شاهد على العصر

الرئيس أنور السادات كما تراه جيهان السادات ح8

تتحدث السيدة جيهان السادات في الحلقة الثامنة من شهادتها على العصر عن طبيعة الدور الذي لعبته بعد حرب 73، ولماذا لقبت بسيدة مصر الأولى، كما تكشف حقيقة الصراع الذي جرى بينها وبين أم كلثوم.

مقدم الحلقة

أحمد منصـور

ضيف الحلقة

جيهان السادات – أرملة الرئيس السابق أنور السادات

تاريخ الحلقة

26/02/2001

undefined
undefined

أحمد منصور:

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج (شاهد على العصر)، حيث نواصل الاستماع إلى شهادة السيدة جيهان السادات. مرحباً بيك يا أفندم.

جيهان السادات:

أهلاً، أهلاً.

أحمد منصور:

في هذه الحلقة وأنت أشرت في نهاية الحلقة الماضية إلى شيءٍ من العلاقة بين الرئيس السادات وبين السوريين..

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

وهذا أيضاً مثل مرحلة هامة سواء في حرب أكتوبر أو ما قبلها أو ما بعدها أو حتى قبيل الذهاب إلى القدس بالنسبة للرئيس السادات، ما هي معلوماتك عن طبيعة العلاقة التي ربطت السادات بالأسد؟

جيهان السادات:

الرئيس السادات كان يحبه، كان يحب الرئيس حافظ الأسد وكان يُكن له كل احترام، ولأنه كان دايماً بيعتبره شريك في حرب 1973م، عشان كده هو الوحيد اللي زاره قبل.. قبل زيارته للقدس طلع زار الرئيس حافظ الأسد علشان حاول يعني أولاً يقول إنه رايح، قال دا شاركني في الحرب فلابد أنه يعرف إن أنا رايح إسرائيل، وحاعمل سلام قبل أي حد، وطلب منه –حضرتك- قال له: إذا أنا نجحت فالنجاح حيبقى لينا كلنا وإذا فشلت فأنا الوحيد الذي سيُدان.

كل اللي بأطلبه إنكم ما تهاجموش في الأول، استنوا وسيبوني أنا أجرب. الحقيقة الرئيس حافظ الأسد حاول يثنيه عن الزيارة كلية يعني..

أحمد منصور:

نعم.

جيهان السادات:

ولكن السادات كان مصر إصرار شديد إنه هو يكمل حرب أكتوبر بعد هذا النصر، يكمله بسلام ويحط نهاية للحروب في هذه المنطقة.

أحمد منصور:

الأول هو عمل الرئيس السادات حرب أكتوبر حتى تكون هناك حرب وانتصار وتعود الأرض، أم عمل حرب أكتوبر حتى يعمل اتفاقية سلام؟

جيهان السادات:

هو عمل حرب أكتوبر علشان لما يقعد مع المفاوض، يقعد الند للند، لأن إحنا كنا قبل حرب 73 كنا بننهزم، في كذا حرب قبل كدا انهزمنا، فهو قال مش هأعمل سلام قبل ما أعمل حرب أولاً أثبت للعالم إن إحنا مش جثة هامدة، وأثبت للعالم إن إحنا عاوزين نسترد أرضنا، وصوتنا يصل للعالم، لأنه قبل كدا قال أنا عايز أعمل سلام ما حدش.. ما حدش استمع إليه، فقال أنا حأخش حرب وأثبت للعالم إن إحنا الجندي المصري قادر على استرداد الأرض، وبعد كدا هأكملها فعلاً بسلام، لكن أقعد مع المفاوض الآخر –اللي هو الإسرائيلي- الند للند.

أحمد منصور:

دا الكلام ده إمتى قاله؟ متى قال هذا الكلام أنه سيكمل الحرب بسلام؟

جيهان السادات:

بعد حرب أكتوبر.

أحمد منصور:

يعني إذن من البداية لم تكن حرب أكتوبر من أجل تحرير سيناء، وإنما من أجل التفاوض على التسوية مع الإسرائيليين.

جيهان السادات:

هو حارب قدر استطاعته، وقدر ما يقدر سلاحه يعطيه، لاحظ إن لا أميركا إدته سلاح ولا روسيا إدته السلاح الكافي، فيكفي اللي هو عمله علشان يفتح الطريق فعلاً لسلام دائم.

أحمد منصور:

هل التقيت أنتِ مع الرئيس الأسد أو رافقت الرئيس السادات في أي زيارات له أو في أي مقابلات؟

جيهان السادات:

نعم، نعم.

أحمد منصور:

ما هي كانت انطباعاتك..؟ متى أولاً حدث هذا، قبل الحرب أم بعدها؟

جيهان السادات:

لا.. قبل الحرب زرت سوريا كتير.

أحمد منصور:

قبل الحرب، كان بيتردد الرئيس الأسد هنا، كان بيأتي إلى مصر؟

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

انطباعاتك إيه عن الرئيس الأسد، وطبيعة شخصيته؟

جيهان السادات:

هو شخصية جذابة جداً، وأنا كنت أحبه جداً، وأكن له كل الاحترام، وكان لي صلة به يعني كان لما بيجي مصر كنت برضو دايماً بأقابله، وكان لما أروح سوريا بأشوفه وأقابله، وأنا عرفت الرئيس حافظ الأسد قبل ما يبقى رئيس كمان كان قائد..

أحمد منصور:

وزير دفاع.

جيهان السادات:

وزير دفاع بالظبط، فكنت رايحة أعزي في ابنه السفير السوري في مصر، بنته ماتت فرحت أعزي فهو حتى قابلني –الرئيس حافظ الأسد- وجلس معايا، وكان يعني الحقيقة.. هو شخصية جذابة، وشخصية لطيفة جداً، وقوي.

أنا أذكر كمان كان فيه مؤتمر في (سيريلانكا) مؤتمر بيجمع البلاد.. الزعماء العرب والأفارقة، وكان فيه نوع من الخلاف بين مصر وسوريا بعد حرب.. بعد السلام أو حاجة زي كدا، لأنه كان في مؤتمر هناك وكان ليبيا مقاطعة مصر، وكان سوريا مقاطعة مصر وكان يعني.. كان فيه خلافات، فاللي حصل إحنا رحنا وأنا رحت مع الرئيس السادات، وإحنا نازلين في الأسانسير بتاع اللوكاندة الباب اتفتح والرئيس السادات حينزل من الأسانسير وأنا وراه، في وشنا لقينا حافظ الأسد واقف عشان ياخد الأسانسير، فالحقيقة أنا أما شفت.. وهم كانوا مش بيكلموا بعض فأنا طبطبت على ضهر أنور السادات، يعني إيه؟ يعني من فضلك زي واحدة بتترجى جوزها مثلاً يعني..، فبصيت لقيت الحقيقة الرئيس حافظ الأسد كان دايماً يقول له: فخامة الـ.. فخامة الرئيس السادات..

أحمد منصور:

نعم.

جيهان السادات:

وأنور كان دايماً يقول له: فخامة الأخ حافظ الأسد.

أحمد منصور:

نعم.

جيهان السادات:

فحضنوا بعض وباسوا بعض وأنا كنت سعيدة سعيدة جداً بهذا اللقاء، لإن أنا طول عمري عايزة علاقات أنور السادات بإخوانه الزعماء العرب تكون يعني كويسة.

أحمد منصور:

دا اجتماع منظمة الدول الأفروآسيوية.

جيهان السادات:

أيوه، بالظبط كده.

أحمد منصور:

يعني هل حدث بين السادات و..

جيهان السادات:

بعدها جالنا زارنا هنا في مصر الرئيس حافظ الأسد، وكان قاعد هنا في هذا الصالون، وأنا نزلت وسلمت عليه كبرضو في بيتي وضيفي..

أحمد منصور:

تفتكري سنة كام؟

جيهان السادات:

لأ مش حأقدر أفتكر، بعد المؤتمر دا على طول مباشرة، يمكن في طريقه حتى للعودة أو حاجة زي كدا. فأنا حتى يومها قلت له: يا سيادة الرئيس إنتوا إخوات، ازعلوا، اختلفوا، اعملوا اللي أنتوا عايزينه بس دايماً الإخوات لما يختلفوا أولاً ما يستغنوش عن بعض دا شيء مهم جداً، ثانياً: ما يشتموش بعض، يعني بلاش الشتيمة، أصل حضرتك يعني مثلاً أنور السادات أما راح سوريا هو راجع بعد ما قال للرئيس حافظ الأسد أنه حيروح يعمل سلام.

أحمد منصور:

قبيل ذهابه إلى القدس.

جيهان السادات:

اتفتحت الراديو والإذاعات السورية بالخاين أنور السادات، اللي صفته، اللي باع أرضه، اللي باع القضية، يعني نفسي الاتهامات الشديدة دي ما تبقاش بين الإخوات أبداً، يبقى نترفع عنها ونختلف، نقول إحنا نختلف، ونشجب ما يفعله أنور السادات، ولكن ما تنزلش لإسفاف أو شتائم يعني دا اللي اترجيته فيه إنه يعني يحافظوا عليه، وبس وطلعت.

[فاصل إعلاني]

أحمد منصور:

العلاقة التي كانت تربط السادات بحافظ الأسد كانت تختلف عن العلاقة التي كانت تربط السادات بالقذافي، وكذلك تربطك أنتِ؟

جيهان السادات:

طبعاً، يعني ما تقدرش تمثل حافظ الأسد بالقذافي، حافظ الأسد إنسان أنضج، وأكبر سناً، وخبرته في الحياة أكتر.

أحمد منصور:

شاه إيران زار مصر سنة 74.

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

وهناك بعض التقارير، أو الدراسات أو الأخبار تتحدث أنك أنت شخصياً أشرفت على ترتيبات زيارته إلى أسوان تحديداً.

جيهان السادات:

لا.. أنا مش ماسكة بروتوكول الرياسة، الحاجات دي البروتوكول هو اللي بيشرف عليها وليس لي دخل فيها نهائياً..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

إيه طبيعة..

جيهان السادات:

أنا قابلته في أسوان أنا وزوجي، لأنه جه هو وزوجته فعلاً، وحتى أنا فاكرة كويس قوي بعد ما جه..، أولاً إحنا بنُكن له كل احترام، لأنه في أثناء حرب أكتوبر كان فيه نقص في البترول هنا علشان الدبابات والـ.. والطيارات والحاجات اللي يعني اللي بتشتغل في الحرب، وأنور السادات طلب منه فحول مركب في وسط البحر كانت رايحة لبلد ما، فحولها تدي اللي عندها تفرغ الشحنة بتاعتها في مصر. فأنور السادات لم ينس له هذا الجميل.

لما جه أسوان وزارنا طبعاً رحبنا بيه، في يوم من الأيام كان عاوز يزور أبو سمبل أنور السادات تاني يوم أو حاجة زي كدا كان عنده سخونية عالية جداً، حرارة 40°، فما قدرش يروح، فأنا رحت معاهم علشان هم كانوا نفسهم يشوفوا أبو سمبل، فقلت يعني ما نضيعش اليوم دا، يشوفوا الآثار المصرية وأروح أنا معاهم بالنيابة عن أنور يعني وكدا.

أحمد منصور:

زرت طهران في يونيو 76 مرافقة للرئيس السادات؟

جيهان السادات:

نعم، زرتها مرة واحدة فعلاً مع أنور السادات، نعم.

أحمد منصور:

وثقت علاقاتك مع الشاه (بانو) ووثقت علاقات السادات مع الشاه؟

جيهان السادات:

نعم إلى حد ما يعني، نعم.

أحمد منصور:

طبيعة العلاقة التي كانت تربط الشاه بالسادات إيه؟

جيهان السادات:

والله هي يعني ما هياش كانت علاقة قوية بالدرجة، ولكن كان أنور السادات يحمل الجميل له على –زي ما قلت لحضرتك- الباخرة، الشحنة اللي فرغها، وبرضو إدتنا يعني دفعة شوية في الحرب، دي ما نسيهالوش، ما نسيهاش.

أحمد منصور:

لكن كان هناك.. ألم يكن هناك شيء من الترتيب باعتبار الشاه كان رجل أميركا الأول في المنطقة في ذلك الوقت.

جيهان السادات:

نعم، نعم، نعم.

أحمد منصور:

ألم يلعب الشاه أي دور أو ترتيبات في ترتيب أقوى للعلاقات ما بين السادات وما بين الأميركان؟

جيهان السادات:

لا.. لا.. دا حأقول لحضرتك حاجة..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

يعني السادات اعتمد على قدراته الشخصية البحتة في توثيق علاقته بالأميركان؟

جيهان السادات:

نعم، حأقول لحضرتك حاجة، أنور السادات لما الشاه جه بعد ثورة إيران، وجه مصر فأنور كان بيقول له هات الجيش.. هات البحرية بتاعتك هنا في البحر الأحمر علشان خاطر ترجع تاني وتحاول تخش تاني يعني، فقال له: الأميركان مش حيرضوا، فأنور السادات ذهل، وقال لي: يا خبر الأميركان ممشينه إلى هذه الدرجة؟! يعني بياخد أوامره من الأميركان؟! دا هو الإمبراطور بتاع إيران، إزاي ما يديش أوامر ويجيب البحرية بتاعته هنا، وبعدين يرجع يحاول يسترد ملكه أو حاجة زي كدا؟! الأميركان تحكموا فيه إلى درجة إن هم.. بيقول لي إنه الأميركان مش حيرضوا؟! قال: لأ، يبقى خلاص، انتهى.. انتهى الموضوع في الكلام معاه في حاجة زي كدا.

أحمد منصور:

طب ألم يكن يدرك الرئيس السادات ذلك أيضاً في ارتمائه تجاه الأميركان بنسبة الثقة المطلقة التي كان يوليها لهم، وكان موضوع الشاه شاهد رئيسي أمامه؟

جيهان السادات:

لا، أنور السادات لم يرتم ولم يكن مثل الشاه، أنور السادات كان بيفاوض بالنسبة لمصر، بيتكلم وبيقول حقائق، لكن أميركا لم تملك في أي وقت من الأوقات أن تملي على الرئيس السادات أي شيء.

أحمد منصور:

99% من أوراق اللعبة، كيف لم تُمل؟

جيهان السادات:

في السلام.. في السلام لأنهم يملكوا الضغط على إسرائيل، ولكن لا يملكوا ضغط على مصر.

أحمد منصور:

يعني عملية الضغط هذه على مصر .. مارست أميركا ضغوط على مصر على أبعد حد ابتداءً من المفاوضات في الكيلو (101) إلى توقيع اتفاقية السلام في 79.

جيهان السادات:

لا يا أفندم، لا يا أفندم، لا يا أفندم لأ.. لأ، بدليل.. حأقول لحضرتك دليل آخر، كان المفاوض المصري المجموعة اللي بتفاوض راحت إسرائيل تفاوض، والدكتور مصطفى خليل كان على رأس هذه المجموعة، ولما لم يتم التفاوض أنور السادات طلب إنهم ينسحبوا وييجوا، لأ ما كانش فيه ضغط من أميركا.

أحمد منصور:

لم يتم الاتفاق في هذه الجولة، ولكن تم الاتفاق في جولات أخرى.

جيهان السادات:

في جولات أخرى.. طبعاً، طبعاً.

أحمد منصور:

وعلى نفس ما فرضته إسرائيل وضغطت به أميركا.

جيهان السادات:

نعم؟

أحمد منصور:

على ما فرضته إسرائيل وضغطت فيه أميركا.

جيهان السادات:

لأ، أبداً إسرائيل لم تفرض شيء علينا، وإلا ما كانتش إدتنا سينا كلها، ولا أميركا قدرت تضغط علينا، لا يا أفندم.

أحمد منصور:

كل المعطيات فيما يتعلق بما كان يحمله كيسنجر من مقترحات أنها كانت مقترحات جولدا مائير وكان يتبناها بشكل شخصي ألم يدرك السادات وهو يفتح المجال لكيسنجر ابتداء من أول مقابلة قابلها له بعد الحرب، وحتى انتهاء دور كيسنجر مع نهاية عهد الرئيس فورد، أن السادات كان يتعامل مع وزير خارجية أميركي يهودي تهمه مصلحة الإسرائيليين بالدرجة الأولى، ويمثلهم في المفاوضات أكثر مما يمثل أميركا؟

جيهان السادات:

يمثلهم يهودي مش يهودي، أميركاني، إسرائيلي، لو بيجن نفسه، المهم إن أنور السادات كل تركيزه وكل يعني.. كل ضغطه إن هو في المفاوضات إنه يصل إلى إنه ياخد أرض سيناء كاملة، وهو دا اللي حدث، دا يضغط ما يضغطش في النهاية أنور السادات.. أولاً: كان لا يقبل ضغط، دي شيء.

ثانياً: إنه خد أرضه كلها، أنت عايز أكتر من كدا إيه؟! أنت كنت عايز تاخد حتة من إسرائيل؟! لا يمكن..

أحمد منصور:

إحنا تحدثنا عن قضية الأرض وكيف أنها أرض منقوصة السيادة.

جيهان السادات:

ليست منقوصة السيادة، أنا لا أوافقك على هذا أبداً.. حضرتك روح، طب حضرتك..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

مش كلامي أنا يا سيدتي هذا هو الواقع وواقع الاتفاقات التي وقعت.

جيهان السادات:

طب حضرتك روح اسأل مثلاً وزير الحربية الآن..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

مش أسأل وزير الحربية، حتى في سيناء نفسها.

جيهان السادات[مستأنفةً]:

واسأله الشريط.. هل الشريط..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

أي واحد يتجول يستطيع أن..

جيهان السادات[مستأنفةً]:

اللي عليه البوليس الأمم المتحدة هذا نقص من السيادة المصرية؟! لأ يا أفندم، الأرض كلها معانا، لكن شريط بينا وبينهم هذا لا ينقص أبداً.

أحمد منصور:

حتى في التحليق الجوي للطائرات العسكرية المصرية هناك مدى معين لها في سيناء لا تستطيع أن تتجاوزه.

جيهان السادات:

الحقيقة أنا مش عايزة أقول إن أنا أعرف في هذه الحاجات، لإن دي حاجات عسكرية أنا لا أفهم فيها، إنما أنا كل اللي فاهماه كويس جداً إننا عندنا كامل الحرية والسيادة على أرضنا.

أحمد منصور:

رافقت السادات –أعود إلى زيارة طهران- بعدها ذهبت معه إلى السعودية ثم إلى أبو ظبي.

جيهان السادات:

بالظبط.

أحمد منصور:

وربما لأول مرة في تاريخ هاتين الدولتين يفاجأ المسؤولون في الدولة بأن قرينة الرئيس تصحبه وتنزل معه في نفس الطائرة ويتم عمل استقبال لها.

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

أصبت السعوديين بالدهشة في ذلك الوقت؟

جيهان السادات:

دا صحيح.

أحمد منصور:

قصدت أن تتحدي أيضاً نظام البروتوكول القائم ونظام الأشياء القديمة، وأن تفرضي نفسك كامرأة قوية حتى على الآخرين؟

جيهان السادات:

لأ، أنا لم أتحدى البروتوكول السعودي، إنما أنا أحترم البروتوكول المصري، أنا نزلت مع أنور السادات لأن في أي زيارة في أي بلد بأروحها أنا زوجته وبأنزل جنبه مش وراه كمان، جنبه وفي أي استقبال، فأنا بأمشي حسب البروتوكول المصري وأحترم البروتوكول المصري فقط.

أحمد منصور:

لكن أنتِ ضيفة على دولة أخرى لا يوجد فيها هذا، وواضح أنك درست تماماً قبل أن تذهبي إلى السعودية ما الذي يمكن أن تسببه زياراتك من ردود أفعال.

جيهان السادات:

لا أنا حأقول لحضرتك، أنا رحت السعودية قبل كدا كذا عمرة، وكل الأمراء بأقبالهم وبيجوا لي.

أحمد منصور:

عمرة، عمرة ماشي.

جيهان السادات:

يبجوا لي، آه.

أحمد منصور:

كل الناس بتروح عمرة.

جيهان السادات:

طيب لما بيجوا لي ويشوفوني اشمعنى على سلم الطيارة هو اللي غلط وأما بيجوا لي يقابلوني وجهاً لوجه صح؟! لأ أنا شوف يا أفندم اللي أعمله في العلن بأعمله في الخفاء، هو هو ما عنديش طريقتين يعني، وعايزه أقول لحضرتك تعليقاً على هذا والشيخ زايد موجود إلى يومنا هذا، أنا لم نزلت في السعودية.

أحمد منصور:

أبو ظبي.. في السعودية.

جيهان السادات:

بعد كده نزلت في أبو ظبي وكان الشيخ زايد بيقابلني، فبص لي كده وضحك وقال لي: عملتي لي ثورة هنا في أبو ظبي بدليل إن زوجتي هنا في المطار طالعة تقابلك لأول مرة تطلع المطار، وعملتي ثورة بين الستات إن شافوكي نازله على السلالم. فضحكت وضحك هو، وبعدين فعلاً زوجته كانت في المطار جوه، وأخدتني بالعربة، طبعاً فيه ستاير ومقفولة وكله، ورجعنا على القصر.

أحمد منصور:

يعني حضرتك بتعتبري نفسك لعبت دور من خلال هذه الزيارة في التطور اللي حصل في دول الخليج بالنسبة لدور المرأة؟

جيهان السادات:

لا لا لا مش هو دا الدور، بس ممكن تقول دا مؤشر إن المرأة بتلعب دور جنب جوزها، والمرأة مكملة لزوجها، والمرأة لابد إن لها دور منذ.. منذ صدر الإسلام كانت بتلعب دور، والسيدة عائشة كان لها دور أيام الرسول، والمرأة المسلمة لها دور ودا اللي أنا دايماً بأوضحه للأجانب اللي بيفتكروا إن الإسلام لم يعطي المرأة أي دور.

أحمد منصور:

أنت رأستِ وفد في المؤتمر العالمي للمرأة التابع للأمم المتحدة اللي عقد في المكسيك سنة 75.

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

ما هي الصفة التي مثلتِ بها الوفد المصري.

جيهان السادات:

الصفة..

أحمد منصور:

أنت هنا الصفة إنك مرافقة لزوجك، الصفة هنا إيه أن تمثلي مصر.

جيهان السادات:

الله!! سيدة لها نشاط وزوجة رئيس الجمهورية، بل بالعكس دا أنا إديت للوفد قيمة كبيرة إن زوجة رئيس الجمهورية هي اللي على رأس الوفد، بدليل إن أنا لما عملت كدا وفود كتيرة جداً لما عرفوا جت رئيسة الدولة هي رئيسة الوفد.

أحمد منصور:

زوجة رئيس الجمهورية تقصدي.

جيهان السادات:

آه.. قصدي زوجة رئيس الجمهورية بقت هي رئيسة الوفد، ومن ضمنهم زوجة رابين وكان أيامها هو رئيس الوزراء.

أحمد منصور:

أو رحلة رحت بيها أيضاً إلى ألمانيا كانت سنة 75 بمفردك أيضاٍ؟

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

مثلت مصر في إيه هناك؟

جيهان السادات:

أنا دعيت من حرم رئيس الجمهورية هناك وهي دكتور (شيل)، ودعتني رسمي لأني أزور ألمانيا فرحت زرتها.

أحمد منصور:

بعد حرب أكتوبر بدأ دور أو مسمى أو وضع سيدة مصر الأولى يظهر. من الذي خلع عليك هذا اللقب؟

جيهان السادات:

ولا أدري إلى يومنا هذا.. صدقني.

أحمد منصور:

كيف؟! كيف لا تدرين؟!

جيهان السادات:

والله لا أدري مين.. ويمكن.. يمكن تكون الأخبار هي أول من طلعتها، لكن دا أنا.. هل تتصور –أنا حسأل حضرتك أنا- أنا اللي أقول لهم أطلقوا عليَّ سيدة مصر الأولى؟! لم يحدث..

أحمد منصور:

ولم لا؟ ولم لا؟

جيهان السادات:

لا لا لا ما حدش يطلب لنفسه، لأ.

أحمد منصور:

توعزي إلى الآخرين.

جيهان السادات:

لا لا لا، ولا عمري فكرت فيها، دي اتقالت وطلعت و.. زي أم الأبطال، أنا قلت لهم سموني أم الأبطال؟! قالوها بعد حرب أكتوبر.

أحمد منصور:

لكن هذه الأشياء كانت تسرك أن تُطلق عليك.

جيهان السادات:

والله مش بالدرجة حضرتك، أنا يسرني جيهان السادات أو الدكتورة جيهان السادات أحسن لأن أنا كافحت عشان أسعى إلى هذا اللقب، لكن التانيين ماكافحتش، التانيين بحكم وضعي جولي لغاية عندي.

أحمد منصور:

لكن هنا أيضاً ما ذكر عن أن.. بدأ صراع بينك وبين أم كلثوم على اعتبار أنها هيَّ التي كانت سيدة مصر الأولى، وأنت أخدت هذا اللقب، ومنعت أو أعطيت توجيهات للصحافة بأن تطلق عليك أنت وليس هيَّ.

جيهان السادات:

لا، حأقول لحضرتك، أنا.. أنا زوجة رئيس الجمهورية، وأم كلثوم –مع احترامي وحبي الشديد لها- هي مطربة، فليس هنا أي نوع من المنافسة، لا أنا مثلاً مطربة زيها عشان أخش..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

المنافسة على الجماهيرية.

جيهان السادات:

لأ الجماهيرية هي سيدة الغناء العربي..

أحمد منصور:

وعلي الشعبية وعلى الحضور.

جيهان السادات:

هي ما كانتش سيدة مصر، هي كانت سيدة الغناء الأولى.

أحمد منصور:

كلقب أيضاً كان بيطلق سيدة مصر الأولى..

جيهان السادات:

لا، لا لا لا، عمر ما تقال عليها سيدة مصر أبداً، ولا كتبت أبداً، هي سيدة الغناء الأولى، لكن أنا -لعلم حضرتك- أولاً أنا بحب الست دي، وبحب صوتها إلى يومنا هذا، وعلاقتي بها كانت علاقة طيبة وليس هناك أي نوع من المنافسة بيني وبينها، نهائي، بل كانت صداقة، بتوع بقى 15 مايو هم اللي فبركوا العملية دي للأسف، وطلعوها..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

فبركوها متى؟ خلاص الرئيس السادات قضى عليهم و انتهى أمرهم.

جيهان السادات:

لأ، قبليها، لا دي طلعت قبل.. طلعت قبل –حضرتك- وإحنا موجودين.

أحمد منصور:

الآن في 15 مايو 71 تم محاكمة هؤلاء والقضاء عليهم، واسمح لي طالما أنت فتحت موضوعهم، يقال أن الأحكام جاءتك هنا إلى البيت قبل أن تصدر، وكان يجلس الرئيس السادات وهيكل وسيد مرعي وأنتِ وتفحصتم في الأحكام، وتم تعديل الأحكام من خلال هذه الجلسة التي نطقت هذا عبد المحسن أبو النور ذكره في مذكراته.

جيهان السادات:

طب روح حضرتك، مش حضرتك بتقول: هيكل كان قاعد، أهه هيكل حي يرزق، سيد مرعي مات..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

ده كلام عبد المحسن أبو النور.

جيهان السادات:

أيوه ما أنا عارفة ما أنا بأقول.. بيقول: هيكل وسيد مرعي وأنور السادات وأنا، هيكل موجود روح حضرتك أسأله كده إن قال لك أيه.. لم يحدث إطلاقاً، وعلشان تعرف الكذب بتاع هؤلاء الناس حقيقةً يعني، إنهم بيكذبوا لدرجة، طب إحنا هنا، إيه اللي عرفه إن أنا كنت حاضرة، اللي عرف عبد المحسن أبو النور..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

المعلومات بتتسرب من الناس.

جيهان السادات:

يا فندم لأ، ده كذب وافتراء، اسمه كذب وافتراء إنه يقولوا حاجة زي كده لم تحدث.

أحمد منصور:

بغض النظر عن هذه الجلسة ألم تتدخلي في قضية الأحكام أو الرئيس السادات خاصة وأنه..

جيهان السادات[مقاطعة]:

نهائي.. نهائي.

أحمد منصور [مستأنفاً]:

كان قد أوحى -كما ذكروا أيضاً- بأن يتم إعدام وزير الحربية محمد فوزي في ذلك الوقت.

جيهان السادات:

لأ نهائي نهائي.

أحمد منصور:

لكن الحكم الذي صدر، صدر بالأشغال الشاقة ولم يصدر بالإعدام.

جيهان السادات:

نهائي لم أتدخل في هذا نهائي، ولا أعلم عن الأحكام شيء.

أحمد منصور:

طب حتى أغلق ملف أم كلثوم، وأنا هنا بس أنا بأتعرض لأم كلثوم أنا بأعالج معك في شهادتك القضايا الكبرى والقضايا الكلية وليس القيل والقال.

جيهان السادات:

نعم. مظبوط.

أحمد منصور:

وأي شيء بأرجع ليه بيكون بشيء موثق أو شيء رسمي وليس كلام صحف أو جرايد.

جيهان السادات:

صح مظبوط.

أحمد منصور:

لأني لا أريد أن أخوض في مثل هذه التفاهات الكثيرة.

جيهان السادات:

طبعاً.. طبعاً.

أحمد منصور:

المنتشرة حول هذا الأمر، ولكن ما يتعلق بأم كلثوم تحديداً حتى نغلق ملفها خاصة بعد ما أثير.. مسلسها طلع وأثيرت حاجات.. أشياء كثيرة بينك وبينها، هناك شيئين أساسيين مرتبطين بيك وبأم كلثوم: مشروع الوفاء والأمل أنه كان مشروع أم كلثوم وأنتِ أخذيته منها، وهذا من الأشياء التي سببت أو زادت الأمراض عليها، وأن هذا المشروع لم يكن مشروعكِ أنت وإنما كان مشروعها.

جيهان السادات:

أولاً عايزة أقول لحضرتك عشان تعرف إن ما فيش خلاف بيني وبين أم كلثوم، فيه ابنها.. ابنها الدسوقي موجود ومراته، أهلها موجودين روح اسألهم..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

ابنها بالتبني تقصدي؟

جيهان السادات:

أيوه نعم، فروح أسألهم إذا كان فيه حاجة، عشان تعرف الافتراءات بتصل إلى إيه، إلى ما.. إلى مدى غريب الشكل.

أحمد منصور:

أنا يا أفندم بأسمع منك أنت.

جيهان السادات:

لأ لا ده أنا بأقول لك روح لأهلها وأسألهم عشان تعرف إن لم يكن أي خلاف..

أحمد منصور:

يعني هي الأشياء -في النهاية- بينك وبينها وهي ماتت وأنت موجودة.

جيهان السادات:

لم يحدث أي خلاف، ثم أيضاً روح في وزارة الشؤون الاجتماعية، الوفاء والأمل اتعملت سنة 72، مشروع أم كلثوم سنة 73، فمين اللي خد من التاني، أنا عملت مشرع الوفاء والأمل، وأنا ماشية في العمل الاجتماعي، أم كلثوم كانت بتلم فلوس عشان.. المجهود الحربي، ده يختلف خالص، هي كانت بتغني وراحت بلاد أخرى وراحت تونس وراحت بلاد أخرى وجمعت للمجهود الحربي..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

هذا.. غير المجهود الحربي مشروع الرعاية الاجتماعية.

جيهان السادات:

أما المشروع بتاعها، المشروع بتاعها اللي هو تعليم الفتيات والخياطة والحاجات دي في سنة 73 سجل في وزارة الشؤون الاجتماعية، ومشروع جيهان السادات في الوفاء والأمل سجل في وزارة الشؤون الاجتماعية سنة 72، فمين خد من التاني؟! أنا لم آخد من حد. وبعدين عايزة أقول لحضرتك حاجة: ياريت ستين ألف واحدة زي أم كلثوم وغير أم كلثوم يعملوا مشاريع خيرية، ده يسعدني ويخليني أبقى فخورة بالسيدات اللي بيساهموا في رفع مستوى المريض أو المعوق أو الفقير.

أحمد منصور:

صحيح أنت أهنتيها في مرة أمام الناس حينما كانت تدلل الرئيس السادات وتقول له: يا أبو الأنوار؟

جيهان السادات:

لأ، لم يحدث وهنا أنتو تظلموا..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

أنتِ من حقك تغيري على الرئيس وتمنعي أي حد يدلعه!!

جيهان السادات:

لا ما غرتش عليه على فكرة أبداً، أنا واثقة في نفسي جداً، عمري ما غرت عليه على فكرة صدقني.

أحمد منصور:

بالمرة ما غريتش عليه؟

جيهان السادات:

نهائي نهائي في حياتي، ولا هو بقى -اللي أصعب بقى- ولا هو غار علي، ما حصلش دي أبداً بنا ما فيش غيرة.

أحمد منصور:

يعني ما كانش بيرى بعض التصرفات لكِ ويغضب الرئيس السادات؟

جيهان السادات:

لأ، مش غيرة، لأ غضب من حاجات تانية معلش، ممكن يعني.. تصرف، لكن غيرة عليَّ لم.. عمره.

أحمد منصور:

كان بيسر بتصرفاتك لما –يجد لك حضور في وسط الناس، أو في..

جيهان السادات:

آه طبعاً بيبقى فخور بمراته، مؤكد، عايزة أقول لحضرتك حاجة إحنا بنظلم..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

حتى ما أثرتيه من زوابع في السعودية والإمارات كان فخور بهذه الأشياء؟

جيهان السادات:

ولم.. ولم تهزه، ما أثرتش زوابع، كانوا مؤدبين قوي في.. في مقابلتهم، وكانوا ظراف جداً كعادتهم، وبعده كده رحت حجيت وعملت عمرة، ناس في منتهى الذوق معايا. أم كلثوم انتو بتظلموها لما تقول أبو الأناور، لأن أم كلثوم كانت من الذكاء إنها ما تغلطش أبداً، هي كانت تحب أنور جداً، عمرها ما قلت له أبو الأناور، كانت دايماً تحترمه و.. حتى..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

كانت أيه بتناديه إزاي؟ تقول له: يا ريس؟

جيهان السادات:

الرئيس، الرئيس السادات، يا ريس. الحقيقة عمرها ما أخطأت هذا، واللي بيقول كده افتراء على أم كلثوم مش على علاقتي بيها، وأنا ما نهرتهاش ولا قلت لها كلمة أبداً، الحقيقة يعني.

أحمد منصور:

طيب أنا طالما في قضية الإصلاح ودورك في قضية المرأة أستكمل هذه النقطة بما أطلق عليه (قانون جيهان)، وهو تعديل قانون الأحوال الشخصية.

جيهان السادات:

الأحوال الشخصية.

أحمد منصور:

الذي اعتمد رسمياً في العام 79.

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

اعتبر يعني هذا القانون الذي يعني أنت طالبت به فيه نوع من الإحجاف الشديد للرجل، ونوع من التقييد على قضية الطلاق ومنع الزواج الثاني على وجه الخصوص، حتى أن كثيرين يقولون: لو أن هذا القانون كان مطبقاً قبل أن تتزوجي بالسادات ما كنت تزوجتيه!!

جيهان السادات:

أولاً أنا تزوجته مطلق مش متزوج، الحاجة التانية..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

لأ هو هنا برضو فيه نقطة مهمة –حضرتك- في.. في هذه القضية ذكرتها السيدة إقبال زوجته الأولى في حوارها الأخير في "الأهرام العربي"، إن أنتِ اللي فرضتي عليه قضية الطلاق..

جيهان السادات[مقاطعة]:

لأ.. والله..

أحمد منصور[مستأنفاً]:

لأن.. لأن ابنته ولدت قبل زواجكما.

جيهان السادات[مقاطعة]:

بعد.. يكاد يكون بعد..

أحمد منصور[مستأنفاً]:

بعد زواجكما بعشرة أيام.

جيهان السادات:

أولاً: هي ست كبرت، أولاً هي بتقول: أنور السادات أكبر مني بسنة وأكبر منها.. هي أكبر منه بسبع سنين مش سنة، هي قد.. من مواليد زي طلعت أخوه، ثانياً: هي ست كبرت ويعني عيب إن أنا أتكلم معاها، يعني من ضمن الحاجات اللي قالتها قالت إن والدته قالت -لما عرفت إنه اتجوزني- قالت: يا ريت خبره جالي أو إنه قالوا لي إنه مات قبل ما أعرف إنه اتجوز واحدة تانية. ما فيش أم في الدنيا تقول على ابنها كده، وهي تعلم إن من حق ابنها يتجوز مرة واتنين وتلاتة وأربعة، وهي أم تحب ابنها وتحب سعادته، فدي كلام يعني الحقيقة أنا بأقراه وأضحك.

أحمد منصور:

أنا.. أنا لا أدخل سيدتي في هذه التفصيلات يعني.

جيهان السادات:

طبعاً ده كلام يعني ما يجبش إنه ياخد من وقتنا..

أحمد منصور:

أنا قلت لكِ أنني دائماً أترفع عن الأشياء البسيطة.

جيهان السادات:

بالظبط.. الحقيقة..

أحمد منصور:

لكن أنا بأناقش القضايا الكلية الآن..

جيهان السادات:

لأ لا ده كله كلام فارغ.

أحمد منصور:

لأن إحنا سبق وفتحنا هذا الملف.

جيهان السادات:

بالظبط.

أحمد منصور:

لكن أنتِ ذكرت أنه حتى حسن عزت في مذكراته قال إن هو أبلغه أنه طلقها ولم يكن قد طلقها بالفعل، لكن يبدو أن الحب قد غلب كما ذكرت أنتِ.

جيهان السادات:

لا واللهِ كان طلقها، وكان سابها بدليل إنه كان مانعها -وهي كتبت حتى في كتاباتها- إنه كان مانعها من زيارته في السجن وهذا حقيقي. لأ لأ كل ده.. وأنا لا يمكن كنت هأتجوز واحد آخده من مراته يعني ما.. ما كنتش محتاجة يعني كان بيجيلي ناس كتير.

أحمد منصور[مقاطعاً]:

ده أنت قلتي: هأتجوزه هأتجوزه، يعني حتى على نص كلامها: لو عنده 14 عيل.

جيهان السادات:

.. أنا حبيته آه.. لكن هأتجوزه.. هأتجوزه لو عنده 20 مش 12، بس إنه مش متزوج مطلق يعني، ما كنتش هاخده من زوجة تانية أبداً، استحالة.

أحمد منصور:

طيب نعود إلى قانون الأحوال الشخصية وتعديلاته أو ما أطلق عليه (قانون جيهان السادات).

جيهان السادات:

نعم، أيوه، هأقول لحضرتك..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

ولا زال حتى الآن الناس، بس ما حدث بعد ذلك من تعديلات جعل اللي أنتِ عملتيه رحمة بالنسبة للناس.

جيهان السادات:

أقل بكثير، طب هاقول لحضرتك فعلاً أنت بتقولوا لي بأتدخل في حاجات، أنا لم أتدخل في أشياء إلا فعلاً قانون الأحوال الشخصية أنا متدخلة فيه، ولا أنكر هذا، يعني شوف بأعترف لك إيه اللي اتدخلت فيه وإيه اللي لم أتدخل فيه نهائي.

قانون الأحوال الشخصية أنا كنت اللي بأدفعه لكن فيه لجنة من مفتي الديار المصرية، شيخ الأزهر، العلماء علماء الدين،.. علماء القانون، وزيرة الشؤون الاجتماعية، يعني كان فيه صفوة من الناس بحيث إن هم لا يمكن يخرجوا عن الشريعة الإسلامية ولا عن الدين الإسلامي أبداً، وهذا أنا كمسلمة محبة لديني وأحترم ديني لا أقبله، ولا كان يقبله أنور السادات قبلي، وهو رجل متدين.

أحمد منصور:

إيه المطالب الأساسية اللي طالبتوها في القانون، وما تم الموافقة عليه وماتم رفضه لأن رفضت لكم أشياء كثيرة؟

جيهان السادات:

والله هأقول..

أحمد منصور:

إنتو كنتم بتطالبوا بالمساواة في الإرث بين النساء والرجال، وكنتوا.

جيهان السادات:

لا لا لا ده خروج عن الشريعة، استحالة.

أحمد منصور:

ما هم رفضوا، هم رفضوا هذه الأشياء.

جيهان السادات:

لا يا أفندم، لم يحدث، هذا كذب أيضاً، أنا أطالب إن.. إن المرأة تاخد..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

كنتم عايزين تمنعوا الرجل أن يتزوج بأربعة.

جيهان السادات:

لا لا لا، حضرتك بص أنا كل اللي طالبته إنه الزوج لما يجي يتجوز زوجة تانية لابد إن يخطر زوجته، ودي أظن..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

يخطرها أم ياخد موافقتها؟

جيهان السادات:

لأ يخطرها إذا وافقت وافقت، وإذا رفضت هذا حقها، يعني دي فرق جداً، وده في الإسلام، مش خارج عن الإسلام.

أحمد منصور:

وده أدى إلى.. إلى أيضاً انتشار عمليات الطلاق وطلب الطلاق بالنسبة..، طبعاً قضية الخلع الآن بقت يعني، قضية الخلع..

جيهان السادات:

لأ طب تعالَ بالظبط لدلوقت دي.. دي بقى نقول إيه، وأنا فرحانة، وأنا فرحانة لقضية الخلع على فكرة، ولا أنكر فرحي بيها.

أحمد منصور:

هو حق شرعي للمرأة لا يختلف عليه اثنان ولكن.

جيهان السادات:

طبعاً.. طبعاً، كله من الشريعة.

أحمد منصور:

كل شيء يعني في الشرع موجود الناس لا تختلف عليه، ولكن أسلوب تطبيقه واسلوب توظيفه، هذه هي..

جيهان السادات:

يا أفندم الزوج المحب لزوجته اللي عاوز بيته يستقر بيعيش في أمان، الراجل اللي عايز بقى يتجوز واحدة واتنين وتلاتة وعينه زايغة ده لازم يتحجم بقانون يحجم شوية..

أحمد منصور:

عينه زايغة ليه؟! في الحلال كله!!

جيهان السادات:

لأ ما هو شوف حضرتك ده في القرآن (فإن خفتم ألا تعدلوا فواحدة)، (ولن تستطيعوا أن تعدلوا) ..

أحمد منصور:

يعني حضرتك هو ما فيش حد بيعدل، ما فيش حد بيعدل، لكن هي النقطة الآن الأساسية هو إتاحة المجال.

جيهان السادات [مقاطعة]:

بالظبط.. مظبوط وبعدين الرسول كان له رسالة كان له رسالة غير النهاردة..

أحمد منصور:

يا فندم الآن تضييق الخناق على الناس في الزواج بالحلال بواحدة واثنين بيفتح المجال أما الفساد أيضاً، وأمام إن الزوج يبقى له عشيقات وليس زوجات.

جيهان السادات:

.. وهو لازم يبقى له عشيقات ما يكتفيش بزوجة ويعيش حياة..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

فيه ناس عينيها -زي ما حضرتك بتقولي- زايغة، يخيلها تزوغ في الحلال أحسن.

جيهان السادات:

والله دي تبقى، ما هو عنده عنده..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

طب، أنا عايز أرجع للقانون، الناس كلها.. الناس كلها -بالذات من عاشوا هذه المرحلة- يقولون قانون جيهان.

جيهان السادات:

أيوه، نعم.

أحمد منصور:

أنا أريدك الآن أن تروي للناس قصة هذا القانون وما حققتيه فيه من أشياء، من البداية.

جيهان السادات:

أهو برضو عايزة أقول كلمة قانون جيهان بالضبط زي سيدة مصر الأولى، هل أنا أطلقته على نفسي؟! مش أطلق عليَّ قانون جيهان، كما أطلق عليَّ من قبل سيدة مصر الأولى؟

أحمد منصور:

أنتِ اللي عملتيه.

جيهان السادات:

نعم أنا اللي عملته.

أحمد منصور:

لأ.. دي حاجة تانية، سيدة مصر الأولى حاجة تانية.

جيهان السادات:

المهم يعني بيطلق..

أحمد منصور:

هناك من يقول أن الرئيس السادات هو الذي خلع عليك هذا اللقب.

جيهان السادات:

لا والله.

جيهان السادات:

لا.. لا.. لا..

أحمد منصور:

زي الـ first lady بالظبط.

أحمد منصور:

بالنسبة للرئيس الأميركي مثلاً.

جيهان السادات:

لا.. لا.. لا.

أحمد منصور:

لما بدأ يتأثر بالأميركان ويرتبط بيهم فأحب أن يصبغ مصر من هنا ومن هنا بالصبغة الأميركية.

جيهان السادات:

لا.. لا.. لا.. لا.. برضو.. برضو تشنيع علي.. لا لا لا.. لم يكن هذا.

أحمد منصور:

وفيها أيه أن يقدمك على أنك الـ firest lady؟

جيهان السادات:

بالعكس لأ، ما أنا هأقول لحضرتك لو.. طب ما هي قيلت علىَّ طول فترة الـ 11 سنة، كانوا دايماً يقولوا سيدة مصر الأولى، فيعني دا أنا بيجي لي لغاية..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

وأنتِ كنتِ سعيدة ومبسوطة، ولو ما قالوش، كنت هتخليهم ليه ما قالوش المرة دي.

جيهان السادات:

لا لا لا..، والله أنا سعيدة.. أنا سعيدة بدوري.

أحمد منصور:

تفتكري مين أول صحفي..

جيهان السادات:

نعم؟

أحمد منصور:

أول صحفي كتبها، أو أول من كتب عنها كان مين؟

جيهان السادات:

والله ما قادرة أعرف يعني ما أقدرش أجزم، لأني يعني أنا ما كنتش يعني حاطة..

أحمد منصور:

لأنها انتشرت بشكل سريع.

جيهان السادات:

جداً.. آه بالظبط.

أحمد منصور:

وأصبحت هي اللقب السائد في كل شيء، وأصبحت أنت جزء من بروتوكول الدولة.

جيهان السادات:

لأ أنا لا أعرف لا أعرف هذا أبداً الحقيقة يعني.

أحمد منصور:

يعني أنتِ فرضت نفسك في حاجات وأخذت حاجات ومنحت نفسك حقوق بالنسبة لهذا الوضع.

جيهان السادات:

لا لا لا لا.. فين ده؟ فرضت نفسي في إيه؟

أحمد منصور:

كسيدة مصر الأولى.

جيهان السادات:

طب ما أنا سيدة مصر الأولى، وأنا زوجة رئيس الجمهورية، يعني ما فرضتش ده، أنا فعلاً، شرعاً أنا زوجة رئيس..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

شيء ليس.. شيء ليس.. شيء ليس له وجود -عفواً- لا في الدستور ولا في نظام الدولة ولا في أي شيء.

أحمد منصور:

ولما الصحفيين يكتبوا كده في الصحافة طب وأنا ما لي؟ أنا أعمل إيه؟

جيهان السادات:

ما هو يا فندم دي استتبعها دور واقعي تقومين به في الحياة، وتفرضينه في الحياة.

جيهان السادات[مقاطعة]:

لأ أنا كنت هذا الدور بالعبه.

أحمد منصور[مستأنفاً]:

وتفرضينه في المجتمع.

جيهان السادات:

لا لا، الدور ده أنا كنت بألعبه قبل ما أنور السادات يبقى رئيس جمهورية، وأنا بألعب دور اجتماعي في البلد.

أحمد منصور:

الآن بقى له شقين: شق اجتماعي ظاهري أساسي، وشق سياسي.

جيهان السادات[مقاطعة]:

لا سياسي هي الوحيد.

أحمد منصور[مستأنفاً]:

في أشياء مباشرة وأشياء غير مباشرة.

جيهان السادات:

الشق السياسي الوحيد اللي عملته وهو ترشيحي في المجلس الشعبي لمحافظة المنوفية، وهذا كان لغرض ما أريده أنا بالتحديد تشجيع المرأة الفلاحة، المرأة العاملة في الريف أن تشارك الرجل في حل مشاكلها في هذه المنطقة.

أحمد منصور:

ألم تكوني تطلبي من سكرتير رئيس الجمهورية فوزي عبد الحافظ أن يطلعك.. يطلعك بشكل يومي على مقابلات الرئيس وعلى..

جيهان السادات[مقاطعة]:

لا لا لا لا، هأقول لحضرتك.

أحمد منصور:

أما كنت تكتبي بعض التأشيرات المباشرة للوزراء؟

جيهان السادات:

لا لا لا لا.

أحمد منصور:

وتؤشري للوزراء ببعض الأشياء؟

جيهان السادات:

لم يحدث، هات لي.. هات لي تأشيرة واحدة وأنا أديك ما أملك، يعني هو ما أملكش كتير لكن هات لي تأشيرة، أتحدى كمان أن تجيب لي تأشيرة واحدة لوزير، الحاجة التانية عندك فوزي عبد الحافظ موجود أسأله، أسأله إن كان هذا يحدث؟ لأ يا فندم أنور السادات..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

كل الناس اللي كانوا محيطين بكم وأنا قابلت بعضهم.

جيهان السادات[مستأنفة]:

أنور السادات كان راجل فلاح، وراجل مالي بيته ومكانه، وكنت أعمل حسابه وأحترمه، ما كنتش بأتدخل بالدرجة دي أبداً.

أحمد منصور:

أنا يا أفندم عايز أقول لك حاجة برضو، أنا بعض الناس المحيطين بيكم والقريبين التقيت ببضعهم خلال الفترة الماضية وأنا أعد لهذه الحلقات.

جيهان السادات:

أيوه.. أيوه.

أحمد منصور:

لم يتكلم فيهم أحد إلا بكل ما هو خير، وواضح إن هم متأثرين جداً بكِ وبالرئيس السادات، هذا بأقولها للأمانة.

جيهان السادات:

الحمد لله.. الحمد لله.

أحمد منصور:

كل هؤلاء اللي كانوا محيطين وقريبين ويعملون داخل البيت ولهم علاقات وثيقة، كل واحد فيهم يتكلم ومتأثر بالسادات إلى الآن وبكم إلى الآن.

جيهان السادات:

طب الحمد لله.

أحمد منصور:

فطبعاً إذا جيت سألت حد فيتكلم طبعاً عن الجانب الإيجابي البحت اللي حضرتك -في نفس الوقت- بتتكلمي به الآن.

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

لكن أنا برضو بأتكلم عن الناس اللي بتحتك والناس اللي كان ليها دور في صناعة القرار والتأثير فيه، إن أنتِ من خلال شخصيتك هذه التي فرضتيها، وكما قلت لكِ وأنا من خلال مطالعتي حتى لكتابك كنت بأحس إن كأن فوزي عبد الحافظ هو سكرتير جيهان السادات وليس سكرتير أنور السادات.

أحمد منصور:

لأ لأ صدقني فوزي عبد الحافظ حي يرزق وروح أسأله، إذا قال لك هذا يبقى كلامه صحيح.. يبقى كلامك صحيح، إنما هذا غير صحيح صدقني، يعني فوزي عبد الحافظ راجل مخلص لأنور السادات، سكرتير مخلص لبيت أنور السادات إلى يومنا هذا، من الناس اللي دايماً يسألوا علينا ودايماً يودونا وييجوا لنا، الراجل ده كان لو فيه حاجة مثلاً يعني مش قادر.. زي يوم الشريط فيه مواعيد مواعيد مش قادر يتصل، يقول لي: فيه عندي حاجة مهمة قومي، شريط جابه راجل لازم الرئيس يشوفه، فأنا أساعده في هذا، وأقول لأنور لازم نسمع.. لازم تشوف ده.

أحمد منصور:

ألم يكن بعض الوزراء يتملقون إليك باعتبار تأثيرك على الرئيس السادات، وبحيث أن تكوني كما الآن سكرتيره طلب إنك توصلي الشريط، الوزراء دول يعتبروك أيضاً طريق إلى الرئيس السادات.

جيهان السادات:

يعني، لأ طريق ليه ده هو وزير وطريقه مفتوح لأنور السادات.

أحمد منصور:

إذا سكرتيره طريقة فيه.. فيه بيحب يوصل كذا بيوصل أحياناً.

جيهان السادات:

لأ طريق السكرتير في حاجات نادرة.. نايم مثلاً مش عارف يتصل بيه، في وقت هو نايم يقوم يقول لي: والنبي لما يصحى أنا عايز أكلمه، فيه حاجات زي كده يعني بسيطة للزوجة اللي بتقوم بيها، لكن إن أنا مثلاً هو يقول لي كل حاجة هو أنا كنت فاضية؟! أنا كنت برضو عندي عمل اجتماعي واخد وقتي كله، ما كنتش فاضية إن أنا أشوف تقارير أو أسمع كلام، طب ما جوزي موجود، وزي ما بيقولوا بالمثل البلدي "ملو هدومه" وعارف هو بيعمل إيه، مش محتاج جيهان السادات جنبه، لأ فما كنتش..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

لأ محتاج جيهان السادات جنبه، السادات كان محتاج جيهان السادات جنبه.

جيهان السادات:

محتاجني.. محتاجني، أنا هأقول لك في أميركا..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

وأنت لعبت دور رئيسي في حياة أنور السادات.

جيهان السادات:

بلا شك، بلا شك.

أحمد منصور:

لو كانت هناك امرأة أخرى غيرك ما كان يمكن أن يتم هذا..

جيهان السادات:

أوافقك على هذا بلا شك بمعنى.

أحمد منصور:

وهو كان سعيد بهذا الدور.

جيهان السادات:

جداً.

أحمد منصور:

رغم إنه أحياناً كان بيسبب له مشاكل.

جيهان السادات:

نعم.. نعم، وأوافقك على هذا، بمعنى إن مثلاً السلام، يقول لي: أنتِ ساعدتِ أنور السادات في السلام؟ ده أنا ما عرفتش حكاية السلام إلا لما هو أعلنها في مجلس الشعب..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

لأ لأ لأ يا أفندم، اسمحِ لي بقى هنا.

جيهان السادات:

أقسم بالله إن أنا عرفتها لما أعلنها في مجلس الشعب.

أحمد منصور:

طب اسمحِ لي هنا أنا لسه هاجي للسلام بشكل تفصيلي.

جيهان السادات:

طيب طب قل لي إيه.

أحمد منصور:

ألم يحدث بينك وبين أم إسرائيلية ذكرتيه أنت في كتابك.

جيهان السادات:

في الحرب.

أحمد منصور:

اتصال أنها أرسلت لكِ أن ابنها قُتل في الحرب.

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

وأرسلت لك رسالة.

جيهان السادات:

طب وده دخله إيه؟

أحمد منصور:

عن أي طريق وصلتك هذه الرسالة؟

جيهان السادات:

الهلال الأحمر.

أحمد منصور:

عن طريق الصليب الأحمر الدولي يعني.

جيهان السادات:

الصليب الأحمر الدولي مع الهلال الأحمر.

أحمد منصور:

أرسلت لك هذه الرسالة فتركت تأثير عندك.

جيهان السادات:

نعم.. نعم، كأم أنا يعني كأم الحقيقة فكرت في نفسي أنا عندي ابن واحد، فكرت لو ابني اللي قُتل طب كنت أعمل إزاي؟ هل.. فمن الناحية الإنسانية..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

إذاً من هنا بدأت تحدثين السادات..

جيهان السادات[مقاطعة]:

لا لا لا، من الناحية..

أحمد منصور:

عن موضوع السلام.

جيهان السادات:

لا.. لا.. لا.. ولا سلام ولا غيره.

أحمد منصور:

رديتي على الأم الإسرائيلية.. رديتي عليها؟

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

ماذا قلت لها؟

جيهان السادات:

رديت عليها بمنتهى الشجاعة، قلت لها: إن يا ريت كان فيه بينا ما فيش حروب عشان ما تفقديش ابنك، وابنك قُتل في بورسعيد، لأني سألت وقالوا لي إنه كان جايب لغم يحطه فاللغم فرقع فيه، فقلت لها: ابنك قُتل في بورسعيد علشان دُول ما تقعدش تنتظر إن ابنها راجع لها، وفي نفس الوقت يا ريت إن كان ما فيش بينا حروب علشان أولادنا تعيش لينا.

لكن عايزة أقول لحضرتك حاجة وفي وقتها وأثناء الحرب طلبت نشر خطابي علشان ما يتقالش إن أنا بأعمل حاجة من ورا.. أو يعني فيه كتير قالوا لي أحسن تفقدي..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

آه طبعاً لأن ده كان يعتبر تجاوز.

جيهان السادات:

مش تجاوز.. أنا أم.

أحمد منصور:

إنك تتقبلي رسالة من واحدة إسرائيلية من أم إسرائيلية.

جيهان السادات:

لأ أنا أم.. أنا أم.

أحمد منصور:

أنتِ أم، لكن أنت في دولة في حرب مع دولة أخرى، وأنت في موقع زوجة رئيس الجمهورية.

جيهان السادات:

طب مادي حاجة بعيدة، ده الولد انقتل وانتهى، الولد انقتل ومات، وبتسألني، يعني مش معقول إن أنا حأدي ضهري لأم بتسأل، باقول لها الرد في حدود.

أحمد منصور:

هناك من يقول.. استغل هذا الموقف على أن جيهان السادات الإسرائيليين اتصلوا بها من الخلف، وحاولوا يضغطوا عليها ويلينوها أن يكون لها تأثير على الرئيس السادات.

جيهان السادات:

لا، طب أنا هأقول لحضرتك حاجة، أنا مش كنت ليل ونهار مع الجرحى بتوعنا طُلب مني إن أنا أخش للأسرى الإسرائيليين رفضت، ولم أدخل عليهم أبداً مع إن هذا من حقهم كأسرى يعني يعاملوا المعاملة.. وعوملوا معاملة كويسة، لكن يعني من حق..أي أسير إن هو يراعى وكده و..، وأنا كنت بأزور الأسرى لكن رفضت إن أنا أزورهم، وكنت مصرة إن إنا بس على أولادنا.

أحمد منصور:

أرجع لـ 3 يوليو 79 حينما صوت مجلس الشعب المصري على تعديل قانون الأحوال الشخصية الذي أطلق عليه (قانون جيهان السادات) باختصار وإيجاز تعطي صورة للمشاهدين عما.. عن دور مؤثر ورئيسي عملتيه أثناء وجود الرئيس السادات في السلطة، قانون الأحوال الشخصية.

جيهان السادات:

هو.. ده الوحيد اللي تدخلت فيه فعلاً.

أحمد منصور:

وقعدت تكافحي سنتين حتى تم إقراره.

جيهان السادات:

أيوه.. أيوه، وقعدت أشجع وأقول يعني لازم ناخد ده من خلال الشريعة الإسلامية والدين الإسلامي، ما خرجناش عنها أبداً..

أحمد منصور:

حصل خلاف بينك وبين الشيخ عبد الحليم محمود، وكان يصر ويرفض -إلى أن توفي- إنه يوقع هذا القانون وأن يعتمده.

جيهان السادات:

نهائي، لأ لم يحدث هذا نهائي.. نهائي.

أحمد منصور:

التقيت فيه؟

جيهان السادات:

لا أبداً.

أحمد منصور:

ولا تناقشت معاه في الموضوع؟

جيهان السادات:

لا.. لا.. لا.. نهائي، هو راجل أحترمه وأكن له كل الاحترام، لكن لم أقابله، ولم أناقش معاه.

أحمد منصور:

لكن يقال أيضاً أنه ظل معترضاً، ولم يتم اعتماد القانون إلا بعد أن توفي الرجل.

جيهان السادات:

لا.. لا.. لا.. لا.

أحمد منصور:

في 20 يونيو 79 أصدر الرئيس السادات قراراً رئاسياً -بتأثير منكِ أيضاً- بتخصيص 30 مقعد للمرأة في مجلس الشعب، وأيضاً 10 : 20% من جميع مقاعد المجالس الشعبية لمرأة.

جيهان السادات:

نعم.. نعم هذا حدث.

أحمد منصور:

تعتبري ده إنجاز؟

جيهان السادات:

طبعاً، طبعاً إحنا نصف المجتمع، إحنا بنشكل نصف المجتمع لما يبقى فيه عشر.. أربع نائبات أو عشر نائبات من 395 نائب فهذا ظلم ظلم.

أحمد منصور:

ماذا فعلن.. ماذا فعلن هؤلاء النائبات غير زيادة التصفيق في المجلس؟! لا يُشعر بأي تأثير للمرأة في مجلس الشعب.

جيهان السادات:

لا.. لا يا فندم لا.. تجني على المرأة، هذا تجني.

أحمد منصور:

وعملية التخصيص هذه أيضاً.. عملية التخصيص هذه فيها تعدٍ على الدستور الذي يتيح المساواة بين المواطنين.

جيهان السادات:

لا ما هو شوف، ما.. عُدِّل.. عُدّل أيامها، يعني حصل تعديلات يعني ما دخلش كده غلط.

أولاً: هذا يحدث في السودان، السودان مقررين مقعد للمرأة في كل محافظة، فهل السودان متقدمة عن مصر؟!

أحمد منصور:

يعني هي السودان يعني الولايات المتحدة؟! أميركا ما فيهاش ده!!

جيهان السادات:

يعني ما هو ده.. طيب وبس ليه، وليه ما أديش المرأة؟! ما أنا هأقول لحضرتك..

أحمد منصور[مقاطعاً]:

مش أميركا الآن أصبحت القبلة في الديمقراطية ليس فيها هذا!!

جيهان السادات:

أنا نظرتي كانت أيه، هأقول لحضرتك نظرتي إيه، نظرتي إن يبقى فيه كمّ من السيدات بيشاركن.. بيشاركوا الرجال وفي نفس الوقت إحنا نصف المجتمع ليه لأ؟! إديهم فرصة، أعطِ المرأة فرصة إنها تشارك في حل مشاكلها وإبداء رأيها، المجلس كان فيه دكاترة، مهندسات، سيدات مثقفات، متعلمات، قدروا يلعبوا دور، مش ما لعبوش، لعبوا دور، وأيضاً في المجالس المحلية، فيه كانت العاملة، وكانت فيه الممرضة، وفيه الفلاحة، وأنا كرئيس مجلس شعبي كنت بأبقى سعيدة لما واحدة من السيدات ترفع إيدها وعايزة تتكلم عن مشكلة، وكان فيه مشاكل كتير بتحلها المرأة، مش إن هم كانوا بيصقفوا بس لأ، ده كان لهم دور، ودور فعال فعلاً.

أحمد منصور:

في 20 نوفمبر 1979م توجه الرئيس السادات إلى القدس في خطوة أثارت -ليس الرأي العام المصري أو العربي- وإنما الرأي العام العالمي.

جيهان السادات:

العالمي.. صحيح.

أحمد منصور:

في الحلقة القادمة أبدأ معك من هنا إلى (كامب ديفيد) لنرى مسيرة التسوية كيف تمت على يد الرئيس السادات، والدور الذي لعبتيه أيضاً فيها، سواء بشكل مباشر أو شكل غير مباشر. أشكرك شكراً جزيلاً. كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم، في الحلقة القادمة -إن شاء الله- نواصل الاستماع إلى شهادة السيدة جيهان السادات.

جيهان السادات:

شكراً.

أحمد منصور:

في الختام أنقل لكم تحيات فريق البرنامج، وهذا أحمد منصور يحييكم، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.