
منية بو علي.. شاهدة على الثورة التونسية ج1
![]() |
![]() |
أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلا بكم في حلقة جديدة من برنامج شاهد على الثورة، شاهدنا على الثورة في هذه الحلقة أستاذة القانون منية بو علي، حيث تدلي بشهادتها حول الأحداث التي وقعت في مدينة تالا، ومدينة القصرين في تونس، أستاذة منية مرحبا بك.
منية بو علي: مرحبا بك، أهلا وسهلا بك.
نبذة تاريخية عن مدينة تالا وأهميتها
أحمد منصور: حدثينا عن تالا، مدينة تالا وأهميتها ومكانتها.
منية بو علي: مدينة تالا هي مدينة تتمثل في معتمدية تنتسب إلى ولاية القصرين، أو باللغة العربية هي القصرين، ومدينة تالا هي، التسمية في ذاتها ترجع إلى العصر القديم إلى التاريخ القديم، والعهد الروماني، ومعنى تالا هي العيون الجارية، وتالا إلى يومنا هذا هي مجمع العيون الجارية، تعتبر.
أحمد منصور: العيون تأتي من الجبال من حولها؟
منية بو علي: هي منطقة جبلية في ذاتها.
أحمد منصور: نعم.
منية بو علي: هي أعلى نقطة في تراب.
أحمد منصور: التونسي.
منية بو علي: الجمهورية كمدينة، تبعد عن سطح البحر حوالي ألف وأربعين متر، ويحاذيها.
أحمد منصور: ذهبتها في الصيف وكانت باردة.
منية بو علي: أكيد، طقسها رائع جدا رغم قساوته في فصل الشتاء.
أحمد منصور: قالوا لي مبكرا تسقط الثلوج مبكرا.
منية بو علي: بجانبها جبل الشعانبي اللي هو أعلى نقطة في تونس، يرتفع عن سطح البحر ألف وأربعمئة وخمسين متر، طقسها قاس جدا على أهلها، ومنها جاءت مقولة أن تالا ظلمها التاريخ والجغرافيا كذلك، تالا تاريخيا كانت لعبت دور كبير في الحضارة الرومانية، كانت قلعة من القلاع التي أسستها الإمبراطورية الرومانية، وجاءت بعدها مباشرة مدينة حيدرة أو ميدراء، حيدرة، كذلك كانت قلعة للثورات التي شهدتها تونس، سواء من عهد البيات انطلاقا من ثورة علي بن غذاهم، وثورة الفراشيش في سنة 1906، انطلقت من مدينة تالا أول شرارة معناتها ضد المستعمر الفرنسي، أنجبت العديد من الثوار ضد المستعمر الفرنسي، وإلى يومنا هذا هي ولادة للثوار، وكان لها الدور الكبير في المنعرج للثورة التي حدثت، ببداية من السابع عشر من ديسمبر مع حرق الشهيد البوعزيزي نفسه في مدينة سيدي بوزيد.
أحمد منصور: لقربها من الحدود الجزائرية.
منية بو علي: أكيد إنه قربها من الجزائر أعطاها بعد آخر، بُعد عروبي إسلامي، كان تفكير أهلها تفكير وحدوي، كانت جمّاعة وشمّالة للفكر العروبي، خاصة أن الحركة اليوسفية، كانت تالا هي معقل من معاقل الحركة اليوسفية في فترة بورقيبة، ولهذا السبب هي همشت حتى بداية من الاستقلال، لهذا السبب كان أهالي تالا يتحدثون عن أنهم لم يخرجوا من مرحلة الاستعمار أبدا، حتى مع دخول تونس في استقلالها سنة 1956.
أحمد منصور: أنا حينما ذهبت إلى تالا التف حولي الناس، ولم يكن هناك شيئا لم يشكو منه، كانوا يشكون من كل شيء، أوضاع الناس صعبة في تالا.
منية بو علي: أكيد، صعبة لدرجة أنه تالا هجرها أغلب سكانها، أغلب أبناء تالا هم إما يعيشون خارج تونس، في بلدان المهجر في فرنسا أو في إيطاليا، وبلجيكا، إسبانيا، في أغلب دول أوروبا تجد من هو أصيل مدينة تالا، أو هم نزحوا إلى العواصم، العاصمة الأصلية تونس، العاصمة السياسية يعني تونس، أو سوسة، أو صفاقس، من أجل العمل ومن أجل البحث عن لقمة العيش، مدينة تالا هُمشت كثيرا وهمش أهلها لما حملوه من أفكار ضد بورقيبة وضد سياسة بورقيبة، والنظام البورقيبي، ومن بعده ضد نظام بن علي، والنظام القمعي والديكتاتوريات اللي شهدتها تونس بشكل عام، همشوا في أبسط معناتها حقوقهم، حق العيش، وحق العمل، حق المواطن في حياة كريمة.
أحمد منصور: شأن كل المدن التونسية، الشارع الرئيسي في المدينة هو شارع الحبيب بورقيبة، مليء بالمقاهي وبالناس الذين يجلسون عليها طوال الوقت.
منية بو علي: ولم يأتينا لبيب كالعادة، اللبيب الذي نراه موجود في أغلب المدن التونسية، نجد في شارعين، شارع الحبيب بورقيبة، وفي عهد بن علي شارع البيئة، يرمز له بالحيوان اسمه لبيب.
أحمد منصور: إيه الأجواء التي سبقت قيام محمد البوعزيزي بحرق نفسه في سيدي بوزيد طبعاً تالا تبعد عن سيدي بوزيد حوالي خمسين كيلو.
منية بو علي: لأ أكثر هي تبعد عن مدينة الـ..
أحمد منصور: عن القصرين خمسين كيلو.
منية بو علي: خمسين كيلو لكن عن مدينة سيدي بوزيد حوالي 120 كيلومتر.
أحمد منصور: أنا مشيت المسافة وأعتقد أنها أقل يعني، إيه الأجواء التي سبقت حرق البوعزيزي لنفسه بالنسبة لأهل تالا وأهل القصرين وسيدي بوزيد على اعتبار أنها محافظة أو ولاية واحدة..
منية بو علي: هو ما رُبما..
أحمد منصور: ولايتين يعني القصرين ولاية وسيدي بوزيد ولاية.
خروج أول مظاهرة بعد حادثة البوعزيزي
منية بو علي: وسيدي بوزيد ولاية ربما ما لا يعلمه الكثيرين هو أن عملية الحرق بدأت قبل الشهيد البوعزيزي في مايو 2010 أحد منتكسين مدينة تالا حرق، حرق نفسه أو أشعل النار في جسده لما وجده معناتها من فضٍ للسُلط، السُلط المحلية بمدينة المُنستير نتيجة سعيه الدائم لإيجاد عمل، وعمل قار له ولعائِلته خاصةً أنه هو الوحيد دفن في يوم، في يوم مهول..
أحمد منصور: في تالا.
منية بو علي: في قرية ريف من أرياف مدينة تالا.
أحمد منصور: في قُرى صغيرة جدا..
منية بو علي: قرى صغيرة..
أحمد منصور: مُتناثرة حولها..
منية بو علي: تُعرف بزلفان..
أحمد منصور: هو حرق نفسه في المُنستير..
منية بو علي: حرق نفسه في المُنستير في مدينة المُنستير..
أحمد منصور: برضه أيضاً بحثاً عن عمل يعني.
منية بو علي: بحثاً عن عمل، ونتيجة الصد الذي وجده معناتها داخل السلطة المحلية في مدينة المُنستير..
أحمد منصور: أنتِ رغم أنكِ أستاذة في القانون ومُحامية إلا أنكِ تُصرين أن تعيشي وسط أهل تالا وتقيمين هُناك كيف عايشتِ وأنتِ بين الناس أصداء حادث قيام البوعزيزي بحرق نفسه في سبعة عشر ديسمبر 2010.
منية بو علي: أكيد كما تعلموا عملية استرجاع في حد ذاتها ذكريات المرحلة هذيك ويوم بلوغها معناتها أحداث حرق الشهيد البوعزيزي لنفسه أعاد للذكرى الشعبية، العديد من الأحداث اللي صارت في مدينة تالا وأهمها معناتها ذكرى وفاة الشاب اللي هو في مُقتبل عمره من قرية زلفان، وكان معناتها إحساس من المواطنين أنه لم يبق معناتها الشاب التونسي أو المواطن التونسي أمل في حق نفسه والرحيل إلى مولاه، كان المواطن داخل مدينة تالا كان معناتها يتساءل عن المُستقبل عن اشنو مُمكن تمثل تونس لأبنائها بعدما إن تبين لهم أن لا مصير لهم سوى الموت ثم حالة من الاحتقان تظهر معناتها داخل المواطنين ما نسميش معناتها إحساس خالص الإحساس بالغضب على الوضع..
أحمد منصور: الأمر كيف تفاعل من يوم سبعة عشر إلى يوم سبعة وعشرين ديسمبر خرجت أول مُظاهرة في تالا ضد النظام.
منية بو علي: بدايةً في يوم سبعة عشر ديسمبر كانت حالة الغليان، كان حديث وسط خاصةً الشباب اللي كانوا هُم مُتواجدين دائماً في محلات الإنترنت وكانوا مُباشرين في الشبكات الاجتماعية خاصةً أنه الحدث أو عملية حرق الشهيد البوعزيزي لنفسه تناقلتها الشبكات الاجتماعية وبثتها حتى قناة الجزيرة معناتها كان نقاش والحديث يدور داخل المقاهي وبدت تعم حالة الغضب والحالة من الهستيريا معناتها تصل لحد الهستيريا داخل سُكان مدينة تالا..
أحمد منصور: الموضوع ما كانش مجرد أن شخصا حرق نفسه ولكن أن كُل إنسان عايش نفس المُعاناة.
منية بو علي: طبعاً وهذا ما يفسر معناتها حالة الغضب التي تواجدت في أغلب المدن التونسية مش كان مدينة تالا فقط، مدينة تالا، مدينة القصرين، القفصة، المتلوي، مكنين، بن قردان، بنزرت، سوسة، صفاقس خاصةً في الأحياء المُهمشة الأحياء الشعبية اللي المواطن التونسي كان يعيش فيها في ظروف..
أحمد منصور: ولا زال يعني.
منية بو علي: ولا زال كما هو لكن أملنا كبير بعد الثورة كان في حالة من الإحباط..
أحمد منصور: في مُدن أخرى تحركت زي الرقاب تحركت، منزل بوزيان أستشهد فيها يوم 24/ ديسمبر أول شهيد للثورة التونسية.
منية بو علي: أول شهيد في الثورة التونسية.
أحمد منصور: أنتم يوم سبعة وعشرين تحركتم في الرقاب، في تالا..
منية بو علي: مدينة تالا التحركات أخذت منحى أولي معاه خروج المُحامين من مدينة القصرين يوم 22/ ديسمبر.
أحمد منصور: أنتِ كُنتِ مع المحامين في القصرين.
منية بو علي: آه وهو كذلك، كان خروجنا معناتها تلقائي نصرةً للشعب التونسي المواطن التونسي نصرة لأبناء سيدي بو زيد اللي عاشوا الفترة هذيك حالة من القمع الذي شهدناه في شارع سيدي بوزيد خرجنا في مسيرة إحنا كمُحامين، بزينا، زي المُحاماة لكن التحمنا مع الشارع في مدينة القصرين مع المواطن بمدينة القصرين وشعرنا كم أن هو المواطن في مدينة القصرين أو بتونس بشكل عام مُعتز بالمحامي حين يكون في الصفوف الأمامية.
أحمد منصور: المُحامون لعبوا دور في كُل الأحداث تقريباً بشكل كبير بالنسبة لتونس للثورة التونسية يعني كانوا في مُقدمة الناس..
منية بو علي: كانوا في مُقدمة الناس ولما قُلنا في بعض الحالات قادوا التحركات في العديد من الأماكن وانطلقوا بعد 22/ديسمبر تحركات المُحامين والاعتداءات اللي صارت على المُحامين في مدينة سوسة، في تونس العاصمة في أغلب الولايات معناتها التي خرجت فيها المسيرات والإضراب العام اللي شنوه المحامون..
أحمد منصور: أنتِ كُنتِ تتحركين بين القصرين وتالا على اعتبار أن المسافة قريبة..
منية بو علي: المسافة قريبة..
أحمد منصور: وأنتِ أيضاً كمُحامية في الولاية يعني كٌنتِ تُشاركين في الأحداث هُنا وهنا..
منية بو علي: أنا تحركت ما بين مدينة تالا والقصرين بحكم أنني أنتمي إلى ولاية وحدة وجهة وحدة وشاركت حتى في المسيرة في تونس يوم 6 جانفيه (يناير) في تلك المسيرة الضخمة اللي خرجوا فيها جميع المُحامين يوم ستة جانفيه (يناير) في قبل يوم 14/ جانفيه (يناير).
أحمد منصور: في مواجهات حصلت في أربعة يناير وثلاثة يناير في تالا حينما عادت المدارس بدأ الطلبة يتظاهرون..
منية بو علي: حالة الغضب اللي كان موجود داخل المواطن في مدينة تالا تجسد أو على أرض الواقع بعودة الطلبة إلى الكُليات إلى المعاهد والى المدارس وكان يوم 3/جانفيه ( يناير) هو اليوم المشهود في مدينة تالا، خروج مسيرة حاشدة انطلقت أول ما انطلقت من مدرسة ابن شرف بمدينة تالا خرجوا فيها التلاميذ والأساتذة والمعلمين والتحم بهم المواطن الشاب المُهمش في المدينة وكالعادة جوبهت بالقمع..
أحمد منصور: نعم.
منية بو علي: من طرف البوليس اللي كان موجود في المدينة..
نظام بن علي وتورطه في قمع المظاهرات السلمية
أحمد منصور: هذه أشياء جديدة كان يمارسها البوليس يعني أيضاً كان جديداً على الشباب إنهُم يقوموا بالمُظاهرات والمسيرات، طوال فترة بن علي كانت مثل هذه الأشياء كانت يعني شبه مُحرمة أما في بعض المناطق زي حزوة والمزونة وبعض الأحداث اللي كانت مُتفرقة يعني..
منية بو علي: يعني أكيد يعني معناتها بن علي في طيلة الحُكم بتاعه حكم تونس بالنار والحديد ..
أحمد منصور: كيف تطورت مُظاهرات يوم ثلاثة يناير إلى أن وصلت إلى يوم ثمانية يناير حيث سقط الشُهداء، يوم سقوط الشهداء في تالا؟
منية بو علي: هو خروج المواطنين مع الطلبة والأساتذة والمُعلمين وحتى المُحامين كذلك في مدينة تالا جوبه بالقمع، فما كانت ردة فعل المواطن في تالا إلى الصمود والإصرار على أن على أن لا يعود إلى كما نقول كأن لا يعود إلى بيته دون معناتها دون الوصول إلى مُبتغاه خاصةً..
أحمد منصور: إيه اللي دفع الناس إلى العناد؟
منية بو علي: المجابهة بالقمع الوحشي الذي مورس..
أحمد منصور: إيه أشكال القمع التي مورست على الناس؟
منية بو علي: معناتها استعمال الغاز المُسيل للدموع بشكل كثيف ومستغرب داخل المدارس وداخل المعاهد، استعمال العنف الشديد تجاه معناتها أطفال المدارس الإعدادية أول مُصاب معناتها في مدينة تالا كان أيضاً طفل معناتها في الخامسة عشر من العمر..
أحمد منصور: أول مُصاب كان بأي تاريخ؟
منية بو علي: أصيب على ما أظن يا إما في ضربة بمؤخرة البندقية..
أحمد منصور: البندقية..
منية بو علي: أو بساق رجل الأمن تم فتح معناتها وجه الطفل من هُنا إلى هُنا بهذا الشكل العملية واضحة يا إما بمؤخرة البندقية أو بالساق..
أحمد منصور: كيف تفاعلت الأحداث بعد ذلك؟
منية بو علي: الوتيرة تصاعدت.
أحمد منصور: أنتِ هُنا انحزتِ إلى الناس وبقيتِ في تالا أو كُنتِ تتحركين بين تالا وتونس وتالا والقصرين.
منية بو علي: لأ في تلك الفترة أمام استقررت بوجودي في داخل مدينة تالا وهذا..
أحمد منصور: كانت الأحداث في القصرين تقريباً في نفس الوقت كانت هُناك تصاعد في المُظاهرات.
منية بو علي: في القصرين، لأ، المرحلة التي تحركت فيها مدينة تالا كان نوع من..
أحمد منصور: الهدوء.
منية بو علي: الهدوء داخل مدينة القصرين لكن الهدوء..
أحمد منصور: تقلص.
منية بو علي: تقلص الهدوء الذي يسبق العاصفة.
أحمد منصور: لكن يوم 8 حينما تصاعدت الأمور في تالا تصاعدت في القصرين في نفس الوقت.
منية بو علي: طبعاً بعد سقوط معناتها الشهداء في مدينة تالا كان المُمكن أن جيران وشعب واحد وأهلنا وناس وأهل..
أحمد منصور: البيان الرسمي للحكومة قال أن طلقات تحذيرية أطلقت في الهواء قبل أن تقوم الشرطة بإطلاق النار دفاعاً عن نفسها وأن الشرطة، المتظاهرين أحرقوا المباني الحكومية رفضاً سماع لتحذيرات الشُرطة والشرطة فتحت النيران على المُتظاهرين دفاعاً عن النفس أنتي كُنتِ شاهدة وعشتِ قولي لنا كيف تطورت الأمور وكيف بدأ الشُهداء يتساقطون في تالا؟
منية بو علي: والله هي دي المقولة تُرد عليهم لِبدء من خلال أن لا دليل لديهم يُثبت أن هُناك معناتها هجوم من طرف معناتها لساكني مدينة تالا بأي شكل من الأشكال.
أحمد منصور: قولي لي كيف تطورت الأمور؟
منية بو علي: كيف تطورت الأمور؟
أحمد منصور: كيف خرجت المسيرة واستمرت وأطلق الرصاص على الناس وبدأ يتساقطون؟
منية بو علي: المسيرة يوم ثمانية أو الأيام التي سبقتها؟
أحمد منصور: يوم ثمانية اللي هو يوم بداية سقوط الشُهداء..
منية بو علي: الوتيرة كانت وتيرة الخروج بتاع المُظاهرات أو المسيرات كانت وتيرة تصاعديا..
أحمد منصور: كُل من يوم ثلاثة..
منية بو علي: من يوم ثلاثة، من يوم ثلاثة جانفيه ( يناير) وكان التصدي ليها كُل يوم ويشهد تطورها في نفس الوقت.
أحمد منصور: رغم قرار السلطات بإغلاق المدارس لكن كانوا الطلبة كُل يوم يخرج ومعهم عموم الناس..
منية بو علي: نعم عموم الناس بعد ثلاثة جانفيه (يناير) بعد المواجهات اللي صارت بين رجال الأمن والمواطنين ما عادش فرق بين تلميذ وطالب وعامل وعاطل عن العمل أو ونساءً ورجالاً وشباباً وشيباً كما يُقال إن عملية المواجهة في حد ذاتها هي التي دفعت بالمُظاهرات توصل حد القمع.
أحمد منصور: أوصفي لي المُظاهرة احكي لي القصة.
منية بو علي: أحكي لك القصة.
أحمد منصور: زي ما حكيتها لي قبل كده.
منية بو علي: التفاصيل والحادثة إنه كان لا بد من تأثير التحركات اللي صارت داخل المدينة..
أحمد منصور: وتنظيمها.
منية بو علي: وتنظيمها ومجابهة رد الفعل الهمجي.
أحمد منصور: للشرطة.
منية بو علي: للشرطة تقرر أن يتم توزيع معناتها الشباب إلى ثلاث، ثلاث فرق، يعني ثلاث فرق كانت الفرقة على جهة يمين الشارع الرئيسي.
أحمد منصور: إحنا دا شارع الحبيب بورقيبة هو شارع الأحداث كُلها.
منية بو علي: شارع الأحداث كُلها.
أحمد منصور: وهو اللي فيه مركز الشرطة وهو اللي فيه كُل حاجة.
منية بو علي: وفيه معناتها المؤسسات، المؤسسات رغم قلتها..
أحمد منصور: نعم.
منية بو علي: كان في فرقة كانت على اليمين وفرقة كانت يسار معناتها على الشارع الرئيسي والفرقة الثانية كانت في آخر شارع الحبيب بورقيبة في عين تُسمى بعين أم الثعالب في مدينة تالا وكان تحرك الشباب نحو معناتها دخول الشارع من أجل معناتها الخروج في مسيرة بعدد أكبر ما يُمكن ورفع الشعارات اللي كانت شعارات كُلها سياسية..
احتدام المواجهات بين الشرطة والمتظاهرين
أحمد منصور: إيه الشعارات التي كانت تُرفع في ذلك الوقت؟
منية بو علي: كان أهم شعار رُفع من أول يوم هو خبز ومياه يا بن علي هذا تراه من الفقر المُدقع، الفقر المُدقع هُم طلبوا بالاكتفاء بالماء والخبز المهم أن يخرج بن علي ونظامه وعائلته في شعار "تشغيل استحقاق يا عصابة السُراق" وذلك الشعار رُفع من انطلاق أحداث يوم 17/ ديسمبر في سيدي بوزيد وانتشر في كامل المدن التونسية.
أحمد منصور: مشت المسيرة في شارع الحبيب بورقيبة.
منية بو علي: مشت المسيرة في شارع الحبيب بورقيبة..
أحمد منصور: الساعة كام تقريباً..
منية بو علي: المُواجهات بدأت من الساعة قبل ساعة بعد صلاة العصر..
أحمد منصور: نعم.
منية بو علي: تقريباً بعد صلاة العصر تقريباً إلى أواخر الليل قبل صلاة المغرب تقريباً.
أحمد منصور: إحنا صلاة العصر دي الوقتِ الناس بدؤوا يمشوا في الشارع بهذه التجمعات الثلاثة، مُثلث يمين يسار من الخلف وبدؤوا يمشوا في الشارع..
منية بو علي: في الشارع في التجمع ويهتفون بالشعارات.
أحمد منصور: مُتجهين من الأسفل إلى الأعلى لأن الشارع مُتدرج، الشارع جاي من الأعلى إلى الأسفل من جهة القصرين..
منية بو علي: من الأعلى إلى الأسفل..
أحمد منصور: هُم جايين من الأعلى إلى الأسفل..
منية بو علي: من الأعلى إلى الأسفل..
أحمد منصور: Ok.
منية بو علي: طبعا البوليس التونسي معناتها كان رُبي على المواجهة العنيفة معناتها مع المُتظاهرين ما كان رد فعلهم إلا أنهم يستعملوا..
أحمد منصور: البوليس مقرهم في نصف الشارع.
منية بو علي: مقره في نصف الشارع.
أحمد منصور: خرج البوليس.
منية بو علي: آخر الشارع هُم كانوا كانت عندهم خطة هي تقسيم الشباب إلى ثلاث فرق كان حسب التواجد والتمترس في..
أحمد منصور: البوليس..
منية بو علي: البوليس في الشارع معناتها الحبيب بورقيبة..
أحمد منصور: مش عايزة تقولي الحبيب بورقيبة ابقوا غيروا الشارع بعدين، ما كُل الشوارع دي هتتغير..
منية بو علي: أكيد، أكيد، أكيد لأن أهم شارع اللي هو يتغير هو شارع بورقيبة، كان وجود البوليس التونسي في تالا تم موجود فرقة، كانت موجودة مع مركز الأمن والفرقة الثانية كانت موجودة مع المُعتمدية، والفرقة الثالثة كانت موجودة مع معناتها المكان اللي هو مواجه للبنك اللي الموجود في الشارع..
أحمد منصور: اللي عند الدوران في الأخير.
منية بو علي: قبل الأخير.
أحمد منصور: طيب هو لأني عارف المكان فبوصفه بس المشاهدين يتخيلوه..
منية بو علي: ثم لما حافة الحافلات الموجودة قبلات البنك الفلاحي وبجانبه محطة بنزين كان الأمن معناتها متواجد في المناطق هذيك، أنا كان المكتب بتاعي خلف معناتها محطة الحافلات وبحكم أن المدينة كانت مدينة جبلية المباني كانت..
أحمد منصور: مُتدرجة.
منية بو علي: مُتدرجة يعني كُنت من فوق سطح المكتب كُنت أشاهد..
أحمد منصور: تشوفي بداية المسيرة.
منية بو علي: بداية المسيرة وتحركاتهم كان ممكن أنهم معناتها يوجهوا حتى التحركات اللي صارت..
أحمد منصور: في شب قابلته لقيته صور كُل شيء اسمه بالقاسم..
منية بو علي: بالقاسم الساحل، بلقاسم الساحل..
أحمد منصور: آه بالقاسم الساحل..
[فاصل إعلاني]
أحمد منصور: خلينا دي الوقت نقول للناس كيف وقعت المواجهات المسيرة جاية من أعلى الشارع والشرطة تترقبها في وسط الطريق، في وسط الشارع وفي نقط تقع في نهاية الشارع في عدة أماكن.
منية بو علي: العملية من بعد تطورت بشكل أن كرٌ مفرُ.
أحمد منصور: نعم كر وفر بين.
منية بو علي: كر وفر.
أحمد منصور: بين الشباب وبين الشرطة، الشباب يستخدمون الحجارة، والشرطة تستخدم الغاز المُسيل للدموع..
منية بو علي: طبعاً، طبعاً الغاز المُسيب للدموع، الماء الساخن استعملت حتى..
أحمد منصور: الماء الساخن كانوا يضربه من سيارات المطافئ ولا إيش؟
منية بو علي: من سياراتهم خاصة بالبوليس مش سيارات المطافئ..
أحمد منصور: بترمي عليهم مياه ساخنة!
منية بو علي: مياه ساخنة..
أحمد منصور: الجو كان بارد عموماً يعني الماء الساخن بتدفي..
منية بو علي: أي والنادر في العملية أنهم كان الشباب يستحموا على هذه المياه، ما كانش عندهم حتى حرج وكانوا معناته في إطار استفزاز البوليس التونسي وإبراز أنه الشباب معناتها قادر أنه هذه بش يتقبل مثل هذه العملية..
أحمد منصور: الشباب قولي لي كيف أنهكوا البوليس؟
منية بو علي: مثل باقي العمليات في مثلاً يعني أثناء مواجهته بالماء الساخن كانوا شباب يقفون تحت الماء ومعناتها يبرزون أنهم على استعداد للاستحمام تحت المياه الساخنة عندما توجه أو تُغيير وجهة خرطوم المياه إلى جهة ثانية ينادوا الشباب في الطرف الآخر ونحن كذلك ونحن كذلك.
أحمد منصور: بالتونسي كانوا يقولوا إيه؟
منية بو علي: ونحن حتى إحنا بالحمام بالحمام، حتى يبلشوا، وكان معناتها استعمال الصفير والمناداة على البوليس وكان في عمليات..
أحمد منصور: استفزاز.
منية بو علي: استفزاز وهو إبراز الدور اللي كان ورائها الدور أقولها رغم كُل شيء الدور الحقير للبوليس التونسي في مثل هذه المواقف..
أحمد منصور: كيف تطور الموقف إلى إطلاق الرصاص؟ متى سمعتِ إطلاق رصاص؟
منية بو علي: مع الساعة التاسعة، بين الساعة الثامنة والنصف والساعة التاسعة أنا لم أستمع أنا كُنت موجودة في..
أحمد منصور: كُنتِ ما زلتِ وسط الناس.
منية بو علي: كُنت في وسط الشارع، خاطر الوتيرة معناتها تصاعدت وكُنا معناتها لا بد من..
أحمد منصور: تفاوضتِ مع البوليس؟
منية بو علي: في اليوم الموالي..
أحمد منصور: في اليوم التالي، لكن كيف تصاعدت الوتيرة ووصلت إلى إطلاق الرصاص؟
منية بو علي: العملية إلى اللحظة هاذيا غير مفهومة.
أحمد منصور: إزاي قولي لي؟
منية بو علي: عملية..
أحمد منصور: الجو كان مظلم..
منية بو علي: آه..
أحمد منصور: ما كانش في إضاءة.
منية بو علي: طبعاً الإضاءة استعملت ما كانش في إضاءة معناتها في الشارع أو في المدينة.
أحمد منصور: نعم.
منية بو علي: لكن الإضاءة استعملت من طرف عون البوليس كانت موجودة آلة في شكل الدبابة مكشفة.
أحمد منصور: آه في مكان مُرتفع.
منية بو علي: في الشارع الرئيسي.
أحمد منصور: تضرب على الناس إضاءة.
منية بو علي: تضرب تتوجه الإضاءة إلى وين موجود الـ..
أحمد منصور: الشباب.
منية بو علي: الشباب وكانت معناتها عملية القنص تتم بشكلها هذيا..
أحمد منصور: قولي لي أول رصاصة أطلقت متى؟
منية بو علي: في حوالي الساعة التاسعة ليلاً..
أحمد منصور: لما سمعتِها إيه اللي جرى؟
منية بو علي: ليّ أنا ولا من حولي؟
أحمد منصور: لكي أنتِ ولمن حولك..
منية بو علي: معناتها كانت حالة من الذعر وكان الشباب من حولي معناتها يتساءل أستاذة اشنو هذيا رصاص ولا!
أحمد منصور: رصاصة وحدة كانت ولا رش..
منية بو علي: لأ كان رفال..
أحمد منصور: يعني صلية رصاص يعني دفعة مدفع رشاش..
منية بو علي: بالضبط كان..
أحمد منصور: كان بعيد ولا قرب منكم؟
منية بو علي: لأ قريب منا، قريب منا.
أحمد منصور: شفتوا مكان الإطلاق؟
منية بو علي: إيه، المكان اللي استشهد فيه هو تقريباً معناته مكان واحد اللي ماتوا فيه الشُهداء إلا الشهيد السادس هو اللي توفي لأنه لاحقوه في مكان معين..
أحمد منصور: في الخمسة في هذا اليوم يوم ثمانية سقط الخمس شُهداء..
منية بو علي: من الساعة التاسعة إلى أواخر الليل..
أحمد منصور: كيف سقطوا بقى؟ قولي لي واحد واحد أنتِ بصفتك أيضاً مُحامية ضحايا في المحكمة الآن لأن في مُحاكمات للمجرمين المُتهمين بهذه القضايا وأنتِ مُحامية..
منية بو علي: أول شهيد سقط هو الشهيد، الشهيد مروان الجملي.
أحمد منصور: كيف سقط؟
منية بو علي: بطلقة موجهة للقلب معناته في صدره.
أحمد منصور: يعني قناص؟
منية بو علي: قناص وحتى الاختبار الطبي معناتها اللي صار وحتى على نوعية الرصاص ونوعية معناتها الطلقة كانت تؤكد أنه من قناص.
أحمد منصور: من هو الشهيد ده وعمره إيه؟
منية بو علي: مروان، مروان الجملي، اسمه مروان الجملي هو شاب في مقتبل العمر عمره ما يتجاوزش السن بتاعه 17 سنة، معناتها هم على فكرة الأربع شُهداء جيراني.
أحمد منصور: جيرانك.
منية بو علي: جيراني.
أحمد منصور: يعني تعرفينهم.
منية بو علي: أكيد.
أحمد منصور: وتعرفي هذا الشاب؟
منية بو علي: اعرفه جيداً وأعرف أهله معناتها يومياً معناتها كُنت..
أحمد منصور: تكلمينه..
منية بو علي: آه أعرفه أتكلم معاه وكان في كُل مروره من أمام المكتب كان يحييني مل الابتسامة بتاع إنسان معناتها كُله أمل في حياته، وكان إنسان بشوش وضحوك وعنده نوع من الهيبة معناتها حتى في طلعته معناتها كان جميل في وجهه معناتها، أنا شخصياً في بعض الأماكن معناتها اللي بدخله حالياً في المكتب بتاعي كانت تستوقفني لأني كُل رُكن فيها كُل مكان فيها كان يفكرني فيه بأحد شهداء ثورة تالا، أصدقائه وصحبته اللي كانت تتواجد معاه أثناء المرور معناتها بعد استشهاده وخاصةً في السنة الدراسية ديت وقت اللي لقيتهم أول مرة كان صراحة كان..
أحمد منصور: أي فصل دراسي هو؟
منية بو علي: هو في كان في التكوين، التكوين المهني كان بصدد يتعلم حرفة صناعة كان يومها تحس أنه ثمة يوجد نقص فيهم، ثمة شيء فاقدينه رغم معناتها مرور التو عليه سنة..
أحمد منصور: كان واقف فين وقت ما جيته الرصاصة؟
منية بو علي: كان في الشارع في مواجهات هو كان شُجاع وكان شاب مقدام كان عنده روح من الأمان والقُدم معناتها بصدق معناتها كانت عنده روح من الشجاعة الغريبة، الإنسان اللي ما يخافش حتى في أثناء المواجهات مع البوليس وقت اللي نعيت له يا مروان يا مروان وقت تالي يا مروان ارجع يا مروان ارجع يا مروان كان يتحدى..
أحمد منصور: يعني أنتِ شُفتيه في المواجهات من البداية؟
منية بو علي: آه شفته في المواجهات..
أحمد منصور: يعني كان دائما..
منية بو علي: من بداية، من بداية 3 جانفيه (يناير).
أحمد منصور: يعني تقصد الجيش تقصد البوليس هنا له مقصود شايفينه ولد بارز في وسط الشباب.
منية بو علي: آه أكيد، أكيد حتى الشباب اللي تم معناتها قتله بقت عملية..
أحمد منصور: اختيار.
منية بو علي: اختيار واضحة..
من قصص شهداء تالا
أحمد منصور: هُم اللي سقطوا، اللي سقطوا هِنا كُلهم في اليوم ده سقطوا بنيران قناصة..
منية بو علي: الخمسة اللي سقطوا، سقطوا في يوم واحد إما في أوقات مُتفاوتة و..
أحمد منصور: ولما سقط مروان.
منية بو علي: لما سقط مروان أكيد معناتها.
أحمد منصور: إيه المشهد أنتِ كُنتِ واقفة موجودة؟
منية بو علي: المشهد معناتها أنا في اللحظة هذه قُمت أسترجع الموقف ما عرفش القي نفسي عاجزة أن أصف حالة هيك ما أعرف..
أحمد منصور: كان على بعد قد إيه من المكان اللي أنتِ واقفة فيه.
منية بو علي: كان بعد 200، 300 متر مش برشا.
أحمد منصور: أنتِ عرفتِ إن هو سقط متى في نفس اللحظة؟
منية بو علي: في اللحظة اللي وقع فيها طلق الرصاص ما كُناش متأكدين..
أحمد منصور: إن في حد سقط.
منية بو علي: إن في حد معناتها استشهد كانت معناتها كُل الدعوة إلى أن كُل الشباب معناتها ينحاز إلى الخلف معناتها الدخول..
أحمد منصور: للشوارع الجانبية الكثيرة.
منية بو علي: الشوارع الجانبية معناتها الأزقة اللي كانت ما هياش قادرة أن السيارات البوليسي أن يدخلها بحكم أنه الشباب كان قبل خروج المسيرة والمُظاهرة يضعوا حواجز..
أحمد منصور: كر وفر فيها يدخلوا إلى الشوارع الجانبية.
منية بو علي: وكانوا واضعين حواجز حتى السيارات معناتها البوليس ما تتجاوزش الشارع الرئيسي كان ثمة نوع من غلق للمنافذ في قبل..
أحمد منصور: مين قال لكِ أن مروان استشهد؟
منية بو علي: أحد الشباب كان معنا سمعنا الصرخات بتاعه وقت اللي سقط هو اللي كان بجانب..
أحمد منصور: شُفتِ جُثته.
منية بو علي: آه شفتها في، أنا ما نسهاش مشهد معناتها، مشهد سقوطه على الأرض وأحد رفاقه معناتها كيف ماسك وجهه، معناتها ويصرخ معناتها ويقوله فيق يا مروان فيق يا مروان وما عاش، ما أتصورش إني نقدر أنني أنسى معناتها هذا المشهد هيك هيك وحملوه إلى المستشفى كان ثمة أمل أنه ما في واحد كان يتأكد أنه في اللحظة هذه أنه استشهد مروان، حملوه الشباب للمُستشفى لكن الغريب أنه حتى في عملية الحمل بتاعه البوليس التونسي كان فظيعا حتى كانت لديه رغبة في أن يقتل ما أمكن له ذلك من الشباب لاحقهم حتى في المُستشفى..
أحمد منصور: بإطلاق الرصاص يعني.
منية بو علي: بإطلاق الرصاص وحتى إطلاق القنابل المُسيلة للدموع ما كانش ما كانش إطلاق حسب ما يتم ذلك معناتها أن تتم عملية الإطلاق بشكل قوس، عملية قذف حتى القنابل المُسيلة للدموع كانت بشكل مُباشر وتكون على مسافة بعيدة على السرعة في الطلق كانت تصيب خاصةً إذا كانت أصابت مقتل كانت تسبب في الوفاة وثمة تكون بالأحداث بتاع تالا والقصرين..
أحمد منصور: بأحداث مصر في قنابل ضُربت في رأس الناس وقتلوا وماتوا..
منية بو علي: حتى في مدينة القصرين بعض من استشهد بالقنابل المُسيلة للدموع.
أحمد منصور: استشهاد مروان ماذا فعل في الناس؟
منية بو علي: لم يزدهم إلا إصراراً يعني كانت رغبة في الانتقام لمروان الجملي.
أحمد منصور: تغيرت الشعارات؟
منية بو علي: تغيرت الشعارات.
أحمد منصور: ماذا كانت الشعارات.
منية بو علي: كانت الشعارات كُلها موجهة للبوليس التونسي معناتها كانت شعارات عنيفة موجهة للبوليس، كان فيه تُهمة حتى توجهك للبوليس التونسي كان عميل لآل الطرابلسي، عائلة الطرابلسي ما كانش بوليس يحمل صفة رجل الأمن كان وبعدها تتالى سقوط الشهداء..
أحمد منصور: الشهيد الثاني كيف سقط من هو؟
منية بو علي: بنفس، بنفس الطريقة.
أحمد منصور: من هو؟
منية بو علي: أحمد ياسين الرتيبي، أحمد ياسين الرتيبي قُتل بطريقة بشعة أربع رصاصات معناته في جسده، والرصاصة الخامسة كانت في معصمه، أحمد ياسين الرتيبي كان رفيق مروان حتى الـ..
أحمد منصور: استشهد بعده بقد إيه؟
منية بو علي: حوالي يمكن ساعة ونصف، ساعتين رغم أنه في تلك الليلة معناتها كان الزمن معناتها ما تقدرش تقيسه بالوقت الحقيقي.
أحمد منصور: الناس نزلت الشارع كُلها.
منية بو علي: آه نساءً ورجالاً.
أحمد منصور: كُل أهل تالا..
منية بو علي: كُل أهل تالا معناتها مشهد أنا ما أتصورش أني ممكن أن نعيشه مرة ثانية في حياتي، أنا رأيت الأطفال الصغار وهم يحملون لمعة الحجارة، كانت النسوة في عُمر السبعين والستين سنة معناتها أمام المنازل تدق الحجارة، تفتت الحجارة اللي معناتها لمدها الشباب كانوا يحملوها للأطفال معناتها الصغار، الشباب، معناتها كانت ثورة بأتم معنى الكلمة، وجميع أهالي تالا خرجوا للشارع معناتها في تلك الليلة، أنا لا أتصور أن بقى أحد ليس لديه إلا من عجز عن ذلك، العنف اللي تواجهوا به الشباب في الليلة هذيك مشهد اللي أنا ما عرفش، استشهاد معناتها الشاب وعودة أحد رفاق معناته لحمله، أعاد نفس الشخص الذي أطلق الرصاص على الشهيد الذي سقط وأطلق النار ثانيةً ليقتل رفيقه حتى في عملية معناتها حمل جثث الشهداء كانت معناتها.
أحمد منصور: مين الشهيد اللي سقط ومين الشهيد اللي كان رايح يحمله؟
منية بو علي: كان الشهيد بُلعابي أحمد بُلعابي.
أحمد منصور: هذا ثالث شهيد.
منية بو علي: آه ثالث شهيد، ثالث شهيد.
أحمد منصور: كم عمره أحمد؟
منية بو علي: في حوالي الثلاثين سنة.
أحمد منصور: سقط برصاصة أيضاً.
منية بو علي: سقط برصاصة.
أحمد منصور: بعد كم من مقتل الشهيد الثاني؟
منية بو علي: في حوالي معناتها منتصف الليل، في الوقت هذاك معناتها في أواخر الليل.
أحمد منصور: كُل دا والناس كُلها في الشارع.
منية بو علي: الناس كُلها في الشارع وكان البعض منها في المُستشفى معناتها مُستشفى تالا..
أحمد منصور: في اثنين شُهداء الآن في المُستشفى.
منية بو علي: آه.
أحمد منصور: سقط الشهيد الثالث، الرابع راح حتى يحمله من هو الرابع؟
منية بو علي: سقط فوقه، سقط فوقه؟
أحمد منصور: من هو؟
منية بو علي: الشنتلي هذا ابن عدل المُنفذ أستاذنا، زميلنا الطيب الشنتلي.
أحمد منصور: مُحامي.
منية بو علي: لأ عدل مُنفذ، عدل تنفيذ..
أحمد منصور: آه عدل التنفيذ.
منية بو علي: عدل التنفيذ معناتها أحد الشُبان اللي استشهد وهو كذلك فاتح ذراعيه للحياة معناتها كُلهم تحت سن العشرين سنة إلا بُلعابي.
أحمد منصور: وهو الشهيد الثالث.
منية بو علي: رحمه الله، الشهيد الثالث هو اللي كان في سن الثلاثين وكلهم من خيرة الشباب رغم أنهم معناتها كانوا نوعاً ما يعيشون حياة الصعاليك في مفهومها الإيجابي.
أحمد منصور: إزاي؟
منية بو علي: مفهوم.
أحمد منصور: الفتوة يعني.
منية بو علي: الفتوة، الشجاعة اللي نلمسها كان..
أحمد منصور: الشجاعة الإنسانية.
منية بو علي: الشجاعة الإنسانية.
أحمد منصور: المخلوطة بالمروءة وبالشهامة وبالشجاعة.
منية بو علي: معناتها الشجاعة هذه كان في الشعر، الشعر الجاهلي شعر الصعاليك أنا تحدثت قلت أنهم عاشوا الشجاعة، شجاعة الصعاليك، بمعناها الإيجابي.
أحمد منصور: الآن في أربع شهداء خلال ثلاث ساعات..
منية بو علي: آه الشهيد معناتها الخامس..
أحمد منصور: الشهيد الخامس..
منية بو علي: أواخر الليل.
أحمد منصور: له قصة أخرى..
منية بو علي: الشهيد السادس هو الذي كان له قصة، قصة مُغايرة تماماً..
أحمد منصور: الشهيد الخامس كيف سقط؟
منية بو علي: سقط كذلك بنفس الطريقة.
أحمد منصور: في الشارع أيضاً.
منية بو علي: في الشارع كُلهم أثناء المواجهات بالقناصة بعد عملية معناتها قنص مُحاكمة، كُلهم تم قنصهم في مناطق خطرة في القلب في الحنجرة في الرأس، معناتها قُتل من قُتل برصاصة من الخلف معناتها على مُستوى القلب.
أحمد منصور: مين الخامس؟
منية بو علي: العَمري محمد العَمري..
أحمد منصور: كم عمره؟
منية بو علي: فيه حوالي واحد وعشرين سنة، كان من عائلة متعددة الأفراد يتيم الأم معناتها افتقدته أخته الكُبرى هي التي احتضنته بعد تلك بعد وفاة..
أحمد منصور: الأم.
منية بو علي: الأم، أنا معناتها في الوقت اللي لقيتها فيه أثناء دفنه، في جنازة الشهيد معناتها ذكرتني في الأم معناتها التي تفقد ابنها حقيقةً رغم أن هي كانت الأخت هي الأخت التي كرست حياتها لتربية الأخوة بعد فقدان الأم ما كانش معناتها تُسميه إلا بولدي ولدي اللي ما جبتوش رغم أنها مش متزوجة ما كانتش متزوجة هي أستاذة تعليم، تعليم ثانوي، أستاذة علوم طبيعية عفاف وتواجدت طيلة مُحاكمة بتاع قتلة الشهداء وكانت حاملة صورته، اللحظة هذه معناتها لو إنك تسأل عفاف تقلها إشنو أمنيتك أنتِ تقلك أمنيتي إن قاتل ولدي معناتها يأخذ جزاته، ما تقلش قاتل أخي تقول قاتل ابني..
أحمد منصور: في الحلقة القادمة أكمل معك القصة.
منية بو علي: شُكراً.
أحمد منصور: نُكمل في الحلقة القادمة.