شاهد على العصر

حزب البعث السوري كما يراه أبو صالح ح1

أحمد أبو صالح عضو مجلس قيادة الثورة وعضو القيادة القُطرية الأسبق في حزب البعث السوري، يتحدث عن موقفه من زعامة ميشيل عفلق, وسيطرة العسكر على السلطة بعد انقلاب حسني الزعيم والقوى الوطنية على الساحة السورية.

مقدم الحلقة:

أحمد منصـور

ضيف الحلقة:

أحمد أبو صالح: عضو قيادة مجلس الثورة السوري

تاريخ الحلقة:

20/07/2003

– نشأة أحمد أبو صالح في حلب
– تأثير فترة وجوده في مصر على تكوينه

– الخريطة السياسية في سوريا

– انقلاب حسني الزعيم وبداية سلسلة الانقلابات العسكرية في سوريا

– انتماء أحمد أبو صالح لحزب البعث 1949

– لقاء أحمد أبو صالح مع ميشيل عفلق

undefined

أحمد منصور: وُلِدَ أحمد أبو صالح في حلب عام 1927، درس هندسة التليفونات، وحصل على دبلوم في التخصُّص من مصر عام 1948.

انتمى بعد عودته من مصر إلى سوريا إلى حزب البعث العربي، ثم أُوفد إلى بلجيكا لدراسة الهندسة، لكنه استُدعي فعاد إلى سوريا عام 1953.

عمل لمدة عام في شركة نفط العراق، ثم التحق بكلية الحقوق جامعة دمشق عام 1954، وتخرج منها عام 58 حيث عمل بالمحاماة.

كان من أبرز الناشطين في حزب البعث في حلب، مما أدى إلى اختياره في أعقاب الوحدة بين مصر وسوريا عام 1958 رئيساً للاتحاد القومي في حلب، ثم أحد الأعضاء الستة الذين كانوا يحكمون سوريا أثناء الوحدة من خلال اللجنة التنفيذية للاتحاد القومي التي كان يرأسها عبد الحميد السرَّاج.

بقي في منصبه حتى أقاله جمال عبد الناصر، وجرَّده من جميع مناصبه، وحدَّد إقامته بعد مذكرة نقدية لنظام الحكم رفعها إلى عبد الناصر في يوليو عام 1961.

اعتُقل بعد الانفصال ثم أُفرج عنه وعُيِّن عضواً في مجلس قيادة الثورة بعد انقلاب الثامن من مارس عام 1963.

تولى وزارات عديدة بين عامي 63، 66، كما أصبح عضواً في القيادة القطرية لحزب البعث العربي الاشتراكي الحاكم في سوريا.

وكان من أبرز المقربين للرئيس السوري الأسبق أمين الحافظ خلال فترة حكمه.

شهد فترة الصراع بين القوميين والقُطريين داخل حزب البعث في سوريا والانشقاق الذي وقع داخل الحزب، اعتُقل بعد انقلاب الثالث والعشرين من شباط/فبراير عام 66، وبقي في المعتقل حتى أُفرج عنه بعد هزيمة العام 67، حيث حاول بعد خروجه من السجن مع آخرين الترتيب لمحاولة انقلابية جديدة اعتُقل على إثرها، ثم أفرج عنه بعدما ذاق ألواناً شتَّى من العذاب في السجن.

هرب بعد ذلك من سوريا إلى العراق بعد محاولة أخرى للقبض عليه.

نتابع في هذه الحلقة والحلقات القادمة شهادته على عصر حزب البعث في سوريا. أبو طموح، مرحباً بك.

أحمد أبو صالح: أهلاً وسهلاً.

نشأة أحمد أبو صالح في حلب

أحمد منصور: وُلدت في حلب عام 1927، كيف كانت أيامك الأولى في حلب؟

أحمد أبو صالح: أولاً: يشرِّفني أن أقول بأنني أشكر قناة (الجزيرة) على تفويضك بأن تعمل وبلا حدود فيما يخدم مصلحة شعبنا والمصلحة العامة بموضوعية وحيادية رغم تمثيلك أحياناً دور المحقِّق أكثر من دور القاضي وذلك طبعاً كما هو معلوم بقصد إظهار الحقيقة لا أكثر.

أحمد منصور: أشكرك.

أحمد أبو صالح: أقول وبإيجاز: إنني من عائلة متوسطة فيما يتعلق بالوضع الاجتماعي، ولكنها من أبرز العائلات على الصعيد الثقافي والوجود السياسي والعمل في الحقل العام، إذ أنني ومنذ نعومة أظافري أتذكر جيداً أنني كنت أشاهد في أكثر المرات كيف يأتي الجنود الفرنسيون لاعتقال والدي وجرِّه إلى أحد سجونهم مستعملين الكلمات النابية، وحتى في إحدى المرات أحد الجنود المغاربة عندما شتم والدي الجنود الفرنسيين الذين أتوا ليلاً، قال له: اسكت يا عم والله يذبحونك مثل فرخ الدجاج، طبعاً قال له: يذبحوني إذا استطاعوا، ففي هذا الجو العائلي الذي كان فيه والدي أحد رجالات الكتلة الوطنية، وقد شارك في حدود إمكاناته دعماً ومؤازرةً ونشاطاً أيضاً، نشأت ثم في المدرسة الابتدائية كنا نتظاهر في أكثر أيام الأسبوع صائحين (…..)، أي يسقط ديجول،.. (…..La France) أي تسقط فرنسا، vive La Syria))، تعيش سوريا (vive liberty) يعني تحيا الحرية، وهنا من الإنصاف أن أذكر بأن أحد الذين كان يحرضون على التظاهر ونحن في المدارس الابتدائية هو شخص أقرب ما يكون إلى الجندي المجهول منه إلى إنسان موجود فسيولوجياً وهو أبو صطيف صفايا الذي كان يجول على المدارس ويصيح:

يا ظلام السجن خيِّم إننا نهوى الظلام

ليس بعد الليل إلا فجر يوم يتسامى (أو يتنامى)

فكان يقودنا بالمظاهرات أي معظم أيام الدراسة كنا نقضيها في الشوارع منددين بفرنسا واحتلالها وجنودها وإلى آخره، وفي المدارس أيضاً الثانوية كنا أيضاً نخوض المظاهرات، وقد سقط عدد من الشهداء، أذكر منهم عبد العزيز هارون وأحد أبناء القدس وآخرين، وكنت أنا رئيساً للجنة الطلاب في المدارس الصناعية التي كانت تعتبر مصدراً يقود المظاهرات لتحقيق الغرض وهو أن تجلو فرنسا عن سوريا حتى تحقق الاستقلال في نيسان 1946 نظرياً وعملياً تحقق قبل ذلك، أي أن النفوذ الفرنسي انقشع عن أرض سوريا قبيل ذلك وأُجريت أول انتخابات في سنة 1943 لكن..

أحمد منصور: 17 أغسطس 1943 أُجريت أول انتخابات واختير شكري القواتلي رئيساً للجمهورية، وشُكِّل مجلس نواب جديد، و17 أبريل 1946 أُعلن عن استقلال سوريا، 7 أبريل 1946 قبل الاستقلال بعشرة أيام أعلن صلاح الدين البيطار وميشيل عفلق عن تأسيس حزب.. حزب البعث العربي الاشتراكي، بعد ما أنهيت دراستك الثانوية ابتُعثت إلى مصر في العام 1947 لدراسة الهاتف اليدوي، حيث أنك كنت متخصِّصاً في البداية في مجال الهندسة أو هندسة التليفونات، وبعد ذلك يعني سنأتي إلى قصة حصولك على ليسانس الحقوق وعملك بالمحاماة، يعني أنت وعيك السياسي بدأ يتشكل، الآن عمرك تسعة عشر عاماً أنهيت دراستك.

أحمد أبو صالح: الثانوية.

أحمد منصور: الثانوية الصناعية، ابتُعثت في.. للحصول على دبلوم أعلى من مصر

أحمد أبو صالح: نعم.

تأثير فترة وجوده في مصر على تكوينه

أحمد منصور: في سنة 47 قضيت سنة في مصر، فترة وجودك في مصر خلال سنة 47، هذه النقلة من البيئة السورية إلى البيئة المصرية في هذا الوقت المبكِّر، هل تركت رواسب معينة في نفسك مؤثرات خاصة؟

أحمد أبو صالح: يا صاحبي، عندما وصلنا إلى مصر وبعد فترة وجدنا أنفسنا في محيط ليس كالمحيط الذي تربينا فيه في سوريا، أدركنا أن الحركة التي كانت ذات تأثير كبير جداً بالشارع المصري هي حركة الإخوان المسلمين، إذا ما قورنت بحزب الوفد وأحزاب أخرى، الحزب الذي كنا نعتقد أنه وقف على الإقطاعيين وعلى الرأسماليين وإلى آخره لم نجد حزباً يلاقي هوىً في نفوسنا كشباب نعتقد أننا يجب أن نطوِّع وبلد يجب أن نتقدم بها يجب.. يجب، لم نجد في حزب الوفد أو الأحزاب الأخرى التي كانت على شاكلته ما يستهوي أي وجه من أوجه نشاطاتنا..

أحمد منصور: أيه اللي استهواك في الإخوان المسلمين؟

أحمد أبو صالح: يا سيدي، كان لي زميل في الكلية أعتقد أنه كان في ذلك الحين عضواً في جماعة الإخوان المسلمين.

أحمد منصور: تذكر اسمه؟

أحمد أبو صالح: كان يحدثني دائماً وأنا بصراحة من عائلة محافظة ومتديِّنة، وفيها نسبة كبيرة من الذين درسوا في الكليات الشرعية والمدارس اللي بحلب فيه مثلاً الخسراوية، كل أبناء عمي درسوا بالخسراوية، هي من إنشاء الأتراك، وهي مدرسة تدِّرس الشريعة الإسلامية والفقه الإسلامي وإلى آخره، فأنا إبن هذه العائلة، لذلك يعني لم يكن غريباً علي أن يلحظ هذا الإنسان أو يلاحظ بأنني لست بعيداً عن ما يحمل هو من أفكار.

أحمد منصور: تذكر اسمه؟

أحمد أبو صالح: لا أذكر مع الأسف؟ لأنه فترة مضى.. مضى كثير من الأيام، المهم هو الذي قال لي بعد حين هل أنت على استعداد للقيام بزيارة الشيخ حسن البنا، طبعاً أنا..

أحمد منصور: كده حسن البنا على طول، خبط لزق يعني

أحمد أبو صالح: على طول، خبط لزق، وأنا كنت أسمع بحسن البنا، بما أنني كنت أسكن في مصر الجديدة كانوا يلقون المحاضرات في الساحات العامة شباب جامعيين مثقفين مؤمنين متحمسين، كانوا يلقون المحاضرات في الساحات العامة في القاهرة، وأنا أسكن في مصر الجديدة كان قريباً من هناك ساحة كبيرة كانوا في كل يوم خميس مساءً أو يوم جمعة يلتقون بألوف، لا أقول عشرات ألوف، ويخرج أحد أو اثنين من الطلاب ويحاضرون ويتكلمون ويحثون الطلاب والمستمعين للجهاد والنضال و..

أحمد منصور: كان أيامها قضية فلسطين، كان فيه احتلال بريطاني في مصر..

أحمد أبو صالح: نعم.. نعم، وكانوا بدءوا بعد فترة يعني ينظموا صفوفهم للمشاركة، ففي الحقيقة بعد فترة قبلت أنا وبحماس شديد أن أقوم بزيارة الأستاذ حسن البنا.

أحمد منصور: التقيت في حسن البنا.

أحمد أبو صالح: في بيته في حي أعتقد أنه متواضع وفي بيت متواضع جداً، وأذكر بعد حين علمت بأن سعيد رمضان وعبد الحكيم عابدين أو شيء من..

أحمد منصور: نعم.

أحمد أبو صالح: كان عدد من هؤلاء غالباً موجودين إلى جانبه، عندما علم بأنني من سوريا بالنسبة له الشام كلها بلاد الشام، كان يرحب بي بشكل استثنائي، وقد لاحظت أنني عندما أجلس على المقعد يعني النوابض التي يجب أن تحمل الجالس كانت قريبة.. تقترب من الأرض يعني، والكتب كانت مصنَّفة في مكتبة تشبه صناديق البرتقال أو الفاكهة أو كذا.. وإنسان متواضع جداً يضع طربوشاً على رأسه، قاتم اللون ليس أسوداً..

أحمد منصور: هذا.. هذا.. يعني هذا التواضع اللي لقيته في حسن البنا مع هذه الجماهيرية كيف تركت في نفسك وأنتم عندكم تقريباً كانوا قيادات.. معظم قيادات الأحزاب هم اللي معاهم فلوس، يعني الأثرياء تقريباً كان لهم دور كبير في تأسيس الأحزاب أو في.. الزعامة السياسية كانت زعامة مالية وكانت زعامة تاريخية وأسرية في نفس الوقت؟

أحمد أبو صالح: آه، في سوريا في الحقيقة وصلت الأمور لدرجة في ظل الكتلة الوطنية التي لم يكن غيرها كتنظيم سياسي يقارع الاستعمار كانت القيادات كلها من الطبقات الأرستقراطية والبرجوازية، ولكن الشعب لم يفكر بذلك، يفكر فقط بمقاومة الاستعمار بقيادة أي رجل أو أي شخص على استعداد لأن يقود الناس في هذا المضمار.

أحمد منصور: أنا.. أنا بس بأعمل مقارنة الآن، الآن دي الصورة عندكم في سوريا، لما لقيت الصورة دي على النقيض

أحمد أبو صالح: اختلف.. اختلفت كثيراً، لأنه لم يكن في سوريا تجمعاً أو تنظيماً على شاكلة الإخوان المسلمين.

أحمد منصور: أظن كانوا بدءوا الإخوان المسلمين في سوريا في ذلك الوقت، صح.

أحمد أبو صالح: كانوا بدءوا الشيخ مصطفى سباعي، أستاذ جامعة وإلى آخره، بس ليس في ظل الاستعمار، لم يكن لهم دور في ظل الاستعمار، الدور كان مثلاً لحسن بِك إبراهيم باشا (قاطر أغاسي) بالتركي، كان أبونا، الناس يصيحون في الشوارع بدنا أبونا حسن بِك، لأنه كان منفياً إلى جزيرة (أروات)، بدنا أخونا سعد الله، بدنا.. كل الأسماء التي كانت تُطرح من قِبل الشعب البسيط المتواضع الفقير أسماء لامعة وكبيرة ثرية، غنية.

أحمد منصور: أيه البصمة اللي سابها لقاؤك بحسن البنا؟ التقيت بحسن البنا كتير في مصر؟

أحمد أبو صالح: يعني كنت أعتقد خلال فترة وجودي قرابة سنة التقيت به على الأقل يعني خمسة عشر مرة إلى عشرين مرة.

أحمد منصور: أيه الانطباع الأساسي اللي سابه كرواسب في نفسك واليوم بتذكره؟

أحمد أبو صالح: يا سيدي أنا في الحقيقة لأسباب أيضاً أتيت على ذكرها سابقاً، ولأنني رأيت في حسن البنا رجلاً جديداً فيما يتعلق بما تعودنا عليه، رجل متواضع، بسيط، يحترم كل الناس، وأنا شاب وكان يعاملني معاملة خاصة ويجلسني إلى جانبه ويصطحبني في كثير من الحالات في سيارة.. سيارة نقل صغيرة (بيك أب) أذكر أنها كانت بيضاء اللون ليصطحبني إلى بعض التجمعات والمظاهرات، حتى أذكر أن كان هناك بناء ضخم فيه جريدة "المنار" أعتقد أو..

أحمد منصور: للإخوان المسلمون كانت..

أحمد أبو صالح: للإخوان المسلمون..

أحمد منصور: ربما كان فيه أسماء صحف أخرى في ذلك الوقت.

أحمد أبو صالح: آه، المهم أنا أذكر هلا، فكان..

أحمد منصور: كان المركز العام للإخوان المسلمين في الحلمية كان ربما.

أحمد أبو صالح: لا أذكر الحي، بس أذكر المكان هذا اللي كنت أحياناً أتردد عليه، يصطحبني وفي إحدى المرات اصطحبني إلى مولد نبوي شريف إلى جانبه بهذه السيارة بيضاء اللون وجلست إلى جانبه.

أحمد منصور: لا أنا يعني مش عايز أدخل في قصص، لكن أنا بأقول لحضرتك كرواسب، يعني الآن أنا التقيت مع أحمد أبو صالح ترك في نفسي أثر معين عن شخصيته كرجل، كصاحب فكر، كمبادئ، ككذا، أيه الأثر ده؟ أنا بأقصد أيه الأثر ده في حسن البنا؟

أحمد أبو صالح: يا سيدي، الأثر كان يمكن أن ينقسم إلى قسمين، أثر شخصي كان أثره أكبر بكثير حتى من أثر عبد الناصر وميشيل عفلق وصلاح البيطار وإلى آخره..

أحمد منصور: أثر حسن البنا على نفسك..

أحمد أبو صالح: حسن أكبر وأعمق بكثير، لأنه وبالمقارنة الذهنية وغير المباشرة بيطلع معي حسن البنا أكثر تواضعاً، حسن البنا أكثر بساطة، حسن..

أحمد منصور: جايز عشان ما بقاش رئيس أو.. أو.. أو..

أحمد أبو صالح: نعم؟

أحمد منصور: جايز.. ربما لأنه لم يصبح رئيس دولة مثل عبد الناصر أو زعيم حزب زي ميشيل عفلق..

أحمد أبو صالح: لأ، ميشيل عفلق لم يصبح رئيساً للدولة، ميشيل عفلق مثلاً عندما يعني وأسمح لنفسي بأن أقول عندما تطلب أن تزوره يجب أن تنتظر فترة طويلة، وعندما يُفتح لك الباب يجب أن تجلس في.. في غرفة الاستقبال كمان فترة طويلة، وعندما يأتي لاستقبالك ينتظر منك أن تتكلم ولا يقول شيئاً، وإذا سألته يجاوب بكلمة أو كلمتين..

أحمد منصور: طب أيه اللي خلاك بعد كده تتبع ميشيل عفلق وما تتبعش حسن البنا؟

أحمد أبو صالح: ما (..)، دا سؤال وجيه طبعاً ووجيه جداً، يعني أنا ورغم أنني تربيت في بيت يعني معظمه متدينين محافظين مداومين على الصوم والصلاة والحج ومعظمهم راحوا الحج والزكاة ودرسوا في كليات ومدارس شرعية إلا أنني تأثرت أيضاً بعبد الرحمن البدوي صاحب يعني أو..

أحمد منصور: الفيلسوف الوجودي.

أحمد أبو صالح: الفيلسوف الذي سار على منوال (جان بول سارتر) الوجودي.

أحمد منصور: يعني أنت كده ضارب شمال ويمين..

أحمد أبو صالح: ما أني ضارب، بس بحكم كوني لست منتمياً في ذلك الحين أحمل أفكار، الشيوعيون يحاولون أن يكسبوني، القوميون السوريين أيضاً من زملائي، البعثيون، اسمح لي بس حادثة واحدة..

أحمد منصور: تفضل.

أحمد أبو صالح: عم بتقول لي إنه عندما تقارن بين حسن البنا وميشيل عفلق، قد تظن بأنني كنت التقي بالأستاذ ميشيل عفلق، أنا لم التقي بالأستاذ ميشيل عفلق غير مرة واحدة سنة الـ49 بعد خروجه من المعتقل في ظل حسني الزعيم اعتقل لفترة قصيرة من الزمن فتقدم بمذكرة مخجلة للإفراج عنه.

أحمد منصور: مخجلة وأنت اتبعته!

أحمد أبو صالح: اتبعته كعضو في حزب البعث العربي الاشتراكي.

أحمد منصور: آه دا زعيم الحزب بتاعك.

أحمد أبو صالح: آه هو زعيم الحزب وله موقف.

أحمد منصور: بتصف مذكرته وأنت عمرك لسه 21 سنة أنها مخجلة.

أحمد أبو صالح: صح.. صح، مخجلة وتابعته باعتباري انتميت لحزب البعث العربي الاشتراكي وهناك..

أحمد منصور[مقاطعاً]: هو يعني الانتماء لأي حزب أو أي تنظيم والإنسان يرى فيه إنه هو مش صواب معنى ذلك إنه خلاص لا رجعة فيه؟

أحمد أبو صالح: لأ، مو مش صواب بالعكس، حتى هذا اليوم اللي نحن فيه شعارات حزب البعث العربي الاشتراكي هي الشعارات الخلابة التي تَمَسَّك بها أو رفعها عبد الناصر والقوميين العرب وكثير من الأحزاب الوحدة والحرية الاشتراكية مع بعض التغيير تقديم الحرية على الوحدة أو.. أو إلى آخره.

أحمد منصور: أنت بعثي إلى هذا اليوم؟

أحمد أبو صالح: لأ أنا ما أنا منظم.. أنا ما أنا منظم..

أحمد منصور: تُبت يعني، لأ كفكر.

أحمد أبو صالح: كفكر إلى حد كبير، إلى حد كبير زائد..

أحمد منصور[مقاطعاً]: يعني.. يعني لم تتب عن البعث رغم كل اللي البعث عمله.

أحمد أبو صالح: لا لا لا، مع أسفي الشديد أنني قضيت نصف عمري في حزب البعث، لكن لست.. لم.. لم أكفر..

أحمد منصور: طب وليه الأسف الشديد؟

أحمد أبو صالح: لأ، لأنه.. لأنه تبين لي أن هذا الحزب حزباً ملغوم.. ملغوم منذ نشأته، ملغوم بالطائفية، لم يكن حزباً قومياً عربياً بالمعنى الصحيح، كان حزب يعني استهوى عدد كبير جداً من أبناء الأقليات غير السنية وأقول ذلك بصراحة في سوريا وفي طليعتهم النصيرية ولا أقول العلويين لأنهم ليسوا علويين، إنهم نصيريون.

أحمد منصور: سآتي إلى هذا بالتفصيل.

أحمد أبو صالح: فبالنسبة لميشيل عفلق أنا في سنة 49 احتجيت على هذا البيان اللي رفعه لحسني الزعيم ولم أرَ ميشيل عفلق منذ سنة 49 حتى سنة الـ63، بعد 8 آذار التقيت فيه.

أحمد منصور: ما شوفتوش ليه طول الفترة دي ده انت كادر أساسي في الحزب؟

أحمد أبو صالح: لأنه أنا رافض أسلوبه، رافض كان ينتظر..

أحمد منصور[مقاطعاً]: رافض أسلوبه وتأتمر بأوامره!

أحمد أبو صالح: لأ، ليس بأوامره، فيه قيادة قومية، وفيه قيادة قُطرية وفيه قيادات فروع، وفيه قيادات عامة.

أحمد منصور: لكن هو الزعيم، هو المُنظِّر، هو اللي كان بيكتب لكم..

أحمد أبو صالح: لا.. لا، لا مو لها الدرجة ترى فيه غيره كتبوا أكتر منه وأحسن منه مثل سامي الدروبي وحافظ الجمالي وصلاح الدين البيطار أكثر منه بكثير، هو كتب جُمل وجمعوا هذه الجُمل وعملوا منها دستور.

أحمد منصور: عملتوها قرآن.

أحمد أبو صالح: آه عملناها قرآن، مو أنا طبعاً، لكن أنا واحد من الناس اللي عملوها فعلاً يعني قرآن.

أحمد منصور: سآتي معك تفصيلاً إلى هذا الموضوع، بعد ما رجعت من مصر بعد سنة قضيتها التقيت بحسن البنا كما قلت 15 مرة، التقيت بعبد الرحمن بدوي الفيلسوف الوجودي الذي توفي قبل عدة أشهر في مصر، فكرك رجعت إلى سوريا كنت لازلت مشوش في خصوص الانتماء أم حددت انتماءك لاسيما وأن البعث كان مر على وجوده سنتين أو ثلاث سنوات..

أحمد أبو صالح: يا سيدي، لأ ما مضى وقت رجعت أنا كان مضيان أقل من سنة على..

أحمد منصور: سنتين..

أحمد أبو صالح: أقل من سنة على وجود، كان هناك بدءوا الشيوعيين يظهروا على الساحة، وأيضاً القوميين السوريين، وإلى حدٍ ما البعثيين، ففي الحقيقة أنا إلي أصدقاء وزملاء شيوعيين، إلي أستاذ اسمه عبد الفتاح محبك في المدرسة كان يحترمني جداً وكان من كبار الشيوعيين، وكان يدرّسني ويدرس طلاب آخرين الرياضيات والفيزياء والكيمياء في بيته ومجاناً، وكان يحاول إقناعنا بالذهاب للدراسة في موسكو على نفقة الحزب الشيوعي، فهذا خَلَّف أثراً في نفسي لم أكن شيوعياً، بس عندما رأيت أن الشيوعيين فعلاً يعني يقومون بخدمات اجتماعية كبيرة، وأنا في ذلك الوقت عندما يأتي أستاذ ويدرسني الرياضيات والفيزياء والكيمياء مجاناً ويشجعني للذهاب إلى موسكو يُخلِّف أثر، القوميين السوريين معظم زملائي قبل قتل عدنان المالكي.

أحمد منصور: عدنان المالكي.

أحمد أبو صالح: أيضاً جوزيف كبة وكثيرين على شاكلته وبشير عبيد وفؤاد عوض كانوا أيضاً يعني يلاحقوني بقصد أن أنتمي.. وعمر كيالي للحزب القومي السوري الاجتماعي

الخريطة السياسية في سوريا

أحمد منصور: حتى لا يعني تضيع منا الخيوط، كان هناك في سوريا عدد من الأحزاب في ذلك الوقت السياسية، كان حزب الشعب اللي أسسه رشدي الكيخيا وناظم القدسي، الحزب الوطني شكري القواتلي، كان يعني حزب اللي يحكم، وبعدين حسني الزعيم، حزب البعث العربي الاشتراكي.. البعث قبل كده ظل بعث لحد ما..

أحمد أبو صالح: البعث العربي

أحمد منصور: أكرم الحواراني.. أكرم الحوراني تحالف معهم بالحزب الاشتراكي وأصبح حزب البعث العربي الاشتراكي دا في 54.

أحمد أبو صالح: صح.

أحمد منصور: كان فيه حزب التعاون الاشتراكي لفيصل العسلي، الحزب السوري القومي اللي أسسه أنطوان سعادة وأُعدم بناءً على محاولة الانقلاب التي كانت في سوريا سنة 49، الحزب الشيوعي اللي أسسه خالد بكداش وكان فيه الإخوان المسلمين، من كون.. من بين كل هذه القوى أو دي الخريطة، فيه خريطة غير دي؟ فيه حاجة غير ده كان على..؟

أحمد أبو صالح: ما.. فيه هذا اللي ذكرته فيصل العسلي التعاون والكذا هذا يعني عاش أشهر معدودة فقط يعني.

أحمد منصور: نعم، يعني كجزء من.. من الخريطة السياسية..

أحمد أبو صالح: آه كان موجود كحزب و..

انقلاب حسني الزعيم وبداية سلسلة الانقلابات العسكرية في سوريا

أحمد منصور: في 30 مارس 49 وقع أول انقلاب عسكري في العالم العربي وفي سوريا اللي قاده حسني الزعيم، خالد العظم ذكر وذكر أكرم الحوراني في مذكراته وكثيرين كتبوا عن أن هذا كان بداية لمسلسل انقلابات تقف وراءها الولايات المتحدة الأميركية ليس في سوريا وحدها وإنما في باقي الدول العربية، لأن بعد ده حصل انقلاب أربع شهور ونص بقى حسني الزعيم في السلطة، بعديه سامي الحناوي جه، وبعدين أديب الشيشكلي جه مرة تانية، حصلت انقلابات كتيرة بقى في مصر، في العراق، في.. كل الدول العربية حكمها العسكر، وبعدين معظمها اللي هي ليست ملكية يعني.

أحمد أبو صالح: حسني الزعيم من الشيء اللي عجَّل بنهايته إنه عجَّل أيضاً بتنفيذ السياسة المطلوب منه تنفيذها لمصلحة أميركا وفرنسا، كانت علاقته أيضاً جيدة بفرنسا.

أحمد منصور: أنا الحقيقة يعني مش متعود أقرأ نصوص في البرنامج، لكن يعني وقفت عند نص في صفحة 271 من الجزء الثاني من مذكرات خالد العظم وجدت أن من المهم أن ينقل لأن ناس كثير ربما لم يقرءوه الناس ما عادتش بتقرأ للأسف في عالمنا العربي، يقول -وهو بيقيِّم الفترة من 43 لـ 58 بالكامل وتحديداً فترة الانقلابات العسكرية يقول: إنني أعتبر نفسي أحد المسؤولين عما جرى كلياً وجزئياً في سوريا بين العام 1943 و1958، فأنا لا أنكر أنني أتحمل مع غيري قسماً من الوزر فيما فقدته بلادي من السيادة والاستقلال، لكن المسؤول الأول هو الجيش بأركانه وضباطه وصف ضباطه، ذلك لأنه هو الذي سيطر على مقدرات البلاد منذ انقلاب 30 مارس/ آذار 1949 بحيث تسلطت على الحكم طبقة من الشباب لم يجدوا سبيلاً للحصول على الشهادات المدرسية العادية فولوا وجوههم شطر المدرسة العسكرية في حمص وهي التي ما كانت تطلب من الطلاب أكثر من الدوام سنتين، وتسهل لهم الحصول على شهادتها، فيتخرج الضابط برتبة.. فيتخرج الضابط منها بنجمة واحدة يعتقد أنها كوكب ذري.. ذري فيسير على الأرض الخيلاء وينظر إلى المجتمع نظرة العدو الحسود وإلى المدنيين نظرة الاستعلاء، فهم كلهم في نظره خونة وعملاء وإقطاعيون وقد أثر في تكوينهم هذا ما نفخوه فيه من روح الحقد والغيرة والثورة على الحياة الاجتماعية السائدة خصوصاً وهم كانوا يتحدرون في الأصل من أوساط لم تسعفها الظروف ببسطة في العيش.

الكلام دا ينطبق على سوريا وينطبق على العراق وينطبق على مصر وينطبق على عدد كبير من الأماكن اللي صار فيها انقلابات، سوريا ومصر والعراق والسودان واليمن وليبيا والجزائر، حكمها العسكر بعد ما تحرك حسني الزعيم ودارت فيها دوامة الانقلابات العسكرية بشكل دائم ومستمر، وما قاله خالد العظم في مذكراته بهذا الوصف أما ترى أنه أصبح السمة التي انطبقت على معظم هذه الدول؟

أحمد أبو صالح: يا صاحبي، أبناء العائلات الثرية الدمشقية ثم الحلبية استنكفوا أنفوا أن يدخلوا الكليات العسكرية فتركوا الباب مفتوحاً لأبناء الطبقات الفقيرة أو المسحوقة أو أبناء الريف، يمكن خالد العظم يعتبر نفسه مسؤول، لأنه ينتمي إلى هذه الطبقة التي امتنعت عن تدريس أبناءها في الكليات العسكرية، قوله إنه هؤلاء الفقراء فعلاً معظمهم..

أحمد منصور [مقاطعاً]: هو الفقر ليس عيباً.

أحمد أبو صالح: معظمهم من الطبقات الفقيرة لكن أيضاً وُجِدَ فيما بينهم ناس غير حاقدين كما زعم إنه كلهم حقد وضغينة…

أحمد منصور [مقاطعاً]: هو بيتكلم على اللي.. اللي قلبوا البلد اللي عيشوا البلد في هذا البؤس..

أحمد أبو صالح: يا سيدي اللي عيشوا في هذه الدوامة يعني الانقلابات العسكرية المتوالية إلها سبب وجيه جداً..

أحمد منصور [مقاطعاً]: دا كل واحد كان لسه طالب كان بيفكر يعمل انقلاب بعد ما يتخرج ويبقى رئيس.

أحمد أبو صالح: يعني إلى حد ما، بس بدي أقول لك شغلة، يعني وقت اللي عملوا انقلاب وحسني الزعيم وأتى على انقاض حسني الزعيم نظام أيضاً يقوده عسكريون.

أحمد منصور: سامي الحناوي.. أديب الشيشكلي..

أحمد أبو صالح: وعلى أنقاض سامي الحناوي إجو أيضاً إله أديب الشيشكلي..

أحمد منصور [مقاطعاً]: أديب الشيشكلي، مصطفى حمدون، انقلاب النقباء..

أحمد أبو صالح: لا حمدون لا.. حمدون ولا قرب من الحكم..

أحمد منصور: لأ هو بس عمل انقلابات وسلم..

أحمد أبو صالح: عمل انقلاب.. أريد أن أقول يعني كثير من الانقلابات صارت رد على انقلاب يعتبروه أساء للبلد، بيعتبروه أساء للبلد فانقلبوا عليه، فتوالت الانقلابات..

أحمد منصور [مقاطعاً]: قبل كده الفرنسيين كانوا أيضاً بيأتوا بالـ..

أحمد أبو صالح: بأبناء الأقليات.

أحمد منصور: الأقليات. ودا أيضاً كلها لعبت دور في تكوين الجيش السوري، أنا الآن علشان يعني أمشي في مسلسل الانقلابات بعد حسني الزعيم جاء سامي الحناوي وأُعدم حسني الزعيم، وبقي سامي الحناوي من 14 أغسطس 49 إلى أن انقلب عليه أديب الشيشكلي في 19 ديسمبر 1949، والشيشكلي عمل انقلاب ثاني على (…) في 29 نوفمبر 51، وبقي إلى أن قام مصطفى حمدون في 25 فبراير 54 وكان نقيب، وطلع معاه كان أمين الحافظ نقيب ودا كان انقلاب النقباء وأمين الحافظ..

أحمد أبو صالح: أمين الحافظ ما له علاقة بالموضوع..

أحمد منصور: ما حكى أمين الحافظ.

أحمد أبو صالح: أنا سمعته .. مصطفى حمدون للتصحيح كان موجود في حلب برتبة نقيب، والمسؤول في حلب اسمه المقدم فيصل الأتاسي، والبيان رقم واحد أعلن باسم فيصل الأتاسي، جاء وفد من حلب صلاح الدين الجندي وعبد الفتاح زلط ومجموعة آخرين وأنا كنت موجود تلقائياً بحمص أقنعنا محمود شوكت.. العقيد محمود شوكت، قائد المنطقة الوسطى يعني حمص، بأن ينضم إلى الشمال، أن يؤيد الحدث اللي صار في حلب ضد أديب الشيشكلي، أديب الشيشكلي كان معه ألمع الضباط وأقوى الضباط مثل عبد الحق شحادة وآخرين، وكان قادراً على المقاومة ولكنه لم يقاوم..

أحمد منصور [مقاطعاً]: أنا بأقف عند أديب الشيشكلي وقفة طويلة جداً، لأن الرجل رغم أنه كان يستطيع أن يبقى في الحكم كان يستطيع أن يقلبها وكان عقيد والدنيا كلها معاه ودول كانوا مجموعة نقباء وتحركوا من حامية محدودة هي حامية حلب إلا أن الرجل آثر ألا يكون هناك دماء وهرب وفر وراح عاش في….

أحمد أبو صالح: آثر.. صح.. وأعلن ذلك..

أحمد منصور: لحد ما قتل على يد أحد السوريين هناك، تقييمك أيه لفترة أديب الشيشكلي؟

أحمد أبو صالح: بالنسبة إلي أنا إذا بدي أقيم أديب الشيشكلي بمعايير اليوم، فأديب الشيشكلي دخل التاريخ من أوسع أبوابه بتقييم اليوم في ظل هذا النظام في سوريا، أما في ذلك الحين تقييمنا للشيشكلي أنه ديكتاتور، جزار، مرتبط. الأمر اللي جعلنا ننتقد عليه ونعمل الانقلاب، طبعاً ما أنا اللي قررت الانقلاب، يعني وقت اللي قام مصطفى حمدون بالانقلاب بعلم القيادة وبموافقتها مع العلم وقت اللي بدأ أديب الشيشكلي كان بتأييد من حزب البعث..

أحمد منصور [مقاطعاً]: يعني هنا بداية..

أحمد أبو صالح [مستأنفاً]: العربي الاشتراكي وخاصة أكرم الحوراني، إذن أنا بنظري أكرم الحوراني كان وطنياً وأكرم الحوراني هو الذي حدد عدد المنتمين من أبناء الأقليات بالكليات العسكرية الأمر اللي خلى الدروز ينتقدوه وأيضاً العلويين ينتقدوه ويناهضون أكرم الحوراني ويدفعوا الأمور باتجاه القيام بالانقلاب ضد الشيشكلي..

أحمد منصور: والانقلاب اللي قام به البعثيين رغم إن الحوراني هو الذي لعب دور في هذا الموضوع رغم إن البعثيين هم الذين أيدوا الشيشكلي في انقلابه الأول وفي انقلابه الثاني، وفي سنة 53 لما وقع الاتحاد ما بين أكرم الحوراني وما بين ميشيل عفلق والبيطار وأصبحوا شيئاً واحداً، هل صحيح إن الشيشكلي دفع ثمن لتقليص عدد أبناء الأقليات من دخول الكليات العسكرية وانتبه إلى قضية تغيير بنية الجيش العربي السوري في هذا الموضوع؟

أحمد أبو صالح: هذا سبب رئيسي جداً جداً جداً، بطَش بالجبل، لأنه الجبل..

أحمد منصور: جبل الدروز.

أحمد أبو صالح: أشرت لك عندنا جبل العرب جيل الدروز، منصور الأطرش حي يرزق موجود في سوريا، وهو صديقي وكان معي في السجن، يحمل نشرات إلى الجبل تحرض الجبل على الانتقاد على الشيشكلي، العلويين أيضاً تحركوا ضد الشيشكلي، ليش؟ لأن الشيشكلي قرر عدم قبول كل طالبي الانتماء للكليات العسكرية من أبناء الأقليات، عمل تقريباً كوتة، عمل انصباء إنه هيك نحنا في بلد أكثريته من السنة، ما بيجوز يهيمنوا على الكليات العسكرية أو على الجيش أبناء الأقليات، لذلك عُجِّل بإنهاء أديب الشيشكلي وبعدين قتلوا أديب الشيشكلي..

أحمد منصور: طبعاً عمليات القتل كانت بتتم بشكل مريع، حسني الزعيم ومحسن البرزي أُعدموا بعد ما الحناوي انقلب..

أحمد أبو صالح: في لبنان قتلوه..

أحمد منصور: آه طبعاً هو.. هو هرب إلى لبنان وقُتِلَ بعد ذلك هناك، الانقلاب أديب الشيشكلي كان انقلاب أبيض، لأنه..

أحمد أبو صالح: لأنه لم يقاوم الرجل.

أحمد منصور: الحناوي.

أحمد أبو صالح: لا الشيشكلي عفواً.. لا انقلاب الشيشكلي على الحناوي..

أحمد منصور: نعم، لأنه برضو أودع الحناوي السجن مع آخرين لحد 7 سبتمبر 50 وأفرج عنه ذهب إلى بيروت واغتيل هناك الحناوي في بيروت في 30 أكتوبر 50.

انتماء أحمد أبو صالح لحزب البعث 1949

متى انتميت لحزب البعث؟

أحمد أبو صالح: أنا انتميت لحزب البعث في سنة 49.

أحمد منصور: من الذي دعاك للانتماء؟

أحمد أبو صالح: كان لي زميل في بلجيكا يدرس معي اسمه منير حيدر، هو الذي فاتحني وكان عدد من الزملاء مثل عمر كيالي وأمثاله يحكوا معي بالحزب السوري القومي الاجتماعي وقبلت أنا..

أحمد منصور: أنت أيه.. أيه المبادئ اللي في حزب البعث اللي أُعجبت بها ودفعتك إلى الاشتراك؟

أحمد أبو صالح: الحقيقة في ذلك الحين ما فيه مبادئ، فيه كتيب صغير اسمه "في سبيل البعث"، كتيب صغير جداً كتبه ميشيل عفلق وصلاح البيطار يمكن عندما كان في باريس.

أحمد منصور: دخلت البعث علشان يوصلك لتحقيق..؟

أحمد أبو صالح: لأ يعني أنا.. أنا استهواني "الوحدة والحرية والاشتراكية" بالدرجة الأولى، تستهويني، أنا بأعتبر حالي مسلم عربي والعروبة والإسلام وجهان لحقيقة واحدة لا ينفصلان، سواء أنا كنت يعني أباشر أو أطبق أركان الدين أو لأ، بس بأبقى أنا تكويني.. تكويني التاريخي والإنساني والحضاري أنا مسلم عربي، إذا أنا بأجي يعني بأنزع من نفسي ما هو الإسلام ما بيبقى مني شيء، وإذا شلت العروبة، العروبة هي التي حملت الإسلام وبشرت به والنبي عربي والقرآن عربي وإلى آخره، فأنا من هذا المنطلق إنه "وحدة، حرية، اشتراكية"، يعني أن نوحد الأمة العربية ونحررها من الاستعمار ونطبق نظام ينصف الفقراء والمساكين، هذا استهواني كثير يعني، وأنا من صغري والدي بيعرف إنه أنا علاقتي جيدة بالفقراء والبسطاء والدراويش..

لقاء أحمد أبو صالح مع ميشيل عفلق

أحمد منصور: لقاؤك مع ميشيل عفلق في عام 1949 لقاؤك الأول معه وانطباعك السيئ اللي أنت خرجت به من هذا؟

أحمد أبو مصالح: يا سيدي، كان مكتب الحزب في دمشق بشارع الصالحية مكتب متواضع وبسيط.. بسيط جداً فيه حديقة صغيرة فيها كم شجرة وفيه ثلاث.. أربع غرف، فيوم من الأيام دعونا إلى اجتماع، إنه الأمين العام بده يحكي بالاجتماع، أنا ما كنت شايفه الأفندي، بس بأعرف إنه قدَّم هذا.. رفع البيان لحسني الزعيم عندما كان مسجوناً، حضرت أنا الاجتماع، طرح موضوع أن حزب البعث العربي الاشتراكي هو المدرسة الأهم لتخريج جيل عربي جديد مناضل نظيف، ينقلب على مجتمعه ويجعل منه مجتمع آخر و.. إلى آخره، حديث من ها النوع يعني، ميتافيزيق أكثر منه وقائع حدث.. وهو مثل يعني أتذكر جيداً، يعطس كثير مثل ما أنا عطست قبل شوية بس عطسته يعني أعلى صوتاً من عطستي، يعطس، المهم خلص، قال فيه حدا عنده سؤال، رفعت إيدي أنا، ما بيعرفني دي أول مرة، قال لي تفضل، قلت له يا رفيق عفواً يا أستاذ، قبلها ما كان رفيق، جتنا كلمة رفيق بعد اندماج الحزبين، الحزب العربي الاشتراكي..

أحمد منصور: 53..

أحمد أبو صالح: أيوه، كنا سابقاً أستاذ أو كده، يا أستاذ كل الكلام اللي حكيته رائع وجيد، بس طيب أيش لون تطلب مننا نحن التحلي به والتقيد بها التعليمات وكذا، وأنتَ يعني أبرز واحد في الحزب وفي مؤسسة الحزب، تقبل على نفسك أن ترفع ليش لحسني الزعيم استرحاماً هذا مو بيان.. هذا استرحام، يعني أنت عطيته كل الحقوق بأن يحكم البلد، وتنازلت عن حقك وحق الحزب في أن يكون له وجود في هذا البلد.

أحمد منصور: أثناء انقلاب حسني الزعيم رفع مذكرة.

أحمد أبو صالح: ففي.. أيه رفع وهو بالسجن، اعتقل هو وآخرين، فهو رفع مذكرة على حسني الزعيم، نحن اعتبرناها بالحزب إنه ضعف شديد لا يجوز أن يظهر من..

أحمد منصور: كل المواقف اللي فيها زنقة للحزب ميشيل عفلق كان بيهرب أو بيجري أو بـ..

أحمد أبو صالح: صح 100%..

أحمد منصور: 100% وعاملين.. عمالين تتغنى باللي عمله..

أحمد أبو صالح: يا سيد.. طب أنا واحد من الحزب، وأنا لا كنت أتغنى، وأنا كنت ضده لعلمك، وما كنت أقبل بزيارته، وعندما تشكل وفود معنا.

أحمد منصور: اتبعت مبادئه.. حفظت الشعارات اللي كتبها يعني

أحمد أبو صالح: طب أنا مسلم، بس ما بأطبق الشعائر الدينية مثلك، بأخرج عن الإسلام يعني.

أحمد منصور: لأ أنا ما ليش.. أنا ما بأتكلمش الآن عن الدين.

أحمد أبو صالح: بأبقي.. بأبقى لا لا بأبقى معلش.. معلش

أحمد منصور: أنا أتكلم في إطار المبادئ والأفكار، أنا واحد الآن لقيت فكرة، استهوتني الفكرة، رحت لصاحب الفكرة لقيته يعني لا يطبق شيء منها زي ما أنت بتقول الآن، ليه أفضل على هذه الفكرة وهي صنع بشري؟

أحمد أبو صالح: لأنه أنا بدي أصحح من الداخل، مثل كوني أنا مسلم لا أتخلى عن إسلامي، وآمل في يوم من الأيام أن أكون قدوة في هذا المضمار.

أحمد منصور: يا سيدي إذا المبادئ.. المبادئ والأفكار والمباحثات زي ما أنت بتقول قائمة على هذا، واحد عامل شعارات قد كده، والآخر ياخد قلمين في سجن يروح يعمل استرحام وهو زعيم بيتبعه ملايين، استرحام واستعطاف للرئيس عشان يطلعه، يحصل ضغط على حزب البعث، يهرب ميشيل عفلق ويروح البرازيل ويروح هنا، يحصل يختفي مش عارف فين، يعني إيه هنا.. هنا الزعامة، والقيادة بيبقى لها تأثير جداً كبير على..

أحمد أبو صالح: أقول لك شيء أستاذ أحمد من فضلك، قال لي بعد الاجتماع لأنه انزعج كثير، والتفت إنه مين.. مين هذا؟ مين كذا؟ قال له قام منير حيدر قال له هذا الشاب اللي قلت لك قول لي يعني رشحني، قال له هذا فلان أحمد أبو صالح وكذا وكذا..، تعال شوفني بعد الاجتماع، انتهى الاجتماع رحت لعنده على المكتب، قال كيف أنت أمام كل الشباب تجي بتحكي معايا أنت لا.

أحمد منصور: يعني التانيين عفواً معه؟

أحمد أبو صالح: كلهم بيعرفوه.. كلهم بيعرفوه بس مضحوك عليهم مثل ما حاول يضحك عليَّ شايف، إنه قال لي أنت شون تحكي ها الكلام هذا أمام..

أحمد منصور: يعني دلوقتي بتقول لي يضحك عليَّ، ولا وقتيها برضو كنت عارف إنه بيضحك عليك.

أحمد أبو صالح: لأ كنت عارف بدليل إنه لم أقبل بمقابلته مرة أخرى لمدة 15 سنة، 14 سنة، ما اقتنعت يعني، أنا لم أقتنع بالكلام اللي حكاه.

أحمد منصور: قال لك أيه؟

أحمد أبو صالح: قال لي أنت اللي وقفت هذا الموقف المفروض ما كان تتخذه، كان لازم تسأل، وإلي بالذات -إن أمكن- أفضل من أنك تراجع الموقف، قلت له والله أنا هاي قناعتي وإلى آخره، المهم قال لي شوف أنت اسمك أحمد.. قلت له أحمد أبو صالح، قال لي أنا لم أتخذ هذا الموقف إلاَّ بموافقة القيادة، القيادة هي التي وافقت على أن أرفع هذا البيان لحسني الزعيم، قلت له يا سيدي أنا شخصياً مع احترامي للقيادة ما آني قابل بهذا البيان، إلي رأي.. ما هيك، وتركته ومشيت، وبالفعل بعدين سمعت إنه معظم أفراد القيادة ما لهم علم بالموضوع.

أحمد منصور: عجيب، مين قال لك؟

أحمد أبو صالح: شفتهم، شفت اثنين منهم، ما لهم خبر يعني إنه هو يتصرف تصرف لحاله ويعتقد هو إنه فيه مصلحة حتى ما يتم، طبعاً هذا مش صحيح، حتى ما يصير تنكيل بالبعثيين، لأنه هو سجين، وإله موقف من حسني الزعيم، وبالتالي قد ينعكس هذا الموقف على البعثيين، ويبدءوا باعتقالهم، فعمل ها الموقف حتى يحمي البعثيين.

أحمد منصور: أيه الأثر اللي تركه دا في نفسك الموقف ده؟

أحمد أبو صالح: من.. من ميشيل عفلق، إنه حتى اليوم أنا ما بأحترمه، يوم مات ما قلت الله يرحمه. بصراحة يعني، حضرت حفلة تأبينه، وما ألقيت كلمة.

أحمد منصور: الزعيم بتاعك، أفكاره ومبادئه هي اللي جذبتك للحزب.

أحمد أبو صالح: ما هو اللي.. يا سيدي.. يا سيدي راح أقول لك شغلة، أنا كنت من أحد الذين نادوا بوجوب تنحيته وراح أحكي لك قصة تستغربها يعني، في مجلس قيادة الثورة.

أحمد منصور: أي ثورة فيهم؟ عندكم كل يوم ثورة..

أحمد أبو صالح: تبع 8 آذار يا رجل

أحمد منصور: 63، أنت كنت عضو مجلس قيادة الثورة..

أحمد أبو صالح: نعم كنت يوميها.

أحمد منصور: ماليك ألقاب كثير بس نسيت أقولها..

أحمد أبو صالح: بعدين، أنا رحت للاذقية فيه نور الدين كنجه أبو صالح، هو قائد المنطقة بس اسمه على اسمي، هو درزي وأنا سني، هو ابن الكنج أبو صالح أحد زعماء الثورة في جبل العرب مع سلطان باشا الأطرش، فهو بيقول ابن عمي وأنا بأقول له ابن عمي، رحت للاذقية نمت عنده في نادي الضباط، صباحاً أجوا ناس قالوا لنا فيه فتنة في بنياس بين السنة والعلويين، وأخذنا معنا بعض الضباط ومنهم مسؤول المخابرات أسعد الغورثاني.

أحمد منصور: سنة كام؟

أحمد أبو صالح: هي سنة بأواخر 63، أسعد الغورثاني الآن موجود بالعراق، فرحنا لبنياس بمدرسة جمعنا أساتذة المدارس العلويين والسنة المختلفين، وفهمنا مختلفين على موضوع بعض تدريس المواد العلوية إلهم رأي والسنة إلهم رأي، حاولنا بكل الوسائل تسوية الخلاف، أنا ما رجعت للاذقية لتكمل المهمة اللي كنت رايح من شأنها، سافرت إلى دمشق، بجلسة مجلس قيادة الثورة بنفس اليوم أو تاني يوم، أمين الحافظ قال جدول الأعمال قلت له قبل الدخول بجدول الأعمال، (…)، أنا كنت باللاذقية كنا موجودين صلاح الجديد وحماده عبيد، وميشيل عفلق، وصلاح البيطار، ومنصور الأطرش، وغسان حداد، هادولي أعضاء مجلس قيادة الثورة، هذا الذي حدث رويت لهم اللي حدث في بنياس، وهذا أمر خطير، ولعلمكم الناس الآن بالشارع يمكن سمعتم بس ما بتريدوا تعترفوا، يقولوا عننا نحنا حكومة عدس، وعدس يعني علويين ودروز وإسماعيلية، وبالتالي الشعب ماله علاقة، قام أمين الحافظ طلب شو ها الحكي أبو طموح دا كلام خطير، قلت له أنا بيطلع لي أكثر منك عفواً، قلت له هذا رأي الشعب يا أخي، وأنا اللي لمسته ببنياس تأييداً لرأي الشعب، فعلينا أن نصحح الأوضاع قبل فوات الأوان.

أحمد منصور: كانت نسبة الثلاثة دول أيه في الحكومة؟

أحمد أبو صالح: الثلاثة مين؟

أحمد منصور: أنت بتقول عدس علويين ودروز وإسماعيلية، نسبتهم كانت….

أحمد أبو صالح: أيوه في مجلس قيادة الثورة

أحمد منصور: آه.

أحمد أبو صالح: شوف راح أقول لك الأسماء، أمين الحافظ

أحمد منصور: سني.

أحمد أبو صالح: سني، أنا على يمينه سني، على يساره صلاح الجديد علوي، على يميني حمد عبيد درزي، حافظ ما كان .. اتجاب عليه، محمد رابح الطويل سني، فهد الشاعر درزي، ميشيل عفلق مسيحي، صلاح البيطار سني شامي، غسان حداد سني لاذقاني، منصور الأطرش درزي.

أحمد منصور: نسبة السنة عالية..

أحمد أبو صالح: نسبتهم بالمجلس عالية، بس بالجيش فرَّغوه، التسريحات بدأت بالمئات ونحن نوقع، كلنا موافقين على تسريح السنة ونجيب علويين ونجيب دروز ونجيب ونجيب وإلى آخره، أي بعدين تسمع، قلت لهم يا أخي، التفت على ميشيل عفلق، قلت له شوف أستاذ ميشيل عفلق، أنت الوحيد اللي ما اعترضت على كلامي فعلاً الأستاذ ميشيل هو الوحيد اللي ما اعترض، كلهم تقريباً يقول: لا يا أبو طموح إحنا حزب بعث عربي اشتراكي هذا موضوع الطائفية ما يجي نحقق فيه وهو، قلت له أستاذ ميشيل أنت الوحيد اللي ما اعترضت بدي أقول لك شغلة، قال لي تفضل، قلت له أنت اسمك ميشيل عفلق ضحك، قلت له أنا اسمي أحمد، هزَّ برأسه، قلت له لو كان اسمك مصطفى أو محمود كان الشعب قبلنا أكثر من الآن، الشعب رافضنا لأسباب منها أنه أنت زعيمنا، اسمك ميشيل بغض النظر عن رأيي أنا الشخصي بأحترمك أو ما بأحترمك، بس أنت اسمك ميشيل

أحمد منصور: بس ما كنش فيه حزازية عند الشعب السوري قبل كده، إنه هو يقبل زعماء مسيحيين؟

أحمد أبو صالح: ما كان.. نحن خلقناها يا أخي، نحن حزب البعث أول من بدأ بإثارة النعرات الطائفية من حيث ندري أو لا ندري نحنا في سوريا، نحنا.

أحمد منصور: أنتم مين؟

أحمد أبو صالح: البعثيين، حزب البعث العربي الاشتراكي، أو ما يسمى أو الناس الذين زعموا أنهم بعثيون هم اللي أثاروا النعرات الطائفية في سوريا منهم عن حسن نية مثلي أنا، وعن سوء نية مثل الجماعة اللي هتوصل البلاد لهذه النتائج، فميشيل بتعرف شو قال لي للتاريخ أيضاً، أنا زي ما قلت لك يا أبو … بس هلا بدي أقول لك شيء لمصلحته، ثاروا علي الجماعة قالوا شو ها الحكي، شو عم تحكي يا أبو طموح هذا الكلام ما بينحكى، قلت لهم يا أخي أنا بأوجه كلامي للأستاذ ميشيل خليه هو يجاوبني، بأيده قلم ضرب على الكاسة هيك، وقال لهم يا جماعة فعلاً، يعني تخلوني أنا أجاوب، أنا ما آني عاجز، بصوت واطي

أحمد منصور: هو كان هادي.

أحمد أبو صالح: هادي جداً الحقيقة، قال شوف يا أحمد، الكلام اللي حكيته صحيح 100%، لو كان اسمي مصطفى أو أحمد كان الشعب بيقبل الحزب أكثر، ولعلمك قبل أيام طلعت أنا بالسيارة والسائق فقط، رحنا على طريق (حرسته)، تركت السائق على قارعة الطريق هو والسيارة، أقف خارج الشام مشي 4، 5 كيلو، ونزلت أنا قعدت تحت شجرة زيتون، وفكرت بهذا الموضوع اللي أنت عم تحكي فيه، ووصلت لنتيجة إنه فعلاً لازم يكون زعيم الحزب مسلم وسني، هذا ميشيل عفلق، وفعلاً بالانتخابات التي جرت بعد ذلك لم يرشح نفسه إجه منيف الرزاز هاي للتاريخ يعني.

أحمد منصور: منيف الرزاز.. بس بعد أيه؟ يعني دايماً الأفكار بتبقى أفكار.. أفكار المؤسس، لما يقال حزب البعث بيقال ميشيل عفلق، ونادر من الناس من يشعر بمنيف الرزاز أو حتى صلاح البيطار أو الآخرين.

في 16 نوفمبر 57 قام السادات بزيارة إلى سوريا وكان نائباً لرئيس مجلس الشعب المصري، وعاد بقضية الوحدة، إرهاصات الوحدة، زاركم في حلب، في الحلقة القادمة أبدأ معك من المقدمات التي سبقت الوحدة مع مصر، وعصر فترة الوحدة، حيث كنت عضواً في اللجنة المركزية التي كانت تحكم سوريا من ست أفراد، يعني كنت أحد ستة يحكموا سوريا في فترة الوحدة. أشكرك شكراً جزيلاً.

كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم، في الحلقة القادمة -إن شاء الله- نواصل الاستماع لشهادة الأستاذ أحمد أبو صالح (عضو القيادة القطرية الأسبق لحزب البعث العربي الاشتراكي في سوريا).

في الختام أنقل لكم تحية فريق البرنامج، وهذا أحمد منصور يحييكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المصدر : الجزيرة