القيادة العامة الفلسطينية كما يراها أحمد جبريل ح13
مقدم الحلقة: | أحمد منصور |
ضيوف الحلقة: | أحمد جبريل/ الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين |
تاريخ الحلقة: | 27/06/2004 |
– العلاقات المصرية السورية والحرب الأهلية في لبنان
– الدور العربي في حرب لبنان
– تأثير تحركات السادات للسلام على الفلسطينيين
– الفلسطينيون ودخول إسرائيل للبنان
أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وأهلا بكم في حلقة جديدة من برنامج شاهد على العصر حيث نواصل الاستماع إلى شهادة السيد أحمد جبريل الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة، أبو جهاد مرحبا بك.
أحمد جبريل: أهلا وسهلا فيك.
أحمد منصور: في السادس عشر من أكتوبر عام 1976 عُقِدت قمة قال عنها أبو إياد في كتابه فلسطيني بلا هوية وخلال 48 ساعة تمكن ستة رجال من وضع حد للحرب الأهلية اللبنانية هم الملك خالد ملك العربية السعودية وأمير الكويت الشيخ صباح والرؤساء الأسد وسركيس ثم ياسر عرفات رئيس منظمة التحرير.
أحمد جبريل: وحافظ الأسد.
أحمد منصور: وحافظ الأسد نعم، علامات استفهام كثيرة الآن تدور حول دور الزعامات العربية وعلاقاتها بهؤلاء فقدرة هؤلاء التي تجلت في ذلك اليوم على اتخاذ قرار بوقف إطلاق النار وإيقاف ما يقرب من أكثر ما يقرب من 18 شهرا من الحرب الدموية بين الفلسطينيين وبين اللبنانيين، أما كان يمكن أن تتم قبل ذلك؟ من الكاسب ومن الخاسر من وراء هذه الحرب؟
أحمد جبريل: بسم الله الرحمن الرحيم، هي بالحقيقة منذ ما انتهت حرب تشرين في عام 1973 فُتِحت معركة داخلية عربية ونحن كنا الفلسطينيين طرف بها..
أحمد منصور [مقاطعاً]: أم وقود لها؟
العلاقات المصرية السورية والحرب الأهلية في لبنان
أحمد جبريل [متابعاً]: طرفا أو وقودا لها كما تريد، عندما كان تاريخيا يكون لقاء جدي وحيوي بين سوريا ومصر كانت دوما تستقر الأوضاع وأنتم شاهدتم كيف عندما كان الانسجام في عام 1969 بين سوريا ومصر أيام الرئيس عبد الناصر وُقِع اتفاق القاهرة التي أقرت به الحكومة اللبنانية والأحزاب اللبنانية بما فيها الموارنة في ذلك لكن بعد حرب تشرين بدأ هناك خلل في العلاقة بين مصر وسوريا.
أحمد منصور: تقصد أن ما حدث في لبنان من حرب أهلية كان صراعا خفيا بين مصر وسوريا.
أحمد جبريل: طبعا بالتأكيد هذا الموضوع هذا عامل من العوامل يعني وأخوتنا..
أحمد منصور: يعني تريد أن تبرر موقفكم أنتم باتهامكم أنكم كنتم السبب من وراء حادثة الباص التي تمت في 13 أكتوبر في عين الرمانة إبريل عفوا؟
أحمد جبريل: يعني حادثة الباص هي القشة التي قسمت ظهر البعير..
أحمد منصور: لكن كان هناك تهيؤ للمعركة من قبلها؟
” عندما نشب الخلاف بين الأسد والسادات انتهز الموارنة الفرصة وبدعم من إسرائيل لإعادة النظر في اتفاق القاهرة ” |
أحمد جبريل: هو فيه الأخوة الموارنة في لبنان أو المارونية السياسية كانت دوما تعتقد أن مادام هناك فيه تفهم سوري مصري هم لا يستطيعون أن يخالفوا ويضطروا كما حدث كما قلت في اتفاق القاهرة الذي عقد في 1969 عندما بدأ الخلاف بين الأسد وما بين السادات شعرت المارونية السياسية أنها هي فرصة لها لإعادة النظر في اتفاق القاهرة وهذه فرصة وبتشجيع من الإسرائيليين لأنه الإسرائيليين كانوا معنيين أن تقوم مثل هذه الحرب لتخفيف وطأة الهجمات والتصعيد الفدائي اللي تم في فلسطين وخاصة بدء العمليات الاستشهادية، أيضا الأميركان كان لهم مصلحة في هذا الموضوع وكيسنغر لعب دور كبير في هذا الموضوع وأيضا الرئيس أنور السادات كان يعتقد أن مثل هذه الحرب الأهلية ستكون قنبلة دخانية تغطي خطواته اللي هي التفاوضية التي كانت تتم بين النمسا وبريطانيا وفي أماكن مختلفة من أنحاء العالم للتفاهم مع الإسرائيليين في هذا الشأن.
أحمد منصور: قليل من سمعتهم يتحدثون ويعطون هذه الصورة وهذه القراءة، ما أدلتك عليها؟
أحمد جبريل: الأدلة إنه الرئيس أنور السادات استمر في نهجه في الحوار مع الإسرائيليين بشكل سري وبرعاية أميركية.
أحمد منصور: طب ما علاقة هذا بالحرب اللبنانية؟
أحمد جبريل: فمثل هذا الموضوع كان مرفوض عربيا على المستوى الشعبي وحتى يسبب إحراج للحكومات العربية..
أحمد منصور: هل دعم السادات طرفا من الأطراف ضد الطرف الآخر؟
أحمد جبريل: بالتأكيد أن الرئيس السادات أكثر من مرة لمح للطرف الفلسطيني ولمنظمة التحرير أنكم إذا سرتم معي في طريق التسوية وهذا حدث مرتين مرة في..
أحمد منصور: أبو إياد تكلم عنه في فلسطين.
أحمد جبريل: مرة في القناطر الخيرية ومرة في الجيزة مع منظمة التحرير، قال لهم إذا تسيروا معي هذا من 1975 هالكلام إذا سرتم معي في برنامج التسوية أنا هأقول لكم هاي الدولة الفلسطينية بجبتي أهيه هيك بالتعبير بالمصري حتى بعض الناس والأخوة اللي كانوا حاضرين ضمن..
أحمد منصور: طلال ناجي أيضا حضر وتحدث عنها نعم.
أحمد جبريل: منهم رفيق.. طلال الناجي قال له طيب يعني على إيش أنت معتمد إنه الإسرائيليين بدهم ينسحبوا من سيناء ومن الجولان وإذا يعطوا دولة فلسطينية؟ السادات ما جاوب أجاب إنه (Already) أنا متفائل أنا قروي صعيدي أنا طول حياتي متفائل..
أحمد منصور: فلاح هو من المنوفية ليس من الصعيد.
أحمد جبريل: إنه فلاح متفائل يعني من هالموضوع هذا فعندما بدأ حافظ الأسد يأخذ قرار الابتعاد عن أنور السادات ما وصلت إلى حد لسه القطيعة فكان السادات بيهمه إيجاد متاعب أيضا لسوريا سوريا.. لبنان دولة مجاورة لسوريا..
أحمد منصور: طب بصفتك أنت مقرب من السوريين وكنت مقرب من الرئيس حافظ الأسد، ما طبيعة وصول الأزمة أو وصول العلاقة بين الرجلين الأسد والسادات إلى مرحلة التأزم التي صارت إليها بعد ذلك في الوقت الذي كان بينهما شراكة في حرب 1973؟ هل أسر لك الرئيس الأسد بشيء في هذا الموضوع؟
أحمد جبريل: يعني خلال لقاءاتنا المتكررة كان واضحا أن الرئيس حافظ الأسد تأزم من مجريات والنفاق الذي حصل في حرب تشرين وكيف تُرِكت الجبهة السورية في الأيام الأولى وحيدة تواجه وليس كما كان الاتفاق وصول القوات المصرية إلى..
أحمد منصور: السوريون هم الذين ورطوا المصريين في الثغرة.
أحمد جبريل: لا ما كان هذا هي كان الخطة التي ناقشتها القيادة السورية والمصرية أن السوريين يدفعون الإسرائيليين في معركة باتجاه الجولان إلى طبرية إلى نهر الأردن ثم التوقف والمصريين يجتازوا قناة السويس وخط بارليف إلى ممر المثلى والجري بعيدا شرق قناة السويس أربعين كيلو متر، القوات المصرية أخفت والشاذلي أنت قابلته يعني في هالشيء هاي كان لديه تعليمات أن لا يقول للسوريين أنهم فقط سيجتازوا خط بارليف ويتوقفوا على بعد 28 كيلو متر..
أحمد منصور: يعني قبيل الحرب حدثت اجتماعات ولا أريد أن أخوض كثيرا في هذه النقطة بقدر ما أنا كلامي الآن عن إذا كان الرئيس الأسد أسر لك بشيء عن تفاعل تأزم العلاقة وحقيقة أن الحرب الأهلية في لبنان كانت من الخلف هي صراعا بين السادات والأسد.
أحمد جبريل: يعني هو مثل ما قلت إنه مجريات الحرب سببت صدمة شديدة بين الاثنين هذا عامل، العامل الثاني السادات قبل حرب تشرين وهو بدأ يتقرب باتجاه الأميركان ويحارب السوفييت..
أحمد منصور: وطرد السوفييت قبل الحرب.
أحمد جبريل: وطرد الخبراء السوفييت يعني، سوريا كانت على علاقة قوية مع الاتحاد السوفيتي وهناك معاهدة سورية سوفيتية في ذلك الوقت، حافظ الأسد كان يقول لنا أن الهدف النهاية اللي هي دخول أميركا للمنطقة، يعني معنى ذلك الهيمنة الصهيونية للمنطقة وأن الرئيس السادات يسير بهذا الاتجاه فلذلك أيضا بدأ الخلل والخلاف السياسي..
أحمد منصور: يعني لا نستطيع أن نقول أن لو رجعت أنا للحرب وأنا بصدد تقييم هالحرب الأهلية في الفترة الأولى التي انتهت في أكتوبر 1976 وبدأت في 13 إبريل 1975، هل نقول أن هناك حلقة ضيقة هي حلقة الفلسطينيين واللبنانيين في المعركة أو القوة الوطنية اللبنانية ومعها الفلسطينيين من جهة والموارنة من جهة أخرى، حلقة أوسع يقف خلفها كل من أنور السادات وحافظ الأسد، حلقة أكثر اتساعا تقف وراءها أميركا وإسرائيل من ناحية والاتحاد السوفيتي من ناحية أخرى؟
أحمد جبريل: أكثر.. أميركا والاتحاد السوفيتي تماما..
أحمد منصور: هل يمكن أن نفهم كفهم جديد أو كرؤية دقيقة للحرب اللبنانية أنها ضمن هذه الدوائر الثلاث؟
أحمد جبريل: تماما ما حصل مثل هذا الأمر وهذا اللي هو اللي أزكى الحرب الأهلية واعتقد السادات إنه بهذه الحرب وصوت المدافع والقتل والتدمير والحرق الذي يحصل في لبنان هذا سيساعد أن يسير ويستفيد من الوقت لإنجاز صفقة مع الإسرائيليين في هذا الوقت.
أحمد منصور: هل كان لديكم استعداد في 16 أكتوبر أن يتم وقف إطلاق النار فعلا في 21 أكتوبر؟
أحمد جبريل: هو هذا الموضوع حصل حوادث قبله يعني.
أحمد منصور: باختصار.
أحمد جبريل: السوريين فهموا اللعبة فحاولوا في 1975 أن يطرحوا معنا وحدة نضالية، الرئيس حافظ الأسد قال اتفضلوا نعمل وحدة نضالية بيننا وبينكم أيها الفلسطينيين يعني منظمة التحرير لكي يطمئن منظمة التحرير أن موقفه يعني لن يتخلى عنهم في أي تسوية وهم سيكونون مع بعضهم البعض هذا الأمر أيضا حاول مع اللبنانيين اجتماعات في بيروت وتُوِجت باسم الوثيقة الدستورية أيضا بين الفلسطينيين واللبنانيين في شطورة وأيضا وقع اتفاق لإعادة تعديل اتفاق القاهرة في هذا الأمر يعني كان حافظ الأسد عم يبذل جهود لمنع..
أحمد منصور: هذا تم في 23 يوليو أو 20 يوليو بالضبط في 20 يوليو 1975.
أحمد جبريل: تماما يعني سوريا وحافظ الأسد حاولوا..
أحمد منصور: لا 1976 عفوا.
الدور العربي في حرب لبنان
أحمد جبريل: يعني حاولوا أن يوقفوا هذه الحرب ومسبباتها لكن السوريين كانوا مزعوجين وخايفين من الخط الذي فتح بين إسرائيل والمارونية السياسية وكانوا قلقين جدا أنه هذا سيؤدي لتقسيم لبنان إلى دولة طائفية يمكن هذه الدول الطائفية تنتشر في المنطقة دولة علوية ودولة درزية وإلى أخره يعني فكان فيه تأكيد..
أحمد منصور: طب إحنا لو كانت سوريا دخلت فعليا في إبريل 1975 كانت دخلت بشكل رسمي إلى لبنان إبريل 1975.
أحمد جبريل: 1975 بطلب من الرئيس سركيس.
أحمد منصور: بطلب من الرئيس سركيس.
أحمد جبريل: أيه ودخل إلى..
أحمد منصور: وإحنا تناقشنا فيها وقلنا أنها كانت إنقاذا للموارنة ضد الفلسطينيين في ذلك الوقت.
أحمد جبريل: لا مش هاي اللي إحنا حكيناه الدخول الكبير فيما بعد في 1976..
أحمد منصور: في الدخول الكبير.
” في عام 1975 دخلت القوات السورية للبقاع بأعداد محدودة، فقام قسم بالسيطرة على مطار بيروت وبعض الموانئ لمنع تسريب الأسلحة للفلسطينيين حسب ادعاء الموارنة ” |
أحمد جبريل: أما هاي 1975 دخلت قوات سورية للبقاع بأعداد محدودة وقسم منها دخل وصل إلى بيروت مسك مطار بيروت وبعض الموانئ اللبنانية لأنه الموارنة كانوا يقولون أن السلاح والعتاد يتسرب من مصر ومن العراق إلى الفلسطينيين وإلى اللبنانيين لإذكاء الحرب الأهلية.
أحمد منصور: هذا ما حدث 12 إبريل 1976 بلغ عدد القوات السورية في لبنان 17 ألف رجل هذا ما أقصده الدخول الثاني كان في إبريل 1976 لم يكن في 1975.
أحمد جبريل: هذا بعد ما انسحبوا السوريين من بيروت عارف كيف نتيجة الوساطة الليبية والوساطة الجزائرية، جاء عبد السلام جلود مرسل من العقيد معمر القذافي ووزير التعليم العالي وأوقفنا بدء الاشتباكات بين الفلسطينيين والسوريين في بيروت..
أحمد منصور: طبعا علاقتك وثيقة بالليبيين وعلاقتك وثيقة بالسوريين وكان جلود تقريبا يرافقه أشخاص من تنظيمكم وأنت ربما في بعض المراحل رافقت جلود بشكل شخصي.
أحمد جبريل: طبعا وكان همنا إنه نوقف هذه الحرب ما بيننا وبين سوريا.
أحمد منصور: طلال ناجي أشار أكثر من مرة ربما تعرض جلود لمحاولات للاغتيال بهدف طرده من.. أو عدم مواصلة ليبيا للتفاوض الذي ربما استمرت ليبيا ستة أشهر تحاول فيه ولم تنجح فيه.
أحمد جبريل: طبعا كان يعني أبو عمار ما مستعد أن يبيع عملية وقف إطلاق النار لليبيا أو للجزائر.
أحمد منصور: ليه معهم فلوس يعني؟
أحمد جبريل: إذا بده يبيعها لا لأنه كان..
أحمد منصور: ولا فيه ناس ثانية بتدفع أكثر يعني؟
أحمد جبريل: لا كان موقف معمر القذافي موقف متوازن يعني يلتقي معه..
أحمد منصور: ولا حتى لا يقوي موقفك أنت؟
أحمد جبريل: يعني لا هذا الموضوع هو يريد أن إذا كان يريد أن يبيع مثل هذا الموقف بيبعه لأنور السادات للسعودية فلذلك يعني أُفشِلت مهمة عبد السلام جلود وحاولوا أكثر من مرة يعني عرقلته مرة كانوا الرفيق طلال ناجي بالسيارة وإطلاق النار عليهم ليه لكي يسير..
أحمد منصور: إحنا تحدثنا طبعا عن قوافل الإمداد بالسلاح إلى الفلسطينيين وإلى حتى الموارنة والتي ساهمت دول عربية فيها كأن هذه الدول التي اتخذت قرار بوقف إطلاق النار في القمة التي عقدت في 16 أكتوبر هي نفسها التي أزكت نيران الحرب طوال 18 شهرا من بين 44 سفينة وصلت للفلسطينيين لم تعترض إسرائيل إلا على سفينة واحدة فقط وأيضا إسرائيل كانت تمون الموارنة ودول خليجية كانت تمون الموارنة أيضا.
أحمد جبريل: يعني كان كما قلت..
أحمد منصور: ومصادر أكدت أن السعودية تحديدا كانت تمون الموارنة كما تمون الفلسطينيين.
أحمد جبريل: كما قلنا في البدء أصبح على الأرض اللبنانية معركة محلية إقليمية عربية دولية فيها على الأرض اللبنانية وكل طرف بدأ يمد ذراعه في هذا الموضوع.
أحمد منصور: يعني هذا فهم جديد ألا نضع الحرب اللبنانية في إطار حادثة الكنيسة والباص؟
أحمد جبريل: لا هالكلام يعني هذا يبقى تسطيح يعني وتبسيط كثير للأمور في هذا الشأن، أما مؤتمر القمة اللي انتهى اللي عم تحكي عنه حدث بالأول لقاء في السعودية تمهيدي بين الأطراف المعنية السعودية ومصر وسوريا ومنظمة التحرير ويمكن الكويت ثم حدث مؤتمر القمة في..
أحمد منصور: السداسي هذا.
أحمد جبريل: هذا السداسي ثم حدث مؤتمر القمة في القاهرة برئاسة الرئيس أنور السادات.
أحمد منصور: هذا عقد في 25 – 26 يونيو 1976.
أحمد جبريل: إيه بس قبله حدث لقاء في السعودية اللي حكينا عنه السداسي واختلى الرئيس حافظ الأسد وأنور السادات وإحنا سألنا الرئيس حافظ الأسد والرئيس كان صريح معنا عندما قال..
أحمد منصور: لا إحنا الآن في أكتوبر 1976 قبلها كانت مؤتمر القاهرة كان في 25 – 26 يونيو 1976 بعدها حدث وقف إطلاق النار.
أحمد جبريل: حدث ما هو نتيجة ليش؟ إنه صار اتفاق بين الرئيس حافظ الأسد رجع وأنور السادات والرئيس أنور السادات حكى مع الرئيس حافظ الأسد بين بعضهم وهذا ما نقلوه لنا في لقاءات معنا قال له يا حافظ أنا دخلت الحرب أنا وإياك تعالى نمشي مع بعضنا في السلم في البرنامج السلمي وأنا أضمن سيناء والجولان ويمكن نعطي للفلسطينيين حكم ذاتي أو أي حاجة.
أحمد منصور: يعني معناها إحنا كفاية علينا 18 شهر عمالين نذبح في بعض ونذبح في الفلسطينيين في النصف واللبنانيين.
أحمد جبريل: إيوه وإنه هاللي حصل في لبنان بيكفي هذا نتيجة خلافاتنا مع بعضنا البعض.
أحمد منصور: بهذه الصراحة تحدث؟
أحمد جبريل: بهذه الصراحة ويظهر أن رئيس..
أحمد منصور: من روى لك هذا الحديث؟
أحمد جبريل: الرئيس حافظ الأسد ومن كانوا مع الرئيس حافظ الأسد في هذه الاجتماعات وعندها هدأ الجو بين سوريا وبين مصر عقد حينها مؤتمر القمة في القاهرة اللي سيادتك أشرت إليه وقُرِر في مؤتمر القمة في القاهرة أن تدخل القوات السورية تحت اسم غطاء..
أحمد منصور: غطاء قوات الردع العربية.
أحمد جبريل: قوات ردع عربية مع قوات رمزية من ليبيا من اليمن من السودان من الإمارات إلى أخر هالشيء هذا وهنا فيه حادثة مضحكة هي..
أحمد منصور: باختصار.
أحمد جبريل: ومؤلمة الأخ أبو عمار في هذا المؤتمر وقف قال لما عم بيشكلوا قوات الردع العربية وقائدها يكون الخطيب..
أحمد منصور: أحمد الخطيب.
أحمد جبريل: لا مو هو أحمد الخطيب.
أحمد منصور: سامي الخطيب.
أحمد جبريل: سامي الخطيب من سوريا من لبنان قال ياسر عرفات أنا بأقترح أن تكون هناك عشرة آلاف جندي مصري يشارك في قوات الردع فالسادات أنفجر في وجه عرفات انفجار كان ملفت للنظر قال له يا أبو عمار بتقول إيه أنت؟ ده أنا شريكي حافظ الأسد هو بيمثلني وأنا بأمثله عارف كيف وبدكم تفهموا هذه الحرب تتوقف.
أحمد منصور: يعني باع عرفات.
أحمد جبريل: هذا اللي حصل عم بأحكي لك بهالموضوع لاعتقاد منه أن يمكن حافظ الأسد يسير معه في برنامج التسوية اللي لسه ماشي على الطريق يعني في هالشأن هذا وحقيقة دخلت القوات السورية لأول مرة تحت اسم قوات الردع مش للمديرج أو لدهر البيدر إلى بيروت وإلى لبنان ما عدا منطقة الجنوب..
أحمد منصور: دون أن تُطلَّق عليها أي طلقة واحدة.
أحمد جبريل: وبدون أي طلقة وبتسهيلات والكفاح المسلح الفلسطيني هو يقف على الشوارع ليدلها على الطرق..
أحمد منصور: في الوقت الذي.. في أثناء الحرب الأهلية دارت بينهم معارك دامية.
أحمد جبريل: دارت قتال وإلى أخر هالشي وكل ما هنالك..
أحمد منصور: لأن في النهاية كان الأسد والسادات هم الذين يقتتلان؟
أحمد جبريل: مضبوط طلب هناك الأخ أبو عمار ألا يدخلوا جمهورية الفكهاني وألا يدخلوا المخيمات يعني الجيش السوري في هذا الموضوع هذا الشيء اللي.. ودخل الجيش السوري حتى إلى المنطقة الشرقية على جونيا وعلى أنطلياس وعلى كل هالمناطق هاي بكاملها عارف كيف وهون اجبروا حتى الموارنة على دخول هذه القوات لكن رفضوا أن تدخل إلا قوات سورية المارونية سياسية للمنطقة الشرقية وبعد يمكن شهر أو شهر ونص بدأت الاشتباكات بين قوات الردع اللي بتمثلها سوريا في المنطقة الشرقية وعمل بشير جميل عملية بالفياضية قتل شي ثلاثين جندي أو أربعين جندي سوري عارف كيف لأنهم قالوا أن إحنا هذه قوات الردع لازم تفوت تقضي على الفلسطينيين وتقضي على الأحزاب الوطنية بينما حافظ الأسد هو يريد أن يوقف هذه الحرب الأهلية ولا يهدف إلى إنهاء الثورة الفلسطينية ومنظمة التحرير ولا إنهاء الأحزاب..
أحمد منصور: إضعاف كافة الأطراف.
أحمد جبريل: إضعاف أو إيجاد (Compromise) يعني حل وسط ما بين هذه الأطراف المتتالية على أرضية الوثيقة الدستورية اللي رعتها سوريا بين الأطراف اللبنانية.
أحمد منصور: التي في النهاية تجعل لسوريا اليد الطولى في لبنان؟
أحمد جبريل: طبعا سوريا ولبنان توأم هذا يعني شعب واحد فيه دولتين..
أحمد منصور: مين اللي توأم هم مش هم لوحديهم الشعب العربي كله.
أحمد جبريل: أنا عم بأقول لك..
أحمد منصور: لما نقول سوريا ولبنان فقط وفلسطين والعراق ومصر والمغرب.
أحمد جبريل: لا فيه خصوصية كبيرة جدا بين سوريا ولبنان تاريخيا هذا سواء من أيام العثمانيين والحرب العالمية حتى بعد الحرب العالمية الأولى كان لبنان اسمه لبنان الصغير عارف كيف يعني منطقة طرابلس والبقاع هذا كان جزء من سوريا لعام 1924 عارف كيف يعني والعائلات الدمشقية واللبنانية يعني فيه خصوصية معينة ثم مثل أن هذه الحرب الأهلية سببت مشاكل لسوريا لجأ من لبنان بحدود ستمائة سبعمائة ألف لبناني وسكنوا في سوريا وعملوا مشكلة اقتصادية..
أحمد منصور: ما هي سوريا برضه حطت لبنان في جيبها يعني.
أحمد جبريل: معلش بس أما إحنا مو زعلانين من هذا الموضوع إحنا إذ كان هذا الموضوع سيوقف المخطط الإسرائيلي في تقسيم لبنان وعمل دولة مارونية طائفية موجودة هذا شيء أنا بعتبر إذا ما كان عند حافظ الأسد أي إنجاز بتاريخ حكمه لسوريا عنده إنجاز إنه منع تقسيم لبنان هذا أنا بعتبر إنجاز كبير جدا يعني..
أحمد منصور: اللي منع تقسيم لبنان هو المقاومة اللبنانية لإسرائيل ونجاحها في صد إسرائيل ويعني عدم تمكين إسرائيل من تحقيق هذا المخطط لأن إسرائيل..
أحمد جبريل: كل هذا كله كان يتم بصراحة بتفاهم مع سوريا حتى المقاومة وتفاهم كان مع بعد 1982 مع معمر القذافي ثم مع إيران يعني هذا..
أحمد منصور: يعني كل الأطراف التي كانت تدفع لك يعني؟
أحمد جبريل: هه؟!
أحمد منصور: كل الأطراف التي كانت تدفع لكم سوريا القذافي إيران هذه الأطراف التي أنت على توافق معها يعني.
أحمد جبريل: أنا بعتقد أنه هذا هو لمنع تقسيم لبنان ومنع أن يوجد إسرائيل جديدة في لبنان.
أحمد منصور: المسار الفلسطيني الآن بعد نهاية الحرب اللبنانية، بدأ السادات يرتب أوراقه لترتيب القدس والاتفاق مع الإسرائيليين في نفس الوقت صلاح خلف وفاروق القدومي أعلنوا استعدادهم بالقبول بالقرار 242، في 13 سبتمبر 1977 الخارجية الأميركية أعلنت عن ضرورة تسوية وضع الفلسطينيين ضمن اتفاق سلام عربي إسرائيلي شامل، عرفات رحب بالبيان الأميركي وأعلن أن منظمة التحرير ستقبل بالقرار 242 كل ده في الفترة اللي بعد نهاية الحرب اللبنانية، في تسعة نوفمبر تشرين الثاني 1977 فاجأ السادات العالم بإعلانه استعداده للذهاب إلى القدس لإقامة سلام مع إسرائيل وكان ياسر عرفات يجلس في مجلس الشعب المصري وصفق مع المصفقين ثم خرج وسافر وانهالت الشتائم على السادات بعد ذلك الذي خطب الكنيست في 19 نوفمبر، ما مدى تأثير ما حدث على القضية الفلسطينية؟ وأسمع منك الإجابة بعد فاصل قصير نعود إليكم بعد فاصل قصير لمتابعة هذه الشهادة فابقوا معنا.
[فاصل إعلاني]
تأثير تحركات السادات للسلام على الفلسطينيين
أحمد منصور: أهلا بكم من جديد لمتابعة شهادة السيد أحمد جبريل على العصر، أبو جهاد أثر كامب ديفد أو تحرك السادات للذهاب إلى إسرائيل على القضية الفلسطينية؟
أحمد جبريل: يعني هو كانت الحرب الباردة في أوج تصارعها ما بين أميركا والغرب وما بين الاتحاد السوفييتي في ذلك الوقت، السادات بدأ ينحاز باتجاه أميركا وتذكرون عندما قال أن 99% من أوراق وحل المشكلة في الشرق الأوسط بيد الولايات المتحدة الأميركية يعني أعطى للاتحاد السوفيتي بنط من مائة بنط..
أحمد منصور: طب جايز البنط الثاني مش للاتحاد السوفيتي يعني كمان.
أحمد جبريل: عم أقول لك يعني وهذا الكلام..
أحمد منصور: لكن هذا لم يكن واقعا أيضا؟
” الأميركان كانوا يشعرون -ومن خلال نقاشهم مع الرئيس السادات- أن موضوع الورقة الفلسطينية ورقة هامة، لذلك حرصت واشنطن على دفع الفلسطينيين للاعتراف بقرار 242 ” |
أحمد جبريل: هذا في منتصف السبعينات هالكلام بشكل مبكر وطرد كما قلنا السوفييت شر طرد من مصر إلى أخره فالأميركان بدؤوا يشعرون أنهم سيصطادوا الحوت الكبير في هالأمة العربية اللي هي مصر وإذا اصطادوها معني ذلك أنهم حققوا نصر لم يستطع أن يحققوا أيزنهاور في عام 1958 ولا الرئيس كيندي في 1961 فهم الآن يصطادوا الجسم الأكبر من هالأمة ومعنى ذلك أن سيحدث خلل ويدخلوا منطقة الشرق الأوسط هذه المنطقة الهامة اقتصاديا وجغرافيا في مواجهة الاتحاد السوفييتي في هذه الحرب، الأميركان كانوا يشعرون ومن خلال نقاشهم مع السادات أن موضوع الورقة الفلسطينية ورقة هامة حتى أيام الرئيس عبد الناصر تتذكر وكيندي والرسائل وركز على الوضع الفلسطيني فلذلك بدأت تصريحات أميركية تغازل الفلسطينيين إنه إذا أنتم تعترفوا بـ242 نحن بنفتح حوار معكم تشجيع لحتى ينشد الطرف الفلسطيني إنه والله مش راح يصير حل في المنطقة بدونهم فلذلك هذا الانحياز لبعض الأطراف في داخل منظمة التحرير خاصة ببعض اتجاهات في فتح برئاسة أو يعني كان يقود هذا الاتجاه الأخ أبو عمار مع السادات لاعتقاد منه إنه هذا الطريق هو الذي سيأتي له بحل للقضية الفلسطينية..
أحمد منصور: طب السؤال المهم هنا لماذا لم يسر أبو عمار مع السادات في هذا الاتجاه وكان هناك مما نشر كثيرا من المذكرات والتقارير والأشياء المختلفة إلا أنه كان هناك ما يشبه التفاهم بين الرجلين ابتداء يعني حتى أبو إياد في مذكراته قال إن السادات قال لهم قبل حرب أكتوبر تشرين أن هذه الحرب للتحريك وليست للتحرير مع كل هذه الترتيبات لماذا تأخر عرفات ولم يدخل مع السادات في المصالحة؟
أحمد جبريل: هو الخارطة الفلسطينية تأثرت كثيرا في زيارة السادات للقدس يعني زيارة السادات للقدس كانت نوع من الصاعقة الكبيرة مش بس على الفلسطينيين وعلى العرب وعلى المسلمين كانت عبارة عن حدث عالمي خطير وكبير جدا يعني معروف.. هذا الموضوع..
أحمد منصور: لكن يعني هؤلاء أثبت الزمن أنهم لم يكونوا يعيشوا واقعهم بشكل لم يكونوا يجيدوا القراءة بشكل جيد.
أحمد جبريل: هلا لا لسه ممكن نختلف في هذا الأمر فلذلك الوضع الفلسطيني اللي كان متشرذم وغير متفق وكلهم كان ضد الموقف السوري في دخوله إلى لبنان بعد زيارة السادات للقدس أصبح كل الأطراف الفلسطينية والفصائل وخاصة فيه تيار في فتح بدأ ينمو بشكل قوي إنه يجب أن نأخذ موقف من أنور السادات وصار ضغوط على ياسر عرفات بداخل فتح وبداخل فصائل منظمة التحرير ويعني بالكاد كانوا يأخذون تصريح يهاجموا فيه زيارة..
أحمد منصور: يعني هنا قرر عرفات أن يكسب فتح على حساب أن يخسر السادات في هذه المرحلة على الأقل؟
أحمد جبريل: مش هيك، خاف على حاله بصراحة لأنه الوضع في فتح أصبح على كف عفريت الفصائل كلها الفلسطينية جميعها ضد زيارته للقدس والوضع العربي سوريا العراق لأنه إحنا قبلها يعني قبل زيارته للقدس كانت إنعملت جبهة الصمود والتصدي عارف كيف وعقدت هذا الكلام..
أحمد منصور: أجتمع رؤساء سوريا والجزائر واليمن الجنوبي وليبيا وياسر عرفات في طرابلس..
أحمد جبريل: في طرابلس.
أحمد منصور: في خمسة ديسمبر كانون الثاني وقعوا بيانا يدين السادات بالخيانة العظمى ويعلن مقاطعة اجتماعات جامعة الدول العربية وأُنشئت جبهة الصمود والتصدي.
أحمد جبريل: وهذا الاجتماع وافقوا كلهم ما عدا الأخوة في العراق وإذا كان بتريد..
أحمد منصور: طبعا ياسر عرفات بذكاء شديد لم يوقع على البيان وإنما..
أحمد جبريل: لا وقع.
أحمد منصور: لم يوقع هو وإنما جعل أبو إياد يوقع مكانه.
أحمد جبريل: لا وقع هو على هذا أنا كنت موجود وحاضر هذا الاجتماع وقعوا كل الأطراف اللي ما وقع هو الوفد العراقي كان برئاسة طه الجزراوي أو طه ياسين اشترط أنه يعلن حافظ الأسد من طرابلس الغرب بإلغاء أو بالقرار 242 و338 لحتى فالرئيس حافظ الأسد تكلم بصراحة قال هذا القرار 338 إلغائه يعني إعادة يعني بدء الحرب وقال للأخوة العراقيين أمامنا جميعا وشاهدين كلهم قال له اتفضل يدخل الجيش العراقي هلا خمس ست فرق إلى سوريا ويتوضع على الجبهة السورية أنا سأعلن رفضي للقرار 338 أو أبتدئ بحرب استنزاف ضد العدو الإسرائيلي..
أحمد منصور: الآن هذه جبهة الصمود والتصدي..
أحمد جبريل: جبهة الصمود والتصدي عُقِدت في الجزائر أيضا..
أحمد منصور: طبعا عقدت عدة مؤتمرات.
أحمد جبريل: ثم أخرها في دمشق وكان أخر لقاءات لهواري بومدين وبعدها توفى رحمه الله يعني عارف كيف في هذا فلذلك كان فيه جو مهيأ يعني إذا بدي آخذ أنا تقدير الموقف العربي كان السادات لوحده ومصر لوحدها تسير باتجاه أميركا وباتجاه الإسرائيليين..
أحمد منصور: ما هو إنتوا بعتوا السادات حتى تحافظوا على مناصبكم وأماكنكم والضغوط الداخلية التي كانت لكن في النهاية سار عرفات وحصل مكاسب أقل مما كان يمكن أن يحصلها لو سار مع السادات وكانت التصريحات المختلفة التي تصدر من القيادات الفلسطينية مرحبة بالقرار 242 قبل أن يعلن السادات رغبته في الذهاب إلى القدس كانت كلها تسير في اتجاه التسوية.
أحمد جبريل: لم يتجرأ أي فلسطيني أن يعلن أو يقبل القرار 242 حتى عام 1983.
أحمد منصور: لا.
أحمد جبريل: عم أقول لك هذا..
أحمد منصور: فاروق قدومي وصلاح خلف في مذكرات أبو إياد أعلنوا عن استعدادهم للقبول بالقرار 242 في ذلك الوقت قبل سبتمبر 1977.
أحمد جبريل: هذا معلش يعني ممكن إنه والله..
أحمد منصور: وعرفات رحب في 13 سبتمبر 1977 بإعلان الخارجية الأميركية عن ضرورة تسوية وضع الفلسطينيين ضمن اتفاق سلام عربي إسرائيلي شامل وأعلن أن منظمة التحرير ستقبل بالقرار 242، موثقة كل المعلومات.
أحمد جبريل: هذا كله كان مثل ما بيقولوا من تحت الطاولة أما لم يكن هناك قرار فلسطيني رسمي عن منظمة التحرير أن منظمة التحرير توافق على القرار 242 حتى بعد الاجتياح الإسرائيلي وعقد مؤتمرنا في 1983 في..
أحمد منصور: طب قبل الاجتياح أنا أريد أن أعود إلى نقطة مهمة الآن يبدو أن الفلسطينيين أرادوا أن يؤكدوا على أن النضال الفلسطيني لا زال قائما فقاموا بترتيب العملية التي قادتها دلال المغربي في 11 مارس 1978 حينما نزلوا إلى حيفا واستولوا على حافلة مدنية وقامت معركة في تل أبيب في هرتزليا قُتِل فيها تسعة فدائيين فلسطينيين و36 إسرائيلي. واضح من خلال قراءاتي المختلفة لهذه الحادثة أنها كانت لمجرد إثبات أن المقاومة لا زالت قائمة حيث كانت الاستنزاف الذي حدث للفلسطينيين في الحرب الأهلية اللبنانية والصراعات التي كانت لا زالت قائمة بين الموارنة وبين الفلسطينيين كانت تستنزف الجهد الأكبر من الجهد الفلسطيني.
أحمد جبريل: بس هنا بعد زيارة السادات للقدس، كما قلت بدأت الأطراف الفلسطينية تتجمع الأطراف العربية تتجمع هون الموارنة المارونية السياسية بدأت اشتباكات هي والسوريين إحنا أصبحنا إحنا والقوى اللبنانية خارج.. وبدأ سوريا والجيش السوري هو في اشتباكات مريرة معها هذا تسنى لنا إحنا كفلسطينيين أن نعود إلى ساحة الاشتباك مع الإسرائيليين يعني عملية دلال المغربي كانت هي تتويج لمجمل عمليات تمت ضد الإسرائيليين في هذا..
أحمد منصور: بسيطة وفرقعات إعلامية أكثر منها أثر يعني ربما كانت العملية في تلك الفترة هي كانت أقوى العمليات.
أحمد جبريل: هذا العملية لأنه كانت في عمق ونوعية معينة مثل كيف عملية الخالصة فكانت هذه العملية ولكن أما كل مستوطنات الجليل هاي الإسرائيلية كانت يباتوا بالملاجئ أو هجروا إلى داخل ووسط فلسطين.
الفلسطينيون ودخول إسرائيل للبنان
أحمد منصور: هل كنتم تتوقعوا أن إسرائيل فقط بعد ثلاثة أيام ستقوم بالرد حيث هاجمت جنوب لبنان في 14 مارس بقوة تقدر بثلاثين ألف مقاتل إسرائيلي وثلاثمائة دبابة وفق تقديرات المنظمة، بينما كان هناك فقط وفق تقديرات المنظمة ألفين فدائي وألفين آخرين موجودين في الجنوب؟
أحمد جبريل: ما هو أولا لنتفق مع بعضنا أن هذا التصعيد للعمل الفدائي ضد الإسرائيليين..
أحمد منصور: ديه عملية يتيمة مع شوية عمليات صغيرة، يا أستاذ أبو جهاد أنا للأسف أشعر بحسرة إن العمل الفدائي أخذ ضجة إعلامية في كثير من الأحيان أكبر من حجمه في الوقت الذي الفلسطينيين كانوا بيفرموا بعض فرم وبيفرموا في اللبنانيين وبيفرموا في الأردنيين بقتال شرس من نوع آخر ما استخدمهوش ضد الإسرائيليين.
أحمد جبريل: لا إحنا خلصنا من الحرب الأهلية..
أحمد منصور: لا أنا بقصد بشكل عام.
” المقاومة الفلسطينية واجهت صعوبات جمة في تنفيذ العمليات انطلاقا من جنوب لبنان حيث أنشأ العدو حاجزا أمنيا كما سيطر على البحر، ورغم ذلك تمكنت المقامة من تنفيذ عمليات نوعية ” |
أحمد جبريل: بس أما في جنوب لبنان عدنا وبدأ عملية التصعيد وهذه مستعمرات الجليل بكاملها هُجِرت يعني هاي كريات شمونة..
أحمد منصور: صاروخين.
أحمد جبريل: لا يوميا اشتباكات ويوميا قتال ويوميا وتوجت في عملية سافوي الشهيدة دلال المغربي..
أحمد منصور: نجاحكم في هذه العملية في ذلك الوقت كان يؤكد على إنكم لديكم القدرة لتقوموا بعشرات العمليات المشابهة ولكن لم يكن هذا ليحدث ما تقوم به الآن الفصائل الفلسطينية من عمليات اقتحام والدخول داخل إسرائيل، كان يمكن أنتم أن تقومون بعمليات مثل عملية دلال المغربي لكن لم تقوموا استخدمتم دلال المغربي فقط للتأكيد على مكاسب سياسية.
أحمد جبريل: لا هذا الوضع الحالي بين الفلسطينيين إحنا كنا أصلا من عام 1967 نهدف إلى تطوير شعبنا الفلسطيني في الضفة الغربية وقطاع غزة كان هذا أحد.. ولما إحنا قمنا بعملية الخالصة الاستشهادية يعني كنا نقول لشعبنا في الداخل عليك أن تتحمل المسؤولية لكن الحقيقة شعبنا ما كانت ناضجة عنده مثل ما هي كانت ناضجة الأمور الحالية فهو ساكن جنب المستوطنة ساكن.. بيروح على تل أبيب بيروح على حيفا بيروح.. يعني مختلط ويعرف.. أما هنا من جنوب لبنان كان فيه صعوبات عسكرية كبيرة جدا؛ العدو أنشأ حاجز أمني كلفه مئات الملايين من الدولارات، مسك البحر يعني ورغم هذا قمنا بمجموعة يعني الفصائل كلها قامت بمجموعة عمليات توجت بعملية سافوي دلال المغربي وهون أنا أريد أن أقول لك أن هذه العمليات كان الغاية منها هو إحراج أنور السادات اللي راح على القدس في 1977 وبدأ يسير باتجاه اتفاقية كامب ديفد في هذا الشأن لتعرية الموقف اللي مشي فيه..
أحمد منصور: هذا ما أقصده لم تكن عمليات منهجية مرتبة منظمة ضمن تخطيط واسع المدى وإنما كان الهدف منها فرقعة من أجل إحراج السادات، عملية من أجل كذا يعني لم يكن العمل الفدائي عملا قائما على أسس منظمة واستراتيجية واضحة وإنما كان قائم على فرقعة.
أحمد جبريل: أخي هذا إحنا ما نقوم فيه العمل للأسف فيه كثير كانوا يفهموه في البدء أنه كأنه عمل فلسطيني مع كيان صهيوني، هذا العمل إليه أبعاده العربية والدولية والعالمية، هذه قضية الصراع في الشرق الأوسط إذا إحنا بدنا نجردها عن فهمنا للصراع الدولي القائم وعن صراعنا العربي والمحلي بيبقى إحنا عم بنهمش موضوع هذا النضال هذا الكيان الصهيوني مو سهل المعركة هذا بده حشد طاقات الأمة العربية والإسلامية وخلل في موازين القوى ويستمر هذا الصراع سنوات وسنوات، أما نتخيل إنه والله فيه أمامنا عقبات صعدنا العمل بعد حرب تشرين رأسا العدو الإسرائيلي شغل في ظهرنا المارونية السياسية في هذا الشأن وأنور السادات حط فيه دلو في هالموضوع وأميركا حطت المارونية السياسية حطت لتشدنا بعيدا عن الإسرائيليين يعني هذه المعركة مفتوحة مع أطراف متعددة في هالمنطقة لا نستطيع أن نقول أن هذا الموضوع كان نوع من أعمال الموسمية لا بدليل إنه عملية الليطاني هاي اللي بيسموها الإسرائيليين اللي هي عام 1978 وصلت القوات الإسرائيلية إلى شمال صور بعشرين كيلومتر على مصب الليطاني طيب مش يعني عملية سافوي ممكن تتم كل هالاجتياح ومنطقة العرقوب..
أحمد منصور: هذا السؤال المهم الآن هل كان لديكم استعداد للمواجهة لصد إسرائيل، إسرائيل دخلت لبنان مرتين كنتم أنتم الفلسطينيين تجروا قدامها لحد ما تعدوا بيروت؟
أحمد جبريل: لا هذا لا ما هو..
أحمد منصور: في المرة الأولى يعني اجتاحوا في يوم وليلة ودخلوا ولم يصمد الفلسطينيين أمامهم وللمرة الثانية كما سمعت في 1982 دخلوا بيروت يعني الآن هذه الشراسة التي كنتم تبدوها ضد الموارنة ضد الأردنيين من قبل لماذا لم تبدوها ضد الفلسطينيين وتوقفوهم؟
أحمد جبريل: يعني هو أولا مثل ما حكينا إحنا في عملية نقد ذاتي أن التجارب التي حدثت معنا في الأردن لم تؤخذ في الاعتبار والحسبان في معركتنا في جنوب لبنان يعني حول تكتيكنا في قتال العدو الإسرائيلي حول ابتعادنا عن المدن ابتعادنا عن القرى ابتعادنا عن الممارسات السياسية..
أحمد منصور: أنا حتى لا أحملك مسؤولية ذنوب الجميع، أنت كان لك بتنظيمك استراتيجية خاصة الكل ركز عليها؛ أنك ابتعدت عن المدن، أنشأت قواعد عسكرية قوية، أنفاق في الجبال، حميت رجالك بشكل أساسي، كنت بتركز على العمليات العسكرية، لكن أنا الآن في إطار الكلام عن الوجود الفلسطيني بشكل عام لا أحملك المسؤولية الكبرى لكل ما أرتكبه الآخرون وإنما من المفترض أن يرد أناس من فتح أيضا على هذه المرحلة ونسعى إلى.. لكن لأبقى في الإطار معك، أنت حينما هاجمت إسرائيل لبنان ليلة 14 مارس 1978 بثلاثين ألف مقاتل وستمائة دبابة واستطعت أن تصل كما قلت أنت إلى مسافات كبيرة حوالي أربعين كيلو أو أكثر..
أحمد جبريل: إلى الليطاني.
أحمد منصور: إلى الليطاني، أين كنتم أنتم من هذه المعركة؟
أحمد جبريل: يعني حدثت مواجهات لكن لم تتم لم تكن هذه المواجهات بالشكل المطلوب يعني ونحكي بصراحة إنه لم انكفأت قواعد هالمقاتلين لبيروت وإلى المدن ما عاد.. واعتبرت إنه المعركة مع الموارنة أو المارونية السياسية وهذا القتال مع المارونية السياسية بيختلف اختلاف مائة وثمانين درجة عن قتالك مع العدو الإسرائيلي في تكتيكاته، إحنا كنا نسعى بكل ما نستطيع وخلال اجتماعاتنا إنه والله لنضع استراتيجية قتالية في مواجهة هذا العدو وكنا نحكي إنه إحنا ما أمامنا غير هذه الجبهة فلذلك العدو الإسرائيلي ما بده يقوم بغارات مدرعة علينا أن ندفعه ثمن كبير وغالي..
أحمد منصور: رد فعل الآخرين كان إيه على هذا؟
أحمد جبريل: هذا الموضوع لم يكن يعني يؤخذ بمحمل الجد في هذا الموضوع..
أحمد منصور: أه طبعا إسرائيل ملهاش أي.. المصيبة أنا مش لاقي إسرائيل ليها أي اهتمام عند الفلسطينيين.
أحمد جبريل: لا لذلك أنا من شان ما بدي أتزاود وأوقل أنا هلا عم بحكي أنا إليّ تصريحات في ذلك الوقت كنت بقول يظهر أن بعض الأطراف الفلسطينية بتعتبر أن لبنان طائرة مخطوفة وبدهم ثمن مقابلها للتسوية اللي هلا كنت عم بتحكي عنه إنه والله الغزل الأميركي حول قرار 242 وإلى أخره، أنا كنت أحكي ولكن أنت كنت عم بتحكي وحيدا والناس ما عم تسمع هذا الصوت لما إحنا كنا ننشئ هذه القواعد والمراكز ونبعد هؤلاء المقاتلين ونخلي لهم هالشفافية اللي عندهم وهالممارسة الآخرين لم يكونوا في برنامجهم هذا الموضوع كان برنامجهم بصراحة إنه يجلسوا في شارع الحمرا وفي أماكن.. لكن أنا بدي أحكي بكل صراحة كان في هنا قواعد..
أحمد منصور: والصمود والتصدي وياخد فلوس من العراق ومن ليبيا ومن كذا هو ده.
أحمد جبريل: لا لكن فيه كانت قواعد في داخل فتح هي مؤمنة مثلنا من داخل الشعب يعني إنوجد شرخ غير مكشوف ما بين الاتجاه الذي صادق في عملية المواجهة والقتال وما بين الاتجاه الذي يقول إنه إحنا نريد أن نجلس في بيروت ونخطف هذه الطائرة إلى حين ما يعطونا حلا بهذا الشأن، فهذه القواعد الشريفة من كل الفصائل لا قاتلت ومرات قاتلت ضراوة وبإمكاناتها وهون في اجتياح الليطاني في عام 1978 أيضا لم يكن لدينا التسليح الكافي الذي..
أحمد منصور: طبعا خلصتوا السلاح في قتل الموارنة؟
أحمد جبريل: لا بعد ذلك أتانا التسليح..
أحمد منصور: التسليح وبس والفلوس والمليارات والدنيا.
أحمد جبريل: يعني هذا الموضوع..
أحمد منصور: أنا هأجي له بشكل مفسر لكن الآن أبقى في إطار هذا الاجتياح، لأن أنتم لم تعتبروا من هذا الاجتياح للاجتياح الثاني الذي جاء بعد ذلك، لم ترتبوا أنفسكم كالعادة.. المسيرة الفلسطينية التي قام بها الرسميون منذ إنشاء منظمة التحرير وحتى اليوم لم تقف وقفات فيها محاسبة فيها تقييم للدور الذي.. لكل الأحداث التي مرت حتى يتم الاتعاظ كل شيء بيتم وخلاص ويطلع أبو عمار يقول خطبتين وتخلص القصة. انتهت المعركة في عشرين مارس مجلس الأمن أصدر قراره بوقف إطلاق النار قبلت به إسرائيل وكذلك المنظمة نجحت إسرائيل في أن تبعد الفلسطينيين عن الحدود بحيث لا يهددوها بشكل أساسية وكان هناك خمسة آلاف رجل من اليونيفيل يقومون على شكل مصد في هذا الموضوع..
أحمد جبريل: وعمل شريط حدودي بقيادة سعد حداد يعني عمقه بحدود بين عشرة إلى 15 كيلو متر من رأس الناقورة لجبل الشيخ..
أحمد منصور: حققت إسرائيل أهدافها بشكل واضح.
أحمد جبريل: يعني قالت أننا نمنع يعني هذه المنطقة الـ(Zone) هاي هي ستكون عقبة في وجه التسلل إلى شمال فلسطين وإبعاد القذائف والصواريخ عن المستوطنات الموجودة، لكن الإسرائيليين كانوا يشعروا بعبء كبير جدا عسكري في منطقة الجليل وكانت تسبب إليهم أمور داخلية كثيرة إضرابات..
أحمد منصور: مع ذلك لم تستفيدوا أنتم كفلسطينيين بشكل أساسي..
أحمد جبريل: لم نستفد، إحنا سلفا حكينا هذا الموضوع لا نريد أن نكرره، أن هناك كان فيه عقليتين فيه موجودة في داخل المنظمات الفلسطينية؛ عقلية تقول أننا يجب أن نقاتل قتال شرس ولا ننكفئ كما انكفأنا من الأغوار إلى الجبال إلى عمان لنشارك الملك حسين في الأردن..
أحمد منصور: نسبتهم كام؟
أحمد جبريل: والله ما بقدر أقول لك 10% ولا 15% عارف كيف ونحن كنا نتزعم هذا الاتجاه عارف كيف ونحكي..
أحمد منصور: 10% و90% بيبحثوا عن المخصصات والامتيازات والتسوية مع إسرائيل.
أحمد جبريل: وهذا الموضوع سببه أنا بأحكي لك إياه السبب الأساسي أنهم كانوا يطمعون أن السادات سيحضر لهم الدولة الفلسطينية..
أحمد منصور: ما هو كان حاططها في جيبه؟
أحمد جبريل: وكان ياسر عرفات يتكلم..
أحمد منصور: مرحتوش لو رحتوا خدتوها جيبه كان أحسن.
أحمد جبريل: أنا عم بأقول لك هو كان يتكلم ياسر عرفات بصراحة يعني قال أنا مش عاوز اعمل الحاج أمين ثاني، أنا أريد أي حل ولو موطئ قدم هناك، كنا نقول له موطئ القدم هذا لدولة ذات سيادة ولا لدولة تحت السيادة الإسرائيلية؟ فما كان يجيب في هذا الموضوع.
أحمد منصور: في 13 مارس 1979 أعلن الرئيس الأميركي كارتر أن مصر وإسرائيل عقدتا معاهدة سلام بعد مفاوضات مكثفة بدأت في 21 من شباط فبراير وكان يأمل كما قال كارتر في ضم منظمة التحرير في هذا الاتفاق، من عشرين إلى 22 نوفمبر 1979.. من اثنين لخمسة نوفمبر 1978 انعقد مؤتمر القمة العربي التاسع في بغداد بمبادرة من العراق إثر توقيع السادات اتفاقيتي كامب ديفد وبعد مساعي لحمل الرئيس المصري على التراجع على الاتفاقيتين نشأت عملية دعم كبيرة جدا بعشرات أو مئات الملايين من الدولارات إلى الفلسطينيين أسسوا بها ما يسمى بجمهورية الفكهاني في لبنان، أبدأ معك الحلقة القادمة لنتحدث عن جمهورية الفكهاني والاجتياح الإسرائيلي للجنوب في العام 1982 أشكرك شكرا جزيلا.
أحمد جبريل: أهلا وسهلا.
أحمد منصور: كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم، في الحلقة القادمة إن شاء الله، نواصل الاستماع إلى شهادة السيد أحمد جبريل الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين القيادة العامة، في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج وهذا أحمد منصور يحيكم والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.