شاهد على العصر

حزب البعث السوري كما يراه أبو صالح ح3

أحمد أبو صالح عضو مجلس قيادة الثورة الأسبق لحزب البعث السوري، يتحدث عن حكومة الوحدة وإدارة عبد الحكيم عامر لسوريا, وهيمنة أجهزة المخابرات على الدولة, وأسباب استقالة البيطار والحوراني وقنوت وحمدون من حكومة الوحدة.

مقدم الحلقة:

أحمد منصـور

ضيف الحلقة:

أحمد أبو صالح: عضو قيادة مجلس الثورة السوري

تاريخ الحلقة:

03/08/2003

– أسلوب إدارة عبد الحكيم عامر لسوريا في ظل حكومة الوحدة
– أسباب استقالة البيطار والحوراني وحمدون وقنوت من حكومة الوحدة

– محاولات حكومة الوحدة استدراج أحمد أبو صالح

– أسباب فصل أحمد أبو صالح وتجريده من مناصبه

undefined

أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج (شاهد على العصر)، حيث نواصل الاستماع إلى شهادة الأستاذ أحمد أبو صالح (عضو القيادة القُطرية الأسبق لحزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا) أبو طموح، مرحباً بك.

أحمد أبو صالح: أهلاً.

أسلوب إدارة عبد الحكيم عامر لسوريا في ظل حكومة الوحدة

أحمد منصور: توقفنا في الحلقة الماضية عند أسلوب إدارة الحكم في سوريا أثناء الوحدة، كنت أحد الستة الذين من المفترض إنهم يحكموا سوريا أثناء فترة الوحدة، وكان فوقكم عبد الحكيم عامر وكان تحته وزير الداخلية عبد الحميد السرَّاج، كيف كان عبد الحكيم يدير سوريا؟

أحمد أبو صالح: من المعروف بالنسبة لعدد كبير جداً من الناس وخاصة المطَّلعين أو المتابعين بأن عبد الحميد السرَّاج في الأصل ضابط في الجيش ومسؤول عن المكتب الثاني..

أحمد منصور: المخابرات.

أحمد أبو صالح: أي المكتب المختص بالمخابرات العسكرية..

أحمد منصور: بالمخابرات العسكرية..

أحمد أبو صالح: نعم، وتقرر في حالة من الحالات نقله إلى موقع آخر، فقام البعثيون وعلى رأسهم مصطفى حمدون وعبد الغني قنوت بالعصيان في قطنة احتجاجاً على نقل عبد الحميد السراج لأنه كان يعتبر من البعثيين وإن لم يكن منظماً، وبالفعل أُعيد إلى منصبه بمعنى أنه قبل الوحدة كان يشغل منصب مخابراتي، وأسهم فعلاً في موضوع الوحدة إسهام كبير جداً، وهو ذكي وفطين لدرجة بالإضافة لخبرته المخابراتية، لدرجة إنه يمكن أن يقنع عبد الناصر بأنه هو الرجل الذي يمكن أن يُعوَّل عليه في الإقليم الشمالي، وفعلاً هو حسب علمي أنا باعتباري كنت على احتكاك دائم به لأسباب تنظيمية بالاتحاد القومي.

أحمد منصور: ولازلت كأسباب شخصية..

أحمد أبو صالح: شخصية.. شخصية أيه، ففعلاً كان هو يعني القوة الفاعلة في ضمان ولاء القوى الفاعلة في المجتمع بسوريا في الإقليم الشمالي إنه عدم.. ضمان عدم التحرُّك أو القيام بأي نشاط ضد الوحدة، لذلك كان معروف عن عبد الحميد السراج بأنه يعني مستعد لقمع أي محاولة يمكن أن تنال.. تنال من الوحدة أو من عبد الناصر..

أحمد منصور: فوضع الناس تحت القمع والاستبداد..

أحمد أبو صالح: وفعلاً بدأ الشيوعيون بالتحرُّك لأنهم لم يكونوا موافقين على موضوع الوحدة بدليل أن نائبهم الوحيد في المجلس النيابي خالد بكداش هو الوحيد الذي لم يصوِّت إلى جانب الوحدة.. جانب الوحدة ثم غادر سوريا إلى الاتحاد السوفيتي ولم يعد، الشيوعيون طبعاً يعني رأساً سجَّلوا على أنفسهم بأنهم أعداء للوحدة، وبالتالي نالهم الجزء الأكبر من الأذى أو الضرر بالمقارنة مع الآخرين فزج عدد منهم بالسجون..

أحمد منصور: أنا عندي.. أنا عندي سؤال للشعب السوري كله: كيف يقبل هذا الشعب في مقابل شعارات رُوِّجت له أن يتم القضاء على الديمقراطية وعلى الأحزاب، وأن يعيش تحت قمع المخابرات والأمن بدعوى الوحدة؟

أحمد أبو صالح: يعني سؤالك وجيه جداً بس بتعرف سلفاً الإجابة عليه، الشعب بتعرف..

أحمد منصور: لأ أنا ما أعرفش.

أحمد أبو صالح: الشعب في سوريا ليس الشعب الوحيد الذي رُوِّض، كل بلدان المعسكر الاشتراكي قبل سقوطه كانت شعوبها مروَّضة.

أحمد منصور: لأ أنا ما كانتش.. ما كانش لسه رُوَّض ..

أحمد أبو صالح: مين؟

أحمد منصور: الشعب السوري في ذلك الوقت ما كانش لسه رُوِّض..

أحمد أبو صالح: أعرف.. بعدين..

أحمد منصور: ما تقوليش بعدين، أنا بس.. أنا بأسأل عن الفترة اللي كان فيه حرية وكانت الناس بتخرج في الشوارع تعبِّر عن رأيها، دلوقتي ما عادش حد بيخرج..

أحمد أبو صالح: طيب يا سيدي، في زمن الوحدة أيضاً يبدو إنه معلوماتك أيضاً ناقصة، في زمن الوحدة..

أحمد منصور: لا.. لا أدعي تمام العلم.

أحمد أبو صالح: جاء شخص مغمور موجود الآن في باريس اسمه ساركيس ساركيس ماروني، وألقى كلمة في دار المعلمين ضد عبد الناصر، وتحدث عن شرم الشيخ وعن سكوت عبد الناصر عن تسليم شرم الشيخ لإسرائيل، وأنا رئيس اتحاد قومي والمحافظ رفعت زريق وقائد الشرطة مصطفى النابلسي والمخابرات كلها بأيدينا وقفت أنا قلت: لا يجوز أن يمس هذا الإنسان بأذى وهلا عم بيسمعني أكيد، ولم يُمس بأذى، وبالتالي…

أحمد منصور: كم واحد زي.. كم واحد زي ساركيس ساركيس؟

أحمد أبو صالح: كثيرين.

أحمد منصور: لا.. لا ما تقوليش كثير..

أحمد أبو صالح: لا.. لا شوف عبد.. عبد الحميد السراج ذكي لدرجة بيعرف هل (س) من الناس يشكِّل خطراً على النظام..

أحمد منصور: يعني أيه يشكل خطر..؟

أحمد أبو صالح: يشكل خطراً على الوحدة، إذا هو خرج بنتيجة أنه لا يشكل.. بيسكت عنه، أما الحزب حزب مثل الحزب الشيوعي المدعوم من قِبَل روسيا والاتحاد السوفيتي سابقاً واللي إله موقف واضح كل الوضوح من الوحدة موقف سلبي، وقبل الوحدة قاد مظاهرات وشل كثير من المؤسسات والمصالح، لأنه الإضرابات كانت إضرابات عمال، فلذلك كان عبد الحميد السراح فـ.. يتصدى للشيوعيين قبل غيرهم وعندما بدأ بالتصدي للبعثيين بعد استقالة أكرم الحوراني وصلاح البيطار ومصطفى حمدون وعبد الغني قنوت كانوا يعاملون معاملة ما أقول جيدة بالسجون، ولكن لم يتعرض أحد منهم لأي أذى بالسجن.

أحمد منصور: يعني أنت عايز تلمع الفترة اللي كنت فيها مسؤول؟

أحمد أبو صالح: لأ، ما أني مسؤول، أنا قلت لك. نظرياً.

أحمد منصور: أنت كنت مسؤول..

أحمد أبو صالح: لا.. لا، قلت لك أنا..

أحمد منصور: كنت عضواً.. عضو لجنة تنفيذية.

أحمد أبو صالح: اعترفت لك.. اعترفت لك صحيح.. اعترفت لك أنا نظرياً مسؤول، عملياً عبد الحميد السراج والمشير عبد الحكيم عامر..

أحمد منصور: يعني كنتم صورة مثلاً أنت والباقيين؟

أحمد أبو صالح: تقريباً يعني..

أحمد منصور: وليه قابل بالوضع ده، وأنت ثورجي وعمال تشتم في الناس كلها دلوقتي؟

أحمد أبو صالح: يا سيدي، أقول رأيي أنا، حتى في مجلس الأمة أنا قلت رأيي بكل المناسبات، وأضرب لك مثل عندما سافر عبد الناصر على يخت الحرية من.. من بورسعيد أو الإسكندرية باتجاه المغرب قام عدد من أعضاء مجلس الأمة، هل توفرت الحماية الكافية لسيادة الرئيس عبد الناصر بسفره من مثلاً بورسعيد إلى المغرب وإلى.. قلت أنا: شو ها الحكي اللي عم تحكوه؟ نحن سلطة تشريعية ما إلنا علاقة، هذا من اهتمام السلطة.. من اختصاصات السلطة التنفيذية، هم اللي عليهم يوفروا الحماية لعبد الناصر نحنا مو شغلتنا، نحن بنمثل شعب، نحنا كذا.. نحنا، طبعاً هذا كلفني غالياً، نقلوني إلى مبرة محمد علي لعلمك بقيت سبعة أيام في مبرة محمد علي، السادات زارني وغيره و(….) لبين ما فرغوا مثلاً من مناقشة الحكومة العمَّالية، لأنه كانوا ما بدهم يعني أنا أناقش سياسة الحكومة العمالية، ما بدي أشيد بنفسي أنا..، بأقول لك بصراحة نحنا..

أسباب استقالة البيطار والحوراني وحمدون وقنوت من حكومة الوحدة

أحمد منصور: مش إشادة بنفسك، يعني أنت الآن عايشت الفترة دي كلها وكان لك.. من أول يوم الوحدة فيه، تفسيرك أيه لاستقالة أكرم الحوراني وصلاح البيطار ومصطفى حمدون وعبد الغني قنوت في 23 ديسمبر 59؟

أحمد أبو صالح: أنا ما أني..

أحمد منصور: أكرم الحوراني كان نائب رئيس جمهورية، صلاح الدين البيطار المفروض رئيس وزراء الجمهورية بتاع المتحدة، ومصطفى حمدون والاثنين كانوا وزراء.

أحمد أبو صالح: صح.. صح.. بالضبط يا سيدي، أقل ما يقال في هذا الشأن استخفاف عبد الناصر ومن حول عبد الناصر بجميع هؤلاء مع العلم أن هؤلاء فعلاً هم أساسيين في صنع الوحدة، فكان عبد الناصر يستخف بهم، إذا طلب أحدهم مقابلة عبد الناصر وهو أكرم الحوراني أو صلاح الدين البيطار أو كذا يجوز ينتظر شهرين ما يشوفوا عبد الناصر.

أحمد منصور: تفسيرك أيه لده طيب الزعيم اللي أنت بتشيد..؟

أحمد أبو صالح: خطأ.. خطأ كبير جداً.. لا.. لا خطأ كبير جداً جداً، أنا عم بأحكي الجوانب السلبية والإيجابية، أنا كشاهد على الأقل بأحاول أكون مخلص وصادق بشهادتي، عبد الناصر له جوانب سلبية وله جوانب إيجابية.

أحمد منصور: هل يمكن يكون فيه وحدة في ظل هذا الوضع؟

أحمد أبو صالح: ليش لأ؟

أحمد منصور: إن نائب رئيس الجمهورية يطلب يقابل رئيس الجمهورية اللي هو يعتبر المفروض الرجل الأول في..
أحمد أبو صالح: بس هذا أثناء الوحدة مو قبل الوحدة، يعني لو قبل الوحدة بتيجي بتقول إنه فيه أسباب وجيهة للحيلولة دون قيام الوحدة قبل.. قبل (…)

أحمد منصور: ما هو أنا بأقول لك..

أحمد أبو صالح: أما بعد أن قامت الوحدة ارتكبت أخطاء كبيرة إنه عبد الحميد السراج كان هو المسؤول الأول في الإقليم الشمالي، وكان يتصرف تقريباً كما يشاء، في الإقليم الجنوبي اللي موجود فيه أكرم الحوراني وصلاح البيطار وإلى آخره أحسوا بأن عبد الناصر يستخف بهم، لا يعتمد عليهم، وعوده السابقة إلهم بأنه راح يكونوا قادة بالاتحاد القومي، وراح يأخذ بفكر حزب البعث العربي الاشتراكي أحسوا بأنه هذا لم يعد وارداً فاستقالوا..

أحمد منصور: أثر استقالتهم أيه عليكم؟

أحمد أبو صالح: يا سيدي، راح أقول لك شغلة أنا شوفته لصلاح البيطار عندما استقال وبقي في القاهرة فترة من الزمن إشعاراً لعبد الناصر بأنه ليس متضامناً مع أكرم الحوراني وعبد الغني قنوت ومصطفى حمدون إنه له موقف هو يعني متميز عن موقفهم..

أحمد منصور: خاص.

أحمد أبو صالح: وحتى ما يعتبر عبد الناصر إن هادولا متكتلين يعني قرروا.. فسألته أنا، قلت له: أستاذ صلاح، طبعاً أنتم استقلتم وشرح لي إنه فيه استخفاف فيه استهتار ما كان.. ما أننا..

أحمد منصور[مقاطعاً]: أيه اللي جرى؟ قل لي كده واحد اثنين ثلاثة أربعة، قلت الاستخفاف..

أحمد أبو صالح: إنه نحنا ما.. يعني أنا اسمي وزير ثقافة ومدير (..) مركزي، الحقيقة أنا ما بأمارس شيء، يعني أنا بأقعد في مكتبي بيجوز أشرب شاي أشرب قهوة، لكن فيه آخرين هم اللي بيصرفوا أمور الوزارة بعلمي أو دون علمي، أنا إذا أردت أشتكي لعبد الناصر عن يعني تصرُّف من التصرفات بيجوز ما أقدر أحصل على مقابلة لعبد الناصر شهر أو شهرين، حسينا إن إحنا يعني بأنه ما إلنا وجود وما إلنا ضرورة، لذلك ليش نحنا نستمر ويسجل علينا الشعب بأنه نحن مشاركين وعملياً نحنا غير مشاركين -شايف- لذلك قلت له طيب هذا يتطلب منا نحنا كبعثيين سابقين الآن انحل الحزب بس نحنا بعثيين، هل يتطلب منا ذلك أيضاً أن نستقيل من مجلس الأمة والاتحاد القومي وإلى آخره كما فعلتم؟ قال: لا أبداً، وجودكم أنتم أفضل من عدم وجودكم، لأنه أنتم ممكن يطلع صوتكم في مجلس الأمة، تناقشوا.. تحكوا وتطرحوا وجهة نظركم وإلى آخره، لازم تستمروا فاستمرينا وعدد منا طبعاً عدد منا قرر..

أحمد منصور: هل تعتقد إن الوحدة انتهت عملياً باستقالة الحوراني والبيطار؟ الوحدة ..

أحمد أبو صالح: الوحدة؟

أحمد منصور: آه.

أحمد أبو صالح: لا قطعاً لا بهذاك الوقت ما خطر في بالي بشكل من الأشكال أن تؤثر الاستقالة على الوحدة، تؤثر على موقف بعض..

أحمد منصور: دُول القيادات اللي صنعت الوحدة في القطر الشمالي استقالت..

أحمد أبو صالح: إذن.. معلش بس هاي وحدة يا أخي، هلا.. هلا خلينا نأخذ..

أحمد منصور: وحدة إزاي ودُول ما كانوش بيعملوا حاجة ولا الرئيس راضي يشوفهم!!

أحمد أبو صالح: بس هم عملوا الوحدة مو على أساس بيعرفوا إنه ما راح يكون لهم دور ..

أحمد منصور: أنا بأقول عملياً الآن، سيبك من الوهم والآمال..

أحمد أبو صالح: أنت عم تحكي.. عم تحكي.. عم تحكي عن النتائج..

أحمد منصور: بأحكي عملياً.

أحمد أبو صالح: معلش هاي النتائج..

أحمد منصور: عملياً ما كانش فيه وحدة.

أحمد أبو صالح: هاي النتائج اللي وصلنا إليها بتخلي الإنسان يعني يفكر إنه كيف سقطت الوحدة؟ سقطت لأسباب أولاً، ثانياً، ثالثاً..

أحمد منصور: سآتي لها..

أحمد أبو صالح: منها.. منها عدم وجود..

أحمد منصور: أنا بأقول لك الآن في 23 ديسمبر 59 بعد استقالة هؤلاء الأربعة وهم الذين صنعوا الوحدة أو كانوا على رأسها، هل اعتبر.. وعفيف البذرة أُقيل بشكل مهين، وهو كان رئيس الأركان، وهو الذي أخذ الطائرة وذهب إلى عبد الناصر يعني كان واللي عمال يحكم وزير الداخلية وعبد الحكيم عامر، هل اُعتبرت الوحدة لازالت قائمة عملياً؟

أحمد أبو صالح: طبعاً وأعتقد.. استمرت الوحدة….

أحمد منصور: وماذا عن اتهام ميشيل عفلق من المشير عامر بأنه يتآمر على الوحدة في 26 ديسمبر 59؟

أحمد أبو صالح: صحيح هو استدرجه المشير..

أحمد منصور: إزاي استدرجه؟

أحمد أبو صالح: استدرجه..

أحمد منصور: الزعيم الكبير بتاعكم..

أحمد أبو صالح: معلش يعني زعيم كبير، وسياسياً هو لا شيء، سياسياً لا يفقه شيء بالسياسة أبداً بالمرة..

أحمد منصور: إزاي استدرجه؟

أحمد أبو صالح: ولا له علاقة بالسياسة أصلاً..

أحمد منصور[مقاطعاً]: دلوقتي بعد خمسين سنة جايين تقولوا الكلام دا؟

أحمد أبو صالح: يا سيدي والله أنا قلت لك أنا.. أنا الآن أنا شاهد أنا.. أنا ما عم بأشهد باسم الحزب، أنا بأشهد الآن بحكم الشيء اللي أنا بأعرفه واطلعت عليه، وأعتقد أنه صحيح أو وقع، شايف، فأنا ميشيل عفلق يعني بأظن إنه بأقدر بأقيمه، أكرم الحوراني بأقدر بأقيمه، صلاح البيطار بأقدر بأقيمه، هؤلاء الناس كانوا مخلصين لتحقيق الوحدة لأسباب ذكرناها أو ذكرنا بعضها، عندما بدأت الخلافات ما كانوا يتوقعوا وعندما قامت الوحدة إنه عبد الناصر ما يبر بكل وعوده، لأنه هم فيه إلهم شروط كانوا ومنها شروط غير معلنة..

أحمد منصور[مقاطعاً]: يا سيدي وعود أيه؟ فيه وحدة بين بلدين بتقوم على وعود بتقوم على مواثيق..

أحمد أبو صالح: معلش، يعني فيه مواثيق بس بيجوز بتقول لي ما كانت كافية هذا صحيح، بس أنا منطلق بصراحة يعني أنا كنت معارض في مجلس الأمة أنا معارض، وفي الاتحاد القومي معارض، وأنا يعني عوملت أسوأ معاملة، وقلت لك جُمِّدت وجُردت من مناصبي.. إلى آخره..

أحمد منصور: هآجي لك..

أحمد أبو صالح: ومع ذلك الآن أنا بأقول لك لو استمرت الوحدة على عُجرها وبجُرها، لكان أفضل لنا بمليون مرة من الوضع القائم..

أحمد منصور[مقاطعاً]: هو كان فيه عُجر وبُجر؟ ما فيش أصلاً أساس..

أحمد أبو صالح: لأ فيه.. فيه، فيه، عبد الناصر بالمقارنة مع هؤلاء، ما أبدأ أعيد الكلام اللي وصفته..

أحمد منصور: ما تودينيش في داهية..

أحمد أبو صالح: بهاي عم أقول لك والله عملاق.. عملاق، عملاق وإذا ما قارنته..

أحمد منصور: أنت والله أمرك عجيب، من شوية تدي له على رأسه، ودلوقتي تمدح فيه..

أحمد أبو صالح: لا، أنا عم بأقول فيه جانب سلبي وجانب إيجابي، وعم بأقول الآن بالمقارنة مع هؤلاء اللي ما بدي أعيد وصفهم عملاق..

أحمد منصور: قل لي إزاي عبد الحكيم عامر استدرج ميشيل عفلق؟

أحمد أبو صالح: شوف عبد الحكيم عامر بتقديرنا نحنا إنه كان عم بينفذ مهمة وبعدين كشفنا الأمر..

أحمد منصور: أيه المهمة.. أيه؟

أحمد أبو صالح: إنه هذا حزب البعث، حزب البعث بالنسبة إله إنه هو الحزب الذي يمكن أن يناهض فيما يتعلق بالشعارات وفيما يتعلق بالقومية وفيما يتعلق بالوحدوية وإلى آخره وهذا الحزب هذا هو اللي ممكن يعني ينتقد علينا أو ممكن يعني يطلع بشعارات معينة..

أحمد منصور[مقاطعاً]: لذلك عبد الناصر كان حريص على حل حزب البعث؟

أحمد أبو صالح: على كل حال، آه، عبد الناصر حريص جداً على حل حزب البعث العربي الاشتراكي، وحريص جداً أيضاً عن طريق المشير عبد الحكيم عامر عن تحقيق اضمحلال هذا الحزب حتى على صعيد الشارع، قيادياً وبعدين على صعيد الشارع، وهذا تحقق جزء كبير منه والآن -بين قوسين- بأقول لك أحد البعثيين واللي كان موظف كبير وبعدين صار وزير بسوريا، وقال أنا لو كلفني عبد الناصر بقتل وزيري اللي هو مصطفى حمدون أنا بأقتله، فوصلت الأمور غسل أدمغة لدرجة إنه الإيمان بالوحدة صار -مثل.. مثل ما أنت قبل شوية قلت- مثل الإيمان بالله، شايف، إنه هاي الوحدة ما بيجوز بأي شكل من الأشكال أن تمس، فكيف إنه أكرم الحوراني ومصطفى وفلان يستقيلوا ويا سيدي كذا فيهم، يستقيلوا ونحنا مع الوحدة، شايف؟ فقدر المشير عبد الحكيم عامر بصراحة تصرف أسوأ من السراج بكثير..

أحمد منصور: كيف؟

أحمد أبو صالح: ربط ناس، شد ناس كثيرين عملاء، أخذهم ربطهم فيه شخصياً هو، يعني أديب نحوي وجهاد ضاحي وهاني الهندي وكثيرين على شاكلتهم، ارتبطوا بشخص المشير عبد الحكيم..

أحمد منصور: الناس دُول لسه فيهم ناس أحياء وأنت بتقول عنهم عملاء…

أحمد أبو صالح: أيه.. طبعاً.

أحمد منصور: يعني أيه عملاء؟ ما أنتم كلكم بتقولوا.. بمفهوم العمالة يعتبر كلكم عملاء..

أحمد أبو صالح: لأ.. عملاء.. معلش بس هادُولا يعني شدهم عبد الحكيم عامر لدرجة إنه أصبح أي شيء بيتعلق بالوحدة، بيعتبروه مساس ومستعدين يعني يقاتلوا ضد قادتهم السابقين ميشيل وصلاح وإلى آخره في سبيل الوحدة..

أحمد منصور: من حقه هو يعمل كده.. هو جاي يقوم بهذا الدور وقام به..

أحمد أبو صالح: هو.. أيه عمل..

أحمد منصور: قل لي كيف كان يدير عبد الحكيم، أنت مش راضي تقول لي وقَّع ميشيل عفلق إزاي، قل لي الأول وقع ميشيل عفلق إزاي؟

أحمد أبو صالح: لا لأ بأقول لك، طبعاً أنا ما أني بالدقائق محيط بس أنا بأعرف إنه ميشيل عفلق استُدرج عن طريق بعض البعثيين المرتبطين بعبد الحكيم عامر إنه المشير بيريد يقابلك ويتمنى إنه تقعد معه جلسة وفيه مصلحة كبيرة إنه ها الشيء يتم، وقَبل ميشيل، والتقى بالمشير عبد الحكيم عامر، والمشير عبد الحكيم عامر صار يحاول يثبت له للأستاذ ميشيل صدقه بأنه عم يحصي الأخطاء التي ترتكب والأشياء اللي عمالة تصير تحدث سواء في الإقليم الجنوبي أو الإقليم الشمالي، وكيف يمكن تصحيح الأوضاع..

أحمد منصور: فتكلَّم ميشيل عفلق..

أحمد أبو صالح: فميشيل عفلق الرجل يعني صدَّق، وحتى..

أحمد منصور: فالثاني سجل له..

أحمد أبو صالح: آه وسجل له، وبعدين وصلت الأمور لدرجة إنه وصل الخبر لميشيل عفلق بأنه المشير عبد الحكيم عامر وصَّل طبعاً الخبر للقاهرة وأيضاً عبد الحميد صار له خبر، فهرب الرجل، هرب راح للبنان، ومن لبنان سافر لأميركا اللاتينية، ولم يعد إلا بعدين يمكن 63.. بعد هاي…

أحمد منصور: 63.

أحمد أبو صالح: أيه..؟ فأنا ما.. ما..

أحمد منصور: الآن قيادات الحزب.. قيادات الحزب.. القيادتين الرئيسيتين استقالوا ما عادش لهم دعوة بحاجة، بل وكانوا رهن الإقامة الجبرية، صح؟

أحمد أبو صالح: نعم.. نعم..

أحمد منصور: القيادة الثالثة.. الزعيم الثالث هرب، ميشيل عفلق هرب وأصبح صلاح البيطار وأكرم الحوراني تحت الإقامة الجبرية الاثنين، وأنت أحد الأقطاب البعثية مع آخرين طبعاً كثيرين، أنت كنت بتشارك في هذا الوضع اللي موجود، كيف كان عبد الحكيم عامر بيدير القطر الشمالي؟

أحمد أبو صالح: عبد الحكيم عامر بالإضافة لما فعله في الإقليم الشمالي أراد فعلاً أن يشكل كتلة له في الإقليم الجنوبي من أبناء الإقليم الجنوبي وأبناء الإقليم الشمالي إله، بمعنى إنه الآن صرنا نحن نشعر أو نقدر بأنه كموقف يواجه فيه عبد الناصر إذا اقتضى الأمر في يوم من الأيام.

أحمد منصور: إلى هذا الحد؟

أحمد أبو صالح: لأنه هذا حدث تعرف بعد هزيمة.. هزيمة 67..

أحمد منصور: بعد.. من 62..

أحمد أبو صالح: أو نكبة..

أحمد منصور: من 62 وبعدما رجع من سوريا عمل مذكرته واستقالة وكذا..

محاولات حكومة الوحدة استدراج أحمد أبو صالح

أحمد أبو صالح: أيه، شايف؟ فمن الناس اللي أيضاً أراد يستدرجهم أنا بالذات..

أحمد منصور: قل لي عمل معاك أيه؟

أحمد أبو صالح: يا سيدي فيه إلنا زميل في مجلس الأمة اسمه فاروق غلاب محامي وهو من المنيا مدينة المشير عبد الحكيم عامر، كان رجل دمث ولطيف وعزمنا كذا مرة الرجل لبيته وكان كريم وكان في كل المناسبات يحكي عن المشير بيشكل إيجابي جداً، وفي أكثر من مرة.. طلب مني أزوره..

أحمد منصور: طالما فيه التسجيل.. طالما فيه تسجيل بيعد الحسنات بس.

أحمد أبو صالح: شايف؟ طلب.. طب مني أنا يعني أزوره يعني المشير عبد الحكيم عامر، طبعاً قلت له أنا طب شون أزوره هذا..؟ قال لي ما هو ذكر اسمك كذا مرة..

أحمد منصور[مقاطعاً]: أنت مش كنت في الاجتماعات.. اجتماعات القومي.. المجلس القومي، مش كان عبد الحكيم المفروض بيرأسها فوق عبد الحميد السراج؟

أحمد أبو صالح: لأ.. لا، لا.. لأ..

أحمد منصور: كان بيحضر..

أحمد أبو صالح: هو رسمياً ما بيرأسها..

أحمد منصور: كان بيحضر..

أحمد أبو صالح: هو نائب رئيس جمهورية..

أحمد منصور: ما كانش بيحضر اجتماعات؟

أحمد أبو صالح: وأحياناً بنجتمع، نحنا الستة يكون موجود المشير، بس مو بصفته إنه هو مسؤول اتحاد قومي، هو نائب رئيس جمهورية، وطبعاً بصفته الحاكم يعني للإقليم الشمالي -شايف- وما حدا منا خطر في باله يعترف بصراحة فيه مننا خوفاً وفيه مننا إنه مش هيسيبونا إحنا نعترض، فالمهم أنا رحت زرت المشير بسيارة فاروق غلاب (الأوبل) الصفراء اللي رحنا عنده على قصر البارون البلجيكي اللي بنى مصر الجديدة..

أحمد منصور[مقاطعاً]: في مصر رحتم في القاهرة يعني؟

أحمد أبو صالح: بالقاهرة، رحنا يا سيدي عنده على المكتب، مدير المكتب دخل قال له: فيه فلان.. عني أنا، الرجل هو فتح الباب واستقبلني اتفضل أستاذ أحمد، دخلت أشوف عنده الأستاذ أديب نحوي اللي كان وزير عدل في سوريا واللي وقَّع على قانون العفو عن الجواسيس لإسرائيل اللي كانوا موجودين في (تدمر)، بعد توقيع الرئيس حافظ الأسد شايف؟ كان موجود..

أحمد منصور[مقاطعاً]: دُول الجواسيس اللي فضلوا من عهد إلى عهد لم ينفذ فيهم حكم الإعدام..

أحمد أبو صالح: من عهد إلى عهد، وما حدا يفكر بإعدامهم لتنفيذ الأحكام، حتى بالأخير صدر العفو، ولم يصدر عفو عن أي واحد من المساجين المعتقلين اللي صار لهم 30 سنة، فأديب نحوي كان موجود أمام المشير قاعد على الكرسي، دخلت أنا قعدت، الحديث اللي حكاه يعني إنه يا أخي أنتم عم تنتقدونا في مجلس الأمة وأنت خاصة أستاذ أحمد دائماً ما أنك موافق على شيء بيصير، يا أخي خلينا نحنا يعني نتداول ها الأمور شوفوا أنتم الشباب اللي على شاكلتكم بمجلس الأمة، خلينا نعمل هيك مجموعة 30-40 واحد، وبنتداول الأمور، ونشوف شو ممكن واحد يساوي للتصحيح..

أحمد منصور: هيوقعك زي صاحبك.

أحمد أبو صالح: أيه..

أحمد منصور: فعلاً؟ فعلاً؟

أحمد أبو صالح: حسيت أنا بأنه.. فطبعاً العملية مو طبيعية، أديب نحوي سابقني وقاعد جنبه، بيسمع الحديث وموافق عليه يعني..

أحمد منصور: علشان تجيب أتباعك و..

أحمد أبو صالح: أيه، فقلت له أنا وقتها سيادة المشير أنا عضو في السلطة التشريعية، وأنت في السلطة التنفيذية، ما بيجوز نمزج يعني أنا حقوقي بأعرف إنه أي دولة بتحترم نفسها السلطات ثلاثة قضائية، تشريعية، تنفيذية، بالعكس بقدر ما بيكون فيه فصل بين هذه السلطات بقدر ما يعني تتحقق مصلحة الدولة، فالآن أنت بدك تمزج يعني جزء من السلطة التشريعية بجزء من السلطة التنفيذية وأنا شخصياً أنا ما أني قانع في ها الشيء، وبعدين وصلت الأمور إنه والله أنت بتنتقد وأنت وأنت، طالما الوضع مو عاجبك يا أخي اتفضل.. اتفضل تعالَ صير وزير، تعالَ شارك بالسلطة أنت يعني وأنت صحح الأوضاع بدال ما تنتقد فقط تعالَ الوزارة هاي أنت وأبو محمود..

أحمد منصور: كده.. هكذا تُدار الدول؟

أحمد أبو صالح: هه.. هيك، كأنه هو يعني الرئيس أو رئيس الوزراء..

أحمد منصور: لأ يعني علشان أنت عايز يسكتك يقول لك تعالَ ابقى وزير؟

أحمد أبو صالح: يا سيدي هذا اللي صار، هذا اللي صار..

أحمد منصور: وفيها أيه لما تنتقد وتقول رأيك؟ وهم يصححوا..

أحمد أبو صالح: صح أنا معك 100%

أحمد منصور: وبعدين ما الناس عمالة تعترض بقى لها 100 سنة ما فيش حاجة اتغيرت؟

أحمد أبو صالح: أيه أنا معك.. أنا معك يعني بالنسبة إلي خطأ وخطأ كبير جداً إنه يظن هو مجرد ظن بأنه ممكن أن يستدرجني بعد مواقفي وكأنه أنا يعني عم بأقول رأيي للوصول إلى مثلاً منصب وزاري، فالمهم قال هاي أنت وأبو محمود اتفضلوا وصيروا وزراء يا أخي وخذوا رأيكم وصححوا من الداخل أفضل ما تصيح بمجلس الأمة قلت أنا ما.. ما مستعد أشتغل ها الشغلة، أنا ما عم أحكي رأيي.

أحمد منصور: أنتم اللي جبتوه لنفسكم ما كنتم بتصيحوا قبل كده وبتقلبوا الحكومات والرئيس وبتعملوا كل حاجة، دلوقتي حتى علشان تصيَّحوا ممنوع التصييح.

أحمد أبو صالح: ممنوع التصييح..

أحمد منصور: وبعدين ترجع تقول لي الوحدة وأسس الوحدة.

أحمد أبو صالح: طيب يعني هلا أنا بدك تستغل شهادتي يا أخي؟

أحمد منصور: أنا ما قلتش حاجة من عندي، أنت اللي بتقول.

أحمد أبو صالح: فالمهم أنا رفضت، أديب نحوي ساكت، طيب إذا أنت ما بدك رشِّح لنا وزراء من عندك اتفضل رشح يا أخي.

أحمد منصور: بَيِّن أتباعك.

أحمد أبو صالح: فتورطت أنا وقلت له أمين الحافظ، مين؟ قلت له أمين الحافظ.. قال ده؟ أمين.. قال دا بتاع وزارة دا كذا وبدا، قلت له ليش لأ؟ شو ها الحكي شو ها الكذا؟ قلت له طيب أنت حشرتني بزاوية أصريت عليَّ إنه أرشح لك وزراء أنا اللي خطر في بالي أمين الحافظ ما خطر غيره، بس مو معنى ذلك إنه أنا متمسك فيه وأنت عليك إنك تقبل.. لأ..

أحمد منصور: تقييمك أيه دا لأسلوب إدارة البلد؟

أحمد أبو صالح: المشير؟ مع الأسف الشخصي يعني هادول ما هم رجال دولة هادول.. هادولا طارئين على.. على الحكم..

أحمد منصور: حكمونا يا سيدي وحكموكم أنتم..

أحمد أبو صالح: حكمونا والآن عم بيحكموا بسوريا وكثيرين عم بيحكوا..

أحمد منصور: أنا خليني دلوقتي في التاريخ بتاعك أنت..

أحمد أبو صالح: سوريا ما كانت جزء من الجمهورية العربية المتحدة..

أحمد منصور: خليني في تاريخك أنت، ما تودينيش في داهية خليني في تاريخك.

أحمد أبو صالح: أيه طيب، هذا اللي صار، ما هو صحيح وظلم، والمفروض ما يصير، بس هذا اللي صار، هذا اللي صار.

أحمد منصور: كيف كانت علاقتك بعبد الناصر؟ أثناء فترة الوحدة..

أحمد أبو صالح: لا عبد الناصر أنا بالنسبة إلي يعني ما.. قلت لك يعني حتى هذه اللحظة بأعتبره عملاق رغم خلافي معه، أنا عبد الناصر بيكفي إنه في مناسبة من المناسبات عم بيخطب في مَدْرج جامعة فؤاد اللي صارت جامعة القاهرة، كان اسمها جامعة فؤاد، عم بيسرد مقررات المؤتمر القومي للاتحاد القومي في الجمهورية العربية المتحدة، عقدنا مؤتمر بالقاهرة، عملنا توصيات، اتخذنا قرارات، اجتمعنا بمدرج الجامعة حتى رئيس الاتحاد القومي في الجمهورية العربية المتحدة هو جمال عبد الناصر يتلو المقررات فبدأ بتلاوة مقررات وصل لنقطتين مهمتين بالنسبة إلي، لواء الإسكندرون، العمل على استرداد لواء الإسكندرون السليب وبكافة الوسائل، هاي نقطة مهمة جداً، نقطة أخرى..

أحمد منصور[مقاطعاً]: أنتم بس فرحانين بالشعارات، العمل على.. المطالبة بـ…

أحمد أبو صالح: نقطة آه.. نقطة أخرى، قال: نحن سنقبل كل قطر عربي يطلب الانضمام للجمهورية العربية المتحدة شريطة توفر الإجماع الشعبي.

أحمد منصور: هو الإجماع الشعبي كان له قيمة؟

أحمد أبو صالح: طيب هاي ما عجبتني لعلمك وقتها..

أحمد منصور: برضو، الوقتي بتقولوا إجماع شعبي، دا الشعب لا مؤاخذة يعني

أحمد أبو صالح: لا لا أنا الإجماع الشعبي أيضاً ما عجبتني، لواء الإسكندرون عجبتني جداً أنا وغيري، مو عجبتني لأني فوجئت لما نحن المقررين للمؤتمر القومي، بس وقت بيطلع عبد الناصر يتلوها، عبد الناصر في ذاك الوقت يعني في العالم كله اجتمعنا أول لقاء مع عبد الناصر، بعد ها العملية هي، جلس السادات، المشير على يمينه والسادات على يساره وأنا والآخرين (…) وفيه عندنا أمور بدنا نناقشها، عبد الناصر التفت على ما بأعرف على واحد وقال له.. شو جدول الأعمال؟ شو بدكوا تحكون بكذا؟ قمت قلت له أنا رفعت ايدي، قلت له سيادة الرئيس قبل قصة جدول الأعمال أنا لي ملاحظة، قال لي: تفضل أبو صلاح، يقول لي أبو صلاح، تفضل يا أبو صلاح، قلت له: أنت بخطابك في مدرج الجامعة رائع قصة الإسكندرون إحنا مقررينه، بس هاي قصة اللي دخلت ما بأعرف كيف من أي لجنة شرطة إنه نحن نقبل أي قطر عربي ينضم للجمهورية العربية المتحدة شريطة توفر الإجماع، أين الإجماع هذا؟ قبل ما أكمل أنا، أنور السادات قال: ما هكذا يخاطب سيادة الرئيس، ما هكذا هذا رائد الأمة العربية، هذا قائد ما بأعرف شو القومية، بدأ يطنطن لي، فأنا بطريقتي وكنت شاب متحمس جداً، قلت لك يا أخي يطوِّل لي عمرك، هلا عبد الناصر عاجز يجاوبني، اتركه يجاوب هو يا أخي..

أحمد منصور: بيعرفك التعليمات.

أحمد أبو صالح: أيه، عم بيعلمني، طب ليه…

أحمد منصور: يعني يجي نائب رئيس الجمهورية يتلطع شهرين وأنت جاي كده تدخل على عبد الناصر خبط لزق؟!

أحمد أبو صالح: آه.. آه، فعبد الناصر طبطب له على.. على ساقه، للسادات بمعنى أنه سكوت يعني طبطب له هيك يعني على..

أحمد منصور: لأ ما جايز بيشكره.

أحمد أبو صالح: لا، قام خرس عمل هيك وقت اللي طبطب له عمل هيك السادات، فقال لي عبد الناصر، قال لي: أنت الكلام اللي عم بتحكيه صحيح، لا يمكن.. أنا كملت، قال لي كمل، قلت له.. قلت له لا يمكن أن يتوفر الإجماع فيه ناس ما لهم مصلحة، فيه ناس إقطاعيين، فيه ناس رأسماليين، فيه ناس.. فيه ناس.. فيه ناس، إذن قصة هاي الإجماع بلاها، قال لي معك حق بصراحة يعني نحن أي قطر بيجي بما يعني هيك شبه انقلاب عسكري، هو ما قال انقلاب عسكري، يعني بيجوا ناس يعني إلهم رأي في حكم القطر بيطلبوا مننا الانضمام بنقول لهم: على الرحب والسعة، نعرف شعبنا، نعمل استفتاء كذا، شايف، فأنا قلت له للسادات، قلت له: شوفت يا أخي هاي الرئيس رأيه..

أحمد منصور: زي رأيك..

أحمد أبو صالح: تقريباً من رأيي.

أحمد منصور: لكن كيف كان بيتعامل معاك كده، وكان بيلطع الآخرين، وكان بيهين ميشيل عفلق وكان بيهمله، الحوراني، والبيطار..

أحمد أبو صالح: أنا.. أنا راح أقول لك كمان هاي مناسبة، هذا سؤالك وجيه، أنا كانوا عم بيهيؤوني اكتشفت بعدين عم بيهيؤوني لاستلام منصب عبد الحميد السراج، ويمكن المشير لعب ها الدور المهم بها الموضوع، ليش؟ عم بأقول على.. لأنه أنا في أحد أعياد الثورة ثورة تموز في.. في.. في مصر ثورة 52 مثلت الاتحاد القومي في سوريا بأعياد بها المناسبة، أنا نازل بفندق (شبرد) هلا ما بأعرف شو يسموه..

أحمد منصور: زي ما هو..

أحمد أبو صالح: قدام (سميراميس)، إيجاني اللواء عبد الفتاح فؤاد والرائد عادل أبو رية..

أحمد منصور: دُول كانوا بيشتغلوا أيه؟

أحمد أبو صالح: هذا اللواء عبد الفتاح فؤاد أحد ضباط الثورة، وكان مسؤول عن الجيش الشعبي في سوريا، وعادل أبو رية مسؤول عن المقاومة الشعبية، بيعرفوني من سوريا، فالمهم إنه إيجوا علي وقالوا لي كمال الدين رفعت بيريد يقابلك، قلت له ترى أنا ما فيه.. ما شوفته غير مرة مرتين الرجل، قال: والله هو أصر، فأنا قلت: هادولي طب شو علاقتهم بكمال الدين رفعت، المهم رحت معاهم بالسيارة، والله وأنا وطالع بدي أشوف لكمال الدين رفعت، شوفت إحسان الجابري بالمصعد، كان مكتبه بنفس البناء هذا بمصر الجديدة، سلَّم علي الرجل وصديق وأنا سلمت عليه، ورحت أنا عند كمال الدين رفعت يا سيدي، كمال الدين رفعت بدأ يحكي معي بشكل وكأنه أنا يعني شخصية مهمة، شايف، وإنه أنا..

أحمد منصور: ما أنت كنت شخصية مهمة.

أحمد أبو صالح: بس..، لا أنا بأعرف أهميتي بسوريا يعني مو كتير عند السراج وعند المشير، بس الآن الحكي اللي عم بينحكي يعني حسيت بإنه أكبر أكبر من شيء تعودت عليه بصراحة يعني…

أحمد منصور: بإنك تهيأ لهذا..

أحمد أبو صالح: فأنا سألته قلت له يا أستاذ كمال هو كانت عروبته صافية ويساري جداً هو هذا كمال رفعت، مات يمكن..

أحمد منصور: لا أعرف والله.

أحمد أبو صالح: فيعني حسيت بإنه أنا عم بيحاولوا يشدوني يجذبوني للمشاركة بعمل وكذا وإذا إيجت..

أحمد منصور: بس عفواً يعني أنت يعني.. يعني اسمح لي يعني لسانك طويل، هيحطوا واحد لسانه.. هم عايزين واحد يقول طيب وحاضر يا أفندم.

أحمد أبو صالح: لأ، هم بيعرفوا إنه أنا مخلص فعلاً لموضوع الوحدة و..

أحمد منصور: بس بتعكر مزاجهم.. مخلص للوحدة لكن..

أحمد أبو صالح: طيب شو (….) طيب يعني وأنت كمان بدهم.. يعني ممر لتصفيتي نهائياً يعني كمان هتستغرب أنا..

أحمد منصور: لأ، إزاي يحطوك في موقع زي ده وفيه واحد بيقول حاضر وتمام يا أفندم، ما..

أحمد أبو صالح: ما لسه.. ما حطوني.. لسه.. الجماعة أخذني عبد الفتاح فؤاد وعادل أبو رية لعند كمال رفعت، فأنا رحت عند كمال رفعت، كمال رفعت احترمني جداً الرجل وبدأ يمدحني ويعاملني شخص مهم كتير، وانضرب جرس التليفون، حاضر يا أفندم حاضر يا أفندم، أنا قلت إذن.. الرئيس أو يعني لأنه حاضر.. وزير عم بيقول حاضر يا أفندم ومن ضباط الثورة، المهم قال لي: أنا آسف جداً، يعني مطلوب أروح وكذا.. ما سألته وين، راح الرجل، بقي مين؟

واحد اسمه محمود عبد الناصر، هو قدَّم لي نفسه: أنا محمود عبد الناصر، مثل مدير مكتبه أو كذا أنا ما.. أنا بأعرف إخوة عبد الناصر الليثي وشوقي بأعرفهم جيداً، بس هذا ما بأعرف إذا أخوه لعبد الناصر، أو من العائلة أو ما..

أحمد منصور: المهم.

أحمد أبو صالح: المهم، اسمه محمود عبد الناصر، قال لي: بصراحة، سيادة الوزير دعاك عشان يحكي معك بموضوع مهم جداً جداً وفوَّضني وهو طالع إنه أنا أكمل، قلت له تفضل، قال لي: أدهم مصطفى، وفايز إسماعيل جواسيس للأتراك..

أحمد منصور: مين دُول؟ دُول عضوين..؟

أحمد أبو صالح: دُول أعضاء بقيادة فرع حلب جم من اللواء مع.. مع الأرسوزي النصيرية قال لي هادول فايز إسماعيل وأدهم مصطفى هذا خلاصة الحديث يعني شايف، هادول جواسيس للأتراك.

أحمد منصور: وأنت رئيس الفرع..

أحمد أبو صالح: آه.

أحمد منصور: وأنت رئيس فرع حلب..

أحمد أبو صالح: لأ.. لا لا، هم ما لهم علاقة بالاتحاد القومي، هادول قيادة فرع حزب البعث العربي الاشتراكي في حلب، هم وأديب نحوي، وعبد الفتاح زلط وإلياس فرح، هادول قال عنهم إنه هادولا جواسيس للأتراك، لأنه مولودين بتركيا وعايشين بتركيا، طبعاً ظلماً وعدواناً، رغم إنه أنا الآن ضدهم 100%، أديب نحوي ومحمود عرب سعيد أخطر الناس على القومية العربية، أيه الشغلة منين أديب نحوي قومي.. بعثيين الاتنين طبعاً محمود عرب سعيد صار وزير أوقاف زمان وكذا هلا بالعراق، إلياس فرح يعني مسيحي (..) وينحكى بها المنطق، أنا؟ قلت له: طيب هلا شو الغرض من ها الحكي هذا كله اللي أنا بيجوز ما أكون موافق عليه أستاذ محمود مع احترامي إلك؟ قال لأ هاي معلومات ثابتة، قلت له يعني شو هلا أنا المطلوب مني؟ قال المطلوب.. وبعدين ها.. إنه عبد الحميد السراج بيعرف هذه الحقائق وساكت عليها بقصد إنه يستخدمها في يوم من الأيام، فيعني أنت إذا عندك استعداد كإنسان محترم وعائلة وكذا وجذور وإلى آخره، يعني إذا صار ما صار تحل أنت محل عبد الحميد السراج، هذا محمود عبد الناصر، آدي خلاصة الحديث، أنا طلعت دايخ…

أحمد منصور: هل.. آه

أحمد أبو صالح: أنا طلعت دايخ إنه شو ها القصة هاي، شو هاي التركيبة؟ عادل أبو رية، فؤاد كذا، عبد الفتاح فؤاد، وبعدين كمال الدين رفعت، يجي تليفون يبقى، رجعت أنا لسوريا يا سيدي، رجعت لسوريا جمعت هادولا اللي قال عنهم إن هادول جواسيس و.. جمعتهم أديب نحوي، وأدهم مصطفى، وفايز إسماعيل، إلياس فرح كان رايح على سويسرا ما بأعرف عشان أيه، جمعتهم في بيتي، حكيت لهم القصة، وبالتفصيل ما فيه يومين آه فهم اللي قالوا لي، قالوا لي أبو طموح بيسوي إنه ها الموضوع يبقى سراً، أمر خطير جداً ما بيجوز حدا يطلع عليه، وكلهم أكبر مني سنًّا ويعني بأحترمهم وقلت لهم طيب يبقى سراً، يومين تلاتة وأنا بقصر العدل عم بأزور نقابة المحامين بيجي حاجبه للمحافظ بيقول لي بيسلم عليك، رفعت بيك.. رفعت زريق بيقول لك إذا فضيت تمر تشرب فنجان قهوة عنده..

أحمد منصور: في حلب..

أحمد أبو صالح: بحلب.. ونقابة المحامين بنفس البناء، فرحت أنا بعد شوية لعند رفعت زريق، نور أبو أنس قال لي والله عبد الحميد السراج صار له اتصل عشرين مرة، كل خمس دقائق بيتصل بيسأل عنك، لأنه بمكتبك بالاتحاد القومي ما أنك موجود.. المهم اتصل بعبد الحميد السراج وقال له أبو طموح موجود عندي، قال له أعطيني إياه، قال لي: يا أبو طموح بتقدر تيجيني اليوم؟

أحمد منصور: إلى داره.

أحمد أبو صالح: كان الساعة 10، 11 الصبح ودمشق 360، 365 كيلو متر مسافة تقدر تيجيني اليوم، قلت له: شو القصة أبو فراس إنه آجيك اليوم؟ شو القصة؟ شو الموضوع؟ قال لي: فيه موضوع مهم جداً بدي إياك تيجيني إذا ممكن، قلت له ممكن، وفعلاً طلعت لحالي بالسيارة لا سائق ولا شيء ورحت لدمشق وصلت المساء عتمة، رحت على عبد الحميد السراج في مكتبه بالاتحاد القومي وليس بوزارة الداخلية، مكتبه بالاتحاد القومي، كان برضو شوية.. قعدت جنب الصُبَّة.. فقال لي.. قال لي تعالَ اقعد جنبي قلت له لا خليني هون جنب الصُبَّة.

أحمد منصور: يعني جنب المدفأة.

أحمد أبو صالح: أيه، المدفأة آه نعم، قلت له شو خايف عليَّ يعني أنا، قال لي لأ أنا خايف على الصُبَّة.

أحمد منصور: أوه

أحمد أبو صالح: أقسم بالله، شايف، فطين هو، لأ خايف على الصُبَّة، يعني إنه أنا حرارتي أعلى من حرارة الصبة يعني بها الدرجة شايف..

أحمد منصور: زمانه سامعك دلوقتي.

أحمد أبو صالح: أنا لسه ما آني حتى بأعرف شو القضية، رحت قعدت جنبه سيدي، قال لي أبو طموح بيجوز يصير معك اللي صار في القاهرة عبد الفتاح فؤاد، عادل أبو رية، محمود عبد الناصر، كمال رفعت وكذا وكذا وكذا وكذا، وأنا ما يصير لي خبر، يعني أُسقط في من الحقيقة..

أحمد منصور: فتنوا الجماعة.

أحمد أبو صالح: المفروض ما يصير لأنه هو رئيسي، يعني هو رئيس الاتحاد القومي، شلون بأحكي أنا لجماعة.. جماعتي رفاقي بالحزب.

أحمد منصور: اللي وصُّوك بيفضل الموضوع سر..

أحمد أبو صالح: أيه فأنا بقى بدي أفهم منه اللي انحكى من هادول اللي كانوا.. ومنه ما راح أسأله مين اللي قال لك هذا..

أحمد منصور: طبعاً.

أحمد أبو صالح: قلت له صحيح، قلت له صحيح بس أنا رفضت، قال ما بيكفي كان لازم تقول لي يا أبو طموح، هذا أمر خطير، يعني تصل الأمور لدرجة إنه ناس من ها النوع يحكوا بها المنطق، يعني إما بدهم يصفوني إليَّ أو لعبة عليك يعني تلعب دور معين بالأخير، وهذا أمر، قلت له يا سيدي هذا اللي صار شو بأسوي؟ أمري إلى الله، هذا اللي صار يا أخي، فعلاً اللي نقلوا لك.. نقلوا لك يمكن بأمانة، يعني بعدين عرفت أنا مين اللي نقل له أديب نحوي.

أحمد منصور: وتأثير ده أيه على العلاقة بينك وبين السراج بعد كده؟

أحمد أبو صالح: تقدر تقول بدأت العلاقة تسوء بدأ يشك فيِّ لأنه أنا بالمحصلة أولاً بقيان عضو في.. بقيان في حزب البعث، وكذبة قصة حل الحزب، ونحن عم نجتمع كقياديين في حزب البعث العربي الاشتراكي، وإلنا علاقة مباشرة بالقاهرة وإلى آخره…

أحمد منصور: طيب خليني معاك في بعض الحاجات بس عشان أشوف الوحدة كانت ماشية إزاي؟ لما استقال في 23 ديسمبر 59 البيطار والحوراني ومصطفى حمدون وعبد الغني قنوت، وهرب ميشيل عفلق بعد اتهامه، قِيل إن عبد الناصر كان بيعامل ميشيل عفلق معاملة سيئة كما كان يعامل الآخرين، في فبراير 61 ألقى عبد الناصر خطاباً في اللاذقية، أعلن فيه أنه مستعد لسحق معارضيه من القوى السياسية السورية بالأحذية..

أحمد أبو صالح: صحيح أنا سمعته الخطاب صح.

أحمد منصور: سمعته الخطاب؟

أحمد أبو صالح: سمعته أيه.

أحمد منصور: ينفع يخاطب شعب بالشكل ده؟

أحمد أبو صالح: لأ، ولذلك كان صداه سيئ جداً جداً جداً.

أحمد منصور: وقال إن (خروشوف) كان يضرب أعضاء اللجنة المركزية للحزب الشيوعي السوفيتي بالجزم.

أحمد أبو صالح: يعني مو بالتفصيل بس الكلام اللي حكيته أنا سمعانه منه مباشرة، وكان رد الفعل سيئة جداً جداً جداً، صحيح وحتى قبله يمكن أو بنفسه حكى عن.. عن المشايخ، هاجم المشايخ، كل المشايخ إنه هادولا بيرتشوا ببط ووز أو شغلة من ها النوع، كمان كان لها صدى سيئ يعني، فيه أحياناً إله ما بأقول سقطات لسان ولا.. بس، فيه إله..

أحمد منصور: دا زعيم يا سيدي.

أحمد أبو صالح: أيه.. أيه أنا عم بأقول لك.. عم بأقول لك، هو المؤسف أستاذ أحمد..

أحمد منصور: لأ أنت.. الزعيم.. عمالين نتكلم عن الوحدة وإزاي فشلت؟

أحمد أبو صالح: عم أقول لك كانت أخطاء جسيمة وكبيرة جداً.

أسباب فصل أحمد أبو صالح وتجريده من مناصبه

أحمد منصور: قل لي بقى إنت رفعت مذكرة لعبد الناصر، في يوليو 61 كان لك ملاحظات، قالوا لك اكتبها، صحَّ؟

أحمد أبو صالح: نعم، نعم.

أحمد منصور: استدرجوك كعادة، رفعت المذكرة في يوليو 61، أيه اللي قلته لعبد الناصر في المذكرة دي حتى قاموا..

أحمد أبو صالح: بيوليو.. يوليو؟

أحمد منصور: 61؟

أحمد أبو صالح: بيوليو قبل أظن.. ما.. ما.. تاريخه قبل، لأنهم أنا فصلوني بيوليو في تموز..

أحمد منصور: فصلوك.. أنا.. أنا التاريخ اللي أنا أنت قلت لي على إنك أنت قدمتها في شهر 5 في شهر مايو، وفصلوك في يوليو، لكن أنا.

أحمد أبو صالح: أنا.. قبل يعني أنا قدمتها قبل يوليو فصلوني، 4 تموز بأتذكر يوليو جمدوني وفصلوني وإلى آخره، بس بتذكره قبل.

أحمد منصور: لأن أنا رجعت لمصادر أدور عليك أنت فيها ومين اللي كاتبين.. فلقيتهم كاتبين إنه يبدو إنه المصادر لما رصدت ما رصدتش تاريخ تقديم المذكرة وإنما تاريخ إقالتك.

أحمد أبو صالح: لا قبل تموز طبعاً.

أحمد منصور: أنت أُقِلت في يوليو 4 يوليو، أصدر جمال عبد الناصر قرار رقم 54 بتجريدك من كل مناصبك، وفرض الإقامة الجبرية عليك..

أحمد أبو صالح: نعم وفرض الإقامة الجبرية.

أحمد منصور: وتحديد إقامتك، والدنيا اتهدت، أيه اللي أنت قلته في المذكرة دي عشان يتعمل فيك كده؟

أحمد أبو صالح: المذكرة وهي موجودة طبعاً أنا من زمان ما قرأتها، بس الشيء اللي بأتذكره إني أنا هاجمت عدد من المسؤولين الكبار مثل عبد الحميد السراج، وكمال الدين رفعت، وقلت عنهم إنه طيب يعني كيف هادولا ممكن وأمثالهم يجمعوا كل هذه المسؤوليات، رئيس الاتحاد القومي ووزير داخلية ورئيس المكتب التنفيذي..

أحمد منصور: كان أيه اعتراضك؟ واضح أيه من المذكرة..

أحمد أبو صالح: وإلى آخره، وفلان كذا وفلان كذا..

أحمد منصور: كان كل واحد ضامم 10، 15 منصب..

أحمد أبو صالح: أيه، فأنا احتجيت على ذلك، وانتقدتهم وقلت له ما بقى بالجمهورية العربية المتحدة حدا يقدر يتحمل جزء من هذه المسؤولية..

أحمد منصور: ما هو اللي هيعارض هيضِّرب بالجزمة..

أحمد أبو صالح: آه.

أحمد منصور: هينسحق بالحذاء!

أحمد أبو صالح: اللي بده يعارض

أحمد منصور: اللي يعارض مش هو اللي قال كده في خطابه..

أحمد أبو صالح: أنا ما انسحقت.. أنا ما انسحقت، عارضت ولعلمك يعني إنصافاً..

أحمد منصور: هوه لازم الجزمة عفواً يعني إنه يخلع الجزمة بتاعته ويسحق؟! يعني دا كناية عن إن اللي هيفتح بقه أو هيعارض هيجرى له اللي جرى لك واللي جرى للآخرين، كل اللي اعترضوا تحددت إقامتهم وجردوا من مناصبهم واستُعدوا على الوحدة، تم استعدائهم على الوحدة.

أحمد أبو صالح: بس.. بس المشكلة.. يا.. يا سيدي.. يا سيدي يعني فيه أشياء كثيرة معك حق فيها، بس يعني أنا ما بدي أعفي عبد الناصر من المسؤولية، لأنه اللي حوله مثلاً بيجوز يحيكوا له بعض الأمور، لا ما بأعفيه من المسؤولية، لكن اللي حدث إنه حق هذا أنور السادات بيقول لي إلي بالذات في مكتبه بمجلس الأمة، بيقول لي أبشر، شو القصة، قال لي عبد الناصر قرأ المذكرة وقال لي بلغه لأبو طموح إنه خلال أيام أو أسابيع بده يشوف على أنه التغيير اللي هو…

أحمد منصور: هنقص رقبته خلال أيام أو أسابيع..

أحمد أبو صالح: رجعت لسوريا.. المقدم حسن شريطح (مدير مكتبه لعبد الحميد السراج) بيقول لي فيه تقرير بالحبر الأخضر موقع من فلان يقول إنه أنت وأكرم الحوراني ومصطفى حمدون وعبد الغني قنوت وخليل كلاَّس وناصر قدور وإلى آخره اجتمعتم في بيت ناصر قدور وخططتم لفصم عرى الوحدة، هذا خلاصة التقرير، وشالوا السراج وراح للقاهرة، وعلى أثره صدر القرار، فيعني صار أخطاء…

أحمد منصور: وعبد الناصر قال لك أبشر إن المذكرة بتاعتك..

أحمد أبو صالح: السادات.

أحمد منصور: السادات.

أحمد أبو صالح: إنه الرئيس عبد الناصر قال له بلِّغ أبو طموح إنه أنا قرأت المذكرة، ويعني بمعنى أقتنع فيها، وإنه خلال أيام أو أسابيع سيعمل على يعني التغيير.

أحمد منصور: هذا كان قبيل انهيار الوحدة بفترة وجيزة..

أحمد أبو صالح: شهرين.

أحمد منصور: بدأت العلاقة تتوتر بين عبد الحميد السراج والوزراء السوريين؟

أحمد أبو صالح: صح.

أحمد منصور: أيه أسباب التوتر ده؟

أحمد أبو صالح: لأنه عبد الناصر وهايدي أول مرة أنا بأحكيها حس بأنه السراج بدأ يسلك سلوك مستقل، وخاصة بعد تجميدي لأنه السراج يعني هو اللي أعتقد اللي اخترع التخلص مني واستجاب عبد الناصر أولاً المذكرة، وثانياً هذا التقرير، إنه هادولا عم بيتآمروا على الوحدة وكذا، فصار يسلك سلوك مستقل، طبعاً عبد الناصر والمشير عبد الحكيم عامر إلهم جماعتهم في سوريا يعني بشكل مباشر بيقدروا يتصلوا و…، عبد الحميد السراج عقد اجتماع لعدد من أقطاب الاتحاد القومي، ما عداي أنا لأنه أنا مجمد، شايف، عقد اجتماع وتسرب نبأ هذا.. هذا الاجتماع، احتج على النقل، وكان ناوي ما ينفذ بالمرة شايف، واللي شاركوا تقريباً أيدوه، فكل ها الأشياء هاي نقلت.

أحمد منصور: يعني كان تخطيط للانفصال؟

أحمد أبو صالح: لأ، شوف حتى كمان أنصفه للرجل، جماعته ظنوا إنه هو اللي عمل الانفصال، بدليل بأم عيني مو على السمع، شفته عم بيقبلوا محافظ حلب، بأم عيني دخلوا أديب نحوي ومعه مجموعة وقبلوه وقالوا له تهانينا، ظناً منهم بأن عبد الحميد السراج هو اللي قام بالعمل.

أحمد منصور: لكن قبل الانقلاب بيومين فقط 26 سبتمبر 1961 نشرت صحيفة "الأهرام" المصرية أن عبد الحميد السراج قد قدَّم استقالته لعبد الناصر، وقد قُبِلَت، وقام النحلاوي بحركته في 28 سبتمبر، بعديها بيومين مباشرة، يعني معنى ذلك إن قبل الانقلاب، قبل الانقلاب اللي هد الوحدة بيومين كان السراج أُقيل من منصبه.
أحمد أبو صالح: أيه بس قلت لك، دعا ناس، وأنا ما.. باعتباري ما أني موجود، دعا ناس من قادة الاتحاد القومي، وطرح عليهم الموضوع، ولاقى تجاوب لذلك ظُنَّ وقت اللي صار في 28 أيلول بأنه السراج اللي سوَّاه.

أحمد منصور: لكن برضو العلاقة كانت متوترة بين السراج والمشير عامر.

أحمد أبو صالح: طبعاً.

أحمد منصور: برضو بسبب أيه؟

أحمد أبو صالح: لأنه المشير بده بحكم بشكل مطلق، والسراج بده يحكم، لأنه السراج أكبر منه يعني ما هو شخص عادي، شخص فطين وذكي وقوي وإلى آخره، طيب هو رئيس اتحاد قومي، كيف يجي واحد والله مثل المشير يعني يتسلط على كل شيء وياخد بإيده كل شيء إله موقف، والمشير بده يحكم، يعني المشير يحكم بكافة الوسائل يعني، يعني عجبه الإقليم الشمالي بصراحة، نساء حلوات وطبيعة وإلى آخره يا أخي، عجبته الشغلة هيك، دا كان.. ما تخلينا نحكي أكثر من هيك يا رجل؟ ما بين قوسين أقول لك علي صالح السعدي -الله يرحمه- وقت اللي بدنا نحن قررنا الوحدة منها.. منها نحدد العاصمة، قبل ما السوريين يحكوا قال دمشق، هو علي صالح السعدي من العراق، نحن.. نحن متهيبين نطرح ها الموضوع، قام هو قال، قال يا أخي عاصمة الوحدة بين سوريا والعراق دمشق فقالوا له ليش؟ قال لهم فيه نسوان حلوات و.. نتونس، صحيح نتونس.

أحمد منصور: إنت هتوديني في داهية.

أحمد أبو صالح: لا.

أحمد منصور: في 28 سبتمبر 1961 قام عبد الكريم النحلاوي (مدير مكتب عبد الحكيم عامر) بانقلابٍ ضد الوحدة وأسقطها وانتهت الوحدة.

في الحلقة القادمة أبدأ معك من هذه المرحلة نهاية الوحدة والجمهورية العربية المتحدة، وبداية عصر جديد من الانقلابات في سوريا، أشكرك شكراً جزيلاً.

أحمد أبو صالح: عفواً.

أحمد منصور: كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم، في الحلقة القادمة -إن شاء الله- نواصل الاستماع إلى شهادة الأستاذ أحمد أبو صالح (عضو القيادة القُطرية الأسبق في حزب البعث العربي الاشتراكي، ونائب رئيس الوزراء السوري الأسبق)، في الختام أنقل لكم تحية فريق البرنامج، وهذا أحمد منصور يحييكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.