العراق من الملكية إلى الجمهورية كما يراها عارف عبد الرزاق ح10
مقدم الحلقة: | أحمد منصـور |
ضيف الحلقة: | عارف عبد الرزاق: رئيس وزراء العراق الأسبق |
تاريخ الحلقة: | 10/03/2002 |
– تشكيل التنظيم العسكري للضباط القوميين
– تعيين عارف عبد الرزاق رئيساً للوزراء
– انقلاب عارف عبد الرزاق وأسباب فشله
– تأثيرات فشل الانقلاب وهروب عارف إلى مصر
– مقتل عبد السلام عارف وتأثيره على الانقلابيين
أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج (شاهد على العصر)، حيث نواصل الاستماع إلى شهادة السيد عارف عبد الرزاق (رئيس وزراء العراق الأسبق).
سيد عارف، مرحباً بك.
عارف عبد الرزاق: أهلاً وسهلاً.
تشكيل التنظيم العسكري
للضباط القوميين
أحمد منصور: قبيل تكليفك بتشكيل الحكومة في الخامس من سبتمبر عام 65 كنتم قد سعيتم أنتم الضباط القوميون في الجيش العراقي إلى تشكيل تنظيم عسكري قبل هذا الموضوع، باختصار كيف تم تشكيل هذا التنظيم؟
عارف عبد الرزاق: ذكرت الاجتماع اللي صار مع بيت نهاد فخري، وبعدين تحديد الأهداف، إحنا منهم هذا نريد كيف نصل إلى.. إلى ما نريد، وعلى هذا الأساس تحسس الضباط بوجود تنظيم، لازم.. وجود تنظيم فاجتمعنا في بيت العقيد محمد خالد عبد الله، فشاهدنا.. شاهدت إنه عبد الكريم فرحان وصبري عبد الحميد يحاولون أن لا يلجأوا إلى هذا الأسلوب، وإنه.. عبد السلام عارف راح يوصل وأنه راح يتغلب عليهم أو يطردهم أو أي أشياء أخرى، فبعد أن وضعنا الأسماء يعني في حلقة صغيرة بأسماء انتخاب الرئيس، كل واحد يكتب مَنْ، فشوفت..و جدت إن الجو غير موالي لإجراء انتخابات فاقترحت عليهم أن تؤجل ليوم آخر.
أحمد منصور: رئيس للتنظيم تقصد؟
عارف عبد الرزاق: رئيس للتنظيم، وفي يوم من الأيام جاءني العقيد هادي خماس، وركبني بسيارته الصغيرة (فولكس واجن) وقال إحنا معزومين على شاي عند بيت عرفان عبد القادر وجدي، وأقسم أنني لم أعرف السبب، لماذا؟
أحمد منصور: تفتكر التاريخ أو الوقت أو الشهر، الشهر طيب.
عارف عبد الرزاق: يعني.. يعني في أواخر 64.. في أواخر الـ 64، بعد قيام الانتخابات مع..
أحمد منصور: أنا.. أنا حضرتك لا أستطيع أقف عند التفصيلات الدقيقة سواء اللي جاءت في مذكراتك أو اللي جاءت في الكتب، إحنا في التليفزيون بنأخد رؤوس الموضوعات، وإلا هنقعد 100 حلقة على ما نخلص.
عارف عبد الرزاق: هذا صحيح جداً.
أحمد منصور: فأنا الآن يعني خلاصة كيف تم تشكيل التنظيم؟
عارف عبد الرزاق: ما أنا أي عليك، أنا دعيت إلى دي الشاي، وهناك وجدت الضباط كلهم مجتمعين، وتكلم أول ما ابتدأ.. قبل الشاي ابتدا محمد مجيد وقال أنا أرشح عارف عبد الرزاق.. للرئاسة، وقام شخص آخر عدنان محمود أيوب.. عدنان أيوب صبري وقال أنا أرشح محمد.. أنا أوافق على ترشيح وأرشح محمد مجيد نائب للرئيس، و هكذا تمت، وإجتمعنا تقريباً..
أحمد منصور: عدد الضباط كان كم؟
عارف عبد الرزاق: عدد الضباط حوالي 16 واحد.
أحمد منصور: أهم الضباط اللي حضروا الاجتماع؟
عارف عبد الرزاق: تقريباً كتير يعني، فأسسنا عدة لجان، لجنة لماذا فشلت حركة 14 تموز في تحقيق أهدافها؟ لجنة تنظيمية، لجنة دعائية، لجنة مالية، ولجنة دراسة إحصاء من هم.. من هي العقول الموجودة في العراق و.. وميولها للاستفادة منتها؟ وابتدينا بنظام قريب، يعني انطوائي جداً، وحتى (…) يجب أن لا نخبر.. يكون سرية، لأن لو عرف عبد السلام عارف أننا تخلينا عن.. عن صبحي عبد الحميد وعبد الكريم فرحان لطردهم في يوم واحد.
أحمد منصور: أطلقتم على هذه الحركة اسم الحركة الاشتراكية العربية؟
عارف عبد الرزاق: لأ.. دا تنظيم سري فقط ضباط.
أحمد منصور: تنظيم سري للضباط.. يختلف عن الحركة الاشتراكية العربية؟
عارف عبد الرزاق: للضباط.. يختلف دكهي بعد.. بعد سنة صارت.. كملت.
أحمد منصور: طيب إيه الأهداف الأساسية اللي وضعتوها لتنظيم الضباط؟
عارف عبد الرزاق: مقاومة أي.. أي.. انفراج، أو أي حركة تقوم بها قوات أخرى، لأننا كنا.. مهددين من البعثيين ومن الشيوعيين.. الشيوعيين ماتوا تقريباً، قبروهم.. البعثيين، لكن أصبحت القوة المناوءة لنا هي البعثية اللي موجودة بها الشكل.
أحمد منصور: كنت أنت قائد القوات الجوية؟
عارف بعد الرزاق: شوف يعني حتى نكون حقيق، يعني في زمن عبد الكريم قاسم كانت هناك قوتين، قوة قومية وقوة شيوعية، أحدهما لازم تتغلب على الثانية، كان موقف.. موقف.. تهيأ لأي من القوتين ضد. في زمان عبد السلام عارف كان بعد.. هو وقف على التل، فكان بدايات قومي.. تيار بعثي نخاف مه ليثور أو إحنا، فمن يسبق الثاني؟ كان هذا.. كان هذا.. الثاني مو كان تغيير، كنا نسبق.. إنخاف لتسبق البعث الحركة الثانية ويحول مجراه، كان ما فيش تنظيم بعثي موجودة، وكان هناك تنظيم يقوم به عبد السلام موجود. تنظيم كذابي كله، و.. وكان هناك تنظيم حقيقي هو تنظيمنا إحنا.
أحمد منصور: تنظيم حقيقي إزاي وأنتم كنتم مبعثرين ولا تتفقون على أفكار ثابتة؟
عارف عبد الرزاق: لا بس ابتدينا.. ابتدينا وجمعنا الضباط من جديد.. ابتدينا وجمعنا الضباط من جديد.
أحمد منصور: قل لي أهم القيادات اللي كانت معك؟ أنت كنت قائد القوات الجوية، هل كان هناك قيادات بارزة أخرى من الجيش معكم في هذا التنظيم؟
عارف عبد الرزاق: كان مدير حركات محمد مجيد، كان معاون مدير حركات محمد يوسف، كان.. مدير استخبارات كان هادي خماس، كان عندنا أعمدة ألوية موجودين، كان موجودين.
أحمد منصور: حددتم وقتاً للقيام بحركة أو انقلاب؟
عارف عبد الرزاق: كان الضباط الصغار، متعمدين على الضباط الصغار أكثر من الكل.
أحمد منصور: سعيتم للقيام بحركة أن انقلاب في ذلك الوقت، أم فقط مجرد أنكم تحافظوا على التوازن؟
عارف عبد الرزاق: مجرد تنظيم، يعني أنا حاولت في شهر ثلاثة سنة 65.
أحمد منصور: مارس.
عارف عبد الرزاق: نعم، يعني بعد أن.. ابتدت حركات الشمال، فاجتمعنا في بيت.. دار هادي خماس، كل الضباط القياديين، فقلت أنه الحركة.. حركة فاشلة وغير مطمئنة.
أحمد منصور: حركتم أنتم؟
عارف عبد الرزاق: لأ، حركة الجيش ضد الأكراد.
أحمد منصور: آه، نعم.
عارف عبد الرزاق: ولو كتب لها النجاح لادَّعى عبد السلام عارف هو النجاح وتغلب على كل التيارات الأخرى، ولكن الفشل موجود بيها، والفشل يعم على الكل، فبمجرد وجود.. تحرك الجيش إلى الشمال، راح ينقل قسم من ضباطنا إلى الشمال.. بدعوة الحرب و.. وما تستطيع أن تنفذ يقول لك هذا أجمل، فهو بمرور الوقت في بغداد راح يضعف، يقوي وإحنا نضعف، فكان هناك فوجين جاية من واحد من المسيب، وواحد من.. من الحبانية،كان موالينا، وهو كان عنده قوتين، عنده قوة.. اللواء العشرين وبقيادة.. والحرس الجمهوري، وحنا كان عندنا القوة الجوية، وكان عندنا قسم الدبابات وكان عندنا فوجين جايين من هناك، فكان فرصة إنه يعني.. نقوم بعملية.. يعني.. اختطاف أو شيل لعبد السلام عارف أو.. أو حركة حرب معينة، لكن ما عدا اسمه محمد مجيد اعترض وقال هذه خيانة، وما نضرب الجيش من الخلف، فمن يريد أن يخطط لهذا.. فليعمل، فشفت على وجوه الضباط أنهم يكونوا غير موافقين، فبعد أن شتمتهم انصرفت.
أحمد منصور: ظل التنظيم قائم إلى أن كلفت.. بالوزارة في 5 سبتمبر 65؟
عارف عبد الرزاق: ضعف.. ضعف.
أحمد منصور: ضعف.. بعد هذا الموقف بالذات ضعف.
عارف عبد الرزاق: لأ، هناك جت ظروف أخرى معينة مع الأسف.
أحمد منصور: يعني لم يكتمل عمره سنة واحدة.
عارف عبد الرزاق: لم يكتمل عمره سنة، لأ. هو بقاياه موجودة، يعني.. يعني البذرة موجودة، لكن بقي..
أحمد منصور: دا دليل على إنه أنتم القوميين لم يكن لديكم أفكار ثابتة ومحددة، وأيضاً لم تكونوا تلتقوا على.
عارف عبد الرزاق: لأ.. لأ.. لأ.. لأ.. لأ.. لأ.. دا أنا أخالفك الرأي.
أحمد منصور: اسمح لي، ما أنا.. أنا بس بأقرأ الواقع وخالفني كما تريد.
عارف عبد الرزاق: تقرأ.. الواقع، تقرأه.. تقرأه بالمقلوب.
أحمد منصور: ما بأقرأوش بالمقلوب أنا بأقره بالمعطيات.
عارف عبد الرزاق بتقرأه بالمقلوب.
أحمد منصور: كون تنظيم ضباط، عفواً، كون تنظيم ضباط الآن يُشكَّل، وفي أول مرة تجلسوا حتى تخدوا قرار حاسم، شكلتم في آخر.. في آخر 64، في مارس 65 سعيتم لاتخاذ موقف معين، أنت كرئيس للتنظيم قلته.. خالفك الآخرون.. ولم تقم ثم بدأ يضعف.
عارف عبد الرزاق: تركت.. تركت.. تركت الآخرين بدأ يضعف.
أحمد منصور: تنظيم لا يثبت لمدة سنة، ما.. ما هو قراءتك لذلك؟
عارف عبد الرزاق: يعني.. هذا لأ يعني أنا لم أقول، أنا اختلفت معاهم، لكن لم ننفصل.. اختلفت معاهم لكن لم ننفصل، وكل ما هناك امتنعت على الاجتماع معاهم.. كم مرة.
أحمد منصور: إنت الرئيس.
عارف عبد الرزاق: مع إن الرئيس بس أكو قواعد أخرى موجودة تشتغل، أكو قواعد موجودة تشتغل، يعني إحنا شكلنا اللجان، كل لجنة تشتغل لوحدها.. كل لجنة تشتغل بدون..
أحمد منصور: يعني بدون رأس دائماً يحرك كل الأحداث الموجودة في العالم، حتى على مستوى الأسرة نفسيها، اللي هي أصغر مكون جماعي موجود في أي مجتمع بدون رأس يسيطر ويوجه كل شيء بيتفكك، إذن أنت كرئيس للتنظيم بدأت تتخلى عن إنك تحضر الاجتماعات بشكل منتظم، وحصل فجوة بينك وبين الآخرين، إذن بدأت يتهلهل التنظيم ويتفكك.
عارف عبد الرزاق: يعني.. أنت.. تعتبرها عثرة لكن هي.. مو..
أحمد منصور: أنا ما فيش شيء شخصي بيني وبينك.
عارف عبد الرزاق: ولا.. ولا أنا فيه بيني وبينك شيء شخصي.
أحمد منصور: طيب يا سيدي أنت تعرف علاقتي بك منذ أكثر من عام منذ أن تعرفت عليك، فأنا.. بالضبط.
عارف عبد الرزاق: أنا.. أنا.. أنا بيني وبينك الحقائق.. أنا بيني.. أنا بيني وبينك الحقائق، أنا.. أنا.. أنا.. أنا.. أنا كل ما هنالك نتكلم بالحقائق، لكن أنت ما تخليني أتكلم في حقائق.
أحمد منصور: أنا يا سيدي أعطي لك الفرصة كاملة.
عارف عبد الرزاق: أنا.. أنت بتتهمني.. إنت تتهمني.. إنت تتهمني أنا نختلف و.. وأن نختلف، لأ، إحنا.. أعلى مما تصورنا، إحنا ما تجدنا في.. إحنا مثل الألماظ، إحنا من.. من أول منشأتنا إلى الأخير إلى نموت وإحنا نعشق.. بنعشق الوحدة العربية، إحنا نعشق الوحدة العربية.
أحمد منصور: أنا بأعشقها أكثر منك لا تزايد عليَّ في أمر الوحدة.
عارف عبد الرزاق: لا.. لا مستحيل تكون أكثر مني، لا مستحيل تكون أكثر مني.. مستحيل تكون أكثر مني.
أحمد منصور: صدقني لا تزايد عليَّ في أمر الوحدة، أعشقها بأسسها وأصولها، لكن أنا هنا لست في إطار إن أنا أتكلم عن أمور شخصية متعلقة بي، إحنا بنتكلم في أحداثنا.
عارف عبد الرزاق: إنت بتقول، أنا لا.. أنا لا.. أنا لا عندي طبلة أدق بيها حتى أقول لك (….)، لكن تسألني أسئلة وأنا أجيبك عليها.
أحمد منصور: أنا أسألك يا سيدي الآن، أنا.. أنتم التنظيم الآن إلى سبتمبر 65 كان ضعف وبدأ.
عارف عبد الرزاق: ما.. ما تخليني نكمل أنت ما تخليني نكمل أبداً.
أحمد منصور: أنا ما بأخليكش تكمل؟
عارف عبد الرزاق: آه، طبعاً ما تخليني نكمل.. بعد هذا الحادث صار اجتماع في وزارة الدفاع، حضره ناجي طالب كان وزير خارجية، مسيس الحبيب كان وزير دفاع، وحضره رئيس أركان الجيش عبد الرحمن عارف وعبد السلام عارف، وإحنا ضباط الفرق وكان ماكومالناش ترقية، وإحنا في.
أحمد منصور: تاريخه كان امتى؟ الآن في مارس؟
عارف عبد الرزاق: في.. في بداية.. في.. في بداية 65.
أحمد منصور: يعني بعد مارس.
عارف عبد الرزاق: إي في بداية آيار 65، في بداية آيار 65.
أحمد منصور: شهر مايو يعني.. نعم.
عارف عبد الرزاق: شهر مايو.. في..يعني بعد أن الحرب ابتدا، يعني في.. في بداية الاجتماعات فجاء عبد السلام عارف.. عبد الرحمن عارف قال أنا.. هو اتعين حاكم عسكري في الشمال، يعني للمنطقة في كركوك، فهو رئيس أركان الجيش فكان.. كانت رواية.. تمثيلية سخيفة، هو يستطيع أن يصدر أوامر لمن يريد، لا يستطيع أن يرئس الجمهورية، المفروض إنه يرئس أركان جيش هو اللي يقوم.. بالترقية، فقال محتاج إلى ضباط ركن، ومحتاج إلى عمل أميري وحدات ما.. ما موجودين عندي، فقد يسجل،.. محمود عبد الكريم، هذا ضابط كويس لكن ما يريد أريد أن يروح فوج، يكون أمير، سيادة ضابط ركن فاروق صبري، هنا ثار محمد مجيد وقال هذا غلط، إحنا ما..
أحمد منصور: ماعلهش أنا.. أنا مع تقديري التام لهذه الرواية، لكن التفصيلات هذه لا تهم المشاهد كثيراً، ولا تهمنا في الشهادة. إحنا عند موضوعات رئيسه الآن، التنظيم..، لأن أنا بهذا الشكل..
عارف عبد الرزاق: يا إما تخليني.. يا إما تخليني أتكلم مثل ما أريد، يا إما لأ تتعبني..
أحمد منصور: يا سيدي تتكلم كما تريد.
عارف عبد الرزاق: ما أبا بأقول لك الأحداث ما بتيجي بها..
أحمد منصور: لا أستطيع أنقل كل صغيرة وكبيرة.
عارف عبد الرزاق: مع إن نتيجة هذا.. نتيجة هذا أجبرنا عبد السلام عارف أنه يروح إلى.. إلى.. إلى عبد الناصر، والاجتماع بالقيادة السياسية.. يا أخي أنت ما تخليني أتكلم كده، أنا في إيدي نقوم ونقطع المنهج، نعم أنا مستعد أقطع المنهج.
أحمد منصور: اسمعني يا سيدي أرجوك.. أرجوك، أنا لا أستطيع كل تفصيل اجتماع صغير أن..
عارف عبد الرزاق: لا تسألني أنا.. لا تسألني.
تعيين عارف عبد الرزاق رئيساً للوزراء
أحمد منصور: أنا بأسألك عن الآن تعيينك رئيس للوزراء.
عارف عبد الرزاق: ما كان.. ما أخر أحداث اللي.. ليش جئت رئيس وزراء؟ ناتج ليش لماذا جئت رئيس وزراء؟
أحمد منصور: هذا سؤال كنت سأسألك لماذا تم اختيارك رئيس وزراء؟
عارف عبد الرزاق: لماذا أه.. لماذا اخترت؟ لأنه هو بعد.. الاختلاف حول إذن بيني وبين كريم فرحان بعد..، كريم فرحان ارتكب خطأ كبير.
أحمد منصور: من كان كريم فرحان.
عارف عبد الرزاق: كريم كان وزير إرشاد.. وزير ثقافة وإرشاد.
أحمد منصور: اللي هو استقال في 23 يونيو سنة 65.
عارف عبد الرزاق: 23 يونيو؟
أحمد منصور: أيوه 32…
عارف عبد الرزاق: …30 أو 29 مايو.
أحمد منصور: في 30 كانت الاستقالة الجماعية، 30/6/65 كان صبحي عبد الحميد، وهو ووزراء آخرين.
عارف عبد الرزاق: أي هو استقال قبلهم بيوم واحد أو يومين، يوم واحد.
أحمد منصور: أنا المصدر اللي نقلت منه إنه استقال في 23/6/65، في 26/9 مش فارقة كثيرة مش هأختلف معاك في التاريخ.
عارف عبد الرزاق: لا.. لا.. جيت أن..
أحمد منصور: نعم.
عارف عبد الرزاق: أنا كنت رحت معرض طيران اللي في فرنسا، وكان هو على أساس (….) اجتماع قمة عربية في الجزائر، وكان على أساس المفروض يعني.. يعني أنا.. أحد أعضاء مجلس الرئاسة. فكنا مبتين أن نعمل عملية، أدا موجود بأقل تضحية من الناس، في.. وأنا في باريس قام (بوميدين) بإنقلاب على (بن بلا)، فتغيرت الأوضاع فجيت كملت أنا كان عندي شغل في إنجلترا في.. لأنه.. دعوة من قبل بعض شركات الرادار كنا بنحاول نشتيرها، فقضيت أسبوع آخر بالإضافة إلى.. فكن قضيت حوالي 12 يوم. رجعت من دون أن أخبر أحد أنا عن موعد وصولي، والطيارة وصلت الساعة 2 بعد نصف الليل.
أحمد منصور: بتاريخ؟
عارف عبد الرزاق: بتاريخ 26/9.
أحمد منصور: نعم.
عارف عبد الرزاق: ففعلاً جيت لقيت المطار غاص بالمستقبلي، فقلت آني أكو شيء صار العراق، فلحقني إلى بيتي سيارتين، سيارة سعيد..، ومحمد.. والأخ الأستاذ فقلت له (….) فيها إيه، قالوا لأ ما فيش، قلت لأ، يعني مش معقول هذا الاجتماع كله موجود جاي ببلاش، فحكوا لي قصة كريم فرحان، وأن هو كتب كتاب إلى رئاسة الجمهورية أنه.. موظفيكم اتدخلوا في شغل.. الإذاعة، يرجى توجيه الامتناع عن هذا وتوجيه رسائلكم إلينا مباشرة حتى نحنا ننقلها في الإذاعة، كان به نوع من الفظاظة.. فعبد السلام عارف كلم وزير الدفاع.. رئيس الوزراء طاهر يحي، وشتم عبد الكريم فرحان، ورئيس الوزراء أعطى التليفون ليسمع عبد الكريم فرحان، فعبد الكريم فرحان استقال واليوم الثاني الصبح يوم الخميس.. أنا وصلت الأربعاء بالليل، هو الخميس سافر إلى القاهرة.
أحمد منصور: قيل إن الرسالة اللي وجهها كانت قاسية جدًا، لا توجه إلى أي رئيس دولة، عبد الكريم فرحان…
عارف عبد الرزاق: صح.. صح..
أحمد منصور: وكذلك رد رئيس الدولة عليه..
عارف عبد الرزاق: ورد رئيس الدولة بكلام…
أحمد منصور: لا يوجه إلى وزير.
عارف عبد الرزاق: هذا صحيح، وأنا..
أحمد منصور: يعني المستوى نزل..
عارف عبد الرزاق: وأنا خبرت يوميها في..
أحمد منصور: المستوى نزل..
عارف عبد الرزاق: الأشخاص، المستوى يعني.. ما يعني أنت.. يعني الإنسان لما يدخل في دور التهيج والعصبية تصدر منه أشياء..
أحمد منصور: يعني الشيء اللحظي يعني، إحنا بنوصف اللحظة يا سيدي، إحنا بنوصف اللحظة..
عارف عبد الرزاق: كل.. كل.. كل البشر، كلهم بشر وكلهم أخطاء، كلهم بشر وكلهم يخطأون، رحت أنا أزور الصبح يوم خميس 30 شفت طاهر يحيى وقال هناك 8 وزراء استقالوا اثنين منهم كانوا مستقيلين سابقًا وعبد الهادي الراوي والعبوسي، وستة من ضمنهم كريم فرحان، فقلت لو أنا مكانك خليها لما نشوف (…) يبضغط على الوزراء أو يشوف (…)، لكن مع الأسف طاهر يحيى كان على العموم من الأشخاص بيعتمد..
أحمد منصور: عين مكانهم مباشرة…
عارف عبد الرزاق: أعطوها الأسماء كلها لعبد السلام عارف مباشرة.. فقبل المغربية رحت أنا وسعيد صليبي بدي أتكلم مع عبد السلام عارف عن الموضوع، فقلت يعني هو غلط ولو أنت أقلته بدون هذا الكلام اللي سمعه بكلام شارع ما كان هناك غضاضة لأي بشر عليك، لكن هم لما استقال دول.. استقالوا.. الكلام النابي اللي سمعه.. سمعه عبد الكريم فرحان ولابتعاده عن هدف معين فرجعت إلى البيت رجع معايا سعيد صليبي فقال: لماذا تقول لو رشحت إلى رئيس وزراء
أحمد منصور: هذا أول مفاتحة ليك كانت في 30/6 أو في أول يوليو..
عارف عبد الرزاق: كانت في 30/6 بالفعل..
أحمد منصور: يعني إحنا عندنا يوليو وأغسطس، وفي 5 سبتمبر أصبحت فعلاً رئيس للوزراء، طوال الشهرين دول إلى 5 سبتمبر، المفاوضات لم تتوقف معك في العرض أن تكون رئيس وزراء.
عارف عبد الرزاق: لأ، هي بس خليني أكمل لك..
أحمد منصور: لو خدت الشهرين دولة هأقعدهم فيهم شهرين أسجل، أنا عايز رؤوس أقلام يا سيدي.
عارف عبد الرزاق: رؤوس أقلام، خلاص وجيت يوم 5 سبتمبر رئيس وزراء..
أحمد منصور: 5 سبتمبر، طيب في الفترة من أول عرض عليك، حينما عرض عليك سعيد صليبي وكان سعيد صليبي يعني..
عارف عبد الرزاق: آمر الانضباط العسكري..
أحمد منصور: آمر الانضباط العسكري وعلى صلة مباشرة..
عارف عبد الرزاق: حاكم بغداد.. حاكم بغداد..
أحمد منصور: طبعًا لم يكن عرضه منه وإنما كان عن طريق عبد السلام عارف…
عارف عبد الرزاق: ما قلته إن.. هذا العرض ليس منك ولا من عبد السلام، أنا مستعد أجرب نصوص الحل، حتى لو كان الناس (تنتقدني) بها، على شرط أن يبقى هو رئيس جمهورية دستوري لا يتدخل في أشياء أخرى، فكان رده بدل بعدين سرت على أساس ناجي طالب كان من العنصر الشيعي النظيف وكان هو رئيس للخارجية.. وزير الخارجية، فانتظرناه في يوم 3 بعد الرجوع، فكلمناه بعدما شافوه جماعة آخرين، فاستكبر أنه كان معلم مالي في كلية الأركان وأنا تلميذ أصغر منه أصير رئيس وزراء عليه، فعقد الموضوع وقال إحنا نحوله للرف ونجيب كل الغرض من.. الجيش في الشمال هنرجع كل الوزراء الموجودين فيها، قلت هذا الموضوع راح والوزراء كلها عرفها هذا الموضوع..
أحمد منصور: كان موقف طاهر يحيى أيه رئيس الوزراء في ذلك الوقت؟
عارف عبد الرزاق: ولا شيء.. طاهر يحيى..
أحمد منصور: علم بالموضوع وإنك أنت عُرض عليك المنصب؟
عارف عبد الرزاق: طاهر يحيى كان همه.. همه أن يبقي رئيس وزراء ..
أحمد منصور: كان همه أن يبقي رئيس وزراء..
عارف عبد الرزاق: همه كان رئيس وزراء..
أحمد منصور: أنت لما عُرض عليك في الفترة من، نقول من أول يوليو إلى 5 سبتمبر، طبيعة الأخد والرد بينك وبين عبد السلام عارف كانت أيه؟
عارف عبد الرزاق: ما أنت تخليني.. ما أنت تخليني أتكلم، أنت تقول.. أنت تقول..
أحمد منصور: ما أنا ممكن دول..
عارف عبد الرزاق: ما هو طبيعة الرد ما أنا قلت لك..
أحمد منصور: دول يا سيدي سبعين يوم..ما ممكن نقعد سبعين ساعة نتكلم..
عارف عبد الرزاق: يا حبيبي.. التغيرات.. التغيرات اللي صارت، أنا اتعرضت على ناجي طالب أمام عبد السلام عارف أن يشكل وزارة وقلت له لك علي أي شخص في العراق تريده أن يشتكي.. قال يجي تشتغل أنت صبحي عيسي، كلهم.. كنت أي شخص بالعراق موجود، كان يوم خميس وكان يوم جمعة مر (سوكارنو)، بالعراق، فانتظرناه يوم جمعة بوزارة الخارجية، فجاء ناجي طالب وقال: أنا مستعد أشكل وزارة لكن أنا صاحب أخلاق، ما ممكن أخلي طاهر يحيى.. أخليه نائب رئيس جمهورية فقلت له: يا نجدي طالب تقول أنك تفهم بالأشخاص، عبد السلام عارف يشك في حتى في أبيه، فبعد أن كان بالدستور النائب المؤقت.. نائب رئيس الجمهورية وأحمد حسين بكر شاله، تريدني أرجع واحد ثاني في مكانه، طب أُمَّال لماذا الاستعلاء لعبد الكريم؟ إذا كنت تريد أحمد.. إذا كنت تريد طاهر يحيى أن يجي نائب رئيس في مكان ما أنا أجيب لك إياه.. فأصر على رأيه فانفصلنا..
أحمد منصور: والآن أنت..
عارف عبد الرزاق: فصار اجتماعات مجلس قيادة الثورة وراها مباشرة، فاقترحوا أن يكون طاهر يحيي هو.. ويكون نواب رؤساء اثنين أنا وناجي طالب..
أحمد منصور: نواب رئيس وزراء؟
عارف عبد الرزاق: نواب رئيس وزراء، أنا وناجي طالب..
أحمد منصور: قبلت هذا أم رفضت؟
عارف عبد الرزاق: قبلت على مضض باعتبار أنه قال أنه لن يقبل الوزارة ما لم يرجع كل الوزراء هذا شرطه كان الرئيسي.
أحمد منصور: الذين استقالوا..
عارف عبد الرزاق: استقالوا ليش.. فباليوم الثاني صبحي عبد الحميد.. فقلت له.. جبت الإخوان إحنا مقابل الوزراء اللي يعتمد عليها عبد السلام عارف إحنا نطردهم مقابل الوزراء اللي راح يطلعون، ونجيبهم بوظائف مقابلة للوزير..
أحمد منصور: كل المهم، التفصيلات دي كلها انتهت إلى لا شيء..
عارف عبد الرزاق: كل الأشياء كانت التشكيل..شكل وزارة ترقيعية، تشكيل وزارة ترقيعية..
أحمد منصور: لم تستمر وكُلفت أنت..
عارف عبد الرزاق: لم تستمر.. استمرت بها إلى تشرين فجاء.. أَعيدت مرة ثانية في أغسطس واستمرت حوالي أسبوع زمان، إلى أن أنا عرضت أن ما أقوم يعني على مبدأ إنه يبقى رئيس جمهورية دستوري وأنه أنا أنتخب الوزراء، طبعًا يكون فيه شد وبدل، هو يبدل وأنا أروح، أنا يعني لا كنت أريد أقطع الحبل معاهم، ولا كنت أجاريه على كل الأمور..
أحمد منصور: كيف شكلت حكومتك؟
عارف عبد الرزاق: شكلت حكومتي من.. كيف شكلتها؟
أحمد منصور: آه..
عارف عبد الرزاق: شكلتها من أشخاص ما كنت أعير كثير اهتمام يعني، أكثرن ناس تعبوا عبد الرحمن بزاز..
أحمد منصور: كان اللي هو وزير الخارجية وكان نائباً لك؟
عارف عبد الرزاق: ونائب ليَّ، فكنا نجيب ناجي … عقيلي قبل ما يجي إلى وزير دفاع وأنا ما كنت أرى إنه ما نعطيه وزارة الدفاع..
أحمد منصور: أنت اشترطت أن تكون وزيراً للدفاع لعبد السلام عارف أم هو الذي منحك؟
عارف عبد الرزاق: لا أنا اشترطت.. اشترطت..
أحمد منصور: أنا اشترطت؟ لم يكن خائفًا من هذا الشرط منك؟
عارف عبد الرزاق: والله هو الخوف موجود، وأغير ما يعني ما أقول غير موجود وتصف بالشكل هذا، بس هو كما.. أنا.. أنا يعني.. أنا جيت رئيس وزراء ليش..أجي أعمل انقلاب ما أجي أشكل حكومة..
أحمد منصور: يعني أنت مخطط لانقلاب متى فكرت فيه وبدأت فيه؟ متى فكرت فيه وبدأت فيه؟
عارف عبد الرزاق: نعم، من .. من .. فكرت فيه من أول من بعد ما عمل الانتخاب اللي صار بين.. كلية الأركان، بالكلية العسكرية، ومفاتحة الضباط بالولاء له شخصيًا، فكرت بهذا وابتعاده عن الخط.. خط الوحدة.
أحمد منصور: لكن متى بدأت التخطيط الفعلي له؟
عارف عبد الرزاق: والله التخطيط ما أنا قلت عدة محاولات صارت..
أحمد منصور: أنا بأقصد الآن أنت في أول يوليو حينما عرضوا عليك أن تصبح رئيس للوزراء، هل كنت في ذلك الوقت تفكر في الانقلاب؟
عارف عبد الرزاق: نعم، نضال سلمى، لكن امتى كان السؤال امتى..
أحمد منصور: كان كل الانقلاب؟
عارف عبد الرزاق: كان كل.. كل أسبوع زمان و.. خاف للي راح للمغرب لاجتماع قمة، فهل كانت أنه بعد التجربة ما بينت (…)، يعني من بعدما اتطلعنا على خلاف بيني وبينه حتى نقوم بعملية، فها اللي كان هذا.. هذا كان نقطة بتاعة تأخير، النقطة التعجيلية أنه هو بره، مين اللي يمكن ما يطلع بره بعد سنة وأسلم التغييرات أن يكون هو بالخارج حتى لا.. لا نضحى..
أحمد منصور: هو كان يشعر أنك تعد للقيام بإنقلاب، ولذلك سعى لاستيعابك فعرض عليك رئاسة الوزراء؟
عارف عبد الرزاق: هو كان يخاف مني، بس ما أقول كان.. كان أحد الاجتماعات كان طلب عبد الرحمن عارف من عبد الكريم فرحان أن يحلف يمينًا بطلاق مرته أنه هو ما.. لم يعرض، ومع الأسف عبد الكريم فرحان حلف بعد الجدال.. النقاش قال له أنت من يقولون الناس عليك أنت لا تصلح رئيس أركان الجيش، لأن كونك رئيس أركان الجيش لأنك أخو عبد السلام عارف وصارت مشادة، فصارت مناقشة في اليوم الثاني على أساس مناقشة الوزراء أنا احتجيت إنه.. إن كنا أن مجلس الوزراء أصح مجلس لا يفي بالمرام، وأنه كانت الأكثر أعضاؤه في اجتماعات خاصة إذا لم يشاركوا الانتخاب للوزراء عليه السكوت فقط.
أحمد منصور: قبلت برئاسة الوزراء بنية القيام بانقلاب؟
عارف عبد الرزاق: نعم.
أحمد منصور: كنت رتبت أي شيء قبل ما تتولى رئاسة الوزراء لتنفيذ الانقلاب؟
عارف عبد الرزاق: على طول كانت القوة الجوية كلها على طول عندي باستمرار..
أحمد منصور: اعتمدت على أي قوة أخرى غير القوة الجوية؟
عارف عبد الرزاق: في الانقلاب اللي صار؟
أحمد منصور: آه، أنا الآن لسه وأنت أول يوم رئيس وزراء وتركت لعبد الرحمن البزاز تشكيل الحكومة وتصريف أمور الوزارة كمان، صح؟
عارف عبد الرزاق: آه، كان .. أنا كان عندنا قوات جوية وكان عندنا بعض الدبابات وكان الحق يعني أصلح إحنا للقيام بالعمل بالنهار، بالليل إحنا عاجزين عن العمل، سعيد صليبي أو عدني أنه لو.. لو لم يأت عبد السلام عارف إلى الخطة، لا تفق معي وسعيد صليبي من صفي من..
أحمد منصور: هو آمر الانضباط العسكري؟
عارف عبد الرزاق: هو آمر الانضباط العسكري.
أحمد منصور: وكان من أكثر الناس ولاءً لعبد السلام عارف..
عارف عبد الرزاق: لأ، كان مخلص للكل، كان مخلص لواجباته..
أحمد منصور: هو الذي كشف انقلاب..
عارف عبد الرزاق: لا.. لا، هو ولاءه ليَّ أكثر من عبد السلام عارف..
أحمد منصور: ولاءه ليك هو الذي أفشل الانقلاب.
عارف عبد الرزاق: بس هو كان يرى.. هو كان يرى..هو كان يرى ما لا أراه، وكان يرى أنه جماعتي غير.. غير قادرين على العمل، وكان على اختلاف مع..
أحمد منصور: يعني هو أكثر بصيرة بجماعتك منك أنت؟
عارف عبد الرزاق: يعني أنا.. أنا كنت أعتمد على ماضيهم، هو كان يعتمد على حاضرهم، ما أدري.
أحمد منصور: يعني لم تكن تعرف حاضر من حولك؟
عارف عبد الرزاق: لأ، يعني لا تحاول أن تدس الكلام دس..
أحمد منصور: أنا ما بأدسش يا سيدي، أنا بأسأل..
عارف عبد الرزاق: لا.. لا بتدس، هذا دس.. هذا دس لا يخفى علي..
أحمد منصور: أنا لا أدس..
عارف عبد الرزاق: أرجوك أن يكون الحوار أدبي..
أحمد منصور: أنا لم أتجاوز يا سيدي..
عارف عبد الرزاق: أنت تقول لي أنت لا تعرف أنت..
أحمد منصور: لأ، هو كلام سيادتك أنت، مش كلامي أنا..
عارف عبد الرزاق: أنا قلت لك.. أنا قلت لك أنا اعتمدت على ماضيهم، ماضيهم الأولاني كله كان تمام كويس، وكان ليكوا مدى في إقامة حركات معينة، هو كان يرى هذا غير ما أراه أنا.
أحمد منصور: هل وضَّح لك هذه الأمور وقال لك أن هؤلاء غير أكفاء وسيخذلوك؟
عارف عبد الرزاق: قال هذا الكلام.
أحمد منصور: لكن أنت رفضت كلامهم.
عارف عبد الرزاق: أنا رفضت اعتماداً على أخلاقي إنه وها دول جماعتي من الأول..
أحمد منصور: لماذا وأنت الآن أصبحت رئيس للوزراء لم تسع للتغيير الذي كنت تنشده وأنت في أرفع منصب بعد رئيس الدولة، بل المنصب التنفيذي المسؤول؟
عارف عبد الرزاق: سعيت..
أحمد منصور: عشرة أيام أنت بقيت رئيس الوزراء..
عارف عبد الرزاق: عشرة أيام آه..
أحمد منصور: سعيت عشرة أيام للإصلاح؟
عارف عبد الرزاق: عشرة أيام لأ.. إصلاح الوضع، لا يمكن إصلاح الوضع..
أحمد منصور: طبعًا تصلح وضع البلد
عارف عبد الرزاق: لا.. لا، هو عبد السلام عارف اختلف نهائياً وابتعد عن الوحدة خط نهائيًا خلاص، ما فيش فايدة..
أحمد منصور: كنت تستطيع هذا، ألم يطلب منك سعيد صليبي منح الرجل فرصة عدة أشهر وإذا لم يقم من خلال وجودك أنت بجواره كرئيس للوزراء إذا لم يقم بتنفيذ هذا الأمور سيكون معك في الانقلاب؟
عارف عبد الرزاق: لا.. غير صحيح..
أحمد منصور: ألم يكن الرجل أيضًا..
عارف عبد الرزاق: أنا قلت لك.. أنا قلت لك كنت في.. قوتين تشدني، واحدة لم يجرب عبد السلام عارف بعد معي والثانية قد لا تتيح فرصة أخرى أن يكون بعيد عن الوطن، فكان كل الهدف منه أن نقوم بالتغيير بأقل عدد من الضحايا.
أحمد منصور: هل رجعت للتنظيم قبل القيام بهذه الحركة أم.. أم كانت بشكل فردي منك.
عارف عبد الرزاق: لأ طبعًا قمنا بالتنظيم..
أحمد منصور: كنت تهدف من وراء هذا أن تكون رئيسًا للدولة.
عارف عبد الرزاق: لأ، إحنا كان في تخطيط.. كان في تخطيطنا أن يكون رئيس وزراء فقط.
أحمد منصور: أصبحت رئيس وزراء الآن تقوم بانقلاب وأنت رئيس للوزراء؟!
عارف عبد الرزاق: إذا.. إذا أنت لا تصدق فاسأل من كان معي..
أحمد منصور: يا سيدي مش قضية تصديق، أنا بأسألك ومن حقك أن.
عارف عبد الرزاق: أنا ما قلت لك يعني في تقديمنا في الحركة.. حتى لا.. حتى لحظة ما في المنصب كان منصب رئيس وزراء فقط.
انقلاب عارف عبد الرزاق وأسباب فشله
أحمد منصور: أصبحت رئيس للوزراء في 5 سبتمبر، في 12 سبتمبر سافر عبد السلام عارف لحضور القمة العربية في الرباط، وأنت قمت بحركتك مساء 15 صبيحة 16 أيلول/ سبتمبر..
عارف عبد الرزاق: كان الأربعاء أو الخميس..
أحمد منصور: ما الذي.. ما هي الترتيبات التي قمت بها للانقلاب وما الذي أدى إلى فشله؟ تكون رئيس وزراء ووزير دفاع وتفشل في حركة انقلابية ورئيس الدولة في الخارج، يعني كل عوامل النجاح مهيأة لك ومع ذلك فشلت الحركة؟
عارف عبد الرزاق: أنا في يوم الأربعاء زارني..
أحمد منصور: كان تاريخه كام –عفوًا- الأربعاء؟
عارف عبد الرزاق: نعم؟
أحمد منصور: تاريخه كام الأربعاء؟
عارف عبد الرزاق: 15.
أحمد منصور: 15.
عارف عبد الرزاق: جاءني عبد الهادي خماس.. وقال لي أنه هذا البيان أعده صبحي ومحمد مجيد وأنا..
أحمد منصور: صبحي عبد الحميد..
عارف عبد الرزاق: ومن زحمة الزوار ومن زحمة الأشياء الأخرى وقطعنا الخطة، الخطة وضعوها كل فلان وفلان..
أحمد منصور: يعني أنت لم تضع خطة الانقلاب؟
عارف عبد الرزاق: لأ.
أحمد منصور: وضعها الـ..
عارف عبد الرزاق: الضباط الموجودين الآخرين..
أحمد منصور: الضباط.. نعم، قلن بأي شيء كنت مشغول وأنت كنت تترك إدارة شؤون رئاسة الحكومة إلى مساعدك البزاز؟
عارف عبد الرزاق: البزاز ما كنش موجود..
أحمد منصور: البزاز كان مع الرئيس..
عارف عبد الرزاق: وهو.. أنا ما تركته، كيف أترك أنا كنت مشغول برئاسة الوزراء زيه..
أحمد منصور: مشغول برئاسة الوزراء أيه وأنت واخد رئاسة الوزراء يعني..
عارف عبد الرزاق: بس.. هي اجتماعات دورية في مجلس الوزراء يومياً فيه اجتماع ما أعرفش أيه وما أعرفش أيه، وفيه زوار جايه مهنئة وفيه..
أحمد منصور: إذا الدنيا هتنقلب بعد يومين وسيادتك اللي هتقوم بهذا الانقلاب، كل هذه الأمور تعتبر أمور شكلية؟
عارف عبد الرزاق: على كل حال أنا اعتمدت على الخطة اللي يضعها ثلاث ضباط ركن بأتركهم، ما كنت أعتقد أنها تكون الخطة غير حقيقية.
أحمد منصور: يعني الخطة كانت غير واقعية؟
عارف عبد الرزاق: الخطة بها نقص.. الخطة بها نقص ..
أحمد منصور: اتطلعت عليها قبل التنفيذ؟
عارف عبد الرزاق: ما اتطلعت عليها قبل التنفيذ، بالتنفيذ
أحمد منصور: وأعطيت أمر بالتنفيذ دون الاطلاع عليها..
عارف عبد الرزاق: أنا اتفقت معهم على أني أمر الساعة السادسة مساءًا إلى مديرية الأمن وأقول لهم (Off) or (on) فجاءني حميد قادر، فأنا كنت أحاول أجذبه سعيد صليبي إلى جنبي حتى لن.. لن نضع خسائر كثيرة، كان أكو دعوة في السفارة الإيرانية وحميد قادر جابه إلى القوة الجوية عندي، رحت له القوات الجوية أثناء (…) بالقوة الجوية أنا ماسك قائد قوات جوية كنت، فحاولت.. أهتدي بالأخير، بعد أن كان فيه عندهم مساعد اسمه عزيز عباس، أنا كنت مفاتح عزيز عباس قبل هذا لو صار كذا.. كذا من تكون.. مع أي جانب؟ فهناك من ضباطنا اللي راحوا في الحركة بعد أن مريت على الاستخبارات والأمن قلت لهم (on) هم استعجلوا في إرسال القطاعات، القطاعات المفروض تروح الساعة 11 هم بعتوها الساعة 10 بداية فأحد الضباط خان وراح أفشى لسعيد صليبي أنا بعد موافقة عزيز عباس…
أحمد منصور: لكن سعيد صليبي كان عنده علم منك أنت؟!
عارف عبد الرزاق: أنا.. أنا خبرته.
أحمد منصور: طيب هذا الضابط خان ليه؟ المعلومة عند سعيد صليبي أصلاً.
عارف عبد الرزاق: أنا لم أذكر له تفاصيل سعيد صليبي أنها ستكون هذه الليلة أو متى..
أحمد منصور: يعني فقط هو عنده علم، لكن ليس عنده علم بالوقت.
عارف عبد الرزاق: بس أنا عايز أقوم بعملية لا أعطيه.. لم أعطيه أي تفاصيل بالعملية، لكن هنا..ذاك من أعطاه الضباط تحركوا، وأعطى أسماء الضباط اللي تحركوا، فأنا دائمًا طلعت من قيادة القوات الجوية، مررت بالحرس الجمهوري، فشفت حركة غيرها تأتي بالموضوع، كان عندي ضباط ركن حوالي عشر ضباط ركن في مقر وزارة رئيس الوزراء، أول ما وصلت خبروني أنه سعيد صليبي وحميد قادر أعطوا إنذار لكل القطاعات إلى في بغداد وللشرطة ولقاعدة بغداد، فاتصلت بسعيد فقلت له تعال، فجاء.. هناك كأنها..
أحمد منصور: يعني سعيد الآن هو الذي واجهك في إفشال الانقلاب؟
عارف عبد الرزاق: بس خليني أتكلم يعني إذا تسمح لي نتكلم نشوف مو.. جاني، أنا جبت سعيد وبشير طارق كان على الحزب الجمهوري تكلم فجبت جبنا على أساس ما يخرجون..
أحمد منصور: تحبسهم عندك…
عارف عبد الرزاق: أحبسهم، لكن كان النقص من تلك الخطة.. أنه الخطة.. الجماعة الأولى تروح الساعة 11 والثانية تروح الساعة 6 للقادة، ففرقت الساعة 6.. الساعة 8 يعملوها بالليل؟ هنا.. هنا نقطة الخطأ، فبعدين هناك أحد الضباط.. الضباط لم.. 5 راحت إحدى سيارات راحت إحدى السيارات تأخرت ما راحت فلما دخلوا للمعسكر مع كتيبة تدريب.. قطعوا التليفون السري اللي بتحاول نتصل بماذا عندكم، وحبسوا الآمر واللي موجود هناك، وأمروا الحرس ألا يخلون أحد يدخل، فالسيارة الخامسة.. الحرس منعها إن تدخل، فرجعت السيارة الخامسة خبروا هادي خماس إنه الجماعة اللي راحوا قُبض عليهم، وإن كان ها الحال هُمَّ كان القابضين، فمخابرة تليفون خاطئة لضباط الركن وأعيب على ضباط الركن أن همَّ لم يذهبوا للتحقق من الأمر، لأن هو قطع التليفونات الموجودة بيها، فوافقوا على الكل على إنه كلام شرف أنه نعدها ليوم آخر، حتى سعيد صليبي، فبعد أن سمعت أنا بعدين بشكل أنا حاولت أنتحر أخذوا المسدس مني، لأن الحركة مكشوفة يعني كشفت الموضوع بها الشكل، فانتظرت مصيري يعني أنتظر للصباح بعد أنن أخذوا.. جردوني من السلاح، أنتظر مصيري..
أحمد منصور: مين اللي جردك؟
عارف عبد الرزاق: حميد القادر وسعيد صليبي والجماعة اللي كانوا موجودين…
أحمد منصور: جردوك من السلاح بعدما سعيت للانتحار.
عارف عبد الرزاق: للانتحار جاءني شخص الصبح وقال لي الدنيا لم تنتهي، إن راح تبقي وهناك راح يعدمك عبد السلام عارف أنت والجماعة الباقين، فلماذا لا تأخذ طيارة وتروح تنزل بهم والدنيا ما.. هناك مستقبل آخر، فمشيت أنا حاولت الصبح عن إني أقوي جبهة من.. من الحبَّانية، في الحبَّانية كان عندي 3 دبابات، وكان عندي الفرقة الثالثة، لكن عندي قوة مقابلة للفرقة الثالثة مناوئة للفرقة الثالثة، وكان عندي كل القوات الجوية في الحبَّانية، فقلت الصبح لعبد الحميد الاتحاد الاشتراكي بتاعكم إنه هل تستطيع أن تقوم بالمظاهرة وأنا أنهي الموضوع من هناك، فأيضًا تردد وقال لأ، غير.. غير قادر.. مو يستطيع أن يجمع هذا العدد..
أحمد منصور: حليفك؟
عارف عبد الرزاق: ما بيستطيع أن يجمع هذا العدد في وقت قليل، فكان فترة الانتهاء.. الانتظار.. انتظار قدري، فجاء نبهني هذا الموجود بها الشكل أنا.. هناك.. هو حميد قادر عطاني 200 دينار والآخر 150 دينار، ما كان.. أنا كنت رئيس وزراء ما كان في جيبي إلا 15 دينار.
أحمد منصور: نقدر نقول هنا إن كان فيه ارتجالية في.. في ترتيب الانقلاب، كان عبد السلام عارف وعبد الرحمن عارف بصفة عبد الرحمن عارف كان رئيس أركان الجيش وأخو عبد السلام عارف كانوا متيقظين وكان فيه معلومات..
عارف عبد الرزاق: لم يكونوا.. لم يكونوا متيقظين..
أحمد منصور: فيه معلومات، برجالهم سعيد صليبي والرجال هؤلاء همَّ الذين أنقذوا الوضع، وهؤلاء كان لديهم معلومات ما كانش فيه عنصر مفاجأة في الانقلاب، كان أنت مطمئن إنك رئيس وزراء ووزير دفاع وقائد طيران، وكل شيء عندك، والبلد كلها بتتكلم عن إن عارف عبد الرزاق سيقوم .. بإنقلاب
عارف عبد الرزاق: شوف حضرتك لو. لو.. لو استطاع هذا ضباط القادة الوصول إلى بغداد في.. مع القوات اللي راحت هناك…
أحمد منصور: ما فيش (لو) في الانقلابات.
عارف عبد الرزاق: نعم؟
أحمد منصور: ما فيش (لو) في الخطط العسكرية!!
عارف عبد الرزاق: ما هو الخطة.. الخطة كانت ناقصة، الخطة خطأ.
أحمد منصور: الخطط العسكرية، المشكلة كمان أنك تحركت، كما يعني جمعت أنا الأشياء المختلفة كان فيه فردية في التحرُّك وأنت رئيس وزراء.. رئيس وزراء ووزير دفاع ومسؤول.
عارف عبد الرزاق: أين الفردية أخي؟ أنا هأقول لك كل الضباط هم قاموا بحركات تكون فردية؟!
أحمد منصور: ما همَّ الضباط همَّ اللي أفشلوه أيضاً.
عارف عبد الرزاق: ما همَّ.. همَّ اللي وضعوا الضباط الخطة تقول فردية.. مو فردية أنا كنت .. أنا.. أنا كنت أشد من قوتين عبد السلام.. سعيد صليبي قال أمهله بعض الوقت، وأنا هذا.. هذا نقطة مهمة جداً، والثانية أنه قد لو جاء هو يتعذر قيام انقلاب إلا بضحايات كثيرة.
أحمد منصور: هو لازم يبقى فيه انقلاب؟ مش ممكن إصلاح الوضع من الداخل؟
عارف عبد الرزاق: مش ممكن.. شخص يقول لك أنا.. أنت إذا صارت وحدة أنا اللي.. الخاسر بكم الوحيد.. شخص يقول…
أحمد منصور: يعني حتى أنت رئيس وزراء ولا تستطيع أن..
عارف عبد الرزاق: يا أخي، أنا تكلمت مع عبد السلام عارف كلام خشن جداً في كلماتي الكثيرة، وأسمعته كلمات كثيرة، لكن مع الأسف هو يقول إيه ويقول لك إيه، وعندما تطلع يتغير..
أحمد منصور: كان فيه سوء ..سوء استقبال بين الانقلابيين نفسيهم.. مفيش اتصالات؟ فيه مكالمة تليفونية جت هدمت الأمور، أنت مسؤول أساسي عن الانقلاب ولم تراجع الخطة.
عارف عبد الرزاق: هذا صح؟
أحمد منصور: ولم تقراها والآن تحملهم مسؤولية الفشل.
عارف عبد الرزاق: لأ، أحملهم مسؤولية الفشل، لأن همَ.. يعني واضع الخطة واضع أمامه الجبن…
أحمد منصور: دايماً الرئيس بيبقى مسؤول، ما تعتبرش مسؤول عن.. عن فشل الانقلاب؟
عارف عبد الرزاق: أنا.. أنا أعلنت عن عدم مسؤوليتي لها، أنا لا.. عدم المسؤولية..
أحمد منصور: المسؤولية الرئيسية..
عارف عبد الرزاق: أنا لا أدعي عدم مسؤوليتي لها، لكن أنا أحكي لك تسألني عن المبررات هذه المبررات..
أحمد منصور: ربما تكون من المرات النادرة إن رئيس وزراء يسعى لعمل انقلاب، وهو رئيس وزراء ووزير دفاع، صح؟
عارف عبد الرزاق: وزير دفاع ما..
أحمد منصور: لما فكرت في الانتحار هل كان الانتحار مخرج أو كان يوافق يعني حتى تاريخك وماضيك وأسلوب تفكيرك؟
عارف عبد الرزاق: لأ، يعني على نظرية "الزبال بيهدي إلى بئر ابن عمرو"، يعني ما كنت أريد يتشفي بيَّ عبد السلام عارف.
أحمد منصور: حينما قررت أن.. أن تستقل طائرة وتذهب إلى مصر أو تهرب إلى مصر، ألم تفكر في مصير الضباط الذين خلفك والذين تورطوا معك؟
عارف عبد الرزاق: أخذتهم معي.. أخذتهم معي.
أحمد منصور: أنت أخذت معك الكبار، لكن لم تأخذ الضباط الصغار الكثيرين.
عارف عبد الرزاق: لا أحد.. لم يعرفهم أحد، لم يعرفهم أحد.
أحمد منصور: كيف وتم القبض عليهم ومحاكمة كثيرين منهم؟
عارف عبد الرزاق: أبدًا.. أبدًا.. الشكوك اللي قُبض عليهم قُبض ناس ما لهم دخل بالموضوع.
تأثيرات فشل الانقلاب وهروب عارف إلى مصر
أحمد منصور: أثر إخفاق الانقلاب إيه؟ كان عبد الناصر عند علم بهذا المخطط؟
عارف عبد الرزاق: لأ.
أحمد منصور: حينما وصلت إلى مصر تحت أي مُسمي وصلت؟
عارف عبد الرزاق: وصلت بطيارة خدت طيارة عراقية وخدتهم معايا، جاني سامي شرف وما كان يعتقد إنه ما فيه مشاكل، فأخبرته إنه هناك.
أحمد منصور: لم يكونوا يعرفوا أنكم دبرتوا محاولة انقلابية وأنكم وصلتوا.
عارف عبد الرزاق: لا.
أحمد منصور: طبعاً عبد الناصر وعبد السلام عارف كانوا في مؤتمر الرباط، وعبد السلام عارف حينما علم بهذه المحاولة أدرك إنه وراءها عبدا لناصر، لا سيما وأنك هربت..
عارف عبد الرزاق: إلى مصر.
أحمد منصور: إلى مصر، ومصر آوتك في هذا الموضوع، حتى إن عبد السلام عارف وهو راجع إلى.. إلى العراق من الرباط مر بالقاهرة وكان متخوِّف خلال الفترة اللي قضاها، وشاهد الطيارة اللي أنت فررت بها إلى هناك، وكذلك الضباط الآخرين..
عارف عبد الرزاق: لأ.. لأ.. لأ، الطيارة اللي جيت فررت بها رجعت في نفس اليوم، لكن هناك طيارة (اليوشن) فرر بيها ناس، ما.. ما كان عليها..
أحمد منصور: في اليوم التالي..
عارف عبد الرزاق: في اليوم التالي.. بعض طيارين ، اللي همَّ ممتاز سعدون، وعمرو عبد الله، وزهير كان معي، هم خافوا لأحد يفشي بهم ويعرفهم فتخوفوا منه وجابوا طيارة ثانية، فصادفوه طيارة ثانية فهو جي خاف من ركوب الطيارة فركبه حسين عبد الناصر معه بالطيارة
أحمد منصور: دي قصة العودة، لكن طالب عبد السلام عارف من عبد الناصر أن يسلمك لمحاكمتك صح؟
عارف عبد الرزاق: لأ.
أحمد منصور: لكن عبد الناصر طلب منه العفو عنك، ورفض عبد السلام عارف.
عارف عبد الرزاق: لأ، أنا لا.. لا.. كل الكلام اللي سمعته من عبد الحكيم عامر أنا لم أقابل عبد الناصر زي ما قلت لحضرتك.
كل اللي سمعته ممكن من عبد الحكيم عامر قال له: ماذا تريدون من الضباط؟ قال خذوهم اعملوا بيهم اللي تعملوه، أنا ما.. ما أريدهم بعد الآن، فإحنا بقينا رهائن في مصر.
أحمد منصور: كم ضابط كنتم؟
عارف عبد الرزاق: حوالي 16، 17 ضابط.
أحمد منصور: لم يُنسق معكم المصريون في خلال هذه الفترة أي شيء؟
عارف عبد الرزاق: مين؟
أحمد منصور: المصريين لم ينسقوا معكم شيء فقط.. فقط آووكم فقط؟
عارف عبد الرزاق: يعني مع الأسف صحيح أنهم أعطونا راتب لجوء.
أحمد منصور: 200 جنيه.
أحمد منصور: 200 جنيه لي أنا، والباقي على 100.. ضابط وعلى 180.. 100 للضباط الآخرين.
أحمد منصور: بصفتك الزعيم..
عارف عبد الرزاق: نعم؟
أحمد منصور: بصفتك الزعيم.
عارف عبد الرزاق: بصفتي رئيس الوزراء آه فطلبنا حتى الهرب إلى داخل العراق بحجة الحج فرفض طلبنا.
أحمد منصور: يعني عوملتم معاملة غير جيدة في البداية؟
عارف عبد الرزاق: لأ، معاملة جيدة، لكن لم يُسمح لنا بالخروج خارج مصر.
أحمد منصور: لم تلتق مع عبد الناصر؟
عارف عبد الرزاق: أبداً.
أحمد منصور: عبد الحكيم عامر التقي بك مرة واحدة ولا أكثر؟
عارف عبد الرزاق: التقي بيَّ مرتين.
أحمد منصور: ماذا كان دار بينك وبينه.
عارف عبد الرزاق: المرة الأولى إنه ليش فشلتم وإنه مكالمة تليفون فشلت، والمرة الثانية عندما قُتل عبد السلام عارف، وكان جاي لنا، فقال لي إيه رأيك من يكون هناك (….) يكون في العراق.
مقتل عبد السلام عارف وتأثيره على الانقلابيين
أحمد منصور: في 13 إبريل/ نيسان 66 سقطت طائرة عبد السلام عارف المروحية، قيل أنه قضاء وقدر وقيل أنها مؤامرة، لكن في النهاية في 16 إبريل تولى شقيقه عبد الرحمن عارف رئاسة الدولة بعد انتخابات جرت نافسه فيها البزاز، ثم انسحب البزَّاز بعد ذلك لصالحه، في تلك الفترة تأثير مقتل عبد السلام عارف كان عليكم إيه، وأنتم كنتم تعتبروه عدوكم اللدود؟
عارف عبد الرزاق: رجل سيئ، لكن كان تغيير في السياسة المصرية تجاهنا، ابتدوا الآن يساعدونا ويحركونا..
أحمد منصور: كيف؟
عارف عبد الرزاق: يعني كان عندما التقينا مع ضباط داخل العراق، لأن لم أحد يكتشفهم يعني.. كل من يكشفوه كان (….) فكان هناك ضابط سوري اسمه عبد الوهاب الخطيب كان هو الوكيل مال الاتصال مع كل الضباط اللي هناك في بغداد، وكانت الرسائل مستمرة بينا وبينهم، وكان طبعًا مع إنه كانت تيجي على جواز الإرسال مال العسكر المصريين، كان المصريين يعرفون بيها، لكن كانوا يغضون الطرف، إلى أن شافوا إنه توجه الساسة بالعراق اتجه اتجاه غير.. غير.. غير وحدوي، يعني مثلاً عبد الرحمن البزاز كان يروح يزور السعودية، ويبعث وزير وحدة.. لا شأن له وعبد الرزاق محيي الدين لزيارة مصر، فمصر استكبرت الموضوع إنه.. إنه يعني قل الاهتمام بها، ابتدت تساعدنا يعني موضوعياً.
أحمد منصور: أنت في هذا الوقت بدأت تُعد لمحاولة انقلابية جديدة؟
عارف عبد الرزاق: أنا المحاولة ما انقطعت من.. من مُخيلتي حتى في الزمن الأولاني، حتى أرسلنا الضباط وممد أعطينا الضباط .. اتصلنا اجت بجوازات مزورة، وبعثنا واحد بجواز مزور إلى العراق، وكنا في طريقنا إلى .. إيجاد جوازات مزورة والهرب من.. من مصر
أحمد منصور: هناك محاولة أخرى سعيت للقيام بها في 30 يونيو/ حزيران، لكن قبل أن أصل لها ودور المصريين اللي لعبوه معكم فيها، تقييمك إيه للمحاولة التي قمت بها على عبد السلام عارف في 16 أيلول 65؟
عارف عبد الرزاق: والله أنا أعتقد الخطأ فيها كان خطأ في التوقيت إنه.. وبعدين ألوم ضباط الركن أنهم استلموا مكالمة تليفونية (…) تبعد 15 دقائق أو ربع ساعة بالسيارة كانوا راحوا يستطلعون الأمر، لا يعتبرون إن هذا الرسالة إن ها الرسالة كان من مجهول.. من ضابط..
أحمد منصور: ألا تُحمل نفسك المسؤولية أنك ما أتحت الفرصة لعبد السلام عارف؟ لو استقبلت ما استكبرت؟
عارف عبد الرزاق: أنا قلت أنا.. أنا.. أنا قلت أنا لا أحمل عبد السلام عارف.. عبد السلام عارف جربناه سنتين لا يمكن أن ينعدل، لكن أنا أقول أنا يعني.. كل ما هنالك كنت أستطيع أن.. جلب سعيد صليبي إلى جانبي أكثر، لكن القوة الأخرى اللي يقول أنه الانقلاب وعبد السلام عارف بره نسبة نجاحه أكثر.
أحمد منصور: دعمكم المصريون للقيام بمحاولة انقلابية أخرى وتسللت سراً إلى العراق في الرابع من يونيو عام 66، وجمَّعت الضباط للقيام بمحاولة انقلابية سعيت.
عارف عبد الرزاق: أنا آخر واحد.. نعم.
أحمد منصور: في 30 حزيران 66، لكنها أيضاً فشلت..
عارف عبد الرزاق: نعم.
أحمد منصور: في الحلقة القادمة والأخيرة أتناول المحاولة الانقلابية الثانية لك ومشاركتك في حرب العام 67.
أشكرك شكراً جزيلاً، كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم.
في الحلقة القادمة والأخيرة من شهادة السيد عارف عبد الرزاق نواصل الاستماع إليه.
في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج، وهذا أحمد منصور يحييكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.