة للقمع وأناس عزل لا يملكون أي شيء يتظاهرون بشكل مدني بشكل سلمي للاحتجاج ولمطالبة النظام بحقوقهم. 

أحمد منصور: بن علي وصف الاحتجاجات بأنها أعمال إرهابية تمارسها عصابات ملثمة. 

عبد الناصر عويني: هذا هو نفس السيناريو يتكرر في بقية الثورات وبنفس الخطاب تقريباً الحكام العرب بنفس المدرسة كلهم، وبعد يقولون الجزيرة مش يقولون قنوات مناوئة يعني.. 

أحمد منصور: هو هاجم الجزيرة بشكل غير مباشر بس فيه ناس أعضاء في البرلمان أو في حزبه هاجموا الجزيرة بشكل مباشر.. 

عبد الناصر عويني: هو فعلياً كان فيه تحضير لمخطط لتشويه التحرك الاجتماعي، وهذا تقوم به المخابرات.. 

أحمد منصور: كيف؟ 

عبد الناصر عويني: عرضت على القناة الرسمية بعض المشاهد التي تبين إنه فيه اقتحام لبنوك وسرقة وحرق وهروب لأنه.. 

أحمد منصور: أنت الآن أصبحت قضية لصوص وسرقة. 

عبد الناصر عويني: آه. 

أحمد منصور: وتشويه الحراك السياسي والمطالب الاجتماعية. 

عبد الناصر عويني: حاولوا كان فيه محاولة لمخطط مخابراتي للتشويه يعني الاختراق التحركات والاحتجاجات، ومحاولة تشويهها لتجريمها وإظهارها أمام الرأي العام إنه فيه مخربين والنظام يقمع حالات تخريب، وحالات هيجان وليس احتجاج سياسي واجتماعي. 

أحمد منصور: أنتم تحركتم يوم 9 و 10 كان شكله مختلف عن الأيام السابقة؟ 

عبد الناصر عويني: لا نفس التحرك تقريباً وكنا نتعرض لحصار مضاعف من طرف قوات الأمن. 

أحمد منصور: لكن أنتم الآن عاملين نوع من الإجهاد والإجهاض لقوات الأمن. 

عبد الناصر عويني: آه.  

أحمد منصور: لأنه قوات الأمن تستنفر ليوم ليومين، لكن أن تظل مستنفرة لأسبوعين يعني هذا أجهدها بشكل كبير.. 

عبد الناصر عويني: هذا يساهم في إجهادها هو الذي استنزف قوات الأمن هي المواجهات في القصرين وفي سيدي بوزيد. 

أحمد منصور: ارتفاع الوتيرة من يوم 8 ليوم 12 في القصرين سيدي بوزيد وتالا والرقاب خلا الوضع يختلف هنا، يعني هنا يوم 11 لاحظت من مصادر الأخبار المختلفة أن الوضع بدأ يتغير في العاصمة تونس، يوم 11 انتفضت الأحياء حي التضامن وبعض الأحياء الأخرى. 

عبد الناصر عويني: آه، حي كرب الغربي.. 

أحمد منصور: يعني أصبح الوضع مختلف الآن يوم 11 كيف تغير الوضع يوم 11؟ 

عبد الناصر عويني: يوم 11 تأكد لدينا إنه الانتفاضة لن تنتهي إلا بحسم معين. 

أحمد منصور: إيه اللي خلاكم تتأكدوا من هذا؟ إيه الي إداكم هذا الشعور؟ 

عبد الناصر عويني: خرق العاصمة وكسر الحدود التي وضعها بن علي الخطوط الحمراء على العاصمة يعتبر سابقة في عهد نظام بن علي من 1984 إلى 3/يناير/2011.. 

أحمد منصور: في عهد بورقيبة.. 

عبد الناصر عويني: آه، لم يسمح بقيام مظاهرة شعبية. 

أحمد منصور: يعني من 1984 التي هي مظاهرات الخبز الأخيرة حتى يناير 2011 لم يسمح بمظاهرات داخل العاصمة تونس؟ 

عبد الناصر عويني: مطلقاً، ما عدا الأحداث المتعلقة بالخارج أحداث العراق أو فلسطين أو غيره، يمنع مطلقاً بشكل مطلق ويحرم الوصول إلى قلب العاصمة هذه مسألة حياة أو موت، ويوم 11 ويوم 12 كان فيه مواجهات في قلب العاصمة وكان فيه إطلاق نار.. 

أحمد منصور: صح. 

عبد الناصر عويني: في الأنهج المتفرعة على العاصمة لمنع.. 

أحمد منصور: إطلاق نار.. 

عبد الناصر عويني: أنا كنت شاهد على إطلاق النار في نهج مرسيليا.. 

أحمد منصور: قل لي في أي منطقة؟ 

عبد الناصر عويني: في نهج مرسيليا، في شارع باريس.. 

أحمد منصور: نحن نتكلم عن شارع الحبيب بورقيبة نفسه.. 

عبد الناصر عويني: آه، نفسه يعني إطلاق النار من شارع الحبيب بورقيبة لمنع الناس لأنه هذه الأنهج المتفرعة على شارع الحبيب بورقيبة، هذه شارع باريس وشارع مرسيليا كان فيه إطلاق نار كان فيه حرائق كان فيه مواجهات كان فيه غازات مسيلة للدموع كان المناوشات بدأت تشتد في قلب العاصمة.

مسيرة صفاقس وأثرها في تحديد مسار الثورة 

أحمد منصور: أنا هنا يوم 12 تونس كلها اشتعلت القصرين صفاقس قابس، خرجت أكبر مسيرة أو أكبر مظاهرة في صفاقس يوم ،12 المسيرة ديه يقال أنها لعبت دوراً حاسماً في حسم الثورة وفي حسم المعركة مع زين العابدين بن علي.. 

عبد الناصر عويني: طبعاً، هذه أعتقد إنه هذه المسيرة مسيرة صفاقس هي التي قصمت ظهر النظام، لأنه كان فيه تعبئة بمائتي ألف أو أكثر كانت ربما أكبر مسيرة في تاريخ تونس مسيرة في صفاقس وكان إقبال شعبي متعدد ومتنوع ومن كل الفئات الشعبية. 

أحمد منصور: إيه تأثير صفاقس رغم أنها بعيدة كثيراً عن العاصمة يعني أكثر من مائتي كيلو؟ 

عبد الناصر عويني: كان فيه قبل مسيرة صفاقس، كان فيه قرار من النقابة الجهوية للاتحاد العام التونسي للشغل بالدخول في إضرابات عامة جهوية، يعني هذه المسيرات ترافقت مع إضرابات، وكان تونس الكبرى ضربها يوم 14. 

أحمد منصور: أنتم أعلنتم يوم 12 إنه يوم 14 سيكون إضراب في تونس. 

عبد الناصر عويني: هؤلاء المحامين أعلنوا، أعلنا نحن سندخل في إضراب عام يوم 14، إضراب عام وطني إلا أنه النقابات الإتحاد العام التونسي للشغل فيه نقابات جهوية، اتحادات جهوية في مستوى الولايات.. 

أحمد منصور: نعم. 

عبد الناصر عويني: الهيئة الإدارية الوطنية للإتحاد العام التونسي للشغل التي هي الهيئة القيادية العليا اتخذت قرار بالدخول في إضرابات عامة جهوية مساندة للحراك الشعبي.. 

أحمد منصور: هنا عملية عصيان مدني الدولة ستدخل فيها.. 

عبد الناصر عويني: لأنه داخل كان فيه داخل إتحاد الشغل كان فيه ما بين القرار إعلان الإضراب العام الذي هو عشية الثورة يكون قاسم نهائي، كشكل من أشكال التنازل لعدم إغضاب النظام طبعاً اتخذ قرار إضرابات عامة جهوية، يوم 12/يناير في 2011 كان إضراب عام صفاقس، صفاقس هي العاصمة النقابية لتونس وهي العاصمة العمالية باعتبار أن فيها المصانع هي عاصمة اقتصادية وعاصمة مالية وهي ثاني أكبر مدينة بعد تونس العاصمة.. 

أحمد منصور: الرسالة كانت قوية. 

عبد الناصر عويني: آه، كانت قوية جداً. 

أحمد منصور: في هذا اليوم محمد الغنوشي أعلن إقالة وزير الداخلية رفيق بلحاج قاسم، هل ده كان كافي أيضاً أن يمتص غضب الناس؟ 

عبد الناصر عويني: لا، خلص يعني الذي تنازل بن علي؟ عمره ما تنازل. 

أحمد منصور: قراءتكم كانت إيه أنتم لما بدأت التنازلات؟ 

عبد الناصر عويني: لا إحنا تأكد لدينا بحدس سياسي إنه النظام سينهار، بن علي عمره ما تنازل، فيه دراسة لشخصية بن علي نحن نعرفه بن علي عمره ما تنازل، بن علي ما يعطيه لك باليمين يأخذه بالشمال، ودائماً يأخذ أكثر مما يعطين في كافة المواقع وفي كافة القطاعات، في الإعلام في النقابات في المجتمع المدني في السياسة مع الأحزاب في الاقتصاد في الثقافة، في كل القطاعات كانت كل الأماكن كانت مغطاة بسلطة بن علي. 

أحمد منصور: هل حلفاؤه تخلوا عنه؟ بلغته الرسالة؟ 

عبد الناصر عويني: لا، حلفاؤه الخارجيين؟ 

أحمد منصور: الخارجيين طبعاً. 

عبد الناصر عويني: لا، فرنسا لم تتخل عنه.. 

أحمد منصور: الخارجية الفرنسية تعترض في الموضوع. 

عبد الناصر عويني: آه، لأنه فرنسا لآخر لحظة كانت مساندة لابن علي.. 

أحمد منصور: ويقال إنه: علاقته كانت بالـ CIA قوية أيضاً. 

عبد الناصر عويني: والله أنا لا أعتقد أنه في علاقة بالـ CIA شخصياً وأنه هو عميل، كانت فيه علاقة بين المخابرات التونسية والـ CIA لأنه كان فيه عمل بالمناولة، النظام التونسي كان يعمل بالمناولة مع المخابرات بالأميركية. 

أحمد منصور: المناولة بالقطعة يعني؟ 

عبد الناصر عويني: آه، على حسب الملف، في إطار الحرب على الإرهاب والأيديولوجيات كما يقال. 

الخطاب التكتيكي لبن علي  

أحمد منصور: ظهر بن علي في خطابه الثالث والأخير يوم 13 يناير وقال: إنه لن يترشح لانتخابات 2011 ولا رئاسة مدى الحياة وفهمتكم، فهمتكم. 

عبد الناصر عويني: انتهى الأمر كان علامة من علامات الانهيار، الرجل منهار وأثر في القليل من الناس والخطاب كان حضر له أيضاً مخابراتياً.. 

أحمد منصور: كيف؟ معلوماتك إيه؟ 

عبد الناصر عويني: تم تحشيد منتسبي الحزب الحاكم السابق في مقرات الحزب وتحضيرهم للخطاب مباشرة بعد انتهاء الخطاب.. 

أحمد منصور: يخرجوا في مسيرات.. 

عبد الناصر عويني: خرجوا في مسيرات وكانوا مسيرات شعبية والشعب فرح بانتهاء الأمر والرئيس سيتخذ قرارات حاسمة لإنهاء الاحتقان ولإنهاء التظاهر ولإنصاف الناس وإلى آخره. هذا كله لإنتاج مشهد على قياس تفكير بن علي في تعامله لإنتاج الأوضاع لأنه بالنسبة له بن علي لم يترك له الوقت للتنفس لأخذ جرعة هواء، ولكي يفكر في خلق تكتيك آخر غير التكتيك الأمني لاحتواء الأزمة.. 

أحمد منصور: هو كل ما كان يقدمه لم يكن كافياً للناس والسقف يرتفع كل يوم.. 

عبد الناصر عويني: هو يتراجع خطوة والناس تتقدم. 

أحمد منصور: الآن يعني يوم 12 يناير حينما دخل الإتحاد التونسي العام للشغل ودخلت نقابة المحامين أعلن أنه يوم 14 سيكون إضراب، خطاب يوم 13 كان محاولة لاستباق تبعات يوم 14 يناير؟ 

عبد الناصر عويني: آه، كان محاولة لسحب البساط. 

أحمد منصور: لكن؟ 

عبد الناصر عويني: لكن لم تنطلي.

أحمد منصور: يوم 14 ماذا حدث صباحاً؟ كانت ترتيباتكم إيه أنتم المحامين؟ 

عبد الناصر عويني: يوم 13 بالليل كنت موجود في الشارع، وكنت أراقب المظاهرات وخرجت الناس تشوف المتظاهرين الموالين للنظام اللي فرحانين بالخطاب خطاب "فهمتكم" تبع بن علي Ok؟ 

أحمد منصور: نعم. 

عبد الناصر عويني: تأكد لدي أنه المسألة مجرد تركيب مسرحي وتحضير، وأنه لم يبق لهذا النظام في الشارع أي عمق وأي نفوذ وأي سلطة ويوم غد سيكون يوم حسم، أنا كنت يعني متأكد ليلة 14 إنه يوم 14 سيكون يوم حاسم، وتنقلنا يوم 14 أمام المحكمة على الساعة الثامنة صباحاً.. 

أحمد منصور: الأعداد كانت أكبر ولا نفس الأعداد؟ 

عبد الناصر عويني: لا، كانت أكبر. 

أحمد منصور: الآن حشد المحامين تغير. 

عبد الناصر عويني: تغير. 

أحمد منصور: بالأرواب اجتمعتم. 

عبد الناصر عويني: طبعاً. 

أحمد منصور: الشعب احتشد حولكم؟ 

عبد الناصر عويني: يعني حينما خرجنا تقريباً كنا ثمانمائة أو تسعمائة محامي من أمام قصر العدالة.. 

أحمد منصور: توجهتم إلى..

عبد الناصر عويني: توجهنا إلى شارع الحبيب بورقيبة ونمر بالحواري باب السويقة والحلفاوين ونهج بوسليم وبعض الأنهج والحواري الموجودة في العاصمة في دواخل المدينة العتيقة وإلى آخره وحول العاصمة، حينما وصلنا إلى شارع الحبيب بورقيبة كنا تقريباً من 8-10 آلاف شخصاً، كانت مسيرة حاشدة جداً. 

أحمد منصور: وديه كانت تعتبر من أكبر المسيرات التي خرجت في تونس طوال بفترة حكم بن علي. 

عبد الناصر عويني: تقريباً.. 

أحمد منصور: كان فيه ناس آخرين محتشدين في شارع الحبيب بورقيبة؟ 

عبد الناصر عويني: كان فيه ناس محتشدين. 

أحمد منصور: والناس بدأت تتوافر.. 

عبد الناصر عويني: بدأت تتوافر في شكل مسيرات صغرى تأتي من الأحياء وأفراد تنزل بسياراتها. 

أحمد منصور: توقعت إنه الحشد يكون بهذا الحجم؟ 

عبد الناصر عويني: لا. 

أحمد منصور: ما الذي مثله بالنسبة إليك؟ 

عبد الناصر عويني: أنا أولا حينما وصلت إلى شارع الحبيب بورقيبة تم رفعي على الأعناق إلى أمام باب وزارة الداخلية.. 

أحمد منصور: كان الهدف كله وزارة الداخلية. 

عبد الناصر عويني: آه، أنا لم أكن أتخيل يوم أن ندخل في مظاهرة إلى شارع الحبيب بورقيبة، شارع الحبيب بورقيبة هذا يعني عبارة على منطقة أمن ضخمة مزروعة، بكل أنواع الأمن بالزي وبغير الزي وطبعاً فيه كاميرات المراقبة وفيه وزارة الداخلية للتقصيات، وكان محرماً هذا في عقيدة بن علي الأمنية كان محرماً على التظاهر، تتظاهر أينما تريد وكان يصير ضغط على بن علي لكي يتظاهر الناس يعطيهم شارع محمد  الخامس، يسمح لهم بالتظاهر في شارع محمد  الخامس.. 

أحمد منصور: تظاهرات خارجية دعم فلسطين، دعم كذا.. 

عبد الناصر عويني: آه، كان في عقيدة بن علي الأمنية يحرم الوصول إلى شارع الحبيب بورقيبة يعني يصير حتى القتل، حينما وضعت قدمي في شارع الحبيب بورقيبة تأكد لدي أن بن علي ذاهب لا محالة لأنه هذه آخر القلاع، ومن ثم وجدت نفسي تقريباً في عشرة دقائق وجدت نفسي أمام الباب الكبير لوزارة الداخلية.. 

أحمد منصور: كيف كانت حشود الأمن في الشارع خاصة وأن الجيش يوم 12 تقريباً نزل ببعض العربات لحراسة السفارة الفرنسية والكاتدرائية الرئيسية التي هي في بداية شارع الحبيب بورقيبة من جهة المدينة القديمة؟ 

عبد الناصر عويني: سبقتني بالحديث، نحن يوم 12 بالليل سمعنا على تحرك الجيش، قطاعات من الجيش قاعدة تتحرك في الليل ليلاً، كانت فيه صديقتي الأستاذة ليلى بن دبة وفيه الأستاذة مفيدة أبو الغيث تهاتفنا بقينا نتابع الوضع كل مرة على الفيس بوك طبعاً، بشكل غير مباشر ولم ننم ليلتها نتابع كل مرة يأتي خبر بأنه الجيش يعني انتصب أمام مجلس النواب، الجيش انتصب أمام الإذاعة الجيش.. 

أحمد منصور: الأماكن الحساسة والحكومية الرئيسية في الدولة. 

عبد الناصر عويني: آه. 

أحمد منصور: التي كانت أصلاً الشرطة هي التي تحميها. 

عبد الناصر عويني: كانت الشرطة بتحميها ما كانش فيه جيش، الساعة الرابعة صباحاً جاءت الزميلتان بالسيارة وانتقلنا إلى المواقع هذه نراقب، لكي نتأكد لأنه كان فيه.. 

أحمد منصور: ما كانش فيه حظر تجول كده؟ ما كانش فرض حظر تجول؟ 

عبد الناصر عويني: لا، ما كانش فيه حظر تجول، أما كان فيه بعض الإشاعات عن تحضير لانقلاب عسكري.. 

أحمد منصور: لأن هنا فيه معلومات نشرت الـ BBC حتى نشرتها: إن رئيس أركان حرس البر الجنرال رشيد عمار رفض إعطاء أوامر للجنود بإطلاق النار على المتظاهرين، وأن بن علي أقاله واستبدله بقائد الاستخبارات العسكرية أحمد شبير. وصلتكم المعلومات ديه؟

عبد الناصر عويني: وصلت المعلومات وصلت. يعني كان فيه إشاعات على وجود انقلاب عسكري وهذا كله ما كانش موجود أصلاً. 

أحمد منصور: ما كانش موجود؟ 

عبد الناصر عويني: لا، ما كانش موجود. 

أحمد منصور: كان رشيد بن عمار مكانه وكل شيء مستتب.. 

عبد الناصر عويني: مكانه وكل شيء مستتب، أما مستوى ترفيع في الإشاعة لأنه شكل من أشكال الحرب، المعلومة هي أداة من أدوات الحرب لزعزعة النظام ولإرباكه. انتقلنا وذهبنا وصلنا حتى إلى قصر القرطاج بالسيارة الساعة أربعة صباحاً يعني فجر 13 وصلنا حتى القصر، ومسألة غريبة جداً لأنه أول مرة يقع توزيع قطاعات من الجيش بالآليات على الأماكن الحساسة في البلاد مش أمام السفارات فقط، بل أمام التلفزة التونسية أما الإذاعة، أمام الوزارة الأولى أمام القصر أمام وزارة الداخلية شرحبيل بورقيبة يعني في الأماكن هذه أول مرة يتحرك الجيش بهذه الطريقة في نقاط ثابتة مش في نقاط متحركة مش في دوريات متحركة.

أحمد منصور: إدى لكم إحساس بإيه؟

عبد الناصر عويني: بأنه الأمر غير عادي، بأنه فعلاً ما عادش فيه سيطرة على الشارع.

أحمد منصور: بس أنتم هنا الجيش من أيام الستينات، وبورقيبة يهمش الجيش وبن علي كان يخشى من الجيش، وكانت كل الميزانية وكل الدعم للشرطة وليس للجيش خروج الجيش هنا معناه إيه؟ 

عبد الناصر عويني: نحن في علمنا وفي معرفتنا لخروج الجيش يعني إنه المسألة وصلت إلى حد الطوارئ ووفرت إلى حالة الطوارئ، يعني درجة من درجات الأمن التي يشرف فيها الجيش على الأمن.

[فاصل إعلاني] 

هتافات أمام وزارة الداخلية وسيناريو هروب بن علي 

أحمد منصور: قل لي بقى تطورات أحداث يوم 14 الآن وجدت نفسك أمام باب وزارة الداخلية مرفوعاً على الأعناق كنت بتهتف بتقول إيه؟ 

عبد الناصر عويني: لا أول مرة كنت بخطب في مهرجان خطابي لتحريض الناس.. 

أحمد منصور: كنت بتحرض على إيه؟ 

عبد الناصر عويني: على إسقاط النظام، انتهاء النظام بالنسبة لي أمام وزارة الداخلية.. 

أحمد منصور: فاكر أنت قلت إيه؟ 

عبد الناصر عويني: والله لا أفتكر لأني دخلت في حالة أخرى، كنت أخاطب في أصدقائي بالهاتف التلفون في كافة أنحاء البلاد وأبلغهم بأنني أمام وزارة الداخلية والناس بعشرات الآلاف، بعشرات الآلاف يعني مشهد لم أره في حياتي ولم أره حتى في الأفلام حينما كان الناس يرفعون أيديهم ويقولون: degage Bin Ali أو حينما . 

أحمد منصور: degage Bin Ali يعني برا بن علي. 

عبد الناصر عويني: آه. خاصة عندما رفع شعار أبكاني أنا شخصياً ورفعته النسوة في الشارع.. 

أحمد منصور: كان إيه؟ 

عبد الناصر عويني: سراقين بلادنا، قتالين أولادنا، كان مؤثراً جداً. 

أحمد منصور: قل لي إيه الهتافات التي تردت صداها في هذا اليوم؟ 

عبد الناصر عويني: كان شعار، الشعب يريد إسقاط النظام، كان شعار ضد الحلاقة طبعاً زوجة بن علي، ضد الطرابلسية يعني شعارات تستهدف رأس النظام، كل الشعارات التي رفعت كانت تستهدف رأس النظام. 

أحمد منصور: وقع صدام بينكم وبين الشرطة؟ 

عبد الناصر عويني: على الساعة الثانية تقريباً بعد الزوال. 

أحمد منصور: ماذا حدث؟ 

عبد الناصر عويني: كان فيه جنازة لأحد الشهداء الذين سقطوا يوم 13.. 

أحمد منصور: طبعاً فيه شهداء حوالي 14 شهيد أو أكثر سقطوا في أحياء تونس يوم 13. 

عبد الناصر عويني: آه، سقطوا حتى في قلب تونس، يوم 13 الشهداء قتلوا في تونس في العاصمة في قلب المدينة، وكان موكب لدفن الشهيد يزور المقبرة الموجودة في أحد أحياء العاصمة إلا أنه بتدخل من الزميل الأستاذ بسام الطريفي محامي طلب من حاملي النعش أن يمروا أمام الوزارة، طبعاً رفع شعار التهليل والتكبير للشهيد أمام وزارة الداخلية، لحظتها ارتعب الأمن لأنه الأمن كان موجود أما لم يتدخل، البوليس كان محيط بوزارة الداخلية كان فيه جدار من عناصر الأمن من وحدات تدخل والعناصر الأمنية بالزي المدني ما بينا وبين المتظاهرين يعني بتاع مترين تقريباً ما بين المتظاهرين والجدار، ووصلوا المتظاهرين حتى إنهم صعدوا على الباب تبع وزارة الداخلية يعني تسلقوا الباب الأمامي لوزارة الداخلية حينما مرت الجنازة كانت حالة من الرعب.. 

أحمد منصور: اشتعلت. 

عبد الناصر عويني: اشتعلت، حينما مرت جنازة الشهيد بصوره وبأصدقائه الشباب الذين كانوا معه، كان مستوى الهتافات ومستوى الضغط يخلق حالة من الرعب لأنه هذه المدينة فارغة ما فيها شيء.. 

أحمد منصور: نعم. 

عبد الناصر عويني: وعشرات الآلاف يهفتوا نفس الشعار يعني مسألة مرعبة ورهيبة ومهيبة بشكل غير معتاد، لحظتها تم إطلاق الغاز على المتظاهرين الموجودين أمام وزارة الداخلية، من وراء وزارة الداخلية إلى شارع الحبيب بورقيبة. 

أحمد منصور: فضلت الاشتباكات لمتى؟ 

عبد الناصر عويني: فضلت الاشتباكات حتى الساعة الخامسة تقريباً.

أحمد منصور: أعلن حظر التجول من الساعة الثامنة حتى السادسة صباحاً.. 

عبد الناصر عويني: من الساعة الخامسة حتى السادسة صباحاً. 

أحمد منصور: تفرق الناس. 

عبد الناصر عويني: لم يتفرق الناس لأنه أنا بحكم كوني مقيم في وسط العاصمة تقريباً 400 متر على شارع الحبيب بورقيبة، المواجهات تحولت من خرجت تم إخلاء شارع الحبيب بورقيبة بالغاز بكثرة إطلاق الغازات السامة، تحولت المواجهات إلى الأنهج المتفرعة على شارع الحبيب بورقيبة. 

أحمد منصور: وهي كثيرة. 

عبد الناصر عويني: طبعاً مواجهات بالآلاف ثم فجأة مع الساعة الرابعة تقريباً مساءً لم يعد هناك إطلاق غازات مسيلة للدموع.

أحمد منصور: توقف. 

عبد الناصر عويني: توقف، أصبح هناك إطلاق نار وإطلاق نار مكثف بدرجة عالية يعني كان فيه 2 هيلوكبتر على سماء العاصمة، بعد رشحت الأخبار إنه انتهى مخزون وزارة الداخلية من الغاز انتهى مطلقاً، لم يبق لديهم غاز، ok، تحول إلى إطلاق نار تقريباً من الساعة الرابعة إلى الساعة الخامسة مساءً لا تسمع إلا إطلاق الرصاص. 

أحمد منصور: بس ما سقطش شهداء؟ 

عبد الناصر عويني: لا سقطوا شهداء. 

أحمد منصور: في الوقت ده؟ 

عبد الناصر عويني: إيه سقطوا سقطوا في الأحواز، تم إطلاق نار وسقطوا ناس وكان رد الناس فعلاً ما كانش فيه خوف مطلقاً.. 

أحمد منصور: الناس كانت تختبئ في الشوارع الجانبية.

عبد الناصر عويني: آه، وتواجه بالحجارة ويقع حرق حاويات القمامة، ويقع حرق بعض واجهات المحلات أو بعض واجهات البنوك.. 

أحمد منصور: توقعت أن تكون النتيجة في النهاية هي هروب زين العابدين بن علي؟ 

عبد الناصر عويني: لم نتوقع ذلك لأنه نحن خلال الاعتصام خلال المظاهرة يعني أمام وزارة الداخلية كنا بدأنا نحضر لاعتصام، شكلنا لجنة تحضير لاعتصام.. 

أحمد منصور: الاعتصام كان فين؟ 

عبد الناصر عويني: في شارع الحبيب بورقيبة.

أحمد منصور: في الشارع نفسه؟ 

عبد الناصر عويني: آه، مع مجموعة من الأطباء ومجموعة من النقابيين، بدأنا شكلنا لجنة اعتصام وبدأنا في جمع التبرعات وبدأنا في إرسال الناس لاستجلاب خيم وكنا قررنا أن نعتصم إلى أن يذهب بن علي.. 

أحمد منصور: من يوم 15.

عبد الناصر عويني: من يوم 14، من يومها كان فيه قرار أن لا نغادر شارع الحبيب بورقيبة سنبقى هناك وأمام وزارة الداخلية إلى أن يغادر بن علي، هذا هو القرار الذي اتخذ لم نكن نتوقع أن يذهب يومها يعني المسألة كانت.. 

أحمد منصور: أنتم رحت فين بعد الساعة الخامسة؟ 

عبد الناصر عويني: يعني روحت على المنزل. 

أحمد منصور: كيف تابعت الأمر إلى أن علمت أن بن علي غادر تونس أو هرب. 

عبد الناصر عويني: أنا أُعلمت بأن بن علي غادر مع الساعة الخامسة وعشرين دقيقة تقريباً يعني تقريباً بعد خمس دقائق من ما غادرنا. 

أحمد منصور: هو بعض الروايات تقول غادر في الساعة الخامسة والربع بعضها يقول في السادسة إلا ربع.. 

عبد الناصر عويني: لا، خمسة وعشرين دقيقة تقريباً.

أحمد منصور: من بلغك؟ 

عبد الناصر عويني: عن طريق زميل عنده يكون يختم في.. 

أحمد منصور: الأمن؟ 

عبد الناصر عويني: الأمن الرئاسي. 

أحمد منصور: ماذا قال؟ 

عبد الناصر عويني: قال إنه بن علي غادر البلاد، خرج. 

أحمد منصور: تأكدت من الخبر؟ 

عبد الناصر عويني: تأكدت الساعة السابعة مساءً. 

أحمد منصور: الساعة السابعة، وفضلت من الخامسة والربع لحد السابعة. 

عبد الناصر عويني: يعني تقريباً من الساعة الخامسة والنصف إلى الساعة السادسة عال bar news في القنوات بما فيها القناة التونسية انتظروا خبراً هاماً، تقريباً شبه لم أرد أي فعل ولم يتأكد لي بشكل نهائي أن بن علي غادر البلاد، إلا بعد ما رأينا الوزير الأول محمد الغنوشي يقول بأنه يستلم السلطة بشكل مؤقت ليعزز الإدارة الرئيسية.. 

أحمد منصور: طب أنت متى نزلت شارع الحبيب بورقيبة في الكليب المشهور جداً وكنت وحدك في الشارع لتقول للناس: بن علي هرب يا توانسة بن علي هرب، يعني أي ساعة تقريباً؟ 

عبد الناصر عويني: الساعة السابعة وعشر دقائق. 

أحمد منصور: قبل ما يخرج الغنوشي وقبل ما تتأكد؟ 

عبد الناصر عويني: لا، الغنوشي خرج الساعة السابعة، أنا الساعة السابعة وعشرة دقائق خرجت بعد عشرة دقائق من خطاب الغنوشي في استلام السلطة. 

أحمد منصور: حتى في خطاب الغنوشي الناس ما كانتش متخيلة إنه بن علي لن يعود.

عبد الناصر عويني: أنا كان عندي قناعة أنه بن علي لا يستطيع أن يبق دقيقة واحدة في تونس وهو ليس رئيس، كل ما فعله بن علي أن يبق رئيس لمدى الحياة وكنت شبه متأكد أن بن علي لا يقدر لا يستطيع نفسياً في تركيبته، لأنه لا أتصور أن بن علي كان مصدقاً نفسه أنه رئيس تونس طيلة هذه المدة. 

أحمد منصور: توفر عندك معلومات عن قصة هروبه؟ 

عبد الناصر عويني: آه، بعدين توفرت تقريباً. 

أحمد منصور: قل لي باختصار المعلومات التي عندك؟ 

عبد الناصر عويني: طبعاً هذه المعلومات حصلنا عليها من بعض المحاضر متعلقة بالقضايا، متعلقة بمسؤولي كبار الدولة كما علي السرياطي وغيره من المسؤولين حول القصة الحقيقية لخروج بن علي، المسألة بدأت بإعلامه بأنه فيه مسيرة فيها أكثر من 5 آلاف شخص متوجهة لقصر قرطاج. 

أحمد منصور: يوم الجمعة الكلام ده. 

عبد الناصر عويني: آه، ويبدو أنه بن علي بات في قصر الحمامات ما هوش في قصر قرطاج، Ok وحينما انتقل، انتقل بالهيلوكبتر وانتقل ومؤكد أنه شاهد بعينه المظاهرة في شارع الحبيب بورقيبة 

أحمد منصور: انتقل من. 

عبد الناصر عويني: الحمامات جنوب العاصمة.

أحمد منصور: آه، إلى قرطاج؟ 

عبد الناصر عويني: إلى قرطاج. 

أحمد منصور: يوم الجمعة. 

عبد الناصر عويني: يوم الجمعة. 

أحمد منصور: وشاف المظاهرة؟ 

عبد الناصر عويني: وشاف المظاهرة مؤكد أنه شاف المظاهرة، لا يمكن أنه لم يشاهدها.. 

أحمد منصور: تلفزيونات؟ المظاهرة خرجت على شاشات التلفزة وكان شكلها مرعب. 

عبد الناصر عويني: لا يصدق! بن علي لا يصد أن عشرات الآلاف في شارع الحبيب بورقيبة وأمام وزارة الداخلية وبهذا الشكل لا بد أن يشاهد بعينه، جنرال هذا في الجيش مش سياسي أكثر من إنه رجل قمع محترف قمع مادي، يبدو أن ضغطوا عليه ممكن ناس ممكن مستشاريه أو المسؤولين الأمنيين المحيطين به وقالوا له: حياتك وحياة عائلتك في خطر لو تبقى في القصر، يعني ما فش إمكانيات لحماية لأنه فعلياً حتى في مستوى الأجهزة الأمنية ولدى عناصر الأمن وبعض القيادات الأمنية فيه حالة من الاستسلام فيه حالة من عدم المقاومة، لأنه داخلياً الناس أصبحت عندها قناعة في الأجهزة الأمنية على الأقل القيادات الأمنية الشريفة غير المتورطة في الفساد أنها تدافع عن عائلة ولا تدافع عن دولة.. 

أحمد منصور: ولكن بعض الروايات التي جمعتها أيضاً تقول وكأن هناك انقلاب أو ترتيب عسكري تم، قصة السرياطي وخروج بن علي، وقصة القبض على بعض أفراد عائلة ليلى قبل أن يخرج بن علي يعني القصة فيها تركيبة كده فيها شيء من الغموض. 

عبد الناصر عويني: لا، ليس هناك أي شخص، أي مسؤول في الدولة أي مسؤول مهما كانت رتبته، ومهما كانت له من الجرأة أو من الشجاعة ليحلم أو ليتوهم أنه قادر أن يرتب انقلاب على بن علي، كانوا يرتعبون منه كانوا يخشونه بشكل كبير جدا. 

أحمد منصور: حتى وهو ينهار ويتهدم أمامهم؟ 

عبد الناصر عويني: هم كانوا مرتبطين به، هم ينهارون معه كانوا. هم ظل لابن علي ما كانش فيه مسؤول سياسي يقول كلمة لا لابن علي، حتى مسؤول سياسي مهما كانت رتبته ولا مسؤول أمني ولا مسؤول عسكري. 

أحمد منصور: ده قيل إنه اتصل على محمد الغنوشي بعد ما الغنوشي طلع ببيانه والغنوشي ارتعب أمامه وقال له: تستطيع أن ترجع في أي وقت.

عبد الناصر عويني: آه. 

أحمد منصور: صحيح هذه الرواية؟ 

عبد الناصر عويني: آه، يخشونه! بن علي كان يختار الناس المسؤولين من النوع الذي لا يقاوم، ومن من ليست لهم شخصية.

أحمد منصور: هناك ضابط يقال أنه ضابط ممن لديه جرأة من الحرس الجمهوري ربما كان رقم 3 لا أذكر اسمه هو الذي استدعى محمد الغنوشي واستدعى فؤاد المبزع واستدعى الآخرين وقال لهم: هناك فراغ في الدولة الآن ويجب أن يملأ هذا الفراغ.

عبد الناصر عويني: آه، هذا عقيد في الأمن الرئاسي، وهو الذي استدعى المسؤولين وأبلغ أيضاً الجنرال عمار بالمسألة وقال له سأستدعي قال له: استدعِ، أما بالنسبة لاعتقال. 

أحمد منصور: يعني هو ده تحرك بشكل فردي في المسألة؟ 

عبد الناصر عويني: آه، بشكل فردي تحرك بشكل بسريع بن علي لم تبق له خطط لإدارة المسألة بشكل سريع فقد كل حس لرد فعل سليم في مكانه.. 

أحمد منصور: هو لما خرج كان يعتقد إنه خروج مؤقت قيل أيضاً السرياطي قال له: وصل عائلتك إلى جدة وارجع مرة أخرى؟ 

عبد الناصر عويني: آه. 

أحمد منصور: كانت الرواية هذه؟ 

عبد الناصر عويني: آه. 

أحمد منصور: هذه وجدتها في المحاضر الرسمية؟ 

عبد الناصر عويني: آه، موجودة في المحاضر، ويبدو أن هذه مش موجودة في المحاضر هو كان عنده محضر قرار لإيقاف واعتقال جزء من عائلة ليلى. 

أحمد منصور: بن علي نفسه. 

عبد الناصر عويني: آه، ليضحي بهم. 

أحمد منصور: يضحي بنفسه ويقدمهم قربان للشعب. 

عبد الناصر عويني: أكيد. 

أحمد منصور: هو هذا سر المجموعة التي قبض عليها مثلاً بدري؟ 

عبد الناصر عويني: آه، منعهم من السفر، منعوا من السفر. 

أحمد منصور: منعوا من السفر. 

عبد الناصر عويني: ومن كانوا غير ممنوعين من السفر لم يقبض عليهم مثلاً أحد بناته من زوجته الأولى لم تمس.. 

أحمد منصور: ده قيل أنه هي وصلت متأخرة وليلى رفضت أن تركبها الطائرة معها، فبقي السرياطي معها حتى يرتب لها طائرة تنقلها إلى جربة ومنا إلى مكان آخر. 

عبد الناصر عويني: ولكنها لم تعتقل هي وزوجها، كل من اعتقلوا كانوا من عائلة ليلى الطرابلسي. 

أحمد منصور: من عائلة ليلى؟ 

عبد الناصر عويني: آه، لم يعتقل أي شخص إلى اليوم من عائلة بن علي. 

أحمد منصور: عايزك تعود بذهنك ليوم  14 الساعة 7:10 حينما قررت أن تنزل إلى الشارع وهو فارغ، وتقول للتوانسة: بن علي هرب ذلك الـ promo  أو الكليب أو الدعاية التي ظلت تتردد على الجزيرة والفضائيات الأخرى وأيضاً هي أخذت أظن بالدرجة الأولى على.. 

عبد الناصر عويني: الفيسبوك؟ 

أحمد منصور: الفيسبوك. 

[شريط مسجل] 

عبد الناصر عويني: تحررنا الشعب التونسي حر، الشعب التونسي ما يمتش، الشعب التونسي العظيم، تحيا تونس الحرة، المجد للشهداء، الحرية للتوانسة يا توانسة يا مهاجرين يا توانسة يا اللي شافتوا الحبوسات يا توانسة يا اللي عذبوكم، يا توانسة يا اللي قهروكم يا توانسة يا اللي غبنوكم يا توانسة يا للي سرقوكم تنفسوا الحرية، شعب تونس أهدى لنا الحرية يحيا شعب تونس، تحيا تونس العظيمة، تحيا الحرية. المجد للشهداء يا توانسة ما عادش خوف، المجرم هرب المجرم هرب بن علي هرب بن علي هرب يا الشعب التونسي، بن علي هرب بن علي هرب بن علي هرب بن علي هرب، المجرم هرب السفاح القاتل هرب هرب.  

عبد الناصر عويني: كانت لحظة فارقة الساعة 7:00 يعني يمر ببالك شريط منذ صباك منذ أن بدأت تتعلم إنه تحلم بالثورة وتحلم بالحرية وتحلم بالديمقراطية وبالعدالة، وأنا شخصياً تعرضت لمعاناة معينة في المسار، والكثير من أصدقائي ومن أحبابي تعرضوا للتعذيب وللسجن، الكثير من حرثائي عايشت معهم مآسيهم يعني بمختلف انتماءاتهم السياسية، المعاناة في الحقبة الطلابية قاسية جداً خاصة في مرحلة التسعينات حينما استسلم الأغلبية للنظام ورفعوا أيديهم عن النضال، وأصبح كل من تقابله يقول لك: يعني انتهى الأمر وما زلت تحلم بالثورة والتغيير وإلى آخره، يعني يمر الشريط أمامك بكيت حقيقةً بكيت بشكل ربما لم أبكِ في حياتي بمثل الطريقة هذه، وحسيت إني تخلصت من ثقل كبير جداً.. 

أحمد منصور: قبل ما تنزل الشارع؟ 

عبد الناصر عويني: قبل ما أنزل وحدي كنت في المنزل، وحسيت بطعم الفرح الحقيقة، لم أفرح في حياتي مثلما فرحت يومها، كانت كل الفرحة التي عشتها ربما سابقاً كانت فرحة زائفة، الفرحة الحقيقية تلك التي أحسست بأن لدينا اعتبار وبأننا بشر حقيقة وقادرين على الفعل وقادرين على أن نكتب في تاريخ الإنسانية حرف مثلما كتبت الشعوب الأخرى كل هذا حضر في عشر دقائق، ثم قررت أن أحتفل.. 

أحمد منصور: بطريقتك الخاصة.. 

عبد الناصر عويني: قررت أن أحتفل. 

أحمد منصور: مع حظر التجول مع إطلاق الرصاص مع كل شيء. 

عبد الناصر عويني: والله هو ىشوف أنا، بيني وبين نفسي قلت: من حظر التجول ذهب فيمكن أخذه معه حظر التجول بتاعه، ما عادش فيه حظر تجول في تونس.. 

أحمد منصور: بس الناس كانت كأنها غير مصدقة والناس لا زلت خائفة.. 

عبد الناصر عويني: آه، الناس خائفة أنا ممكن منذ ما نزلت من المنزل وأنا أصيح تقريباً 40 دقيقة.. 

أحمد منصور: 40 دقيقة. 

عبد الناصر عويني: آه، الناس كانت تفتح الشبابيك وتنظر وتغلق الشبابيك بسرعة يعني. 

أحمد منصور: طب قل لي معلش يعني استحضر خذ نفس عميق كده وغمض عينيك واستحضر الأداء بتاعك الذي أنت خرجت تؤدي به هذا المشهد من أول ما طلعت من بيتك، بيتك على بعد ورجيتني أنت البيت على بعد 200 متر من الشارع؟

عبد الناصر عويني: تقريباً. 

أحمد منصور: إلى أن وصلت لشارع الحبيب بورقيبة وأخذت في وسط الشارع تهتف بهذا الهتاف. 

عبد الناصر عويني: لا هو حالة أخرى، هو أنا حينما أتفرج على الفيديو أكون شخص آخر، كانت حالة أخرى حقيقة كانوا.. 

أحمد منصور: أنت ارتجلته؟ 

عبد الناصر عويني: مرتجل. 

أحمد منصور: كنت بتقول إيه؟ والناس كده تفتح الشبابيك وتقول: مين المجنون اللي ماشي في الشارع.

عبد الناصر عويني: هي كانت لحظة جنون يعني، كانت لحظة خروج من أي عقال، من أي رابط، ربما لو كانت الحالة حالة أخرى لتجردت حتى من ملابسي فرحاً بتلك اللحظة، هذا انتصار تاريخي عظيم ثم أنني كنت أعتقد أنه مش تنزل الناس للشارع، قلت أنا أقرب واحد للشارع أبدأ أمشي.. 

أحمد منصور: والناس تنزل. 

عبد الناصر عويني: تنزل، أما الساعة الأخيرة من المواجهة المسائية من الساعة الرابعة للخامسة كانت مرعبة جداً يعني صوت إطلاق النار هو اللي خلا الناس ما تنزلش.. 

أحمد منصور: ورغم إنه طلع الغنوشي وقال تقريباً: إن بن علي مشى خلاص، بس الناس برضه خافت تنزل. 

عبد الناصر عويني: أنا صدقت اللحظة لأني أحلم بها وعمري كامل نعيشها، ولأني في كل لحظة وأنا موجود كنت أعتقد إنه بن علي لا بد أن يسقط، لن يذهب لوحده Ok، وعشتها لأنني أنا أعتقد أنه الانتصار يجب أن يحتفل به ويعاش في لحظته، لا يؤجل الانتصار، نحن الشعب التونسي حرمنا صودرت منا الفرحة بالثورة والاحتفال بالثورة، لم نحتفل بالثورة. 

أحمد منصور: أنتم ما احتفلتوش فعلاً بالثورة. 

عبد الناصر عويني: احتفلنا بسقوط مبارك. 

أحمد منصور: آه، احتفلتم بسقوط مبارك، كل العالم احتفل بسقوط مبارك، المظاهرات خرجت في الدنيا كلها، لأنه سقوط مبارك يبدو كان كأنما هو سقوط لكل الأنظمة الفاسدة. 

عبد الناصر عويني: تقريباً، قلب الأنظمة الفاسدة. 

أحمد منصور: أنت خرجت تحث الناس حتى يخرجوا ما خرجوا. 

عبد الناصر عويني: آه، أنا كنت أخاطب التوانسة. 

أحمد منصور: قلت إيه؟ 

عبد الناصر عويني: يا توانسة يا اللي قهروكم،  يا توانسة يا اللي عذبوكم، يا توانسة يا اللي سرقوكم تنفسوا الحرية، بن علي هرب ما عادش خوف، ما عادش يخافوا من أحد هزوا رؤوسكم ارفعوا رؤوسكم يعني، ما أعرفش، الشعب هو اللي يحكم تونس من غير بن علي، قمت أصيح: تونس من غير بن علي. 

أحمد منصور: أنت فيه واحد صورك طبعاً، أنت ما كانش في ذهنك أنك هتتصور وأنه هيطلع. 

عبد الناصر عويني: لا مطلقا. 

أحمد منصور: واحد صورك بالتلفون يبدو. 

عبد الناصر عويني: آه بالتلفون تصورت بالتلفون، كنا على شارع الحبيب بورقيبة في الطابق الأول يعني. 

أحمد منصور: قال نصور المجنون اللي نازل. 

عبد الناصر عويني: حسب ما حكا لي أول مرة أمه رفضت إنه ينزل، حمت هذا واحد مش جماعة بن علي أمبارح لأنه كان في ليلة 13 جماعة بن علي وجماعة الحزب كانوا في الشارع ok، بعدها عرفني وتعرف علي هبط نزل من البناية وقعد يصور في، يقبلني ويبكي وكانت فرحة كبرى. 

أحمد منصور: أنت لوحدك نزلت واحتفلت وكأن تونس كلها احتفلت في شخصك أنت بهذا الأداء، يعني المشهد كان في مصر مختلف طبعاً لما سقط مبارك بل في العالم العربي كله. 

عبد الناصر عويني: في العالم العربي كله. 

أحمد منصور: أنتم يوم ما سقط مبارك 11 فبراير أنتم نزلتم بقى تحتفلوا بسقوط بن علي.

عبد الناصر عويني: آه، من التصعيد عملية تصعيد يعني تنفيس على الحرمان الذي عاشوه التوانسة لعدم الاحتفال بإسقاط بن علي يعني هذا حدث جلل. 

أحمد منصور: الطريقة المذلة التي هرب بها بن علي وغيرها هل كانت كافية لتشفي غليل يعني 23 سنة من الفساد والاستبداد لدى التوانسة؟ 

عبد الناصر عويني: لا، غير كافية لأنه بن علي أولاً هرب هروب السراق، كل سارق يهرب في المواجهة مهما كانت قوته مهما كانت سلطته وسطوته، كل السراق يهربون في نهاية الفيلم، ثم بن علي ارتكب من الجرائم في حق عائلات تونسية بالآلاف تعد؛ شرد ناس ودخل ناس للسجن وفك أرزاق ناس ولم يترك جريمة إلا وعملها وعذب ناس، يعني المعاناة التي عاشها شعب تونس من بن علي، أنا كنت أقول دائماً بأنه الشعب الوحيد في العالم المثقف أكثر من سلطته لأنه بن علي كان.. 

أحمد منصور: الشعب التونسي. 

عبد الناصر عويني: الشعب التونسي لأنه بن علي كان يعاني من مفارقة.. 

أحمد منصور: أنت عندكم واحد ساقط في ثانوية عامة زي ما يقولوا في مصر يعني كان بيحكمكم 23 سنة. 

عبد الناصر عويني: آه، كان يحكم في دكاترة وفي أناس أصحاب شهادات وأصحاب إجازات، وشعب مثقف حقيقة حتى من غير أصحاب الشهائد شعب منفتح وعنده استعداد للإطلاع في العالم، وشعب قادر على التعايش مع الآخرين كانت مصيبة، نظام بن علي مصيبة للشعب التونسي احتملها 23 سنة ليس جبناً، وهذا أحد الأسباب التي خلتني أخرج نهار ليلة 14 يناير لأقول بأنه تونس شعب بطل، ليس شعب جبان كما يقال عنه، لا ليس جبناً بل صبراً وجلداً ودرء للمآسي، درءاً لما هو أسوأ. شعبنا احتمل بن علي 23 سنة. 

أحمد منصور: عبد الناصر الآن كيف تنظر لمستقبل تونس، الآن انتخبتم برلمان، فيه حكومة جديدة فيه رئيس جديد كيف تنظر لمستقبل تونس؟ 

عبد الناصر عويني: أكيد هيكون أفضل، هو تونس اليوم أفضل بآلاف السنوات الضوئية  مما كانت عليه في عهد بن علي، اليوم فيه حراك، شعب حي، الجسد لم يبق معتل مثلما كان في عهد بن علي، فيه تنوع فيه مشهد متحرك حينما تشاهد انتخابات اجتماعات المجلس التأسيسي حينما تعيش الانتخابات وتشاهد شعب يقف معناها لساعات طويلة للإدلاء بصوته لممارسة حق الانتخاب، شعب لم ينتخب في حياته لم يمارس انتخابات حرة في حياته، ويدخل الانتخابات بتلك الطريقة وبمستوى مدني وحضاري عالي فإنه الأكيد المستقبل يكون شيء أفضل. 

أحمد منصور: إيه المشهد الذي سيبقى راسخاً في ذهنك عن الثورة التونسية ولن يزول؟

عبد الناصر عويني: مشهد أحد الشهداء من مدينة الرقاب شاب عمره 19 سنة تقريباً، مسجى على بساط وأمه تنتحب، أكثر مشهد استحضرته ليلة 14 يناير، كان مثقوب برصاصتين في صدره ومسجى أمام أمه وهو وحيدها طبعاً، وكانت تنتحب وتبكي، لن يسامح الشعب التونسي من قتلوا أبناءهم، وقتلوا شبابهم وسيبقى كل شهيد سيبقى وصياً على هذه الثورة، وأمانة في عنق كل تونسي شريف ووطني يحب هذه البلاد. 

أحمد منصور: عبد الناصر عويني المحامي أشكرك شكراً جزيلاً. 

عبد الناصر عويني: عفواً. 

أحمد منصور: كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم، حتى ألقاكم في حلقة قادمة مع شاهد جديد على الثورة هذا أحمد منصور يحييكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.