شاهد على العصر

العراق من الملكية إلى الجمهورية كما يراها عارف عبد الرزاق ح 1

تتناول الحلقة الأولى من شهادة رئيس وزراء العراق الأسبق عارف عبد الرزاق حركة رشيد الكيلاني عام 1941م، وأسباب فشلها، وعودة الملك فيصل الثاني لحكم العراق تحت وصاية الأمير عبد الإله.
مقدم الحلقة أحمد منصور
ضيف الحلقة عارف عبد الرزاق، رئيس وزراء العراق الأسبق
تاريخ الحلقة 03/09/2001

– نشأته وتعليمه وتأثير ذلك عليه
– التحاقه بالثانوية العسكرية
– تأثير البريطانيين على الحكم في العراق
– ثورة رشيد علي الكيلاني أسبابها وفشلها
– العمل السياسي السري وتأثيره على عارف عبد الرزاق
– دراسته للطيران وسفره إلى لندن

undefined
undefined

أحمد منصور: شاهدنا على العصر في هذه الحلقة والحلقات القادمة السيد عارف عبد الرزاق (رئيس وزراء العراق الأسبق).
ولد عارف عبد الرزاق في قرية (كبيسة) إحدى قرى لواء الرمادي في الناحية الغربية بين سوريا والعراق عام 1921م.
فقد أبوه وعمره 10 سنوات، إلا أنه أكمل دراسته، حيث التحق في دار العلوم ببغداد وأنهى دراسته المتوسطة عام 1939م.

التحق في نفس العام بالثانوية العسكرية وتخرج منها برتبة ملازم عام 1943م.
التحق بعد ذلك بالقوات الجوية، وأوفد في أكتوبر عام 43 لدراسة الطيران في بريطانيا، وتخرج طياراً متقدماً في مارس عام 1945م.
عاد في أبريل من نفس العام إلى بغداد، وأصبح ضابطاً طياراً في القوات الجوية العراقية.

شارك للمرة الأولى كطيار قاصف في إخماد تمرد الأكراد بقيادة المُلاّ مصطفى البرزاني عامي 45 و47، كما شارك في حرب العام 1948 كطيار مقاتل ضمن الجيوش العربية ضد إسرائيل.
وفي العام 49 أصبح طياراً للعائلة المالكة في العراق وحتى العام 51، م عاد مرة أخرى في سبتمبر عام 53 كمرافق وطيار للملك فيصل الثاني وولي عهده الأمير عبد الإله، مما مكنه من الاقتراب من العائلة المالكة التي حكمت العراق بين عامي 1921م وحتى العام 1958م.

انتمى للتيار القومي العربي عام 56، وشارك في الانقلاب الذي أنهى النظام الملكي في العراق، وأعلن النظام الجمهوري وقاده عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف في الرابع عشر من يوليو /تموز عام 58.

أصبح بعد ذلك من المعادين لحكم عبد الكريم قاسم وشارك في محاولة الانقلاب التي قام بها العقيد عبد الوهاب الشواف ضد عبد الكريم قاسم في مارس عام 59، وقبض عليه، وقضى أكثر من ثلاثة أشهر في السجن، ثم أفرج عنه وأعاده عبد الكريم قاسم مرة أخرى إلى القوات الجوية، غير أنه سعى مع الكثيرين للتخلص من قاسم بعد ذلك، حتى نجح البعثيون في انقلابهم عليه بمشاركة القوميين في الثامن من فبراير عام 63. عين عارف بعد ذلك قائداً للقوات الجوية العراقية، غير أنه سرعان ما قدم استقالته بعد عشرين يومياً بسبب الفوضى والصراعات بين الضباط الانقلابيين، لاسيما القوميين منهم والبعثيين.

عين في حكومة طاهر يحيى وزيراً للزراعة من العشرين من نوفمبر عام 63 إلى الخامس عشر من ديسمبر من نفس العام حيث أعيد قائداً للقوات الجوية، وبقي في مصبه إلى الرابع من سبتمبر عام 65حيث عينه عبد السلام عارف رئيساً لوزراء العراق ووزيراً للدفاع حتى يحول بينه وبين محاولات انقلابية كان يسعى للقيام بها ضد عبد السلام عارف، غير أن ذلك لم يمنعه من السعي مباشرة لتنفيذ محاولاته الانقلابية بعد تعيينه رئيساً للوزراء ووزيراً للدفاع.

وفور سفر عبد السلام عارف إلى المغرب قام عارف عبد الرزاق بمحاولته الانقلابية التي كان مطمئناً إلى نجاحها بنسبة 100% باعتباره رئيساً للوزراء ووزيراً للدفاع في نفس الوقت، إلا أن محاولته فشلت، وفر بطائرة إلى مصر في الرابع عشر من سبتمبر عام 65.

بقي في مصر إلى الرابع من يونيو عام 66 حيث رتب مع عبد الناصر القيام بانقلاب ضد حكم عبد الرحمن عارف الذي خلف عبد السلام عارف بعد مقتل الأخير في حادث طائرة، وعاد عارف عبد الرزاق سراً إلى العراق، ثم قام بمحاولته الانقلابية الثانية في الثلاثين من يونيو عام 66، إلا أنها فشلت كذلك، وقبض عليه وأودع السجن دون محاكمة حتى أفرج عنه عبد الرحمن عارف في الحادي والثلاثين من مايو عام 67. تطوع بعد ذلك في قيادة القوات الجوية حيث وافق عبد الرحمن عارف على اشتراكه كقائد للقوات الجوية العراقية في جبهة الحرب العربية التي شكلت ضد إسرائيل تحت قيادة الفريق عبد المنعم رياض، والتي كان مقرها في الأردن.

عاد عارف عبد الرزاق إلى بغداد بعد هزيمة العام 67، وشكل مع آخرين حزباً قومياً سرياً يرتبط بالتنظيم الطليعي الناصري في مصر، غير أن انقلاب البعثيين في السابع عشر من يوليو /تموز عام 68 أطاح بآماله وآمال القوميين العرب في العراق.

قبض عليه في الرابع والعشرين من أكتوبر عام 68، وبعد أربعة أشهر قضاها في السجن أضرب عن الطعام، فأفرج عنه في الحادي والثلاثين من يناير عام 69 شريطة أن يغادر العراق ولا يقيم بها، فلجأ إلى مصر في التاسع عشر من فبراير عام 69، تعرض بعد ذلك لمحاولة اغتيال فاشلة في القاهرة في السادس والعشرين من فبراير عام 72. لازال يعيش لاجئاً بين مصر وبريطانيا منذ خروجه من العراق في فبراير عام 1969م.
سيد عارف مرحباً بك.

عارف عبد الرازق: أهلاً وسهلاً بك.

نشأته وتعليمه وتأثير ذلك عليه

أحمد منصور: أريد أن أبدأ معك من قرية "كبيسة" إحدى قرى لواء الرمادي الذي يقع في الناحية الغربية بين سوريا والعراق حيث ولدت عام 1921م. كيف نشأتك الأولى ومؤثرات هذه البيئة عليك؟

عارف عبد الرزاق: أنا ولدت –كما قلت- في سنة 1921م في شهر 10 سنة 1921م، ونشأت مثل ما ينشأ أهل أي قرية، كان قرية.. كبيسة قرية عربية بدائية يعني مفيهاش أي صور الحياة الحديثة، كان له.. يكون في بساتين القرية اللي هي عبارة عن نخيل، وفي.. أنا الولد الأصغر في العائلة، المولود الأصغر في العائلة، سبقوني 4 أولاد وبنت، فأنا كنت يعني تحت رعاية الآخرين. في سنة 1927م دخلت كتاتيب القرية.. كتاتيب القرية، وسنة 1928م انتقلت إلى المدرسة الابتدائية، كان مدرسة أولية من 3 صفوف، وبعد نجاحي من السنة الثالثة إلى الرابع عدت مرة ثانية وثالثة لأن لا توجد سنة رابعة، بعدين فتحوا لنا السنة الرابعة والخامسة، وفي سنة 35 كان اشتد عودنا وكبرنا فجينا كملنا الابتدائية سنة سادسة في (هيت)، كنا 7 طلاب من قريتنا جينا كملنا الدراسة هناك، بعد نجاحي من الابتدائية رحت لبغداد فدخلت دار العلوم كان فيها متوسطة، وفيها سنة رابعة وخامسة علوم عربية ودينية.

أحمد منصور: سنة كام تذكر؟

عارف عبد الرزاق: سنة 36، في نفس السنة تخرجت من الابتدائية يعني السنة الدراسية بتكمل اللي وراها، فالسنة دي دخلت.. بقيت فيها سنتان.. سنتين، نجحت إلى الثالث.. إعدادي، وتغير نظام هذا، صارت كلها عربية دينية، وأخذت شهادة نقل، ورجعت إلى الرمادي كملت المتوسطة في الرمادي.

أحمد منصور: في هذه الفترة من 1921 إلى 1936م، إلى 39 حيث أنهيت الشهادة الثانوية هل..

عارف عبد الرازق [مقاطعاً]: لأ 39 دي المتوسطة.

أحمد منصور: نهاية المتوسطة، هل هناك مؤثرات فكرية أو ثقافية معينة أثرت عليك في هذه المرحلة؟

عارف عبد الرازق: الحقيقة في داخل.. في السنين يعني بعد، سنة 36 لما.. وزارة ياسين الهاشمي أثارت.. حدثت ثورة في فلسطين بطلها أمين الحسيني، وهناك كثير من الناس اللي بعد فشل الثورة احتضنها العراق وساعدهم ببعض المساعدات الأولانية، الأولية يعني بعض الجنود وبعض الأسلحة الخفيفة بدون مراقبة الإنجليز، كان الإنجليز كانوا يمنعوها، بدأ التطور القومي يعني بالـ 36 ومجيء الملك غازي وإذاعته الخارجية والدعوة إلى العروبة والعربية، فحدث فكر وطني وقومي بنفس الوقت، لكن على نطاق يعني.. يعني أذكر سنة الـ 37 صار إعطاء ½4 كيلو متر من شط العرب إلى إيران فكانت اللي هاج المدارس كلها في بغداد، وكان نصيح: "كل نائب يمضي نقص إيده.. نقص إيده". لكن مع الأسف مضوا ولم يقصوا إيد.. إيد أحد.

أحمد منصور: طبعاً العراق كانت في ذلك الوقت تحت الحكم الملكي، البريطانيين جاءوا بفيصل بن الحسين عام 1921م.

عارف عبد الرازق: 21.

أحمد منصور: ونصبوه ملكاً على العراق بعدما فشل في إقامة مملكته في دمشق.

عارف عبد الرازق: صح.

أحمد منصور: نفس العام الذي ولدت فيه 1921م.

عارف عبد الرازق: 1921م.

أحمد منصور: هو نفس العام الذي أسست فيه الملكية في العراق، واستمر فيصل الأول إلى 1933م.

عارف عبد الرازق: 33.

أحمد منصور: حيث جاء بعده الملك غازي من 33 إلى 39.

عارف عبد الرازق: 39.

أحمد منصور: في 39 التحقت أنت بـ.

عارف عبد الرازق: الثانوية العسكرية.

أحمد منصور: الثانوية العسكرية.

عارف عبد الرازق: 15/10/39.

أحمد منصور: 39، نفس العام الذي قامت فيه الحرب العالمية…

عارف عبد الرازق: قبلها بسبتمبر.

أحمد منصور: الثانية.

عارف عبد الرازق: قبلها بشهر.. بعدها بشهر.

أحمد منصور: الملك غازي قتل في 4 أبريل 39، وهناك علامات استفهام تدور حول مقتله من أن البريطانيين هم الذين وقفوا وراء مقتله بسبب موقفه التي لم تكن مؤيدة كثيراً للبريطانيين. هل لديك معلومات في تلك المرحلة حول مقتل الملك غازي؟

عارف عبد الرازق: الأقاويل كثيرة حول الموضوع، أنا كنت في المتوسطة في الرمادي وقتها، وجينا إلى بغداد.. حضرنا إلى بغداد ورحنا تفرجنا على السيارة المضروبة، كان هو عنده قصر صغير يروح.. خلى به إذاعة محطة إذاعة، وكان يرافقه أحد السواق معه، وكان هو اللي يسوق في ليلة 3 على 4 أبريل 39، وأنا شوفت العمود اللي ضرب السيارة، لكن هل هو قاتله.. قاتله صدفة، يعني كلها أقاويل، لكن رأيي الشخصي أنه كانت السياقة سريعة، وكان عمود كهرباء انضرب بها، أنا عندي ثقة..

أحمد منصور: لكن هو قيل إن العمود كان ممغنط.

عارف عبد الرازق: قضاء وقدر، أنا رأيي الشخصي إنه قضاء وقدر.

أحمد منصور: كان ممغنط وهو الذي اجتذب السيارة إليه.

عارف عبد الرازق: لا لم يكن ممغنط، لم يكن ممغنط ولم يكن أي شيء، كان عمود كهرباء عادي.

التحاقه بالثانوية العسكرية

أحمد منصور: إيه اللي دفعك أن تفكر في الالتحاق بالثانوية العسكرية؟
عارف عبد الرازق: بعد تخرجي من الإعدادية كان.. كان لسه يعني الدراسة في العراق على بدايتها بعد العهد التركي، فكان هناك إما.. 3 ثانويات في العراق، ثانوية في بغداد اسمها "ثانوية مركزية"، وثانوية في الموصل، وثانوية في البصرة، وكان هناك كليتين: كلية الحقوق والكلية الطبية وكان البقية كلها عبارة عن مدارس، دار المعلمين، مدرسة الهندسة، كلها مدارس، دار المعلمين، مدرسة الهندسة، كلها مدارس، فكان أمامي إما أخش مدرسة الهندسة أو الثانوية المركزية، أو.. وكان طبعاً أغرانا الثانوية المركزية وكان بداية، (تشريعة) جديدة، فكانت.. أنا كنت من الدفعة الثانية، كان فكرة.. فكروا أنه على غرار الحكومة الألمانية يعني يسووا مدارس.. طلاب صغار ياخدوهم يعلموهم، يدرسون وبنفس الوقت حصلوا.. يتعلموا تعليم عسكري، كنا نتعلم تعليم عسكري وبنفس الوقت تعليم ثانوية فابتدأت التجربة هادي لأربع سنوات وبعدين صار بها سقوط كثير.. رسوب كثير، فألغوها، ورجعوا إلى الكلية العسكرية مباشرة. فكنت دخلنا من ضمن 150 واحد، كان الدفعة الأولى قبلنا كان 150 وإحنا 150 طالب..

أحمد منصور: كلكم من أبناء متوسطي الحال أو من الناس العاديين.

عارف عبد الرازق: متوسطي، لأ من مختلف ما.. مفيش شروط، بس كان هناك شرط 4 أو 5 من كل لواء، من كل محافظة.

أحمد منصور: آه كتوزيع جغرافي.

عارف عبد الرازق: كتوزيع جغرافي عدا بغداد والموصل والبصرة بأنه سكانها أكثر كان عدد الطلاب المنتسبين منها أكثر.

أحمد منصور: طبعاً الناس أو المجموعات التي التحقت بالثانوية العسكرية والكلية العسكرية في ذلك الوقت تحديداً بعد سنة 34، هم الذين لعبوا دوراً في الحياة السياسية في العراق بعد ذلك، لاسيما بعد انتهاء الملكية في العام 58.

عارف عبد الرزاق: لا، اللي لعبوا العسكر في السياسة اعتباراً من بكر صدقي، بكر صدقي في حركة (الآشوريين) سنة 1932م تعين قائد هو لإخماد هذه الثورة، فنجح فيها، وأعطته فرصة الزهو والاستعلاء. في سنة 1936م كان ياسين الهاشمي رئيس وزراء، وطلب منه غازي.. أوعز له غازي بأن يستقيل لظروف، … هذا، فرفض ياسين الهاشمي، كان.. الدستور العراقي اللي كان ينص لا يجوز للملك إقامة الوزراء.

أحمد منصور: يعني كانت ملكية دستورية كما هنا في بريطانيا.

عارف عبد الرازق: ملكية دستورية.

أحمد منصور: يعني البريطانيين أسسوا الملكية في العراق على غرارها.

عارف عبد الرازق: لا تعتبر وزارة، لا تعتبر وزارة مستقيلة إلا.. إذا استقال ثلث أعضائها، فاستعان ببكر صدقي ومحمد علي جواد كان قائد القوات الجوية، فضربوا مقر رئاسة الوزراء في العراق محمد علي جواد بـ 7 قنابل، فعلى أثرها ياسين الهاشمي غادر.. ترك العراق، واستقالت وزارته، وشكلت حكومة "حكمت سليمان" اللي تعارف على ياسين الهاشمي.. على بكر صدقي سنة 32 لما كان هو وزير.. كان وزير الداخلية.. حكمت سليمان.

أحمد منصور: نعم.

عارف عبد الرزاق: واتجه الحكم.. إلى حكم وطني بإيقاظ التيار القومي.

أحمد منصور: طبعاً دي كانت فترة توتر شديدة في العراق وتغيير كبير في الوزارات، يعني الملك غازي حكم من سنة 33 إلى 39 وتحديداً من 8 أيلول /سبتمبر 33 إلى 4 أبريل /نيسان 1939م.

عارف عبد الرزاق: 39.

أحمد منصور: 6 سنوات فقط تغيرت فيها 9 وزارات، الملك فيصل الأول حكم من 21 إلى 33، يعني حكم 12 سنة شكلت فيها 15 وزارة من 23 أغسطس 21 إلى 18 سبتمبر 33، البريطانيين هنا كيف كانوا يديروا الأمور وهم الذين أنشؤوا الملكية في العراق؟

عارف عبد الرزاق: العراق دخل بعد سنة 1917م احتل العراق من قبل الإنجليز بدل الأتراك الجنرال.. بقيادة الجنرال (مود).

أحمد منصور: مع نهاية الحرب العالمية الأولى، نعم.

عارف عبد الرزاق: الجنرال (مود)، وحكموا بالحكم المباشر، الحماية والمندوب السامي، حدثت ثورة بالعراق سنة 1920م فأججت الشعور الوطني … العراق.. البريطانيين شافوا أنه من الأصلح إيجاد حكومة عربية، فشكلت حكومة وطنية عربية بقيادة عبد الرحمن النقيب وبعدين على.. فشل.. طرد فيصل من الشام من قبل الجنرال (غورو) حسب التقسيم اللي كان سري بين.. بين الإنجليز والفرنسيين.

أحمد منصور: نعم.

عارف عبد الرزاق: فذهب إلى عصبة الأمم بمساعدة لورانس (Of Arabia) وقف جانبهم بعد وصولهم، وبعض الضباط الأتراك اللي هربوا من الحكومة التركية والتحقوا بالشريف حسين اللي هو الثورة أعلن الثورة على.

أحمد منصور: نعم، الثورة العربية الكبرى.

عارف عبد الرازق: سنة 1916م، والملك فيصل كان أحد.. أبناء عند كل واحد قيادة معينة، فكان فيصل هي القيادة الكبيرة واكبت الجنرال (اللنبي) اللي فتح فلسطين الجناح الأيمن منه، واحتل الشام قبل ما يوصل الإنجليز فرؤي أن يكون الملك فيصل بأنه بتخطيط عند الملك حسين إن يكون عبد الله هو ملك العراق وفيصل ملك الشام.

أحمد منصور: عبد الله الذي أصبح ملك للأردن.

عارف عبد الرزاق: أصبح كان أمير في الأردن وأصبح ملك من سنة 46.

أحمد منصور: 46 نعم.

عارف عبد الرزاق: وتوج فيصل في 1921م في أغسطس سنة 1921م، وحكم إلى أن توفى في سويسرا في سنة 1933م.

أحمد منصور: أنا أقصد.. أنا أقصد هنا البريطانيين.

عارف عبد الرزاق: اللي حكم العراق في ها الفترة هادي هم ضباط الأتراك اللي هربوا مع فيصل، وهم شكل: نوري السعيد، وجعفر العسكري وسيناج (موتارجم)، أكثرهم ضباط نفس العجينة بقايا خُمرة العجينة من.. من الجيش التركي، الجيش التركي في ذاك الوقت كان العراقيين في الجيش التركي كانوا إما عرب سنة أو أكراد أوتركمان، الشيعة ما كان يرغبون يخشون بالجهات العسكرية التركية، فكانوا يهربوا من.. من العسكرية ويتجهوا إلى مدارس دينية، وهناك من أسقط جنسيته.. إلى أخذ جنسية ثانية من إيران.
الكلية العسكرية تأسست سنة 1924م، أول خريجيها سنة 1927م.

تأثير البريطانيين على الحكم في العراق

أحمد منصور: أنا هنا أنا هنا بس أريد –يعني- أن.. أن نفهم ويفهم المشاهد آلية نظام الحكم في العراق في ظل البريطانيين، البريطانيين جاؤوا أو أسسوا مملكة في العراق أداروا من خلالها سيطرتهم على العراق.

عارف عبد الرزاق: هذا صحيح.

أحمد منصور: كيف كانوا.. كيف كانوا يسيطرون على الأمور أو يديرونها من وراء الكواليس؟

عارف عبد الرزاق: كان (بيرسي كوكسي) الممثل الأولاني اللي كان هو.

أحمد منصور [مقاطعاً]: المندوب السامي البريطاني.

عارف عبد الرزاق [مستأنفاً]: المندوب السامي البريطاني كان.. فبعد مجيء الملك فيصل كان يستشار في تشكيل الوزارة أو يفرض قسم من عنده أو يفرض في شروط معينة، وهناك استشاريين في أكثر الوزارات من الإنجليز بدأت هذه الحالة حتى 1930م، (سنة) المعاهدة العراقية سنة 1930م يعني تبدأ قبول العراق سنة 1932م في عصبة الأمم، طبعاً هاي الفترة واكبتها كثير من العراقيل، يعني مثلاً سنة 1923م الشركات.. تشرف النفط في العراق سنة 1923م الإنجليز شركات النفط كانت تريد إلى مدة 100 سنة، المفاوض العراقي رفض إنه 100 سنة، فترة طويلة، فاضطروا أن يثيروا تركيا للمطالبة في الموصل باعتبار يوم 30 تشرين 1918م الإنجليز لم يدخلوا الموصل، لأنها تحت الحكم التركي، فطبعاً العراق ما كان عضو بعصبة الأمم فكان المدافع عن العراق هم الإنجليز، فبقت.. جابوا لجنة حدودية وساروا السكان من..

أحمد منصور [مقاطعاً]: هو باعتبار حتى لا نغرق في الأمور التاريخية.

عارف عبد الرزاق: فكان الضغط عليهم، بعدين أظن وافقوا على شركات النفط سنة 1923م لمدة 90 سنة.

أحمد منصور: في سنة 39 حينما التحقت أنت.. بالكلية العسكرية وفي نفس الوقت قتل الملك غازي كان ابنه فيصل الثاني عمره أربع سنوات فقط.

عارف عبد الرزاق: صح.

أحمد منصور: لكنه ولي ملكاً على أن يكون خاله عبد الإله بن علي هو الوصي على العرش، وظل عبد الإله واصيا على العرش إلى العام 53 حينما بلغ فيصل الثاني السن القانونية التي جعلته يتوج ملكاً، هل في فترة 39 إلى 43 حيث تخرجت أنت من الكلية.

عارف عبد الرزاق: من الإعدادية.

أحمد منصور: من العسكرية.

عارف عبد الرزاق: لأ، 39 هذه المتوسطة.

أحمد منصور: من 39.

عارف عبد الرزاق: دخلت الثانوية العسكرية 39.

أحمد منصور: من 39 إلى 43 تخرجت من الثانوية العسكرية برتبة ملازم ثاني.

عارف عبد الرزاق: خمس سنين نعم.. نعم.

أحمد منصور: في هذه الفترة هل كان هناك أي تأثير أو توجه سياسي عليك، لا سيما وأنك ذكرت إنه المدرسين الفلسطينيين الذي أو.. أو الثورة العربية الكبرى في فلسطين التي اندلعت من 36 إلى 39 كان لها تأثير عليك؟

عارف عبد الرزاق: في الثانوية العسكرية أكثر مدرسين مدرسينا كانوا فلسطينيين، أذكر منهم المرحوم واصف كمال، فرحان شبيلات اللي هو والد الأستاذ شبيلات.

أحمد منصور: الليث شبيلات.

عارف عبد الرزاق: الليث شبيلات، عزالدين دروسه، الزهير عزت، الزهير، الزهير عفيفي، ممدوح السخن، كان كلهم يعني.. عبد القادر حسيني -الله يرحمه- بطل "القسطل"، فدول مع العلم أرضعونا حب الأمة العربية، ففعلاً كان هناك توجيه حسب فكرة إنه إيجاد خلايا تنظيمية..

أحمد منصور: فيه زملاء عراقيين لك في.. كانوا معك أيضاً حملوا نفس الفكرة أو تأثروا بنفس التأثر؟

عارف عبد الرزاق: طبعاً كنا إحنا..

أحمد منصور: مين أبرز الشخصيات؟

عارف عبد الرزاق: أبرزهم، كثير منهم يعني.

أحمد منصور: التي عُرفت بعد ذلك.

[فاصل إعلاني]

عارف عبد الرزاق: يعني حتى يعني قسم من خلايانا راحوا صاروا شيوعيين، أذكر منهم ثابت حبيب، عصيان ديرول، حسين خضر الدوري.

فانتشرت فكرة الخلايا الموجودة يعني في.. بين الدورة الثامنة عشر والدورة التاسعة عشر والدورة العشرين والواحد وعشرين.

أحمد منصور [مقاطعاً]: يعني كان فيه..

عارف عبد الرزاق [مستأنفاً]: كان في كل سرية يعني خليتين رئيسية من ست أعضاء.

أحمد منصور: نستطيع أن نقول أن الفترة من 39 إلى 43 والتي قامت فيها حركة رشيد علي الكيلاني في العام 1941م، كانت حركة انتشار للمد القومي في العراق؟

عارف عبد الرزاق: أقول لك بعد.. بعد مقتل بكر صدقي في الموصل سنة 37، أنا أعتقد أنه هو قتل بفعل قومي أو هناك من يشير إلى أنه هناك الإنجليز (أعداء) هناك تبوأ الفكر القومي أربع قواد سموهم "المربع الذهبي".

أحمد منصور: من هم.

عارف عبد الرزاق: اللي هم صلاح الدين الصباغ، وكامل شبيب وفهمي السعيد، ومحمود سلمان. محمود سلمان كان قائد قوات جوية، فهمي السعيد كان آمر القوة الآلية، وصلاح الدين الصباغ كان مدير حركات، وشبيب كان آمر القطاعات الأخرى الموجودة فيها. فحاولوا يتدخلوا في السياسة في تشكيل وزارة جميل المدفع اللي خلفت وزارة حكمت سليمان، وبعدين في تغييرها ولما جه (رشيد عالي)، ابتدت يعني كانت الفكرة يعني كان سنة 41، بداية سنة 41، أنا سامعها من المرحوم عبد الإله نفسه شخصياً.

أحمد منصور: اللي هو الوصي على العراق.

عارف عبد الرزاق: اللي هو الوصي على العراق، كان هو غير لسه بعد، ما داخل بالسياسة كان عمره أقل، يعني أقل من سنتين، فجاؤوا للسفير البريطاني، وقال: إحنا حلفاء لكم..

أحمد منصور [مقاطعاً]: تفتكر سنة كام سمعت ده تحديداً؟

عارف عبد الرزاق: نعم؟

أحمد منصور: سمعت ده من عبد الإله متى؟

عارف عبد الرزاق: سمعته يعني بالبداية الخمسينات، اشتغلت أنا مرافق واشتغلت طيار مرافقاً لـ..

أحمد منصور [مقاطعاً]: سنأتي لها بالتفصيل.

عارف عبد الرزاق: ففي إحدى الجلسات حكي لنا إياها قال أنه.. دعي عبد الإله كل السياسيين الموجودين.. هم الفترة اللي أنت قلت لك عليها.. وزراء هي ما جاوزت خمسين واحد، هم كلهم كان تغيير وجوه بنفس..

أحمد منصور: صح، ما أنا ملاحظ، يعني على سبيل المثال.

عارف عبد الرزاق: نوري السعيد.

أحمد منصور: نوري السعيد شكل 19 وزارة!! نعم.

عارف عبد الرزاق: 19 وزارة، هناك مقولة أنه من فيصل لابنه غازي أنه إذا أردت استرضاء العراقيين فأكثر من إسقاط الوزرارات وتجديدها!! فهل هذه حقيقة أو لا؟ أنا أجهل هذا.

أحمد منصور: لأ التاريخ يقول ذلك، يعني إذا كل ست شهور أو سبوع شهور فيه وزارة..

عارف عبد الرزاق: على كل حال..

أحمد منصور: فطبعاً شيء لا.. لا ليس هناك استقرار سياسي.

عارف عبد الرزاق: فدعى كل السياسيين إلى اجتماع، وأخبرهم بما قاله السفير بالضبط، فتطوع العميد كان اللواء.. فريق أول طه الهاشمي وقال: المسألة هينة هنكلم رشيد ونقول له يستقيل بأبلغوا رشيد الكلام، رشيد علي.. رشيد علي التجأ إلى المربع الذهبي، فقولنا: لأ الإنجليز ما يسيطروا علينا.. إحنا نسيطر.

أحمد منصور [مقاطعاً]: طبعاً رشيد علي الكيلاني كان رئيس للديوان، وطلب منه أن يشكل..

عارف عبد الرزاق: كان رئيس الديوان، وكان وزير الداخلية، وكان رئيس الديوان.

أحمد منصور: آه، طلب منه أن يشكل الحكومة كمخرج من مأزق كان موجود في ذلك الوقت.

عارف عبد الرزاق: في ذلك الوقت.

أحمد منصور: فلما شكل الحكومة طبعاً لم يرضِ الآخرين بسبب مواقفه التي كان يقال أنها كانت يعني غير متواكبة مع البريطانيين.

عارف عبد الرزاق: لأ، هو أول واحد كسر الطوق البريطاني بكر صدقي بكر صدقي كان انبعث.. يعني قائد القوات الجوية إلى إنجلترا لشراء بعض طائرات (جلاديتور) في ذاك الوقت، فكان الإنجليز سياستهم أن لا يملك العراق سلاح موازي أو.. لازم أقل من السلاح الموجود عند بريطانيا.. فكان عارضوه وقالوا: لأ، ما نقدر نعطيكوا، ما عندنا معنا إلا أربع أسراب، فأرسل له برقية أن يتوجه لإيطاليا، يعطيهم مدة ثلاثة أيام وإذا ما استجابوا لطلبه، أن يتوجه لإيطاليا يشتري من إيطاليا، ففعلاً راح توجه إلى إيطاليا، بعدين دار.. دار ولم يُلبَّ الطلب، أتوجه إلى إيطاليا واشترى سربين: سرب قاصفات "استافويا" وسرب مقاتلات (برويدا)، فبعدها الإنجليز جابوا أعطونا سرب (جلاديتور) بعد.. أول شيء، فهو اللي كسر الطوق الحكم السيطرة البريطانية هو بكر صدقي.. ما عندكوا شك فيه.

أحمد منصور: نعم، رشيد علي الكيلاني قام بحركة في 2 إبريل 1941م، واستمرت لمدة شهرين كان أسقطت تاريخياً أو أسقطها بعض المؤرخين من ملك الملك..

عارف عبد الرزاق: لأ، خليني أكمل لك بس.. يعني شوية توضيح عن علي بيه.

أحمد منصور: طيب.

عارف عبد الرزاق: تمنع رشيد علي عن تلبية الطلب استناداً علي قانون الدستور إنه ما يقدر يسوس، فرجع عبد الإله أمر وزراء نوري السعيد والآخرين اللي موجودين معهم أن يستقيلوا، فلعب رشيد علي دور الترقيع سياسة الترقيع، يعني يستقيل وزيرين.

أحمد منصور: يعين.

عارف عبد الرزاق: أو ثلاثة أو أربعة يقدم اثنين مكانهم يرجع.. الثالث أو الرابع.

أحمد منصور: لأن كما قلت أنت الدستور لا يمنح للملك حق الحل ولكن.

عارف عبد الرزاق: إلا استقالة الثلث.. استقالة الثلث بعدين هرب إلى الديوانية، بعد ما امتنع عن قيادة..، امتنع عن إصدار أي مراسيم، وهرب الديوانية كان هناك قائد الفرقة الرابعة إبراهيم الراوي، فكان بعضها أساس يستند على بعض العشائر أن يحموه من.. من بغداد فكانت الفرقة الرابعة فرقة هيكلية ما فيهاش قوات كافية معينة، فاعتذر له طه هاشمي.. إبراهيم الراوي، وبعدين ذهب له طه الهاشمي بترضية بعد اللي ترضية.. مع رشيد علي ومع القوات الأربعة إنه البلد إلى أن.. يصير إلى..، فأقنعه بالمجيء ووعده أن يكون هو راح يشكل الحكومة هو، وأنه سيسعى لنقل هادول القواد عن بغداد أو إحالتهم على التقاعد، فشكل فعلاً.. رجع، وتشكلت الحكومة لطه الهاشمي بس ما طالبت أكثر من شهر ونص قريب من شهر ونص، وصارت الاستقالة، لأنه طه الهاشمي لم يستطع نقل هذه القواد إلى.. إلى مواقع خارج بغداد. حسب..، فهنا في يوم من الأيام بعد صدام معين ذهبوا إلى اعتقال الوصي الأمير عبد الله، لكنه هو حس بالخبر واتجه بسيارة معينة إلى عمته الأميرة صالحة في شارع أبو نواس في بغداد، ومن هناك راح إلى السفارة الأميركية، ومن السفارة الأميركية ركب مع سيارة السفير وزوجته وغطوه بالورد، وذهب إلى "الحبانية"، بعض القطاعات كات على الطريق بنفتش تفتيش.

أحمد منصور: الحبانية كان فيها القاعدة البريطانية.

عارف عبد الرزاق: كان قاعدتين بريطانية، بعد.. بعد المعاهدة البريطانية سنة 36 احتفاظ الإنجليز بقاعدتين واحدة في الشعيبة، وواحدة في الحبانية، "الشعيبة" في البصرة بالجنوب، بالحبانية. ومن هناك يتحرك إلى البصرة، حاول القيام بعملية من البصرة، لكن البصرة أيضاً المصرف، لم يستطع، كان صالح جابر، وكان التيار القومي غلب الشعور الملكي موجود فيها، فعاش في.. في (دراجرز) حفارة من الحفارات في شط العرب، وكان بعض الضباط يرسلوا مراقبة يشوفوه بإمكانه يطلع عليهم ويشوفهم، منهم محمود وطاهر سيد فهمي كان.. بعدين فشل أعيد إلى الحبانية، أعيد إلى القدس إلى فلسطين. ويقول: أسوأ حالة في أيامها أنه لما المندوب السامي في فلسطين قال له: راح نرضخ للأمر الواقع وأنت انتخب أي بلد تعيش بيها.

أحمد منصور: يعني حتى لا نغرق في تفصيلات التاريخ العراقي ونحن في البرنامج نقتصر مع الشهود على ما عاشوه هم أو ما شاركوا فيه من صناعة أحداث. أنا بس أريد أن أمر مروراً سريعاً حتى نصل إلى بداية دورك الأساسي في صناعة الأحداث في العراق. هنا قام رشيد علي الكيلاني، أنتقل سريعاً إلى ما قام به في 2 أبريل 1941 من..

عارف عبد الرزاق [مقاطعاً]: 2 نيسان، 2 مايو.

أحمد منصور: أبريل.. نيسان، إلى 1 يونيو استمر شهرين.

عارف عبد الرزاق: من 2 أبريل الحرب صارت 2 مايو.

أحمد منصور: نعم إلى 1 يونيو انتهى كل شيء ورجع الوصي على العرش.

عارف عبد الرزاق: إلى 30 يونيو.

ثورة رشيد علي الكيلاني أسبابها وفشلها

أحمد منصور: والملك.. الملك مرة أخرى فترة الشهرين ما هي الأسباب التي رفعت إلى قيام الثورة، والأسباب التي أدت إلى فشلها، وانعكاساتها عليكم أنتم كطلبة تدرسون في مدارس عسكرية؟

عارف عبد الرزاق: تنفيذاً للاتفاقية البريطانية – العراقية العراق يسمح بمرور قطاعات إنجليزية في حالة حرب، فلبوا الطلب وكان عندهم تمنع كان (كورنو) تعين سفير في العراق وما تقدم أوراق اعتماده، فوافقوا على إرسال قطاعات في.. في الجنوب في البصرة، واعتبروا أن مرور القطاعات فسروها قانونياً أنه المدة لا تتجاوز ثلاثة أيام أو أربعة أيام، ولكن القطاعات بقت مستمرة بها وطلبوا انزال قطاعات أخرى، فالعراق هنا أعتقد السياسة ما لعبت دور صحيح، يعني كان هم اللي ماشيين القواد الأربعة شوية سياسة.. كان إنجلترا (…) عبد الإله أو نوري السعيد أو غيره، المهم صالحها، لكن مع الأسف كان الغرور على القيادة الأربعة أكثر من موقعها، لأن أنت لو تناقش يعني العراق ما كان عاجز.. كان عاجز أن يقاوموا القوات الموجودة، فإذا سمح (بزيادتها).. ففيه تخوف..

أحمد منصور [مقاطعاً]: لم يكن يعني.. يعني حتى الجيش لم يكن يملك سلاح ولم يكن يملك معدات تؤهله إنه هو أن يقوم.

عارف عبد الرزاق: السلاح.. السلاح اللي قاتلنا به سنة 41 وقاتلنا سنة 43 في وقاتلنا سنة 48 به هو سلاح بكر صدقي سنة 36.

أحمد منصور: نعم، لم يكن هناك تسليح بعد ذلك؟

عارف عبد الرزاق: لا بعد الـ 41 رفض الإنجليز كل.. إعطاء كل شيء حتى سربين الطائرات اللي.. كان 7 أسراب عراقية السربين الإيطاليين كسروها.

أحمد منصور: هل ثورة أو حركة رشيد علي الكيلاني كانت وطنية عروبية قومية خالصة؟

عارف عبد الرزاق: آه طبعاً ماكو شك بها، ماكو شك بها، لكن كان علي.. نابيلون يقول: أنه السوط والسياسة أختان تؤمان، فيمشون اتنينهم مع بعض أو تساند واحدة الثانية، واحدة نبعد عن الثانية، خطأ.

أحمد منصور: إيه الأسباب التي أدت إلى فشل حركة رشيد علي الكيلاني بعد شهرين فقط من قيامها؟

عارف عبد الرزاق: يعني القطاعات اللي راحت إلى الحبانية كانت قطاعات تهديدية غير واقعة، يعني حتى ما.. ما حفروا خنادق بها، وبعدين المدرعات البريطانية كانت ضد الرصاص بينما الدرع.. المدرعات العراقية كان الرصاص الإنجليزي ينفد منها.

أحمد منصور: لم تكن مصفحة يعني..

عارف عبد الرزاق: وبعدين كان الجندي العراقي ما.. ما معلم على الطائرات وخاف الطائرات، فلما نشوف الطائرات طائرة كان يعتقد أنه هي تشوفه، ما دام هو يشوفها لازم هي تشوفه، فكان يهرب من.. قداحي المدفعية كانوا يهربون من مواقعهم بها، وبعدين القوة الجوية لعبت دور، وبعدين القطاعات الدونية بقيادة.. بقيادة مستر (جلوب) تقدمت هناك مع القطاعات الآشوريين الموجودة اللي هم يسموهم (…) كان، ومع هذا بعض القادة آمر يعني لواء سعيد يحيى في الرمادي دي عمل.. وحصر نفسه بالرمادي وحصر نفسه بالرمادي وكنا ندافع عن الرمادي نفسه..، وكان مفروض تتقدم على الحبانية، العقيد سعيد سقارية في الفالوجة أسر وهو يلبس بيجامة.. فمع الأسف يعني تخاذل بعض الضباط والقيادات.

أحمد منصور: هرب رشيد علي الكيلاني.

عارف عبد الرزاق: هرب رشيد علي وتعين.

أحمد منصور: وهرب بعض الضباط معه، وقبض على عشرات من الضباط الآخرين.

عارف عبد الرزاق: كثير.

أحمد منصور: وأعدموا.

عارف عبد الرزاق: لأ، أعدم القليل أعدم.

أحمد منصور: أعدم البعض وسجن آخرون، أثر ذلك عليكم أنتم أيه؟

عارف عبد الرزاق: لم نكن نشارك بها، أحد الجراح اللي في نفوس الضابط العراقي هي 41 ماكو شك فيها خسارته ضد الـ 41، وبعدين الحقد عند الأمير عبد الإله، يعني بعد إعدام صلاح الدين الصباغ بعد سنتين سنة 45، علقه على باب وزارة الدفاع نهار كامل، فقسم من الضباط كان يدي له التحية وهو معلق!! يعني..

أحمد منصور: حصلت فجوة بين عبد الإله كوصي على العرش والعيلة الحاكمة، وبين الشعب في ذلك الوقت؟

عارف عبد الرزاق: في ذاك الوقت بسبب هذه.. بسبب..

أحمد منصور: طيب.

عارف عبد الرزاق: أولاً: الرجوع على يوم 30 مارس على.. قطاعات بريطانيا ودخولها إلى بغداد كان بيها نوع من التحدي للشعب العراقي ماكو شك بيها والإذلال إله فكان.. يعني عطت نفس كراهية له وللإنجليز، بعدين اللي مثل ما قلت أنت كل الشباب القومي أكثرهم إما في.. السجون أو في معتقلات.

أحمد منصور: نعم، أدت حركة رشيد علي الكيلاني التي قامت في إبريل 41 إلى تأجيج الروح القومية العروبية الوطنية لدى العراقيين، وبدأت تتشكل منذ ذلك الوقت بعض الحركات السرية العسكرية على وجه الخصوص. في.. المدرسة الثانوية العسكرية حيث كنت تدرس في ذلك الوقت، هل قامت أي حركات سرية عسكرية؟

عارف عبد الرزاق: لأ، هي الحقيقة هي التاريخ.. الحركات السرية كانت قبل.. قبل 41، بعد البطش اللي صار بـ 42 و43 حتى تلاميذ.. فتشونا.. واحنا مرات سألوا من يحفظ قصيدة ضد الإنجليز أو شيء آخر، وطردت بعض التلاميذ بهذا السبب، فتجمد..

أحمد منصور [مقاطعاً]: النشاط السري.

عارف عبد الرزاق [مستأنفاً]: النشاط السياسي السري، كان واحد من السوريين معنا عصام مراود، كان واحد من الأسماء الموجودة بها..

أحمد منصور: لكن فيه تنظيم اكتشف واعتقل قادته في السنة 43. هل كان لك علاقة بهذا التنظيم؟

عارف عبد الرزاق: نعم؟ نعم.. نعم؟

أحمد منصور: هناك تنظيم عسكري سري اكتشف سنة 43، هل كان لك علاقة به؟

عارف عبد الرزاق: لأ، هو بقايا بعض البقايا من التنظيمات الأولانية استمرت، استمرت إلى الـ45.

أحمد منصور: كنت في ذلك الوقت تنتمي لتنظيم؟

عارف عبد الرزاق: لأ، أنا كنت في 43 تركت.. رحت إنجلترا.

أحمد منصور: قبل أن تذهب إلى إنجلترا في تلك الفترة.

عارف عبد الرزاق: تجمدت بعد 42 و43 تجمد كل النشاط.

أحمد منصور: جمدت لكن..

عارف عبد الرزاق: البعض كان.

أحمد منصور: أنت كان لك انتماء؟

عارف عبد الرزاق: لأ.

أحمد منصور: لم تكن تنتمي..

عارف عبد الرزاق: يعني كان هناك تحدي بالـ43 اكتشفت بعض الخلايا في كلية الحقوق، وسجن بعض الضباط، حوالي 9 ضباط من الدورة السابقة قبلنا وسجن بعض طلاب كلية الحقوق أذكر بينهم محمد..، عبد الستار عادل حسين ماهر.. شاكر ماهر، وممدوح السخن، فبروح التحدي رحنا بملابسي العسكري أنا وعيسى شاوي رحنا زرناهم بالسجن، يعني ما.. كان الخوف بعيد على قلوبنا.

أحمد منصور: لكن أنا لاحظت يعني.. آمل أن تكون ملاحظتي دقيقة في مذكراتك المخطوطة، والتي أشكرك أن منحتني نسخة منها، والتي لم تنشر، وأعتقد أن لم يطلع عليها كثير من الناس.

عارف عبد الرزاق: لسه.. لسه.

أحمد منصور: نعم، في هذه المذكرات أشرت إلى أن كان لك تجربة في تلك المرحلة مع تنظيم ما أثر على حياتك السياسية.

عارف عبد الرزاق: لأ، أنا كنت عضو بيه.

أحمد منصور: أت كنت عضو فيه؟

عارف عبد الرزاق: كنت عضو فيه.

أحمد منصور: ما أنا أسألك أقول لك: أنت كنت تنتمي.

عارف عبد الرزاق: أنا كنت.. 41، 42.. 39، 40، 41.

أحمد منصور: كنت عضو في هذا التنظيم.
عارف كنت عضو فيه.

العمل السياسي السري وتأثيره على عارف عبد الرزاق

أحمد منصور: ما تأثير العمل التنظيمي المبكر السري عليك في تلك المرحلة؟

عارف عبد الرزاق: لأ، هو اللي كان العراق هو تقريباً بعد مصر هو البلد الوحيد المستقل من البلاد العربية والسعودية، فكنا (نتلظى) للشعب السوري والشعب اللبناني والفلسطيني أو الليبي، فكان أكو شعور إيقاظ عربي، ماكو شك بها غاية منها في إيقاظ عربي، إيقاظ وعي عربي، هو كان.. كنت ندفع خمسين فلس لإدامة النثريات يعني كان.. يعني.. يعني مقبول يعني جهد..

أحمد منصور: ده كان شعور بالمشاركة.

عارف عبد الرزاق: جهودنا.. جهودنا.. جهودنا كان متواضع مو كان كتير بعد رجوعي بالـ 45.

أحمد منصور: أنا لسه الآن 39، تخرجت 43.

عارف عبد الرزاق: 43.

دراسته للطيران وسفره إلى لندن

أحمد منصور: اخترت دراسة الطيران، لم اخترت دراسة الطيران؟

عارف عبد الرزاق: والله، ليش اخترت دراسة الطيران، يعني أولاً أثر.. طائرات البريطانية بالقصف علينا أثناء الحرب..

أحمد منصور [مقاطعاً]: الحرب العالمية الثانية التي كانت مشتعلة في ذلك الوقت.

عارف عبد الرزاق: لأ، الحرب مش العالية، ما هو مش العالية [العالمية]، حرب الـ 41.

أحمد منصور: حرب الـ 41.. أثناء فترة.

عارف عبد الرزاق: حرب الـ 41، الطائرات الإنجليزية إحنا كنا بالثانوية العسكري بجنب معسكر القوة الجوية، فكنا الخنادق ما راح تجري على الخنادق، لسه بعدنا تلاميذ جدد، حفروا لنا ساقية وقعدنا بالخنادق بيجامات أحمر وأصفر والغارة جات من الصبح، فكانت 5 طائرات.. تقصف علينا..، فكان –يعني- شعور إنه ها دول الغلبة ها دول الطيارين، يعني فكان عندي شعور إنه ليش ما أصير مثلهم؟ يعني بس ما كانش شعور طاغي، يعني لو ما وصلت ما كانش مهم، لكن بعد أن طرت في الطيارة، لأ، لو كنت ما نجحت في الطيران كنت يمكن..

أحمد منصور [مقاطعاً]: ذلك طبعاً حينما أصبحت طيار وقائد للقوات الجوية في العراق بعد ذلك كان واضح أنك تعشق الطيران.

عارف عبد الرزاق: ماكو شك.. ماكو شك بيها.

أحمد منصور: يعني حتى من يعني خلال الجلسات المطولة التي قضيناها على مدار عام، أو من خلال اطلاعي على مذاكرتك، أو من خلال ما كتبه الآخرون عنك وعن ما قمت به، واضح إن الطيران كان عشق بالنسبة لك، وشيء حياتي.

عارف عبد الرزاق: ما كو شك ما كو شك بيها.

أحمد منصور: وبشكل يومي كنت لابد أن تطير.

عارف عبد الرزاق: ماكو شك بيها.

أحمد منصور: ولذلك أنا هناك أسألك عن أسباب اختيارك للطيران، مغرم وإنما كان..

عارف عبد الرزاق [مقاطعاً]: الفكرة يعني جت تتولد في من.. من الطائرات البريطانية اللي كانت ترمينا يعني.

أحمد منصور: ابتعثت إلى بريطانيا لدراسة الطيران في سنة 43.

عارف عبد الرزاق: 43.

أحمد منصور: كل من تقدم للطيران –يعني- أخذوه؟

عارف عبد الرزاق: لأ، إحنا بدورتنا اللي تخرجو من دورتنا، طلبوا.. فحصوا متبرعين أول مرة، فتبرع أكثر من خمسين.. أربعين، خمسين واحد.

أحمد منصور: البريطانيين اللي اختاروكم؟

عارف عبد الرزاق: لا..لا، كان فيه واحد معلم بريطاني ومعاه في المحلق.. بعد الـ 41 ألحقوا بالقوة الجوية معلم بريطاني.

أحمد منصور: طبعاً.

عارف عبد الرزاق: يعني دخلوا في شؤوننا العسكرية كلها.

أحمد منصور: بالضبط ما أنا هنا أسأل، لأن كانت الحرب العالمية الأولى.. الثانية لازالت قائمة، وكانت العراق متحالفة مع بريطانيا.

عارف عبد الرزاق: يعد الـ 41 الإنجليز دخلوا في كل مضامين الحياة مرة تانية.

أحمد منصور: لما أخذوكوا البريطانيين ليعلموكم الطيران حتى تكونوا جزء من الدفاع عن بريطانيا ومصالحها في المنطقة؟

عارف عبد الرزاق: لأ، هي الموضع كان موضوع سياسي.. أكثر من..، كان إنجلترا تريد استرضاء المنطقة، فأخذت من تركيا عدة دورات، وأخذت من إيران دفعة، وأخذت من عندنا دفعة سنة 43.

أحمد منصور: كام واحد كنتم؟

عارف عبد الرزاق: إحنا رحنا ستة.

أحمد منصور: تذكر منهم مين؟

عارف عبد الرزاق: أذكر منهم عبد اللطيف محمود، عبد المجيد عبد الرزاق، قاسم محمد قاسم، إبراهيم إسماعيل وناجي جميل، وأنا، أنا كنت الظابط.. الظابط الأقدم فيهم، يعني لما تخرجت من الكلية العسكرية تخرجت الثامن على الدورة. وجينا دخلنا. وصلنا في إنجلترا –إذا بتريد..- يوم 24 أكتوبر سنة 1943م، وبقينا بها إلى.

أحمد منصور: أنا في مذكراتك ناقلها 26 نوفمبر 43؟

عارف عبد الرزاق: 26، لندن 24، 24 (جلاسكو) 24 جلاسكو.

أحمد منصور: أنت درست في جلاسكو؟

عارف عبد الرزاق: لأ، إحنا وصلنا جلاسكو..

أحمد منصور: يعني قمتم بالباخرة في.

عارف عبد الرزاق: بالباخرة حلاسكو، لأن.. كان بالقطار، فوصلنا لندن يوم 26، صح.

أحمد منصور: التقيت مع الوصي على العرش حينما وصلت إلى.. عبد الإله؟

عارف عبد الرزاق: بالضبط، كان هو جاي في زيارة.

أحمد منصور: أول مرة كنت تراه؟

عارف عبد الرزاق: لأ، كنا شفته بالتخرج مالنا، كان حضر التخرج مالنا، بس كان بعيد ما شفته من قريب.

أحمد منصور: لكن أول مرة تجلس معه بشكل مباشر؟

عارف عبد الرزاق: أول مرة نتكلم معه من قريب ونتعدى معه كان سنة 43.

أحمد منصور: ما هي انطباعاتك في تلك المرحلة في الوقت..

عارف عبد الرزاق: ما.. ما.. تقريباً لا توجد انطباع يعني.

أحمد منصور: يعني مثلاً الوصي على العرش أنت قلت إخماده لثورة رشيد علي الكيلاني وغيرها ولَّد لدي العراقيين شعور بالكراهية..

عارف عبد الرزاق: ماكو أشك بها.

أحمد منصور: أنت في دارستك.

عارف عبد الرزاق: أنا جاي.. إحنا جايين طلاب سنة للتدريب، ما كان عندنا.. يعني لو لو جبيناه أو كرهناه ما.. ما.. ما فايدة، فليقنا يعني لم لم يؤثر علي لا سلباً ولا إيجاباً.

أحمد منصور: هل شعرت أنك جئت إلى بريطانيا لتدرس الطيران لتدافع عن بريطانيا ومصالحها في المنطقة؟

عارف عبد الرزاق: لأ، طبعاً يعني هذه بعيدة كل البعد عني، أنا جيت أدافع عن العراق لا أدافع عن بريطانيا.

أحمد منصور: إيه تأثير..

عارف عبد الرزاق: بعدين إحنا مو.. البريطانيين اللي بعتونا، العراقيين بعثونا.

أحمد منصور: بعثوكم بناء على منحة قدمها البريطانيون.

عارف عبد الرزاق: منحة قدمها البريطانيون آه بس ما قدموها للعراقيين فقط، قدموها للي كان هناك..

أحمد منصور: بغض النظر إحنا بنحاول فهم ما يدور ونترك للمشاهد عملية الفهم والتأثير بعد ذلك. تأثير حياتك في بريطانيا إيه، وأنت أقمت تدرس الطيران من نوفمبر 43 إلى مارس 45؟

عارف عبد الرزاق: بالضبط، يعني خدونا السنة الثلاث أشهر الأولى دخلنا دروس نظرية فقط كانو يسموها International Training Wing (I.T.W) وبعدين رحنا إلى (ويفرهمتن) بشهر 3 سنة الـ 44 إلى شهر 6 سنة 44، تعلمنا على الطيران ابتدائي (E.F.T.S)Elementary Flying Training School ومن هناك رحنا إلى (كرمويل) طرنا هناك حوالي 200 ساعة كل واحد، 6 شهور، بقى كده 17/1 اتخرجنا.

أحمد منصور: تفتكر أول مرة أقلعت بطيارة؟

عارف عبد الرزاق: آه طبعاً أول مرة أقلعت بطيارة في العراق لنص ساعة.

أحمد منصور: قبل أن تذهب إلى..

عارف عبد الرزاق: قبل.. قبلها بأيام قليلة، لنص ساعة بس نشوف يعني.

أحمد منصور: كان شعورك إيه حينما أقلعت بالطائرة؟

عارف عبد الرزاق: والله ما كانش شعور يعني، كنا طيارة صغيرة وطيرنا بيها يعني شعور خليط من..

أحمد منصور [مقاطعاً]: أنا بأسألك لأن الطيارين دائماً يقال أنهم ناس بعيدون عن حياة الناس، دائماً يحلقون بعيداً، وكل اهتمامهم بالأزرار.. وبـ..

عارف عبد الرزاق: من قال؟ من قال هذا؟!

أحمد منصور: سنأتي إلى التفصيلات في شهادتك.

عارف عبد الرزاق: لأ، على كل حال كلام.. كلام بعيد عن الحقيقة.

أحمد منصور: سنأتي إلى التفصيلات في شهادتك بعد ذلك. أنهيت دراستك في بريطانيا في مارس 45.

عارف عبد الرزاق: 45.

أحمد منصور: وعدت في 14 إبريل.

عارف عبد الرزاق: لأ، أنهيتها في 17/1/45، لكن..

أحمد منصور: التخرج.

عارف عبد الرزاق: الدورة التقدمية مو كان ما أروح أعملها علىSpot Fire Fighter قائد القوات الجوية كان مر إلى بريطانيا، وخلانا نتدرب على طيارات قاصفة، فالـ Advanced Flying Training School ،Advance يعني بعد خدنا (…) مفروض نساوي كل واحد أربعين ساعة عليها على (Plane-M) فعملنا أربعين ساعة، وبعدين اتخرجنا واستعدينا للعودة إلى العراق.

أحمد منصور: قبل أن تعود إلى العراق، بقاؤك في بريطانيا سنتين للدراسة، ما هي الأشياء الأساسية التي تركتها كآثار عليك؟

عارف عبد الرزاق: والله النظام كان..

أحمد منصور: كان ليها تأثير كبير هذه الأشياء في حياتك.. بعد ذلك؟

عارف عبد الرزاق [مقاطعاً]: ماكو شك فيها، يعني كان اللي.. كان إنجلترا في حرب، وكانت الدنيا في الليل Black Out ، والناس.. لكن النظام كان سائد الإنجليزي كان واثق من.. من قيامه بالحرب، كان عدم اهتمام، عدم الخوف، كل هذه العوامل أثرت علينا ماكو شك بيها.

يعني ما كان الناس خايفة من الحرب إنه بحرب، يعني كانت في حياتها ماشية عادية، بعض.. بعض مع بعض.. التقتير لبعض المقتنيات للأكل والسجائر والمشروب والأشياء الأخرى.

أحمد منصور: عدت إلى العراق في 14 إبرايل 1945م، التحقت بالقوات الجوية، شاركت في العام 45 وفي العام 47 في قمع حركة الأكراد التي قام بها الملا مصطفى البرزاني.

عارف عبد الرزاق: صح.

أحمد منصور: كطيار مقاتل.

عارف عبد الرزاق: لأ، كطيار قاصف.

أحمد منصور: كطيار قاصف. أنتميت إلى بعض التنظيمات السرية في ذلك الوقت، وشاركت مشاركة كطيار قاصف ومقاتل في حرب العام 48.
في الحلقة القادمة أبدأ معك من قصفك مناطق الأكراد..

عارف عبد الرزاق: بس تصحيح عن.. أنا ما ما دخلت يعني بالـ 45 دخلت فرجت على خلايا بعض الخلايا مالتي بالـ 45.. يعني كزائر.. مو كشخص عامل، وبعدين ما انتميت إلا بالـ 56.

أحمد منصور: سنأتي إلى التفصيلات في الحلقة القادمة.

عارف عبد الرزاق: بس تصحيح عند هذه الجوانب.

أحمد منصور: نبدأ من قصفك لمناطق الأكرد في 45، 47، ثم مشاركتك في حرب العام 48، أشكرك شكراً جزيلاً.

عارف عبد الرزاق: العفو.

أحمد منصور: كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم. في الحلقة القادمة –إن شاء الله- نواصل الاستماع إلى شهادة السيد عارف عبد الرزاق (رئيس وزراء العراق الأسبق) في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج، وهذا أحمد منصور يحييكم..

عارف عبد الرزاق: وتحياتي.

أحمد منصور: والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المصدر : الجزيرة