شاهد على العصر

الرئيس أنور السادات كما تراه جيهان السادات ح11

السيدة جيهان السادات في الحلقة الحادية عشر والأخيرة من شهادتها على العصر، تحكي تفاصيل حادث مقتل الرئيس المصري الراحل محمد أنور السادات، والشبهات المثارة حول عائلته وممتلكاتها من بعده.
مقدم الحلقة أحمد منصـور
ضيف الحلقة – جيهان السادات، أرملة الرئيس المصري السابق أنور السادات
تاريخ الحلقة 19/03/2001

undefined
undefined

أحمد منصور:

السلام وعليكم ورحمة الله وبركاته، وأهلاً بكم في حلقة جديدة من برنامج (شاهد على العصر) حيث نواصل الاستماع في هذه الحلقة الأخيرة إلى شهادة السيدة جيهان السادات. مرحباً بيك يا فندم.

جيهان السادات:

أهلاً.. أهلاً.

أحمد منصور:

في الحلقة الماضية توقفنا عند نقطة فاصلة في حياتك و في تاريخ مصر أيضاً.

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

وهي مقتل الرئيس السادات في المنصة، وذكرتي جانباً من كيفية وقوع هذا الحادث، وكنتِ أنت موجودة شاهدة عليه. بعد ما نزلت وجدت الكراسي في الوضع الذي أشرتِ إليه، سكرتير الرئيس فوزي عبد الحافظ محمول على نقالة، لم تَجِدي الرئيس، طمأنكِ أحد الضباط إلى أن الرئيس بخير، لكنكِ كنت قلقة.

جيهان السادات:

نعم، أما نزلت خدت في الباب الخلفي نزلت خدت العربية للقبة آخد طيارة، فيه طيارة اسمها (جزال) دي بتشيل بس اتنين يعني و.. اللي بيقودها.

أحمد منصور:

الطيار.

جيهان السادات:

وجنبه واحد ووراء اتنين أو تلاثة بالكتير يبقوا مزنقين، فدي اللي خدت أنور السادات، وكان الدكتور محمد عطية -وهو حي يرزق وموجود- كان دكتور الرئيس، وواحد ظابط اسمه توفيق قورة، هم الاتنين اللي خدوه في الطيارة، يعني هو ظباطه اللي شالوه، وبعدين اللي سافر.. اللي طار به دكتور عطية وتوفيق قورة وراحوا على مستشفى المعادي، دا اللي أنا عرفته بعد ماجيت هنا، أنا خدت بقى الطيارة الهليكوبتر التانية، والدكتور زينت معايا، جينا نزلنا هنا، فيه مهبط هنا جنب البيت في الجيزة، نزلنا نزلنا الولاد ونزلنا إحنا علشان خاطر لو كملنا بالطيارة مستشفى المعادي فيه مهبط فيها للطيارة بس بعيد عن المستشفى فقلت وهنتصل إزاي بيهم ومين اللي هيجبنا، يعني حتبقى مسافة من الطيارة لمدخل المستشفى، فالظابط فضل قال: لا، نأخد العربية بسرعة، فنزلنا من الطيارة، الولاد يعني سبناهم يجوا على هنا وإحنا..

أحمد منصور:

يعني أنت ما جتيش البيت؟

جيهان السادات:

نهاي.

أحمد منصور:

ما عملتيش أي اتصالات؟

جيهان السادات:

نهائي.. نهائي.

أحمد منصور:

ما اتصلتيش على الأميركان تطمينهم على الوضع؟

جيهان السادات:

لا.. أطمن مين يا فندم، أنا عايزة أنا اللي أطمن مش أطمن حد، وهذا الكلام كذب أيضاً لأن، يعني مش ممكن أسيب يعني زي ما اتقال سابت جوزها في طيارة أو حاجة، هو سبق بطيارة تانية، المهم يعني مش هأتعرض لدا دلوقتي، ركبت مع الدكتورة زينت في العربية فوراً من باب الطيارة للعربية وطرنا على مستشفى المعادي، ودخلت مستشفى المعادي، ولقيت برضو فيه هرج ومرج وناس قاعدة بتعيط، وناس قعدة مذهولة، وجالي سفير بلجيكا -أفتكر- يقول لي شوفتي شوفتي سفير فرنسا؟ حاجة زي كده بيسألني، فأنا في إيه أو في إيه أو في أيه وبعدين هو الحقيقة وهو بيسألني تنبه أنا مين، فقال لي: أنا آسف، آسف، يعني mrs سادات أنا.. وانسحب، هو بيسأل على السفير اللي اتضرب، المهم إن أنا مشيت.. المعادي بقى، أقول لحضرتك أنا حفظاها، لأن في أيام الحرب، سواء 67 أو 73 فأنا كنت بأتردد عليها يعني مئات المرات، فعرفاها، وعارفة أوضها وعارفة الكوريدور وعارفة هنا إيه وهنا إيه، فمشيت وطول ما أنا ماشية الدكتور زينت معايا الناس بتبص لي كده عايزين يعرفوا أيه اللي بيحصل، أيه اللي حصل، لغاية ما طلعت فوق، والأوضة الانتظار اللي قاعدين فيها الوزراء كانوا أوضتين الحقيقة، فيه أوضة قاعدين فيها وأوضة تانية، وبعدين لقيت ولادي أول ما دخلت لقيت ولادي، ولادي ما كانوش حاضرين العرض العسكري وماكانوش بيحضروه خالص، فلقيتهم هم لما سمعوا الضرب واتقفل الـ televesion .

أحمد منصور [مقاطعاً]:

جمال كان في أميركا طبعاً.

جيهان السادات [مستأنفاً]:

جمال كان في أميركا، فبناتي كانوا هنا فأول ما سمعوا الضرب اتصلوا بالمكتب هنا فقالوا لهم أيوه الريس أصيب الريس وفي مستشفى المعادي، فجريو على مستشفى المعادي بجوازتهم، وأنا لما رحت لقيت بناتي وأزواج بناتي، فدخلت وقعدت، شوية عارف حضرتك اللي هو مثلاً يعني أنا عمري ما خدت مخدرات ولا أشرب ولا يعني ماليش في حاجة من دي خالص، إنما كنت في حالة زي أيه .. حد مخدر، حد تايه، يعني مش عارفة إيه اللي بيحصل بالظبظ، فقعدت شوية لكن متنبهه، لكن زي ما أكون واخدة حاجة من كتر ما أنا مش عارفة إيه اللي بيدور حولي، فبعد شوية فكرت الله!! طب ما حدش جه طمني؟ ما حدش يجي يقول لي مثلاً: دا كان فيه رصاصة وطلعناها؟ اطمنوا دا الريس بخير؟ ما حدش قال كلمة زي دي، فلقيت نفسي واقفة وداخلة على أوضة العمليات، فو أنا داخلة أوضة العمليات لقيت رئيس قسم الجراحة هناك وهو فقد ابن له أثناء الحرب، وأنا كنت بأوسيه وعمالة أحاول أخفف عنه، فلقيته واقف بيعيط فبأقول له: يا دكتور لطفي حتى أنت مش جوه، فقال لي: أنا مش قادر، ففهمت على طول، يعني دي مش عايزة حد يقول لي، خلاص مش قادر إيه؟! يعني إيه مش قادر وهو رئيس الجراحين؟! يعني هو بيحاول كل محاولاته لقي ما فيش فايدة خلاص واللي قدامه بقى ما.. ما فيش حياة، فدخلت على أوضة العمليات فلقيت الريس نايم في السرير ومغطيينه وحاطين حاجة كده اللي هي بيحطوها للميت لما يموت عشان البق ما يسقطش. فطبعاً يعني خلاص المشهد بقى قدامي واضح وضوح الشمس، يعني كان فيه نوع من الصراع الداخلي بأكذب اللي بيحصل حواليه، بأحاول إن أنا ما أصدقش، بأحاول أنفي، بأحاول أهرب من نفسي، فلقيت نفسي مرمية عليه، يعني بدون وعي وعمالة أعيط.. أعيط وحاضناه وبأعيط، المنظر بقى كان فظيع الدكاترة واقفين و.. والممرضات، وبيبكوا بكاء بصوت عالي يعني، فأنا تنبهت بعد شوية وقفت وقلت: اندهوا ولادي، فلقيت حسن مرعي في ظهري، هو جوز بنتي الوسطانية، فقلت له: انده الولاد.. انده البنات فقال لي: لا حرام، قلت له: لأ انده البنات يسلموا على أبوهم، فنداههم وجم هم وأزواجهم، وبرضوا باسوه ويعني الحقيقة كان مشهد صعب.. صعب.. صعب لدرجة يعني لا يتخليها إنسان، لزوج، لأب، لحبيب، لكل شيء تقدر تقول عليه.

وطلبت طلب واحد من الدكاترة وهم واقفين وقلت لهم: أرجوكو يعني ما حدش يخش تاني، سيبوه يعني ما حدش يخش عليه، أنا مش عايزة حد يشوفه، مع إن يعني لو أقول لحضرتك وشه عادي وما فيش أي حاجة، يعني هي كل الحكاية البدلة متقطعة بس الكم علشان كانوا بيحاولوا يدوله ينقلوا له دم.

أحمد منصور [مقاطعاً]:

والرصاصة اللي كانت في الرقبة؟

جيهان السادات:

حتة خرم صغير.

أحمد منصور:

والرقبة..

جيهان السادات:

لا، الرقبة ما فيهاش حاجة، هو كان في الحتة دي عند الكتف كده طلعوا رصاصة تانية ما فيش غير رصاصتين على الصدر..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

ما كانتش الدماء بتغطي ملابسه؟

جيهان السادات:

نعم؟

أحمد منصور:

الدماء لم تكن تغطي وجهه أو ملابسه؟

جيهان السادات:

لا.. لا، لا خالص، أو إذا كان فيه فهم غسلوها يعني، أنا دخلت على.. نايم ومرتاح خالص، فالبنات -زي ما قُلت لحضرتك- ودعوه، وبعدين رُحت الأوضة ولقيت بقى الريس فبأقول.. بأقول له يعني -للنائب حسني مبارك- بأقول له: يا ريس تفضل أنت وأنور السادات خلاص راح، لكن مصر باقية، فتفضل أنت يعني أنا حسيت إن ما يقعدش ولا الوزرا تقعد خلاص..

أحمد منصور:

أنتِ كنتِ بمنتهى الهدوء زي ما أنت الآن؟

جيهان السادات:

جدًا.. جدًا.. جداً..

أحمد منصور:

ما بكيتيش، ما انهارتيش؟

جيهان السادات:

لا بكيت وأنا حضناه، لكن بعد كده فضلت ماسكة نفسي إلى أن دخلت العربية، بعد ما خليت الرئيس مبارك يمشي والوزرا نزلت بعديهم وركبت العربية وبقيت يعني يمكن بأصرخ أنا وأولادي والسواق، كلنا يعني كنا في حالة سيئة.. سيئة..سيئة.. للغاية، إلى أن جيت هنا في البيت وابتديت بقى يعني خلاص، يعني واقع عشته وشوفته وحاجة -زي- ما تقول حضرتك -كانت في الأيام الأخيرة متوقعاها، بس لما جت كانت عنيفة، عنيفة قوي، يعني مش هأقول لك مفاجأة حصلت، لأ، بس في حد ذاتها كانت صدمة .. صدمة شنيعة قوي.

(فاصل إعلاني)

أحمد منصور:

أنتِ تخيلت إن الأمر واقف عند حد قتل الرئيس فقط، أم أن ممكن البلد يكون فيها انقلاب عسكري وممكن يكون فيها تغير؟

جيهان السادات:

لا طبعاً توقعت أكثر من قتله لأن.

أحمد منصور [مقاطعاً]:

كنتِ تتوقعي إيه؟

جيهان السادات:

أنا كنت متوقعة إن هم قتلوه وعايزين بقى يمسكوا البلد هم نفسهم الجماعات الإسلامية تحكم، نفسهم، فـ.. وده اللي خلاني..

أحمد منصور:

ما كنش باين لحد دلوقتي مين اللي قتله؟

جيهان السادات:

وده اللي خلاني..، لا طبعاً، وده اللي خلاني قلت للرئيس مبارك تفضل أنت مصر باقية وتفضل أنت لأن أنور السادات راح، وكان أنيس منصور واقف، قال: ما تقوليش كده، ما تقوليش كده، أما بأقول: أنور السادات راح خلاص، قال: ما تقوليش كده، بصوت عالي.

أحمد منصور:

طبعاً كان أنيس كان بيعتبر من أكثر الناس.

جيهان السادات:

المقربين.

أحمد منصور:

قرياً.. من المقربين من الرئيس السادات.

جيهان السادات:

نعم..نعم..

أحمد منصور:

يعني نقدر نقول هو وعثمان أحمد عثمان كانوا من أكثر الناس قرباً منه في تلك المرحلة.

جيهان السادات:

نعم، نعم فجيت هنا في البيت ابتدوا بقى يجوا ناس، الحقيقة التليفونات بقوا يقولوا لي مش عارفة (كارتر) على التليفون ومين، ماكنتش قادرة، ما كنتش في حالة أقدر أتكلم في التليفون، وما بأحبش يعني بمنتهى الأمانة يعني ما بأحبش حتى أبكي قدام حد، يعني لو عايزة أبكي لغاية النهارده لو فيه حاجة تعباني أخش الحمام أقفل عليه، أخش أوضتي أقفل عليه، يعني ما أحبش حد يشوفني وأنا بأبكي، فـ..

أحمد منصور:

شأن النساء القويات يعني.

جيهان السادات:

يا ريت، المهم ابني بس اللي أتكلم في التليفزيون، وأول تليفون اتكلمه وإحنا كنا لسه في انتظار حجرة الانتظار زي ما قلت لحضرتك إن أنا رحت لقيت ولادي قاعدين، فتليفون ابني وصلوه بينا فبيقول: يا ماما أنا سمعت إن بابا اتضرب وكده، فأنا هأجيب، أنا قايم من أميركا وجاي، وحجيب.. حأتصل بالدكتور يعقوب..

أحمد منصور:

مجدي يعقوب.

جيهان السادات:

مجدي يعقوب لأنهم قالوا هنا إنه اتضرب في صدره، فأنا هأجيبه وحآجي على مصر، وأنا هأتصل به حالاً، فقلت له: طيب، وإحنا في حالة انتظار، وبعدين قمت ودخلت الأوضة زي ما حكيت لحضرتك، اتصلت بيه بقى أنا لما جيت هنا في البيت اتصلت بيه، أو هو اتصل -بالأصح- بينا لأن أنا ما كنتش عارفة هو فين، اتصل بينا تاني وقال لي: يا ماما أنا في طريقي والدكتور مجدي اتصلت بيه وجاهز، فقلت له: يا جمال ما فيش داعي للدكتور مجدي، وعايزاك راجل زي ما أبوك طول عمره عايزك، فسكت.. فيه حصل سكوت كده فترة، وقال لي: أنا فهمت يا ماما، حاضر وبس لغاية ما جه، ولما جه كلمني الدكتور محيي الدين … فؤاد محيي الدين.

أحمد منصور:

كان رئيس الوزراء.

جيهان السادات:

أيوه، وقال لي: فيه رصاصة في كتف الريس هنشيلها وبناخد إذن سيادتك، كزوجة يعني، فقلت له: إمتى هتشيلوها؟ فقال لي: هنشيلها النهارده بعد الضهر، فقلت له: حاضر، أنا هأكون موجودة هناك، فالراجل اتخض وسكت ما علقش، ورحت هناك، فلقيت الدكاترة بيقولوا: معلش بلاش سيادتك، قلت له: أبداً، ابني كان جه بقى وخدته معايا، فقلت له: لا يمكن أبوك يشيلوا من كتفه رصاصة وإحنا مش جنبه، لازم أنا وأنت نكون جنبه. يعني زي ما يكون بيعمل عملية، إزاي ما أبقاش أنا معاه؟! وكنت في السكة بأقول له يعني بأحاول أخفف عنه وأخفف عن نفسي، المهم وصلنا فكان فيه نوع من الرفض إنهم خايفيين عليه بيقولوا لي حاجة مش هتنسيها ومافيش داعي، فقلت لهم: استحالة، إنتو ما تعرفونيش، مش هتطلع الرصاصة إلا في وجودي، وأنا موجودة، لأني نسيت أقول لحضرتك، قلت لجمال وهو جمال يعرف في الحاجات دي، قلت له: شوف الرصاصة دي نوعها إيه؟ ليكون حد ضربه من ورا مثلاً، يعني المؤامرة أيه؟ صحيح في قدامنا جموضرب دي حقيقة، لكن يمكن حد ضربه من ورا، فأنت شوف الرصاصة هل دي بتاعة رشاش، أو رصاصة عادية بتاعة مسدس، يعني أنت تفهم أنا ما أعرفش. فقال لي: حاضر يا ماما.

فلما رحنا وبعدين أما رفضوا فقلت له: مش هتتشال إلا بوجودي، فكلموا الريس والريس قال.. جمال ابني كلمه، فقال له: خلاص يا جمال، إحنا كنا خايفيين على مامتك عشان يعني مش عايزينها تتعب، لكن أدام هي مصرة ده زوجها ما حدش يقدر يمنعها. ودخلنا أنا وجمال وهو جه على نقالة وعليه ملاية بس، والله والله كأنه نايم مبتسم!! يعني حضرتك أن إما بأصحيه ساعات يبقى صاحي الصبح عينيه تحت عينيه إرهاق، منتفخ، وشه تعبان، ما نامش كفاية، سهر زيادة، كان عنده شغل أكتر، يعني اليوم اللي شوفته يمكن الابتسامة عليه هو ده اليوم ده لدرجة إن أنا… أنا عارفة إنه مات، وعارفة إن أنضرب، وعارفة كل اللي حصل، لدرجة إن أنا وطيت أمسكه أحط إيدي عليه فبصيت لقيقه تلج، ساقع، فتنبهت بقى إن يعني لأ، ده ميت، يعني ما.. بس ولا خدش في جسمه إلا خرمين صغيريين عند صدره بالضبط، اللي هي منهم رصاصة دخلت وخرجت من ظهره وفاتت في قلبه، ودي كانت المميتة. وفيه رصاصة تانية دخلت وطلعت هنا، يعني ردت طلعت هنا، هنا في الحتة دي، اللي هي طلعوها قدامي وأنا واقفة. وفيه رصاصة ثانية في ركبته، بسيطة برضو عاملة خدش لا يذكر حتى في البدلة يعني سليمة كلها وخرم صغير قوي، ده كل.. ولا جروح، ولا حتى حاجة زرقة، ولا حاجة أبدًا في جسمه.

أحمد منصور:

مع تقديري للجانب الإنساني في.. في الموضوع.

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

مَنْ قتل الرئيس السادات؟

جيهان السادات:

معاهدة السلام اللي عملها هي دي اللي قتلته.

أحمد منصور:

ألم يقتله غروره؟ ألم يقتله ديكتاتوريته؟ ألم يقتله كونه جمع كل القوى السياسية في مصر واعتقلها؟

جيهان السادات:

لا.

أحمد منصور:

ألم يقتله أنه غيب نفسه عن واقع الشعب المصري ونبضه وتفرغ للقضايا الخارجية؟

جيهان السادات:

بص حضرتك أولاً: ما كانش مغرور، ثانياً: السلام اللي عمله لو ما كانش عمله كان زمان سيناء نضفها محتل إلى يومنا هذا بمستوطنات كثيرة جداً، وصعب إنك تشيلها، ما كانش أنور السادات استلم مصر محتلة أرضها، أنور السادات حرر مصر، ورجع أرضها، أنور السادات استلم مصر بحزب واحد الاتحاد الاشتراكي، ورجع. وعمل أحزاب وبدأ الديمقراطية.

أحمد منصور [مقاطعاً]:

أحزاب صورة.

جيهان السادات:

صورة.. اعتبرها صورة، إنما بداية أحزاب لكي تضع أسس الديمقراطية في مصر، وهو اللي منع الرقابة على الصحف..

أحمد منصور:

لكن هو صوت، هو صوت للديكتاتورية في 27 يوليو 52.

جيهان السادات:

شاب صغير قائم بثورة

أحمد منصور:

واستمر في الديكتاتورية حتى وهو يحكم.

جيهان السادات:

لا، نعم لا، لم يحدث.

أحمد منصور:

وكل القرارات اللي اتخذها كانت قرارات ديكتاتورية فردية..

جيهان السادات:

أبداً.

أحمد منصور:

لم يرجع فيها حتى إلى مستشاريه.

جيهان السادات:

أبداً، أبداً.. بعيداً عن الحق، بعيداً عن الحق، ويمكن يعني.. تشنيع عليه وافتراء على أنور السادات اللي حرر مصر، اللي رجع لها كرامتها، اللي حارب في 73 ولأول مرة حرب تدرس في الأكاديميات العسكرية والمؤسسات العسكرية، وترفع راس الجندي مش المصري فقط بل الجندي العربي، لأول مرة يحصل انتصار، عمل سلام..

أحمد منصور:

لكن ثمارها للأسف لم تكن بالشكل الذي كان يمكن أن تجنى به.

جيهان السادات:

ليه؟! ليه؟! دا هي بداية إنه..

أحمد منصور:

من خلال اتفاقية السلام.

جيهان السادات:

حرر أرضه وخدها بالكامل، أخد أرضه بالكامل وإحنا أحرار.

أحمد منصور:

كانت علاقته توطدت بالأميركان حتى إن.. كان قائد الحراسة أميركي في وقت ما، كان يشرف على الحراسة.

جيهان السادات:

ده بقى من ضمن الـ.. فيه مثل.. فيه بيت شعر للمتنبي…

أحمد منصور:

كان فيه حراسة أميركان كان..

جيهان السادات:

أماتكم قبل موتكم الجهل وغراكم من خفة بكم النمل

يعني هذا جهل.

أحمد منصور:

ما المانع، هناك كثير من رؤساء، عفواً، عفواً..

جيهان السادات:

هذا جهل بالكلام.

أحمد منصور:

عفواً يا فندم عفواً يا فندم.

جيهان السادات:

إزاي قائد جرس أميركي؟! إزاي؟!

أحمد منصور:

عفواً يا فندم يا فندم إحنا الآن أمامنا معطيات.

جيهان السادات:

طب ما أنا شايفة الحرس بتاعه.

أحمد منصور:

أمامناً معطيات كثيرة جداً، معظم الحرس اللي بيحرسوا الرؤساء العرب من أو أولهم إلى اخرهم ودول العالم الثالث بيدربوا في الولايات المتحدة، وبيدربوا في غيرها.

جيهان السادات:

نعم، نعم أنت ما قلتش يدربوا، الحرس بتاعنا.

أحمد منصور [مقاطعاً]:

وليس هناك..

جيهان السادات [مستأنفة]:

كان بيدرب هناك ويجي، نعم.

أحمد منصور:

ليس هناك ما يمنع أن يكون هناك مشرف على هذه.. على هؤلاء الحرس موجود هنا يرتب أمورهم.

جيهان السادات:

لا، لا لا لا، لا يا فندم الحق إيه بقى حضرتك..

أحمد منصور:

مين الحرس الأميركان اللي كانوا في المنصة؟

جيهان السادات:

ما فيش ولا حارس أميركاني إلا إذا كان السفير الأميركاني معاه..

أحمد منصور:

حرس السفير الأميركي.

جيهان السادات:

له هو، علشان أكون منصفة.

أحمد منصور:

صحيح أطلقوا رصاص من الخلف؟

جيهان السادات:

لا لا، لا.

أحمد منصور:

من على المنصة؟

جيهان السادات:

لم يحدث، لم يحدث هذا أبداً، أنور السادات وغير أنور السادات وإلى يومنا هذا، الحراسة بترسل إلى أميركا للتدريب، لأنها عندها تدريب على مستوى عالي، لكن مش معنى كده إن يجي واحد حارس أميركاني، نهائي، بيرسلوا هناك، لكن ما يجيش حد هنا نهائي.

أحمد منصور:

أنتِ أشرت في كتابك وأشرت في الحلقة الماضية إلى أن العرض الأخير لم يكن بالدقة هل عندك شك في إن يعني هذا له علاقة بعملية اغتيال الرئيس؟

جيهان السادات:

والله ما أنا عارفة يمكن …

جيهان السادات [مستأنفة]:

ربنا الذي يعلم بقى لأن أنا قعدت فترة أنا وابني بالذات نفسنا نعرف مين ورا دي، يعني إيه الأربعة دول؟! ايه قيمة أربع عساكر حتى مش ظباط، منهم ظابط أو اثنين يعني اثنين ظباط والباقي صف ظابط، يعني أنا بقيت في حيرة من اللي بيحصل، وخصوصاً إن إزاي يعني ايه اللي حصل؟ معلهش هو كان فيه إهمال، بصراحة بقى أقول: كان فيه إهمال فقط لا أكثر ولا أقل..

أحمد منصور:

هل تعتقدي أن التحقيقات التي أجريت كانت كافية أم بتطالبي بفتح التحقيق مرة أخرى؟

جيهان السادات:

لا، لا أطالب بشيء، لا أطالب بشيء، اللي راح راح مش هيرجعهولي، لأ مش هنوصل لشيء، كان كيندي وصلوا له الأميركان، ما عرفوش لغاية النهارده مين اللي قتله.

أحمد منصور:

عملية الشك أيضاً هذه لا زالت قائمة عندك؟

جيهان السادات:

والله أنا بعدت كل شيء خالص ولوقت، وكل اللي بنفكر فيه إن الراجل ده كان زي شعلة في بيتنا مضيئة وفي بلدنا افتقدناها، ولكن كل الأحداث بتورينا إزاي هو كان عنده بعد نظر ونظرة مستقبلية لصالح مصر.

أحمد منصور:

السادات انتقد عبد الناصر في إنه كان علاقاته بالعرب ممزقة في نهاية عهده، السادات أيضاً كانت علاقاته ممزقة إلى درجة أنه لم يمش في جنازته أياً من رؤساء العرب سوى الرئيس الصومالي والرئيس السوداني.

جيهان السادات:

والله ما يهمش إنهم يمشوا في جنازته مش هتزوده أو تنقصه، ما تهمنيش دي أبداً، إنما أنور السادات ما.. علاقته مش كانت سيئة بالعرب، أنور السادات طالبهم بإنهم يحضروا معاه هنا في السلام، أو يساندوه، أو يقفوا معاه، أو يراقبوه من بعيد لغاية ما يخلص، هم اللي رفضوا، وهم ما هم رجعوا تاني وعرفوا.. ومصر ما هي عاملة سلام مع إسرائيل ما هو رجعوا تاني وعندهم علاقات بينا، ومصر بتساعد الفلسطينيين مع الإسرائيليين علشان يوصلوا لسلام، يعني مصر دورها قائم، ورجعوا العرب بعلاقتهم لمصر، ومصر مع إسرائيل، إيه اللي زاد أو إيه اللي نقص؟! ما فيش حاجة.

أحمد منصور:

الرئيس السادات بلغ في نهايات أيامه درجة إنه كان بدأ يفكر أو يشعر وكأنه أصبح فرعون جديد في مصر؟

جيهان السادات:

لا.. لا.

أحمد منصور:

دكتور محمود جامع في كتابه بيقول إنه: فكر السادات إن هو يعني يرتدي زي فرعوني، ويأخذ جولة، وتحدث مع بعض من حوله في هذا الأمر.

جيهان السادات:

دا، دا عنده خيال رائع!! دا عنده خيال بديع!! فيه رئيس جمهورية يعمل كده؟! هل من العقل حتى تصدق كلام تافه إلى هذه الدرجة؟!

أحمد منصور:

يعني في الوقت الأخير ممكن الناس المقربين من الرئيس يكون فيه حاجات كتيرة جداً بيعرضها عليهم، خاصة وأنك لست طوال الوقت معه.

جيهان السادات:

لأ.. بس مش لدرجة التفاهات اللي بتتقال، دا.. دي.. دا ولا عيل طفل يقول.. كلام فارغ.

أحمد منصور:

ليست قضية التفاهة، ولكن الشعور بالذات وبالأنا" ارتفع عند الرئيس إلى درجة أن كثيرين يقولون أن غرور الرئيس أيضاً كان له دور في انه قتله.

جيهان السادات:

لأ.. لأ، وبعدين الدكتور جامع ما كانش صديق قريب علشان خاطر ناخذ كلامه يعني، لأ دا كان راجل بيتردد على الاستراحة زيه زي أي واحد.

أحمد منصور:

وكان بيأتيك إلى هنا، وكان عضو مجلس إدارة في جمعية (تلا) التي أنت كنت ترأسيها.

جيهان السادات:

لم يأت إلى هنا، ولم أقابله هنا، وهو قال إن أنا قابلته هنا، لم اقابله هنا نهائي..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

كنت بتقابليه في..

جيهان السادات:

قابلته في ميت أبو الكوم.

أحمد منصور:

بشكل..

جيهان السادات:

مرة أو مرتين بالكثير..

أحمد منصور:

مرة أو مرتين معنى كده إنه ما كانش بيحضر وهو عضو مجلس إدارة جمعية، أو حضرتك ما كنتتيش بتحضري؟

جيهان السادات:

لا.. لا.. لأ.. لأ، جمعية إيه اللي كان فيها ؟

أحمد منصور:

جمعية تلا

جيهان السادات:

هو كان عضو مجلس إدارة بجمعية تلا؟!

أحمد منصور:

ولازال، وهناك قضية الآن مرفوعة في المحاكم، وهو متهم فيها.

جيهان السادات:

يمكن بعد.. يمكن بعد أنا ما سبت، لكن في وجودي لأ.

أحمد منصور:

لكن هو كان علاقته قديمة بالسادات، ومعروف إنه من الناس المقربين منه.

جيهان السادات:

لأ. مش مقرب يا فندم، ما كل واحد يدعي القرابة، هو حر يدعي على كيفه، ما أنا زوجته وشايفة؟ اسأل فوزي عبد الحفيظ أقرب الناس إليه وهو حي يرزق إلى يومنا هذا، وهو السكرتير بتاعه أبداً.

أحمد منصور:

يعني هو كتابه مليء بالصور اللي بتؤكد ذلك، وأنا كمان علاوة على كتابه نحيت كتابه جانباً، والتقيت معه لساعات مطولة استمع منه.

جيهان السادات:

لأ.. لأ، أنا كتابه –للأسف- عندي بس ما قرتيهوش الحقيقة، لكن مبالغ مبالغة، هو كان على صلة، صلة زيه زي أي واحد، لكن مش صداقة، ومش قرابة إنه مقرب لأنور.

أحمد منصور:

ما هو مش أي واحد بيبقى على صلة بالرئيس، يعني الرئيس يبقى مش صلة على أي واحد.

جيهان السادات:

لأ صلة. ما أن ا هأول لحضرتك صلته إيه، يعني كان أنور السادات له عادة يروح ميت أبو الكوم في المضيفة، والناس تيجي تشرب شاي معاه وتتكلم، وبعدين يقوموا يصلوا الجمعة، ويرجعوا ويسلموا عليه وكل واحد..

أحمد منصور:

واضح إن العلاقة كانت أقوى من ذلك، هناك صحفية أميركية مشهورة كانت تشبهك، وكانت تأتي إلى الرئيس السادات في البداية وهي يهودية، ولعبت دور في ترتيب العلاقات بين (كامب ديفيد) اسمها (جودي سكيبر).

جيهان السادات:

جودي كبير.

أحمد منصور:

جودي كيبر.

جيهان السادات:

وأعرفها إلى يومنا هذا.

أحمد منصور:

وهي تعرف محمود جامع جيداً، وكان من خلال.. تعرف عليها من خلال زيارتها للرئيس السادات، ودعاها عنده في بيته أكثر من مرة، وكان على اتصال بيها، حتى يعني تكون الأمور قريبة من بعضها أيضاً، والرجل يعني ليس معنى إنه قال كلام.. بأقول لحضرتك برضو..

جيهان السادات:

لأ. ما قالش كلام يعني فيه كلام كويس جداً.. في كتابه.

أحمد منصور:

ممكن تكونى أنت رافضاه.

جيهان السادات:

لا أنكر هذا لا بالعكس..

أحمد منصور:

بالضبط، أنا لقيته من الناس اللي انصفوا السادات في جوانب كثيرة.

جيهان السادات:

لأ. بس، لأ لما يقول لك: عايز يلبس لبس فرعوني، هل دا إنصاف يا فندم؟! دي قمة الخيال.. قمة الخيال!

أحمد منصور:

عند الرئيس السادات أم عند الرجل؟!

جيهان السادات:

عند الرئيس السادات أم عند الرجل؟!

جيهان السادات:

عند الرجل.. معقولة رئيس الجمهورية..

أحمد منصور [مقاطعاً]:

ويمكن تكون عند الرئيس السادات برضو.

جيهان السادات [مستأنفة]:

يلبس زي فرعوني؟! يا فندم دا ولا عيل صغير تافه ما عندوش تفكير يقول كلام زي ده ولأ عيب.. عيب..

أحمد منصور:

يعني السادات كان بيعتبر نفسه في.. وبالذات في نهاياته..

جيهان السادات:

ولا اعتبر نفسه يا فندم، زي بالظبط….

أحمد منصور:

حقق الحرب وحقق السلام وعاش الجو، والأميركان بالإعلام عيشوه جو وشخصية..

جيهان السادات:

رجل فخور بأفعاله وأعماله فقط لكن عمره ما كان عنده..

أحمد منصور:

وكان حالم الرئيس دايماً معظم الوقت قاعد في الاستراحات، بيحلم وبيخطط وبياخد قرارات؟

جيهان السادات:

يا ريت.. يا ريت الرؤسا كلهم يحلموا وياخدوا قرارات زي أنور السادات، والله كانت الدنيا بقت أحسن.

أحمد منصور:

الرئيس كان له مخصصات سنوية كرئيس للدولة، من أيام عبد الناصر كانت مليون جنية، ارتفعت في عهد السادات إلى 2 مليون جنيه، وكانت تصرف بأوامر شخصية منه.

جيهان السادات:

مليون جنيه؟!

أحمد منصور:

كانت 2 مليون جنيه.

جيهان السادات:

دامين اللي قال الكلام ده؟

أحمد منصور:

هيكل قال إنها في نهاية عهد السادات وصلت إلى 2 مليون جنيه.

جيهان السادات:

والله خلي هيكل يبعت لي نصهم بس، أولاً لم يحدث هذا.

أحمد منصور:

.. مليون مخصصات رئيس..

جيهان السادات [مقاطعة]:

ولا مليون.. يا فندم ما فيش مخصصات..

أحمد منصور:

يا فندم مخصصات رئيس الدولة، يعني الواحد لو بيرأس مؤسسة فيها 50 واحد بيشتغلوا له مخصصات..

جيهان السادات:

أيوه له.. مخصصات.. له مرتب، وبعدين..

أحمد منصور:

رئيس الدولة لأ.. رئيس الدولة له مخصصات.

جيهان السادات:

أيوه هأقول لحضرتك أنا، له مرتب وله مثلاً.. الشغالين اللي في البيت ما بندفعش، دي تعتبر مخصصات، البيت نفسه ما بندفعش إيجاره مخصصات.

أحمد منصور:

لأ. أنا أقصد المخصصات الأخرى اللي هي ممكن تكون نثريات يتصرف فيها هو.

جيهان السادات:

لا يافندم ..لا لا لا.

أحمد منصور:

دي موجودة عند الرئيس الأميركي والفرنسي والمصري وفي كل الدنيا..

جيهان السادات:

موجودة عند الكل، بس إحنا ما كناش عندنا.. بدليل إن أنا كنت بألبس لبس بسيط جداً على قد ما نقدر.

أحمد منصور:

أنا ما بأقولش إنه كان بيديكي المخصصات دي، لكن كان..

جيهان السادات:

بيوديها فين؟

أحمد منصور:

كان بينفق منها على بنود سرية خاصة بين فوزي عبد الحافظ سكرتيره وبين..

جيهان السادات:

فوزي عبد الحافظ شريف يا فندم ورجل…

أحمد منصور:

أنا بأقولش يا فندم، أنا ما بأتهمش حد بسرقة.. أنا أرجو إنك تفهميني.

جيهان السادات:

أيوه، ممكن تصرف على حاجات يعني تنقلات مثلاً تقدر تقول لي؟

أحمد منصور:

لأ. لا لأ. تصرف على عمليات خاصة على ناس معينين، على بنود معينة تكون بين الرئيس..

جيهان السادات:

زي إيه؟ لأ، يعني تصرف إذا كان فيه مصاريف تصرف على مثلاً..

أحمد منصور:

أنا سؤالي مختلف عن كده..

جيهان السادات:

أمال إيه؟

أحمد منصور:

أنا بأقول فيه مخصصات، ودي شيء ما فيش حد يقدر ينكره.

جيهان السادات:

أنا لا أعلم بيه.. دا شيء خالص.

أحمد منصور:

يعني ما كنش فيه أي أموال بعد ما الرئيس توفي موجودة في البيت تخص الدولة؟

جيهان السادات:

لا. لا. لا. لا.. إحنا ما عندناش خزنة في البيت يا فندم، ما عنداش خزنة علشان يحط فلوس في البيت.

أحمد منصور:

الأوراق الرسمية اللي تخص رئاسة الجمهورية اللي كانت في البيت؟

جيهان السادات:

ولا عندنا حاجة، الأوراق كلها بتروح المكتب.

أحمد منصور:

أمال الرئيس كان بيدير الدولة إزاي؟

جيهان السادات:

كل الأوراق فيه مكتب، فيه مكتب لنا، المبنى اللي جنبينا، كل الأوراق اللي بتيجي بتروح المكتب.

أحمد منصور:

ما كانش فيه أي خصوصيات تتعلق بالدولة في هذا البيت؟

جيهان السادات:

نهائي.. نهيائي، بدليل إن أنا ما عنديش شيء أقدر أقول أوراق بتاعته، بدليل إن اللي كان في المكتب كله بعتوه للرئاسة بعد الحادثة، أنا ما عنديش هنا حاجة تذكر.

أحمد منصور:

تعرفي شيء، ولم تطلعي على شيء، ولم تري أي أوراق، ولم..

جيهان السادات:

اللي عندي لا يذكر.. لا يذكر، أوراق لا تذكر.

أحمد منصور:

زي إيه.. عندك أوراق سرية ممكن؟

جيهان السادات:

مش سرية.. مش سرية، أوراق عادية خالص، بتاعة حاجات يعني لا تذكر، عندي شايلاها في شنطة صغيرة، حاجة لا تذكر، لكن سألت لأن كان حتى عقد إيجار هذا البيت موجود في المكتب عنده حتى ما كانش عندي، مش لقياه، فسألت شوفوا طب في أوراقه قالوا الأوراق راحت الرياسة كلها.

أحمد منصور:

يعني البيت دا مؤجر مش ملك الدولة؟

جيهان السادات:

لأ ملك الدولة، ملك الدولة، بس كان فيه عقد إيجار، كنا بندفع إيجار، فالعقد طار..

أحمد منصور:

تدفعوا إيجار إزاي، والبيت مخصص كان للنائب لما كان الرئيس نائب رئيس جمهورية، وخصص للرئيس بعد ذلك.

جيهان السادات:

شوف روح حضرتك شركة مصر للتأمين، وهتلاقي العقد موجود عندهم الأساسي، هم أنا هأقولك حادثة صغيرة حصلت من سنين إنذار يا تدفعي، أنت عليك مش عارفة 10 سنين أم كم 15 سنة، عليكي ما دفعتيهمش، يا تدفعيهم..

أحمد منصور:

يا الدفع يا الحبس!!

جيهان السادات:

لا.. يا ريت حبس، وطرد كمان، فأنا اتخضيت خضة ما تتصورش قد إيه، ودفعنا الفلوس فوراً، وخدنا إيصال بيهم وعندي موجود..

أحمد منصور:

دفعتوا فين؟

جيهان السادات:

في شركة مصر..

أحمد منصور:

أنت دفعت من معاك أم الدولة اللي بتدفع إيجار البيت؟

جيهان السادات:

أيوه، أنا اللي دفعت من معايا لشركة مصر للتأمين.

أحمد منصور:

إيجار هذا البيت تدفعيه من معاكي؟!

جيهان السادات:

آه.. أيوه دفعته. وجالي الوصل وعندي الوصل، وبعدين كان فيه صديق لنا جاي بيزورني بعدها بكام يوم، فبأقول له: هل تتصور إن شركة التأمين تبعت لي، تقول كده؟

فالراجل اتخض الحقيقة، وبعديها –للانصاف- كان قاعد في اجتماع، وكان في الرئيس مبارك وقال له: يا ريس حصل كذا كذا كذا كذا، أنا ما رضيتش أقول للريس، وما جبتش سيرة خالص، سكت ودفعت وخلاص انتهيت.

أحمد منصور:

مبلغ بسيط بقى، إيجار رمزي يعني؟

جيهان السادات:

حاجة زي فوق الـ 10 آلاف 11 ألف 12 ألف.. حاجة زي كده.

أحمد منصور:

لـ 15 سنة؟

جيهان السادات:

آه حاجة كده يعني آه، آه طبعت كان إيجاره قديم، إيجار ما أعرفش 100،100 وشوية أو حاجة.

أحمد منصور:

100 جنيه في الشهر يعني؟

جيهان السادات:

أظن 150 حاجة زي كده يعني. يعني دا الكلام وإحنا واخدينه من كام من سنة..

أحمد منصور:

69.

جيهان السادات:

لأمش 69، 70 حاجة.. آه 69، 70.

أحمد منصور:

70 يعني 69.

جيهان السادات:

يعني في الحدود دي.

أحمد منصور:

نهاية 69.

جيهان السادات:

كان ساعتها إيجار كده، المهم فالريس طبعاً الحقيقة زعل وزعق وإزاى وإدى أمر، ورجعوا لي الفلوس تاني تاني، مع إن الوصل اللي كان عندي ده، هو ده كان بمقام العقد اللي أنا بأودر عليه ومش لاقياه. فرجعوا لي فلوسي تاني، وقال لهم عيب يعني.

أحمد منصور:

أيه الميراث اللي الرئيس السادات تركه لك؟

جيهان السادات:

ترك لنا ذكرى نعيش عليها عمرنا كلنا أغلى من أي ميراث، هو ما سابش فلوس خالص نهائي.

أحمد منصور:

إزاي رئيس الدولة، وله مخصصات وكان عنده أراضي، والمفروض كان فيه فلوس في البيت؟

جيهان السادات:

حأقول لحضرتك ارجع للبنك الأهلي ساب لنا.. أو لبنك مصر، مش عارفة في مين فيهم، طالبنا كان عليه ألف جنيه، والصاغ فوزي قلت له دفعناهم، ألف جنيه ديون مش سابهم، كان عليه ألف ساحب…

أحمد منصور:

منين كانت وسامة الرئيس وشياكته وبدله اللي كانت بتأتي من بره؟

جيهان السادات:

مرتبه.. مرتبه، هأقول لك حاجة إحنا..

أحمد منصور:

كان مرتبه كام؟

جيهان السادات:

أظن خمس آلاف في الشهر.

أحمد منصور:

خمس آلاف جنيه يجيبوا بدلتين!!

جيهان السادات:

لأ يا فندم إحنا بنتكلم من تلاتين سنة، دا هو ميت بقى له عشرين سنة.. كان الفلوس لها قيمة، مش زي دلوقتي، وزي ما قلت لحضرتك عندك سويلم اسأله، كان بيفصل عنده ومش كتير بس حاجة بذوق وحاجة حلوة، قليل لكن..

أحمد منصور:

معروف إنه كان من أشيك الناس في العالم، واختير في سنة من السنوات لهذا..

جيهان السادات:

جداً.. جداً.. دا صحيح.

أحمد منصور:

وأنا ما لقيتش النص، لكن قيل له من أين تنفق على هذه الأموال؟ فقال: إن زوجتي سيدة أعمال.

جيهان السادات:

لم يقلها أبداً، وأنا باستغرب..

أحمد منصور:

أنا دورت الحقيقة كثير حتى أجد النص والمرجع لم أجده..

جيهان السادات:

لأ يا فندم.. إزاي زوجة..، دا أنا يا فندم حتى الحاجة الوحيدة اللي أنا فاشلة فيها الناحية الاقتصادية، يعني أنا في الحسابات والحاجات دي ماليش فيها، وأتركها يعني حتى أنا في أميركا يعني، لأن أنا بأشتغل هناك ولي ضرايب وكده بأتركها لسكرتيري، ولا أعلم، لما تقول لي: أنت حتى بتدفعي ضرايب؟ ما أعرفش.

أحمد منصور:

وأخبار العزبة اللي في أميركا إيه؟

جيهان السادات:

والله خدها! أنا مدياهالك! مدياهالك متبرعة بيها! إذا كان هناك عزبة فخدها مني ليك!

أحمد منصور:

أنا خلال السنة الماضية أثناء عملية الإعداد..

جيهان السادات [مقاطعة]:

عايزة أقول لحضرتك حاجة..

أحمد منصور [مستأنفاً]:

اتصلت عليك وأنت في الولايات المتحدة، وأعطيتنيي أرقام كنت أتصل عليك.

جيهان السادات:

أيوه.

أحمد منصور:

لديك بيت؟ لديك فعلاً عزبة هناك؟ لديك.. ماذا تملكين في الولايات المتحدة؟

جيهان السادات:

لا أملك شيء في أميركا، وعايزة أقول لك حاجة، مش بس في أميركا وفي مصر، بعد أنور السادات اتعمل حواليه يعني نوع من التفتيش والبحث عن بس يلاقوا حاجة لجيهان السادات غلطة لجيهان السادات، أرض لجيهان السادات ،بيت ليجهان السادات، غير ميت أبو الكوم فقط.

أحمد منصور:

نشر إن المدعي العام الاشتراكي حقق مع جمال السادات..

جيهان السادات [مقاطعة]:

لم يحدث..

أحمد منصور [مستأنفاً]:

في تهمة إنه كان معاه حقيبة فيها مجوهرات يخرج بها من المطار.

جيهان السادات:

لم يحدث يا فندم، وكل دا كلام كذب.. كذب، يعني أنا باستغرب جابوا الكلام ده منين!

أحمد منصور:

لم تأخذي شيئاً من مجوهرات العائلة المالكة التي وزعت على كثير من أعضاء مجلس قيادة الثورة، وكان فيها فضائح كثيرة؟

جيهان السادات:

لا.. حرام.. حرام، وأنا هنا بأدافع عن رجال الثورة، ما حدش خد حاجة أبداً من حاجات الملك، ودي في خزنة، وما حدش يقدر يا خدها..

أحمد منصور:

لا.. ثروة المجوهرات الملك، بددت وأخذت وهناك كلام كثير عليها..

جيهان السادات:

لا يا فندم. لم تبدد.. لا. لا. لأ، لا يا فندم، لأ دا برضو من التشنيعات اللي،بتقال ولا علينا لا على غيرنا، أنا بأقولها.

أحمد منصور:

طب اسمحي لي، كثيرات وكثيرين ممن يشاهدون الحلقات ربما يتساءلون عن سر احتفاظك بوسامتك وأيضاً بـ.. يعني.. حفاظك على أمورك إلى الآن.

جيهان السادات [مقاطعة]:

ربنا يخليك..

أحمد منصور [مستأنفاً]:

وما تنفقينه أيضاً على هذا الجانب، من يرتب لك هذه الأمور حينما كنت تحملين لقب سيدة مصر الأولى وإلى الآن؟

جيهان السادات:

والله حاقول لحضرتك، أنا عمري ما حد بيعمل لي حاجة، وأنا اللي بأسرح نفسي، أنا اللي بأحط كريمات، أنا اللي بأعتني بنفسي، أنا للي بأحط (الميك أب) بتاعي، الماكياج بتاعي، حتى في الأفراح، حتى في الحفلات حتى في أفراح أحفادي وولادي.

أحمد منصور:

يعني مالكيش وصيفات؟

جيهان السادات:

مالياش وصيفات، ولا عمري كان لي وصيفة ولا مساعدة؟

أحمد منصور:

ولما كنت تحملي لقب مصر الأولى ما فيش وصيفة سيدة مصر الأولى؟

جيهان السادات:

أنا ما عملتش اللقب، اللقب أطلق عليَّ، وربما أستحقه، مش ربما، فعلاً أنا أستحق هذا اللقب، لكن أنا ما طلبتهوش وهو قيل عليَّ.. يتقال، لكن ما كانش عندي حاجة من دي أبداً، كان عندي سكرتيرة، ست فاضلة، وهي مدام صادق كانت بتساعدني مثلاً، أو تخرج معايا بدل ما أبقى راكبة لوحدي بتبقى معايا، وست فاضلة، وما كانش مجرد الناس لما تيجي هي اللي تقابلهم يعني.. لا أكثر من هذا.

أحمد منصور:

أزيائك منين بتشتريها؟

جيهان السادات:

فيه مدام إحسان اللوزي هي اللي بأخيط عندها إلى يومنا هذا.

أحمد منصور:

لأ ما بتجيبيش من أوروبا، من باريس، من نيويورك؟

جيهان السادات:

لأ.. ممكن قوى ولادي يكونوا مسافرين، ويجيبوا لي هدية، يعني لا أنكر هذا.

أحمد منصور:

لكن أنت بنفسك ملابس يعني.

جيهان السادات:

نادر.

أحمد منصور:

مش من دور الأزياء العالمية بترتيبها؟

جيهان السادات:

لا لا لا لأ، أنا هأقول لحضرتك، أنا لي صديقة في فرنسا كانت بتاخدني في محلات الجملة في فرنسا، واخد الفستان اللي معروض في (الفبور) بـ.. مش ربع الثمن، أقل بكتير من ربع الثمن، وفي نفس الوقت أنا يعني بأحب البساطة في لبسي، ما بأحبش الكعبلة، ما أحبش خرز، ما أحبش شغل، ما أحبش.. يعني لي نمط معين في لبسي لا أخرج عنه.

أحمد منصور:

والمجوهرات التي لديك.

جيهان السادات:

ما عنديش مجوهرات، إذا كان عندي شيء كان فيه بعضه هدايا فإدينه لبناتي في حياتي، يعني أنا دلوقتي على فكرة ساعات أما أكون في فرح وعايزة ألبس حاجة كويسة أستلف حاجة من بناتي يعنى ما … وبعد عاوزة أقول لحضرتك حاجة أنا مش غاوية والله، مش غاوياها.

أحمد منصور:

الرئيس السادات، كان له وصية أن يدفن في وادي الراحة في سيناء، وكان عمل مجمع هناك، وهناك من يقول إن هناك وصية أخرى إن كان يدفن في ميت أبو الكوم.

جيهان السادات:

ميت أبو الكوم.

أحمد منصور:

ولم يدفن في هذا ولا ذاك، وقيل أنك أنت السبب في هذا، وأنت قررت أن يدفن في…

جيهان السادات:

نعم.. عند المنصة..

أحمد منصور:

قبر الجندي المجهول عند المنصة؟

جيهان السادات:

نعم، هو في وقت من الأوقات كان اتفاقنا إنه هيتدفن في ميت أبو الكوم، في المدفن بتاع ميت أبو الكوم، وعندنا إحنا مدفن خاص بالأسرة مدفون فيه أخوه أبوه، والدته، كل العيلة يعني حتى بقيت أقول له دا بعيد، وهنقعد ناخد ساعة ونص أو ساعتين علشان نوصل وبعيد يا أنور، فجه في وقت من الأوقات في الآخر كان بيتكلم على الدفن والموت، فقال: طيب أنا عايز أدفن في.. في سيناء عند ساتت كاترين بين، وفيه جامع هناك..

أحمد منصور:

نعم.. مجمع الأديان اللي عامله..

جيهان السادات:

مجمع الأديان، كان نفسه يعمل مجمع أديان هناك، فقلت له: لأ. دا ميت أبو الكوم أرحم لأنها أقرب، دا عايز طيارة علشان نوصل له، فمش عملي؟ فضحك وسكت، قال..، قلت: خلاص فكر في حاجة تانية ولا دي ول ادي، يعني فكر حاجة قريبة، فقال: نسيبها دلوقتي لوقتها.

أحمد منصور:

كان ليك طموح سياسي لما الرئيس توفي، وكنت صحيح تريدي أن تذهبي إلى التليفزيون لإلقاء بيان من هناك؟

جيهان السادات:

لا.. لم يحدث.. لم يحدث، من قال هذا؟!

أحمد منصور:

ألم تكوني أيضاً تفكري بأن يكون لك دور سياسي مثل بعض السيدات اللائي ظهرن خلال الخمسين سنة الماضية أو خلال هذا القرن؟

جيهان السادات:

كنت عملته وجوزي موجود، كنت رشحت نفسي في مجلس الشعب ونزلت، وبقيت عضو.. زي (هيلاري كلينتون) كده، كنت نزلت مجلس شعب، ثم طموحي يؤهلني إني أنا أبقى رئيس مجلس شعب وبعدين.. لا.. لأ.

أحمد منصور:

ما فكرتيش في هذا الدور؟

جيهان السادات:

نهائي.

أحمد منصور:

اعتبرت إن دورك انتهى يوم ما قتل الرئيس السادات؟

جيهان السادات:

.. نعم.. نعم.

أحمد منصور:

واستطعت أن تقنعي نفسك بذلك بعيداً عن الأضواء والتليفزيونات؟

جيهان السادات:

نعم، وأنا، مقتنعة، مش حاولت أقنع نفسي، أنا مقتنعة إن كل إنسان بيلعب دور في حياته في فترة ما.

أحمد منصور:

إيه الدور اللي بتلعبيه من 81 إلى الآن؟

جيهان السادات:

بألعب دور في.. إحساسي أنا قوي جداً وهو رسالة السلام اللي أنور السادات عملها، ورسالة عن المرأة المصرية اللي ما يعرفش عنها الكثيرين في الخارج، دي بأقولها بصراحة، وبأعرف العالم الخارجي من هي المرأة، واشتراكها في المجتمع، واشتراكها في التنمية، ودورها في.. اللي بتلعبه في مصر، ودور أنو السادات في السلام اللي بدأه، واللي فتحه، واللي لم ينته إلى يومنا هذا، ولكن هو على أبواب الانتهاء إن شاء الله.

أحمد منصور:

إيه الأخطاء السياسية اللي بتعتبري إن السادات ارتكبها في حياته؟

جيهان السادات:

والله هي حكاية اعتقالات سبتمبر الأخيرة أنا كنت يعني مش موافقاه عليها كلها الحقيقة، وكنت بأقول له يعني دي فيها أخطاء.

أحمد منصور:

لكن غير كده بتعتبري السادات..

جيهان السادات:

مية المية على حق..

أحمد منصور:

نبي مرسل يعني؟!

جيهان السادات:

لأ.. مش مرسل، ولكن إنسان عنده حكمة وعقل وحنكة سياسية، ورجل يعني عنده نظرة مستقبلية، بدليل اللي إحنا شايفينه بيحدث حوالينا النهارده، واللي أنور السادات بدأه وعمله من كذا و عشرين سنة فاتت.

أحمد منصور:

ألم يخطط السادات في حياته -وأنت بعد مماته- لكي يلعب جمال السادات ..لكي يلعب جمال السادات دور سياسي في مصر؟

جيهان السادات:

نهائي.. نهائي وتوصية، توصية حريمة من أنور السادات لي ولا ولأولادي بما فيهم ابني أولاً: ابعدوا عن السياسة ابعدوا عن السياسة قلنا له: ما حدش فينا.. يعني ما حدش فينا بصراحة كمان غاوي سياسة.

أحمد منصور:

تقييمك أيه للدور اللي أنت لعبتيه في تاريخ مصر في الفترة من 70 لـ 81 على وجه الخصوص؟

جيهان السادات:

أفتخر به أنا، ويجب أن تفتخر به كل مرأة مصرية، لأن أنا كان ممكن جداً أكون مرات رئيس جمهورية قاعدة لحفلات، وطلوع مطار، ومقابلة رؤساء دول، وسفر مع زوجي وأبقى مرتاحة ومبسوطة، لكن أنا نزلت وتعبت، نزلت للشعب للقاعدة، وحاولت قدر استطاعتي إن أنا أساعد المرأة، أساعد المعوق، أساعد الطفل، أساعد الطالب، أساعد مريض السرطان، كل دي عملت لها جمعيات، وأنا فخورة مش أنا بس اللي عملتها، أنا عملتها بمجموعة متخصصة معايا في كل المجالات، وقانون الأحوال الشخصية أنا فخورة بيه، كل هذا أنا فخورة بيه، إن أنا لعبت دور يوم ما ربنا إداني الفرصة إن أنا ألعبه، لعبته وأنا مقتنعة باللي عملته.

أحمد منصور:

إيه الشيء اللي أنت حاسة إنك ندمانة عليه، أو كان ممن تعمليه بشكل أفضل من خلال الأدوار التي لعبتيها؟

جيهان السادات:

والله ما فيش شيء ندمانه عليه أبداً الحقيقة، صراحة يعني.. ما فيش حاجة فكرت إن أنا يا ريتني عملتها لأ، أنا عملت قدر استطاعتي وبالظروف اللي قدامي.

أحمد منصور:

لو نظرت إلى سبعة وستين عاماً هي عمرك الآن، وما يقرب من اثنين وثلاثين عاماً حياة مع الرئيس السادات.

جيهان السادات:

نعم.

أحمد منصور:

كيف تقييمين هذه وتلك؟

جيهان السادات:

أشعر بالفخر إن أنا ربنا إداني فرصة إن أنا أكون زوجة لرجل عظيم زي أنور السادات. وأشعر بفخر أيضاً إن أنا قدرت أقف جنبه موقف الزوجة المحبة اللي شاركت زوجها في.. أنا في العمل الاجتماعي، وهو في العمل الوطني والسياسي، جبت له أولاد يفتخر بيهم، وأنا أفتخر بيهم، يعني أديت دوري جنبه كأي زوج يفتخر بزوجته كما أنا فخورة بيه.

أحمد منصور:

في ختام هذه الشهادة هل هناك شيء تودين أن تقوليه في النهاية؟

جيهان السادات:

والله أنت ما خليتليش إي حاجة، وأشكرك على كل اللي قلته، لأ.. ما فيش حاجة أبداً.

أحمد منصور:

أنا بأشكر حضرتك كتير.

جيهان السادات:

شكراً.

أحمد منصور:

صبرت على وتحملتيني طوال فترة الإعداد سنة كاملة.

جيهان السادات:

صحيح.. صحيح.. صحيح!!

أحمد منصور:

وطوال الحلقات أيضاً التي استغرق تسجيلها أيضاً مدة.

جيهان السادات:

لأ بس أنا عايزة أقول لك حاجة، أنت أسعدتني بأسئلتك اللي.. اللي فيها صعب كتير جداً، لكن بالعكس أنا سعيدة إنها توضح للجمهور، أو توضح لمن يتصور عكس هذا، فالبعكس أنا أشكرك على كل هذا.

أحمد منصور:

أنا يا فندم اللي باشكر على سعة صدرك، وعلى هذه الشهادة في النهاية، وأتمنى لك التوفيق شكراً جزيلاً.

جيهان السادات:

شكراً.. شكراً.. شكراً.

أحمد منصور:

كما أشكركم مشاهدينا الكرام على حسن متابعتكم. حتى ألقاكم في حلقة قادمة مع شاهد جديد على العصر، هذا أحمد منصور يحييكم و السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.

المصدر : الجزيرة