شاهد على العصر

العراق من الملكية إلى الجمهورية كما يراها عارف عبد الرزاق ح5

استتباب الوضع للجيش بعد 14 تموز، أطماع العسكريين في المناصب الكبرى بعد نجاح الثورة، اغتيال الملك فيصل وولي العهد وأسرته والتمثيل بجثثهم، القبض على نوري السعيد وسحله في شوارع بغداد، تقسيم الكعكة على الضباط الأحرار في العراق، تفجر الصراع بين عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف.

مقدم الحلقة:

أحمد منصـور

ضيف الحلقة:

عارف عبد الرزاق: رئيس وزراء العراق الأسبق

تاريخ الحلقة:

03/02/2002

– استتباب الوضع للجيش بعد 14 تموز
– أطماع العسكريين في المناصب الكبرى بعد نجاح الثورة

– اغتيال الملك فيصل وولي العهد وأسرته والتمثيل بجثثهم

– القبض على نوري السعيد وسحله في شوارع بغداد

– تقسيم الكعكة على الضباط الأحرار في العراق

– تفجر الصراع بين عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف

undefined
undefined

أحمد منصور: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، أهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج "شاهد على العصر" حيث نواصل الاستماع إلى شهادة السيد عارف عبد الرزاق رئيس وزراء العراق الأسبق، سيد عارف.. مرحباً بك.

عارف عبد الرزاق: أهلاً وسهلاً بك.

أحمد منصور: الآن نحن في مشاهد الرابع عشر من يوليو "تموز" 1958، وصفنا بعض المشاهد في الحلقة الماضية، كيف تحركت بعض قطاعات الجيش العراقي للقيام بانقلاب، كنت أنت مسؤولاً عن تحريك القوات الجوية وتأمينها من خلال كونك كنت قائد السرب السادس في.. قاعدة "الحبانية" الجوية.. كان لديك ألف و1300 جندي بريطاني، وحوالي 40 جندي أمريكي مع بعض الطيارين، وأسرهم وعائلاتهم أيضاً كانت في القاعدة، تحرك أيضاً عبد السلام عارف وعبد الكريم قاسم في بغداد وأنت كنت في الشمال، ما هو المشهد بعد ذلك علي القطاعات المختلفة حتى أستتب الوضع لصالح العسكريين ؟


استتباب الوضع للجيش بعد 14 تموز

عارف عبد الرزاق: إحنا وصلنا بالحلقة السابقة إلى كيفية السيطرة على "الحبانية".. وبعد أن قسمت مراتب السرب إلى 3 أقسام، قسم للمراقبة للطرق التي تؤدى وقسم بالسلاح لمراقبة "المشجب" وقسم لإخراج الطيارات للقيام.. للاستعداد للقيام بواجباتها هذا اليوم وتسليحها..

أحمد منصور: كل هذا دون أي تنسيق أو اتصال مع القوات التي في بغداد.

عارف عبد الرزاق: لأ طبعاً لأ هو أنا مسؤول عنها، يدروا.. ما يعرفوا طبيعة ال.. ما يردون.. طيارة وطيارة تطير وتمنع ال..

أحمد منصور: أنا أقصد أن الذين تحركوا في بغداد لم..

عارف عبد الرزاق: معتمدين علىِّ، معتمدين على البلاغ الأولاني، على التوكل الأولاني لكن، المفروض كانوا يخبروني.. كا..

أحمد منصور: لم يبلغوك بالموعد..

عارف عبد الرزاق: لو لم أسبق الأحداث.. لتغير الحال.

أحمد منصور: لم يبلغوك بموعد قيام الانقلاب.

عارف عبد الرزاق: صح..

أحمد منصور: وأنت تحركت بناءً على المعلومات التي وصلتك من مساعديك أو بعض الضباط لديك..

عارف عبد الرزاق: لأ.. اشتغلت الإذاعة العراقية بعدين، الإذاعة العراقية ابتدت.. عرفت إنه توصلت إليها.. فبعد مجيء آمر القاعدة الجوية البريطانية ومطالبتي بالموقف فكان هناك طلبات كثيرة من قبل القطاعات البريطانية لإيصال طعام وأو توجية الجنود للحراسة منطقة البحيرة أو منطقة الهضبة..

أحمد منصور: كل هذا في اليوم الأول ؟

عراف عبد الرزاق: في اليوم في الساعات الأولي. فكنت أبعت ال..

أحمد منصور: أي ساعة تحركت ؟

عارف عبد الرزاق: الساعة 6.. 5

أحمد منصور: صباحاً.

عارف عبد الرزاق: صباحاً.. هو جاني حوالي 6.30 ونص هو ما عرف الخبر إلا حوالي 6.30 ونص من الإذاعة ومن جهات معينة، فكان بعد هذه.. كان هناك مرسلات للإنجليز ما نعرف عنها شئ.. وكان هناك..

أحمد منصور: يعني آيه مرسلات.. عفواً. ؟

عارف عبد الرزاق: مرسلات لاسكين.. مجموعة يعنى..

أحمد منصور: آه.. يعنى رسائل لاسلكية..

عارف عبد الرزاق: سيطرنا عليها حتى نمنع أي خبر يطلع من القاعدة الإنجليزية إلى بره.. وهناك وحدة مخابرة لا تعرف عنها شيئاً.. تحت الأرض فبعتنا للسيطرة عليها ضابط وبعض الجنود فالإنجليز لما شافوا القطاعات متجهة إليهم نسفوها.. نسفوا القاعدة، كل ما نعرف عنها(…) لكن هي شئ طبيعتها شئ ما نعرف ؟!

حتى بعد ما فجروها جبنا خبراء من بغداد لنعرف طبيعة العمل اللي كانوا يسووا بيه.. ما كنا.. ما توصلنا إلى نتيجة لأن دمروا كل شئ بيها.. عدا الطابعات و"البرنتر" الموجود.. فزارني بعد الظهر مباشرة آمر القاعدة..

أحمد منصور: البريطاني.

عارف عبد الرزاق: البريطاني ليلعب على أعصابي إنه الأسطول السادس نزل في بيروت، ولواء مظلي.

أحمد منصور: الأسطول السادس الأمريكي..

عارف عبد الرزاق: الأمريكي

أحمد منصور: على اعتبار إنهم حلفاء يعني..

عارف عبد الرزاق: .. طبعاً.. ولواء مظلي إنجليزي نزل في عمان.. فهذا طبعاً عطاني تفكير إنه ننشر طيارات بره.. ما نخليها كلها في الأوكار حتى لا تصاب كلها.. البيض في سلة واحدة وتكسر كلها.. عندنا جهاز رادار بره.. (…) رادار إنجليزي حاولنا نسيطر عليه، بس ما عرفنا نشغله.. اتكلنا علي الله.. إنه العملية ناجحة.. بغداد.. آه قمنا بدوريات على اللواء الأول نشوف أي حركة طالعة ضمن نوع من الاستطلاع فوق طريق بين "المسيرا"وبغداد" إحنا..

أحمد منصور: اللواء الأول اللي كان بيقوده عبد الكريم قاسم..

عارف عبد الرزاق: "الحبانية" غرب بغداد مش شمال بغداد.. على ذكر (……)، وكلمني عبد السلام عارف حوالي الساعة 9.30 ونصف عشرة

أحمد منصور: صباحاً..،ماذا قال لك ؟

عارف عبد الرزاق: صباحاً.. قال لي أن يريد طيارات تطير فوق بغداد لترهب بغداد فطيرَّنا عشرين طائرة فوق بغداد.

أحمد منصور: خلاص السرب.. القاعدة كلها. بقت…

عارف عبد الرزاق: يعني أغلبيتها.

أحمد منصور: طب والقاعدة الأخرى.

عارف عبد الرزاق: القاعدة الرئيسية عندنا، القاعدة رئيسية عندنا.. وفي"كركوك" شويه وفي "بغداد" شويه وفي "الموصل" كان شويه، في "الموصل" كان في "الشعيبة" (……).. عملية بعد الظهر طبعاً اتكشفت وعلاقات مع.. عبد السلام عارف دائم الاتصال بيه.. لمعرفة النتائج اللي شو صار بيها.. واللواء آمر اللواء.. آمر القاعدة الجوية البريطانية دائم الاتصال بيه إنه يريد يطلع ال.. النساء والأطفال.. فقلت له: ما الذي يلجأك إلى هذا؟ قال: أنا خلينا نتكلم بصراحة.. أنت عسكري وأنا عسكري. لو حكومتي الغبية أمرتني أن أعمل شئ.. ماذا أستطيع أن أعمل وأنا عندي أطفال ونساء؟!.. فأنا كنت أريد هذه الكلمات.. كعذر لعدم التحرك بهم..

أحمد منصور: آه

عارف عبد الرزاق: فكان طلب مقابلة رئاسة أركان الجيش في بغداد، واحنا عرفنا إن السفارة البريطانية في بغداد دُمرت، لآن الملحق العسكري حاولوا بعض الشعب إنه يكسروا تمثال ل "جنرال مود" اللي فتح بغداد وهو مقابل السفارة البريطانية، فكان الملحق العكسرى البريطاني رمي طلقاته على وقتل بعض المتظاهرين الموجودين بيه، فكان المتظاهرين انهم توجهوا كلهم علي السفارة وقتلوا الملحق العسكري.. والسفير وزوجته التجأوا بره خارج..، حرقوا السفارة، وراحت قطاعات أمنية وأخذلهم إلى أحد الفنادق.. فـ

أحمد منصور: طب. كان هناك تأمين لباقي السفارات وباقي الدبلوماسيين.. وباقي.

عارف عبد الرزاق: تحركت كثير. قطاعات لتأمين بس تحركت متأخرة.. كان الغرض يعني أنا قلت الناس الضباط.. كل الضباط الأحرار.. كلها تحركت إلى مواقعها من دون أي أمر.. اعتبروا الإذاعة مركز تمديد للكل..

أحمد منصور: نعم.

عارف عبد الرزاق: فالكل راح.. لجأ إلى قطاعاته.

أحمد منصور: يعنى هنا برضوه الضباط الأحرار لم تكن لهم قيادة واحدة وإنما كانت قيادات كثيرة.. ولكن الذي تحرك وأخذ المبادرة كان عبد السلام عارف.. عبد الكريم قاسم والكل تعاون معهم من كل أنحاء الجيش وكل واحد قام بدوره..

عارف عبد الرزاق: همه.. اللي.. اللي.. أشعلوا عود الثقاب.

أحمد منصور: معني ذلك إن كل المحاولات اللي قبل كده لو كان أي واحد فيهم نجح كان.

عارف عبد الرزاق: نجح الثاني بها..

أحمد منصور: لكن هي.. كما قرأت مقولة للسفير الأمريكي في بغداد.. في ذلك الوقت.. "جون جلمان". قال: "كانت مصادفة نجاح الثورة واحد في المليون".. لأن بالشكل الذي ذكرت فيه التحرك، بكل المعايير عملية النجاح لانقلاب بالشكل ده لا يمكن أن تتم.. أنت كمسئول عن القوات الجوية لم تكن لديك علم.. لم يكن لديك.. كل اللي كان بيتحرك كشخصين بيتحركوا علشان المساعدة.

عارف عبد الرزاق: آه.. اعزيها إلى أنانية.. بعد أن شافوا الثمار على وشك القطف استغلوا الفرصة هذى حتى لا يشاركهم الآخرين في السيطرة وفي تشكيل الوزارة.

أحمد منصور: ده عبد السلام عارف وعبد الكريم قاسم..

عارف عبد الرزاق: هم المسؤولين الأتنين بس حتى هذا أحد العوامل اللي ..

أطماع العسكريين في المناصب الكبرى بعد نجاح الثورة

أحمد منصور: هذا ما سنتناوله بالتفصيل طبعاً لأنه طالما الأمور قائمة على طمع وليس مصلحة شعب فبالتالي الشعب العراقي من يومها يجني ثمار ما قام به هؤلاء.

عارف عبد الرزاق: أنا لا أستطيع أن أبرئ نفسي أو أبرئ نفس الآخرين.. الأطماع الشخصية لكن أنا أعتقد بالنسبة لي أنا شخصياً لم يكن لي أي طمع إلا الوحدة العربية.

أحمد منصور: طمع قيادة القوات الجوية ما أنت قلت انهم كانوا بيرتبوا إنك تكون قائد القوات الجوية..

عارف عبد الرزاق: قيادة القوات الجوية جايتني جاتينى.. أنا ضابط كويس وخريج كلية الأركان وعندي سرب مقاتل

أحمد منصور: لما تيجي بدري شويه يبقي كويس..

عارف عبد الرزاق: لأ.. هي جاية جاية.. كل ما تيجي متأخرة كل ما تبقي أكثر

أحمد منصور: يعني الآن كنتم عماليين.. أو بقيتم تفكروا في عشرات أو مئات الضباط التي بين الرتب بين الرتب العليا و بين

عارف عبد الرزاق: مش أنا..

أحمد منصور: الضباط الأحرار.. أنت جزء منهم.

عراف عبد الرزاق: مش أنا مش أنا.

أحمد منصور: أنت جزء منهم..

عارف عبد الرزاق: أنا قلت صارت محاورة.. صارت محاورة مثل هذى.. إنه كيف اللي يسيطر على الضباط هذى أخذوها درس من مصر هل نعطي.. هل نعطي رتب وقتية أم لأ.. كان يعني.. كانت مناقشة.. ما قرَّر فيها شئ..

أحمد منصور: التحرك كله وذلك الوقت.. كان واضح إنه كما قام الضباط السوريون بالاستيلاء على السلطة، وكما قام الضباط المصريون بالاستيلاء على السلطة، لما لا تقوموا أنتم الضباط العراقيون بالاستيلاء على السلطة ويكون لكم الحكم..

عارف عبد الرزاق: أنا لا أوافقك على الرأي مطلقاً..

أحمد منصور: أليس هذا هو الواقع يا سيدي.

عارف عبد الرزاق: لأ.

أحمد منصور: بغض النظر عن النوايا الحسنة.

عارف عبد الرزاق: لم يكن هذا الواقع.. الواقع تغيَّر بعد 14 "تموز"

أحمد منصور: كيف تغير بعد 14 تموز، وحضرتك قلت الآن وبتؤكد وكل كتب التاريخ تؤكد إن عبد السلام إن عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف لطمعهما في السلطة أثنوا باقي كل الضباط الأحرار.. وتخلصوا.. ووصلوا إلي الحكم

عارف عبد الرزاق: حتى.. لا يشركوا.. يقولك تخلصاً من ال.. من التقويل والمقاومة والمعارضة.. يعني كمعارضة تخلصاً من المعارضة إنه لم يقدموا بشيء فما لهم حق المعارضة؟

أحمد منصور: إذا (……).

عارف عبد الرزاق: نوع من الأنانية.. لكن الخلاف صار بعد… أنا أقول لك

أحمد منصور: إحنا لسه في 14 مخلصناش.

عارف عبد الرزاق: 14 لما تعدي عليه.. هزضع.

أحمد منصور: أنا أعود إلى أن كل القوات البريطانية الموجودة في العراق كانت تحت سيطرتك في ذلك الوقت..

عارف عبد الرزاق: منعت من استيلاء السلاح، وتناقلها كان محدود إلا بحراسة من عندي

أحمد منصور: يعني.. حبستهم أو حجزتهم أو حصرتهم؟

عارف عبد الرزاق: لا.. لأ لكن تنقلهم إلى خارج "الحبانية" لبحيرة الحبانية. كان عندهم فندق هناك وكان عندهم مطار الهضبة كان موجود به قطاعات حراسة تحركهم من.. وإلى.. كان تحت حراسة القوة الجوية العراقية.. وكان دائم الاتصال.

أحمد منصور: لكن.. منعت عنهم السلاح..

عارف عبد الرزاق: دائم الاتصال فيَّ مطالباً رئيس أركان الجيش.

أحمد منصور: منعت عنهم السلاح.

عارف عبد الرزاق: السلاح موجود عندي. ممنوع السيطرة عليه ممنوع الدخول بيه.

أحمد منصور: هل أبلغك عبد السلام عارف.. بأي شئ فيما يتعلق بوضعهم

عارف عبد الرزاق: لأ.. أبداً.

أحمد منصور: يعني كان ناسي إن فيه 1300 بريطاني و50 أمريكي

عارف عبد الرزاق: ما يعرفش حتى هذا العدد أو لأ.

أحمد منصور: قائد قوات الثورة لا يعلمون شيئاً.

عارف عبد الرزاق: ما يعرفوا.. أنا ما كنت أعرف عدد الجنود البريطانيين لو ما أخذت..

أحمد منصور: مش مهم العدد لكن فيه قوة بريطانية كبيرة موجودة في البلد عارف عبد الرزاق: فيه قوة بريطانية كانوا يتخوفون بها وكانوا واثقين من إني أستطيع أن أسيطر.

أحمد منصور: ومن المؤكد إن الألف و1300 دول كانوا مقاتلين أشداء مش ناس عاديين.

عارف عبد الرزاق: لأ ناس أكثرهم كانوا ميكانيكية و معامل وما شابه وماكنوش مقاتلين.

أحمد منصور: بغض النظر، ألف و1300 واحد من الجيش البريطاني.

عارف عبد الرزاق: معاهم حوالي نفس الرقم من الحراسة ال.. المسخرين من قبلهم..

أحمد منصور: وفي نفس الوقت قادة الثورة أو الذين قاموا بالانقلاب في بغداد لا يعلمون شيئاً ولم يكن في حساباتهم أي شيء.

عارف عبد الرزاق: لأ.. يعلمون أن هناك قطاعات بريطانية، لكن لا يعرفون عددهم.

أحمد منصور: ولم يكن لديهم خطة فيما يتعلق بشأنهم.

عارف عبد الرزاق: يعني كان وكل علي أساس إنه هناك قطاعات عراقية مكافئة مقابلة، اللواء الثامن.. اللي هو كان آمره غير مُبلغ.. وعُين له آمر جديد، عبد الرحمن عبد الستار. كان له آمر أسمه مظفر أحمد التك.. وعُين آمر عبد الرحمن عبد الستار كان أحد آمري الأفواج الموجودين عند عبد السلام عارف.. عبد الكريم قاسم.. اللي هو أُبلغ عبد الرحمن عبد الستار أبُلغ بالثورة وأن هناك ثورة من قبل عبد الكريم قاسم في أثناء المسيرة، كان أمير فوج، هو وأُبلغ أن هو أتعين آمر لواء بالثامن وعليه أن يستعد للمجيء "الحبانية" وصل الساعة واحدة بعد الهظر إلى الجانية واستلم قطاعات اللواء.. فأنا يعني حمل كبير عنى انتقل يعني إنه جاء ظابط من الظباط الأحرار للسيطرة على اللواء الثامن.

أحمد منصور: ماذا فعلت بالبريطانيين ؟

عارف عبد الرزاق: لم أفعل.. أُرسل إليّ قطع اللي قطع سّرية أخرى مدير من "العبودي" سّرية حراسة لتعزيز الحراسة الموجودة على "المجدب" وقفت مراقبة هناك.. وبعدين أرسلت قائد بعد أن أتصلت برئيس أركان الجيش، في يوم الثالث أو الرابع أرسلت آمر القاعدة إلى بغداد لمراجعة رئيس أركان الجيش وعاد آمر القاعدة وشكر برئيس أركان الجيش وقال انه لبي كل طلباته، وأنه فرحان كان عائد. أن الثورة ما شية بالنهج الصحيح .

أحمد منصور: في.. بعد ذلك الوضع كان أية في الأماكن الأخرى.. قُتل نوري السعيد..


اغتيال الملك فيصل وولي العهد وأسرته والتمثيل بجثثهم

عارف عبد الرزاق: لأ.. نوري السعيد لم يقتل في ذلك اليوم..

أحمد منصور: آه.. قتل في ذلك اليوم..الملك فيصل وولي العهد الأمير عبد الإله

عارف عبد الرزاق: الملك فيصل وولي العهد وأمه وأخته ووالدته وأخته يعني هو

أحمد منصور: ومُثل بهم تمثيل بشع..

عارف عبد الرزاق: علشان.. أنا كنت في "الحبانية" لكن أروى حادثه من آمر الفوج الحرس اللي هو العقيد طه المعمرلي يقول :

أحمد منصور: روي لك مباشرة..

عارف عبد الرزاق: إليّ مباشرة أو عن طريق آخر يقول: إنه كان هناك سرّية مستعدة للذهاب إلى المطار لتوديع الملك.. كان الملك يسافر ذاك اليوم إلى أنقرة.. سرّية حرس شرف.. وكان يعدها.. فجاء من يبلغه بأن جسر "الخر" المنطقة الواقعة بين الفوج وقصر الرحاب منطقة.. جسر الحز أحتل من قبل ظباط مشتركة فجاء بمدرعة ليستطلع الأمر.. فأوقف فشاف من قبل 9 ضباط.. حسب ما قال.. حتى واحد منهم كان لابس ملابس قوات جوية.. فحس إن الحركة عامة.. فأوقفوه وأخذوا مسدسه..

أحمد منصور: من الملك.

عارف عبد الرزاق: من ال.. طه المعمرلي العقيد طه المعمرلي.

أحمد منصور: اللي هو قائد الحرس.

عارف عبد الرزاق: قائد الحرس.. وبعتوه لإقناع الأمير عبد الإله بالتسليم.. لا خير من المقاومة.. ويقول إنه لما دخل من الباب طلب من سِّرية الحرس والسِّرية المهاجمة.. أن يقطع الرمي من سرية الحرس حتى السرية المهاجمة تقطع الرمي.. وذهب إلي مقابلة عبد الإله وعبد الإله طلب منه التريث وإلهاء القطاعات المهاجمة ريثما يستنجد بقطاعات أخرى عراقية.. هذا لسان الموجود حال.. في هالأثناء عبد السلام عارف لما استبطئ السيطرة على قسر الرحاب وجاده بعد موجود.. فذاع بالإذاعة أنه تحرك.. بعد استطلاع الناس بالمظاهرات.. فطلب منهم التوجه نحو الرحاب وسحل الملك وسحل العائلة المالكة هناك.. هذا جاء على لسان الإذاعة..

أحمد منصور: من عبد السلام عارف لكن قبل ما يوصل هذا.. إلى هناك.. هناك متطوعين من مدرسة المشاة آخذو مدفع 106 ملم وجابوا كان من التدريب في مدرسة المشاة وجابوه وحطوه أمام قصر الرحاب وضربوا طلقات بعيار 106.. قنابل 106 فأحدث حريق

أحمد منصور: يعتبر مدفع..

عارف عبد الرزاق: فأحدث حريق داخل القصر فاضطروا أن يطلع كل القصر من باب جانبي.. وكل سكان القصر من باب جانبي رافعين.. رايات بيض وقرآن.. ومصحف وهذى.. أحد الضباط كان أسمه عبد الستار على سبع العبوثي.. قام برميهم بدون تبصر فرمي كل الناس الموجودين، قتل كل الناس الموجودين حتى ضابط الحرس اللي كان مرافق مع عبد الإله أيضاً قتل.. الضابط اللي راح يستقبلهم استطاع أن يهرب وحتى الزوجة عبد الآله جرحت لكنها لم تمت.. وابتدت الغوغائية بسحل الناس مع الأسف.. والنهب في قصر الرحاب بما يملكوه.. قصر بسيط ما كانوا يملكون.

أحمد منصور: عايز حضرتك تسمى دي ثورة.

عارف عبد الرزاق: نعم.

أحمد منصور: تسمي دي ثورة؟!

عارف عبد الرزاق: آه هي ثورة الثورة في اللغة العربية.

أحمد منصور: أنا مش في اللغة العربية أنا لي الواقع اللي تم ده..

عارف عبد الرزاق: ما هي معاناتها كلمة ثورة باللغة العربية أية؟ تثور علي نظام معين.. إنه ترفض وضع ذلك النظام بما أوتيت منه كل سلاح.. هذا معناة الثورة.

أحمد منصور: الأسلوب الدموي الذي تم فيه تصفية العائلة

عارف عبد الرزاق: فيه بريئين.. أنا أشك إن الضابط كان مبلغ.

أحمد منصور: هذا الضابط استجاب لما قاله عبد السلام عارف في الإذاعة .

عارف عبد الرزاق: يجوز يعني أنا أحمْل.. يعني أحمْل عبد السلام عارف قضية أمر الشعب بالزاحف نحو قصر الرحاب وسحل كل من فيه..، وهناك لا أبرئ أيضاً عبد الكريم قاسم.. أظن كان في تخطيطهم قتل الملك.. بينما أنا كان في التخطيط اللي بلغت بيه إنه ثورة بيضاء وإنه.. يعهد للملك بالبقاء وتعين رئيس وزراء جديد على غرار ما جاء في ثورة يوليو 1952 وتنازل الملك عم السلطة بعد فترة زمنية وتكون ثورة بيضاء لا يكون بها أي دم ولكن مع الأسف شذ عن هذا الموضوع.

أحمد منصور: أنت لم تلوث يديك بماء أحد في هذه الثورة؟

عارف عبد الرزاق: لأ..

أحمد منصور: لم تعط أمراً بالقتل.

عارف عبد الرزاق: أعطيت أمر بالرمي علي القطاعات المخالفة لأمري ولم يقتل عدا جندي بريطاني واحد ضُرب بحربة في يده.. امتنع.. ما قبل ينفذ أمر فضربه أحد الجنود بحربة في يده.. هذا هو الحادث الوحيد اللي صار "الحبانية"

أحمد منصور: جُرح يعني.

عارف عبد الرزاق: جُرح.. جرح بسيط.

أحمد منصور: لكن باقي كل القوات التي كانت تحت يديك وكل تحركاتك.. لم يقتل أحد؟

عارف عبد الرزاق: لم يرق أي دم في "الحبانية".

أحمد منصور: الدماء أريقت في قصر الرحاب..

عارف عبد الرزاق: في بغداد من الغوغائية..

أحمد منصور: الغوغائيين استجابوا.

عارف عبد الرزاق: من الشعب تسميه أنت الثورة الشعبية من الشعب هو . من العسكر..

أحمد منصور: الشعب استجاب للعسكر.. الضابط الذي قتل الملك وقتل أسرته هو من العسكر..

عارف عبد الرزاق: والله.. من ال.. هل الفرخة من البيضة أم البضة من الفرخة.. المدني والعسكر.. كله سوا.. عجينه واحدة..

أحمد منصور: ليست قضية فرخة وبيضة يا سيدي.. لا ليست عجينه واحدة.

عارف عبد الرزاق: عجينه واحدة برغيفين مختلفين.

أحمد منصور: أرجو ألا تحمل الناس مسئولية أخطاءكم.. من المفترض إن أي حركة بتقوم أول شئ بتعمل عليه هو تأمين حياة الناس وليس ما تم من أساليب دموية في التنفيذ.

عارف عبد الرزاق: آيه هذا وأنت جالس الآن على كرسي ولكن أنت لا تضع نفسك.

أحمد منصور لا يمنعني هذا أن أقيم.

عارف عبد الرزاق: لا تضع نفسك في شخص بين معلق بين الإعدام وبين النجاح ويتوقع كل ما يمكن لإنجاح ما قر عليه بتختلف النفوس وتختلف القرارات..

أحمد منصور: هل يمنعنا هذا أننا نجلس الآن بعد أكثر من 40 سنة.

عارف عبد الرزاق: أنا بس أريد أكمل.. أريد أكمل إنه إذا أنت من هذه المحاورة التي لا نهاية لها.. إن عبد الكريم قاسم توجه بعد ذلك إلى بغداد ووصل قريب الساعة العاشرة إلى بغداد ـ حسب المعلومات اللي عندي. وذهب إلى وزرة الدفاع وإلى مواقع رئاسة أركان الجيش فيه هناك وزير الدفاع ورئيس أركان الجيش وجئ بعبد الإله مسحولاً وعلق على باب وزارة الدفاع بنفس المكان الذي علق به صلاح الدين الصبار سنة 45 ومثل بجثته.. وكان أتعين مدير استخبارات اسمه عبد المجيد سعيد عميد فجاء لعبد الكريم قاسم وقال سيدي أمنع هذه المهزلة.. هذا حرام بالدين.. لا يصير التمثيل بالجثث، فعبد الكريم قاسم نهره ولم يلبى طلبه وبعث على، أرسل على آكل كباب أتغذى.. هذه الواقعة رواي لي اياها نفسه عبد المجيد سعيد، فالنفوس تختلف من شخص إلى آخر .

أحمد منصور: لأ.. أنا أقصد شيء مهم جداً .. إحنا الآن حينما نتناول ما حدث.. حينما نتناول دورك السياسي.. حينما نتناول هذه الأحداث.. لا يمنعنا أننا نجلس على كراسي ونتكئ عليها الآن من إن إحنا نتناول الأخطاء والمحاسن والسيآت.. وإلا ليس هناك ضرورة لمثل هذا الحوار أو للشهادات بشكل عام .. فإض لما يكون فيه شيء فيه ملاحظة نقول.

عارف عبد الرزاق: أخى أنت تتكلم الأن في غرفة ولا تتكلم بنفس طبيعة الشخص اللي جاي أعصابه شايلها ودقه شايله على راحة كفة.. هل ينجح أو لأ..

أحمد منصور: هل هذا يعطي بعد له في تصرفاته.

عارف عبد الرزاق: هو ثار على عمل معين على شخص معين فكل المبررات بالنسبة إله تهون دون بلوغ غاياته.

أحمد منصور: بالنسبة إله هو لكن بالنسبة للي يقيم..

عارف عبد الرزاق: هذا الواقع.. هذا الواقع اللي تريده، ما نريد أنت تتفلسف بأشياء أخرى.

أحمد منصور: أنا لا أتفلسف.. عفواً.

معنى ذلك أن كل مجرم يرتكب جريمة نقول إن الراجل ده جه بظروف معينة وبالتالي يستحق البراءة، لانه في اللحظة التي ارتكب فيها الجريمة كان مشحون بكذا او كان عنده بكذا .

عارف عبد الرزاق: عند هذا لازم نناقش هل العمل اللي قام بيه مشروع أم غير مشروع.. أو هل الثورة صحيحة أم خطاء.. هذه اجتهادات الناس تختلف.

أحمد منصور: لا نتكلم عن الثورة يا سيدي أنا هنا لا أتكلم عن الثورة صحيحة أو خطأ.. الثورة حدثت وقامت بالفعل ومن حق كل مجموعة أن تتخذ

عارف عبد الرزاق: ومن حق كل الناس أنه.. إن المجزرة اللي صارت في قصة الرحاب كانت مجزرة خاطئة.. خاطئة.. خاطئة..

أحمد منصور: لا نريد أكثر من ذلك.. إناحنا بنقول هل هذا التصرف..

عارف عبد الرزاق: خاطئة.. خاطئة.. خاطئة وسحل نوري السعيد في اليوم الثالث أو الرابع للثورة في شوارع بغداد أيضًا خاطئة.. خاطئة أيضًا حرام خاطئة.


القبض على نوري السعيد وسحله في شوارع بغداد

أحمد منصور: كلمنا بقى كيف تم القبض على نوري السعيد وكيف حدث له ما حدث؟

عارف عبد الرزاق: العقيد طاهر وصفى كان يشتغل مرافق لرئيس الوزراء لفترة طويلة

أحمد منصور: نوري السعيد.

عارف عبد الرزاق: كل رؤساء الوزارة جملتهم نوري السعيد.

أحمد منصور: طبعاً هو لم يكن نوري السعيد رئيس الوزراء في ذلك الوقت وإنما كان أحمد مختار بابان هو أخر رئيس وزراء في العهد الملكي.

عارف عبد الرزاق: أحمد مختار بابان آه.

أحمد منصور: لكن نوري السعيد ألف عشرات الوزارات وظل هو علامة في تاريخ بغداد السياسي الملكي..

عارف عبد الرزاق: لكن كان رئيس وزراء بالوزارة المشتركة مع الأردن

أحمد منصور: نعم

عارف عبد الرزاق: في الـ… كان آخر السرِّية الملكفة بالهجوم على نوري السعيد في قصره اللى على نهر دجلة كان اسمه رائد بهجت سعيد فطلب وصفي طاهر أن يقطع الرمي ويخش لواحده يستطلع هل نوري السعيد موجود أم لأ

أحمد منصور: هو روى لك – وصفي طاهر –مباشرة.

عارف عبد الرزاق: لأ اللي وصفي لي اللي روى لي الأحداث اللي جرت بيها وصفي طاهر روى لي غير شكل.

أحمد منصور: نعم.

عارف عبد الرزاق: وصفي طاهر بُلغ.. بلغ نوري السعيد أن عليه أن يهرب، فاستقل نوري السعيد أحد المراكب اللى بنسميها "بالام" بالبغدادي، لنقل نفرين أو تلاتة في داخل نهر دجلة مع " بالام " آخر وراح إلى الجانب الثانى من دجلة عله يروح على بيت آخر فشاف إنه الشارع مزدحم.. فرجع إلى بيت شخص اسمه صالح البصام.. لا يزال حى موجود في بغداد.. في لندن، والتجأ إليه.. صالح البصام خذه في سيارته مختفيًا في الصندوق الخلفى للسيارة إلى ماء الكاظمية.. الكاظمية ضاحية من ضواحي بغداد في.. كانت منعزلة كانت مدينة منعزلة الآن أصبحت مستمرة داخل بغداد، إلى بيت عائلة بيسمى عائلة "الاسترابادي" ومن هناك جاء.. باليوم الثالث أو الرابع إلى بيت بشخص أخوه اسمه ضياء جعفر كان سكرتير وزير الدفاع.. وكان وزير في وزارة نوري السعيد في مرات كثيرة، والتجأ عنده.. كانت الحكومة العراقية أعطت عبدا لكريم قاسم أعطت عشر آلاف دينار لمن يدلى بأوصاف.. مكان نوري السعيد..

أحمد منصور: نوري السعيد.

عارف عبد الرزاق: نفس ابن هذا الذي اختفى عنده مالت للحصول على الجائزة اللى هى عشرة آلاف دينار، فذهب إلى وزارة الدفاع. هذا ما قاله لى وصفي طاهر قال إن شخص رايد كان يقابل عبد الكريم قاسم شخصيًا، وارسلت له قال: أنا ابن اخته قال وهو يعرف أن عبد الكريم قاسم لا يملك له ابن اخت، قال له أنا اعرف.. إذا عندك خبر آخر قل لى ايه.. فقال له ما عندي من أخبار إن نوري السعيد يختبئ في بيتنا..

لكن أرجو أن القطاعات اللى تروح هناك لا نسوي ضجيج.. وتلقى القبض عليه، لإن والده مريض ويخاف عليه ليموت، وكان ويطمع هو في العشرة آلاف دينار، هذا ما رواه لى وصفي طاهر.. وفعلاً هذا حقيقى، لكن وصفي طاهر.. نوري السعيد والست اللى معه.. كان يروحون إلى بيت آخر اسمه محمد العريبي من منطقة من منطقة العمارة بيت على النهر على شارع "أبو نواس" على النهر فركبو تاكسي شئ على وجوههم..

أحمد منصور: يعني هو كان متنكر في زي امرأة.

عارف عبد الرزاق: كان متنكر في ذيّ امرأة، فتوه المحل، البيت اللي يعرفوه. ففيه كان حانوت صغير بيبيع حاجات للمحل هاك.. فنزلت الست تسأله عن بيت أحمد العريبي.. فكشفت الخمار مع نوري السعيد لغاه فشافه أحد جنود القوات الجوية.. فقال نوري السعيد.. فثاروا الناس عليه.. هو نوري السعيد كان انتبه كان عمره قريب إلى 70 فطلع مسدس كان يدافع عن نفسه، لكن خارت قواه ووقع مريض والجنود خطفوا المسدس وقتلوه بيه، جنود المارة. الجندى نائب العريف ده.. مع المارة الموجودين بيه، ووصل وصفي طاهر بعد أن شاف إنه في البيت.. وسمع الرصاص موجود هناك

أحمد منصور: في القوات الجوية.. من عندك؟!

عارف عبد الرزاق: موجود هناك، فرماه بالرصاص بالطول وبالعرض، بعدما كان ميت في الوقت اللى الصبح نصحه إنه يهرب، هذى الحالات الموجودة.. هذى هى الحقائق سواء أنت قبلتها أم لم تقبلها.. هذه هي الحقيقة

أحمد منصور: أنا مش قضية أقبل أو لا أقبل قضية أن احنا ننقل ما حدث للناس

عارف عبد الرزاق: ما حدث ذلك.

أحمد منصور: بعد ما قتلوه؟

عارف عبد الرزاق: قتلوه.. سحلوه مع الأسف سُحل في شوارع بغداد ولا أدري أين دُفن، لإنه أنا يعنى.. اشمأزيت من الوضع ولم أعقب أنه ما جرى له

أحمد منصور: شعرت بأيه وأنت شاركت

عارف عبد الرزاق: شعرت بعدم وجود للبشرية الإنسانية في الإنسان.. يعنى أنت بعدما قتلته ماذا نريد منه، ماذا تريد منه البشر بعد أن قتلته..

أحمد منصور: لكن الملاحظ في التاريخ العراقي إنه تاريخ دموي بشكل عام

عارف عبد الرزاق: هذا حقيقى.. التاريخ.. يعنى الرجوع للخلف، يعنى من أواخر عهد العباسيين كان هناك قتل واغتيالات من هارون الرشيد، من السفاح نفسه من عبد الله السفاح، من أول خليفة للعباسيين..

أحمد منصور: وأنتم كعراقيين.

عارف عبد الرزاق: والشاعر قيل إن اتنين أطفال أمويين جو للسفاح وكان يداريهم باعتبار أطفال صغار فأحد المنتفعين اللي.. اللي تسميهم أنت.

أحمد منصور: الحاشية.

عارف عبد الرزاق: الحاشية الغريبة المفسدة فقال:

لا يغررك ما ترى من رجال إن تحت الضلوع داء دويًا

جرد السيف وارفع الرمح حتى لا ترى فوق ظهرها أمويا

فهذه في التاريخ العربى كل فيه..

أحمد منصور: لكن من الملاحظ أيضًا انكم كعراقيين وحتى الآن إذا تنتقموا تنتقموا من بعض باسلوب دموي شديد.

عارف عبد الرزاق: والله هناك نفوس تختلف.. مش كل العراقيين.. فيه فيه طبقة موجودة لا تزال فيه.. في كل العالم موجودة ترى هذى..

أحمد منصور: يعنى قامت.

عارف عبد الرزاق: بس لا ينفرد بها العراق.

أحمد منصور: يعنى قامت انقلابات في دول عربية عديدة لكن عملية السحل والتمثيل بالجثث ربما انفردت بها بغداد.

عارف عبد الرزاق: يمكن التمثيل لكن السحل…والـ.

أحمد منصور: لإن الشيوعيين سيأتوا بعد ذلك ويفعلوا الأفاعيل نفسها

عارف عبد الرزاق: فعلوا.. فعلوا الأفاعيل نفسها.

أحمد منصور: يعنى النفسية التى تقوم بمثل هذا الفعل،

عارف عبد الرزاق: أنا ما عندي تفسير لها.. إلا أنها نفوس شريرة، نفوس شريرة تخلت من أى شعور أنساني.

أحمد منصور: أنت كنت ترفض ذلك.. عدد الرافضين كانوا كم في.

عارف عبد الرزاق: كثير.. لأ كثير، كثير جدا كثير جدًا إن سميناها.

أحمد منصور: هذه البداية الدموية للانقلابات أو للثورة إنسميناها أو اطلقنا عليها ثورة، أو كما يطلق عليها

عارف عبد الرزاق: ما هي إحدى.. أحدى عوامل الانقلاب على طبعًا، على عبد الكريم قاسم إن السحل اللي صار في 14 تموز سنة 59، السحل في الموصل بعدها. في ثورة " الشواف" يعنى جابوا بإنسان وعلقوه رجل بعربية جيب من هنا ورجل بعربية من هنا ومشيت… مع الآسف هذه الأحداث اللى صارت بيها.. هذه احدى العوامل وهو كان راضي فيها..

أحمد منصور: أنا صدقنى وأنا أقرأ هذه المرحلة كنت أشعر والكتب حولى بأنها كأنها إنما كتبت بالدم..

عارف عبد الرزاق: مشينة، مشينة، مهينة حتى في استعراضات لمجلس 59 امام عبد الكريم قاسم مرة الشيوعيون والراية اللى بيعملون حبال يقولون ماكو مها يصير والأحبال ممدوده في إشارة إلى سحل النبى آدم..

هذه هي الحقائق سواء رضى بها غيري أم لم يرض، هذه الحقيقة أرويها لله وللتاريخ وللحقيقة.


تقسيم الكعكة على الضباط الأحرار في العراق

أحمد منصور: بدأ الأمر يستتب لصالح الثورة، أصبح عبد الكريم قاسم أو اللواء عبد الكريم قاسم قائدًا أعلى للقوات المسلحة ورئيسًا للوزراء ووزيرًا للدفاع ورئيسًا رسميًا للضباط الأحرار، وأصبح العقيد عبد السلام عارف نائب القائد الأعلى للقوات المسلحة نائب رئيس الوزراء ووزر الداخلية، كيف تم تقسيم باقي الكعكة على باقي الضباط؟

عارف عبد الرزاق: هم أيضًا.. خرجوا كل اللي يعتقدوهم مشاغبين أو معارضين أبعدوهم خارج بغداد، عبد الوهاب الشواف أعطوه لواء الموصل أمر، اللواء الخامس في الموصل، ناجى طالب عطوه البصرة، كثير من الناس شتتوهم خارج بغداد موجودين بيها هم خططوا للإنفراد بالسلطة ماكو شك فيها.. هذي لا يختلف عليها اثنان.

أحمد منصور: كلاهما؟ وإبعاد باقي الضباط..

عارف عبد الرزاق: كلاهما وبيتوا فيما بينهم بعذر ركيك للتخلص من الثاني، يعني عبد الكريم قاسم قال لي: إنه في يوم 18 تموز سرق الشيوعيين برقية من السفارة المصرية.

أحمد منصور: سرقوا… نعم..

عارف عبد الرزاق: برقية صادرة من السفارة المصرية، وكان برقية حقيقية في المقدمة وأضيف لها جملة أن الجماعة يستعدون للتخلص من عبد الكريم قاسم في أسرع وقت ممكن..

أحمد منصور: يعنى الآن ما ذُكر عن أن عبد السلام عارف أبلغ المصريين من أن وضع عبد الكريم قاسم أشبه ما يكون بوضع محمد نجيب كان حقيقي

عارف عبد الرزاق: أنا ما أعرف إن كان قد ابلغهم ذلك أم لا ، لكن يوم 18 بالضبط كان سافر وفد مختلط من الوزراء وعبد السلام عارف لملاقاة جمال عبد الناصر في..

أحمد منصور: دمشق

عارف عبد الرزاق: في دمشق

أحمد منصور: باعتباره رئيس الجمهورية العربية المتحدة.

عارف عبد الرزاق: باعتباره رئيس الجمهورية العربية المتحدة، وألقوا خطابات والقوا كل واحد كلمة وكل واحد إشي…

أحمد منصور: هل طلبوا فعلاً من عبد الناصر الوحدة مع مصر في ذلك الوقت..

عارف عبد الرزاق: آه.. ما أعتقد أثيرت هذي، لكن جمال عبد الناصر كان يوم 14 تموز في طريقه إلى زيارة يوغوسلافيا ( تيتو).. وكان في عرض البحر، وألغى الزيارة ورجع إلى مصر وأذاع أن كل اعتداء على الجمهورية العراقية يعتبر اعتداء على الجمهورية العربية المتحدة، واليوم الثاني.. اليوم الثاني أو الثالث أخذ الطيارة.. وطار إلى روسيا، روسيا حذرت أمريكا و إنجلترا من التدخل في الشؤون العراقية..

أحمد منصور: لكن أميركا و إنجلترا كأنهما ارتاحا لما تم في العراق..

عارف عبد الرزاق: بس خليني أكمل الموضوع من فضلك..

أحمد منصور: اتفضل.

عارف عبد الرزاق: وأرسل وفد عسكري على مستوى عالي من الجمهورية العربية المتحدة، وأنا جلست معهم في وزارة الدفاع.. ثلاثة أو أربع أيام

أحمد منصور: تفتكر تاريخه؟

عارف عبد الرزاق: واحد كان اسمه اللواء منير..

أحمد منصور: تفتكر تاريخ الوفد والمقابلة؟

عارف عبد الرزاق: يعنى بعيد 14 تموز بأيام.. بأيام.. لا يتجاوز أربعة أو خمسة أيام.. كان التهديد الأميركي والتهديد الإنجليزي في عمان، وخذ بنظر الاعتبار إن التهديد جاي من الغرب فتقرر نقل اللواء الأول، وفرقة.. فرقة إلى منطقة "الحبانية"، وانتقل اللواء الأول إلى " الحبانية "، اللواء الأول في يوم 14 رمضان كان آمره العميد وفيق عارف، وأمر بتحرك إلى بغداد، وكانت الثورة قد عينت عقيد ركن آخر آمر، لكن العقيد أجين وكان آمر فوج، ما استلم اللواء خاف يستلم اللواء، بعدين ثاروا ضباط صغار على وفيق عارف واحد منهم ملازم ثان اسمه طارق عباس حلمي سحب مسدس عليه وأدخله بالسجن، قال أنت في حالة تقاعد، لا أمر لك في اللواء.

أحمد منصور: طيب، أنا الآن الثورة أُيدت من عبد الناصر.

عارف عبد الرزاق: بس خليني أكمل الأسباب، أعطت.. المصريين أعطوا أكثر من كتيبة ضد الجو 37 مليمتر..

أحمد منصور: دعم للثورة.

عارف عبد الرزاق: دعم للثورة، وتقرر ارسال سرب.. سرب من الجمهورية العربية المتحدة إلى العراق.. ووصل هذا السرب متأخر، وصل شهر 9 يمكن آخر شهر 9، وكان آمره المقدم عبد العزيز بدر اللي هو الآن اللواء عبد العزيز بدر آمر مطار القاهرة، وكان فيه حوالي 20 طيارة وطيارين مختلطين بهم من مصر وبهم 4 من سوريا سوريين.

أحمد منصور: قبل أن أبدأ في تفصيلات الصراع بين عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف.. لو طلبت منك وأنت عملت طيارًا للملك، وعايشت العهد الملكي بشكل قريب.. أن تقيم لنا فترة الحكم الملكي في العراق.

عارف عبد الرزاق: لأ.. فترة.. كان الحكم الملكي في العراق من الناحية النظرية يستند إلى دستور وإلى برلمان وإلى وزارة مدنية عهدت بالموضوع للأغلبية، لكن كان هناك تجاوزات موجودة معروفة… كان هناك أناس بالعشائر يؤئدون الشخص وهو حي.. يقتلون الشخص وهو حى ولا عقاب لهم.. وكان هناك قانون العشائر داخل القانون المدني العراقي، كان هناك قانون العشائر إحاله أي قضية بين.. وأكثر سكان العراق كانوا عشائر فأي قضية مدنية كانوا يزقونها. يقطومونها القانون الأساسي، يحيلوها إلى قانون العشائر، وكان هناك إقطاع.. كان هناك ناس يملكون 300 ألف دونم، 400 ألف دونم. كان موجود هذا الأملاك موجودة، كان هناك الفساد، لكن لم يكن يستشرى إلى الدرجة التي تثير السمعة كبيرة، يعنى حتى عبد الإله نفسه يعرف أن هناك فساد حتى قيل في يوم المناقشات إن هناك شركة تعمل في العراق واستوردت "شلمان" اللي هو حديد تسليح للبناء، وأنها لم تبع أي من هذا اللي بالسوق وأن هناك مدير سلطة سرق من هذا الحديدية وبنى بيته وطلب كشف على هذا البيت ورغم هذى اللي راحت كلها، يقول رغم هذه لا أستطيع أن أعمل لها شيئًا. وكان هناك الواسطة تعمل دورها.. وأكد ولكن ما كان يقاس بالسوء اللي أعقب الثورة.

أحمد منصور: انتهت ثورة، انتهى العهد الملكي في 14 يوليو عام 1958 وبدأ العهد الجمهوري في العراق بقيادة اللواء عبد الكريم قاسم وكان نائبه عبد السلام عارف، أصل الكثير من الضباط للتقاعد حتى يُسمح لعبد السلام عارف..

عارف عبد الرزاق: هنا عبد الكريم قاسم لعب على عبد السلام عارف شال كل الضباط اللي أقدم منه، لكن بقى حالي 200 ضابط أقدم من عبد السلام عارف لكن هو نائب رئيس جمهورية.


تفجر الصراع بين عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف

أحمد منصور: لازم يقيل ثلاثة أرباع الجيش يعنى.

عارف عبد الرزاق: أكثر.. عبد السلام عارف إلقاء الخطب بتبجح.. بالثورة وهذا ما أوغل صدر عبد الكريم قاسم.

أحمد منصور: هنا بدأ الصراع بين عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف

عارف عبد الرزاق: وبدأ الصراع.. وهنا بدأ الصراع..

أحمد منصور: ما هي صور الصراع بين الرجلين؟

عارف عبد الرزاق: نعم.

أحمد منصور: كيف كانت صور الصراع بين الرجلين؟ أنا في.

عارف عبد الرزاق: كانت كثيرة في كل كلنا نسمع فيها.. "الحبانية" سمعت أن هناك خلاف، وجئت إلى عبد الكريم قاسم.. وقلت له: أنا معرفتي بك معرفة بسيطة، وعبد السلام عارف رأيته مرة أو مرتين أنا عشت مع الملك والوصي فترات طويلة وزرت في بيتي، زرتهم في بيوتهم وزاروني في بيتي، أنا جيت معكم على أساس أن هناك هدف.. الآن أرى شذوذ من هذا الهدف.. فلماذا؟

أحمد منصور: يبدو أن الهدف كان في ذهنك أنت فقط..

عارف عبد الرزاق: الهدف بتاعي الوحدة العربية..

أحمد منصور: هدفك أنت لكن الآخرين لم يكن هذا هدفهم..

عارف عبد الرزاق: والله اللي أنا جيت عليه وجم أكثر الناس الآخرين على هذا الهدف، ما كان الناس تتلفظ بأهداف.. وتضم أهداف أخرى أنا لا أعرفها.

أحمد منصور: أنت قلت الآن أنك لم تر الرجلين إلا مرة أو مرتين كيف تعرف مبادئهم وأهدافهم وكذا.

عارف عبد الرزاق: والله ما اعتقد الضابط اللي بلغني خانني في الأمر، عبد الوهاب الشواف كان هدفه هذا، وعبد والرجل.. عبد المجيد كان هدفه هذا.

أحمد منصور: " الشواف" حينما بلغك كان بسيعى هو أن يقوم بثورة.. أو يقوم بانقلاب.

عارف عبد الرزاق: لا.. لا.. لا.. في البداية بال 56 ما كان هو.

أحمد منصور: لأ في 58 حينما سبق.

عارف عبد الرزاق: لكن مبلغني من 56 الرِّجال.

أحمد منصور: عن الرجلين عبد السلام عارف وعبد الكريم قاسم.

عارف عبد الرزاق: لأ بالتنظيم.. بالقيام بعملية.

أحمد منصور: أنا بقصد الآن مَنْ جنى الثمار هما عبد السلام عارف وعبد الكريم قاسم.

عارف عبد الرزاق: جنى الثمار صح.. هو جنى الثمار وبنيتهم بفترة وجيزة..

أحمد منصور: واستغللتم أنتم جمعيًا فتحقيق الهدف.

عارف عبد الرزاق: أبلغك ما قال لي عبد الكريم قاسم.

أحمد منصور: تفضل.

عارف عبد الرزاق: بلغني صورة هذه البرقية، بعد فترة يعنى، بعد شهر بعد أن طلع عبد السلام عارف من شهر 9..

أحمد منصور: 3 سبتمبر جُرد عن مناصبه سنأتي إلى..

عارف عبد الرزاق: نعم.

أحمد منصور: جرد عبد السلام عارف من مناصبه في 3 سبتمبر 58.

عارف عبد الرزاق: لكن لأ.. من بعض المناصب ولكن وزير الداخلية بقى موجود بيها إلى.. إلى سبتمبر.

أحمد منصور: 30 سبتمبر عينه سفير في بون

عارف عبد الرزاق: نعم.. أنا كنت يعنى.. طلع اسمي في مجموعة 17 ضابط للأمم المتحدة اقحمت بها دون أن اعرف فكان عبد الكريم قاسم يريد يخلصنى من عندى حتى لا أحير ل.. عبد السلام عارف، كان يعتقد إلى من جماعة عبد السلام عارف.. بل أن أجيته مرتين، مرة طلبت منه من الوضع، فطمأننى قال لى: لا خلاف بيننا..

أحمد منصور: هذى المرة الاولي اللى تتحدث فيها..

عارف عبد الرزاق: المرة الأولي، المرة الثانية الخلاف واضح في كل مكان، فجيت أنا و" حردان" ورحنا على عبد اللطيف التراجى كان اتعين بالكلية العسكرية

أحمد منصور: حردان التكريتي.

عارف عبد الرزاق: حردان التكريتي، اللى كان ضابط أيضًا ومبلغ بالثورة.

أحمد منصور: كان له وضع بعد ذلك..

عارف عبد الرزاق: كان آمر جناح الطيران في قاعدة " الحبانية"، بقاعدة بغداد –العفو- فذهبنا إلى كان يوم خميس، قلت له الوضع شاف.. وزرنا عبد السلام عارف بالليل، قلنا له الوضع بها لشكل.. وادعي أنه هو أبو بالثورة وأنه هو جابه لأنه ضابط قديم.. كان ثرثرة لا تفيد ، فذهبنا صباح يوم الجمعة، عبد اللطيف دراجي وأنا.. على غرفة وزير الدفاع

أحمد منصور: مين عبد اللطيف دراجي بس..

عارف عبد الرزاق: أن راجي كان آمر فوج باللواء العشرين، وكان اتعين آمر الكلية العسكرية، فذهبنا صباح يوم الجمعة.

أحمد منصور: اللي هو ينسب له إنه صاحب الفضل الأول في الثورة.

عارف عبد الرزاق: لأ هو الرجل كان عنده فكر وحدوي ماكو شك فيه، وكان رجل "معم" وما كان عنده أى نيه سوى ولا كان عنده وصل ولا كان يسعى إلى منصب ولا إلى أى شغل آخر…، ودخلنا إلى غرفة عبد الكريم قاسم وعبد السلام عارف كان الاثنين ينامون في نفس الغرفة – على الأرض – من دون سرير.. سراير وكان عبد السلام عارف يرتدي ملابسه العسكرية ويمتطى المسدس على وشك يخرج، فقلت له: يا ريت لو بقيت عندي كلام معاكم الاتنينكم.. فعبد الكريم قاسم قال: لا لأ.. عنده واجبات رئيسية بده أخليه خليه يروح، فطلع وظل عبد الكريم قاسم يحلق بأدوات حلاقة مثل الفرية اللي بعض الضباط كانوا… قدح للمية..

أحمد منصور: احنا هنا برضة عايزين ننوه إلى أن كلا الرجلين هما من أصل بسيط وفقير.

عارف عبد الرزاق: من أصل بسيط هذى ماكو شك فيها..

أحمد منصور: نعم.. فجأة أصبحوا همه بيحكموا البلد وبيحكموا الناس.

عارف عبد الرزاق: بيحكموا البلد.. فخلص الحلاقة.. وظل قلت له هل نبتدي بالكلام.. أم تروح تغسل وترجع.. قال لأ.. أروح أغسل، بق أن وقف فترة يعنى ينظر فيها.

أحمد منصور: عبد الكريم قاسم

عارف عبد الرزاق: عبد الكريم قاسم راح يغسل وأيقظ وصفي طاهر والمهداوي، وبعثهم ليقابلونا.

أحمد منصور: مين وصفي والمهداوي؟

عارف عبد الرزاق: وصفي طاهر.. المهداوي رئيس محكمة الشعب وابن خالته.. ووصفي طاهر كان المرافق بتاعه.. من كلامنا وهو كان في الحمام بيغتسل.. فقلت يعني، المفروض إذا انتوا شفتو أى ثغرة ترتقوها.. لا توسعوا الثغرة اللى موجود بيها لإن اعداء كثيرين وأخشي على الثورة من الأصل أنها تفشل.. فبدو يعددوا مساوئ عبد السلام عارف وما قام بيه من أعمال والأشياء أخرى.. وفي ها الأثناء ودخل عبد الكريم قاسم قال: لا لا.. لا ماكو خلاف ماكو خلاف.. قلت له كيف ماكو خلاف وجماعتك يقولوا ها الخلاف.. فهو بعدين أخذني على.. بالفرقة لوحدي قال: أنت شى بتريد بالضبط، قلت له: أنت ليش رفضت مبدأ مجلس قيادة الثورة؟ قال لى: هل شفت أنت اعضاء مجلس الثورة اللى ارساهم عبد السلام عارف؟ قلت: لا والله.. قال: شوفهم بعدين كلمنى.. قلت: لأ.. إحنا نرجع على المقولة الأولانية انتوا اتفقتوا على ثلاثين واحد اعضاء مجلس قيادة الثورة، ليش ما نرجع ليها.. قال: افكر بالموضوع.. هنا صار الشك عند عبد الكريم قاسم إن أنا من جماعة عبد السلام عارف.. وأنا لم أكن من جماعة أحد، أنا كنت من جماعة الوحدة فقط.

أحمد منصور: في 5 تصاعد الصراع بين الرجلين في 30 سبتمبر جُرد عبد السلام عارف من مناصبه وعين سفير في بون، لكنه رجع في 5 نوفمبر وألقى القبض عليه وحوكم وحكم عليه بالإعدام وبدا أن الصراع بين الرجلين كبير، وأودع السجن وبدأ الشيوعيون في السيطرة على الوضع في العراق من خلال حكم عبد الكريم قاسم وقامت عدة ثورات، شاركت في بعضها لمحاولة تحجيم الشيوعيين، في الحلقة القادمة أبدأ معك من هذا المحور، أشكرك شكرًا جزيلاً، أرهقتك معي هذا اليوم..

عارف عبد الرزاق: أبدًا.. أنا أشكرك أيضًا كل ما هنالك عندي بعض الأسرار برت جسدي وأريد أن انفثها لأخبر الناس بالحقيقة، أنا لا أستطيع ان أقول: أعرف كل الحقائق عن الثورة، لكن اعرف الكثير عنها..

أحمد منصور: سوف أتيح لك المجال لإخراج كل ما لديك حتى ترتاح، شكرًا جزيلاً، كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم، في الحلقة القادمة إن شاء الله نواصل الاستماع إلى شهادة السيد عراف عبد الرزاق رئيس وزراء العراق الأسبق في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج وهذا أحمد منصور يحييكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المصدر : الجزيرة